إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مناظرات فى مجلس المأمون

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرات فى مجلس المأمون

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    مناظرات
    في مجلس المأمون

    لما قدم علي بن موسي الرضا (ع) إلى المأمون أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجائليق ، وراس الجالوت ، ورؤساء الصابئين ، والهربذ الأكبر ، وأصحاب زر دهشت ، وقسطاس الرومي والمتكلمين ليسمع كلامه وكلامهم . فجمعهم الفضل بن سهل ثم اعلم المأمون باجتماعهم .فقال : أدخلهم علي ، ففعل ، فرحب بهم المأمون،ثم قال لهم : إني أنما جمعتكم لخير ، وأحببت أن تناظروا ابن عمي هذا المدني القادم علي ، فإذا كان بكرة فاغدوا علي ولا يتخلف منكم احد . فقالوا : السمع والطاعة يا أمير المؤمنين نحن مبكرون إن شاء الله . قال الحسن بن محمد النوفلي : فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا (ع) إذ دخل عليا ياسر الخادم - وكان يتولى أمير أبي الحسن الرضا (ع) - فقال : يا سيدي أن أمير المؤمنين يقرؤك السلام فيقول : فذاك أخوك ، انه اجتمع إلي أصحاب المقالات وأهل الأديان والمتكلمون من جميع الملل فرأيك في البكور علينا إلى احببت كلامهم ، وان كرهت كلامهم فلا تتجثم ، وان أحببت أن تصبر إليك خف ذلك علينا . فقال أبو الحسن (ع).ابلغه السلام وقل له : قد علمت ما أردت وأنا صائر أليك بكرة إن شاء الله.
    قال الحسن بن محمد النوفلي : فلما مضى ياسر ، التفت إلينا ثم قال لي : يا نوفلي أنت عراقي ورقة العراقي غير غليظة ، فما عندك في جمع ابن عمك علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات؟
    فقلت : جعلت فذاك يريد الامتحان ويحب أن يعرف ما عندك ، ولقد بنى على أساس غير وثيق البنيان ، ويش والله ما بنى.
    فقال لي : وما بناؤه فى هذا الباب؟

    قلت : أن أصحاب البدع والكلام خلاف العلماء ، وذلك أن العالم لا ينكر غير المنكر ، وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك أصحاب إنكار ومباهتة ، وان احتججت عليهم أن الله واحد ، قالوا : صحح وحدانيته ، وان قلت : أن محمد (ص) رسول الله ، قالوا : اثبت رسالته ، ثم يباهون الرجل وهو يبطل عليهم بحجته ويغالطونه حتى يترك قوله ، فاحذرهم جعلت فداك.

    قال : فتبسم (ص) ثم قال : يانوفلي أتخاف أن يقطعوا علي حجتي؟
    قلت : لا والله ما خفت عليك قط ، واني لا رجو ان يظفرك الله بهم ان شاء الله.
    فقال لي : يا نوفلي أتحب إن تعلم متى يندم المأمون؟
    قلت : نعم
    قال : اذا سمع احتجاجي على أهل التوارة بتوراتهم ، وعلى أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وعلى أهل الزبور بزبور هم ، وعلى الصابئين بعبرانيتهم ، وعلى الهرابذة بفار سيتهم ، وعلى أهل الروم بروميتهم ، وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم ، فإذا قطعت كل صنف ودحضت حجته وترك مقالته ورجع إلى قولي علم المامون أن الموضع الذي هو بسبيله ليس هو بمستحق له فعند ذلك تكون الندامة منه ولا حول ولا قوة إلا بالله ألعلي العظيم.


    يتبع



    بسم الله الرحمن الرحيم

    ينقل الى قسم العقائد
    محرر المنبر الحر

    م12


    التعديل الأخير تم بواسطة م12; الساعة 21-11-2006, 02:54 PM.

  • #2
    السلام عليكم

    احسنت اختنا عزيزه العقرب و ننتظر البقيه

    اللهم صل على محمد و ال محمد

    تعليق


    • #3



      فلما أصبحنا أتانا الفضل بن سهل فقال له : جعلت فداك ابن عمك تظرك وقد اجتمع القوم فما رأيك في اتبانه؟
      فقال له الرضا (ع) : تقدمني فباني صائر إلى ناحيتكم إن شاء الله ، ثم توضآ (ع) وضوء الصلاة ، وشرب شربة سويق وسقانا منه ، ثم خرج وخرجنا معه حتى دخلنا على المأمون ، فإذا المجلس غاص بأهله ومحمد بن جعفر في جماعة الطالبيين والهاشميين والقواد حضور.
      فلما دخل الرضا (ع) قام المأمون وقام محمد بن جعفر وقام جميع بني هاشم فلما زالوا وقوفا والرضا (ع) جالس مع المأمون حتى أمرهم بالجلوس فجلسوا ، فلم يزل المأمون مقيلا عليه يحدثه ساعة.
      ثم التفت إلى جائليق فقال : يا جائليق هذا ابن عمي علي بن موسى بن جعفر ، وهو من ولد فاطمة بنت نبينا ، وابن علي بن أبى طالب (ع) فأحب أن تكلمه وتحاجه وتنصفه.
      فقال الجائليق : يا أمير المؤمنين كيف أحاج رجلا يحتج علي بكتاب أنا منكره ، ونبي لا أومن به؟
      فقال له الرضا (ع) : يا نصر آني فان احتججت عليك يا نجيلك أتقربه؟
      قال الجائليق : وهل اقدر على دفع ما نطق به الإنجيل ؟ نعم والله اقر به على رغم اتقي.
      فقال له الرضا (ع) : سل عما يدا لك وافهم الجواب.
      قال الجائليق " ما تقول في نبوة عيسى(ع) وكتابه ؟ هل تنكر منهما شيئا؟
      قال الرضا (ع) " أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به أمته وأقربه الحواريون وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد (ص) وبكتابه ولم يبشر به امته
      قال الجائليق : أليس أنما تقطع الأحكام بشاهدي عدل؟
      قال " بلى
      قال " فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد ممن لا تنكره النصرانية ، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا.
      قال الرضا (ع) : الآن جثت بالنصفة يا نصراني ، آلا تقبل مني العدل المقدم عند المسيح عيسى بن مريم؟
      قال الجائليق : ومن هذا العدل ؟ سمه لي :
      قال : ما تقول في يوحنا الديلمي .؟
      قال : بخ بخ ، ذكرت أحب الناس إلى المسيح
      قال (ع) : فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أن يوحنا قال : أن المسيح اخبرني بدين محمد العربي، وبشرني به انه يكون منى بعده فبشرت به الحواريين فامنوا به؟
      قال الجائليق : قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل ويأهل بيته ووصيته ولم يلخص متى يكون ذلك ولم يسم لنا القوم فنعرفهم.
      قال الرضا (ع) : فان جئناك بمن يقرا الإنجيل قتلا عليك ذكر محمد وأهل بيته وأمته أتؤمن به؟
      قال سديدا
      قال الرضا (ع) لقسطاس الرومي : كيف حفظك للسفر الثالث من الإنجيل ؟
      قال : ما احفظني له!
      ثم التفت إلى راس الجالوت فقال له : الست تقرا الإنجيل ؟
      قال : بلى لعمري.
      ثال : فخذ على السفر الثالث ، فان كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وآمته سلام الله عليهم فاشهدوا لي ، وان لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي
      ثم قرأ (ع) السفر الثالث حتى إذا بلغ ذكر النبي (ص) وقف

      ثم قال : يا نصراني أنى أسالك بحق المسيح وأمه أتعلم أنى عالم بالإنجيل ؟
      قال : نعم
      ثم تلا علينا ذكر محمد وأهل بيته وأمته ، ثم قال : ما تقول يا نصراني؟ هذا قول عيسى بن مريم ، فان كذبت ما ينطق به الإنجيل فقد كذبت موسى وعيسى (ع) ومتى انكرت هذا الذكر وجب عليك الفتل ، لأنك تكون قد كفرت بربك وبنبيك وبكتابك.
      قال الجائليق : لا أنكر ما قد بان لي في الإنجيل ، واني لفر به.
      قال الرضا (ع) : اشهدوا على إقراره
      ثم قال : يا جائليق سل عما بدا لك؟
      قال الجائليق : اخبرني عن حواري عيسى بن مريم كم كان عدتهم؟ وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟
      قال الرضا (ع) : على الخبير سقطت ، أما الحواريين فكانوا اثني عشر رجلا ، وكان أفضلهم وأعلمهم الوقا ، وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال: النبي (ص) وذكر أهل بيته وامته ، وهو الذي بشر امة عيسى وبني إسرائيل به.
      ثم قال (ع) يا نصراني والله أنا لنؤمن بعيسى الذي امن بمحمد (ص) وما ننقم على عيسا كم شيئا إلا ضعفة وفلة صيامه وصلاته.

