تويت
(( ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شئ قدير )) التحريم/ 8
تبدأ جولة الشيخ المرجع محمد اليعقوبي (( دام عزه)) في رحاب الامام السجاد (ع) من نقطة مهمة متمثلة بتأكييده (دام عزه) على تنوع وتعدد اهل البيت (ع) لكنه دام عزه ينفرد بامتياز بديع في هذا المقال حيث يقول دام ظله :- (( اما دور الامام السجاد (ع) فكان مغايرا لدورا لدور ابيه الامام الحسين (ع) حيث سلك (ع) توجيهيا وتربويا في تموين الامة بالمعارف والعلوم وذلك من خلال الدعاء والمناجاة مع الله تبارك وتعالى وهي طريقة لاتثير السلطات بأي شكل ، ثم بعد ان سنحت له الفرصة كان الامام السجاد يعظ كل جمعه في مسجد رسول الله (ص) يندد فيها بالسلطة من خلال ذم الظلم وبيان عاقبته الوخيمة ويدعو الناس الى معرفة ربهم ونبيهم وامامهم))
ولعل سائل يسال اين الامتياز والابداع بمقالة الشيخ السابقة ؟
يجييب سماحته دام عزه بالقول (( ان السؤال عن صفات الائمة والقابهم مبني على ضيق ففهم الصفات والملكات الحميدة فهل ان الشجاعة هي فقط الضرب بالسيف ؟ اليس الامام السجاد (ع) في قمة الشجاعة وهو يقف اسيرا مكبلا بين يدي يزيد في عاصمة ملكه وقد ملأته نشوة الانتصار ووزهوه ثم يخطب تلك الخطبة الجليلة يعرف فيها فضائل اهل البيت عليهم السلام ويفضح اعلام بني امية المضلل ))
هذه هي نقطة الابداع الاولى والتي بين فيها سماحة الشيخ ( دام عزه ) حقيقة دور الامام السجاد ( ع) ورفع الاشكال الذي قد يطرح عن سبب عدم اكمال الامام السجاد (ع) لمسيرة ابيه الحسين (ع) العسكرية ، ولنتك المجال لسماحة الشيخ دام ظله لبيان بعض النقاط المهمة الاخرى في حياة الامام السجاد (ع) حيث يقول سماحته تبيانا للدور التوجيهي والتربوي للامام السجاد (ع) :- (( من الاساليب التربوية التي اعتمدها الامام السجاد (ع) هي اساليب التحرير الداخلي والخارجي للامة ومنها العبيد حررهم الامام (ع) وكانو بعد ذلك عاملا مهما في حياة الامة الاسلامية حيث كان اكثر علماءها من الموالين في حين (والكلام لسماحته) فشل الرئيس الامريكي( لنكولن) في تحرير العبيد لانه حررهم خارجيا فقط ولكنهم داخليا كغيرهم عبيد للطواغيت والحاجة والنفوذ)) ويمضي سماحته (دام عزه) في بيانه وابداعه ليقول (( ان سيرة الائمة (ع) ومنها الامام السجاد (ع) كانت محل محبة الناس لهم واحترامهم وتعظيمهم وما انفراج الامة عن السجاد (ع) لاستلام الحجر الاسود الا دليل تلك المحبة والتعظيم )) ولعل من النقاط المهمة والدقيقة في هذا المقام الدور الذي لعبه الامام السجاد (ع) في حياة الامة الاسلامية والذي يحتاج الى مجتهد من امثال سماحة الشيخ (دام عزه) ليبين حقيقة للامة المؤمنة فما هو هذا الدور ؟ يقول سماحته :- (( ان من الادوار المهمة التي جسدها الامام السجاد (ع) هي التنديد بجرائم السلطات واستنكارها كموقفه (ع) من يزيد لع )) ، ويقول سماحته ايضا (( ومن الادوار التي قام بها الائمة (ع) وخاصة الامام السجاد(ع) هو التعاون مع الحكام في مجابهة المشاكل التي تهدد كرامة الدولة وتعجز الزعامات عن حلها وتهدد ساسة الدولة الاسلامية كإجابته (ع) عن اسئلة ملك الروم الموجهة لمعاوية ومواجهة مشكلة النقد الاسلامي )) ولعل التوضيح الذي اردفه سماحته دام ظله لحقية الدور الثاني ، كان متبنا بازالة اللبس والغموض عن دور الامام (ع) الثاني حيث يقول سماحته :-(( ان الامامة الحقيقة هي التي تشعر بالمسؤولية تجاه الامة وكيان الدولة الاسمية في حين كان كل مايهم السلطات الاموية والعباسية هو تثبيت سلطتهم وتكريس استبدادهم ))ويستمر ابداع الشيخ المرجع في بيانه للادوار التي عاشها الامام السجاد (ع) ومنها قوله دام ظله :- ((توجيه الامام السجاد (ع) لشيعته لمنع أي ذريعة للايقاع بهم وخاصة توجيهاته(ع) المتعلقة بعدم المشاركة في الثورات المسلحة ومباركته (ع) لهم لمواقفهم التي تمثل الخط العام لتوجهاته (ع) ))ولايخفى على المطلع الدقيق مافي هذا الدور من اهمية كبرى في المحافظة والرعاية الخاصة لشيعة اهل البيت(ع) ويسترسل سماحته (دام عزه) في بيانه المبارك ليوجه النصيحة للمتصدين للقيادة والناصب والباحثين عن الجاه والانا ليقول لهم دام ظله (( يقول الامام السجاد (ع) في جانب مناجاته ( ان الشكوك والظنون لواقح الفتن ومكدرة لصفو المنائج والمنن) حيث والكلام لسماحة الشيخ
ان المهاترات الكلامية في جميع النواحي السياسية والدينية والاجتماعية بين اتباع اهل البيت (ع) هي من منغصات الحياة ومن الامور التي تسلب صفو المعيشة والسعادة)) ، وليتهم سمعوا نداء المرجعية ونصحها ولكنهم وصلوا الىالمرحلة التي عبر عنها سماحته دام ظله :- (( اننا وصلنا الى مرحلة الشك في اصل ايمانهم ))وفي نهاية رحلته دام عزه في رحاب مولاه الامام السجاد (ع) يقول سماحته :- (( ان الفائدة من وراء دراسة حياة الامام السجاد (ع) تتمثل في المقابلة بين احداث عصره وعصرنا الحالي حيث الانفتاح المصحوب بالانبهار والتعجب من الثقافات والتقنيات الحديثة والرخاء المادي الداعي لحياة الترف والتوسع في الماديات والخلود للارض وترك المعنويات والاخلاق والانفتاح على وسائل افساد الاخلاق وانتشار الفاحشة حيث واجهها (ع) بالاعداد الروحي والاخلاقي وتزويد الامة بعقيدتها الصحيحة من خلال الدعاء الذي يثير العقل والقلب في مواجهة الهجمة الشرسة لنوازع النفس ونزغات الشطان وهذا مانحتاجه اليوم من خطبائنا ومفكرينا
هذه بعض الملامح العامة لفهم سماحة الشيخ المرجع محمد اليعقوبي (دام عزه ) لجانب من ادوار الامام السجاد (ع) في حياة امة جده رسول الله (ص) واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله المصطفى واله الطاهرين.
تعليق