منقول عن موقع
http://www.monzer.cjb.net
فمن هو ابن سبا هذا
إنّ يهودياً باسم عبداللّه بن سبأ المكنّى بابن الأمة السوداء في ـ صنعاء ـ أظهر الإسلام في عصر عثمان و اندّس بين المسلمين، وأخذ ينتقل في حواضرهم وعواصم بلادهم: الشام، والكوفة، والبصرة، ومصر، مبشّراً بأنّ للنبي الأكرم رجعة كما أنّ لعيسى بن مريم رجعة، وأنّ عليّاً هو وصي محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما كان لكل نبي وصي، وأنّ عليّاً خاتم الأوصياء كما كان محمّداً خاتم الأنبياء، وأنّ عثمان غاصب حق هذا الوصي وظالمه، فيجب مناهضته لارجاع الحق إلى أهله
إنّ عبداللّه بن سبأ بثّ في البلاد الإسلامية دعاته، وأشار عليهم أن يظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والطعن في الاُمراء، فمال إليه وتبعه على ذلك جماعات من المسلمين، فيهم الصحابي الكبير والتابعي الصالح من أمثال أبي ذر، وعمار بن ياسر، و محمد بن حذيفة، و عبدالرحمان بن عديس، و محمّد بن أبي بكر، وصعصعة بن صوحان العبدي، ومالك الأشتر، إلى غيرهم من أبرار المسلمين وأخيارهم فكانت السبأية تثير الناس على ولاتهم، تنفيذاً لخطة زعيمها، وتضع كتباً في عيوب الاُمراء وترسل إلى غير مصرهم من الأمصار، فنتج عن ذلك قيام جماعات من المسلمين بتحريض السبأيين، وقدومهم إلى المدينة وحصرهم عثمان في داره، حتّى قتل فيها، كل ذلك كان بقيادة السبأيين ومباشرتهم
إنّ المسلمين بعدما بايعوا عليّاً، ونكث طلحة والزبير بيعته، وخرجا إلى البصرة رأى السبأيون أنّ رؤَساء الجيشين أخذوا يتفاهمون، وأنّه إن تمّ ذلك سيؤخذون بدم عثمان، فاجتمعوا ليلا وقرّروا أن يندسّوا بين الجيشين ويثيروا الحرب بكرة دون علم غيرهم، وانّهم استطاعوا أن ينفّذوا هذا القرار الخطير في غلس الليل قبل أن ينتبه الجيشان المتقاتلان، فناوش المندسّون من السبأيين في جيش علي من كان بازائهم من جيش البصرة ففزع الجيشان وفزع رؤسائهما، وظنّ كلّ بخصمه شرّاً، ثمّ إنّ حرب البصرة وقعت بهذا الطريق، دون أن يكون لرؤساء الجيشين رأي أو علم
إنّ ما جاء من القصّة، على وجه لا يصحّ نسبته إلاّ إلى عفاريت الأساطير ومردة الجن، إذ كيف يصحّ لإنسان أن يصدّق أنّ يهوديّاً جاء من صنعاء وأسلم في عصر عثمان، و استطاع أن يُغري كبار الصحابة والتابعين، ويخدعهم ويطوف بين البلاد واستطاع أن يكوّن خلايا ضدّ عثمان ويستقدمهم على المدينة ويؤلِّبهم على الخلافة الإسلامية، فيهاجموا داره ويقتلوه، بمرأى ومسمع من الصحابة العدول ومن تبعهم باحسان، هذا شيء لا يحتمله العقل وإن وطّن على قبول العجائب والغرائب . إنّ هذه القصّة تمس كرامة المسلمين والصحابة والتابعين، وتصوّرهم اُمّة ساذجة يغترّون بفكر يهودي وفيهم السادة والقادة والعلماء والمفكّرون
لو كان ابن سبأ بلغ هذا المبلغ من إلقاح الفتن، وشقّ عصا المسلمين وقد علم به وبعيثه اُمراء الاُمّة وساستها في البلاد، وانتهى أمره إلى خليفة الوقت، فلماذا لم يقع عليه الطلب؟ ولم يبلغه القبض عليه، والأخذ بتلكم الجنايات الخطرة والتأديب بالضرب والاهانة، والزج إلى أعماق السجون؟ ولا آل أمره إلى الاعدام المريح للاُمّة من شرّه وفساده كما وقع ذلك كلّه على الصلحاء الأبرار الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؟كابي ذر و عمار ابن ياسر فهّلا اجتاح الخليفة جرثومة تلكم القلاقل بقتله؟ وهل كان تجهّمه وغلظته قصراً على الأبرار من اُمّة محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ففعل بهم ما فعل
نرى أنّ رجال الخلافة وعمّالها يغضّون الطرف عمّن يُؤلِّب الصحابة والتابعين على اخماد حكمهم، وقتل خليفتهم في عقر داره، ويجر الويلات على كيانهم.
