الديموقراطيون الجدد والعروبة....بالرغم مما جرى في فلسطين والعراق ولبنان لم يعتذر أي من هؤلاء عن ترويجه للأوهام والأضاليل .... بقلم وليد شرارة
استبشر الديموقراطيون الجدد خيراً بالتغيير المعلن للسياسة الأميركية منذ عمليات الحادي عشر من أيلول وصدّقوا أن الولايات المتحدة باتت مقتنعة بضرورة إحداث تغييرات ديموقراطية في البلدان العربية لمكافحة «الظاهرة الإرهابية». أيّد بعضهم سراً وبعضهم الآخر علناً الحرب على العراق، ورأى جميعهم أنها «ستحرك المياه الآسنة» وتطلق حيويات ديموقراطية لن تنجح الأنظمة العربية في مقاومتها. وبالرغم مما جرى ويجري في فلسطين والعراق ولبنان لم يعتذر أي من هؤلاء عن ترويجه للأوهام والأضاليل. بل هم يحمّلون شعوب هذه البلدان مسؤولية ما تتعرض له من مجازر وأهوال. فالاقتتال الطائفي في العراق سببه «تخلّف» العراقيين وليس مخططات الاحتلال. وما يتعرض له الفلسطينيون سببه انقساماتهم المزمنة. أما الحرب على لبنان فتقع مسؤوليتها على حزب الله الذي أعطى اسرائيل «ذريعة» شنّها. يظن الديموقراطيون الجدد أن مشكلتهم هي مع ما يسمونه «العقل» العربي. حقيقة الأمر هي أن مشكلتهم مع العروبة، هوية ثقافية وسياسية، لم تنجح الرياح العاتية حتى الآن في زعزعة تمسك الأمّة بها.
الاخبار