[COLOR=darkred]اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم وهلك أعدائهم يا الله 00[/COLOفي بعض الصفات
أمّا بعد: فإنَّ الأمرَ يَنْزِلُ، مِنَ السَّماءِ إلى الأرضِ، كَقَطَراتِ المطرِ على كُلِّ نَفْسٍ بما قُسِمَ لها مِنْ زيادَةٍ أو نُقْصانٍ. فإذا رأى أحَدُكُمْ لأخيهِ غَفيرَةً(1) على أهلٍ، أو مالٍ،أو نفسٍ، فلا تَكونَنَّ له فِتْنَةً(2)، فإنَّ المرءَ المُسلِمِ البريءَ مِنَ الخيانَةِ، ما لَمْ يَغْشَ دَناءَةً(3) تَظهَرُ فَيَخْشَعُ لها إذا ذُكِرَتْ(4)، ويُغْرى بها لِئامُ الناسِ، كانَ كالفالِجِ الياسِرِ(5) الذي يَنتظِرُ أوَّلَ فوزَةٍ مِنْ قِداحِهِ(6)، تُوجِبُ لهُ المَغْنَمَ، ويُرفَعُ بها عنهُ المَغْرَمُ(7)، وكذلك المرءُ المسلمُ، البريءُ مِنَ الخيانةِ، يَنتَظِرُ مِنَ اللهِ إحدى الحُسْنَيَيْنِ: إما داعِيَ الله فَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لهُ، وإما رِزْقَ الله فإذا هو ذو أهْلٍ ومالٍ ومعَهُ دينُهُ وحَسَبُهُ. إنَّ المالَ والبنينَ حَرْثُ الدنيا، والعَمَلُ الصالِحَ حَرثُ الآخِرَةِ، وقدْ يَجْمَعُهُما اللهُ لأقْوامٍ، فاحذَرُوا مِنَ الله ما حَذَّرَكُمْ مَنْ نَفُسِهِ، واخشَوهُ خَشْيَةً ليسَتْ بِتَعْذيرٍ، واعملوا في غَيْرِ رياءٍ ولا سُمْعَةٍ، فإنَّهُ مَن يَعمَل لِغيرِ الله يَكِلهُ اللهُ إلى مَنْ عَمِلَ لهُ. نَسألُ اللهَ مَنازِلَ الشهدَاءِ، ومُعايَشَةَ السُّعَدَاءِ، ومُرافقةَ الأنبياءِ(*).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) غفيرة: زيادة وكثرة.
(2) فلا تكونن له فتنة: لا يحسده أخاه.
(3) يغش دناءة: يأت برذيلة.
(4) يخشع لها: يخجل منها.
(5) كالفالج الياسر: المقامر الفائز.
(6) قداحه: أسهمه الرابحة.
(7) المغرم: الخسارة.
(*) نهج البلاغة: ج 1 رقم 23.
أمّا بعد: فإنَّ الأمرَ يَنْزِلُ، مِنَ السَّماءِ إلى الأرضِ، كَقَطَراتِ المطرِ على كُلِّ نَفْسٍ بما قُسِمَ لها مِنْ زيادَةٍ أو نُقْصانٍ. فإذا رأى أحَدُكُمْ لأخيهِ غَفيرَةً(1) على أهلٍ، أو مالٍ،أو نفسٍ، فلا تَكونَنَّ له فِتْنَةً(2)، فإنَّ المرءَ المُسلِمِ البريءَ مِنَ الخيانَةِ، ما لَمْ يَغْشَ دَناءَةً(3) تَظهَرُ فَيَخْشَعُ لها إذا ذُكِرَتْ(4)، ويُغْرى بها لِئامُ الناسِ، كانَ كالفالِجِ الياسِرِ(5) الذي يَنتظِرُ أوَّلَ فوزَةٍ مِنْ قِداحِهِ(6)، تُوجِبُ لهُ المَغْنَمَ، ويُرفَعُ بها عنهُ المَغْرَمُ(7)، وكذلك المرءُ المسلمُ، البريءُ مِنَ الخيانةِ، يَنتَظِرُ مِنَ اللهِ إحدى الحُسْنَيَيْنِ: إما داعِيَ الله فَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لهُ، وإما رِزْقَ الله فإذا هو ذو أهْلٍ ومالٍ ومعَهُ دينُهُ وحَسَبُهُ. إنَّ المالَ والبنينَ حَرْثُ الدنيا، والعَمَلُ الصالِحَ حَرثُ الآخِرَةِ، وقدْ يَجْمَعُهُما اللهُ لأقْوامٍ، فاحذَرُوا مِنَ الله ما حَذَّرَكُمْ مَنْ نَفُسِهِ، واخشَوهُ خَشْيَةً ليسَتْ بِتَعْذيرٍ، واعملوا في غَيْرِ رياءٍ ولا سُمْعَةٍ، فإنَّهُ مَن يَعمَل لِغيرِ الله يَكِلهُ اللهُ إلى مَنْ عَمِلَ لهُ. نَسألُ اللهَ مَنازِلَ الشهدَاءِ، ومُعايَشَةَ السُّعَدَاءِ، ومُرافقةَ الأنبياءِ(*).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) غفيرة: زيادة وكثرة.
(2) فلا تكونن له فتنة: لا يحسده أخاه.
(3) يغش دناءة: يأت برذيلة.
(4) يخشع لها: يخجل منها.
(5) كالفالج الياسر: المقامر الفائز.
(6) قداحه: أسهمه الرابحة.
(7) المغرم: الخسارة.
(*) نهج البلاغة: ج 1 رقم 23.
تعليق