      قال الجائليق : أفسدت والله علمك ، وضعفت أمرك ، وما كنت ظننت إلا انك اعلم أهل الإسلام
      قال الرضا (ع) : وكيف ذلك ؟

      قال الجائليق : من قولك : إن عيسا كم كان ضعيفا قليل الصيام ، قليل الصلاة ، وما افطر عيسى يوما قط ، ولا نام بليل قط وما زال صائم الدهر ، فأثم الليل.

      قال الرضا (ع) : فلمن كان يصوم وبصلي؟
      قال : فخرس الجائليق وانقطع.
      قال الرضا (ع) : يا نصراني أني أسالك عن مسالة.
      قال : سل فان كان عندي علمها أجبتك.
      قال الرضا (ع) : ما انكرت أن عيسى كان يحيى الموتى بأذن الله عز وجل؟
      قال الجائليق : انكرت ذلك من قبل أن من أحيا ألموتى وأبرا ألاكمه والأبرص فهو رب مستحق لان يعيد.
      قال الرضا (ع) فان اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى : مثى على الماء، واحيا الموتى ، وأبرا الأكمه والأبرص فلم يتخذه أمته ربا ، ولم يعبده احد من دون الله عز وجل ، ولقد صنع حز قيل صنع النبي (ص) مثل ما صنع عيسى بن مريم (ع) فاحيا خمسة وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستين سنة.



      يتبع

      تعليق


      • #4
        أحسنتم

        اللهم صل على محمد وال محمد

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


          ثم انك تقول من شهادة عيسى على نفسه:
          " حقا أقول لكم يا معشر الحواريين : انه لا يصعد إلى السماء إلا ما نزل منها إلا راكب البعير خاتم الأنبياء فانه يصعد إلى السماء وينزل " فما تقول في هذا القول ؟

          قال الجائليق : هذا قول عيسى لا تنكره.

          قال الرضا (ع) : فما تقولوا في شهادة الوقا ومر قابوس ومتى على عيسى وما نسبوء إليه ؟
          قال الجائليق؟ كذبوا على عيسى .
          قال الرضا (ع) : يا قوم أليس قد زكاهم وشهد أنهم علماء الإنجيل وقولهم حق؟
          فقال الجائليق : يا عالم المسلمين أحب أن تعفيني ممن أمر هؤلاء.
          قال لرضا (ع) : فانا قد فعلنا ، سل يا نصراني عما بدا لك.
          قال الجائليق : ليسألك غيري ، فلا وحق المسيح ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك.
          فالتفت الرضا (ع) إلى راس الجالوت فقال له : تسألني أو أسالك؟
          فقال : بل أسالك ، وليست اقبل منك حجة إلا من التوراة أو من الإنجيل ، أو من زبور داود ، أو مما في صحف إبراهيم وموسى.
          فقال الرضا (ع) : لا تقبل مني حجة إلا بما تنطق به التوارة على لسان موسى بن عمران والإنجيل على لسان عيسى بن مريم ، والزبور على لسان دواد.
          فقال راس الجالوت : من اين تثبت بنوة محمد؟
          فقال الرضا (ع) : شهد بنبوته (ع) موسى بن عمران وعيسى بن مريم وداود خليفة الله عز وجل في الأرض.
          فقال له : اثبت قول موسى بن عمران.
          قال الرضا (ع) : هل تعلم يا يهودي أن موسى أوصى بني إسرائيل فقال لهم : انه سيأتيكم نبي هو من إخوتكم ، فبه فصدقوا ومنه فاسمعوا ، فهل تعلم أن لبنى إسرائيل إخوة غير ولد إسماعيل ، إن كنت تعرف قرابة إسرائيل من إسماعيل ، والنسب الذي بينهما من قبل ابراهيم(ع)؟

          فقال راس الجالوت : هذا قول موسى لا بدفعة .
          فقال له الرضا (ع) هل جاءكم من أخوة بني إسرائيل نبي غير محمد (ص) .
          فقال : لا
          قال الرضا (ع) : أو ليس قد صح هذا عندكم ؟
          قال : نعم ، ولكني أحب أن تصححه لي من التوراة.
          فقال له الرضا(ع) : هل تنكر أن التوراة تقول لكم :" جاء النور من جبل طور سيناء وأضاء لنا من جبل سأعبر ، واستعلن علينا من جبل فاران"؟
          قال راس الجالوت : اعرف هذه الكلمات وما اعرف تفسيرها .
          قال الرضا (ع) " أنا أخوك به ، أما قوله : "جاء النور من جبل طور سيناء" فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي انزله على موسى (ع) على جبل طور سيناء.
          وأما قوله : "وأضاء لنا من جبل سأعير " فهو الجيل الذي أوحى لله عز وجل إلى عيسى بن مريم (ع) وهو عليه.
          واما قوله : " واستعلن علينا من جبل قاران " فذاك جبل من جبال مكة بينه وبينها يوم
          وقال شعيا النبي (ع) فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة : " رأيت راكبين أضاء لهما الأرض ، احدهما راكب على حمار ، والأخر على جمل " فمن راكب الحمار؟ ومن راكب الجمل؟
          قال راس الجالوت : لا اعرفهما فخبرني بهما .
          قال (ع) : أما راكب الحمار فعيسى بن مريم ، وأما راكب الجمل فمحمد (ص) أتنكر هذا من التوراة؟
          قال : لا ، وأنكره.
          ثم قال الرضا (ع) : هل تعرف حيقوق النبي؟
          قال : نعم أني به لعارف.
          قال (ع) : فانه قال وكتابكم ينطلق به : " جاء الله بالبيان من جبل فاران ، وامتلأت السماوات من تسبيح احمد وأمته ، يحمل خليه في البحر كما يحمل في البر ، ياتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس " يعني بالكتاب القران ، أتعرف وتؤمن به؟
          قال راس الجالوت : قد قال ذلك حيقوق النبي ولا تنكر قوله.

          قال الرضا (ع) : وقد قال داود قي زبور ه وانت تقرا : اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة" فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد (ص) ؟
          قال راس الجالوت : هذا قول داود نعرفه ولا تنكره ، ولكن عنى بذلك عيسى وأيامه هي الفترة.
          قال الرضا (ع) : جهلت ، أن عيسى لم يخالف السنة ، وقد كان موافقا لسنة التوراة حتى رفعه الله إليه ، وفي الإنجيل مكتوب : إن ابن البرة ذاهب والفار قليطا جاء من بعده ، وهو الذي يخفف الاصار ، ويفسر لكم كل شيء ، ويشهد لي كما شهدت له ، أنا جئتكم بالأمثال ، وهو يأتيكم بالتأويل ، أتؤمن بهذا في الإنجيل ؟
          قال : نعم ، لا انكره
          فقال له الرضا (ع) : يا راس الجالوت أسالك عن نبيك موسى بن عمران
          فقال : سل
          قال (ع) : ما الحجة على أن موسى ثبتت نبوته؟
          قال اليهودي : انه جاء بما لم يجىء به احد من الأنبياء قبله.
          قال له : مثل ماذا ؟
          قال : مثل فلق البحر ، وقلبه العصا حية تسعى ، وضربه الحجر فانفجرت منه العيون ، وإخراجه يده بيضاء للناظرين ، وعلامات لا يقدر الخلق على مثلها
          .
          قال له الرضا (ع) : صدقت اذا كانت حجته على نبوته انه جاء بما لا يقدر الخلق على مثله ، افليس كل من ادعى انه نبي بما جاء بما لا يقدر الخلق على مثله وجب عليكم تصديقة؟

          قال لا لان موسى لم يكن له نظير لمكانه من ربه ، وقربه منه ، ولا يجب علينا الإقرار بنبوة من ادعاها حتى يأتي من الأعلام بمثل ما جاء به.

