إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فضل الصحابة من القرآن ولا يمكن لأي أحد أن ينكر ذلك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضل الصحابة من القرآن ولا يمكن لأي أحد أن ينكر ذلك

    بسم الله الرحمن الرحيم ,,

    كثيرا ما نسمع من الشيعة بأن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم اجمعين بأنهم كفار أو مرتدين أو خانوا الله ورسوله ...

    فهذا الموضوع لاصحاب العقول وليس لمن يحب الجدال ولو كان مخطئا

    هذه هي الايات وهذه هي تفاسيرها ...

    قال تعالى :
    ((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))

    التفسير (لمن لم يفهم الاية او لديه شك) .. تفسير مختصر فتح القدير :
    100 " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " هذه شهادة من الله تعالى للسابقين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبشرى لهم بالجنة والفوز في الآخرة . وهي بشرى لمن سلك مسلكهم واتخذهم له قدوة ، والسابقون هم : الذين صلوا القبلتين ، أو الذين شهدوا بيعة الرضوان ، أو أهل بدر ، وأفضلهم الخلفاء الأربعة ( بالترتيب ) ثم الستة الباقون ، ثم البدريون ، ثم أصحاب أحد ، ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية . وإنما فضل السابقين لإيمانهم وإنفاقهم قبل انتشار الإسلام .
    " والذين اتبعوهم بإحسان " اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، وهم المتأخرون عنهم من الصحابة فمن بعدهم إلى يوم القيامة ، إذا اتبعوهم بإحسان في الأفعال والأقوال افتداء منهم بالسابقين الأولين
    " رضي الله عنهم " فقبل طاعاتهم وتجاوز عنهم ولم يسخط عليهم
    " ورضوا عنه " بها أعطاهم من فضله .


    ======================
    ======================

    قال تعالى :
    ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا))

    التفسير (لمن لم يفهم الاية او لديه شك) .. تفسير مختصر فتح القدير :

    29 " محمد رسول الله والذين معه " قيل : هم أصحاب الحديبية
    " أشداء على الكفار " أي غلاظ عليهم كما يغلظ الأسد على فريسته
    " رحماء بينهم " أي متوادون متعاطفون ، فيظهرون لمن خالف دينهم الشدة والصلابة ، ولمن وافقه الرحمة والرأفة
    " تراهم ركعا سجدا " أي : تشاهدهم حال كونهم راكعين ساجدين
    " يبتغون فضلا من الله ورضوانا " أي يطلبون ثواب الله لهم ورضاه عنهم
    " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " قيل هو البهاء والوقار في الوجه ، وظهور الأنوار عليه .
    " ذلك مثلهم في التوراة " أي وصفهم الذي وصفوا به في التوراة
    " ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه " الشطء فرخ النبت والشجر ، ينبت من عرقه أو من جذعه
    " فآزره " أي قواه وأعانه وشده ، أي : إن الزرع قوى الشطء لأنه تغذى منه واحتمى به
    " فاستغلظ " أي صار ذلك الشطء غليظا بعد أن كان دقيقا
    " فاستوى على سوقه " أي فاستقام على أعواده
    " يعجب الزراع " أي يعجب هذا الزرع زراعه لقوته وحسن منظره . وهذا مثل ضربه الله سبحانه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم يكونون في الابتداء قليلا ، ثم يزدادون ويكثرون ويقوون ، كالزرع ، فإن فراخه تكون في الابتداء ضعيفة ، ثم تقوى حالا بعد حال حتى يغلظ ساقه [ فكذلك المسلم إذا دخل في الإسلام يكون إيمانه ضعيفا ، فيتقوى بصحبته وملازمته لأهل العلم والإيمان حتى يستوي ويكون مثلهم ]
    " ليغيظ بهم الكفار " أي كثرهم وقواهم ليكونوا غيظا للكافرين
    " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " أن يغفر ذنوبهم ويجزل أجرهم بإدخالهم الجنة التي هي أكبر نعمة وأعظم منة .

