إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سني يرفع الغطاء عن وجهه ليكفر الشيعة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سني يرفع الغطاء عن وجهه ليكفر الشيعة

    بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وآل محمد
    منقـــــــــول
    [ تكفير الشيعة ]
    فيمن افتى بكفر الشيعة وتفصيل ما استدل به على ذلك ، والغرض استئصال بذور الشقاق بايضاح خطأه ، واجتثاث أرومة الافتراق ببيان اشتباهه حرصا على أن لا يكال بصاعه ، واتقاء من تصديقه واتباعه ، وقد اقتصرنا من ذلك على ما وجدناه في (باب الردة والتعزير من فتاوي الحامدية) (وتنقيحها) بامضاء الشيخ نوح الحنفي لاشتهار هذين الكتابين ورجوع من بأيديهم منصب الفتوى في المملكة المحروسة اليهما (448) .
    قال في جواب من سأله عن السبب في وجوب مقاتلة الشيعة وجواز قتلهم : اعلم أسعدك الله ان هؤلاء الكفرة والبغاة الفجرة جمعوا بين اصناف الكفر ، والبغي ، وانواع الفسق ، والزندقة ، والالحاد ، ومن توقف في كفرهم ، والحادهم ، ووجوب قتالهم وجواز قتلهم فهو كافر مثلهم .
    قال : وسبب وجوب قتالهم ، وجواز قتلهم ، البغي ، والكفر معاً ، أما البغي : فانهم خرجوا عن طاعة الامام خلّد الله تعالى ملكه الى يوم القيامة ، وقد قال الله تعالى : {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله} والامر للوجوب فينبغي للمسلمين اذا دعاهم الامام ، الى قتال هؤلاء الباغين الملعونين على لسان سيد المرسلين ، أن لا يتأخروا عنه بل يجب عليهم أن يعينوه ويقاتلوهم معه .
    قال : وأما الكفر فمن وجوه : منها : أنهم يستخفون بالدين ويستهزئون بالشرع المبين ، ومنها : أنهم يهينون العلم والعلماء ، ومنها : أنهم يستحلون المحرمات ، ويهتكون الحرمات ، ومنها : أنهم ينكرون خلافة الشيخين ويريدون أن يوقعوا في الدين الشين ، ومنها : أنهم يطولون السنتهم على عائشة الصديقة (رضي الله تعالى عنها) ويتكلمون في حقها ما لا يليق بشأنها (من أمر الافك) مع أن الله تعالى أنزل عدة آيات في براءتها ( قال والله يعلم أنه كاذب فيما قال) فهم كافرون ، بتكذيب القرآن العظيم ، وسابون النبي ضمناً بنسبتهم الى أهل بيته هذا الامر العظيم ، ومنها : أنهم يسبون الشيخين سوّد الله وجوههم في الدارين... الى أن قال : فيجب قتل هؤلاء الاشرار الكفار تابوا او لم يتوبوا ، ثم حكم باسترقاق نسائهم وذراريهم .
    قلت : هذا الذي لا تبرك الابل على مثله ، هذا الذي لا تقوم السماء والارض بحمله ، هذا الذي لا يتسنى للغيور ان يقيم في أرض ينشر فيه ، هذا الذي لا يستطيع الحمي ان يستظل بسماء تشرق شمسها على معتقديه ، هذا الذي ما أنزل الله به من سلطان ، هذا الذي يأباه الله ورسوله وكل ذي وجدان ، هذا هو الاختلاف الذي ليس بعده ائتلاف ، هذا هو الافتراق الذي ليس بعده اتفاق ، هذا هو المحاربة التي ليس بعدها مصاحبة . هذا والله الافك والبهتان ، هذا والله الظلم والعدوان .
    بجدّك قل لي هل درى صاحب الفتوى أي دماء من اهل الشهادتين سفكها ؟! وأي قانتات هتكها ؟! وأي حرمات لله عزوجل انتهكها ؟! وأي صبية من بني الاسلام سلبها ؟! وأي أموال مزكيات نهبها ؟ وأي ديار معمورة بالصلاة وتلاوة القرآن خربها ؟ وأي كبد لرسول الله بذلك فراها ؟ واي عين لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بفتواه أقذاها ؟ وأي فتنة بين المسلمين أججها ؟ وأي حرب بينهم ألجمها واسرجها ؟ وأي شوكة لهم بذلك كسرها ؟ واي دولة لاعدائهم أعزها ونصرها ؟ وأي مخالفة لحكم الله ارتكبها ؟ وأي أوزار بتكفيره للمسلمين احتقبها {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } ؟! (449) .
    ولو درى الى أي غاية بلغ الشيعة في المحافظة على قوانين الدين ونواميس الشريعة ، او علم الى أي أوج ارتقوا في الاحتياط بالاحكام ، او الى أي حد انتهوا في التمسك بثقلي سيد الانام ؛ او الى أي مرتبة أخذوا بالسنة السنية أو الى مقدار اقتدوا بالعترة الطاهرة الزكية ، لدعا بالويل والثبور وتمنى أن يكون قبل هـذه البائقة من أهل القبور .
    ظن الرجل انه قضى على الشيعة بعداوته ، وزعم انه اسقطهم بإفكه وبهتانه فطاش سهمه وضلّت مطيتة ، بل كان (كالباحث عن حتفه بظلفه) ، (والجادع ما رن أنفه بكفه) .
    أجل والله ما قضى الا على مروءته ، ولا أسقط بأكاذيبه غير أمانته ، وقد افتضح بين علماء العالم ، واتضح تحامله بالزور لدى فضلاء بني آدم ، وكان كمبغضي الانبياء اذ سطروا الاساطير افتراء عليهم وأعداء الاوصياء ، اذ ملأوا الطوامير في نسبة الاباطيل اليهم ، فما أثر ذلك فيهم الا رفعة ، ولا ازدادت شرائعهم الا عزا ومنعة { سنة الله قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا } (450) .
    كان العزم على أن نربأ عن مناقشته ، ولا نلوث اليراع بمحاسبتة لوضوح افترائه وظهور ظلمه واعتدائه ، لكن اقتدينا بالكتاب الكريم والذكر الحكيم ، اذ تصدى للرد على كل أفاك أثيم فقال جل وعلا :{وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء } (451) الى غير ذلك مما كان في التنزيل من هذا القبيل .
    ذكر الرجل لوجوب قتال الشيعة وجواز قتلهم سببين : (البغي والكفر) وقد علم الله ورسوله ، وأولو الفضل من عباده أنه ظلم الشيعة بذلك وبغي عليهم ، كما افك اعداء الانبياء اذ نسبوا السحر والجنون اليهم ، ونحن نناشدكم الله أيها الناس متى كانت الشيعة خاضعة للسلطان ، وفي أي جهة من مملكته المحروسة كان ذلك منهم ، وبما بغوا عليه ؟ أرأيتموهم تأخروا عن أداء الخراج ، او توقفوا عن دفع الضرائب والاعشار والاعانات ، او تخلفوا عن جهاد عدوه ، أو قصروا عن طليعة عساكره ، أو تقهقروا عن مقدمة جنوده ، او خانوه في خدمة ، او كفروا له نعمة ؟!
    كلا ! والله ماكان ذلك منهم ولا هو جائز عندهم ، والناصب الكاذب يعلم براءتهم منه (1)
    ---------------------
    (1)يعلم الناصب وغيره أن الشيعة والسنة في الخضوع للسلطان وعدمه على حد سواء لأن من كان منهما في مملكته فهو مطيع بحكم الوجدان والعيان ، ومن كان من كلا الطائفتين في ممالك الأجانب فهو ممنوع عن طاعته وأما شيعة إيران فكأهل السنة في مراكش وأفغان فأي فرق بين الشيعة والسنة في هذا الأمر يا مسلمون ؟
    .


    ويقطع بأنهم في غاية البعد عنه ، وانما أراد اغراء السلطان بهم ، وحملة على استئصالهم ، ومبالغة في ابادتهم واحتياطاً على ان لا يكون لهم نصيب من مراحم الدولة ، ولا حصة من عدل القانون ، ولا سهم من أنصاف الولاة ، و لا حظ من معاشرة العامة { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون } (452) .
    وأما قوله بكفرهم : فانه قول من لا يخاف من الله سطوة ، ولا يخشى منه نقمة ، قول لم يرجع فيه الى دين ، ولا عمل فيه بما تواتر عن سيد النبيين والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم من الحكم بالاسلام ، على كل من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام الشهر وحجّ البيت من اهل الشهادتين والايمان باليوم الآخر .
    وقد أفردنا في أوائل هذه الرسالة فصلاً لبيان معنى الاسلام والإيمان وهو (الفصل الثاني) منها ، وأوردنا فيه وفي (الفصول الثلاثة) التي بعده طائفة من الصحاح الحاكمة بما قلناه ، وتكلمنا هناك بما يجدر بالباحث المدقق ان يقف عليه ، فالمرجو ممن وقف على هذا الفصل مراجعة تلك الفصول ، ليعلم أن قواعد الشريعة تحكم بإيمان الشيعة ، ويعرف ان الصحاح المتواترة تقضي باحترامهم في الدنيا ونجاتهم في الاخرة (453) .
    وأما الوجوه التي اعتمد الناصب عليها في التكفير فانها من أوضح أفراد الأفك وافضح انواع التزوير .
    إفك لا يكون من صبي يرجى فلاحه ، وزور لا تأتي به أمة وكعاء الا أن تكون مدخولة العقل ، ونحن نذكر تلك الوجوه( وهي ستة ) وتتكلم في كل منها بما يوجبه العلم وتقضي به الامانة .