أنّ الدولة في عهد عثمان ووزيره مروان إنّما كانت دولةً مثاليَّة، وأنَّ الأمويّين والولاة والأرستقراطيين إنَّما كانوا رُسُلَ العدالة الاجتماعية والإخاء البشري في أرض العرب. غير أنّ رجلا فرداً هو عبداللّه بن سبأ أفسدَ على الأمويين والولاة والأرستقراطيين صلاحَهم وبرّهم إذ جعل يطوف الأمصارَ والأقطارَ مؤلِّبا على عثمان واُمرائه وولاته الصالحين المُصلحين. ولولا هذا الرجل الفرد وطوافُه في الأمصار والأقطار لعاش الناس في نعيم مروان وعدل الوليد وحلم معاوية عيشاً هو الرغادة وهو الرخاء
أمّا طبيعة الحكم وسياسة الحاكم وفساد النظام الاقتصادي والمالي والعمراني، وطغيان الأثرة على ذوي السلطان، واستبداد الولاة بالأرزاق، وحمل بني اُميَّة على الأعناق، والميل عن السياسة الشعبية الديمقراطية إلى سياسة عائلية أرستقراطية رأسمالية، وإذلال من يضمر لهم الشعبُ التقدير والاحترام الكثيرين أمثال أبي ذرّ وعمّار بن ياسر وغيرهما، أمّا هذه الاُمور وما إليها جميعاً من ظروف الحياة الاجتماعية، فليست بذات شأن في تحريك الأمصار وإثارتها على الاُسرة الاُمويّة الحاكمة ومن هم في ركابها، في نظر هؤلاء! بل الشأن كلّ الشأن في الثورة على عثمان لعبداللّه بن سبأ الّذي يلفت الناس عن طاعة الأئمة ويلقي بينهم الشر
ان الترف والنعيم قد بلغ أقصاه في أواسط الدولتين: الأموية والعباسية، وكلّما اتّسع العيش وتوفّرت دواعي اللهو، اتسع المجال للوضع وراج سوق الخيال وجعلت القصص والأمثال كي تأنس بها ربات الحجال، وأبناء الترف والنعمة
وفي المقام كلام للكاتب المصري الدكتور طه حسين، يدعم كون الرجل اُسطورة تاريخية استبطلها أعداء الشيعة نكاية بالشيعة، ولا بأس في الوقوف على كلامه حيث قال: وأكبر الظن أنّ عبداللّه بن سبأ هذا ـ إن كان كل ما يروى عنه صحيحاً ـ إنّما قال ودعا إلى ما دعا إليه بعد أن كانت الفتنة، وعظم الخلاف، فهو قد استغلّ الفتنة ولم يثرها إنّ خصوم الشيعة أيّام الأمويين والعبّاسيين قد بالغوا في أمر عبداللّه بن سبأ هذا، ليشكّكوا في بعض ما نسب من الأحداث إلى عثمان، وولاته من ناحية، وليشنّعوا على علي وشيعته من ناحية اُخرى، فيردّوا بعض اُمور الشيعة إلى يهودي اسلم كيداً للمسلمين
يتابع طح حسين : إنّ الجهات الّتي استنتج منها كون ابن سبأ شخصية وهمية خلقها خصوم الشيعة ترجع إلى الاُمور التالية: 1- إنّ كل المؤرّخين الثقات لم يشيروا إلى قصّة عبداللّه بن سبأ، كابن سعد في طبقاته، والبلاذري في فتوحاته. 2- إنّ المصدر الوحيد عنه هو سيف بن عمر، وهو رجل معلوم الكذب، ومقطوع بأنّه وضّاع . 3- إنّ الاُمور التي اُسندت إلى عبداللّه بن سبأ، تسلتزم معجزات خارقة لفرد عادي كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبداللّه بن سبأ، وسخّرهم لمآربه، وهم ينفّذون أهدافه بدون اعتراض، في منتهى البلاهة والسخف . 4- عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعمّاله عنه، مع ضربهم لغيره من المعارضين كمحمد بن أبي حذيفة، ومحمّد بن أبي بكر، وغيرهم . 5- قصة الاحراق، إحراق علي إيّاه وتعيين السنة التي عرض فيها ابن سبأ للاحراق تخلو منها كتب التاريخ الصحيحة، ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر. 6- عدم وجود أثر لابن سبأ وجماعته في واقعة صفّين وفي حرب النهروان .
