قال الروحاني
- قال عمر عندما حضرت النبي (ص) الوفاة وقال (ص) آتوني بدواة وقرطاس لاكتب لكم ما لن تظلوا بعده .. فكان جواب عمر بن الخطاب كما هو ثابت في كتب السيرة قوله ( ان النبي ليهجر ) . فأي إهانة للنبي (ص) أكثر من ذلك ، وهو ما أدى الى فرقة المسلمين الى اليوم --------------------
الكلام السابق للروحاني وهو غلط في غلط
واليكم الرد
صحيح مسلم:
3089 حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد واللفظ لسعيد قالوا حدثنا سفيان عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقلت يا ابن عباس وما يوم الخميس قال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي فتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع وقالوا ما شأنه أهجر استفهموه قال دعوني فالذي أنا فيه خير أوصيكم بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم قال وسكت عن الثالثة أو قالها فأنسيتها قال أبو إسحق إبراهيم حدثنا الحسن بن بشر قال حدثنا سفيان بهذا الحديث.
- لقد قلبت الموازين بهذا التفسير فبالله عليك كيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب أمرا يعصم الأمة به من الضلالة ؟ فإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن الأمر ليس للوجوب فتركه .
3- يجب أن يعتقد كل مسلم ( أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ومعصوم من ترك بيان ما أُمر ببيانه وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ) فإذا عرفنا ذلك تبين لدينا أنه لو أُمر بتبليغ شيء حال مرضه وصحته فإنه يبلغه لا محالة ، فلو كان مراده صلى الله عليه وسلم أن يكتب مالا يستغنون عنه لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره ، لقوله تعالى : ( بلغ ما أنزل إليك ) كما لم يترك تبليغ غير ذلك لمخالفة من خالفه ومعاداة من عاداه ، فدل ذلك على أن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم كتابته يحمل على الندب لا على الوجوب وقد عاش صلوات الله وسلامه عليه أربعة أيام بعد ذلك ولم يأمرهم بإعادة الكتابة ،
يحاول الشيعة أن يدخلوا بهذه القصة مدخلا خطيرا ، وهو الطعن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرون أن هذه القصة مناسبة جدا لمبتغاهم
ومآخذ الشيعة تتمثل فيما يأتي :
1- لم لم يستجب الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الكتاب.
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب الوصية لعلي من بعده.
3- أن هذا الكتاب يتوقف عليه ضلال الأمة وهداها.
4-أن الصحابة نجحوا في منع النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب.
5- أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب على الصحابة لأنهم لم يستجيبوا له.
6- أن عمر اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يهجر.
وللرد على هذه الشبهات:
1- لم يستجب الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم شفقة عليه من وجعه الذي ألم به، ونحن نسأل الشيعة هل هذا الكتاب من التبليغ الذي أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بحيث أنه يجب عليه أن يبلغه أو لا؟.
فإن قالوا نعم هو من الواجب عليه تبليغه ولم يبلغه، فهذا طعن في الرسول صلى الله عليه وسلم وتكذيب لله حيث قال (اليوم أكملت لكم دينكم ).
ولنا أيضا أن نسأل الشيعة سؤالا ثانيا وهو: أين علي بن أبي طالب من هذه الحادثة، هل كان موجودا أو لم يكن موجودا؟ ولم لم يبادر بكتابة الكتاب. وذلك أنه قد أخرج أحمد في مسنده عن علي بن أبي طالب أنه قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لاتضل أمته من بعده، قال فخشيت أن تفوتني نفسه قال قلت إني أحفظ وأعي.
قال : أوصى بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم. وقال أحمد شاكر إسناده حسن فالذي أمر بالكتابة إذا علي بن أبي طالب فلم لم يكتب؟!
2- قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب الوصية لعلي! وهذا الكلام غير صحيح للحديث السابق الذي بين فيه النبي ما يريد أن يكتب.
3- ليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ، بل حديث علي يبين لنا أنه أخبر عليا بما يريد أن يكتب.
4- أن الصحابة نجحوا في منع النبي صلى الله عليه وسلم من الكتابة نقول إن الصحابة لم يكن قصدهم منع النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الأمر كتابة وبلغه شفهيا.