    الوجه الاول

    زعم ان الشيعة تستخف بالدين وتهزأ بالشرع المبين ، وهذا قول لا يخفى زوره وافك لا يمطل ظهوره ، فان الشيعة أحوط الناس على الدين وأعظمهم تقديسا للشرع المبين ، وتلك كتبهم في الاصول (454) والفروع (455) والتفسير (456) والحديث (457) تشهد (وقد ملأت ما بين الخافقين (458) ) لهم بذلك ، على ان هذا الامر غني عن البرهان بعد أن كان شاهده الحس والوجدان .
    واذا استطـال الشـيء قـام بنفسـه وصفـات ضوء الشمس تذهب باطلا (459)
    وليته دلنا على الموارد التي استخف بها الشيعة من معالم الدين ، أو أخبرنا عن المقامات التي استهزوءا فيها بالشرع المبين . أتراهم استخفوا بالخالق تبارك وتعالى فشبهوه بخلقه تارة ، وجوزوا عليه القبيح أخرى ، ام استخفوا بالانبياء والاوصياء ، فنسبوا اليهم صلوات الله عليهم ما يليق بالأشقياء ، أم استخفوا بمقام سيّد البشر فقالوا إنه والعياذ بالله هجر ؟! (460) .
    كلا والله انهم لأعظم تقديساً لله واكبر تنزيهاً لأنبيائه وأكثر تعظيما لخلفائه ، وأحكم قواعد في الاصول ، وأشد احتياطاً في الفروع وأكثر تثبتاً في قبول الحديث ، واحرز للواقع في كل ما يرجع للدين ، وانا ألفت الباحث الى أصول الامامية ، وفروعهم ليعلم الحقيقة ، على أن من ساح في بلادهم ، وجاس خلال ديارهم يرَ مواظبتهم على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر الواجبات في جميع الأحوال رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً أحراراً ومماليك ، بحيث لا يتسامح في ذلك منهم الا من سرى اليه الداء من معاشرة غيرهم ، ومن ترك فريضة من الصلوات الخمس او أفطر يوما من شهر رمضان بلا عذر ، يعزر عندهم بخمس وعشرين سوطاً فان أعاد عزر ثانيا فإن أعاد قتل، والاحوط تأخير إعدامه الى المرة الرابعة ، ولا يؤخر الى الخامسة (ولولم تكن الحدود معطلة ) بأجماعهم (461) .
    هذا في غير المنكر أما المنكر لوجوب الصلاة أو الصوم او الزكاة او الخُمس او الحج او غيرها من الضروريات ، كحرمة الزنى واللواط والسرقة وشرب الخمر والغيبة والفساد في الارض واشباهها او الشاك في شيء من ذلك فانه يقتل بمجرد الانكار او الشك (462) .
    وقد امتازوا بالاستنابة عن الميت في الصلاة والصوم كما يستنيبون عنه في الحج ، وأوجبوا على وليه قضاء ما فاته من الصلاة والصوم في الجملة ، ولو علموا أن في ذمته زكاة او خمساً او مظالم أخرجوها من أصل ماله وان لم يوصَ بها كسائر الديون ، وهكذا احتياطهم في جميع العبادات والمعاملات والايقاعات وسائر الشرعيات (463) ، فكيف يتسنى للناصب بعد هذا ان يرميهم بالاستخفاف بالدين والاستهزاء بالشرع المبين ، ونعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل ، وبه نستجير من بوائق العثرة وسوء الخطل ، انه ارحم الراحمين .

    الوجه الثاني

    انهم يهينون العلم والعلماء ، سألتكم ايها المنصفون بالحقيقة التي ضيعها المرجفون ، هل سمعتم أوحش من هذا العدوان ؟ او بلغكم أفحش من هذا البهتان ، او رأيتم أحمق من هذا الدليل ، او حدثتم بأسخف من هذا الوجه الساقط الرذيل ؟ أللشيعة يقال ذلك ؟! وهم الذين أسسوا العلوم ومهّدوها وأحكموا المعارف وشيّدوها وسبقوا بالتأليف فلم يلحقوا وعرجوا الى أوج الفضل فحلّقوا فما من علم من العلوم الدينية الا وهم أصله وفرعه ، وما من فن من الفنون الاسلاميه الا وهم معدنه (1) .
    ـــــــــــــ
    (1)من ابتغى تفصيل هذه الجملة والوقوف على حقيقتها فعليه بكتاب (تأسيس الشيعة) لمؤلفه شيخ المسلمين ومن انتهت إليه النوبة في الاستواء على دست آبائه الطيبين الطاهرين الامام الشريف آية الله أبي محمد الحسن من آل شرف الدين المشهور بالسيد حسن الصدر الموسوي العاملي الكاظمي فإنه متّع الله المسلمين بشريف وجوده ، تتبع العلوم الدينية ذكراً واستقصى الفنون الإسلامية سبراً ، واستوفى البحث عن مؤسسيها ، واستقرأ الكلام في طبقات المصنفين فيها ، فأثبت بذلك للعيان وأظهر بالحس والوجدان سبق الإمامية إلى جميع الفنون الإسلامية ، وقد اختصر هذا السفر الثمين في كتاب وسمه بكتاب (الشيعة وفنون الإسلام) وهو من الكتب المنتشرة بفضل مطبعة العرفان .