    ...

    الا يستحقون هَؤُلَاءِ الكرام الصلاة عليهم عند الصلاة على سيدنا محمد وآله الذين هم منهم ..

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين...

    االموضوع للقراءة فقط ومن اراد النقاش .. يمكنم النقاش فيما بينكم ..

  • #2
    بارك الله بك اخي المبرمج عبد الكريم في ميزان حسناتك ان شاء الله

    تعليق


    • #3
      بما أن الموضوع للقراءة فقط و ليس للنقاش فلنورد النصف الآخر من القصة لتكتمل الصورة
      فكما أن هناك مديح ، هناك ذم و لا تكتمل الصورة إلا بالجمع بين الآيات الشريفة

      و بما أننا في خضم دراسة آيات القرآن و ذكر الصحابة فيهم فلا بأس بذكر التقسيم القرآني لهم ، فإنهم أقسام متعددة وليسوا قسماً واحداً :

      أ . فمنهم المعصومون من كل رجس ، المطهرون من كل دنس ، وهم آل البيت ، قال تعالى في سورة الأحزاب : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

      ب . ومنهم العدول الثقات وهم من آمن واتقى حتى لقي الله سبحانه وتعالى على ذلك لم يغير ولم يبدّل ولم يحدث بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ما يخدش تقواه ، قال جل وعلا في سورة الفتح : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ).

      ج . ومنهم من أسلم لكنه ارتد وعاد للكفر في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ، قال تعالى في سورة البقرة : ( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ..

      بل لقد هدد القرآن الكريم الصحابة بقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ).

      د . ومنهم من أسلم ولكنه انقلب بعد رسول الله كما في قوله تعالى في سورة آل عمران : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) .

      هـ . ومنهم من أسلم ولم يؤمن كما في قوله جل وعلا في سورة الحجرات : ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .

      و. ومنهم من أسلم ولكن في قلبه مرض وقد قال تعالى في سورة النساء : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا ) ..

      وقال سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب : (( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا )) .

      ز . ومنهم المنافقون قال تعالى في سورة الأنفال : ( إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .

      ح . ومنهم الطلقاء وهم من أسلموا حينما أحسوا بأن السيف قد يستأصل نحورهم كمن أسلم بعد فتح مكة ، فمن تمسك منهم بالدين الحنيف حتى لقي الله على ذلك فقد وعده الله الحسنى قال تعالى : ( وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) .

      ط . ومنهم من خلط عملاً صالحاً بآخر سيء ، وأمثلة هذا القسم كثيرون جداً ، قال تعالى في سورة التوبة : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .

      ي . ومنهم السماعون ، وهم مجموعة قلوبهم تميل مع مهب الريح فمرة مع هؤلاء ومرة مع هؤلاء وقد حذر الباري عز وجل منهم حيث قال في سورة التوبة : ( إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ، وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ، لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) .

      ك . ومنهم من هو مشرف على الارتداد ، يقول جل وعلا في سورة آل عمران : ( وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) .

      ل . ومنهم الفرارون في الحروب ، وقد تهددهم القرآن الكريم في قوله تعالى بسورة الأنفال : ( وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) .

      م . والقرآن الكريم يشير إلى أن منهم الفاسق ، قال تعالى في سورة الحجرات : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) ، وقال تعالى في سورة السجدة : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) قالوا أن هاتين الآيتين نزلتا في بعض الصحابة .


      إذاً يتضح من التقسيم القرآني السابق أن قسمين فقط من أقسام الصحابة هو الجدير بالعناية والاحترام والأخذ منه والترضي عنه ، وهو القسم الأول المتمثّل بآل البيت عليهم الصلاة والسلام ، والقسم الثاني الممثل بخلّص الصحابة رضي الله تعالى عنهم الذين لم يغيروا ولم يبدلوا ولم ينقلبوا حتى لقوا ربهم ، فهما قطعاً في الجنة خالدين فيها وهم العدول حقاً .

