تويت
غطرسة أمريكا أفشلتها
هيرالد تربيون: غطرسة أمريكا أفشلتها مع إيران
حازم مصطفى
قالت صحيفة "هيرالد تربيون" الأمريكية إن الدبلوماسية "المتغطرسة" التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تجعلها عاجزة عن التوصل إلى حلول سلمية فيما يتعلق بالملفات الشائكة في العالم وأولها ملف إيران النووي.
واعتبرت الصحيفة في عددها الصادر الجمعة 1/9/ 2006 أن "السياسات أحادية الجانب التي ينتهجها البيت الأبيض متجاهلا المجتمع الدولي لن تحقق أبدا الأهداف التي يسعى لتحقيقها؛ فالمشكلات الدولية أصبحت أكثر تعقيدا وخطورة, الأمر الذي يضع واشنطن أمام تحديات لن تستطيع مواجهتها بنفسها، ولكنها في حاجة إلى دعم المجتمع الدولي".
وأوضحت الصحيفة أن "ملفات مثل إيران ولبنان والعراق وكوريا الشمالية فضلا عن تحديات أخرى أمام السياسة الخارجية الأمريكية مثل النمو الاقتصادي الكبير للصين باتت أكبر من أن تتصرف إدارة بوش برؤية أحادية معها".
ودللت الصحيفة على فشل الدبلوماسية الأمريكية بأزمة الملف النووي الإيراني، معتبرة أن الولايات المتحدة كقوة عظمى لم تنجح حتى الآن في حشد قوى مؤثرة علي الساحة الدولية لمواجهة طموحات طهران النووية، وأرجعت هيرالد تريبيون ذلك إلى تبني "واشنطن سياسات انفرادية سواء وافق المجتمع الدولي عليها أم لا".
وكانت إيران قد تجاهلت مهلة دولية منحها لها مجلس الأمن لتوقف تخصيب اليورانيوم مقابل مجموعة من الحوافز الغربية انتهت يوم 31/8/2006، وهو ما قد يعرضها لعقوبات دولية تؤيدها الولايات المتحدة بشدة، فيما ترفض روسيا والصين نهج العقوبات وتفضلان الحوارات الدبلوماسية.
وأعلن كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني اليوم السبت استعداد بلاده للدخول في مفاوضات حول ملف طهران النووي وقضايا إقليمية أخرى.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن هذه الرسالة الغامضة ألقت الكرة مرة أخرى في ملعب الدول الست التي عرضت الحوافز على إيران وهي: الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا.
سياسة فاشلة مع موسكو
ونقلت الصحيفة عن عدد من المراقبين أن سياسة واشنطن مع موسكو - التي اعتبروا أنها تمتلك مفتاح حل الأزمة الإيرانية - ستؤخر من إغلاق الملف الإيراني. وقالت هيرالد تريبيون: "في 3 أغسطس الماضي تركز الاهتمام العالمي حول الحرب اللبنانية, وفي الوقت ذاته اتخذت روسيا موقفا يتناغم مع موقف الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني؛ فقد أبلغت موسكو طهران بأنه ليس أمامها خيار سوى احترام الفترة المحددة من قبل مجلس الأمن لوقف تخصيب اليورانيوم والانصياع لتلك الحوافز".
وبدلا من أن تحرص الولايات المتحدة على التقارب من روسيا لتحقيق تقدم ملموس على هذا المسار, قالت الصحيفة إنها شكرت النظام الروسي ولكن بطريقتها الخاصة! حيث أعلنت واشنطن فرض عقوبات على شركتين روسيتين بزعم بيعهما تكنولوجيات لإيران تدخل في صناعة السلاح النووي، مستندة في ذلك إلى معلومات مخابراتية غير دقيقة.
وانتقدت الصحيفة الأمريكية تلك الممارسات العدائية التي تنتهجها الولايات المتحدة في فترة خطيرة تستوجب عدم استعداء نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن ناحية أخرى قالت هيرالد تربيون إنه بالرغم من أن الدبلوماسيين الأمريكيين مدربون على الجلوس والتفاوض مع الأصدقاء والخصوم على السواء، فإن واشنطن ترفض دخولهم في مفاوضات مباشرة مع أي جهة أو شخص تعتبره عدوها وهو ما يزيد الأمور تعقيدا.
وشددت الصحيفة على أنه "من الخطأ تجنب الدخول في مفاوضات مباشرة مع دول مثل إيران وسوريا, بالإضافة إلى أن قراراتها وسياساتها الانفرادية سوف تجعلها بعزلة عن المجتمع الدولي".
