تويت
(( المرجع الشهيد (1)في رحاب الامام الشهيد (ع) ))
الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبى الامور ))الحج/ 41
كنا ومانزال تلاميذ صغار نلعب على شاطئ بحر المعرفة العميق ، اذا لنترك البحر الزاخر لمن يعرف كيف يغوص فيه ويستخرج لألأه ودرره الا وهو سماحة اية الله العظمى الشيخ المربي (( محمد موسى اليعقوبي) دام عزه يحتل الامام الشهيد (ع)مركزا محوريا في فكر سماحة الشيخ المرجع (دام عزه)ونتلمس ذلك بالكلمات النورانية الصادرة عنه (دام عزه) اذ يقول (( ان الامام الحسين (ع) هو رائد الحركة الاجتماعية وان شهادته كانت نتيجة لتخلي المجتمع عن دوره الاجتماعي في العمل الرسالي )) هذه النفحات تؤكد حقيقة مهمة لاتغيب عن ذهن المتتبع الفطن الا وهي ان سماحة الشيخ المرجع (دام عزه) تميز بتاكيده على مراعاة وتوخي البعد الاجتماعي في فهم النص الشرعي حتى باتت صفة (( الاجتماعي)) من مختصاته ومن ميزاته (دام عزه) وهو هاهنا يؤكد على انه استمد هذا الفهم من مولاه الامام الشهيد (ع) ليؤكد للامة حقيقة مهمة الا وهي انه لم يأت ببدعة حينما قال (دام عزه) (( بان الفهم الاجتماعي بكل جوانبه هو من العوامل الرئيسة المحددة لاعلمية المجتهد. وهذا من باب واسع ينفتح منه الف باب ، ولامجال للافاضة في هذا المقام . ولعل الاستمرار مع مسيرة فان سماحة الشيخ (دام عزه) كفيل بفتح ابواب جديدة لفهم دور الامام الشهيد (ع) في الحياة الاسلامية ، حيث يقول سماحته ((ان الولاء والاخلاص والاصرار على مواصلة النهج الحسيني هو صمام الامان لبقاء الدين حيا فلا تقصروا في ادائه ووعي اهدافه الحقيقة )) من هنا تتجلى لنا طبيعة الافكار الايمانية التي يريد سماحته ايصالها للمجتمع ومن هذه الافكار المرتبطة بهذه المقولة وماقاله سماحته (دام عزه):- ((ان الامة المؤمنة بحاجة الى تاكيد صلتها الدائمة بدينها ومذهبها وان الصلة بسيد الشهداء (ع) هي ابرز مظهر لذلك ولكن الامة للاسف وصلت الى حاجة مأساوية تمثلت بالحرج من شعائر الامام الحسين (ع) بينما تتبجح باقي الامم بافعالها المشينة واللاعقلانية )) اذا هذه هي مسيرة الترابط بين افكار سماحة الشيخ المرجع وهو في رحاب سيد الشهداء (ع)، ولو تساءلنا كيف يتاتى لنا ياشيخنا الاستفادة من شعائر الامام الشهيد في مرحلتنا الراهنة ؟يقول سماحة الشيخ المرجع (دام عزه)(( ان البحث في معالجة النتائج دون التفكير في ازالة اسباب المشكلة هو مضيعة للوقت )) اذا فلنحاول تلمس اسباب المشكلة المتمثلة بالعزوف عن مجالس سيد الشهداء (ع) لنصل الى النتيجة التي نريد معالجتها ؟
يقول سماحته (دام عزه) في هذا المقام (( ان العراق بات ساحة مفتوحة لكل التيارات والافكار والاشخاص مما ترك المجال واسعا لبروز الكثيرين ومن دون ان يكون لأيهم تحديد دقيق وعميق للاهداف التي يريدون تحقيقها وهو ما انسحب ايضا على مجالس اب الاحرار (ع) حيث لم يعد هناك ذاك الشعور المحفز في حضور مثل هكذا شعائر)) بهذا البيان حدد سماح الشيخ المرجع وببصيرة ناذة احدى الاشكاليات المعاصرة والمعايشة في مجالس سيد الشهداء (ع) ، وهل هذا هو السببب الوحيد في المشكلة ؟يجيب سماحته (دام عزه) ان من الاسباب الاخرى لتلك المشكلة في الوقت الحالي هو عدم الفهم الدقيق لحقية مجالس الحسين (ع) حيث يسطر سماحته في هذا المجال احرفا من نور فكره الوضاء فيقول (دام عزه) :- (( ان المجلس الحسيني هو ثورة ضد الظالمين وجذوة في نفوس المظلومين وصرخه بوجه الظالمين كلما كان هناك خطر يواجه الرسالة وظلم وحيف وجور على الحقوق )) اذا هذا هو الفهم الحقيقي لشعائر الامام الشهيد (ع) الا وهو انها تمثل ضمانا من ضمانات حفظ الرسالة الاسلامية وحقوق المظلومين ، يروق لنا التساؤل هاهنا هل مؤدى كلامه (دام عزه) ان المجلس الحسيني هو تحدي للظالم فقط ؟