          قال الرضا (ع) : فكيف اقر ارتم بالأنبياء الذين كانوا قبل موسى (ع) ولم يقلقوا البحر ، ولم يفجروا من الحجر اثنتي عشرة عينآ ، ولم يخرجوا يديهم بيضاء مثل إخراج موسى يده بيضاء ، ولم يقبلوا العصا حية تسعى؟

          قال له اليهودي: قد خبرتك انه متى جاؤوا على دعوى نبوتهم من الآيات بما لا يقدر الخلق على مثله ولو جاؤوا بما يجيء به موسى أو كان على غير ما جاء به موسى وجب تصديقهم.
          قال الرضا (ع) : يا راس الجالوت فما يمنعك من الإقرار بعيسى بن مريم وقد كان يحيي الموتى ، ويبرى ألاكمه والأبرص ، ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله ؟
          قال راس الجالوت : يقال : انه فعل ذلك ، ولم نشهده.
          قال له الرضا (ع) : ارايت ما جاء به موسى من الآيات شاهدته ؟ أليس إنما جاء في الأخبار به من ثقات أصحاب موسى انه فعل ذلك؟
          قال : بلى.
          قال " فكذلك أتتكم الأخبار المتواترة بما فعل عيسى بن مريم ، فكيف صدقتم بموسى ولم تصدقوا بعيسى ؟
          قال الرضا (ع) : وكذلك أمر محمد (ص) وما جاء به ، وأمر كل نبي بعثه الله ، ومن آياته انه كان يتيما فقيرا راعيا اجيرا لم يتعلم كتابا ولم يختلف إلى معلم ثم جاء بالقران الذي فيه قصص الأنبياء وأخبارهم حرفا حرفا ، وأخبار من مضى ومن بقى إلى يوم القيامة ، ثم كان يخبرهم بأسرارهم وما يعملون في بيوتهم ، وجاء بايات كثيرة لا تحصى .
          قال راس الجالوت : لم يصح عندما خبر عيسى ولا خبر محمد ، ولا يجوز لنا أن نقر لهما بما لم يصح.
          قال الرضا (ع) : فالشاهد الذي شهد لعيسى ولمحمد (ص) شاهد زور ؟ فلم يحر جوابا.
          ثم دعا (ع) بالهريذ الأكبر فقال له الرضا (ع) : اخبرني عن زر دهشت الذي تزعم انه نبي ما حجتك على نبوته؟
          قال : انه أنى بما لم يأتنا به احد قبله ولم نشهده ولكن الأخبار من أسلافنا وردت علينا بأنه احل لنا ما لم يحله غيره فاتبعناه.
          قال (ع) : افليس أنما أتتكم الأخبار فاتبعتموه؟
          يتبع

          تعليق


          • #6
            سلسلة رائعه



            بوركتم واحسنتم

            تعليق


            • #7
              اللهم صلي على محمد وال محمد

              احسنتم وبارك الله فيكم وجازاكم الله كل خيررر

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                قال : بلى
                قال: فكذلك سائر الأم السالفة أنتهم الأخبار بما أتى به النبيون واتى به موسى وعيسى ومحمد (ص) فما عذركم في ترك الإقرار لهم ؟ إذ كنتم أنما أقررتم بزر دهشت من قبل الأخبار المتواترة بأنه جاء بما لم يجىء به غيره، فانقطع الهربذ مكانه.
                فقال الرضا (ع) : يا قوم إن كان فيكم احد يخالف الإسلام وأراد يسال فليسال غير محتشم.
                فقال إليه عمران الصابىء وكان واحدا فى المتكلمين فقال : يا عالم الناس لو لا انك دعوت الى مسألتك لم أقدم عليك بالمسائل ، ولقد دخلت الكوفة والبصرة والشام والجزيرة ولقيت المتكلمين فلم أقع على احد يثبت لي واحدا ليس غيره قائما بوحدانيته ، افتاذن لي أن أسالك؟
                قال الرضا (ع) : إن كان في الجماعة عمران الصابىء فأنت هو.
                فقال :انا هو
                فقال (ع) : سل يا عمران وعليك بالنصفة ، وإياك والخطل والجور
                قال : والله يا سيدي ما أريد إلا أن تثبت لي شيئا أتعلق به فلا أجوزه.
                قال (ع) سل عما بدالك ، فازدحم عليه الناس وانضم بعضهم إلى بعض.
                فقال عمران الصابىء : اخبرني عن الكائن الأول وعما خلق.
                قال (ع) : سالت فاقهم ، أما الواحد فلم يزل واحدا كائنا لا شيء معه بلا حدود ولا أعراض ، ولا يزال كذلك ، ثم خلق.خلقا مبتدعا مختلفا بأعراض وحدود مختلفة ، لا في شيء أقامه ولا في شيء حدة ، ولا على شيء حذاه ولا مئله له ، فجعل من بعد ذلك الخلق صفوة وغير صفوة، واختلافا وائتلافا ، وألوانا وذوقا وطعمنا ، لا لحاجة كانت منه إلى ذلك ، ولا لفضل منزله لم يبلغها إلا به ، ولا رأى لنفسه فيما خلق زيادة ولا نقصانا ، تعقل هذا يا عمران؟

                قال : نعم والله يا سيدي.
                قال (ع) : واعلم يا عمران انه لو كان خلق ما خلق لحاجة لم يخلق إلا من يستعين به على حاجته، ولكان ينبغي أن يخلق أضعاف ما خلق ، لان الأعوان كلما كثروا كان صاحبهم أقوى،
                والحاجة يا عمران لا يسعها لأنه لم يحدث من الخلق شيئا إلا حدثت فيه حاجة أخرى ، ولذلك أقول : لم يخلق لحاجة ، ولكن نقل بالحلق الحوائج بعضهم إلى بعض ، وفضل بعضهم على بعض بلا حاجة منه إلى من فضل ، ولا نقمة منه على من أذل فلهذا خلق.
                قال عمران : يا سيدي هل كان الكائن معلوما في نفسه عند نفسه؟
                قال الرضا (ع) : أنما تكون المعلمة بالشيء لنفي خلافه ، وليكون الشيء نفسه بما نفى عنه موجودا ، ولم يكن هناك شيء يخالفه فتدعوه الحاجة إلى نفي ذلك الشيء عن نفسه بتحديد علم منها ، أفهمت يا عمران؟

                قال : نعم والله يا سيدي ، فأخبرني بأي شيء علم ما علم ؟ أبضمير أم بغير ذلك؟

                قال الرضا (ع) : ارايت إذا علم بضمير هل تجد بدا من أن تجعل لذلك الضمير حدا ينتهي إليه المعرفة؟
                قال عمران : لابد من ذلك.
                قال الرضا (ع) : فما ذلك الضمير ؟
                فانقطع عمران ولم يحر جوابا.
                قال الرضا (ع) : لا باس ان سألتك عن الضمير نفسه تعرفه بضمير آخر ؟
                فقال الرضا (ع) : أفسدت عليك قولك ودعوتك ، يا عمران أليس ينبغي أن تعلم أن الواحد ليس يوصف بضمير وليس يقال له أكثر من فعل وعمل وصنع؟وليس يتوهم منه مذاهب وتجزئة كمذاهب المخلوقين وتجزئتهم ؟ فاعقل ذلك وابن عليه ما علمت صوابا
                قال عمران : يا سيدي إلا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي؟ وما معانيها؟ وعلى كم نوع بتكون؟

