بسم الله الرحمن الرحيم 0
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم وهلك أعدائهم يا الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00
من وصـــــــــــــــــــا يــــــــــــا أمير المؤ منين علـــــــي (عليــــــــه الســـــلام )
في التحذير من الدنيا
أما بعد: فإنَّ الدُّنيا قدْ أدْبَرَتْ وآذنَتْ بوداع(1)، وإنَّ الآخِرَةَ قدْ أقبَلَتْ وأشْرَفتْ بِاطِّلاعٍ، ألا وإنَّ اليومَ المِضْمارَ(2)، وغدَاً السِّبَاقَ، والسَّبَقَةُ الجنَّةُ، والغايَةُ النَّارُ(3). أفلا تائِبٌ مِنْ خَطِيئتِهِ قبْلَ مَنِيَّتِهِ؟ ألا عامِلٌ لِنَفْسِهِ قبْلَ يَومِ بُؤْسِهِ؟ ألا وإنَّكُمْ في أيَّامِ أمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أجَلٌ، فمَنْ عَمِلَ في أيَّامِ أمَلِهِ، قبْلَ حُضُورِ أجَلِهِ، نَفَعَهُ عَمَلُهُ، وَلمْ يَضْرُرْهُ أجَلُهُ، وَمَنْ قَصَّرَ في أيام أمَلِهِ، قبْلَ حُضُورِ أجَلِهِ، فقدْ خَسِرَ عَمَلهُ، وَضَرَّهُ أجَلُهُ(4). ألا فاعْمَلوا في الرَّغْبَةِ كمَا تَعْمَلون في الرَّهْبَةِ. ألا وإنِّي لَمْ أرَ كالجَنَّةِ نامَ طالِبُها، ولا كالنارِ نامَ هاربُها. ألا وإنَّهُ مَنْ لا يَنْفَعُهُ الحَقَّ يَضُرُّهُ الباطِلُ، ومَنْ لمْ يَسْتَقِمْ بِهِ الهُدى، يَجُرُّ بهِ الضَّلالُ إلى الرَّدَى، ألا وإنَّكمْ قدْ أُمِرْتُمْ بالظَّعْنِ(5)، ودُلِلْتُمْ على الزَّادِ. وإنَّ أخَوَفَ ما أخَافُ عَليْكمْ اثنَتانِ: اتِّباعُ الهَوَى(6) وطولُ الأمَلِ، فتَزَوَّدُوا في الدُّنيا مِنَ الدَّنيا ما تُحْرِزُونَ بِهِ أنْفُسَكمْ غدَاً(*).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) آذنت بوداع: أدبرت وتصرّمت.
(2) المضمار: الموضع الذي تُعد فيه الخيل للسباق.
(3) الغاية: المصير الذي لا بدَّ منه للمذنبين.
(4) وضرّه أجله: كان الموت مفتاحاً لعذابه.
(5) الظعن: الرحيل، والمراد: التزود والاستعداد له.
(6) الهوى: ما تحبّه النفس وتميل إليه.
(*) نهج البلاغة: ج 1 رقم 28.
(اللهم أجعل اليقين في قلبي والأخلاص في عملي )
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم وهلك أعدائهم يا الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00
من وصـــــــــــــــــــا يــــــــــــا أمير المؤ منين علـــــــي (عليــــــــه الســـــلام )
في التحذير من الدنيا
أما بعد: فإنَّ الدُّنيا قدْ أدْبَرَتْ وآذنَتْ بوداع(1)، وإنَّ الآخِرَةَ قدْ أقبَلَتْ وأشْرَفتْ بِاطِّلاعٍ، ألا وإنَّ اليومَ المِضْمارَ(2)، وغدَاً السِّبَاقَ، والسَّبَقَةُ الجنَّةُ، والغايَةُ النَّارُ(3). أفلا تائِبٌ مِنْ خَطِيئتِهِ قبْلَ مَنِيَّتِهِ؟ ألا عامِلٌ لِنَفْسِهِ قبْلَ يَومِ بُؤْسِهِ؟ ألا وإنَّكُمْ في أيَّامِ أمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أجَلٌ، فمَنْ عَمِلَ في أيَّامِ أمَلِهِ، قبْلَ حُضُورِ أجَلِهِ، نَفَعَهُ عَمَلُهُ، وَلمْ يَضْرُرْهُ أجَلُهُ، وَمَنْ قَصَّرَ في أيام أمَلِهِ، قبْلَ حُضُورِ أجَلِهِ، فقدْ خَسِرَ عَمَلهُ، وَضَرَّهُ أجَلُهُ(4). ألا فاعْمَلوا في الرَّغْبَةِ كمَا تَعْمَلون في الرَّهْبَةِ. ألا وإنِّي لَمْ أرَ كالجَنَّةِ نامَ طالِبُها، ولا كالنارِ نامَ هاربُها. ألا وإنَّهُ مَنْ لا يَنْفَعُهُ الحَقَّ يَضُرُّهُ الباطِلُ، ومَنْ لمْ يَسْتَقِمْ بِهِ الهُدى، يَجُرُّ بهِ الضَّلالُ إلى الرَّدَى، ألا وإنَّكمْ قدْ أُمِرْتُمْ بالظَّعْنِ(5)، ودُلِلْتُمْ على الزَّادِ. وإنَّ أخَوَفَ ما أخَافُ عَليْكمْ اثنَتانِ: اتِّباعُ الهَوَى(6) وطولُ الأمَلِ، فتَزَوَّدُوا في الدُّنيا مِنَ الدَّنيا ما تُحْرِزُونَ بِهِ أنْفُسَكمْ غدَاً(*).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) آذنت بوداع: أدبرت وتصرّمت.
(2) المضمار: الموضع الذي تُعد فيه الخيل للسباق.
(3) الغاية: المصير الذي لا بدَّ منه للمذنبين.
(4) وضرّه أجله: كان الموت مفتاحاً لعذابه.
(5) الظعن: الرحيل، والمراد: التزود والاستعداد له.
(6) الهوى: ما تحبّه النفس وتميل إليه.
(*) نهج البلاغة: ج 1 رقم 28.
(اللهم أجعل اليقين في قلبي والأخلاص في عملي )
تعليق