    وما أدرى بأي شيء أهانوا العلم والمعارف أبالمدارس التي عمروها (464) أم بالاوطان التي رغبة في العلم هجروها ، أم بالاعمار التي على التعلم قصروها أم بالافكار في خدمة العلم حصروها ، ام بالاموال التي في سبيله اتلفوها أم بالقرى التي على طلابه وقفوها ، ام بالقواعد التي أحكموها ، والاصول التي أبرموها ، والاحكام التي أقاموا دليلها ، والغاية التي اوضحوا للعالمين سبيلها ؟ ؟ ؟
    وما أدري كيف رماهم بإهانة العلماء مع شهادة البر والفاجر بأنهم أشد الناس للعلماء تعظيما ، واعظم العالمين لهم تبجيلا ، لا يرجعون في الحوادث إلاّ اليهم . ولا يعولون في أمور الدنيا والدين الا عليهم (465) .
    نعم هناك من قضاة الرشوة وشيوخ الزور وعلماء السوء والمرجفين في المسلمين والناصبين للمؤمنين ، من لا يسع المؤمن تعظيمه ولا تباح له موالاته ، فإهانته بالاعراض عنه وعدم أخذ الدين منه واجبة باجماع المسلمين وحكم الضرورة من الدين .
    على أنا ننقض على الناصب بنفسه اذ أهان بهذه الفتوى جميع علماء الشيعة وكافة حفاظ الشريعة ، بل أهان بقوله : (ومن توقف في كفرهم والحادهم ووجوب قتالهم وجواز قتلهم فهو كافر مثلهم) جميع من توقف في هذه المسألة من أهل السنة ، وجميع من حكم من علمائهم باسلام الشيعة ممن سمعت كلامهم في الفصل المختص بمـا افتى به علماء السنة كما لا يخفى .
    ومن وقف على حكم هذا الرجل بكفر من توقف في تكفير الشيعة بعد مراجعة ذلك الفصل وهو (الفصل 6 من الفصول المتقدمة) علم انه قد كفر امامية أباحنيفة ، والاشعرى ، وكفّر الامام الشافعي ، وسفيان الثوري ، وابن أبي ليلى ، وداود بن علي ، والحسن البصري ، وسعيد بن المسيب ، وابن عيينة ، وابن سيرين ، والزهري ، وأبا طاهر القزويني ، والامام السبكي ، وأبا المحاسن الروياني ، والقدماء من علماء بغداد قاطبة ، وكفر ابن حزم الظاهري ، والشيخ الكبير ابن العربي ، والعارف الشعراني ، وصاحب فتح القدير ، والملا علي الحنفي ، وابن تيمية ، وابن عابدين ، والمعاصر النبهاني ، وغيرهم ، اذ حكموا جميعا باسلام كافة أهل الاركان الخمسة من الشيعة وغيرهم ، فان كانت اهانة العلماء كفرا فالناصب من كفر العالمين ، اذ أهان بهذه الفتوى جميع أئمة المسلمين ، وكافة علماء الموحدين ، ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم (466 ) .
    الوجه الثالث
    انهم يستحلون المحرمات ويهتكون الحرمات : بالله عليك هل يكون في صفاقة الوجه ، وصلابة الخد ، وعدم الحياء ، والجرأة على الافك من هذا ؟ نعوذ بالله من الخذلان وبه نستجير من سوء عواقب الظلم والعدوان .
    سلوا أيها المسلمون : كتب الامامية متونها وشروحها قديمها وحديثها تخبركم (وصاحب البيت أدرى بالذي فيه) أنهم ابعد الناس عن المُحَرّمات ، واحوط العالمين على الحُرمات ، ألم يحكم فقههم بالجلد والرجم معا على كل من المحصن اذا زنى ببالغة عاقلة والمحصنة اذا زنى بها البالغ وان لم يكن عاقلا ؟
    ألم يقض بالقتل على مطلق من زنى بالمرأة مكرهاً لها ، وعلى كل من زنى بمحارمه النسبية ، وعلى الذمي اذا زنى بالمسلمة مطلقاً ؟! ألم يوجب مائة جلدة للمحصن اذا زنى بطفلة او مجنونة ، وللزانية اذا لم تكن محصنة ، او كانت محصنة لكن الزاني بها طفل ؟! ألم يعلن فقههم باقامة الحد على الذكر الحر غير المحصن اذا زنى بضربه مائة جلدة ، وجزّ رأسه ، ونفيه سنة كاملة .
    ألم يصرح بضرب المملوك والمملوكة البالغين العاقلين خمسين جلدة اذا زنى أحدهما مطلقاً ؟ ألم يبغضوا في حدّ من تحرر بعضه ، فأوجبوا له من حدّ الاحرار بقدر ما فيه من الحرية ومن حدّ العبيد بقدر العبودية ؟ ألم يوجبوا لمن زنى في زمان معظم ، او مكان شريف عقوبة زائدة على الحد لهتكة حرمة الزمان او المكان ؟
    ألم يحكموا على مطلق الحر البالغ اذا لاط ، بالقتل بالسيف ، او بالرجم ، او بالقائه من شاهق ، او بهدم جدار عليه ؟ وهل عرفت انه يجوز احراقه عندهم ؟ وهل بلغك ان هذا الحكم ثابت للمحصن وغيره ؟ ألم يحكموا بالقتل كذلك على المفعول به ان كان بالغاً عاقلاً مختاراً ؟ ألم يوجبوا تعزير الصبي فاعلا او قابلا ، وتأديب المجنون فاعلا او مفعولا ؟ ألم يعلنوا بالحكم بمائة جلده على كل من الفاعل والقابل مع البلوغ والعقل والاختيار اذا حصل منهما مجرد التفخيذ او بين الاليتين دون الايقاب ؟ ؟ ؟ (1) .
    ألم يصرحوا بالحكم بمائة جلدة على كل واحدة من المساحقتين ؟ ألم يحكموا بخمس وسبعين جلدة على القيادة ، وثمانين على كل من القذف ، وتناول المسكر ولو حشيشة ؟ ألم يحكموا على السارق أول مرة بقطع الاربع من أصابع يده اليمنى ، فلو سرق ثانيا قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم ، وفي الثالثة
    ـــــــــــــ
    (1)من غير فرق بين المحصن وغيره وقيل يرجم المحصن .


    يحبس أبدا ، وفي الرابعة يقتل ؟؟ الى غير ذلك مما لا يسع المقام تفصيله من جزاء المفسد في الارض والمرتد عن الاسلام وبقية الحدود وسائر التعزيرات (467) .
    ومن أراد التفصيل فعليه بأبوابها من فقه الامامية وحديثهم ،وقد انتشر منها ببركة الطبع في ايران وفضل المطابع في الهند أ انكار المنكرات واستعظام المحرمات ولهم في أهل الكبائر حكم لوف ومئات مختصرات ومطولات (468) ، فراجعها لتعلم حال الشيعة في قد امتازوا به ، وذلك ان صاحب الكبيرة مطلقا اذا أقاموا عليه الحد مرتين قتلوه في الثالثة ، وربما احتاطوا بتأخيره الى الرابعة ، ولا قائل منهم بتأخيرة الى الخامسة . وهذا في غير المستحل أما المستحل فيقتل عندهم بمجرد الاستحلال (469) .
    ناشدتكم الله رب العالمين ، هل يجوز دينا أم يسوغ مروءة ان ترمى الشيعة بعد هذا كله باستحلال المحرمات وهتك الحرمات ؟! وليت الظالم دلنا على محرم أباحوه ، او ارشدنا الى حرمة من حرمات الدين هتكوها . هيهات هيهات ، انهم أبرأ من ان يكون ذلك منهم وأجلّ من أن يؤثر شيء مما هو دونه عنهم .
    وانما وصفهم الناصب بصفاته وألزمهم بذنوبه وموبقاته ، اذ استحل بهذه الفتوى أنواعاً من المحرمات ، واستباح أقساماً من الحرمات ، استحل الكذب والبهتان ، استحل الظلم والعدوان استحل تكفير المؤمنين ، استحل ايقاد الحرب بين المسلمين ، استحل قتل الشيعة وهم ركن الاسلام ، استحل نهب مالهم وهو الحرام ، استحل سبي المسلمات القانتات ، استحل اطفال المسلمين وهتك الحرمات .
    وقد أباد بهذه الفتوى من مؤمني حلب (أربعين الفاً) أو يزيدون وانتهبت أموالهم ، وأخرج الباقون منهم من ديارهم الى (نُبّل) و (النغاولة) و (أم العمد) و (الدلبوز) و (الفوعة) وقراها ، وهاجم الامير ملحم بن الامير حيدر (بسبب هذه الفتوى) جبل عامل سنة 1147 فانتهك الحرمات ، واستباح المحرمات (يوم وقعة انصار) وقتل وسلب وخرّب ونهب وأسر (الفاً واربع مائة) من المؤمنين فلم يرجعوا حتى هلك في الكنيف ببيروت ، الى غير ذلك مما كان بسبب هذه الفتوى من الفظائع والفجائع . على أنها في ذاتها بائقة الدهر وفاقرة الظهر ، الحكم لله والمصير اليه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .


    الوجه الرابع
    انهم ينكرون خلافة الشيخين ، ويريدون أن يوقعوا في الدين الشين (1) والجواب : انه لا ينكر استخلاف الشيخين رضى الله عنهما ذو شعور، ولا يرتاب فيه ذو وجدان ، وقد امتدت امارتهما من سنة 11 الى سنة 23 وفتحت بها الفتوحات وضرب الدين فيها بجرانه ، على أن خلافتهما من الشؤون السياسية التي خرجت بانقضائها وتصرمها عن محل الابتلاء ، فأي وجه لتنافر المسلمين اليوم بسببها وأي ثمرة عملية تترتب فعلا على الاعتقاد بها ؟؟!
    فهلموا ياقومنا للنظر في سياستنا الحاضرة ، وعرّجوا عما كان من شؤون السياسة الغابرة ، فان الأحوال حرجة والمآزق ضيقة لا يناسبها نبش الدفائن ولا يليق بها اثارة الضغائن ، وقد آن للمسلمين ان يلتفتوا الى ما حل بهم من هذه المنابذات والمشاغبات التي غادرتهم طعمة الوحوش وفرائس الحشرات .
    ـــــــــــــ
    (1)لم يأت بهذه الفقرة ( أعني قوله ويريدون أو يوقعوا في الدين الشين ) الا لمجرد السجع وإلا فقد عرفت أنهم أحوط الناس على الدين .

    وأي وجه لتكفير المسلمين بانكار سياسة خالية وخلافة ماضية ؟ وقد أجمع أهل القبلة على انها ليست من أصول الدين ، وتصافقوا على أنها ليست مما بني الاسلام عليه ، ونحن نظرنا فيما صحّ عند أهل السنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تفسير معنى الاسلام والايمان فلم نجده (1) مقيدا بها وتتبعنا الامور التي جعلها صلى الله عليه وآله وسلم سبباً في احترام الدماء ، والاعراض ، والاموال فلم تكن (2) من جملتها ، واستقرأنا من نصوصه شرائط دخول الجنة فلم نجدها (3) في زمرتها ، فأي مانع بعد هذا من جريان الاجتهاد فيها ، وأي دليل كَفَّر المتأولين من منكريها ؟
    فإن القوم لم تكن بينهم وبين الحق عداوة ، وانما قادتهم الأدلة الشرعية الى القطع باشتراط أمور في القائم في مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمستوي على مرقاة الخلافة عنه ، كعدم سبق الكفر منه على الايمان ، وكعصمته ، والعهد اليه ، وعدم كونه مفضولا ، واستدلوا على هذه الشروط ؛ بأدلة من الكتاب والسنة ، والعقل كثيرة لا يسع المقام بيانها ، وقد استقصيناها في كتابنا (سبيل المؤمنين ) (470) .
    ـــــــــــــ
    (1)راجع الفصل 3 المعقود لبيان معنى الاسلام من هذه الرسالة .
    (2)راجع الفصل 3 المختص باحترام الموحدين من هذه الرسالة .
    (3)راجع الفصل 5 المتعلق بنجاة الموحدين من هذه الرسالة .