      أما بقية الأقسام الأحد عشر من الصحابة فهم ما بين مخلّد في النار وما بين مجهول المصير نظراً لإخلاط العمل الصالح بالسيء في فعله ، وليس لهؤلاء جميعاً نصيب من المديح الذي تدعيه ، وشتان بين هؤلاء وأولئك ، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم الذكر : ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )

      تعليق


      • #4
        أنقل لكم هذا التعليق اللطيف من أخينا المؤمن ( قاســـم ) في شبكة هجر

        بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمد لله ولي الحمد ومستحقه، وصلواته على خير خلقه محمدٍ وآله الطاهرين، قال إمامنا السجاد علي بن الحسين عليهما السلام: اَللَّهُمَّ وَأَصْحَابُ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً الَّـذِينَ أَحْسَنُوا الصَّحَابَةَ، وَالَّذِينَ أَبْلَوُا الْبَلاَءَ الْحَسَنَ فِي نَصْرِهِ، وَكَانَفُوهُ وَأَسْرَعُوا إلَى وِفَادَتِهِ وَسَابَقُوا إلَى دَعْوَتِهِ واسْتَجَابُوا لَهُ حَيْثُ أَسْمَعَهُمْ حُجَّةَ رِسَالاَتِهِ، وَفَارَقُوا الاَزْوَاجَ وَالاَوْلادَ فِي إظْهَارِ كَلِمَتِهِ، وَقَاتَلُوا الآباءَ وَ الاَبناءَ فِي تَثْبِيتِ نبُوَّتِهِ، وَانْتَصَرُوا بهِ وَمَنْ كَانُوا مُنْطَوِينَ عَلَى مَحبَّتِهِ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ فِي مَوَدَّتِهِ، وَالّذينَ هَجَرَتْهُمُ الْعَشَائِرُ إذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ، وَانْتَفَتْ مِنْهُمُ الْقَرَاباتُ إذْ سَكَنُوا فِي ظلِّ قَرَابَتِهِ، فَلاَ تَنْسَ لَهُمُ اللّهُمَّ مَا تَرَكُوا لَكَ وَفِيكَ، وَأَرْضِهِمْ مِنْ رِضْوَانِكَ وَبِمَا حَاشُوا الْخَلْقَ عَلَيْكَ، وَكَانُوا مَعَ رَسُولِكَ دُعَاةً لَكَ إلَيْكَ، وَاشْكُرْهُمْ عَلَى هَجْرِهِمْ فِيْكَ دِيَارَ قَوْمِهِمْ، وَخُرُوجِهِمْ مِنْ سَعَةِ الْمَعَاشِ إلَى ضِيْقِهِ، وَمَنْ كَثَّرْتَ فِي إعْزَازِ دِيْنِـكَ مِنْ مَظْلُومِهِمْ...

        تمهيد:
        الخطيب البغدادي (الذي وصفه الذهبي بـ: الإمام الأوحد، العلاّمة المفتي، الحافظ الناقد، محدث الوقت، صاحب التصانيف، وخاتمة الحفاظ... سير أعلام النبلاء ج 18 ص 270) ساق جملة من الآيات والروايات مدعياً دلالتها على عدالة (كل) الصحابة...

        وقد أثنى ابن حجر على كلام الخطيب فقال: اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة، وقد ذكر الخطيب في "الكفاية" فصلا نفيسا في ذلك، فقال... الخ
        الإصابة ج 1 ص 162

        واقتصر الخطيب البغدادي على نقل بعض الآيات المادحة لبعض الصحابة، وفاته أن ينقل ما تيسر له من الآيات الذامة لهم، فهو قد نقل لنا الآية رقم (100) من سورة التوبة، لكن فاته أن ينقل لنا الآيات السابقة واللاحقة لتلك الآية، ولنقرأ بعض الآيات، فالقرآن الكريم هو خير دليل على أن الصحابة كغيرهم فيهم الصالح وفيهم المسيء، قال الله تعالى في سورة التوبة: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (99) وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}...