5- غضب النبي صلى الله عليه وسلم هذا يشبه قوله لعلي في الحديبية امح فرفض أمر النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب من علي، ومحاه بيده الشريفة.
6- أن عمر اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يهجر كذب لم يصدر عن عمر، وذلك أن هذه اللفظة "أهجر"؟ لاتثبت عن عمر- رضي الله عنه- أصلا وإنما قالها بعض من حضر الحادثة من غير أن تعين الروايات الواردة في صحيحين- والتي احتج المؤلف بها- قائلها، وإنما الثابت فيها "فقالوا ما شأنه أهجر" ، هكذا بصيغة الجمع دون الإفراد، ولهذا أنكر بعض العلماء أن تكون هذه اللفظة من كلام عمر.
قال ابن حجر: "ويظهر لي ترجيح ثالث الاحتمالات، التي ذكرها القرطبي، ويكون قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام، وكان يعهد أن من اشتد عليه الوجع، قد يشتغل به عن تحرير ما يريد".
وقال الدهلوي: "ومن أين يثبت أن قائل هذا القول هو عمر مع أنه وقع في أكثر الروايات " قالوا " بصيغة الجمع ".
وقد ذهب إلى هذا السويدي وذكر أنه قد صرح بذلك جمع من متأخري المحدثين ومنهم ابن حجر.
وهذا الذي صرح به العلماء هنا هو ظاهر قوله النووي حيث يقول في معرض شرحه للحديث. "وهو المراد بقولهم هجر، وقول عمر غلب عليه الوجع "، فقد فرق بين القولين فتأمله..
فثبت بهذا افتراءك وظلمك بنسبتك هذه اللفظة لعمر من غير دليل، بل ظاهر الأدلة على خلافه، على أن هذه اللفظة لا مطعن فيها على عمر لو ثبتت عنه، كما أنه لا مطعن فيها على من ثبتت عنه من الصحابة، وما ادعيته من نسبة قائلها رسوله الله صلى الله عليه وسلم إلى أنه لا يعي ما يقول- حاشاه ذلك- باطل لا يحتمله اللفظ وبيان ذلك من عدة وجوه:
الوجه الأول: أن الثابت الصحيح من هذه اللفظة أنها وردت بصيغة الاستفهام هكذا "أهجر؟ " وهذا بخلاف ما جاء في بعض الروايات بلفظ "هجر، ويهجر".
وتمسك به المؤلف فإنه مرجوح على ما حقق ذلك المحدثون، وشراح الحديث: منهم القاضي عياض ، والقرطبي والنووي ، وابن حجر. فقد نصوا على أن الاستفهام هنا جاء على سبيل الإنكار على من قال: "لا تكتبوا".
قال القرطبي بعد أن ذكر الأدلة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ في التبليغ في كل أحواله، وتقرر ذلك عند الصحابة: "وعلى هذا يستحيل أن يكون قولهم "أهجر"، لشك عرض لهم في صحة قوله، زمن مرضه، وإنما كان ذلك من بعضهم على وجه الإنكار على من توقف في إحضار الكشف والدواة، وتلكأ عنه، فكأنه يقول لمن توقف: كيف تتوقف أتظن أنه قال: هذيانا، فدع التوقف وقرب الكتف، فإنه إنما يقول الحق لا الهجر، وهذا أحسن ما يحمله عليه ".
وهذا يدل على اتفاق الصحابة على استحالة الهجر على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث إن قائليها أوردوها على سبيل الإنكار الملزم، الذي لا يشك فيه لمخالف، وبه تبطل هذه الدعوى من أصلها.
الوجه الثاني: أنه يحتمل أن تكون هذه اللفظة صدرت عن قائلها عن دهش وحيرة أصابته في ذلك المقام العظيم، والمصاب الجسيم، كما قد أصاب عمر وغيره عند موت النبي صلى الله عليه وسلم قاله القرطبي.