                قال (ع) : قد سألت فافهم ، أن حدود خلقه على ستة أنواع : ملموس وموزون ومتطور إليه وما لا وزن له وهو الروح ، ومنها منظور إليه وليس له وزن ولا لمس ولا حس ولا لون ولا ذوق والتقدير والأعراض والصور والطول والعرض ، ومنها العمل والحركات التي تضع الأشياء وتعلمها ونغيرها من حال إلى حال وتريدها وتنقصها ، وأما الأعمال والحركات فانها تنطق لأنه لا وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه ، فإذا فرغ من الشيء انطلق بالحركة وبقي الأثر، ويجري مجرى الكلام الذي يذهب ويبقى أثره.
                قال له عمران : يا سيدي ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا لا شيء غيرة ولا شيء معه أليس قد تغير بخلفه الخلق؟

                قال الرضا (ع) : لم يتغير عز وجل بحلق الخلق ، ولكن الخلق يتغير بتغيير،
                قال عمران ، فباى شيء عرفناه؟
                قال (ع): بغيره
                قال : فأي شيء غيره؟
                قال الرضا (ع) : مشيته واسمه وصفته وما أشبه ذلك ، وكل ذلك محدث مخلوق مدبر.
                قال عمران : يا سيدي فأي شيء هو؟
                قال (ع) هو نور بمعنى انه هاء خلقه من أهل السماء وأهل الأرض، وليس لك على أكثر من توحيدي إياه
                قال عمران :يا سيدي أليس قد كان ساكتا قبل الخلق لا ينطق ثم نطق؟
                قال الرضا (ع) : لا يكون السكوت إلا عن نطق قلبه ، والمثل في ذلك انه لا يقال للسراج: هو ساكت لا ينطق ، ولا يقال : ان السراج ليضيء فيما يريد أن بفعل بنا ، لان الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون ، وإنما هو ليس شيء غيره ، فلما استضاء لنا قلنا : قد أضاء لنا حتى استضأنا به ، فبهذا تستبصر أمرك
                قال عمران : يا سيدي فان الذي كان عندي أن الكائن قد تغير في فعله عن حاله بخلقه الخلق.
                قال الرضا (ع) : أحلت يا عمران في قولك : أن الكائن يتغير في وجه من الوجوه حتى يصيب ألذات منه ما بغيره ، يا عمران هل تجد النار بغيرها تغير نفسها؟ أو هل تجد الحرارة تحرق نفسها؟ أو هل رأيت بصيرا قط رأى بصره؟
                قال عمران : لم أر هذا ، ألا تخبرني يا سيدي اهو في الخلق ، أم الخلق فيه؟
                قال الرضا (ع): جل يا عمران عن ذلك ، ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه، تعالي عن ذلك، وسأعلمك ما تعرفه به ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اخبرني عن المرآة أنت فيها أم هي فيك؟ فان كان ليس واحد منكما في صاحبه فبأي شيء استدللت بها على نفسك؟
                قال عمران: بضوء بيني وبينها
                فقال الرضا (ع) : هل ترى من ذلك الضوء في المرآة أكثر مما تراه في عينك؟
                قال : نعم
                قال الرضا (ع) : فأرناه ، فلم بحر جوابا
                قال الرضا(ع): فلا أرى النور إلا وقد دلك ودل المرآة على أنفسكما من غير أن يكون في واحد منكما ، ولهذا أمثال كثيرة غيرها هذا لا يجد الجاهل فيها مقالا ، ولله المثل الأعلى
                ثم التفت (ع) : إلى المأمون فقال : الصلاة قد حضرت.
                قال عمران: يا سيدي لا تقطع علي مسألتي فقد رق قلبي.
                قال الرضا (ع) : نصلي ونعود ، فنهض ونهض المأمون فصلى الرضا (ع) داخلا، وصلى الناس خارجا خلف محمد بن جعفر ، ثم خرجا فعاد الرضا (ع) إلى مجلسه ودعا بعمران فقال : سل يا عمران
                قال : يا سيدي ألا تخبرني عن الله عز وجل هل يوجد بحقيقة أو يوجد بوصف؟
                قال الرضا (ع) : آن الله المبدىء الواحد الكائن الأول ، لم يزل واحدا لا شيء معه، فردا لا ثاني معه، لا معلوما ولا مجهولا، ولا محكما ، ولا متشابها، ولا مذكورا ولا منسيا ولا شيئا يقع عليه اسم شيء من الأشياء غيره ، ولا من وقت كان ، ولا إلى وقت يكون ، ولا بشيء قام، ولا إلى شيء يقوم ، ولا إلى شيء استند، ولا في شيء استكن ، وذلك كله قبل الخلق إذ لا شيء غيره ، وما أوقعت عليه من الكل فهي صفات محدثة وترجمة بفهم بها من فهم ، واعلم أن الإبداع والمشية والإرادة معناها واحد وأسماؤها ثلاثة وكان أول إبداعه وإرادته ومشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شيء، ودليلا على مدرك ، وفاصلا .لكل مشكل ، وتلك الحروف تفريق كل شيء من اسم حق وباطل ، أو فعل أو مفعول، أو معنى أو غير معنى ، وعليها اجتمعت الأمور كلها ، ولم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى ولا وجود لأنها مبدعة بالإبداع، والنور في هذا الموضع أول فعل الله الذي هو نور السماوات والأرض ، والحروف هي المفعول بذلك الفعل، وهي الحروف التي عليها الكلام والعبادات كلها من الله عز وجل ، علمها خلقه وهى ثلاثة وثلاثون حرفا ، فمنها ثمناية وعشرون حرفا تدل على لغات العربية ومن الثمانية والعشرون اثنان وعشرون حرفا تدل على اللغات السريانية والعبرانية، ومنها خمسة أحرف متحوفة فى سائر اللغات من العجم لا قاليم اللغات كلها ، وهي خمسة أحرف تحرفت من الثمانية والعشرون الحرف من اللغات فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفا.

                يتبع

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم



                  فأما الخمسة المختلفة فيحجج لا يجوز ذكرها أكثر مما ذكر ناء ، ثم جعل الحروف بعد إحصائها وأحكام عدتها فعلا منه كقوله عز وجل ( كن فيكون) وكن منه صنع ، وما يكون به المصنوع ، فالحلق الأول من الله عز وجل الإيداع لا وزن له ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا حس ، والخلق الثاني الحروف لا وزن لها ولا لون وهي مسموعة موصوفة غير منظور إليها ، والخلق الثالث ما كان من الأنواع كلها محسوسا ملموسا ذا ذوق منظور إليه ، والله تبارك وتعالى سابق للإبداع لأنه ليس قبله عز وجل شيء ولا كان معه شيء ، والإبداع سابق للحروف والحروف لا تدل على فير أنفسها.
                  قال المأمون : وكيف لا تدل على غير أنفسها ؟
                  قال الرضا (ع) لان الله تبارك وتعالى لا تجمع منها شيئا لغير معنى أبدا فإذا ألف منها احرقا أربعة أو خمسة أو ستة أو أكثر من ذلك أو اقل لم يؤلفها لغير معنى ، ولم يك إلا لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئا؟
                  قال عمران : فكيف لنا بمعرفة ذلك؟