وقد انتهى الدكتور بهذه الاُمور إلى القول: بأنّه شخص ادّخره خصوم الشيعة للشيعة ولا وجود له في الخارج
ولنفترض أنّ للرجل حقيقة وليس اُسطورة تاريخية لكن لا شك أنّ ما نقل عنه في ذلك المجال سراب وخداع، يقول الدكتور أحمد محمود صبحي: وليس ما يمنع أن يستغل يهودي الأحداث الّتي جرت في عهد عثمان، ليحدت فتنة وليزيدها اشتعالا، وليؤلّب الناس على عثمان، بل أن ينادي بأفكار غريبة، ولكن السابق لأوانه أن يكون لابن سبأ هذا الأثر الفكري العميق، فيحدث هذا الانشقاق العقائدي بين طائفة كبيرة من المسلمين
salam alaikom
http://www.monzer.cjb.net
فمن هو ابن سبا هذا
إنّ يهودياً باسم عبداللّه بن سبأ المكنّى بابن الأمة السوداء في ـ صنعاء ـ أظهر الإسلام في عصر عثمان و اندّس بين المسلمين، وأخذ ينتقل في حواضرهم وعواصم بلادهم: الشام، والكوفة، والبصرة، ومصر، مبشّراً بأنّ للنبي الأكرم رجعة كما أنّ لعيسى بن مريم رجعة، وأنّ عليّاً هو وصي محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما كان لكل نبي وصي، وأنّ عليّاً خاتم الأوصياء كما كان محمّداً خاتم الأنبياء، وأنّ عثمان غاصب حق هذا الوصي وظالمه، فيجب مناهضته لارجاع الحق إلى أهله
إنّ عبداللّه بن سبأ بثّ في البلاد الإسلامية دعاته، وأشار عليهم أن يظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والطعن في الاُمراء، فمال إليه وتبعه على ذلك جماعات من المسلمين، فيهم الصحابي الكبير والتابعي الصالح من أمثال أبي ذر، وعمار بن ياسر، و محمد بن حذيفة، و عبدالرحمان بن عديس، و محمّد بن أبي بكر، وصعصعة بن صوحان العبدي، ومالك الأشتر، إلى غيرهم من أبرار المسلمين وأخيارهم فكانت السبأية تثير الناس على ولاتهم، تنفيذاً لخطة زعيمها، وتضع كتباً في عيوب الاُمراء وترسل إلى غير مصرهم من الأمصار، فنتج عن ذلك قيام جماعات من المسلمين بتحريض السبأيين، وقدومهم إلى المدينة وحصرهم عثمان في داره، حتّى قتل فيها، كل ذلك كان بقيادة السبأيين ومباشرتهم