    وهبها شبهاً كما تقول ، لكنها نوجب العذر لمن غلبت عليه لانها من الكتاب والسنة ، وقد الجأته الى القطع بما صار اليه ، فان كان مصيباً والا فقد أجمع المسلمون على معذرة من تأول في غير اصول الدين وان اخطأ كما سمعته في فصل المتأولين .
    على انه لا وجه للتكفير بإنكارها حتى لو فرضنا أنها من أصول الدين عندهم ، لانها ليست من الضروريات التي يرجع انكارها الى تكذيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا هي في نظر منكريها من الامور التي قد انعقد الاجماع عليها ، وقد سبقوا بشبهة من الكتاب ، والسنة تمنعهم من الاعتقاد بها ، ألا ترى أن الشيعة لم تكفّر اهل السنة بانكارها امامة الائمة من أهل البيت عليهم السلام مع أن إمامتهم من أصول الدين على رأي الشيعة ، وكذلك العدلية من الشيعة والمعتزلة لم تكفّر طائفة الاشاعرة بإنكارها العدل مع انه من الاصول عندهم أيضا .
    وقد تأول : في انكار هذه الخلافة سعد بن عبادة ، وحباب بن المنذر الانصاريان ، وتخلف عنها جماعة ، وأكره عليها آخرون ، كما ذكرناه في فصل المتأولين (471) ، فلم يكفر أحد من أولئك بما كان منه ، ولا فسق بما تواتر من القول والفعل عنه ، فكيف هؤلاء وحكم الله واحد يا أيها المنصفون ؟ على أن الاحاديث المتواترة من طريق العترة الطاهرة والصحاح الوافرة من طريق أهل السنة ، ألجأت هؤلاء الى القطع بعهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى علي من بعده ، فدانوا بما رأوا انه الحق من دين الاسلام ، فهم معذورون بل مأجورون ان أصابوا بذلك وان اخطأوا بالاجماع .
    قال ابن حزم حيث تكلم فيمن يكفر ولا يكفر في (صفحة 247 من الجزء الثالث من فصله) ما هذا نصه : وذهبت طائفة الى انه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله في اعتقاد أوفتيا ، وان كل من اجتهد في شئ من ذلك فدان بما رأى انه الحق فانه مأجور على كل حال ، ان أصاب فأجران وان اخطأ فأجر واحد .
    قال : وهذا قول ابن أبي ليلى ، وابي حنيفة ، والشافعي وسفيان الثوري ، وداود بن علي ، وهو قول كل من عرفنا له قولاً في هذه المسألة من الصحابة (رض) لا نعلم منهم خلافا في ذلك أصلا .
    قلت : اجماع الصحابة ، وهؤلاء الائمة يقطع دابر المشاغبين وينقض أساس المجازفين ، ضرورة ان القائلين بخلافة علي والمنكرين لغيره لم يقولوا هذا القول ولم يعتقدوا هذا الامر الا بعد الاجتهاد التام واستفراغ الوسع والطاقة وبذل الجهد في الاستنباط من الكتاب والسنّة ، ولقد عزّ عليهم فراق اخوانهم من أهل السنة في هذه المسألة ، وقاسوا في سبيلها من أنواع البلايا وأقسام المحن والرازيا ما قد علمه جميع الناس ، ولكن ما يصنعون فيما يرونه الحق ، ويقطعون بأنه عين الصواب .
    وقد صرح بمعذرتهم وكونهم مأجورين جماعة من أفاضل المعاصرين : كالعلامة القاسم الدمشقي حيث قال في ميزان الجرح والتعديل بعد ذكر الشيعة واحتجاج مسلم بهم في صحيحه ما هذا لفظه : لان مجتهدي كل فرقة من فرق الاسلام مأجورين أصابوا أم أخطأوا بنص الحديث النبوي .
    قلت : ومن راجع هذه الرسالة الفصل المشتمل على فتاوى علماء السنة يجدهم مجمعين على ذلك ، ومن سبر فصل المتأولين لا يرتاب فيه . والحمد لله رب العالمين .
    الوجه الخامس
    انهم يطولون ألسنتهم على عائشة الصديقة (رضى الله عنها) ويتكلمون في حقها من أمر الافك والعياذ بالله ما لا يليق بشأنها ... الى آخر افكه وبهتانه .
    والجواب : أنها عند الامامية وفي نفس الأمر والواقع أنقى جيباً ، واطهر ثوبا ، واعلى نفسا ، واغلى عرضاً ، وامنع صونا ، وارفع جناباً ، وأعز خدراً ، واسمى مقاماً ، من أن يجوز عليها غير النزاهة أو يمكن في حقها الا العفة والصيانة ، وكتب الامامية قديمها وحديثها شاهد عدل بما أقول ، على أن أصولهم في عصمة الانبياء تحيل ما بهتها به أهل الافك بتاتاً ، وقواعدهم تمنع وقوعه عقلاً .
    ولذا صرح فقيه الطائفة وثقتها أستاذنا المقدس الشيخ محمد طه النجفي أعلى الله مقامه وهو على منبر الدرس : (بوجوب عصمتها من مضمون الافك عملا يما يستقل بحكمه العقل من وجوب نزاهة الانبياء عن أقل عائبة ، ولزوم طهارة اعراضهم عن أدنى وصمة) فنحن والله لا نحتاج في برائتها الى دليل ولا نجوّز عليها ولاعلى غيرها من أزواج الانبياء والاوصياء كل ما كان من هذا القبيل .
    قال سيدنا الامام الشريف المرتضى علم الهدى في المجلس 38 من الجزء الثاني من أماليه رداً على من نسب الخنا الى امرأة نوح ما هذا لفظه : (ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام يجب عقلا ان ينزهوا عن مثل هذه الحال لانها تعر ، وتشين وتغض من القدر،وقد جنب الله تعالى أنبياءه عليهم الصلاة والسلام ما هو دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا لكل ما ينفر عن القبول منهم .. الى آخر كلامه الدال على وجوب نزاهة امرأة نوح و امرأة لوط من الخنا ، وعلى ذلك اجماع مفسرى الشيعة ومتكلميهم وسائر علمائهم .
    نعم ، ننتقد من أفعال أم المؤمنين خروجها من بيتها بعد قوله تعالى (وقرن في بيوتكن) (472) . وركوبها الجمل بعد تحذيرها من ذلك ، ومجيئها الى البصرة نقود جيشا عرمرماً تطلب على زعمها بدم عثمان ، وهي التي أمالت حربه وألَّبت عليه وقالت فيه ما قالت ، ونلومها على أفعالها في البصرة يوم الجمل الأصغر مع عثمان بن حنيف وحكيم بن جبلة ، ونستنكر اعمالها يوم الجمل الاكبر مع أمير المؤمنين ، ويوم البغل حيث ظنت ان بني هاشم يريدون دفن الحسن المجتبى عند جده صلى الله عليه وآله وسلم فكان ما كان منها ومن مروان ، بل نعتب عليها في سائر سيرتها مع سائر أهل البيت عليهم السلام (473) .
    والناصب الكاذب بلغ عداوة الشيعة الى حدّ لا يبلغه مسلم وتجشم في بغضائهم مسلكا لا يسلكه موحد ، اذ وصم الاسلام وأهله بما افتراه في هذا الوجه على الشيعة ، وهم نصف المسلمين وصمة أقرّ بها عيون الكافرين ، وفرى بها مرائر الموحدين ، وظلم أم المؤمنين ، وجميع المسلمين ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

