مجزرة الدبابات في وادي السلوقي: سمعنا صرخات الرعب في أجهزة الاتصال
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً حول "مجزرة الدبابات" التي وقعت في الأيام الأخيرة من العدوان الاسرائيلي على لبنان في منطقة وادي السلوقي الجنوبية، تناول في تفاصيله الميدانية حالة التردد والتخبط التي سادت على مستوى قيادة الجيش الاسرائيلي، كما اظهر قدرات قتالية عالية لدى رجال المقاومة.
واظهر التقرير للاسرئيليين حقيقة قاسية، تكمن في أنّ دبابات الميركافا، "الأقوى والأضخم"، لم تقوَ على الصمود أمام مقاتل مسلح بصاروخ كتف.
ومن الوقائع الميدانية التي يسردها التقرير، أن الكتيبة ,162 بقيادة غاي تسور، تلقت امراً بالتحرك باتجاه وادي السلوقي، <بوابة احتلال جنوب لبنان>، في السادس من آب، حيث بدأ اللواء النظامي ,401 بقيادة موطي كيدور، بالتحرّك مدعوماً بدبابات ال<ميركافا 4> وبوحدات الهندسة، اضافة الى التغطية الجوية، الا ان امراً بالتوقف ما لبث أن صدر بعد ساعات، تلقاه اللواء 401 بغضب، بسبب المخاوف من تحوّل الدبابات الى اهداف سهلة، باعتبار انها في وضع ثابت.
وتكرّر الأمر ذاته في اليوم التالي، الا انّه خوفاً من استهداف الدبابات تقرّر مواصلة التحرّك البطيء باتجاه وادي السلوقي، وهذا ما تم تنفيذه، بعد قرار الحكومة الاسرائيلية باحتلال مناطق في الجنوب، في وقت بدأت فيه بوادر اتفاق في الأمم المتحدة لوقف اطلاق النار بالظهور.
وبالرغم من التحذيرات بأن حزب الله سوف يقرأ التحركات ويستعد بما يتلاءم، مضى الجيش الاسرائيلي قدماً بهذا التقدّم، في ظل تطمينات بأن كتيبتين احداهما تابعة للواء <ناحال> سوف تنتشر في المنطقة وتضمن عدم مهاجمة الدبابات، الا انّ حزب الله كان قد جهّز 60 مقاوماً بحوزتهم كميات كبيرة من صواريخ <كورنيت> المضادة للدبابات، اضافة الى خلايا اخرى لاطلاق قذائف الهاون. وما إن حل فجر الأحد حتى كانت بضع دبابات قد وصلت الى قمة الجبل، ولكن بثمن باهظ جداً، ثماني مدرعّات واربعة قتلى من جنود المشاة، بينهم ضباط من كتائب الدبابات وضابط فرقة مدرعات.
وقد وجّه كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي انتقادات حادة للقيادتين السياسية والعسكرية على خلفية تلك الحملة التي اصرت اسرائيل على تنفيذها بهدف التأثير على الرأي العام الاسرائيلي واللبناني واثبات قدرات الجيش، الا أن النتائج كانت اقسى من أن تعتبر نجاحاً للحملة، إذ احتاج الجيش الاسرئيلي الى 30 ساعة لإخراج دباباته من <كمين النار> الذي اعدّه حزب الله، فمعركة السلوقي كانت المعركة الوحيدة في الحرب التي اخترقت فيها صواريخ المقاومة دروع دبابة <ميركافا 4>، بحسب ما اشارت اليه الصحيفة الاسرائيلية.
وبالرغم من أن معركة السلوقي بدأت بعد أن أصبح واضحاً أنه سيتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، الا أن أحد كبار الضباط في قيادة الشمال حاول تصحيح ذاك الانطباع القاسي، بالقول <لو لم يتم التوقيع على وقف إطلاق النار، لكانت هذه المعركة هي الأهم في هذه الحرب>.
وخلال معركة السيطرة على المنطقة، اجتازت 24 دبابة اسرائيلية <الممر الإجباري>، أصيب 11 منها بصواريخ المقاومة المضادة للدبابات، فلم يقتل الجنود أثناء تسلق الجبل، إنما اصيبت الدبابات، وعندما حاول ضابط الكتيبة تسلق المحور المؤدي إلى قمة الجبل، علق في منتصف الطريق، وذلك بسبب القصف الذي قام به سلاح الطيران قبل يومين في المنطقة، وبالنتيجة علقت خمس دبابات أخرى، ولم تتمكن من صعود الجبل، وأصبحت ك<الأوز في مرمى الصياد>.
أدرك حزب الله ذلك بسرعة فائقة، فقام مقاتلوه باستهداف الدبابات بصواريخهم المتطورة من نوع <كورنيت> الروسية، التي تعتبر الأفضل في العالم، ويقول أحد الضباط في وحدة المدرعات <سمعنا صرخات الرعب في أجهزة الإتصال>.