مساع لاحتواء الأزمة
وفى إطار المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة الإيرانية ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الدول الأوروبية المعنية بالملف الإيراني أعطت مهلة "قصيرة" لم تحدد مدتها إلى إيران لتوقف تخصيب اليورانيوم.
وقال الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافير سولانا للصحفيين: "لا توجد مهلة محددة" لإنهاء المحادثات مع المسئولين الإيرانيين، إلا أنه حرص على القول إن هذه المهلة في كل الحالات "ستكون قصيرة". وتصر إيران على أن خططها النووية للاستخدام في الأغراض المدنية، لكن الغرب يقول إنها تريد صنع قنابل نووية.
على الصعيد نفسه أجرى كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة محادثات في إيران اليوم السبت طلبا للمساعدة في دعم وقف القتال بين حزب الله وإسرائيل ولمناقشة المواجهة النووية الإيرانية مع الغرب.
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة إيران بتزويد حزب الله بالسلاح، بيد أن طهران تؤكد أنها تقدم دعما معنويا فقط لحزب الله.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة بعد محادثات اليوم السبت إن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي عرض على عنان تعاون إيران الكامل فيما يتصل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الخاص بوقف القتال في لبنان.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان لرويترز: "اختتم (متقي) حديثه قائلا بأن بوسعنا الاعتماد على تعاونه الكامل فيما يتصل بالقرار 1701، ونحن سعداء بسماع ذلك".
وأضاف فوزي: "كانت هناك إشارة إلى الفقرة 15 من القرار والتي تتعلق بحظر السلاح، لقد أشار فعلا الأمين العام للفقرة 15". وردا على سؤال حول الرد الإيراني المحدد فيما يتصل بحظر السلاح قال فوزي: "لا أستطيع أن أضيف أكثر من ذلك".
وقال فوزي: إن عنان تحدث هاتفيا مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قبل زيارة إيران. وأضاف أن أحمدي نجاد "أبلغه (عنان) بأنه رغم أن لديه بعض التحفظات حول بعض مواد القرار فإنه سيتعاون في تنفيذه".
المصدر:إسلام أون لاين.نت. بتاريخ 03/09/2006 الساعة 00:28
من موقع المقاومة
حازم مصطفى
قالت صحيفة "هيرالد تربيون" الأمريكية إن الدبلوماسية "المتغطرسة" التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تجعلها عاجزة عن التوصل إلى حلول سلمية فيما يتعلق بالملفات الشائكة في العالم وأولها ملف إيران النووي.
واعتبرت الصحيفة في عددها الصادر الجمعة 1/9/ 2006 أن "السياسات أحادية الجانب التي ينتهجها البيت الأبيض متجاهلا المجتمع الدولي لن تحقق أبدا الأهداف التي يسعى لتحقيقها؛ فالمشكلات الدولية أصبحت أكثر تعقيدا وخطورة, الأمر الذي يضع واشنطن أمام تحديات لن تستطيع مواجهتها بنفسها، ولكنها في حاجة إلى دعم المجتمع الدولي".
وأوضحت الصحيفة أن "ملفات مثل إيران ولبنان والعراق وكوريا الشمالية فضلا عن تحديات أخرى أمام السياسة الخارجية الأمريكية مثل النمو الاقتصادي الكبير للصين باتت أكبر من أن تتصرف إدارة بوش برؤية أحادية معها".
ودللت الصحيفة على فشل الدبلوماسية الأمريكية بأزمة الملف النووي الإيراني، معتبرة أن الولايات المتحدة كقوة عظمى لم تنجح حتى الآن في حشد قوى مؤثرة علي الساحة الدولية لمواجهة طموحات طهران النووية، وأرجعت هيرالد تريبيون ذلك إلى تبني "واشنطن سياسات انفرادية سواء وافق المجتمع الدولي عليها أم لا".
وكانت إيران قد تجاهلت مهلة دولية منحها لها مجلس الأمن لتوقف تخصيب اليورانيوم مقابل مجموعة من الحوافز الغربية انتهت يوم 31/8/2006، وهو ما قد يعرضها لعقوبات دولية تؤيدها الولايات المتحدة بشدة، فيما ترفض روسيا والصين نهج العقوبات وتفضلان الحوارات الدبلوماسية.