وعلى هذا فقائلها معذور أيا كان معناها، فإن الرجل يعذر بإغلاق الفكر والعقل، إما لشدة فرح أو حزن، كما في قصة الرجل الذي فقد دابته ثم وجدها بعد يأس فقال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح "
الوجه الثالث: أن هذه اللفظة صدرت بحضور رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم وكبار أصحابه، فلم ينكروا على قائلها، ولم يؤثموه، فدل على أنه معذور على كل حال.
وأما ما ادعيته من معارضة عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "عندكم كتاب الله، حسبنا كتاب الله " وأنه لم يمتثل أمر الرسول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أراد من كتابة الكتاب
فالرد عليه: أنه ليس في قول عمر أي اعتراض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم امتثالا أمره كما توهمت ، وبيان هذا من عدة وجوه:
الوجه الأول: أنه ظهر لعمر رضي الله عنه ومن كان على رأيه من الصحابة، أن أمر الرسول النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة الكتاب ليست على الوجوب، وأنه من باب الإرشاد إلى الأصلح، وقد نبه على هذا القاضي عياض، والقرطبي، والنووي، وابن حجر.
ثم إنه قد ثبت بعد هذا صحة اجتهاد عمر رضي الله عنه وذلك بترك الرسول النبي صلى الله عليه وسلم كتابة الكتاب، ولو كان واجبا لم يتركه لاختلافهم، لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف.
الوجه الثاني: أن قول عمر رضي الله عنه: "حسبنا كتاب الله " رد على من نازعه لا على أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ظاهر من قوله: "عندكم كتاب الله " فإن المخاطب جمع وهم المخالفون لعمر رضي الله عنه في رأيه .
----------------------------------------------------------------------------------
قال الروحاني
- تولى ابو بكر الحكم بعد وفاة الرسول (ص) بعد أن شهر عمر بن الخطاب سيفه في سقيفة بني ساعدة طالبا من الحضور البيعة ، في الوقت الذي كان علي بن أبي طالب عليه السلام منشغلا بتجهيز النبي ، مخالفا بذلك وصيته للمسلمين في بيعة الغدير الثابتة في جميع المصادر الاسلامية ، شيعة وسنة
نطالبك يا سماحة السيد بذلك النص ................اطالبك بنص تلك الوصية
- قال عمر عندما حضرت النبي (ص) الوفاة وقال (ص) آتوني بدواة وقرطاس لاكتب لكم ما لن تظلوا بعده .. فكان جواب عمر بن الخطاب كما هو ثابت في كتب السيرة قوله ( ان النبي ليهجر ) . فأي إهانة للنبي (ص) أكثر من ذلك ، وهو ما أدى الى فرقة المسلمين الى اليوم --------------------
الكلام السابق للروحاني وهو غلط في غلط
واليكم الرد
صحيح مسلم:
3089 حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد واللفظ لسعيد قالوا حدثنا سفيان عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقلت يا ابن عباس وما يوم الخميس قال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي فتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع وقالوا ما شأنه أهجر استفهموه قال دعوني فالذي أنا فيه خير أوصيكم بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم قال وسكت عن الثالثة أو قالها فأنسيتها قال أبو إسحق إبراهيم حدثنا الحسن بن بشر قال حدثنا سفيان بهذا الحديث.
- لقد قلبت الموازين بهذا التفسير فبالله عليك كيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب أمرا يعصم الأمة به من الضلالة ؟ فإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن الأمر ليس للوجوب فتركه .
3- يجب أن يعتقد كل مسلم ( أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ومعصوم من ترك بيان ما أُمر ببيانه وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ) فإذا عرفنا ذلك تبين لدينا أنه لو أُمر بتبليغ شيء حال مرضه وصحته فإنه يبلغه لا محالة ، فلو كان مراده صلى الله عليه وسلم أن يكتب مالا يستغنون عنه لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره ، لقوله تعالى : ( بلغ ما أنزل إليك ) كما لم يترك تبليغ غير ذلك لمخالفة من خالفه ومعاداة من عاداه ، فدل ذلك على أن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم كتابته يحمل على الندب لا على الوجوب وقد عاش صلوات الله وسلامه عليه أربعة أيام بعد ذلك ولم يأمرهم بإعادة الكتابة ،
يحاول الشيعة أن يدخلوا بهذه القصة مدخلا خطيرا ، وهو الطعن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرون أن هذه القصة مناسبة جدا لمبتغاهم
ومآخذ الشيعة تتمثل فيما يأتي :
1- لم لم يستجب الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الكتاب.