        وعليه فإن الخطأ الأساسي الذي وقع فيه الخطيب: اقتصاره على بعض الآيات، فأصبحت نظرته للصحابة في ظل القرآن الكريم، نظرة ناقصة، فلا يوجد أحد يشك أن القرآن الكريم قد أثنى على بعض الصحابة، إذا فلاستدلال بهذه الطريقة هو تلاعب، وتطويع لآيات القرآن بما يتناسب مع الرأي، قال الترمذي: حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا سويد بن عمرو الكلبي، أخبرنا أبو عوانة، عن عبدالأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. هذا حديث حسن.
        سنن الترمذي ج 4 ص 268

        وقد تعامل مع الروايات بنفس الطريقة، فذكر المادحة وأعرض عن الذامة!!! وسأنقل في هذا الموضوع، كلام الخطيب البغدادي كاملا، مع التعليق عليه باختصار شديد...

        نقد كلام الخطيب البغدادي:
        قال في كتاب "الكفاية في علم الرواية" ص 63:
        باب ما جاء في تعديل الله ورسوله للصَّحابة وأنَّه لا يحتاج إلى سؤال عنهم، وإنَّما يجب فيمن دونهم:
        قال: كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يلزم العمل به، إلا بعد ثبوت عدالة رجاله، ويجب النَّظر في أحوالهم، سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، لأن عدالة الصَّحابة ثابتة معلومة، بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن.
        فمن ذلك قوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.


        التعليق:
        لا دلالة في هذه الآية على عدالة الصحابة، لأنها تتحدث عن الأمة الإسلامية بمجموعها لا بأفرادها، على أن القول بأنها خاصة بالصحابة تحكم لا دليل عليه، قال ابن كثير: قال الإمام أحمد: حدثنا أحمد بن عبدالملك، حدثنا شريك، عن سماك، عن عبدالله بن عميرة، عن درة بنت أبي لهب قالت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال: يا رسول الله أي الناس خير ؟
        قال: خير الناس أقرأهم وأتقاهم لله وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم.
        ورواه أحمد في مسنده والنسائي في سننه والحاكم في مستدركه من حديث سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.
        والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة، كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم كما قال في الآية الأخرى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} أي خيارا {لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} الآية.
        وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي وسنن ابن ماجه ومستدرك الحاكم من رواية حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل.
        وهو حديث مشهور وقد حسنه الترمذي، ويروى من حديث معاذ بن جبل وأبي سعيد نحوه.
        وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلوات الله وسلامه عليه فإنه أشرف خلق الله وأكرم الرسل على الله وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يعطه نبي قبله ولا رسول من الرسل، فالعمل على منهاجه وسبيله يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه.

        تفسير ابن كثير ج 1 ص 399

        إذاً فالمقصود الأمة الإسلامية كلها، بمجموعها لا بأفرادها، وليس الصحابة فقط كما يريد الخطيب البغدادي!!! وإن كانت الآية دالة على العدالة، فهذا يعني أن كل أفراد الأمة عدول، وهذا ما لا يقول به أحد!!!

        قال الخطيب البغدادي:
        وقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} وهذا اللفظ وإن كان عاماً، فالمراد به: الخاص.
        وقيل: وهو وارد في الصَّحابة دون غيرهم.


        التعليق:
        هذه الآية كسابقتها، قال ابن كثير: وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} يقول تعالى: إنما حولناكم إلى قبلة إبراهيم عليه السلام واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأمم، لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم، لأن الجميع معترفون لكم بالفضل، والوسط ههنا: الخيار والأجود كما يقال قريش أوسط العرب نسبا ودارا أي خيرها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطا في قومه، أي أشرفهم نسبا ومنه الصلاة الوسطى التي هي أفضل الصلوات وهي العصر كما ثبت في الصحاح وغيرها، ولما جعل الله هذه الأمة وسطا خصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب كما قال تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟
        فيقول: نعم.
        فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟
        فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد.
        فيقال لنوح: من يشهد لك؟
        فيقول: محمد وأمته.
        قال: فذلك قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قال والوسط العدل فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم. رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه من طرق عن الأعمش.