    الوجه السادس
    انهم يسبون الشيخين رضى الله تعالى عنهما .
    والجواب : أن البحث يقع هنا في كل من صغرى هذا الوجه وكبراه وبعبارة أخرى هي اوضح يقع في مقامين :
    المقام الاول : في أنهم يسبون أو لا يسبون ؟
    المقام الثاني : في أنه هل يكفر الساب ( والعياذ بالله) او لا يكفر ؟
    وقد رأيت البحث في المقام الاول عبثا صرفا ولغوا محضا ، اذ لا يمكن اذعان الخصم ببراءة الشيعة من هذا الامر ولو حلفنا له برب الكعبة ، بل لا يلتفت الى نفيه عنهم ولو جئناه بكل آية ، والامامية طالما اذنت فلم يسمع أذانها وشد ما أعلنت فلم يصغ لاعلانها ، فسد هذا الباب أقرب الى الصواب وأولى بأولي الالباب ولاحول ولا قوة الا بالله (474) .
    وأما المقام الثاني : فالحق فيه عدم الكفر ، ولنا على ذلك أدلة قاطعة وبراهين ساطعة نذكر منها ستة ثم نوكل الحكم بعدها لرأى المنصفين :
    الاول : الاصل مع عدم ما يدل على الكفر من عقل أو نقل او اجماع
    الثاني : أنا تتبعنا سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فما رأيناه يكفر أحدا بشتم واحد من أصحابه (رضي الله عنهم) ، وكان الصحابة يتنازعون ، ويتشاتمون على عهده ، فلم يؤثر عنه تكفير أحد منهم بسبب ذلك ، حتى تشاتموا مرة أمامه وتضاربوا بالنعال (كما رواه البخاري في اول كتاب الصلح من صحيحه وأخرجه مسلم في آخر باب دعاء النبي إلى الله من كتاب الجهاد من صحيحه ) .
    وتقاتل الاوس والخزرج مرة على عهده صلى الله عليه وآله وسلم وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال كما في آخر (صفحة 107 من الجزء الثاني من السيرة الحلبية وكذا في السيرة الدحلانية) وغيرها ، فأصلح بينهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يكفر بذلك أحدا منهم ، وموارد اختلافهم وتشاتمهم بل تقاتلهم وتحاربهم مسطورة في كتب الحديث والاخبار (475) . فهل بلغكم تكفير النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاحدهم
    بهذا السبب ؟ أم هل سمعتم ذلك عن أحد الصحابة رضى الله عنهم ؟ واذا كان القوم لم يثبتوا لانفسهم هذه المنزلة فكيف أثبتها لهم المجازفون ؟
    الثالث : ما سمعته في الفصول الثلاثة المنعقدة لبيان معنى الايمان ، واحترام الموحدين ، ونجاتهم ، من الاحاديث الصحيحة والنصوص المتواترة الصريحة ، فراجعها لتعلم حكمها على مطلق أهل الاركان الخمسة بالايمان والاحترام ودخول الجنة ولا يخفى على كل من لحظها بطرفه أو رمقها ببصره أو سمع بيانها أو عرف لسانها امتناع تقييدها ، واستحالة تخصيصها .
    ولذا أجمع المسلمون على عدم تخصيصها بما أخرجه مسلم في أوائل صحيحه من الاحاديث الظاهرة بكفر التارك للصلاة من المسلمين ، والمقاتل منهم للمسلم ، والعبد الآبق ، والنائحة على الميت ، والطاعن في النسب ، بل قالوا ان الغرض من هذه الصحاح وأمثالها انما هو تغليظ الحرمة وتفظيع المعصية لا الكفر الحقيقي ، فلتكن لك ما نقول ؛ اجماع الخلف والسلف من أهل السنة على ان من مات موحدا دخل الجنة ولو عمل من المعاصى ما عمل ، كما ستسمعه عن الفاضل النووي قريبا ان شاء الله تعالى .
    الرابع : ما أورده القاضي عياض في (الباب الاول من القسم الرابع من كتاب الشفا) : (ان رجلا من المسلمين سبّ أبا ابكر بمحضر منه (رضي الله عنه) فقال ابو برزة الاسلمي : يا خليفة رسول الله دعني أضرب عنقه . فقال : أجلس ليس ذلك لأحد الاَّ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وأخرجه الامام أحمد من حديث أبي بكر في صفحة 9 من الجزء الاول من مسنده .
    بالله عليك اذا كان هذا حكم الصديق فيمن واجهه بالسب ، وهذه فتواه فيمن تسوّر على مقامه بالشتم ، فمن أين نحكم بعده بالتكفير ، وكيف نقضي بوجوب القتل ، أو نفتي بجواز التعزير ؟ أنحن أعرف منه بالاحكام أم أحرص على اقامة الحدود ؟ كلا ! بل لو ارتد ذلك الساب لاقام عليه حدّ المرتدّين ، ولو كفر بها لرتب عليه آثار الكافرين ، وحاشا أبا بكر من تعطيل حدود الله او تبديل أحكامه عز وجل ! .
    وقد اقتدى به في ذلك الصالحون ، ونسج على منواله المتورعين كعمر ابن عبد العزيز ، حيث كتب اليه عامله بالكوفة يستشيره في قتل رجل سب عمر بن الخطاب (رض) ، فكتب اليه كما في الباب المتقدم ذكره من الشفا : (لا يحل قتل امرئ مسلم بسبّ أحد من الناس ، الا رجلا سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن سبه فقد حل دمه) .
    واخرج محمد بن سعد في احوال عمر بن عبد العزيز في (صفحة 279 من الجزء الخامس من طبقاته) بسنده الى سهيل بن أبي صالح قال : لا يقتل أحد في سب أحد الا في سب نبي (476) (واخرج احمد من حديث أبي هريرة في صفحة 436 من الجزء الثاني من مسنده) أن رجلا شتم أبا بكر والنبي (ص) جالس فجعل النبي (ص) يعجب ويبتسم ... الحديث .
    الخامس : اجماع فقهائهم ، على ان مجرد السب لا يوجب الكفر ، وقد نقله من علماء السنه خلق كثير ، فمنهم فقيه الحنفيه في عصره (الامين) ابن عابدين ، حيث جزم في كتابيه (ردّ المحتار وتنبيه الولاة) (بعدم كفر المتأولين في هذه المسألة ، وصرح في كليهما بأن القول بكفرهم مخالف لاجماع الفقهاء مناقض لما في متونهم وشروحهم) ، فراجع من ردّ المحتار صفحة 302 من جزئها الثالث في باب المرتد لتعلم الحقيقة .
    ومنهم صاحب الاختيار حيث قال - كما نص عليه ابن عابدين فيما أشرنا اليه من ردّ المحتار – (اتفق الائمة على تضليل أهل البدع أجمع وتخطئتهم وسب احد من الصحابة وبغضه لا يكون كفرا لكن يضلل) .
    ومنهم بان المنذر حيث صرّح - كما في ردّ المحتار أيضاً – (بما يقتضي نقل اجماع الفقهاء على عدم تكفير الخوارج ، وان استحلوا دماء المسلمين وأموالهم وكفروا الصحابة رضي الله عنهم) (1) .
    ومنهم صاحب فتح القدير : (حيث قطع بعدم كفر أحد من أهل البدع ، وان خالف ببدعته دليلا قاطعاً ، كالخوارج الذين يكفرون الصحابة ويسبونهم مثلاً ، وذكر ان ما وقع في كلام أهل المذهب من تكفيرهم ليس من كلام الفقهاء الذين هم المجتهدون ، وانما هو من كلام غيرهم ، قال : ولا عبرة بغير الفقهاء والمنقول عن الفقهاء ما ذكرناه ) .
    ومنهم ابن حجر حيث قال كما في خاتمة الصواعق ، فمذهبنا (فيمن يسبُّ ) انه لا يَكْفُر بذلك (477) .
    ومنهم الشيخ ابو طاهر القزويني : في كتابه (سراج العقول) حيث نقل القول بعدم كفر أحد من أهل الاركان الخمسة من الروافض وغيرهم عن جمهور العلماء والخلفاء من ايام الصحابة الى زمنه ، فراجع ما نقلناه عنه في الفصل المعقود لفتاوى علماء السنه (478) .
    ومنهم : العارف الشعراني حيث قال في آخر (المبحث 58
    _________________
    (1)إذا كان هؤلاء مسلمين ، وقد مرقوا من الدين واستحلوا ما حرم الله من دماء المسلمين فالأمر في غيرهم سهل يسير ، وهذا الاجماع دال على ما هو أعم من المطلوب مثبت لما هو أعظم من المقصود كما لا يخفى .



