الآن ..
ترينه وقد لف قلبَك دِثارُ الزمهرير..راقدة في غرفة بكماء..فوق السرير الأبيض..وأفعى "المغذي الطبي" تتلوى على ظهر كفك المتورم..
الآن..
وقد بدوت شبح إنسان يستقري الذَماء..قد مات ورد وجنتيك..وتساقط شعرك تساقط السفير..وأمسيت تنظرين لمياسين الدجى نظرةمودع..الآن..
ترينه بطوله الذي شاقك مرارا..وبشعره الغزير الذي لطالما رسمته عى صفحات خيالك المخضلة..وبوجهه الذي كبر كثيرا..لكنه ما تخلى عن سِمَته التي عهدتها سلفا..
ترينه..لتجبرك النظرة أن تعودي لذلك الصباح القاتم..حيث وددت أن تغرسيه في أعماق قلبك الموشك على السكون..وودت أن تحمليه معك إلى ما لا أين له ولا كيف..ولكنك خلفته في قصر ماكان يوما لك.. وجمعت نفسك..نفسك وحسب ..لتُلحدين الذكريات والحاجيات ..معه ..
ماحملت معك إلا نفسك..وبصمات من الوحشية المطبوعةعلى خدك..وقرحة خالَلَتكِ مذ هبطت إلى ذلك القصر..ونشيجا نسجتِه على أهدابك سنتين..وتوحدا استنشقتِه حتى تغلغل في شغاف قلبك..ونبذا واستخداما واستضآلا لشأنك وشأن ذويك..
حملت كل ذاك وتركته تهرعين في طريق البث ..هاربة ..وجلة..إلى منزل أخيك الذي لم يكن ليستقبلك برتحاب وأنت تحملين لقب مطلقة.
حينها لم تتلقفك ذراع حنونة..ولا مسدت كفٌ شعرَ رأسك الذي نتفَت منه القسوة الشيء الكثير..ولا بلسَم أحدجرح أمومتك.. وحدها المناديل التي كفكفت دمعا هتونا انتزعته من روحك في ليالي الترح المديدة..و وحدها الوسادة كانت تناغيك ..فتهدهدينها بين ذراعيك حتى يغلبك الوسن.
ترينه الآن ..لتفتح لك عيناه شرفات الذاكرة..تشرق منها شمس صباحاتك الثكلى..بلا جسمه الغض الرقيق..ورائحة الحليب تزكم أنفاسك وصرخات التقريع القاسيةترتفع من حنجرة زوجة أخيك الحانقة:
"من هي حتى تتنمر على نصيبها؟..كلنا نصبر على عناء لأزواج..لقد ضقت بها في داري"
فتلتف أشطان التهيام حول جيدك.
سنواتك الأربعون تخطر الآن في طرفات عينيه..اللتين لا تحجبان تسآلا مريرا وثريباخجولا:
"كيف يا ترى قضيتها؟"
أنى له أن يدرك تسولك لأخباره ..أن يدرك انتصابك في جنح الأسحار على سجادة الصلاة ..ضارعة للمولى عز وجل أن يحيطه بعنايته متنقلا بين زوجات أب لا يبقين ..كيف له أن يعرف أشجان هلال العيد ..ورنين جرس المدرسةالقريبة من عملك..وزفيرك اللاهث عند واجهات حوانيت بيع الدمى.
ثم أنى له أن يفهم سعيك إليه ..حاملة باقة من الورد وإسوارا من الذهب لعروسه..رغم صحاري الوجدالفيحاء..و وشايات الإيغار..و عودتك منه مضرجة بجراحات الغُبن والظليمة.
والآن يمطر عليك..
فتتيقنين بأنك ناديت :
"رباه"
وتعرفين أن ربك لم يُسلِمك..وتتذوقين حنانه الحلو..فما خاب أبدا من فوض أمره إليه
ترينه وقد لف قلبَك دِثارُ الزمهرير..راقدة في غرفة بكماء..فوق السرير الأبيض..وأفعى "المغذي الطبي" تتلوى على ظهر كفك المتورم..
الآن..
وقد بدوت شبح إنسان يستقري الذَماء..قد مات ورد وجنتيك..وتساقط شعرك تساقط السفير..وأمسيت تنظرين لمياسين الدجى نظرةمودع..الآن..
ترينه بطوله الذي شاقك مرارا..وبشعره الغزير الذي لطالما رسمته عى صفحات خيالك المخضلة..وبوجهه الذي كبر كثيرا..لكنه ما تخلى عن سِمَته التي عهدتها سلفا..
ترينه..لتجبرك النظرة أن تعودي لذلك الصباح القاتم..حيث وددت أن تغرسيه في أعماق قلبك الموشك على السكون..وودت أن تحمليه معك إلى ما لا أين له ولا كيف..ولكنك خلفته في قصر ماكان يوما لك.. وجمعت نفسك..نفسك وحسب ..لتُلحدين الذكريات والحاجيات ..معه ..
ماحملت معك إلا نفسك..وبصمات من الوحشية المطبوعةعلى خدك..وقرحة خالَلَتكِ مذ هبطت إلى ذلك القصر..ونشيجا نسجتِه على أهدابك سنتين..وتوحدا استنشقتِه حتى تغلغل في شغاف قلبك..ونبذا واستخداما واستضآلا لشأنك وشأن ذويك..
حملت كل ذاك وتركته تهرعين في طريق البث ..هاربة ..وجلة..إلى منزل أخيك الذي لم يكن ليستقبلك برتحاب وأنت تحملين لقب مطلقة.
حينها لم تتلقفك ذراع حنونة..ولا مسدت كفٌ شعرَ رأسك الذي نتفَت منه القسوة الشيء الكثير..ولا بلسَم أحدجرح أمومتك.. وحدها المناديل التي كفكفت دمعا هتونا انتزعته من روحك في ليالي الترح المديدة..و وحدها الوسادة كانت تناغيك ..فتهدهدينها بين ذراعيك حتى يغلبك الوسن.
ترينه الآن ..لتفتح لك عيناه شرفات الذاكرة..تشرق منها شمس صباحاتك الثكلى..بلا جسمه الغض الرقيق..ورائحة الحليب تزكم أنفاسك وصرخات التقريع القاسيةترتفع من حنجرة زوجة أخيك الحانقة:
"من هي حتى تتنمر على نصيبها؟..كلنا نصبر على عناء لأزواج..لقد ضقت بها في داري"
فتلتف أشطان التهيام حول جيدك.
سنواتك الأربعون تخطر الآن في طرفات عينيه..اللتين لا تحجبان تسآلا مريرا وثريباخجولا:
"كيف يا ترى قضيتها؟"
أنى له أن يدرك تسولك لأخباره ..أن يدرك انتصابك في جنح الأسحار على سجادة الصلاة ..ضارعة للمولى عز وجل أن يحيطه بعنايته متنقلا بين زوجات أب لا يبقين ..كيف له أن يعرف أشجان هلال العيد ..ورنين جرس المدرسةالقريبة من عملك..وزفيرك اللاهث عند واجهات حوانيت بيع الدمى.
ثم أنى له أن يفهم سعيك إليه ..حاملة باقة من الورد وإسوارا من الذهب لعروسه..رغم صحاري الوجدالفيحاء..و وشايات الإيغار..و عودتك منه مضرجة بجراحات الغُبن والظليمة.
والآن يمطر عليك..
فتتيقنين بأنك ناديت :
"رباه"
وتعرفين أن ربك لم يُسلِمك..وتتذوقين حنانه الحلو..فما خاب أبدا من فوض أمره إليه
تعليق