طلب الجنود في الدبابات المساعدة، ولكن لم يكن بإمكانه ذلك، فالمدفعية والطوافات الحربية كانت عاجزة عن القيام بأي شيء لأن خلايا كثيرة من لواء <ناحال> كانت منتشرة في المنطقة بهدف منع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات، فخشي سلاح الجو من إصابتهم، عندها أصدر قائد اللواء 401 تعليماته للدبابات بالدوس على دواسة الوقود والهروب من المكان، إلا أن ذلك استغرق وقتاً، كان كافياً لإصابة دبابات اخرى.
وبحسب قائد اللواء، <كانت هناك مشاكل مهنية وخطيرة>. وتشير تحقيقات الجيش الاسرائيلي الى انه جرى في بعض الأحيان استخدام الدبابات <بطريقة فيها الكثير من الإهمال عن طريق إدخالها إلى كمائن النار>. ويقول أحد الضباط في الجيش أن <الجهل من جانب القادة الميدانيين أدى إلى تعريض الدبابات إلى الخطر الحقيقي، اذ لم ينقذها في بعض الحالات سوى الدروع النوعية لل<ميركافا 4>، التي أثبتت تفوقها، فقد اخترقت الصواريخ 22 دبابة فقط>.
الاستخدام السيئ للدبابات لم يكن المشكلة الوحيدة، فقد استخف الجيش بقدرات حزب الله، لا سيما في قدرته على جمع المعلومات المتعلقة بالقوات المدرعة الإسرائيلية، فقد استخدم مقاتلوه صواريخ من نوع <سباغوت> و<أر بي جي 29 مونو>، و<تاو>، و<كونكرس> و<كورنيت>.
وبحسب التقرير فقد كان الجيش الاسرائيلي على علم بأن هذه الصواريخ موجودة بحوزة حزب الله، إلا أن الجيش لم يعتقد أن مقاتلي حزب الله قادرون على تشخيص أنواع الدبابات المختلفة، وملاءمة الصواريخ النوعية للمدرعات ذات حماية عالية.
ويؤكد التقرير ان المقاومين كانوا يتمتعون بقدرة كبيرة على تشخيص الدبابات بشكل واضح، ولم <يبذروا في إطلاق أي صاروخ في متناول اليد>، مشيراً الى أن الكراسات التي عثر عليها الجيش الاسرائيلي تشير إلى أنهم كانوا خبراء في قدرات الدبابات بأنواعها المختلفة ونقاط الضعف لكل نوع، كما انهم كانوا على معرفة تامة بكافة المركبات القتالية المدرعة، وأطلقوا نيرانهم على نقاط الضعف فيها.
المصدر:صحيفة السفير اللبنانية. بتاريخ 31/08/2006 الساعة 06:17
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً حول "مجزرة الدبابات" التي وقعت في الأيام الأخيرة من العدوان الاسرائيلي على لبنان في منطقة وادي السلوقي الجنوبية، تناول في تفاصيله الميدانية حالة التردد والتخبط التي سادت على مستوى قيادة الجيش الاسرائيلي، كما اظهر قدرات قتالية عالية لدى رجال المقاومة.
واظهر التقرير للاسرئيليين حقيقة قاسية، تكمن في أنّ دبابات الميركافا، "الأقوى والأضخم"، لم تقوَ على الصمود أمام مقاتل مسلح بصاروخ كتف.
ومن الوقائع الميدانية التي يسردها التقرير، أن الكتيبة ,162 بقيادة غاي تسور، تلقت امراً بالتحرك باتجاه وادي السلوقي، <بوابة احتلال جنوب لبنان>، في السادس من آب، حيث بدأ اللواء النظامي ,401 بقيادة موطي كيدور، بالتحرّك مدعوماً بدبابات ال<ميركافا 4> وبوحدات الهندسة، اضافة الى التغطية الجوية، الا ان امراً بالتوقف ما لبث أن صدر بعد ساعات، تلقاه اللواء 401 بغضب، بسبب المخاوف من تحوّل الدبابات الى اهداف سهلة، باعتبار انها في وضع ثابت.
وتكرّر الأمر ذاته في اليوم التالي، الا انّه خوفاً من استهداف الدبابات تقرّر مواصلة التحرّك البطيء باتجاه وادي السلوقي، وهذا ما تم تنفيذه، بعد قرار الحكومة الاسرائيلية باحتلال مناطق في الجنوب، في وقت بدأت فيه بوادر اتفاق في الأمم المتحدة لوقف اطلاق النار بالظهور.
وبالرغم من التحذيرات بأن حزب الله سوف يقرأ التحركات ويستعد بما يتلاءم، مضى الجيش الاسرائيلي قدماً بهذا التقدّم، في ظل تطمينات بأن كتيبتين احداهما تابعة للواء <ناحال> سوف تنتشر في المنطقة وتضمن عدم مهاجمة الدبابات، الا انّ حزب الله كان قد جهّز 60 مقاوماً بحوزتهم كميات كبيرة من صواريخ <كورنيت> المضادة للدبابات، اضافة الى خلايا اخرى لاطلاق قذائف الهاون. وما إن حل فجر الأحد حتى كانت بضع دبابات قد وصلت الى قمة الجبل، ولكن بثمن باهظ جداً، ثماني مدرعّات واربعة قتلى من جنود المشاة، بينهم ضباط من كتائب الدبابات وضابط فرقة مدرعات.