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب الوصية لعلي من بعده.
3- أن هذا الكتاب يتوقف عليه ضلال الأمة وهداها.
4-أن الصحابة نجحوا في منع النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب.
5- أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب على الصحابة لأنهم لم يستجيبوا له.
6- أن عمر اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يهجر.
وللرد على هذه الشبهات:
1- لم يستجب الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم شفقة عليه من وجعه الذي ألم به، ونحن نسأل الشيعة هل هذا الكتاب من التبليغ الذي أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بحيث أنه يجب عليه أن يبلغه أو لا؟.
فإن قالوا نعم هو من الواجب عليه تبليغه ولم يبلغه، فهذا طعن في الرسول صلى الله عليه وسلم وتكذيب لله حيث قال (اليوم أكملت لكم دينكم ).
ولنا أيضا أن نسأل الشيعة سؤالا ثانيا وهو: أين علي بن أبي طالب من هذه الحادثة، هل كان موجودا أو لم يكن موجودا؟ ولم لم يبادر بكتابة الكتاب. وذلك أنه قد أخرج أحمد في مسنده عن علي بن أبي طالب أنه قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لاتضل أمته من بعده، قال فخشيت أن تفوتني نفسه قال قلت إني أحفظ وأعي.
قال : أوصى بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم. وقال أحمد شاكر إسناده حسن فالذي أمر بالكتابة إذا علي بن أبي طالب فلم لم يكتب؟!
2- قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب الوصية لعلي! وهذا الكلام غير صحيح للحديث السابق الذي بين فيه النبي ما يريد أن يكتب.
3- ليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ، بل حديث علي يبين لنا أنه أخبر عليا بما يريد أن يكتب.
4- أن الصحابة نجحوا في منع النبي صلى الله عليه وسلم من الكتابة نقول إن الصحابة لم يكن قصدهم منع النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الأمر كتابة وبلغه شفهيا.
5- غضب النبي صلى الله عليه وسلم هذا يشبه قوله لعلي في الحديبية امح فرفض أمر النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب من علي، ومحاه بيده الشريفة.
6- أن عمر اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يهجر كذب لم يصدر عن عمر، وذلك أن هذه اللفظة "أهجر"؟ لاتثبت عن عمر- رضي الله عنه- أصلا وإنما قالها بعض من حضر الحادثة من غير أن تعين الروايات الواردة في صحيحين- والتي احتج المؤلف بها- قائلها، وإنما الثابت فيها "فقالوا ما شأنه أهجر" ، هكذا بصيغة الجمع دون الإفراد، ولهذا أنكر بعض العلماء أن تكون هذه اللفظة من كلام عمر.
قال ابن حجر: "ويظهر لي ترجيح ثالث الاحتمالات، التي ذكرها القرطبي، ويكون قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام، وكان يعهد أن من اشتد عليه الوجع، قد يشتغل به عن تحرير ما يريد".
وقال الدهلوي: "ومن أين يثبت أن قائل هذا القول هو عمر مع أنه وقع في أكثر الروايات " قالوا " بصيغة الجمع ".
وقد ذهب إلى هذا السويدي وذكر أنه قد صرح بذلك جمع من متأخري المحدثين ومنهم ابن حجر.
وهذا الذي صرح به العلماء هنا هو ظاهر قوله النووي حيث يقول في معرض شرحه للحديث. "وهو المراد بقولهم هجر، وقول عمر غلب عليه الوجع "، فقد فرق بين القولين فتأمله..
فثبت بهذا افتراءك وظلمك بنسبتك هذه اللفظة لعمر من غير دليل، بل ظاهر الأدلة على خلافه، على أن هذه اللفظة لا مطعن فيها على عمر لو ثبتت عنه، كما أنه لا مطعن فيها على من ثبتت عنه من الصحابة، وما ادعيته من نسبة قائلها رسوله الله صلى الله عليه وسلم إلى أنه لا يعي ما يقول- حاشاه ذلك- باطل لا يحتمله اللفظ وبيان ذلك من عدة وجوه:
الوجه الأول: أن الثابت الصحيح من هذه اللفظة أنها وردت بصيغة الاستفهام هكذا "أهجر؟ " وهذا بخلاف ما جاء في بعض الروايات بلفظ "هجر، ويهجر".