    من يواقيته) ما هذا لفظه : (فقد علمت يا أخي أن جميع العلماء المتدينين أمسكوا عن القول بالتكفير لاحد من أهل القبلة) .
    و قد أرسل ابن حزم عدم الكفر ارسال المسلمات ، فقال في (صفحة 257 من أواخر الجزء الثالث من فصله) ما هذا لفظه : (وأما من سب أحدا من الصحابة ، فإن كان جاهلا فمعذور ، وان قامت عليه الحجة فتمادى غير معاند فهو فاسق كمن زنى أو سرق ، وان عاند الله تعالى ورسوله في ذلك فهو كافر . قال : وقد قال عمر بحضرة النبي (ص) عن حاطب (وحاطب مهاجري بدري) : دعنى أضرب عنق هذا المنافق ، فما كان عمر بتكفيره حاطبا كافرا ، بل كان مخطئا متأولا ) (479) .
    قلت : حسبك في عدم كفر الموحدين بمجرد هذا ، ما هو معلوم بحكم البداهة الاولية ، من اجماع أهل السنة ، على أن مطلق الموحدين يدخلون الجنة على كل حال .
    قال الفاضل النووي (في باب الدليل على ان من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً من شرح الصحيح ) : (واعلم ان مذهب أهل السنه وما عليه أهل الحق من الخلف والسلف ان من مات موحدا دخل الجنة قطعا ... الى أن قال : فلا يخلد في النار أحد مات على التوحيد ولو عمل من المعاصى ما عمل ) (480) .
    السادس : أنه لا يفتي بالتكفير عندهم الا ان يكون الموجب للكفر مجمعا على ايجابه ، لذلك قال في شرح تنوير الابصار : (واعلم انه لا يفتى بكفر مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن ، او كان في كفره خلاف ولو كان ذلك رواية ضعيفة) (481) .
    وقال الخير الرملي كما في صفحة 398 من الجزء الثالث من رد المحتار : ولو كانت (تلك الرواية) لغير أهل مذهبنا ، واستدل على ذلك باشتراط كون ما يوجب الكفر مجمعا على ايجابه لذلك .
    قلت : اذا كان التكفير مشروطا بهذا فكيف يفتى بالكفر في مسألتنا مع ما سمعت من انعقاد الاجماع على عدم الكفر فيها ؟ ولو انكر الخصم ذلك الاجماع فحسبه وجود القائل بعدم التكفير ، فانه مما لا يمكن انكاره كما لا يخفى . وقد اغرب اذ حكم بعدم قبول توبته مع اجماعهم على قبول توبة من يسب الله عز وجل (1) .
    فهل هذا الا تحامل قبيح وظلم صريح ، وجرأة على الله عز وجل في تبديل أحكامه واستخفاف فيما شرع الله سبحانه من حلاله وحرامه .
    وما اراه الا مدفوعا على هذه الفتوى من ملوك الجور تحسيناً لأفعالهم أو مستأجرا عليها من ولاة الجور تصحيحا لاعمالهم .
    ولا غرو فان علماء السوء وقضاة الرشوة يبدلون أحكام الله
    ـــــــــــــ
    (1)نسجوا في هذه الفتوى على منوال اليهود إذ أجمعت أحبارهم على أن من شتم الله تعالى يؤدب ةمن شتم الأحبار يقتل ، وقد أنكر ذلك عليهم ابن حزم إذ نقله عنهم في صفحة 221 من الجزء الأول من فصله قبل انتهاء الجزء بورقتين ، ثم قال : فأعجبوا لهذا واعلموا أنهم ملحدون لا دين لهم – قلت : وهب أن الرافضي كافر فقد نشأ على مذهبه وتدين به من قبل البلوغ فلم لا تقبل توبته كما تقبل توبة المجوس والصابئة يا منصفون ؟؟! .


    بالتافه ويبيعون الأمة بالنزر القليل (482) .
    فقاتل الله الحرص على الدنيا ، وقبح الله التهالك على الخسائس ، ما أشد ضررهما وما أفظع خطرهما ، نبذ أولئك الدجالون حكم الله وراء ظهورهم طمعاً في الوظائف ، وحكموا بما تقتضيه سياسة ملوكهم رغبة في المناصب ، وأرجفوا في المؤمنين ، وفرقوا كلمة المسلمين ، ولولاهم لتعارفت الأرواح وائتلفت القلوب وامتزجت النفوس واتحدت العزائم ، فلم يطمع بالمسلمين طامع ولم يرمقهم من النواظر الا بصر خاشع ، ولكن وا أسفاه استحوذ عليهم أولئك المفسدون الذين ينحرون دين الله في سبيل الوظائف ، ويضحون عباده في طلب القضاء والافتاء ، فتناكرت بفتاويهم وجوه المسلمين ، وتباينت بأراجيفهم رغائب الموحدين ، حتى كان من تفرق آرائهم وتضارب أهوائهم ما تصاعدت به الزفرات وفاضت منه العبرات ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

