عبد الغني العمري
زائر
ارسل: 17.08.2006 18:33 موضوع الرسالة: الشيعة و السنةالشيعة و السنة طائفتان كبيرتان تمثلان غالبية الأمة . و إن استثنينا المعتدلين منهما ، فإننا سنجد أنفسنا أمام كتلتين غير قابلتين للاندماج ، برغم ما نسمعه من كلتيهما من عبارات الوحدة و التوحيد . و كأن الأمر مجاملات دعت إليها الضرورة البروتوكولية .
و في الحقيقة ينبغي أن نتوقف عند هذه الظاهرة ، و أن ننظر فيها بإنصاف ..
لا شك أن التعصب الجاهل للمذاهب هو السبب الرئيس لكل مظهر من مظاهر التفرقة ، و لا شك أن المخرج الوحيد هو الاحتكام إلى العلم الحق .
فإن كانت موالاة آل البيت من معايير النظر ، فإنها يجب أن تكون هي الجامعة لكل الأمة ، مع ورود الأمر بذلك صريحا في الكتاب و السنة .
و إن كان الاقتداء برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من المعايير أيضا ، فينبغي أن تكون الأمة كلها عليه . بمعنى أن الأمة كلها ينبغي أن تكون شيعية سنية .
فمن حيث المبدأ ، الأمر جلي و هين . لكن ، لم هذا التباعد بين الشيعة و السنة ، إلى الحد الذي جعلهما طائفتين متوازيتين عوض أن تكونا متكاملتين ؟
لا شك أن للعقائد الجزئية دخلا في ذلك . و لا شك أن التنظير ( الإيديولوجيا ) من الجانبين قد ساهم في استمرار ذلك . و لا شك أن للسياسة نصيب الأسد من كل ذلك .
إن الظلم و الإقصاء اللذين تعرض لهما آل البيت منذ القرن الأول ، لهو من أكبر المنكرات التي على كل مسلم أن يبرأ منها إن كان يرغب في لقاء الله على السلامة ؛ إذ لا مسوغ لذلك الظلم و الإقصاء عند أي إنسان ، فما بالك بالمؤمن المأمور بتوقيرهم . كيف لا و هم بقية النبوة ؟!
أما الظلم الذي تعرضت له الشيعة في أزمنة الاستبداد ، فإنه لم ينتج إلا عقما سياسيا و صراعا داخليا كانا من أهم أسباب الضعف العام .
لكن لا بد من الإشارة إلى مواطن الانحراف لدى الجانبين ، بحسب ما تسمح به هذه المساحة :
ــ إن نظرية الإمامة المعصومة ، بالشكل الذي تطرحه الشيعة ، لا أساس لها .، و إن كان لها سند من الحق عند أهل الله من باب آخر و بمعنى آخر .
ــ إن الحزن الدائم على سيد الشهداء الحسين عليه السلام ، من البدع المنكرة ، لأن ديننا لا يرضى لنا الوقوف مع الأشخاص و إن كنا نعظمهم . و قبلة كل مسلم ينبغي أن تكون هي الله ، و الله لا يتقيد .
ــ أما فيما يخص أهل السنة ، فإن التعتيم على تاريخ آل البيت عليهم السلام و فضلهم ، ينبئ عن سوء طوية عند من يعمل عليه . و موالاة الظالمين باعتماد تأويلات فاسدة للقرآن و الحديث ، لهو من أقبح ما يؤتى . هذا مع العلم أن أئمة المذاهب السنية المعتبرين كلهم برآء من ذلك ؛ و هم الذين أعلنوا على الملإ وقوفهم بباب آل البيت . وهذا حقا ما تقتضيه مرتبتهم العلمية رضي الله عنهم . لكن يبدو أن التوجيه السياسي ، طغى حتى على أقوال الأئمة ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .
ــ إن ادعاء السنة بعيدا عن آل البيت تناقض مخل ، لأنهم عليهم السلام أدرى الناس بها و أشدهم لها اتباعا .
و اليوم ، و الأمة في حاجة إلى لم شمل ، ليتنا نعود إلى أحكام ما قبل التشيع و التسنن ، إلى حال الأمة يوم كانت على النهج المحمدي الرضي . و لا غرو أن من الشيعة و السنة معا من يعلم ضرورة ذلك و يعمل له . لكن ما زلنا لم نكسر ما يراه كل فريق من الثوابت و هو لا يعدو أن يكون فهما خاصا أو تأويلا منفصلا أو تنظيرا من أجل البقاء .
