بسمه تعالى والحمد لله حمدا سرمدا
اللهم صل على حبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا وعلى اله الاطهار وعجل فرجهم
حلقات من نماذج واقعيه للصبر
نستعرض معكم بعض الامثله على الصبر من حياه
عدد من الانبياء والرسل الذين انزل اللّه عليهم الوحى والذين مارسوا الصبر ايضا،
ونجد معلومات عن حياتهم فى القرآن الكريم
والسنه المطهره.
النبى ايوب(ع)
كان النبى ايوب غنيا، ثم تعرض لمصائب جمه
فصبر عليها، فقد فجع هذا النبى الصابر فى
اهله وخدمه وحاشيته وممتلكاته الاخرى،
وهجره اصدقاوه غير الصدوقين، كما اصيب
بامراض مختلفه، ولكنه بقى راضيا بمشيئه اللّه.
(وايوب اذ نادى ربه انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين × فاستجبنا له فكشفنا
ما به من ضر وآتيناه اهله ومثلهم معهم رحمه من عندنا وذكرى للعابدين)
«الانبياء/83 -84».
عاش النبى ايوب(ع) فى الجزيره العربيه فى الحقبه التى سبقت ولاده النبى محمد(ص)
بالفى سنه تقريبا. وكان رجلا غنيا، مداوما على الصلاه، فاختبره اللّه واختبر صبره.
وفجاه حلت به الكوارث، الواحده تلو الاخرى، فقد قتل عماله المستاجرون، وسرقت
ماشيته، وفى اثناء ابلاغه بذلك وقعت عليه فاجعه اخرى، فقد نهب جماعه من اللصوص
كل ما لديه من جمال، ثم سمع بما هو ادهى واعظم، اذ علم بان اولاده وجماعه من الناس
قد هلكوا فى اعصار عندما سقط عليهم سقف وقتلهم.
بالرغم، من كل هذه المصائب والويلات، لم يتزحزح ايمان النبى ايوب(ع)، فقد احتفظ
برباطه جاشه وخضوعه للّه. وقد توالت الكوارث عليه اذ اصيب بمرض جلدى، قد يكون
الجذام او البرص فهجره اصدقاوه، ومع ذلك لم ينبس بكلمه تذمر واحده وتحلى بالصبر.
(يا ايها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاه ان اللّه مع الصابرين × ولا تقولوا لمن
يقتل فى سبيل اللّه اموات بل احياء ولكن لا تشعرون × ولنبلونكم بشىء من الخوف
والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين × الذين اذا اصابتهم مصيبه
قالوا انا للّه وانا اليه راجعون × اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه واولئك
هم المهتدون)«البقره/153-157».
ان خساره النبى ايوب(ع) لكل ثروته وممتلكاته وفجيعته باولاده وعماله
وكذلك اصابته بالمرض الجلدى لم توثر فى نفسيته، ولكنه حزن لان اصدقاءه كالوا له
التهم الباطله ما ابكاه، وذلك عندما ادعوا بان اللّه قد عاقبه لاقترافه الموبقات والذنوب.
وقد خضع النبى ايوب(ع) للّه وصلى ودعا اللّه ان يشفيه من المرض، وما ان اتم صلاته
حتى اتاه امر اللّه: (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)«ص/42».
فانبجست عين ماء فى الموضع الذى ضربه بقدمه، فغمس بدنه فى مائها وشفى
باذن اللّه. وعندما خرج من الماء لم يكن قد استعاد عافيته فقط بل استرجع شبابه وحيويته
، حتى ان زوجته لم تعرفه لاول وهله، وفوق ذلك اعطاه اللّه ثروه واولادا كثيرين،
وهكذا شمل اللّه نبيه ايوب(ع) برحمته الواسعه، واعطاه ضعفى ما كان لديه من السابق
لانه صارع الشر بافضل الاسلحه، وهى التواضع والصبر والايمان:
(انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب)«ص/44».
ويعتبر النبى ايوب(ع) نموذجا للصبر والتحمل، اى لفضيله السيطره على التذمر والثوره
المعبر عنها بالكلمه او الفعل او حتى بالتفكير، كما يعتبر نموذجا ايجابيا للاحسان
الكامل وقبول نعمه اللّه بتواضع وشكر، وقد قص القرآن قصه النبى ايوب(ع) لتكون
نموذجا يتعلم منه الناس كيفيه التعامل مع المصائب عقليا واخلاقيا، ويمثل هذا النبى
الصابر صوره الانسان فى اعلى درجات الصبر الذى كانت نتيجته الخلاص، كما
توكد لنا قصته بانه لا يوجد عذر لاهمال عباده اللّه، حيث داوم عليها النبى ايوب(ع)
رغم العذاب والماسى التى حاقت به.
اللهم اجعلنا من الصابرين القانعين الحامدين والشاكرين لنعمائك يارب العالمين
تعليق