يقول سماحة الشيخ المرجع في معرض اجابته على هذا التساؤل (( ان المجلس الحسيني هو درس للامة كذلك كلما تقاعست عن تطبيق الشريعة والمطالبة بحقوقها وهو توجيه لها بتفضيل الموت بعز على الحياة مع الذل )) هذا هو فهم سماحته لحقيقة المنبر الحسيني (ع) من انه درس للحكام والمحكومين ، حيث يقول سماحته (دام عزه) :- (( ان الامام الشهيد (ع) هو مظهر الرحمة الالهية الفردية والاجتماعية وما بكاؤه على اعدائه يوم عاشوراء الا دليل على ذلك )) ويمضي سماحته (دام عزه) في رسم وبيان حقيقة دور الامام الشهيد (ع) في الامة ويقول :- (0 مثل الامام الحسين(ع) في الدور القيادي للحركات الاصلاحية التي تستهدف تغيير الواقع الفاسد وما مواجهته العسكرية للانحراف الاموي الا علاج لحالة الذل والخنوع والهوان الذي كانت تعيشه الامة والتي كانت بحاجة اذم مثل دم الامام الحسين (ع) ليوقضها من سباتها )) وفي تحليله العميق لحقيقة حقد الحكام على الامام الحسين (ع) وزائريه ، يقول سماحته (دام عزه) :- (( ان الحسين (ع) ومجالس عزاؤه (ع) شوكة في عيون الظالمين وبركان في نفوس المستضعفين يتفجر بين الفينة والاخرى لذا لم يدخر الحكام الظلمة جهدا في حربه (ع) ومعاقبة زائريه بعد استشهاده بعقوبات قاسية لم يشهد لها التاريخ الانساني مثيلا )) وعليه وبعد كل الاسباب المذكورة انفا يدعو سماحته الى ضرورة احياء شعائر الامام الحسين (ع) وبالشكل الذي يناسب المرحلة لعوامل منها :-
1- شدة الهجمة ضد اتباع اهل البيت (ع) 2- توجه العالم لسماع صوت الاسلام الحكيم والمتسامح الذي تتميز به مدرسة الائمة
3- وضوح تصاعد الاستعدادات لاستقبال دولة الحق والعدل التي يقيمها الامام القائد (ع) واخيرا وليس اخرا يختم سماحته توصياته الشريفة بضرورة ذكر الله تعالى واحياء الجانب العبادي في مجالس الامام الشهيد (ع) حيث تميز سماحته (دام عزه) بين مجالس العزاء والعبادة ومجلس الثقافة ويدعو الى ضرورة تركيز الخطباء على مسائل الوعظ والارشاد واحياء القلوب وتطهير النفوس والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنقد البناء لأي سلوك منحرف لان ذلك من المسائل المهمة والضرورية لامان المجتمع المسلم وبيان الاحكام الشرعية والمسائل الابتلائية وتهذيب الواقع المعاش وفق القانون الالهي والتاكيد على ربط المجتمع بالحوزة الشريفة )) هذه بعض المحاور التي اردنا التطرق اليها في اطار فهم سماحة الشيخ المرجع لدور الامام الشهيد (ع) في حياة الامة ومسيرتها ، عسى نوفق في مستقبل الايام لبيان ودراسة حياة الامام الشهيد (ع) وهي وصيته (دام عزه) في هذا المجال . واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله الكريم محمد واله الطيبين الطاهرين لاسيما صاحب الذكرى سيدنا ومولانا الامام الشهيد الحسين بن علي ( عليهما السلام )
1- المرجع الشهيد كما وصفه السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) (( مرجع فكري وتشريعي من الناحية الايدولوجية ومشرف على سير الجماعة وانسجامه أيدلوجيا مع الرسالة التي يحملها ، ومسؤول عن التدخل لتعديل المسيرة او اعادتها الى طريقها اذا واجه انحرافا في مجال التطبيق .
2- اشهد انك يامولاي انك قد اقمت الصلاة واتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر