امامة الإمام الرضا عليه السلام
مقدّمة
في معرفة أدلّة الإمامة أمامَنا ثلاث محطّات:
الأُولى ـ التعرّف على مفهوم الإمامة.
الثانية ـ بيان الإشراقات العقليّة الدالّة على ضرورة الإمامة.
الثالثة ـ بيان الإشراقات النقليّة التي نصّت على الأئمّة الأطهار عليهم السّلام،
ومنهم: الإمام الرؤوف عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه.
وبذلك يفوز المرء بالاطمئنان القلبيّ والعقليّ، والبرهان الوجدانيّ والواقعيّ بضرورة الإمامة، وتعيّنِها فيمَن اختارهم الله تعالى لها.
ماهي الإمامة
هي لطف من الله «تبارك وتعالى» كالنبوّة، وهي استمرارٌ لها وخلافة فيما بعدها. ولاتكون الإمامة إلاّ بالنصّ من الله جَلّ وعلا، فلا اختيار للناس في تعيينها. وهي أصل من أصول الدين، إذ لا يتم الإيمان إلاّ بالاعتقاد بها، بلا تقليد أعمى.. حيث لابدّ من معرفة براهينها والتثبّت عليها على بصيرة وعلم وهداية.
أمّا الإمام، فهو مَن اختاره الله عزّوجلّ لعباده دليلاً هادياً للبشر بعد صاحب الرسالة، ومَن كُلّف بهذا لابدّ أن يكون معصوماً من الذنوب والعيوب، مطّلعاً بأمر الله على عوالم الغيوب، فهو الموقن الكامل والنموذج التامّ في كلّ شيء، والبالغ أعلى درجات الكمال، والمتحلّي بالقوّةِ القدسيّة لِيُطمأنّ إلى أفعاله وأقواله؛ إذ هو موفّق ومسدّد من قِبل الله تعالى، فيُطاع بعد معرفةِ أنّه واجب الطاعة والمودّة.
ولنقف هنا على بيان رائع للإمامة والإمام من خلال نصّ مبارك لمولانا عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام حيث يقول:
إنّ الإمامة أجلُّ قَدْراً وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غَوراً من أن يَبلُغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم...
• إنّ امامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء.
• إنّ الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول صلّى الله عليه وآله، ومقام أمير المؤمنين عليه السّلام، وميراث الحسن والحسين عليهما السّلام.
• إنّ الإمامة أُسّ الإسلام النامي، وفرعه السامي...
• الإمام يُحلّ حلال الله، ويُحرّم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذبّ عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجّة البالغة.
• الإمام كالشمس الطالعة المجلِّلة بنورها للعالَم، وهي بالأُفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار.
• الإمام البدر المنير، والسِّراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى... والمُنجي من الردى...
• الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق، والأُمّ البَرَّة بالولد الصغير، ومفزع العباد، في الداهية النآد [أي العظيمة]
• الإمام أمين الله في خَلْقه، وحُجّته على عباده، وخليفته في بلاده، والداعي إلى الله، والذّابّ عن حُرَمِ الله.
• الإمام المطهَّر من الذنوب، والمُبّرأ من العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحِلْم، نظام الدين، وعِزّ المسلمين، وغيظ المنافقين، وبَوار الكافرين.
• الإمام واحد دهره، لايُدانيه أحد، ولا يُعادِلُه عالِم، ولا يوجد منه بدل ولا له مِثْلٌ ولا نظير... فمَن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره ؟! هيهات هيهات ! (1)
بقي أن نعلم أن الأئمّة اثنا عشر مِن بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهم من قريش، بصفاتٍ وسمات خاصّة، كما صرّحت بذلك الأحاديث الشريفة، منها:
• قول النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم: لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة، أو يكون عليكمُ اثنا عشر خليفة، كلُّهم من قريش. (2)
• وقوله صلّى الله عليه وآله في الآية المباركة:
وَالسَّماءِ ذاتِ البُروج
(3): أنا السماء، وأمّا البروج فالأئمّة من أهل بيتي وعترتي، أوّلهم عليّ، وآخِرُهمُ المهديّ، وهم اثنا عشر. (4)
• وقوله صلّى الله عليه وآله: الأئمّة بعدي اثنا عشر عددَ نُقَباء بني إسرائيل، كلّهم أمناء أتقياء معصومون. (5)
• وقوله صلّى الله عليه وآله أيضاً: الأئمّة من بعدي اثنا عشر، أوّلهم عليّ، ورابعهم عليّ [أي الإمام السجّاد عليه السّلام]، وثامنهم عليّ [أي الإمام الرضا عليه السّلام]،
وعاشرهم عليّ [أي الإمام الهادي عليه السّلام]، وآخرهم مهديّ. (6)
• ومن أراد الوقوف على تفصيل ذلك فليراجع: جامع الأخبار، للسبزواريّ. والخصال، للشيخ الصدوق 473. وصحيح البخاريّ 2640:6. وسنن الترمذيّ 501:4. وصحيح مسلم 1453:3. والمستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوريّ 716. والكافي 534:1. وكمال الدين، للشيخ الصدوق 269. وإعلام الورى بأعلام الهدى، للشيخ الطبرسيّ 157:1 ـ 198... وغيرها من المصادر.
