
رفضت صحف أمريكية وأوربية نشر إعلان لمجموعة رجل الأعمال الكويتي "محمد عبد المحسن الخرافي وأولاده"- موجه إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش، ويتهم إسرائيل ضمنا بالفاشية جراء قتلها أطفالا ونساء خلال عدوانها على لبنان لمدة 34 يوماً، بحسب مجموعة الخرافي.
ووفقا لإعلان نشرته المجموعة اليوم الإثنين 28-8-2006 في صحيفة "المصري اليوم" المصرية المستقلة على صفحة كاملة بعنوان "خطاب مفتوح إلى فخامة الرئيس جورج دبليو بوش" فإن صحيفتي "نيويورك تايمز" و"هيرالد تريببون" الأمريكيتين، وصحيفة "ذا تايمز" البريطانية فقط وافقت على نشر هذا الإعلان بينما رفضته صحف أخرى أمريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية.
وأعلنت مجموعة الخرافي عن "احتفاظها بحقها القانوني تجاه هذه الصحف التي رفضت نشر الإعلان طبقا للأعراف والقوانين الصحفية المعمول بها". وتضمن الإعلان 12 صورة ملونة لأطفال لبنانيين قتلى ومدرجين في دمائهم وتغطيهم أتربة المباني التي تهدمت فوقهم جراء القصف الإسرائيلي العشوائي.
"من الفاشي؟!"
الإعلان يتضمن أيضا رسالة قصيرة موجهة للرئيس بوش تقول: "فخامة الرئيس، نتفق معكم ومع كل شعوب العالم في رفضكم للفاشية، ولكننا نعتقد أن مجرد نظرة واحدة إلى الصور التي تجسد مأساة ضحايا القصف الإسرائيلي من أطفال ونساء لبنان.. نرى أنه سيكون هناك سوء فهم في تحديد من يستحق أن يتهم بالفاشية"، وكتبت الجملة الأخيرة بحروف كبيرة.
انتقاد مجموعة الخرافي للولايات المتحدة في عقر دارها عبر الصحف الأمريكية لقي استحسانا في الصحف الكويتية التي اعتبرت الأمر محاولة جيدة للاستفادة من الزخم الإعلاني في فضح الموقف الأمريكي الأعمى في مساندته لإسرائيل، ومدها بالسلاح الذي تقتل به أطفال ونساء لبنان وفلسطين.
ولم توجه واشنطن أي انتقاد للعدوان الإسرائيلي الذي انتهى مع بدء سريان الهدنة يوم 14 أغسطس الجاري وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
وتجاوبا مع مأساة لبنان أعلنت مجموعة الخرافي عن اعتزامها تأسيس شركة عربية لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية لبيروت التي نالها نصيب كبير من القصف الإسرائيلي لكونها معقل حزب الله في العاصمة.
انتقادات لبوش
واستخدم الرئيس الأمريكي تعبير "الإسلاميين الفاشيين" خلال تعليقه على إعلان وزارة الداخلية البريطانية الخميس 10-8-2006 عن إحباط "خطة إرهابية" كبيرة لتفجير طائرات في الجو بين بريطانيا والولايات المتحدة، واعتقال مجموعة من المسلمين المشتبه بهم.
وأثار استخدام الرئيس بوش لهذا المصطلح غضبا إسلاميا على كافة المستويات الشعبية والرسمية.
فقد حذر مجلس الوزراء السعودي في بيان، بعد اجتماع ترأسه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الإثنين 14-8-2006، من "رمي المسلمين بتهم الإرهاب والفاشية دون اعتبار لتاريخ الحضارة الإسلامية الناصع".
وداخل الولايات المتحدة، انتقد نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، وصف المسلمين بالفاشية. وقال عوض: "نعتقد أنه من غير المستحب استخدام هذا التعبير، ونعتقد أنه من غير المفيد الربط بين الإسلام أو المسلمين والفاشية".
تقدير لبوش
في مقابل الرفض الإسلامي لإلصاق صفة الفاشية بالإسلام، دعت منظمة "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل" أنصارها في الولايات المتحدة إلى الاتصال بالبيت الأبيض لتوصيل رسالة تقدير للرئيس بوش على استخدامه تعبير "الإسلاميين الفاشيين"، ولحثه على تكرار ذلك!!.
وكشف تقرير نشره موقع "أمريكا إن أرابيك" أن المدير التنفيذي للمنظمة "دافيد بروج" قال في بيان صدر الأربعاء الماضي: "قام الرئيس بوش بأمرٍ هذا الشهر له أهمية كبيرة تجاهلته الصحافة بشكل كبير، لقد أشار إلى الإرهابيين الذين خططوا لتفجير الطائرات القادمة من لندن إلى الولايات المتحدة بالإسلاميين الفاشيين".
وتابع بيان المنظمة، التي تتخذ من مدينة هيوستن بولاية تكساس مقرا لها: "منذ تصريحات بوش، تعرض رئيسنا للانتقاد، ولا نعرف ما إذا كان قد تأثر بمنتقديه أم لا، وكلنا نعلم أنه لم يستخدم مصطلح الإسلاميين الفاشيين منذ ذلك الحين".
ولفت "بروج" في بيانه إلى أن القس "جون هاجي"، رئيس المنظمة، قال: إنه "من الهام للرئيس بوش أن يسمع ليس فقط من منتقديه، ولكن أيضا من الذين يقدرون وضوحه الأخلاقي. لذلك قررنا إيصال رسالة إليه نشكره فيها على تصريحاته الهامة".
وشدد البيان على أنه "من الهام أن يسمع الرئيس من كل شخص على حدة رأيه بخصوص هذا الأمر. لذلك نطلب منكم الاتصال بالبيت الأبيض وأن تخبروا العاملين بأنكم تتصلون عن المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل لتهنئة الرئيس بوش على استخدامه مصطلح الإسلاميين الفاشيين في وصف عدونا في الحرب على الإرهاب، وأنكم تقدرون الوضوح الأخلاقي للرئيس وتسمية الشر باسمه".
واستخدم الرئيس بوش ومسئولون آخرون في حكومته أشكالا مختلفة لتعبير "الفاشية الإسلامية" في مناسبات عديدة لوصف جماعات متشددة، من بينها تنظيم القاعدة وجماعات متحالفة معها في العراق وحزب الله في لبنان. وعقب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة وصف الرئيس بوش الحرب على الإرهاب بأنها "حرب صليبية"، وهو ما أغضب المسلمين. وأعرب البيت الأبيض حينها عن أسفه إذا كان هذا التعبير غير المقصود قد تسبب في إثارة الشعور بالاستياء، حسب قوله.
المصدر:إسلام أونلاين.نت. بتاريخ 29/08/2006 الساعة 11:25