عاصفة جوستين غاردر في النيرويج....شعب الله المختار : نحن نسمي قتلة الأطفال. . قتلة أطفال ولن نقبل أبداً أن يكون لديهم عهد سماوي يبرر جرائمهم
«إنه لمن المخجل هذا التطهير العرقي... مخجلة كل ضربة ارهابية ضد المدنيين»
ـ أثارت مقالة الكاتب النيرويجي الشهير جوستين غاردر «شعب الله المختار» عاصفة هوجاء في النيرويج بعد ان نشرت في صحيفة «آفتينوستن» النرويجية فقد جاءت مقالته هذه كرد فعل على العدوان الاسرائيلي على لبنان وتنبأ فيها بقرب زوال اسرائيل وبرحيل الاسرائيليين من فلسطين، وقارن التشريع الديني في الحرب والاحتلال مع القيم الانسانية حيث ان الانسانية برأيه هي ألا تضحي بأي كائن حي لأي سبب . وأبدى امتعاضه من قتل الاسرائيليين للأطفال اللبنانيين الابرياء.
وقد صرح غاردر في مقابلة تلفزيونية أنه كتب هذه المقالة «كصيحة من أجل ان تستيقظ اسرائيل التي لا تحترم الحقيقة التي اقرتها الأمم المتحدة، ويقول: «لدينا كلمة جيدة في اللغة النيرويجية لما تفعله اسرائيل في لبنان « هارفرك» أي التخريب المتعمد للممتلكات».
ونتيجة هذه المقالة أعلن الناشر الاسرائيلي لمقالة غاردر أنه سيتوقف عن التعامل معه ولن يطبع له مؤلفاته .
وفكر آخر برفع دعوى قضائية ضده، ولكن بعد ان اتصل الناشر النيرويجي بدار النشر الاسرائيلية وبيّن لهم بأنها ستكون فضيحة اذا ما تخلى الناشر عن المؤلف بسبب احتجاجه قرر الناشر الاسرائيلي التعامل معه من جديد.
وقد اعتبرت الصحيفة الصهيونية موناليفن المقالة من افظع ما قرأته بعد كتاب «كفاحي» لهتلر.. وانتقدت صمت الحكومة ، النيرويجية وصرحت في مقابلة معها:« نحن نتعامل مع رجل جاهل قلبه مليء بالحقد ويسخر من اليهودية أنه يؤكد على ان اليهود لهم سمات وحشية ويؤكد على تسببهم بالحروب دوماً...
فقد اشار غاردر لما تلعبه اليهودية في التطلعات الاسرائيلية الاقليمية كاتباً: «نحن لا نقبل بفكرة « شعب الله المختار» نحن نضحك على هذه التخيلات ونبكي على الآنام الناتجة»،إن «اسرائيل تريد المزيد من الماء والمزيد من القرى».. « إن قتل الاطفال هو قتل أطفال وأنها جريمة ضد الانسانية وسوف لا نوافق على اي تفويض إلهي أو تاريخي لهذه الانتهاكات...
من هو جوستين غاردر؟
-وجوستين غاردر 54 عاماً واحد من اكثر الكتاب الاسكندنافيين المعاصرين شهرة، ولد في أوسلو - النيرويج عام 1952لأب يعمل مديراً وأم تعمل مدرسة ومؤلفة لكتب الأطفال... درس غاردر في جامعة أوسلو اللغات الاسكندنافية وعلم اللاهوت...
ثم ساهم في العديد من كتب الفلسفة وعلم اللاهوت وعمل مدرساً للفلسفة لعدة سنوات، اول كتاب نشر له/ التشخيص وقصص أخرى/ 1986 وتبع ذلك كتابين للأطفال الاول بعنوان ضفدع القلعة عام 1988 والثاني بعنوان غموض السوليتر عام 1990 الذي حاز على جائزة من وزارة الثقافة والشؤون العلمية للآداب .
- ثم كتب رواية «عالم صوفي» عام 1991 التي لاقت نجاحاً كبيراً جداً وكانت الأكثر مبيعاً لسنوات ثلاث وكررت النجاح بكل بلد طبعت فيه وترجمت لاكثر من 45 لغة وطبع منها ما يقارب ال20 مليون نسخة وحولت الى فيلم سينمائي ومسرحية موسيقية ولعبة الكترونية واصبح بعدها غاردر من اكثر الأدباء ثراء...
وما يميز كتب غاردر هو تلك الجرعات العالية من الفلسفة العلمية التي تتضمنها - فرواية «عالم صوفي» تجسد فكر الفلسفة الغربية حتى أنها اصبحت منهجاً دراسياً للفلسفة.
وآخر رواية له هي «سيركوس داريكت تورنز» اسم لابنة سيد الخواتم طبع عام 2001.
- أسس غاردر وزوجته، «سيري داني فيغ» مؤسسة «صوفي» من أجل بيئة قابلة للتعزيز والمؤسسة تمنح جائزة صوفي وهي تساوي 100 ألف دولار وهي مؤسسة مبدعة ورائدة.
أخيراً..
- هناك مقولة فلسفية قديمة تقول :«كلما ازداد الانسان نبوغاً ورفعة أصيب بالألم الكبير العميق» وجوستين غاردر واحد من هؤلاء المفكرين العظام الذين غامروا بحياتهم من أجل قول كلمة الحق في زمن اصبح فيه «سهم الحق مريش» لقد انتقد غاردر الوحشية الاسرائيلية تجاه فلسطين ولبنان ..فاشتعلت نيران الانتقادات من حوله وهاجمته الدوائر الصهيونية في النيرويج وإن أقل ما يمكن ان نفعله تجاه هذا الكاتب الانساني هو التضامن معه عبر كتابة مقالات وآراء تعبر عن دعمنا له... على العنوان التالي :
english @ aftenposten . no