                  قال الرضا (ع) : أما المعرفة فوجه ذلك وبابه انك تذكر الحروف إذا لم ترد بها غير أنفسها ذكرتها فردا فقلت : ا ب ت ث ج ح خ حتى تأتي على أخرها فلم تجد لها معنى غير أنفسها ، فإذا الفتها وجمعت منها أحرفا وجعلتها اسما وصفة لمعنى ما طلبت ووجه ما عنيت كانت دليلة على معانيها ، داعية إلى الموصوف بها، أفهمته؟
                  قال : نعم.
                  قال الرضا (ع) : واعلم انه لا يكون صفة لغير موصوف ، ولا اسم لغير معنى ، ولا حد لغير محدود ، والصفات والأسماء كلها تدل على الكمال والوجود، ولا تدل على إلا حاطة ، كما تدل على الحدود التي هي التسربيع والتثليث والتسديس ، لان الله عز وجل وتقدس تدرك معرفته بالصفات والأسماء ، ولا تدرك بالتحديد بالطول والعرض والقلة والكثرة واللون والوزن وما أشبه ذلك ، وليس يحل بالله جل وتقدس شيء من ذلك حتى يعرفه خلقه بمعرفهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا ، ولكن يدل على الله عز وجل بصفاته ، ويدرك بأسمائه ، ويستدل عليه بخلقه حتى لا يحتاج في ذلك الطالب المرتاد إلى رؤية عين ولا استماع أذن ولا لمس كف ولا احاطة بقلب ، فلو كانت صفاته جل ثناؤه لا تدل عليه وأسماؤه لا تدعو إليه والمعلمة من الخلق لا تدركه لمعناه كانت العبادة من الخلق لا سماته وصفاته دون معناه ، فلو لا أن ذلك كذلك لكان المعبود الموحد غير الله تعالى ، لان صفاته واسماءة غيره ، أفهمت ؟
                  قال : نعم يا سيدي زدني.
                  قال الرضا (ع) : إياك وقبول الجهال أهل العمى والضلال الذين يزعمون أن الله جل وتقدس موجود في الآخرة للحساب والثواب والعقاب، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجاء ، ولو كان في الوجود لله عز وجل نقص واهتمام لم يوجد في الآخرة أبدا.

                  ولكن القوم وعموا وصموا عن الخلق من حيث لا يقلمون وذلك قوله الله عز وجل " ومن كان في هذه أعمى فهو فى الأخيرة أعمى وأضل سبيلا"
                  يعني أعمى عن الخلق الموجود، وقد علم ذووا الألباب أن الاستدلال على ما هناك لا يكون إلا بما ههنا ، ومن اخذ علم ذلك برايه وطلب وجوده وإدراكه عن نفسه دون غيرها لم يزدد من علم ذلك إلا بعدا ‘ لان الله عز وجل جعل علم ذلك خاصة عند قوم يعقلون ويعلمون ويفهمون.
                  قال عمران : يا سيدي ألا تخبرني عن الإبداع خلق هو أم غير خلق؟
                  قال له الرضا (ع) : بل خلق ساكن لا يدرك بالسكوت ، وانما صار خلقا لأنه شيء محدث ، والله الذي أحدثه فصار خلقا له ، وإنما هو الله عز وجل وخلفه لا ثالث بينهما ، ولا ثالث غيرهما ، فلما خلق الله عز وجل لم يعدا أن يكون خلقه ، وقد
                  يكون الخلق ساكنا ومتحركا ومختلفا ومؤتلفا ومعلوما ومتشابها ، وكل ما وقع عليه حد فهو خلق الله عز وجل ، واعلم أن كل ما أو جدتك الحواس فهو معنى مدرك للحواس ، وكل حاسة تدل على ما جعل الله عز وجل لها في إدراكها ، والفهم من القلب بجميع ذلك كله.

                  واعلم أن الواحد الذي هو قائم بغير تقدير ولا تحديد خلق خلقا مقدرا بتحديد وتقرير ، وكان الذي خلق حلقين اثنين: التقدير والمقدر ، فليس في كل واحد منهما لون ولا وزن ولا ذوق فجعل احدهم يدرك بالآخر ، وجعلهما مدركين بنفسهما ، ولم يخلق شيئا فردا قائما بنفسه دون غيره للذي أراد من الدلاتة على نفسه واثبات وجوده ، والله تبارك وتعالى فرد واحد لا ثاني معه بقيمه ولا يعضده ولا يمسكه ، والخلق يمسك بعضه بعضا بأذن الله ومشيته ، وإنما اختلف الناس في هذا الباب حتى تاهوا وتحيروا وطلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة في وصفهم الله بصفة أنفسهم فازدادوا من الخلق بعدا ، ولو وصفوا الله عز وجل بصفاته ووصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم واليقين ولما اختلفوا ، فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ارتكبوا والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم.
                  قال عمران : يا سيدي اشهد انه كما وصفت ، ولكن بقيت لي مسالة
                  قال : سل عما أردت.
                  قال : أسالك عن الحكيم في اى شيء هو ؟ وهل يحيط به شيء؟ وهل يتحول من شيء إلى شيء أو به حاجة إلى شيء؟
                  قال الرضا (ع) : أخبرك يا عمران فاعقل ما سالت عنه فانه من أغمض ما يرد على المخلوقين في مسائلتهم، وليس يفهمه المتفاوت عقله العازب علمه ، ولا يعجز عن فهمه أولوا العقل المنصفون، أما أول ذلك فلو كان خلق ما خلق لحاجة منه لجاز لقائل أن يقول : يتحول إلى ما خلق لحاجته إلى ذلك ، ولكنه عز وجل لم يخلق شيئا لحاجته ، ولم يزل ثابتا لا في شيء ولا على شيء إلا أن الخلق يمسك بعضه بعضا ، ويدخل بعضه
                  في بعض، ويخرج منه ، والله عز وجل وتقدس بقدرته يمسك ذلك كله،، وليس يدخل في شيء ولا يخرج منه ، ولا يؤوده حفظه،ولا يعجز عن إمساكه ، ولا يعرف احد من الخلق كيف ذلك إلا الله عز وجل ، ومن أطلعه عليه من رسله،وأهل سره والمستحفظين لأمره ، وخزانه القائمين بشريعته ، وإنما أمره كلمح بالبصر أو هو اقرب ، إذا شاء شيئا فإنما يقول له : كن ، فيكون بمشيته وإرادته،وليس شيء من خلقه اقرب إليه من شيء ، ولا شيء منه هو ابعد منه من شيء افهم أفهمت يا عمران؟
                  قال : نعم يا سيدي قد فهمت ، واشهد أن الله على ما وصفته ووحدته وان محمدا عبده المبعوث بالهدى ودين الحق ثم خر ساجدا نحو القبلة واسلم.
                  قال الحسن بن محمد النوفلي : فلما نظر المتكلمون إلى كلام عمران الصابىء وكان جدلا لم يقطعه عن حجته احد قط لم يدن من الرضا (ع) احد منهم ، ولم يسألوه عن شيء ، وأمسينا ، فنهض المأمون والرضا (ع) فدخلا وانصرف الناس ، وكنت مع جماعة من أصحابنا إذ بعث إلى محمد بن جعفر فاتيته فقال لي : يا نوفلي أما رأيت ما جاء به صديقك ، لا والله ما ظننت أن علي بن موسى (ع) خاض فيء من هذا قط ولا عرفناه به ، انه كان يتكلم بالمدينة أو يجتمع إليه أصحاب الكلام؟

                  قلت : قد كان الحاج يا توته فيسألونه عن أشياء من حلالهم وحرامهم فيجيبهم ، وكلمه من يأتيه لحاجة.

                  فقال محمد بن جعفر : يا أبا محمد أني أخاف عليه أن يحسده هذا الرجل فيسمه آو يفعل به بلية فاشر عليه بالإمساك عن هذه الأشياء.
                  قلت : إذا لا يقبل مني ، وما أراد الرجل إلا امتحانه ليعلم هل عنده شيء من علوم آبائه (ع).
                  فقال لي : قل له : أن عمك قد كره هذا الباب وأحب أن تمسك عن هذه الأشياء لخصال شتى.

                  فلما انقلبت إلى منزل الرضا (ع) أخبرته بما كان من عمه محمد بن جعفر ، فتبسم ثم قال : حفظ الله عمي ما اعرفني به ، لم كره ذلك ، يا غلام صر إلى عمران الصابىء فأتني به.
                  فقلت : جعلت فداك أنا اعرف موضعه هو عند إخواننا من الشيعة .
                  قال (ع) : فلا باس قربوا إليه دابة ، فصرت إلى عمران فأتيته به فرحب به ودعا بكسوة فخلعها عليه وحمله ودعا بعشرة ألاف درهم فوصله بها :

                  فقلت : جعلت فداك حكيت فعل جدك أمير المؤمنين (ع).