وأعلن كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني اليوم السبت استعداد بلاده للدخول في مفاوضات حول ملف طهران النووي وقضايا إقليمية أخرى.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن هذه الرسالة الغامضة ألقت الكرة مرة أخرى في ملعب الدول الست التي عرضت الحوافز على إيران وهي: الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا.
سياسة فاشلة مع موسكو
ونقلت الصحيفة عن عدد من المراقبين أن سياسة واشنطن مع موسكو - التي اعتبروا أنها تمتلك مفتاح حل الأزمة الإيرانية - ستؤخر من إغلاق الملف الإيراني. وقالت هيرالد تريبيون: "في 3 أغسطس الماضي تركز الاهتمام العالمي حول الحرب اللبنانية, وفي الوقت ذاته اتخذت روسيا موقفا يتناغم مع موقف الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني؛ فقد أبلغت موسكو طهران بأنه ليس أمامها خيار سوى احترام الفترة المحددة من قبل مجلس الأمن لوقف تخصيب اليورانيوم والانصياع لتلك الحوافز".
وبدلا من أن تحرص الولايات المتحدة على التقارب من روسيا لتحقيق تقدم ملموس على هذا المسار, قالت الصحيفة إنها شكرت النظام الروسي ولكن بطريقتها الخاصة! حيث أعلنت واشنطن فرض عقوبات على شركتين روسيتين بزعم بيعهما تكنولوجيات لإيران تدخل في صناعة السلاح النووي، مستندة في ذلك إلى معلومات مخابراتية غير دقيقة.
وانتقدت الصحيفة الأمريكية تلك الممارسات العدائية التي تنتهجها الولايات المتحدة في فترة خطيرة تستوجب عدم استعداء نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن ناحية أخرى قالت هيرالد تربيون إنه بالرغم من أن الدبلوماسيين الأمريكيين مدربون على الجلوس والتفاوض مع الأصدقاء والخصوم على السواء، فإن واشنطن ترفض دخولهم في مفاوضات مباشرة مع أي جهة أو شخص تعتبره عدوها وهو ما يزيد الأمور تعقيدا.
وشددت الصحيفة على أنه "من الخطأ تجنب الدخول في مفاوضات مباشرة مع دول مثل إيران وسوريا, بالإضافة إلى أن قراراتها وسياساتها الانفرادية سوف تجعلها بعزلة عن المجتمع الدولي".
مساع لاحتواء الأزمة
وفى إطار المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة الإيرانية ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الدول الأوروبية المعنية بالملف الإيراني أعطت مهلة "قصيرة" لم تحدد مدتها إلى إيران لتوقف تخصيب اليورانيوم.
وقال الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافير سولانا للصحفيين: "لا توجد مهلة محددة" لإنهاء المحادثات مع المسئولين الإيرانيين، إلا أنه حرص على القول إن هذه المهلة في كل الحالات "ستكون قصيرة". وتصر إيران على أن خططها النووية للاستخدام في الأغراض المدنية، لكن الغرب يقول إنها تريد صنع قنابل نووية.
على الصعيد نفسه أجرى كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة محادثات في إيران اليوم السبت طلبا للمساعدة في دعم وقف القتال بين حزب الله وإسرائيل ولمناقشة المواجهة النووية الإيرانية مع الغرب.
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة إيران بتزويد حزب الله بالسلاح، بيد أن طهران تؤكد أنها تقدم دعما معنويا فقط لحزب الله.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة بعد محادثات اليوم السبت إن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي عرض على عنان تعاون إيران الكامل فيما يتصل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الخاص بوقف القتال في لبنان.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان لرويترز: "اختتم (متقي) حديثه قائلا بأن بوسعنا الاعتماد على تعاونه الكامل فيما يتصل بالقرار 1701، ونحن سعداء بسماع ذلك".
وأضاف فوزي: "كانت هناك إشارة إلى الفقرة 15 من القرار والتي تتعلق بحظر السلاح، لقد أشار فعلا الأمين العام للفقرة 15". وردا على سؤال حول الرد الإيراني المحدد فيما يتصل بحظر السلاح قال فوزي: "لا أستطيع أن أضيف أكثر من ذلك".
وقال فوزي: إن عنان تحدث هاتفيا مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قبل زيارة إيران. وأضاف أن أحمدي نجاد "أبلغه (عنان) بأنه رغم أن لديه بعض التحفظات حول بعض مواد القرار فإنه سيتعاون في تنفيذه".
المصدر:إسلام أون لاين.نت. بتاريخ 03/09/2006 الساعة 00:28
من موقع المقاومة