بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مناظرات
في مجلس المأمون
لما قدم علي بن موسي الرضا (ع) إلى المأمون أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجائليق ، وراس الجالوت ، ورؤساء الصابئين ، والهربذ الأكبر ، وأصحاب زر دهشت ، وقسطاس الرومي والمتكلمين ليسمع كلامه وكلامهم . فجمعهم الفضل بن سهل ثم اعلم المأمون باجتماعهم .فقال : أدخلهم علي ، ففعل ، فرحب بهم المأمون،ثم قال لهم : إني أنما جمعتكم لخير ، وأحببت أن تناظروا ابن عمي هذا المدني القادم علي ، فإذا كان بكرة فاغدوا علي ولا يتخلف منكم احد . فقالوا : السمع والطاعة يا أمير المؤمنين نحن مبكرون إن شاء الله . قال الحسن بن محمد النوفلي : فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا (ع) إذ دخل عليا ياسر الخادم - وكان يتولى أمير أبي الحسن الرضا (ع) - فقال : يا سيدي أن أمير المؤمنين يقرؤك السلام فيقول : فذاك أخوك ، انه اجتمع إلي أصحاب المقالات وأهل الأديان والمتكلمون من جميع الملل فرأيك في البكور علينا إلى احببت كلامهم ، وان كرهت كلامهم فلا تتجثم ، وان أحببت أن تصبر إليك خف ذلك علينا . فقال أبو الحسن (ع).ابلغه السلام وقل له : قد علمت ما أردت وأنا صائر أليك بكرة إن شاء الله.
قال الحسن بن محمد النوفلي : فلما مضى ياسر ، التفت إلينا ثم قال لي : يا نوفلي أنت عراقي ورقة العراقي غير غليظة ، فما عندك في جمع ابن عمك علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات؟
فقلت : جعلت فذاك يريد الامتحان ويحب أن يعرف ما عندك ، ولقد بنى على أساس غير وثيق البنيان ، ويش والله ما بنى.
فقال لي : وما بناؤه فى هذا الباب؟
قلت : أن أصحاب البدع والكلام خلاف العلماء ، وذلك أن العالم لا ينكر غير المنكر ، وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك أصحاب إنكار ومباهتة ، وان احتججت عليهم أن الله واحد ، قالوا : صحح وحدانيته ، وان قلت : أن محمد (ص) رسول الله ، قالوا : اثبت رسالته ، ثم يباهون الرجل وهو يبطل عليهم بحجته ويغالطونه حتى يترك قوله ، فاحذرهم جعلت فداك.
قال : فتبسم (ص) ثم قال : يانوفلي أتخاف أن يقطعوا علي حجتي؟
قلت : لا والله ما خفت عليك قط ، واني لا رجو ان يظفرك الله بهم ان شاء الله.
فقال لي : يا نوفلي أتحب إن تعلم متى يندم المأمون؟
قلت : نعم
قال : اذا سمع احتجاجي على أهل التوارة بتوراتهم ، وعلى أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وعلى أهل الزبور بزبور هم ، وعلى الصابئين بعبرانيتهم ، وعلى الهرابذة بفار سيتهم ، وعلى أهل الروم بروميتهم ، وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم ، فإذا قطعت كل صنف ودحضت حجته وترك مقالته ورجع إلى قولي علم المامون أن الموضع الذي هو بسبيله ليس هو بمستحق له فعند ذلك تكون الندامة منه ولا حول ولا قوة إلا بالله ألعلي العظيم.
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
ينقل الى قسم العقائد
محرر المنبر الحر
م12
تعليق