بسم الله الرحمن الرحيم

بناءا على طلب بعض زوار الموقع لمعرفة بعض الأمور عن أمراض الروماتيزم وأعراضها قررت تسليط الأضواء على هذا الجانب للتعرف اكثر على حقائق هذا المرض .
ان اسم الروماتيزم أو الرثية مشتق بالأصل من اليونانية بما معناه الجريان (- ريو) أو( أنا اجري) وذلك بسبب طبيعة الآلام الدائمة المتنقلة عبر العضلات والمفاصل .
وعلى الرغم من الأسباب المتعددة التي تسبب نشوء هذا المرض إلا ان العلماء اتفقوا على ان الروماتيزم هو مرض التهابي تحسسي تفاعلي (Inflammatory allergic Reaction) .
وان عامل الالتهاب الذي يترافق مع هذا المرض تسببه بشكل أساسي مجموعة من الجراثيم أهمها جرثومة المكورة العنقودية الصديدية أو العقدية المقيحة ( streptococcus pyogenes) او عقدية الفا الحالة للدم .
وان الردات الحقيقة لهذا المرض تظهر بشكل أساسي في أنسجة اللحمة المتوسطة أي ( (mesenchyme
وبالتالي فان عوارض هذا المرض تظهر في جميع الأمكنة والأعضاء من الجسم التي تتألف من هذه الأنسجة وخاصة المفاصل والعضلات والأوعية الدموية والأربطة وغشاء القلب الداخلي وأنسجة الدماغ .
وان هذا المرض ينقسم بشكل أساسي إلى قسمين أساسيين :
1- الرثية الحادة أو حمى الروماتيزم الحادة ( (acute rhreumatic fever
2- الرثية المزمنة واهمها الالتهاب المفصلي الروماتزمي المزمن ( rheumatoid arthritis) وسوف اتحدثلاا بشكل اساسي عن الرثية الحادة او حمى الروماتيزم الحادة .
الحمى الروماتزمية هي مرض المناطق المعتدلة والباردة عادة وقلما تهاجم أشخاصا يعيشون في المناطق الحارة .
والملفت ان هذا المرض لا يصيب المفاصل فقط إنما يؤثر على القلب أيضا . وعلى الرغم من الأبحاث الكثيرة فان سبب الحمى الروماتزمية لا يزال لغزا وكثيرا ما يحدث بعد نوبة حادة من التهاب اللوزتين الذي يحدث بسبب العدوى بواسطة جرثومة الستربتوكوكس الصديدية .
وان الأعراض البارزة للحمى الروماتيزمية هي التهاب المفاصل ويحدث الهجوم بصورة عامة على المفاصل الكبيرة خاصة رسغ القدم والركتبين ورسغا الذراعين والكوعين والكتفين . وتصبح المفاصل المصابة متورمة وساخنة وتسبب الألم للمصاب حينما تلمس أو تحرك . وفي الهجمات الطفيفة للمرض يصاب مفصل واحد أو مفصلان في وقت واحد . وفي الغالب عندما يخف الورم والألم في مفصل واحد فان المفصل الآخر يصاب . وعلى الرغم من ان التهاب المفاصل هو اكثر أعراض المرض وضوحا إلا ان ذلك غالبا ما يكون اقل أهمية من الدمار الذي تحدثه الحمى الروماتزمية في القلب . وتسبب نوبة قاسية من الحمى التهاب في كل أنسجة القلب مما يؤدي إلى التلف وما يترتب عليه من التشوه الوظيفي في كل من عضلة القلب وصماماته بسبب التهاب عضلة القلب وغشائه الداخلي .
وبالإضافة إلى العوارض السريرية المهمة لتشخيص المرض هناك أيضا اختبارات مخبرية ضرورية لا بد من إجرائها للتأكد من طبيعة هذا المرض .وأنني سوف لن أتعرض لهذه الاختبارات حتى لا يتعقد هذا الموضوع وحتى لا تختلط الأمور على القارئ واكتفي بالعلامات السريرية التي تقدمت بها آنفا .
أما الروماتيزم العضلي الذي يصيب من هم في منتصف العمر أو كبار السن فانه يختلف عن الحمى الروماتيزمية التي تكلمت عنها . وابرز أعراضها تظهر عبر ألم حاد في عضلات الرقبة أو الظهر أو الكتف ولهذا السبب كثيرا ما يدعى ب " الروماتيزم العضلي " وفي الحقيقة ان الأنسجة الليفية تتأثر اكثر من الخلايا العضلية ولهذا فانه يطلق على هذا المرض بدقة اكثر التهاب الألياف fibrositis ويمكن ان يحدث هذا الالتهاب في الألياف لأسباب عدة أبرزها : الإصابة , تيارات الهواء , والبرد المفاجئ. ورغم ان الألم يكون شديدا إلا ان مغزاه لا يكون خطيرا . وان تخفيفا كبيرا يمكن ان يتم بواسطة الحمامات الدافئة والتدليك واستعمال الحرارة في العلاج والأسبرين .
أما عوارض البارزة لإصابة الكبار بمرض الروماتيزم فهي التغيرات التي تصيب المفاصل وخاصة المفاصل الصغيرة وعلى الأخص مفاصل أصابع اليد ين مما يؤدي إلى تشوه واضح في منظر هذه الأصابع مع آلام حادة وعدم القدرة على تحريكها واستعمالها .
وفي عام 1876 قام الدكتور ماكلاجن باكتشاف الآثار المفيدة والجيدة لدواء الساليسين salicin الذي يستخرج من شجرة الصفصاف . وهو الأسبرين الذي يعتبر من أهم الأدوية التي تستعمل ضد الروماتيزم .
فالأسبيرين عندما يؤخذ في جرعات كافية يؤدي إلى سرعة هبوط حرارة المريض ويقلل من تورم الركبتين ويخفف الألم . ويعطى أيضا الكورتيزون أحيانا في محاولة لتقليل التغيرات الالتهابية في القلب . وهكذا يقلل الدمار والأضرار التي تحدث لصمامات القلب . وان ما أريد قوله ان مرضى الروماتيزم يجب ان يخضعوا لمراقبة الأطباء من وقت لاخر للاستفادة من المعلومات والإرشادات التي من شانها تخفيف المرض والامه ...
إلى القراء الأعزاء باستطاعتكم طرح الأسئلة لمزيد من التوضيح . والسلام عليكم ورحمة لله وبركاته .