إنّ المسلمين بعدما بايعوا عليّاً، ونكث طلحة والزبير بيعته، وخرجا إلى البصرة رأى السبأيون أنّ رؤَساء الجيشين أخذوا يتفاهمون، وأنّه إن تمّ ذلك سيؤخذون بدم عثمان، فاجتمعوا ليلا وقرّروا أن يندسّوا بين الجيشين ويثيروا الحرب بكرة دون علم غيرهم، وانّهم استطاعوا أن ينفّذوا هذا القرار الخطير في غلس الليل قبل أن ينتبه الجيشان المتقاتلان، فناوش المندسّون من السبأيين في جيش علي من كان بازائهم من جيش البصرة ففزع الجيشان وفزع رؤسائهما، وظنّ كلّ بخصمه شرّاً، ثمّ إنّ حرب البصرة وقعت بهذا الطريق، دون أن يكون لرؤساء الجيشين رأي أو علم
إنّ ما جاء من القصّة، على وجه لا يصحّ نسبته إلاّ إلى عفاريت الأساطير ومردة الجن، إذ كيف يصحّ لإنسان أن يصدّق أنّ يهوديّاً جاء من صنعاء وأسلم في عصر عثمان، و استطاع أن يُغري كبار الصحابة والتابعين، ويخدعهم ويطوف بين البلاد واستطاع أن يكوّن خلايا ضدّ عثمان ويستقدمهم على المدينة ويؤلِّبهم على الخلافة الإسلامية، فيهاجموا داره ويقتلوه، بمرأى ومسمع من الصحابة العدول ومن تبعهم باحسان، هذا شيء لا يحتمله العقل وإن وطّن على قبول العجائب والغرائب . إنّ هذه القصّة تمس كرامة المسلمين والصحابة والتابعين، وتصوّرهم اُمّة ساذجة يغترّون بفكر يهودي وفيهم السادة والقادة والعلماء والمفكّرون
لو كان ابن سبأ بلغ هذا المبلغ من إلقاح الفتن، وشقّ عصا المسلمين وقد علم به وبعيثه اُمراء الاُمّة وساستها في البلاد، وانتهى أمره إلى خليفة الوقت، فلماذا لم يقع عليه الطلب؟ ولم يبلغه القبض عليه، والأخذ بتلكم الجنايات الخطرة والتأديب بالضرب والاهانة، والزج إلى أعماق السجون؟ ولا آل أمره إلى الاعدام المريح للاُمّة من شرّه وفساده كما وقع ذلك كلّه على الصلحاء الأبرار الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؟كابي ذر و عمار ابن ياسر فهّلا اجتاح الخليفة جرثومة تلكم القلاقل بقتله؟ وهل كان تجهّمه وغلظته قصراً على الأبرار من اُمّة محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ففعل بهم ما فعل
نرى أنّ رجال الخلافة وعمّالها يغضّون الطرف عمّن يُؤلِّب الصحابة والتابعين على اخماد حكمهم، وقتل خليفتهم في عقر داره، ويجر الويلات على كيانهم.