                  فقال : هكذا نحب ، ثم دعا (ع) بالعشاء فأجلسني عن يمينه ، واجلس عمران عن يساره حتى إذا فرغنا قال لعمران : انصرف مصاحبا ، وبكر علينا نطعمك طعام المدينة.
                  فكان عمران بعد ذلك يجتمع عليه المتكلمون من أصحاب المقالات فيظل أمرهم حتى اجتنبوه ووصله المأمون بعشرة آلاف درهم ، وأعطاه الفضل مالا وحمله ، وولاه الرضا (ع) صدقات بلخ فأصاب الرغائب.



                  انتظروا مناظرة آخر

                  تعليق


                  • #10
                    اللهم صلي على محمد وال محمد
                    بأنتظار المناظره الثانيه

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                      مناظرة مع سليمان المروزي

                      قدم سليمان المروزي متكلم خراسان على المأمون فأكرمه ووصله ، ثم قال له : أن ابن عمي علي بن موسى قدم علي من الحجاز وهو يجب الكلام وأصحابه ، فلا عليك أن عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته ؟ فقال سليمان : يا أمير المؤمنين أني اكره أن اسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم فينتقص عند القوم إذا كلمني ولا يجوز الاستقصاء عليه ! قال المأمون : أنما وجهت إليك لمعرفتي بقوتك ، وليس مرادي إلا أن نقطعه عن حجة واحدة فقط. فقال سليمان حسبك يا أمير المؤمنين ، اجمع بيني وبينه وخلني وإياه والزم . فوجه المأمون إلى الرضا (ع) فقال : انه قدم علينا رجل من أهل مرو وهو واحد خراسان من أصحاب الكلام ، فان خف عليك أن تتجشم المصير إلينا فعلت. فنهض (ع) للوضوء وقال لنا : تقدموني ، وعمران الصابيء معنا فصرنا إلى الباب فاخذ ياسر وخالد بيدي فأدخلاني على المأمون. فلما سلمت قال : أين أخي أبو الحسن أبقاء الله ؟
                      قلت : خلفته يلبس ثيابه ، وامرنا أن نتقدم، ثم قلت : يا أمير المؤمنين أن عمران مولاك معي وهو بالباب.
                      فقال : من عمران ؟
                      قلت : الصابىء الذي اسلم على يديك.
                      قال : فليدخل فدخل فرحب به المأمون ، ثم قال له : يا عمران لم تمت حتى صرت من بني هاشم.
                      قال : الحمد لله الذي شرفني بكم يا أمير المؤمنين.
                      فقال له المأمون : يا عمران هذا سليمان المروزي متكلم خراسان.
                      قال عمران : يا أمير المؤمنين انه يزعم انه واحد خراسان في النظر وينكر البداء!
                      قال : فلم لا تناظره؟
                      قال عمران : ذلك إليه.
                      فدخل الرضا (ع)فقال : في أي شيء كنتم؟
                      قال عمران : بابن رسول الله هذا سليمان المروزي
                      فقال سليمان : أترضى بابي الحسن وبقوله فيه ؟ قال عمران : قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجة احتج بها على نظرائي من أهل النظر.
                      قال المأمون : يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه؟
                      قال : وما انكرت من البداء يا سليمان ؟ والله عز وجل يقول (أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا)
                      ويقول عز وجل (وهو الذي بيدؤا الخلق ثم يعيده)
                      ويقول (بديع السماوات والأرض)
                      ويقول عز وجل (يزيد في الخلق ما يشاء)
                      ويقول ( ويدا خلق الإنسان من طين)
                      ويقول عز وجل ( وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم)
                      ويقول عز وجل ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب)
                      قال سليمان هل رويت فيه شيئا عن آبائك؟
                      قال : نعم رويت عن أبي عبدا لله (ع) انه قال : آن الله عز وجل علمين: علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلا هو ، من ذلك يكون البداء ، وعلما علمه ملائكته ورسله ، فالعلماء من أهل بيت نبية يعلمونه.
                      قال سليمان : أحب أن تنزعه لي من كتاب الله عز وجل.
                      قال (ع) : قول الله تعالى لنبيه (ص) (فتول عنهم فما أنت بملوم)أراد هلاكهم ثم بدا لله تعالى فقال (وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين)
                      قال سليمان: زدني جعلت فداك.
                      قال الرضا (ع): لقد اخبرني أبي ، عن آبائه (ع) أن رسول الله (ص) قال : أن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه : أن اخبر فلان الملك أني متوفيه إلى كذا وكذا فأتاه ذلك النبي فاخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير.
                      فقال : يأرب اجلني حتى يثب طفلي واقضي أمري.
                      فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي: أن ائت فلان الملك فاعلمه أني قد أنسيت في اجله ، وزدت في عمره خمس عشرة سنة.
                      فقال ذلك النبي : يأرب انك لتعلم أني لم اكذب قط.
                      فأوحى الله عز وجل إليه : أنما أنت عبد مأمور ، فابلغه ذلك والله لا يسال عما يفعل.
                      ثم التفت إلى سليمان فقال : أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب؟
                      قال : أعوذ بالله من ذلك ، وما قالت اليهود؟
                      قال : قالت : (يد الله مغلولة) يعنون أن الله تعالى قد فرغ من الأمر فليس يحدث شيئا، فقال الله عز وجل (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) ولقد سمعت قوما سالوا أبي موسى بن جعفر (ع) عن البداء فقال : وما ينكر الناس من البداء ، وان يقف الله قوما يرجيهم لامره؟
                      قال سليمان: ألا تخبرني عن (إنا أنزلنا في ليله القدر) في أي شيء أنزلت؟
                      قال الرضا (ع) : يا سليمان ليلة القدر يقدر الله عز وجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من حياة أو موت أو خير أو شر أو رزق ، فلما قدره من تلك الليلة فهو من المحتوم.
                      قال سليمان : ألان قد فهمت جعلت فداك فزدني.
                      قال (ع) : يا سليمان أن من الأمور أمورا موقوفة عند الله تبارك وتعالى يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء ، يا سليمان أن عليا (ع) كان يقول : العلم علمان : فعلم علمه الله وملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فانه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله ، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، يقدم منه ما يشاء ، ويؤخر منه ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء.
                      قال سليمان للمأمون : يا أمير المؤمنين لا أنكر بعد يومي هذا البداء ولا اكذب به أن شاء الله.
                      فقال المأمون : يا سليمان سل أبا الحسن عما بدا لك وعليك بحسن الاستماع والإنصاف.
                      قال سليمان : يا سيدي أسالك؟
                      قال الرضا (ع) سل عما بدا لك.
                      قال : ما تقول فيمن جعل الإرادة اسما وصفة مثل حي وسميع ويصير وقدير ؟ قال الرضا (ع) : أنما قلتم حدثت الأشياء واختلفت لأنه شاء وأراد ، ولم تقولوا : حدثت واختلف لأنه سميع بصير ، فهذا دليل على أنها ليست بمثل سميع ولا بصير ولا قدير.
                      قال سليمان : فانه لم يزل مريدا؟
                      قال : يا سليمان فإرادته غيره؟
                      قال : نعم
                      قال : فقد اثبت معه شيئا غيره لم يزل!
                      قال سليمان : ما اثبت؟
                      قال الرضا (ع) : أهي محدثة؟
                      قال سليمان : لا ما هي محدثه.
                      فصاح به المأمون وقال : يا سليمان مثله يعايا أو يكابر؟! عليك بالأنصاف ، أما ترى من حولك من أهل النظر؟
                      ثم قال : كلمه يا أبا الحسن فانه متكلم خراسان ، فأعاد عليه المسالة فقال هي محدثة يا سلمان ، فان الشيء إذا لم يكن أزليا كان محدثا ، وإذا لم يكن محدثا كان أزليا.
                      قال سليمان : أرادته منه كما سمعه منه وبصره منه وعلمه منه.
                      قال الرضا (ع) : فإرادته نفسه؟
                      قال : (ع) : فليس المريد مثل السميع والبصر.
                      قال سليمان : إنما أراد نفسه كما سمع نفسه وأبصر نفسه وعلم نفسه .
                      قال الرضا (ع) : ما معنى أراد نفسه؟ أراد أن يكون شيئا ، أو أراد أن يكون حيا آو سميعا آو بصيرا آو قديرا؟
                      قال : نعم.
                      قال الرضا(ع) : افبار ادته كان ذلك؟
                      قال سليمان : لا
                      قال الرضا (ع): فليس لقولك : أراد يكون حيا سميعا بصيرا معنى إذا لم يكن ذلك بإرادته.