        تفسير ابن كثير ج 1 ص 196

        قال الخطيب:
        وقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.

        التعليق:
        هذه الآية صريحة في دلالتها على رضى الله تعالى عن المؤمنين الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله حال بيعتهم، ولا تدل على أكثر من ذلك، على أن الآية نازلة في بعض الصحابة ولم تنزل فيهم كلهم، قال ابن كثير: وكان الصحابة رضي الله عنهم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ قيل ألفا وثلثمائة وقيل وأربعمائة وقيل وخمسمائة والأوسط أصح.
        تفسير ابن كثير ج 4 ص 199

        والخطيب البغدادي يريد أن يثبت عدالة أكثر من (100.000) صحابي، بآية نازلة في (1.400) صحابي فقط!!! مع تحفظنا على العدد الذين نزلت فيهم الآية بالفعل، لمكان قول الله تعالى: {عَنْ المؤمِنِيْنَ} فالآية مجملة إذ لا نعلم من هم المؤمنون بأعيانهم، وهذا من قبيل ما ورد من النهي عن القول فلان شهيد، قال مسلم: حدثني زهير بن حرب، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني سماك الحنفي أبو زميل قال: حدثنى عبدالله بن عباس قال: حدثنى عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد، فلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا، إني رأيته في النار، في بردة غلها أو عباءة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، قال: فخرجت فناديت ألا انه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون.
        صحيح مسلم ج 1 ص 75

        قال الخطيب:
        وقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}.

        التعليق:
        هذه الآية من الآيات المادحة لبعض الصحابة بدون أي إشكال، وهي التي ذكرتها في التمهيد، فراجع...

        قال الخطيب:
        وقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونْ أُولئِكَ المُقَرَّبُونْ في جَنَّاتِ النَّعيمْ}.

        التعليق:
        هذه كالآية الأولى والآية الثانية، بل لا دليل على اختصاصها بهذه الأمة، فضلا عن اختصاصها بالصحابة، قال ابن كثير: وقال محمد بن كعب وأبو حرزة ويعقوب بن مجاهد: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونْ} الأنبياء عليهم السلام.
        وقال السدي: هم أهل عليين.
        وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونْ} قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى، وعلي بن أبي طالب سبق إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه ابن أبي حاتم: عن محمد بن هارون الفلاس عن عبدالله بن إسماعيل المدائني، البزار: عن سفيان بن الضحاك المدائني، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح به.
        وقال ابن أبي حاتم وذكر عن محمد بن أبي حماد حدثنا مهران عن خارجة عن قرة عن ابن سيرين: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونْ} الذي صلوا إلى القبلتين، ورواه ابن جرير من حديث خارجة به.
        وقال الحسن وقتادة: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونْ} أي من كل أمة.
        وقال الأوزاعي عن عثمان بن أبي سودة أنه قرأ هذه الآية: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونْ أُولئِكَ المُقَرَّبُونْ} ثم قال: أولهم رواحا إلى المسجد وأولهم خروجا في سبيل الله.
        وهذه الأقوال كلها صحيحة فإن المراد بالسابقين هم المبادرون إلى فعل الخيرات كما أمروا كما قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ} فمن سابق في هذه الدنيا وسبق إلى فعل الخير كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة، فإن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، ولهذا قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونْ أُولئِكَ المُقَرَّبُونْ}.