    الهوامش
    (448) أمثالهما وأمثال كتبهما كثير .
    (449) سورة المائدة ، الآية : 44 .
    (450) سورة الفتح ، الآية : 23 .
    (451) سورة المائدة ، الآية : 64 .
    (452) سورة إبراهيم ، الآية : 42 .
    (453) انظر ما تقدم تحت رقم ( 36 إلى 79 ) ففيه الحق ناصعاً .
    (454) كالشافي للسيد المرتضى مطبوع ، وتلخيص الشافي للطوسي مطبوع ، وشرح التجريد للعلامة مطبوع وكتب الشيخ المفيد والشيخ الصدوق والشيخ المقداد السيوري في العقائد واصول الدين وغيرها من مئات الكتب في هذا الموضوع . انظر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة مادة اصول الدين ج2 ، ص181 .
    (455) انظر : جواهر الكلام في شرائع الاسلام ج1 – 43 ، الحدائق الناضرة ج1 – 25 ، سلسلة الينابيع الفقهية ج1 – 25 ، جامع المقاصد ج1 - 13، مدارك الاحكام ج1 -8 ، مستمسك العروة للسيد الحكيم ج1 -14، كتاب المكاسب للشيخ الانصاري ج1-15 ، كلها مطبوعة وغيرها من آلاف الكتب في هذا الموضوع انظر الذريعة في مختلف اجزائها .
    (456) انظر : مجمع البيان للطبرسي 1-30 مطبوع ، جوامع الجوامع له ايضا مطبوع 1-2 ، الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي 1-20 ، الأمثل في تفسير القرآن ج1 – 20 .
    انظر الذريعة في مادة التفسير وسائر الاجزاء .
    (457) كتب الحديث كثيرة جدا فقد تصدت الشيعة لتدوين الحديث النبوي من زمان الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم على يد مؤسسها وامامها امير المؤمنين عليه السلام والى يومنا هذا ، وقد ذكر اصحاب الفهارس الشيء الكثير من هذه الكتب بعناوينها وباسمائها ، فقد ذكر الشيخ الطهراني : في الذريعة تحت عنوان الحديث اكثر من 740 كتابا في الحديث ناهيك عن الكتب التي لها اسماء مختلفة أو بعنوان الاصل .
    ومن اشهر كتب الحديث للشيعة : الكافي للكليني ج1 - 8 ، من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق 1-4 ، التهذيب للطوسي 1-10 ، الاستبصار 1-4 ، وسائل الشيعة للحر العاملي 1-30 ، الوافي للفيض الكاشاني ج1 - ، مستدرك الوسائل للنوري 1 - 18 ، بحار الانوار للعلامة المجلسي 1 - 110 ، عوالم العلوم للبحراني مجموعة ضخمة تناهز بحار الانوار طبع قسم منها .
    انظر : الذريعة في مختلف اجزائها .
    (458) لا يخفى على أولي الابصار : أن الشيعة ملأت الدنيا بكتبها بالرغم من الحوادث والكوارث التي مرت بها ، واحرقت كتبها ومكتباتها في بغداد ومصر وغيرهما ، ومع ذلك فقد تصدى عدد من علمائها إلى تأليف فهارس لأسماء كتب الشيعة قديماً مثل : رجال النجاشي ، والفهرست للشيخ الطوسي ، وحديثا تصدى الشيخ آغـا بزرك الطهراني = وألف كتابا ضخما بعنوان الذريعة إلى تصانيف الشيعة طبع منه 25 جزءاً عدد فيه اسماء كتب الشيعة قديماً وحديثاً فمن أراد مزيد اطلاع حول هذا الموضوع فليرجع إلى هذا الكتاب .
    (459) هذا البيت مع أبيات أخرى قالها المتنبي في مدح أمير المؤمنين عليه السلام لما عوتب على عدم مدحه لأمير المؤمنين عليه السلام وهي موجودة في آخر ديوانه المطبوع قديماً .
    (460) تعريض بالمفتي وقومه حيث قالوا في الله سبحانه وأنبيائه ما لا يليق بهم .
    (461) راجع : العروة الوثقى أول كتاب الصوم والمسألة 13 من الفصل 6 ، جواهر الكلام ج6 ، ص47 ، و293 - 298 و ج 16 ، ص 307 و ج41 ، ص 600 و 622 ، مستمسك العروة ج1 ، ص 378 وج8 ، ص193 - 195 وص 362 .
    (462) انظر نفس المصادر المتقدمة تحت رقم (461) .
    (463) انظر : العروة الوثقى كتاب الصلاة فصل 43 في صلاة الاستيجار وفصل 44 من قضاء الولي . وسائر كتب الفقه الاستدلالية والفتوائية .
    (464) تشهد لذلك النجف الاشرف والحلة وسامراء والكاظميين وبغداد في العراق وقم المقدسة ومشهد واصفهان وشيراز وطهران في ايران وبعلبك وبيروت في لبنان والسيدة زينب في سوريا بل وسائر بلاد المسلمين بل وحتى البلدان الغير اسلامية الذين يتواجدون فيها جاليات من اتباع أهل البيت ترى فيها المعاهد الدينية لهم فيها منتشرة .
    وخذ لذلك مثالاً وهو مصر فقد أسس الشيعة فيها (الجامع الأزهر) والذي لا يزال موجوداً إلى الآن "وقد أنشأ (الحاكم بأمر الله) دار الجكمة أو دار العلم في عام 395 هـ وزودها بالكتب من كل نوع في العلوم والأدب والعقائد ، وكان الطلاب يفدون إليها من شتى الأقطار . فكانت أشبه بجامعة تتكون من عدة كليات .. وكانت خزانة الكتب في زمن (المستنصر) لا نظير لها في جميع بلاد الاسلام وهي تتكون من أربعين خزانة فيها أكثر من مائتي ألف كتاب وعدد كبير من الكتّاب والنساخ .
    انظر الشيعة في مصر للورداني ص30 .
    ويقول الدكتور حسن إبراهيم حسن في تاريخ الإسلام السياسي والثقافي والاجتماعي :
    "يعتبر عهد عبد العزيز بالله الفاطمي عهد ورخاء وتسامح ديني وثقافة لا غرو .. وقد انشئ في عهد الحاكم دار الحكمة التي كان يشتغل بها كثير من القراء والفقهاء والنحاة واللغوين ، وألحق بها مكتبة أطلق عليها دار العلم حوت كثيراً من أمهات الكتب مما ألف في مصر وغيرها من البلاد الإسلامية " .
    الشيعة في مصر ص 45 وكذلك الحال في بغداد أيام الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي وبعدها في النجف الأشرف إلى يومنا هذا .
    (465) ولهم في فضل العلم والعلماء الاحاديث الكثيرة وأفردوا له في مؤلفاتهم الحديثة كتابا بعنوان كتاب العلم . انظر : الكافي للكليني المتوفي 329 هـ ج1 ص30 بعنوان كتاب فضل العلم ، البحار ج1 ص 418 وما بعدها ، وقد ألفوا رسائل منفردة في العلم وفضله انظر الذريعة ج15 مادة علم .
    ومما يدل على الاهتمام بالعلم والعلماء قول الامام الباقر عليه السلام :
    (( لو أُوتيت بشاب من شباب الشيعة لايتفقه في الدين لأوجعته )) المحاسن للبرقي ج1 ص228 وقول الباقر أيضا :
    (( ياجابر - والله - لحديث تصيبه من صادق في حلال أوحرام ، خير لك مما طلعت عليه الشمس حتى تغرب)) المحاسن ايضا ج1 ص 227 . وقول الامام الصادق عليه السلام :
    ((لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غاديا في حالين : إمَّا عالماً او متعلماً ....... الخ ))
    بحار الانوار ج1 ص426 .
    إلى غير ذلك من الاحاديث .
    (466) وانظر فتوى الشيخ سليم البشري شيخ جامع الازهر المتوفي 1335 هـ حيث قال :
    1- لا تحكم محاكم العدل بضلال المعتصمين بحبل أهل البيت الناسجين على منوالهم ، ولا قصور في أئمتهم عن سائر الأئمة في شيء من موجبات الامامة .
    2- والعمل بمذاهبهم يجزيء المكلفين ، ويبريء ذممهم ، كالعمل بأحد المذاهب الاربعة بلا ريب .
    3- بل قد يقال أن أئمتكم الاثني عشر أولي بالاتباع من الأئمة الأربعة وغيرهم ، لان الاثني عشر كلهم على مذهب واحد ، قد محصوه وقرروه بإجماعهم ، بخلاف الأربعة ، فان الاختلاف بينهم شائع في ابواب الفقه كلها ، فلا تحاط موارده ولا تضبط ، ومن المعلوم أن ما يمحصه الشخص الواحد لايكافيء في الضبط مايمحصه اثنا عشر إماماً .
    انظر المراجعات لشرف الدين مراجعة (19) .
    وكذلك انظر فتوى الشيخ محمود شلتوت شيخ الازهر المتوفى .
    واليك نص الفتوى مع صورة فوتوغرافية لها .
    مكتب شيخ الجامع الازهر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    نص الفتوى
    التي أصدرها السيد صاحب الفضيلة الاستاذ الاكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الازهر . في شأن التعبد بمذهب الشيعة الامامية قيل لفضيلته :
    إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلد أحد المذاهب الاربعة المعروفة وليس من بينها الشيعة الامامية ولا الشيعة الزيدية ، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على اطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الامامية الاثنا عشرية مثلا :
    فأجاب فضيلته :
    1- أن الاسلام لا يوجب على احد من اتباعه اتباع مذهب معين بل نقول إن لكل مسلم الحق في أن يقلد باديء ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحا والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة ولمن قلد مذهبا من هذه المذاهب أن ينتقل الى غيره - أي مذهب كان – ولا حرج عليه في شيء من ذلك .
    2- ان مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الامامية الاثنا عشرية مذهب يجوز به شرعا كسائر مذاهب أهل السنة .
    فينبغي للمسلمين ان يعرفوا ذلك ، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة ، فما كان دين الله وماكانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب ، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى يجوز لمن ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه في فقههم ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات .
    توقيعه
    * * *
    السيد صاحب السماحة العلامة الجليل الاستاذ محمد تقي القمي :
    السكرتير العام
    لجماعة التقريب بين المذاهب الاسلامية
    سلام الله عليكم ورحمته : أما بعد فيسرني أن أبعث إلى سماحتكم بصورة موقع عليها بإمضائي من الفتوى التي أصدرتها في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الامامية راجيا ان تحفظوها في سجلات دار التقريب بين المذاهب الاسلامية التي أسهمنا معكم في تأسيسها ووفقنا الله لتحقيق رسالتها والسلام عليكم ورحمة الله .
    شيخ الجامع الازهر
    توقيعه
    صورة الفتوى بتاريخ 17 ربيع الاول 1378 هـ من القاهرة وهناك عدد كبيرمن علماء اهل السنة لهم مواقف تقدر وتشكر حول الوحدة الاسلامية وحول البحث الموضوعي قديما وحديثا .
    انظر : مجلة رسالة اسلام التي تصدرها جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية ، وكتاب نحو وحدة إسلامية وكتاب في سبيل الوحدة الإسلامية .
    وانظر : بعض أسماء علماء السنة في مصر الذين تعاملوا مع الشيعة وناصروها . الشيعة في مصر ص 201 .
