إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الجنرال والسيّد والأستاذ والحكيم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجنرال والسيّد والأستاذ والحكيم


    جان عزيز

    في الزيارة اليتيمة التي قام بها سمير جعجع الى نبيه بري، بعد انتخاب الأخير رئيساً لمجلس النواب في تشرين الثاني 1992، وقبل دخول الأول الى المعتقل في نيسان 1994، بدأ الحديث بين الرجلين في حي بربور، حول أوضاع كل من حركة "أمل" و"القوات اللبنانية"، في الوسطين الشيعي والمسيحي، ازاء كل من القوتين "الشقيقتين": "حزب الله" وتيار ميشال عون.
    وراح البحث الى نوع من المقارنة المتوازية، أو القياس بالمماثلة، حتى ختم بري بالقول لضيفه: "قصتنا مع حزب الله، كما قصتكم مع عون، مطابقة لقصة الناظر الى كوب مملوء لتوّه بالمياه الغازية (كولا) فكلما كانت هذه ساخنة، كان حجم رغوتها كبيراً، موحية للناظر انه حجمها الفعلي. وعلى العكس، كلما بردت وانتفت سخونة الكوب والجو، اختفت رغوتها وبان حجمها الحقيقي كما هو".
    أكثر من 13 عاماً مضت على تلك الواقعة، وأكثر من تطور أعقبها. دخل جعجع الى السجن ليخرج منه بعد 11 عاماً. عاد عون من منفى الأعوام الـ14. خرج الجيش الاسرائيلي قسراً، فانتصر حزب الله، ثم خرج السوريون مكرهين، فظن البعض ان ثمة مهزومين في الداخل بخروجهم... ولم يتغير في معادلة الواقعة تلك الا نبيه بري. لقد أدرك "الأستاذ" انه ينتمي الى جماعة كل أيامها سخونة، وكل فصولها حارة، وكل طقوسها مفتوحة على أحجام كبيرة لمن يرغي ويزبد، باسم قضايا الحق والجماعة، من "اسرائيل الشر المطلق"، الى "لبنان الشراكة المطلقة". وبين الاثنين، لا تبديل في المناخات الشيعية، ولا تعديل بالتالي في أحجام قواهم. ها هي، ثابتة صامدة، قبل التحرير وبعده، قبل انتفاضة الاستقلال وبعدها، قبل 12 تموز وبعد 14 آب، فوقف نبيه بري في صور ليقول تلك العبارة الشيعية السحرية: "ان أمل وحزب الله..."، فكفى أبناء طائفته ضمانة للانتصار في أي مواجهة، ضد الخارج أو مع الداخل.
    وحدهم المسيحيون لم يدركوا هذا الدرس، ولم يتعلموا هذا الاختبار ولم يستخلصوا تلك العبرة. ووحدهم زعماء المسيحيين، أو بعضهم على الأقل، ظلوا يتعاملون مع بيئتهم وشارعهم، بخلفية الرهانات الموهومة على تبدّل الأحجام وتقلص الأوزان، ولو أدى الوقت الفاصل بين الأوهام وخيباتها، الى دخول الجيش السوري مناطقهم وتحكّم نظامه بوطنهم 15 عاماً، أو دخولهم هم في ذمة الحزب الحاكم، أثناء الوجود السوري وبعد زواله.
    ما هي أسباب الفارق بين الطرفين؟ قد تطول لائحة الاحتمالات المتخيلة: التزام جماعي واضح لدى الشيعة، في مقابل "فردانية" مسيحية جلية، احساس أكبر بالانتماء هناك، في مقابل "تغرّب" عمره قرون هنا، ووطن موضب دوماً في حقيبة سفر. تناغم أكبر هناك بين قوى السياسة والمؤسسة الدينية المتشابكة أصلاً مع المؤسسة السياسية، في مقابل تنافر لم يعد خافياً هنا بين السياسيين والكنيسة، "المفصولة" أصلاً وفكراً عن السياسة. حضور القضية "الصح" هناك، متمثلة في اسرائيل العدو ولبنان الدور، في مقابل غموض عقائدي كامل هنا، بلغ غالباً حد الاقتتال، أو القتال على الجبهات "الغلط".
    تطول الاحتمالات والأسباب المتخيلة، لكنها لا تلغي علّة أخرى أكيدة، اسمها الأشخاص وطبائعهم ومدى شفافيتهم أو العكس. فحركة أمل وحزب الله، الخارجان من رحم تيار موسى الصدر، عرفا كيف يلتقيان في ذكرى تغييبه على الأقل. بينما ميشال عون وسمير جعجع، الخارجان أيضاً من حول طاولة سيدة البير قبل 25 سنة، لم يعرفا كيف يلتقيان، لا في الغياب ولا في الحضور. من المسؤول؟ فلتحكم الديمقراطية في ذلك.

    المصدر:جريدة صدى البلد اللبنانية.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X