أنّ الدولة في عهد عثمان ووزيره مروان إنّما كانت دولةً مثاليَّة، وأنَّ الأمويّين والولاة والأرستقراطيين إنَّما كانوا رُسُلَ العدالة الاجتماعية والإخاء البشري في أرض العرب. غير أنّ رجلا فرداً هو عبداللّه بن سبأ أفسدَ على الأمويين والولاة والأرستقراطيين صلاحَهم وبرّهم إذ جعل يطوف الأمصارَ والأقطارَ مؤلِّبا على عثمان واُمرائه وولاته الصالحين المُصلحين. ولولا هذا الرجل الفرد وطوافُه في الأمصار والأقطار لعاش الناس في نعيم مروان وعدل الوليد وحلم معاوية عيشاً هو الرغادة وهو الرخاء
أمّا طبيعة الحكم وسياسة الحاكم وفساد النظام الاقتصادي والمالي والعمراني، وطغيان الأثرة على ذوي السلطان، واستبداد الولاة بالأرزاق، وحمل بني اُميَّة على الأعناق، والميل عن السياسة الشعبية الديمقراطية إلى سياسة عائلية أرستقراطية رأسمالية، وإذلال من يضمر لهم الشعبُ التقدير والاحترام الكثيرين أمثال أبي ذرّ وعمّار بن ياسر وغيرهما، أمّا هذه الاُمور وما إليها جميعاً من ظروف الحياة الاجتماعية، فليست بذات شأن في تحريك الأمصار وإثارتها على الاُسرة الاُمويّة الحاكمة ومن هم في ركابها، في نظر هؤلاء! بل الشأن كلّ الشأن في الثورة على عثمان لعبداللّه بن سبأ الّذي يلفت الناس عن طاعة الأئمة ويلقي بينهم الشر
ان الترف والنعيم قد بلغ أقصاه في أواسط الدولتين: الأموية والعباسية، وكلّما اتّسع العيش وتوفّرت دواعي اللهو، اتسع المجال للوضع وراج سوق الخيال وجعلت القصص والأمثال كي تأنس بها ربات الحجال، وأبناء الترف والنعمة
وفي المقام كلام للكاتب المصري الدكتور طه حسين، يدعم كون الرجل اُسطورة تاريخية استبطلها أعداء الشيعة نكاية بالشيعة، ولا بأس في الوقوف على كلامه حيث قال: وأكبر الظن أنّ عبداللّه بن سبأ هذا ـ إن كان كل ما يروى عنه صحيحاً ـ إنّما قال ودعا إلى ما دعا إليه بعد أن كانت الفتنة، وعظم الخلاف، فهو قد استغلّ الفتنة ولم يثرها إنّ خصوم الشيعة أيّام الأمويين والعبّاسيين قد بالغوا في أمر عبداللّه بن سبأ هذا، ليشكّكوا في بعض ما نسب من الأحداث إلى عثمان، وولاته من ناحية، وليشنّعوا على علي وشيعته من ناحية اُخرى، فيردّوا بعض اُمور الشيعة إلى يهودي اسلم كيداً للمسلمين
يتابع طح حسين : إنّ الجهات الّتي استنتج منها كون ابن سبأ شخصية وهمية خلقها خصوم الشيعة ترجع إلى الاُمور التالية: 1- إنّ كل المؤرّخين الثقات لم يشيروا إلى قصّة عبداللّه بن سبأ، كابن سعد في طبقاته، والبلاذري في فتوحاته. 2- إنّ المصدر الوحيد عنه هو سيف بن عمر، وهو رجل معلوم الكذب، ومقطوع بأنّه وضّاع . 3- إنّ الاُمور التي اُسندت إلى عبداللّه بن سبأ، تسلتزم معجزات خارقة لفرد عادي كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبداللّه بن سبأ، وسخّرهم لمآربه، وهم ينفّذون أهدافه بدون اعتراض، في منتهى البلاهة والسخف . 4- عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعمّاله عنه، مع ضربهم لغيره من المعارضين كمحمد بن أبي حذيفة، ومحمّد بن أبي بكر، وغيرهم . 5- قصة الاحراق، إحراق علي إيّاه وتعيين السنة التي عرض فيها ابن سبأ للاحراق تخلو منها كتب التاريخ الصحيحة، ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر. 6- عدم وجود أثر لابن سبأ وجماعته في واقعة صفّين وفي حرب النهروان .
وقد انتهى الدكتور بهذه الاُمور إلى القول: بأنّه شخص ادّخره خصوم الشيعة للشيعة ولا وجود له في الخارج
ولنفترض أنّ للرجل حقيقة وليس اُسطورة تاريخية لكن لا شك أنّ ما نقل عنه في ذلك المجال سراب وخداع، يقول الدكتور أحمد محمود صبحي: وليس ما يمنع أن يستغل يهودي الأحداث الّتي جرت في عهد عثمان، ليحدت فتنة وليزيدها اشتعالا، وليؤلّب الناس على عثمان، بل أن ينادي بأفكار غريبة، ولكن السابق لأوانه أن يكون لابن سبأ هذا الأثر الفكري العميق، فيحدث هذا الانشقاق العقائدي بين طائفة كبيرة من المسلمين
salam alaikom
تعليق