        تفسير ابن كثير ج 4 ص 304

        قال الخطيب:
        وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

        التعليق:
        اختلف المفسرون في معنى الآية، فقال ابن الجوزي: فيه قولان:
        أحدهما: حسبك الله وحسب من اتبعك، هذا قول أبي صالح عن ابن عباس وبه قال ابن زيد ومقاتل والأكثرون.
        والثاني: حسبك الله ومتبعوك، قاله مجاهد وعن الشعبي كالقولين وأجاز الفراء والزجاج الوجهين.
        وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون ثم أسلم عمر فصاروا أربعين فنزلت هذه الآية. قال أبو سليمان الدمشقي: هذا لا يحفظ والسورة مدنية بإجماع، والقول الأول أصح.

        زاد المسير ج 3 ص 256

        واقتصر ابن كثير على القول الأول دون أن يذكر الثاني أصلا، فقال: يحرّض تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على القتال، ومناجزة الأعداء، ومبارزة الأقران، ويخبرهم أنه حسبهم، أي كافيهم وناصرهم ومؤيدهم على عدوهم وإن كثرت أعدادهم وترادفت أمدادهم، ولو قل عدد المؤمنين.
        قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا عبيدالله بن موسى أنبأنا سفيان عن ابن شوذب عن الشعبي في قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قال: حسبك الله وحسب من شهد معك.

        تفسير ابن كثير ج 2 ص 337

        إذا فبناءاً على تفسير أكثر علماء أهل السنة وهو الأصح كما ذكر ابن الجوزي، لا تكون الآية صالحة للاستدلال بها على عدالة كل الصحابة...

        قال الخطيب:
        وقوله تعالى: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. في آيات يكثر إيرادها، ويطول تعدادها.

        التعليق:
        هذه الآية المباركة من الآيات المادحة لبعض الصحابة، وفي القرآن الكريم آيات أخرى أيضا تذكر حال البعض الآخر من الصحابة، ونحن نؤمن بالكتاب كله...

        والقول الفصل في كل ما يوردونه من آيات قرآنية، أن يقال: يجب أن تقرأ الآيات النازلة في الصحابة كلها، حتى نأخذ حكم القرآن الكريم فيهم، أما قراءة آية وترك الأخرى فهذا من قبيل الإيمان ببعض الكتاب!!!

        قال الخطيب:
        ووصف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الصَّحابة مثل ذلك وأطنب في تعظيمهم، وأحسن الثناء عليهم.

        التعليق:
        الصحيح أن تضاف كلمة "بعض" قبل كلمة الصحابة، وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله في الصحابة كآيات القرآن الكريم فيهم تماما، فكما توجد أحاديث مادحة كذلك توجد أحاديث ذامة لهم، ومن ذلك:

        1 - ما رواه البخاري قال: حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، حدثنا المغيرة بن النعمان قال: حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنكم تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وان أناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي! فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ} إلى قوله: {الْحَكِيمُ}.
        صحيح البخاري ج 4 ص 110

        2 - وما رواه مسلم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس قال: قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي، أرأيا رأيتموه، أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
        فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.

        صحيح مسلم ج 8 ص 122

        3 - قال الذهبي: وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أسرّ إلى حذيفة أسماء المنافقين، وضبط عنه الفتن الكائنة في الأمة. وقد ناشده عمر: أأنا من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحدا بعدك.
        سير أعلام النبلاء ج 2 ص 364

        إذا فعمر بن الخطاب يرى إمكان أن يكون منافقا، وإلا لما سأل حذيفة!!!

        وفي مسند أحمد ما يدل على أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها أيضا: حدثنا عبدالله، حدثني أبي، ثنا محمد بن عبيد قال: ثنا الأعمش، عن شقيق قال: دخل عبدالرحمن بن عوف على أم سلمة فقال: يا أم المؤمنين إني أخشى أن أكون قد هلكت! إني من أكثر قريش مالا، بعت أرضاً لي بأربعين ألف دينار! فقالت: أنفق يا بني، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه.
        فأتيت عمر فأخبرته، فأتاها، فقال: بالله أنا منهم؟ قالت: اللهم لا، ولن أبرئ أحداً بعدك.