وتمسك به المؤلف فإنه مرجوح على ما حقق ذلك المحدثون، وشراح الحديث: منهم القاضي عياض ، والقرطبي والنووي ، وابن حجر. فقد نصوا على أن الاستفهام هنا جاء على سبيل الإنكار على من قال: "لا تكتبوا".
قال القرطبي بعد أن ذكر الأدلة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ في التبليغ في كل أحواله، وتقرر ذلك عند الصحابة: "وعلى هذا يستحيل أن يكون قولهم "أهجر"، لشك عرض لهم في صحة قوله، زمن مرضه، وإنما كان ذلك من بعضهم على وجه الإنكار على من توقف في إحضار الكشف والدواة، وتلكأ عنه، فكأنه يقول لمن توقف: كيف تتوقف أتظن أنه قال: هذيانا، فدع التوقف وقرب الكتف، فإنه إنما يقول الحق لا الهجر، وهذا أحسن ما يحمله عليه ".
وهذا يدل على اتفاق الصحابة على استحالة الهجر على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث إن قائليها أوردوها على سبيل الإنكار الملزم، الذي لا يشك فيه لمخالف، وبه تبطل هذه الدعوى من أصلها.
الوجه الثاني: أنه يحتمل أن تكون هذه اللفظة صدرت عن قائلها عن دهش وحيرة أصابته في ذلك المقام العظيم، والمصاب الجسيم، كما قد أصاب عمر وغيره عند موت النبي صلى الله عليه وسلم قاله القرطبي.
وعلى هذا فقائلها معذور أيا كان معناها، فإن الرجل يعذر بإغلاق الفكر والعقل، إما لشدة فرح أو حزن، كما في قصة الرجل الذي فقد دابته ثم وجدها بعد يأس فقال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح "
الوجه الثالث: أن هذه اللفظة صدرت بحضور رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم وكبار أصحابه، فلم ينكروا على قائلها، ولم يؤثموه، فدل على أنه معذور على كل حال.
وأما ما ادعيته من معارضة عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "عندكم كتاب الله، حسبنا كتاب الله " وأنه لم يمتثل أمر الرسول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أراد من كتابة الكتاب
فالرد عليه: أنه ليس في قول عمر أي اعتراض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم امتثالا أمره كما توهمت ، وبيان هذا من عدة وجوه:
الوجه الأول: أنه ظهر لعمر رضي الله عنه ومن كان على رأيه من الصحابة، أن أمر الرسول النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة الكتاب ليست على الوجوب، وأنه من باب الإرشاد إلى الأصلح، وقد نبه على هذا القاضي عياض، والقرطبي، والنووي، وابن حجر.
ثم إنه قد ثبت بعد هذا صحة اجتهاد عمر رضي الله عنه وذلك بترك الرسول النبي صلى الله عليه وسلم كتابة الكتاب، ولو كان واجبا لم يتركه لاختلافهم، لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف.
الوجه الثاني: أن قول عمر رضي الله عنه: "حسبنا كتاب الله " رد على من نازعه لا على أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ظاهر من قوله: "عندكم كتاب الله " فإن المخاطب جمع وهم المخالفون لعمر رضي الله عنه في رأيه .
----------------------------------------------------------------------------------
قال الروحاني
- تولى ابو بكر الحكم بعد وفاة الرسول (ص) بعد أن شهر عمر بن الخطاب سيفه في سقيفة بني ساعدة طالبا من الحضور البيعة ، في الوقت الذي كان علي بن أبي طالب عليه السلام منشغلا بتجهيز النبي ، مخالفا بذلك وصيته للمسلمين في بيعة الغدير الثابتة في جميع المصادر الاسلامية ، شيعة وسنة
نطالبك يا سماحة السيد بذلك النص ................اطالبك بنص تلك الوصية
تعليق