                      يتبع

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



                        قال سليمان : بلى قد كان ذلك بإرادته
                        فضحك المأمون ومن حوله ، وضحك الرضا (ع) ثم قال لهم : أرفقوا بمتكلم خراسان، يا سليمان فقد حال عندكم عن حالة وتغير عنها ، وهذا مما لا يوصف الله عز وجل به ، فانقطع.
                        ثم قال الرضا (ع) : يا سليمان أسالك مسالة.
                        قال : سل جعلت فداك
                        قال : اخبرني عنك وعن أصحابك تكلمون الناس بما يفقهون ويعرفون أو بما لا يفقهون ولا يعرفون؟
                        قال : بل بما يفقهون ويعرفون.
                        قال الرضا (ع) : فالذي يعلم الناس أن المريد غير الإرادة وان المريد قبل الإرادة ، وان الفاعل قبل المفعول ، وهذا يبطل قولكم : أن الإدارة والمريد شيء واحد.
                        قال : جعلت فداك ليس ذاك منه على ما بعرف الناس ولا على ما يفقهون .
                        قال (ع) : فأراكم ادعيتهم علم ذلك
                        منه على ما بعرف الناس ولا على ما يفهمون
                        قال (ع) : فأراكم ادعيتم علم ذلك بلا معرفة، وقلتم : الإرادة كالسمع والبصر إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل ، فلم يحر جوابا.
                        ثم قال لرضا (ع): يا سليمان هل يعلم الله عز وجل جميع ما في الجنة والنار؟
                        قال سيلمان : نعم قال :أ فيكون ما علم الله عز وجل انه يكون من ذلك؟
                        قال : نعم
                        قال :فإذا كان حتى لا يبقى منه شيء إلا كان ايزيدهم أو يطويه عنهم؟
                        قال سليمان : بل يريدهم
                        قال : فأراده في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه انه يكون
                        قال : جعلت فداك والمزيد لا غاية له.-
                        قال (ع) : فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك ، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
                        قال سليمان : أنما قلت : لا يعلمه لأنه لا غاية لهذا ، لان الله عز وجل وصفهما بالخلود، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعا.
                        قال الرضا (ع) : ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم ، لانه قد يعلم ذلك ثم يزيد هم ثم لا يقطعه عنهم ، وكذلك قال عز وجل في كتابه (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غير ليذوقوا العذاب)
                        وقال عز وجل لأهل الجنة ( عطاء غير مجذوذ)
                        وقال عز وجل (وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة) فهو جل وعز يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة ، ارايت ما أكل أهل الجنة وما شربوا أليس يخلف مكانه
                        قال : بلى
                        قال : ا فيكون يقطع ذلك عنهم وقد اخلف مكانه؟
                        قال سليمان : لا
                        قال : فكذلك كلما يكون فيها إذا اخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم
                        قال سليمان : بل يقطعه عنهم فلا يزيد هم
                        قال الرضا (ع) : إذا يبيد ما فيهما ، وهذا يا سليمان أبطال الخلود وخلاف الكتاب ، لان الله عز وجل يقول (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد)
                        ويقول عز وجل (عطاء غير مجذوذ)
                        ويقول عز وجل (وما هم منها بمخرجين)
                        ويقول عز وجل (خالدين فيها أبدا)
                        ويقول عز وجل (وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة) فلم يحر جوابا
                        ثم قال الرضا (ع) : يا سليمان ألا تخبرني عن الإدارة فعل هي أم غير فعل؟
                        قال : بل هي فعل
                        قال : فهي محدثة ، لان الفعل كله محدث
                        قال : ليست بفعل
                        قال : فمعه غيره لم يزل
                        قال سليمان : الإرادة هي الإنشاء
                        قال : يا سليمان هذا الذي ادعيتموه على ضرار وأصحابه من قولهم : آن كل ما خلق الله عز وجل في سماء أو ارض أو بحر أو بر من كلب أو خنزير أو قرد أو إنسان أو دابة إرادة الله عز وجل ، وان الله عز وجل، وان إرادة الله عز وجل تحيا وتموت وتذهب وتأكل وتشرب وتنكح وتلد وتظلم وتفعل الفواحش وتكفر وتشرك، فتبرؤ منها وتعاديها ، وهذا حدها.
                        قال سليمان : أنها كالسمع والبصر والعلم
                        قال الرضا (ع):قد رجعت إلى هذا ثانيه ، فاخبرني عن السمع والبصر والعلم أمصنوع ؟
                        قال سليمان : لا
                        قال الرضا (ع) : فكيف نفيتموه؟ فمرة قلتم لم يرد ، ومرة قلتم أراد، وليست بمفعول له؟
                        قال سليمان : أنما ذلك كقولنا : مرة علم ، ومرة لم يعلم.
                        قال الرضا (ع) : ليس ذلك سواء ، لان نفي العلوم ليس ينفي العلم ، ونفي المراد نفي الإرادة أن يكون ، لان الشيء إذا لم يرد يكن إرادة ، وقد يكون العلم ثابتا وان لم يكن العلوم ، بمنزلة البصر فقد يكون الإنسان بصيرا وان لم يكن المبصر، ويكون العلم ثابتا وان لم يكن العلوم.
                        قال سليمان : أنها مصنوعة
                        قال (ع) : فهي محدثة ليست كالسمع والبصر، لان السمع والبصر ليسا بمصنوعين وهذه مصنوعة.

                        قال سليمان : أنها صفة من صفاته لم تزل
                        قال فينبغي أن يكون الإنسان لم يزل ، لان صفته لم تزل.
                        قال سليمان : لا ، لأنه لم يفعلها
                        قال الرضا (ع) : يا خراساني ما أكثر غلطك! ا فليس بإرادته وقوله تكون الأشياء؟
                        قال سليمان : لا
                        قال : فإذا لم يكن بإرادته ولا مشيته ولا أمره ولا بالمباشرة فكيف يكون ذلك ؟ تعالى الله عن ذلك ، فلم بحر جوابا
                        يتبع

                        تعليق


                        • #13
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          قال سليمان : أنها صفة من صفاته لم تزل .

                          قال فينبغي أن يكون الإنسان لم يزل ، لان صفته لم تزل.

                          قال سليمان : لا ، لأنه لم يفعلها.

                          قال الرضا (ع) : يا خراساني ما أكثر غلطك! ا فليس بإرادته وقوله تكون الأشياء؟

                          قال سليمان : لا.

                          قال : فإذا لم يكن بإرادته ولا مشيته ولا أمره ولا بالمباشرة فكيف يكون ذلك ؟ تعالى الله عن ذلك ، فلم بحر جوابا
                          ثم قال الرضا (ع) :إلا تخبرني عن قول الله عز وجل ( وإذا أردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها ) يعني بذلك انه يحدث إرادة؟

                          قال له : نعم قال : فإذا أحدث إرادة كان قولك : إن الإرادة هي هو أم شيء منه باطلا، لأنه لا يكون أن يحدث نفسه ولا يتغير عن حاله ، تعالى الله عن ذلك.

                          قال سليمان : انه لم يكن عنى بذلك انه يحدث إرادة.

                          قال : عنى فعل الشىء.

                          قال الرضا (ع) : ويلك كم تردد هذا المسالة وقد أخبرتك أن الإرادة محدثة ، لان فعل الشيء محدث؟!

                          قال : فليس لها معنى!

                          قال الرضا (ع) : قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالإرادة بما لا معنى له ، فإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم : إن الله لم يزل مريدا .