        مسند أحمد ج 6 ص 317

        قال الخطيب:
        فمن الأخبار المستفيضة عنه في هذا المعنى ما أخبرنا: أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن منصور والأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود، أن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: (خير أمتي قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم ثمَّ يجيء قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، ويشهدون قبل أن يستشهدوا).

        التعليق:
        لا دلالة في هذا الحديث على عدالة الصحابة على الإطلاق، إذ لا يرتاب أحد من الخلق أن القرن الذي عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وآله كان فيه مؤمنون، وكان فيه أيضا: كفار ويهود ونصارى ومنافقون وفساق!!!

        ثم لو فرضنا أن الحديث يدل على عدالة كل الصحابة، فإنه يتعين علينا أن نعتقد بعدالة كل التابعين، وتابعيهم أيضا، بمقتضى الحديث، ولا مجال للتفكيك بين الصحابة وغيرهم، وهذا ما لا يقول به أحد!!!

        وأما قول ابن حجر: والمراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحابة.
        فتح الباري ج 7 ص 4

        فهو بلا دليل، فإن القرن هو فترة زمنية، وتخصيصه بالصحابة فقط يحتاج إلى دليل...

        قال الخطيب:
        وأخبرنا: أبو بكر، أحمد بن عليّ بن محمَّد اليزدي الحافظ بنيسابور، أنَّا أبو عمرو، محمَّد بن أحمد بن حمدان، ثَنا عبد الله بن محمَّد بن شيرويه، ثَنا محمَّد بن بشار، ثَنا محمَّد بن جعفر، ثَنا شعبة، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هُريرة، عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: (خيركم قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم) قال أبو هريرة: فلا أدري ذكره مرتين أو ثلاثاً، ثمَّ يخلف من بعدهم قوم يحبِّون السَّمانة، ويشهدون ولا يستشهدون.

        التعليق:
        هذا كسابقه...

        قال الخطيب:
        أخبرنا: الحسن ابن أبي بكر، ثَنا محمَّد بن عبد الله بن إبراهيم، إملاءً، قال: ثَنا محمَّد بن يونس قال: ثَنا أَبو الرَّبيع سليمان بن داود، ثَنا منصور ابن أبي الأسود، عن الأَعمش، عن عليّ بن مدرك، عن هلال بن يساف، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (خير النَّاس قرني، ثمَّ الذين يَلونهم، ثمَّ الذين ثمَّ يخلف قوم تسبق إيمانهم شهادتهم، ثمَّ يظهر فيهم السِّمن).

        التعليق:
        هذا كسابقه...

        قال الخطيب:
        أخبرنا: القاضي أبو بكر، أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العبَّاس، محمَّد بن يعقوب الأصمّ، ثنا أحمد بن عبد الجبَّار العطاردّي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تسبُّوا أصحّابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً، ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصِيفَه).

        التعليق:
        بناءاً هذا الحديث، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله يخاطب جماعة من الناس، ويناههم عن سب أصحابه، والمخاطبون هم ايضا من الصحابة، وعليه فهذا الحديث ينهى عن سب بعض الصحابة الذين امتازوا عن غيرهم، قال ابن حجر:
        وكذا في رواية عاصم عن أبي صالح ذكر سبب لهذا الحديث وهو ما وقع في أوله قال كان بين خالد بن الوليد وعبدالرحمن بن عوف شئ فسبه خالد فذكر الحديث وسيأتي بيان من أخرجه قوله فلو ان أحدكم فيه اشعار بان المراد بقوله اولا أصحابي أصحاب مخصوصون والا فالخطاب كان للصحابة وقد قال لو ان أحدكم انفق وهذا كقوله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل الآية ومع ذلك فنهى بعض من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وخاطبه بذلك عن سب من سبقه يقتضي زجر من لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخاطبه عن سب من سبقه من باب الأولى وغفل من قال ان الخطاب بذلك لغير الصحابة وإنما المراد من سيوجد من المسلمين المفروضين في العقل تنزيلا لمن سيوجد منزلة الموجود للقطع بوقوعه ووجه التعقب عليه وقوع التصريح في نفس الخبر بأن المخاطب بذلك خالد بن الوليد وهو من الصحابة الموجودين إذ ذاك بالاتفاق.
        فتح الباري ج 7 ص 27

