منير الخطيب
سنجد بين اللبنانيين من سيقفز فوق تصريحات كوفي أنان من دمشق، ويتهمه بأنه لا يعرف ما يقول. وسنجد أيضاً من سيقفز فوق تصريحات السوريين ويقول انهم يضمرون شأناً ويصرحون بآخر. لن نجد من يقول ان الأمين العام للأمم المتحدة حمل من اسرائيل استئناف الحصار وتهديداً مباشراً بحرب أشد هولاً وأكثر تدميراً.
في المقابل حقق أنان في زيارته الى دمشق تبنياً سورياً للقرار 1701. ونال تعهداً سورياً بحماية الحدود وتشديد المراقبة عليها. وموافقة على إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان. ورغبة من بشار الأسد بلقاء فؤاد السنيورة.
المجتمع الدولي بما فيه أميركا يريد علاقة جيدة بين لبنان وسورية. ومع ذلك نجد ممانعة لبنانية بالغة الحدة لأي انفتاح على دمشق. ملف العلاقات اللبنانية ـ السورية شائك ومليء بالدماء والدموع والفساد الأفظع منهما. والملف مثقل بجريمة هزت ولا تزال تهز لبنان ومن الممكن ان يصل التحقيق فيها الى محكمة دولية. ورغم ذلك لا يجوز المضي في سياسة عمياء مع سورية. المطلوب الآن حوار سوري ــ لبناني حقيقي وصادق... ولو كان مؤلماً. المطلوب حوار يصل الى حد المحاسبة، لا القطيعة، حوار لا يغفل الانتهاكات، وفي الوقت نفسه لا يؤبد البكاء عليها.
خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، كانت سورية المنفذ الوحيد للبنانيين، مع التزام تشديد المراقبة على الحدود ستصبح منفذاً أكثر رحابة لا أضيق. اذا استطعنا ترجمة كلام أنان والكلام الذي تعهد به المسؤولون السوريون له سننتهي الى علاقات أفضل بين البلدين بعيداً عن الاتهامات المبنية على افتراضات. من حق تاريخ العلاقات بين البلدين ان نمنح حسن نوايا الظاهر فرصة ليتبلور أفعالاً تذيب ثلج الكراهية المتنامي بين البلدين.
المصدر:جريدة صدى البلد اللبنانية.