                          قال سليمان : إنما عنيت أنها فعل من الله لم يزل.

                          قال : ألا تعلم أن ما لم يزل لا يكون مفعولا وحديثا وقديما في حالة واحدة ؟ فلم يحر جوابا.

                          قال الرضا (ع) : لا باس اتمم مسألتك.

                          قال سليمان : قلت : إن الإرادة صفة من صفاته.

                          قال الرضا (ع) : كم تردد علي أنها صفة من صفاته ، فصفته محدثة أو لم تزل؟

                          قال سليمان : محدثة.

                          فقال الرضا (ع) : الله اكبر فالإرادة محدثة ، وان كانت صفة من صفاته لم تزل فلم يرد شيئا.

                          قال الرضا (ع) : إن ما لم يزل لا يكون مفعولا.

                          قال سليمان : ليس الأشياء إرادة ولم يرد شيئا.

                          قال الرضا (ع) : وسوست يا سليمان ، فقد فعل وخلق ما لم يرد خلقه ولا فعله ، وهذه صفة من لا يدري ما فعل ، تعالى الله عن ذلك.

                          قال سليمان : يا سيدي قد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم.

                          قال المأمون : ويلك يا سليمان كم هذا الغلط والتردد؟ اقطع هذا وخذ في غيره ، إذ لسن تقوى على هذا الرد.

                          قال الرضا (ع) : دعه...لا تقطع عليه مسألته فيجعلها حجة ،

                          تكلم يا سليمان .

                          قال : قد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم.

                          قال الرضا (ع) : لا باس ، اخبرني عن معنى هذه ، أمعنى واحد أم معان مختلفة؟

                          قال سليمان : بل معني واحد.

                          قال الرضا (ع) : فمعنى الإرادات كلها معنى واحد؟

                          قال سليمان : نعم

                          قال الرضا (ع) : فان كان معناها معنى واحدا كانت إرادة القيام وإرادة القعود ، وإرادة الحياة وإرادة الموت ، إذ كانت إرادته واحدة لم يتقدم بعضها بعضا ، ولم يخالف بعضها ، وكان شيئا واحدا.
                          قال سليمان : إن معناها مختلف.

                          قال (ع) : فاخبرني عن المريد اهو الإرادة أو غيرها ؟

                          قال سليمان ؟ بل هو الإرادة.

                          قال الرضا (ع): فالمريد عندكم يختلف إن كان هو الإرادة.

                          قال : يا سيدي ليس الإرادة المريد.

                          قال (ع) فالإرادة محدثة والا فمعه غيره ، افهم وزد فى مسألتك.

                          قال سليمان: فأنها اسم من أسمائه.

                          قال الرضا (ع) : هل سمى نفسه بذلك؟

                          قال سليمان : لا لم يسم نفسه بذلك.

                          قال الرضا (ع) : فليس لك أن تسميه بما لم يسم نفسه.

                          يتبع

                          تعليق


                          • #14
                            شكرا لكم

                            موفقين

                            تعليق


                            • #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



                              قال : قد وصف نفسه بأنه مريد.
                              قال الرضا (ع) ليس صفته انه مريدا إخبارا عن انه إرادة ، ولا إخبارا عن أن الإرادة اسم من أسمائه
                              قال سليمان : لان أرادته علمه.
                              قال الرضا (ع) : يا جاهل فإذا علم الشيء فقد أرادة؟
                              قال سليمان : اجل.
                              قال (ع) : فإذا لم يرده لم يعلمه؟
                              قال سليمان : اجل
                              قال (ع): من أين قلت ذاك ؟ وما الدليل على أن إرادته علمه ؟ وقد يعلم ما لا يريده أبدا ، وذلك قوله عز وجل (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) فهو يعلم كيف يذهب به ، وهو لا يذهب به ابدأ.
                              قال سليمان : لأنه قد فرغ من الأمر فليس يزيد فيه شيئا.
                              قال الرضا (ع) : هذا قول اليهود ، فكيف قال عز وجل ( ادعوني استجب لكم )
                              قال سليمان : إنما عنى بذلك قادر عليه.
                              قال (ع) :أ فيعد ما لا يفي به ؟ فكيف قال عز وجل (يزيد في الخلق ما يشاء )
                              وقال عز وجل ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) وقد فرغ من الأمر ؟ فلم يحر جوابا.
                              قال الرضا (ع) : يا سليمان هل تعلم أن إنسانا يكون ولا يريد أن يخلق إنسانا أبدا ؟ وان إنسانا يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم؟
                              قال سليمان : نعم
                              قال الرضا (ع) : فيعلم انه يكون ما يريد أن يكون ، أو يعلم انه يكون ما لا يكون يريد أن يكون ؟
                              قال : يعلم أنهما يكونان جميعا.
                              قال الرضا (ع) : إذا يعلم أن إنسانا حي ميت قائم قاعد أعمى بصير في حال واحدة ؟ وهذا هو المحال.
                              قال : جعلت فداك فانه يعلم انه يكون احدهما دون الأخر.
                              قال (ع) : لا باس ، فايهما يكون ؟ الذي أراد أن يكون ؟ أو الذي لم يرد أن يكون ؟


                              قال سليمان : الذي أراد أن يكون.
                              فضحك الرضا (ع) : والمأمون وأصحاب المقالات
                              قال الرضا (ع): غلطت وتركت قولك : انه يعلم أن إنسانا يموت اليوم وهو لا يريد أن يموت اليوم، وانه يخلق خلقا وهو لا يريد يخلقهم ، فإذا لم يجز العلم عندكم بما لم يرد أن يكون فإنما يعلم أن يكون ما أراد أن يكون .
                              قال سليمان : فإنما قولي : أن الإرادة ليست هو ولا غيره.
                              قال الرضا (ع) : يا جاهل إذا قلت : ليست هو فقد جعلتها غيره ، وإذا قلت : ليست هي غيره فقد جعلتها هو.
                              قال سليمان : فهو يعلم كيف يصنع الشيء؟
                              قال (ع) : نعم
                              قال سليمان : فان ذلك إثبات للشيء
                              قال الرضا (ع) : أحلت ، لان الرجل قد يحسن البناء وان لم يبن ، ويحسن الخياطة وان لم يخط ، ويحسن صنعة الشيء وان لم يصنعه ابدآ.
                              ثم قال له : يا سليمان هل تعلم انه واحد لاشيء معه؟
                              قال : نعم
                              قال : أ فيكون ذلك إثباتا للشيء؟
                              قال سليمان : ليس يعلم انه واحد لا شيء معه.
                              قال الرضا (ع) أ فتعلم أنت ذات ؟
                              قال : نعم
                              قال : قلت يا سليمان اعلم منه إذا
                              قال سليمان المسالة محال
                              قال : محال عندك انه واحد لا شيء معه ، وانه سميع بصير حكيم عليم قادر ؟
                              قال : نعم
                              قال (ع) : فكيف اخبر الله عز وجل انه واحد حي سميع بصير عليم خبير ، وهو لا يعلم ذلك ؟ وهذا رد ما قال وتكذيبه تعالى الله عن ذلك.
                              قال الرضا (ع) : فكيف يريد صنع ما لا يدري صنعه ولا ما هم ؟ وإذا كان الصانع لا يدري كيف يصنع الشيء قبل أن يصنعه فإنما هو متحير ، تعالى الله عن ذلك.
                              قال سليمان : فان الإرادة القدرة.
                              قال الرضا (ع) : وهو عز وجل يقدر على ما لا يريده أبدا ولابد من ذلك، لأنه قال تبارك وتعالى ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) فلو كانت الإرادة هي القدر كان قد أراد أن يذهب به لقدرته ، فانقطع سليمان

                              قال المأمون عند ذلك : يا سليمان هذا اعلم هاشمي ثم تفرق القوم.

                              "انتظروا مناظرة أخر "

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                              ردود 119
                              18,094 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                              استجابة 1
                              100 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              72 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                              ردود 2
                              156 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                              استجابة 1
                              109 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X