اللهم صلي على محمد وال محمد
اللهم صلي على محمد وال محمد
تحياتي
مقدّمة
في معرفة أدلّة الإمامة أمامَنا ثلاث محطّات:
الأُولى ـ التعرّف على مفهوم الإمامة.
الثانية ـ بيان الإشراقات العقليّة الدالّة على ضرورة الإمامة.
الثالثة ـ بيان الإشراقات النقليّة التي نصّت على الأئمّة الأطهار عليهم السّلام،
ومنهم: الإمام الرؤوف عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه.
وبذلك يفوز المرء بالاطمئنان القلبيّ والعقليّ، والبرهان الوجدانيّ والواقعيّ بضرورة الإمامة، وتعيّنِها فيمَن اختارهم الله تعالى لها.
ماهي الإمامة
هي لطف من الله «تبارك وتعالى» كالنبوّة، وهي استمرارٌ لها وخلافة فيما بعدها. ولاتكون الإمامة إلاّ بالنصّ من الله جَلّ وعلا، فلا اختيار للناس في تعيينها. وهي أصل من أصول الدين، إذ لا يتم الإيمان إلاّ بالاعتقاد بها، بلا تقليد أعمى.. حيث لابدّ من معرفة براهينها والتثبّت عليها على بصيرة وعلم وهداية.
أمّا الإمام، فهو مَن اختاره الله عزّوجلّ لعباده دليلاً هادياً للبشر بعد صاحب الرسالة، ومَن كُلّف بهذا لابدّ أن يكون معصوماً من الذنوب والعيوب، مطّلعاً بأمر الله على عوالم الغيوب، فهو الموقن الكامل والنموذج التامّ في كلّ شيء، والبالغ أعلى درجات الكمال، والمتحلّي بالقوّةِ القدسيّة لِيُطمأنّ إلى أفعاله وأقواله؛ إذ هو موفّق ومسدّد من قِبل الله تعالى، فيُطاع بعد معرفةِ أنّه واجب الطاعة والمودّة.
ولنقف هنا على بيان رائع للإمامة والإمام من خلال نصّ مبارك لمولانا عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام حيث يقول:
إنّ الإمامة أجلُّ قَدْراً وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غَوراً من أن يَبلُغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم...
• إنّ امامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء.
• إنّ الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول صلّى الله عليه وآله، ومقام أمير المؤمنين عليه السّلام، وميراث الحسن والحسين عليهما السّلام.
• إنّ الإمامة أُسّ الإسلام النامي، وفرعه السامي...
• الإمام يُحلّ حلال الله، ويُحرّم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذبّ عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجّة البالغة.
• الإمام كالشمس الطالعة المجلِّلة بنورها للعالَم، وهي بالأُفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار.
• الإمام البدر المنير، والسِّراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى... والمُنجي من الردى...
• الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق، والأُمّ البَرَّة بالولد الصغير، ومفزع العباد، في الداهية النآد [أي العظيمة]
• الإمام أمين الله في خَلْقه، وحُجّته على عباده، وخليفته في بلاده، والداعي إلى الله، والذّابّ عن حُرَمِ الله.
• الإمام المطهَّر من الذنوب، والمُبّرأ من العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحِلْم، نظام الدين، وعِزّ المسلمين، وغيظ المنافقين، وبَوار الكافرين.
• الإمام واحد دهره، لايُدانيه أحد، ولا يُعادِلُه عالِم، ولا يوجد منه بدل ولا له مِثْلٌ ولا نظير... فمَن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره ؟! هيهات هيهات ! (1)
بقي أن نعلم أن الأئمّة اثنا عشر مِن بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهم من قريش، بصفاتٍ وسمات خاصّة، كما صرّحت بذلك الأحاديث الشريفة، منها:
• قول النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم: لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة، أو يكون عليكمُ اثنا عشر خليفة، كلُّهم من قريش. (2)
• وقوله صلّى الله عليه وآله في الآية المباركة:


• وقوله صلّى الله عليه وآله: الأئمّة بعدي اثنا عشر عددَ نُقَباء بني إسرائيل، كلّهم أمناء أتقياء معصومون. (5)
• وقوله صلّى الله عليه وآله أيضاً: الأئمّة من بعدي اثنا عشر، أوّلهم عليّ، ورابعهم عليّ [أي الإمام السجّاد عليه السّلام]، وثامنهم عليّ [أي الإمام الرضا عليه السّلام]،
وعاشرهم عليّ [أي الإمام الهادي عليه السّلام]، وآخرهم مهديّ. (6)
• ومن أراد الوقوف على تفصيل ذلك فليراجع: جامع الأخبار، للسبزواريّ. والخصال، للشيخ الصدوق 473. وصحيح البخاريّ 2640:6. وسنن الترمذيّ 501:4. وصحيح مسلم 1453:3. والمستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوريّ 716. والكافي 534:1. وكمال الدين، للشيخ الصدوق 269. وإعلام الورى بأعلام الهدى، للشيخ الطبرسيّ 157:1 ـ 198... وغيرها من المصادر.
اللهم صلي على محمد وال محمد
اللهم صلي على محمد وال محمد
تحياتي
تعليق