    (467) انظر تفصيل ذلك في كتاب :
    جواهر الكلام ج41 ص254 -672، وغيره من الكتب الفقهية .
    تعرفة مختصرة لكتب الشيعة :
    (468) انتشرت الكتب الشيعية في أرجاء العالم بفضل المطابع الحديثة :
    فمن كتب الحديث المطبوعة :
    الكافي للكليني المتوفى 329 هـ ج1 -8 ، فقيه من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق المتوفى 381 هـ ج1 - 4 وله عدة كتب في الحديث أيضا مثل : التوحيد والعلل والخصال ومعاني الاخبار والأمالي وغيرها . موسوعة الشيخ المفيد المتوفى 413هـ ضم جميع مؤلفاته الفقهية والعقائدية والتفسيرية والتاريخية ج1 – 14 . تهذيب الاحكام للشيخ الطوسي المتوفي 460 هـ ج1 - 10 ، والاستبصار له ايضا ج1 - 4 ، الوافي للفيض المتوفي 1091هـ ج1- 3 حجم كبير وقد طبع حديثاً في عدة مجلدات ، وسائل الشيعة للحر العاملي المتوفي 1104هـ ج1 -20 ، وبحار الانوار للعلامة المجلسي المتوفي 1110 هـ ج1 - 110 ، العوالم للشيخ عبدالله البحراني المعاصر للمجلسي في 100 مجلد طبع بعض اجزائه ، جـامع الاحكـام للسيد عبدالله شبر المتـوفى 1246 هـ في 25 مجلداً طبع بعض اجزائه ، مستدرك الوسائل للنوري المتوفي 1320هـ صدر منه 18 جزءا ، مرآه العقول للعلامة المجلسي المتوفي 1110 هـ ج1 -26 .
    ومن كتب الفقه :
    جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام للشيخ محمد حسن النجفي المتوفي 1266هـ طبع في 43 مجلداً ، الحدائق الناضرة للشيخ يوسف البحراني المتوفي 1186 هـ ج1- 25 ، موسوعة الينابيع الفقهية لعلي اصغر مراويد ج1 -25 تضم 24 كتابا من الكتب الفقهية القديمة مثل :
    1- فقه الرضا . 2- المقنع في الفقه للشيخ الصدوق . 3- الهداية بالخير للشيخ الصدوق . 4- المقنعه لللشيخ المفيد . 5- جمل العلم والعمل للسيد المرتضى . 6- الانتصار للسيد المرتضى . 7- المسائل الناصريات للسيد المرتضى . 8- الكافي لابن الصلاح . 9- النهاية للشيخ الطوسي . 10-الجمل والعقود للشيخ الطوسي . 11- المراسم العلوية لسلاّر . 12- جواهر الفقه لابن البراج . 13- المهذب لابن البراج . 14- فقه القرآن للراوندي . 15- الغنية لحمزة بن علي . 16- الوسيلة لابن حمزة . 17- إصباح الشيعة للكيدري . 18- السرائر لابن ادريس . 19- اشارة السبق لعلي بن أبي الفضل . 20- شرائع الاسلام للمحقق الحلي . 21- المختصر النافع للمحقق الحلي . 22- الجامع للشرائع ليحيى بن سعيد . 23- قواعد الاحكام للعلامة الحلي . 24- اللمعة الدمشقية للشهيد الاول . واكثرها مطبوعة مستقلا ايضا .
    ومن الكتب الفقهية أيضاً :
    مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة للسيد محمد الجواد الحسيني العاملي ولد حدود 1152 هـ وتوفي 1226 هـ طبع في عشر مجلدات كبيرة . كشف اللثام والابهام عن كتاب قواعد الاحكام للفاضل الهندي = المولى بهاء الدين محمد بن تاج الدين الحسن الاصفهاني المتولد سنة 1062هـ والمتوفي 1135هـ أو 1137هـ في مجلدين كبيرين . جامع المقاصد في شرح القواعد للمحقق الكركي المتوفى 940هـ ج1- 13، مدارك الاحكام للسيد محمد العاملي المتوفي 1009 هـ ج1 -8 ، مستمسك العروة الوثقى للسيد محسن الحكيم المتوفي 1390 هـ ج1-14 ، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني المتوفي سنة965 هـ ج1-10 ، تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي المتوفى 726 هـ ج1-2 حجم كبير ، منتهى المطالب له ايضا ج1 -2 حجم كبير وهو قيد التحقق جديداً ، مختلف الشيعة له ايضاً ج1 -2 ، مستند الشيعة للمحقق النراقي المتوفى 1245 هـ ج1-2 حجم كبير وهو قيد التحقيق جديداً ، ذكرى الشيعة للشهيد الاول المتوفى 786 هـ ، مسالك الافهام للشهيد الثاني ج1 -2 ضخمين ، كتاب المكاسب للشيخ الاعظم الانصاري المتوفى 1281 هـ ج1 -15، المجموعة الكاملة لمؤلفات الشهيد الصدر المستشهد عام 1400 هـ ج1 -15 في الفقه والاصول والاقتصاد والفلسفة وغيرها وهناك عدد كبير من المؤلفات للشيعة في الفقه والاصولين والحديث والتفسير والفلسفة والعرفان والتاريخ مطبوعة وغير مطبوعة من أراد الاطلاع على اسمائها فليرجع الى كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة للشيخ محسن آغا بزرك الطهراني المتوفى 1389 هـ طبع منها 25 مجلداً .
    (469) العروة الوثقى أول كتاب الصوم والمسألة 13من الفصل6 . وراجع ما تقدم تحت رقم (461) .
    (470) انظر : كتاب المراجعات للمؤلف طبع مكرراً ، احقاق الحق للقاضي الشهيد التستري المستشهد في سنة 1019هـ مع تعاليق آية الله العظمى المرعشي النجفي المتوفي 1411هـ طبع في 24 مجلداً ، عبقات الانوار في إمامة الأئمة الاطهار للسيد المير حامد حسين الكنتوري المتوفي 1306هـ صدر منه 10 مجلدات ، دلائل الصدق للمظفر ج1 - 3 .
    (471) راجع ما تقدم تحت رقم (131 و134 و136-151) ، معالم المدرستين للسيد العسكري ج1 ، ص124 و131 و132 .
    (472) الاحزاب : 33 .
    (473) انظر : ما تقدم تحت رقم (385-389) ، أحاديث ام المؤمنين عائشة للسيد العسكري ج1 ص173 وما بعدها . (474) وقد صدر بين الصحابة بعضهم مع بعض من الشتم والسب واللعن والقتال ماهو معلوم بالوجدان .
    1- فهذا ابو بكر وعمر لعنا سعد بن عبادة وهو حي وتبرءا منه وخرج من المدينة الى الشام حتى قتل غيلة .
    انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديدج20 ص17 .
    2- كان كثيرمن الصحابة يلعن عثمان وهو خليفة . ومنهم عائشة وعبدالله بن مسعود والذين قتلوا عثمان هم الصحابة .
    انظر :شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديدج20 ص17.
    3- معاوية يلعن علياً وحسناً وحسيناً .
    تقدم ذلك تحت رقم (430وما بعده)
    وانظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج20 ص17.
    - عمر يلعن خالد بن الوليد لمّا قتل مالك بن نويرة :
    انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج20 ص17.
    5- حرب الجمل وصفين وما دار بين الطرفين من الكلام من تفسيق او تشاتم أو من قتال .
    6- عثمان نفى ابا ذر الى الربذة .
    7- وقد تكلم عمار وابن مسعود في عثمان الشيء الكثير .
    8-
    9- وعثمان داس في بطن عمار وكسر اضلاع عبدالله بن مسعود .
    10- عمر كان يقول : إني ممسك بباب هذا الشعب أن يتفرق اصحاب محمد في الناس فيضلوهم .
    انظر : شرح بن أبي الحديد لنهج البلاغة ج20 ص20 .
    إلى غير ذلك من الطامات الكبرى التي حصلت بين الصحابة انفسهم . انظر ذلك في : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج20 ص10 إلى ص 34 بتحقيق محمد أبـو الفضل .
    (475) لاجل المزيد حول هذا الموضوع انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج20 ص10 -34 ، بحوث في الملل والنحل ج1 ص218 .
    كتاب الصلح من صحيح البخاري ج2 ص111 ، وكتاب التفسير في تفسير سورة النور حديث الأفك ، صحيح مسلم كتاب الجهاد باب دعاء النبي إلى الله ج5 ص183 . (476) الطبقات الكبرى لابن سعد ج5 ص379 ط دار صادر .
    (477) الصواعق لابن حجر ص253 ط القاهرة .
    (478) تقدم تحت رقمي (94 و 95) .
    (479) وكذلك ابو عبدالله محمد بن المرتضى اليماني المشهور بابن الوزير ( 775 – 840 هـ) من أفتى في كتابه إيثار الحق على الخلق ص385-386 بعدم تكفير احد من المسلمين .
    انظر : ظاهرة التكفير ص19 وكذلك نقل كلام الدكتور محمد عبدالله دراز في المختار من كنوز السنة ص412 وعن ابن تيمية في كتاب الايمان ص200 التحرج في التكفير .
    وقفة قصيرة :
    أقول : صاحب كتاب ظاهرة التكفير بالرغم من أنه اتبع نفسه في الحديث عن ظاهرة التكفير وعن تاريخها - وخطرها - واسبابها - وعلاجها كما يدعي إلا انه لم يأتي بشيء فهو في نفس الوقت في أوائل كتابه يتحامل على الشيعة والتي يسميها ( الرافضة ) بالظلم والعدوان والبهتان وينسبها إلى ترهات واباطيل هي أبعد ما تكون منها ، وهو بذلك ظلمها وهذا لا يزيدها في الحق إلا تمسكاً وبحبل الله إلا اعتصاماً وبأهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين إلا حبا واقتداء وهو كشف عن سوأته وما لبس إلا ثوبه ( وكل إناء بالذي فيه ينضح ) . ( انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا) سورة النساء ، الآية :50 (( كبرت كلمة تخرج من افواههم إن يقولون إلا كذبا )) سورة الكهف ، الآية : 5 .
    (480) شرح صحيح مسلم للنووي ج1 ص217 وقال في ج1 ، ص150 (واعلم أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ولا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ولا يكفر أهل الأهواء والبدع ... ) . .
    (481) شرح تنوير الابصار .
    (482) ومثل هؤلاء عدد كبير وهم منتشرون في جميع البلدان الاسلامية وهم رهن إشارة الطواغيت و السلطات الجائرة وتدعيم ملكهم . وهذا هو السر في عداء الحكومات الجائرة للشيعة من القديم ، حيث ان الشيعة وقفت موقفاً سلبياً تبعاً لأئمتها من السلطات الظالمة ، وهو واضح كل الوضوح في احاديثها وعقائدها ، وقد دفعت ثمناً غالياً وباهظاً فقد قدمت قوافل الشهداء وامتلأت السجون والزنزانات منها على مر التاريخ ، وهي تعلم كل ذلك فلا تترقب من سلطة جائرة وأذنابها وعملائها إلا التكفير والظلم والبهتان والكذب والعدوان .{ إنه من يتق ويصبر فان الله لايضيع اجر المحسنين }يوسف : 90 . { ولنصبرنّ على مآذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون } ابراهيم :12. { ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا } البقرة : 250 .

  • #2
    اللهم صلي على محمد وال محمد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله تعالى في كل من يدافع عن المذهب الحق مذهب الشيعة الامامية
    نسال الله العلي القدير ان يسلم صاحب الانامل التي تدافع عن مذهب اهل البيت وعن اتباع اهل البيت
    حفظكم الله من كل سوء بحق محمد وال محمد

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X