لا بد لنا من رجال علماء شجعان ، يعلنون من الجانبين أنهم شيعة سنة ، أو سنة شيعة !
زائر

و في الحقيقة ينبغي أن نتوقف عند هذه الظاهرة ، و أن ننظر فيها بإنصاف ..
لا شك أن التعصب الجاهل للمذاهب هو السبب الرئيس لكل مظهر من مظاهر التفرقة ، و لا شك أن المخرج الوحيد هو الاحتكام إلى العلم الحق .
فإن كانت موالاة آل البيت من معايير النظر ، فإنها يجب أن تكون هي الجامعة لكل الأمة ، مع ورود الأمر بذلك صريحا في الكتاب و السنة .
و إن كان الاقتداء برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من المعايير أيضا ، فينبغي أن تكون الأمة كلها عليه . بمعنى أن الأمة كلها ينبغي أن تكون شيعية سنية .
فمن حيث المبدأ ، الأمر جلي و هين . لكن ، لم هذا التباعد بين الشيعة و السنة ، إلى الحد الذي جعلهما طائفتين متوازيتين عوض أن تكونا متكاملتين ؟
لا شك أن للعقائد الجزئية دخلا في ذلك . و لا شك أن التنظير ( الإيديولوجيا ) من الجانبين قد ساهم في استمرار ذلك . و لا شك أن للسياسة نصيب الأسد من كل ذلك .
إن الظلم و الإقصاء اللذين تعرض لهما آل البيت منذ القرن الأول ، لهو من أكبر المنكرات التي على كل مسلم أن يبرأ منها إن كان يرغب في لقاء الله على السلامة ؛ إذ لا مسوغ لذلك الظلم و الإقصاء عند أي إنسان ، فما بالك بالمؤمن المأمور بتوقيرهم . كيف لا و هم بقية النبوة ؟!
أما الظلم الذي تعرضت له الشيعة في أزمنة الاستبداد ، فإنه لم ينتج إلا عقما سياسيا و صراعا داخليا كانا من أهم أسباب الضعف العام .
لكن لا بد من الإشارة إلى مواطن الانحراف لدى الجانبين ، بحسب ما تسمح به هذه المساحة :
ــ إن نظرية الإمامة المعصومة ، بالشكل الذي تطرحه الشيعة ، لا أساس لها .، و إن كان لها سند من الحق عند أهل الله من باب آخر و بمعنى آخر .
ــ إن الحزن الدائم على سيد الشهداء الحسين عليه السلام ، من البدع المنكرة ، لأن ديننا لا يرضى لنا الوقوف مع الأشخاص و إن كنا نعظمهم . و قبلة كل مسلم ينبغي أن تكون هي الله ، و الله لا يتقيد .
ــ أما فيما يخص أهل السنة ، فإن التعتيم على تاريخ آل البيت عليهم السلام و فضلهم ، ينبئ عن سوء طوية عند من يعمل عليه . و موالاة الظالمين باعتماد تأويلات فاسدة للقرآن و الحديث ، لهو من أقبح ما يؤتى . هذا مع العلم أن أئمة المذاهب السنية المعتبرين كلهم برآء من ذلك ؛ و هم الذين أعلنوا على الملإ وقوفهم بباب آل البيت . وهذا حقا ما تقتضيه مرتبتهم العلمية رضي الله عنهم . لكن يبدو أن التوجيه السياسي ، طغى حتى على أقوال الأئمة ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .
ــ إن ادعاء السنة بعيدا عن آل البيت تناقض مخل ، لأنهم عليهم السلام أدرى الناس بها و أشدهم لها اتباعا .
و اليوم ، و الأمة في حاجة إلى لم شمل ، ليتنا نعود إلى أحكام ما قبل التشيع و التسنن ، إلى حال الأمة يوم كانت على النهج المحمدي الرضي . و لا غرو أن من الشيعة و السنة معا من يعلم ضرورة ذلك و يعمل له . لكن ما زلنا لم نكسر ما يراه كل فريق من الثوابت و هو لا يعدو أن يكون فهما خاصا أو تأويلا منفصلا أو تنظيرا من أجل البقاء .
لا بد لنا من رجال علماء شجعان ، يعلنون من الجانبين أنهم شيعة سنة ، أو سنة شيعة !