وقد وجّه كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي انتقادات حادة للقيادتين السياسية والعسكرية على خلفية تلك الحملة التي اصرت اسرائيل على تنفيذها بهدف التأثير على الرأي العام الاسرائيلي واللبناني واثبات قدرات الجيش، الا أن النتائج كانت اقسى من أن تعتبر نجاحاً للحملة، إذ احتاج الجيش الاسرئيلي الى 30 ساعة لإخراج دباباته من <كمين النار> الذي اعدّه حزب الله، فمعركة السلوقي كانت المعركة الوحيدة في الحرب التي اخترقت فيها صواريخ المقاومة دروع دبابة <ميركافا 4>، بحسب ما اشارت اليه الصحيفة الاسرائيلية.
وبالرغم من أن معركة السلوقي بدأت بعد أن أصبح واضحاً أنه سيتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، الا أن أحد كبار الضباط في قيادة الشمال حاول تصحيح ذاك الانطباع القاسي، بالقول <لو لم يتم التوقيع على وقف إطلاق النار، لكانت هذه المعركة هي الأهم في هذه الحرب>.
وخلال معركة السيطرة على المنطقة، اجتازت 24 دبابة اسرائيلية <الممر الإجباري>، أصيب 11 منها بصواريخ المقاومة المضادة للدبابات، فلم يقتل الجنود أثناء تسلق الجبل، إنما اصيبت الدبابات، وعندما حاول ضابط الكتيبة تسلق المحور المؤدي إلى قمة الجبل، علق في منتصف الطريق، وذلك بسبب القصف الذي قام به سلاح الطيران قبل يومين في المنطقة، وبالنتيجة علقت خمس دبابات أخرى، ولم تتمكن من صعود الجبل، وأصبحت ك<الأوز في مرمى الصياد>.
أدرك حزب الله ذلك بسرعة فائقة، فقام مقاتلوه باستهداف الدبابات بصواريخهم المتطورة من نوع <كورنيت> الروسية، التي تعتبر الأفضل في العالم، ويقول أحد الضباط في وحدة المدرعات <سمعنا صرخات الرعب في أجهزة الإتصال>.
طلب الجنود في الدبابات المساعدة، ولكن لم يكن بإمكانه ذلك، فالمدفعية والطوافات الحربية كانت عاجزة عن القيام بأي شيء لأن خلايا كثيرة من لواء <ناحال> كانت منتشرة في المنطقة بهدف منع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات، فخشي سلاح الجو من إصابتهم، عندها أصدر قائد اللواء 401 تعليماته للدبابات بالدوس على دواسة الوقود والهروب من المكان، إلا أن ذلك استغرق وقتاً، كان كافياً لإصابة دبابات اخرى.
وبحسب قائد اللواء، <كانت هناك مشاكل مهنية وخطيرة>. وتشير تحقيقات الجيش الاسرائيلي الى انه جرى في بعض الأحيان استخدام الدبابات <بطريقة فيها الكثير من الإهمال عن طريق إدخالها إلى كمائن النار>. ويقول أحد الضباط في الجيش أن <الجهل من جانب القادة الميدانيين أدى إلى تعريض الدبابات إلى الخطر الحقيقي، اذ لم ينقذها في بعض الحالات سوى الدروع النوعية لل<ميركافا 4>، التي أثبتت تفوقها، فقد اخترقت الصواريخ 22 دبابة فقط>.
الاستخدام السيئ للدبابات لم يكن المشكلة الوحيدة، فقد استخف الجيش بقدرات حزب الله، لا سيما في قدرته على جمع المعلومات المتعلقة بالقوات المدرعة الإسرائيلية، فقد استخدم مقاتلوه صواريخ من نوع <سباغوت> و<أر بي جي 29 مونو>، و<تاو>، و<كونكرس> و<كورنيت>.
وبحسب التقرير فقد كان الجيش الاسرائيلي على علم بأن هذه الصواريخ موجودة بحوزة حزب الله، إلا أن الجيش لم يعتقد أن مقاتلي حزب الله قادرون على تشخيص أنواع الدبابات المختلفة، وملاءمة الصواريخ النوعية للمدرعات ذات حماية عالية.
ويؤكد التقرير ان المقاومين كانوا يتمتعون بقدرة كبيرة على تشخيص الدبابات بشكل واضح، ولم <يبذروا في إطلاق أي صاروخ في متناول اليد>، مشيراً الى أن الكراسات التي عثر عليها الجيش الاسرائيلي تشير إلى أنهم كانوا خبراء في قدرات الدبابات بأنواعها المختلفة ونقاط الضعف لكل نوع، كما انهم كانوا على معرفة تامة بكافة المركبات القتالية المدرعة، وأطلقوا نيرانهم على نقاط الضعف فيها.
المصدر:صحيفة السفير اللبنانية. بتاريخ 31/08/2006 الساعة 06:17