        فبعد التسليم بأنه يدل على عدالة الصحابة بحد ذاته، فإنه لا دلالة فيه على إنطباقه على كل الصحابة، ولا شك أن الصحابة تتفاوت درجاتهم، قال ابن حجر: وقال أبو ربيعة الأيادي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم: علي، والمقداد، وأبو ذر، وسلمان. أخرجه الترمذي وابن ماجة وسنده حسن.
        الإصابة ج 6 ص 161

        وهذا الحديث رواه الشيخ الصدوق في الخصال والشيخ المفيد في الأمالي والشيخ الكشي في الرجال، ولفظ الأخير: جبريل بن أحمد، قال حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب ثم سكت، ثم قال: إن الله أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال علي بن أبي طالب عليه السلام، والمقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي.
        اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 46

        قال الخطيب:
        أخبرنا: القاضي أبو بكر، الحيري أيضاً، ثنا محمَّد بن يعقوب الأصمّ، ثنا بكر بن سهل الدمياطِّي، ثنا عمرو بن هاشم البيروتيِّ، ثنا سليمان ابن أبي كريمة، عن جويبر، عن الضحَّاك، عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (مهما أُوتيتم من كتاب الله فالعمل به، لا عذر لأحدكم في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسنَّة منيّ ماضية، فإن لم تكن سنة منيّ ماضية، فما قال أصحابي، إنَّ أصحابي بمنزلة النُّجوم في السماء فأيُّها أخذتم به اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة).

        التعليق:
        هذا الحديث لا يصح، فجويبر ضعيف جدا، قال الذهبي: جويبر بن سعيد أبو القاسم الأزدي البلخى المفسر، صاحب الضحاك.
        قال ابن معين: ليس بشيء.
        وقال الجوزجاني: لا يشتغل به.
        وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: متروك الحديث...
        قال أبو قدامة السرخسى: قال يحيى القطان: تساهلوا في أخذ التفسير عن القوم لا يوثقونهم في الحديث، ثم ذكر ليث بن أبى سليم، وجويبر، والضحاك، ومحمد بن السائب، وقال: هؤلاء لا يحمد حديثهم، ويكتب التفسير عنهم.

        ميزان الاعتدال ج 1 ص 427

        وقال ابن حجر: ضعيف جدا.
        تقريب التهذيب ج 1 ص 168

        وعن هذا الحديث قال ابن حزم: وقد غلط قوم فقالوا: الاختلاف رحمة، واحتجوا بما روي عن النبي (ص) : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. قال أبو محمد: وهذا من أفسد قول يكون، لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطا. هذا ما لا يقوله مسلم، لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف، وليس إلا رحمة أو سخط، وأما الحديث المذكور: فباطل، مكذوب، من توليد أهل الفسق، لوجوه ضرورية:
        أحدها: أنه لم يصح من طريق النقل.
        والثاني: أنه ( ص ) لم يجز أن يأمر بما نهى عنه وهو عليه السلام قد أخبر أن أبا بكر قد أخطأ في تفسير فسره، وكذّب عمر في تأويل تأوله في الهجرة، وكذّب أسيد بن حضير في تأويل تأوله فيمن رجع عليه سيفه وهو يقاتل، وخطّأ أبا السنابل في فتيا أفتى بها في العدة، وقد ذكرنا هذا المعنى في باب إبطال التقليد من كتابنا هذا، مستوعبا فأغنى عن إيراده ههنا، وفيما ذكرنا كفاية. فمن المحال الممتنع الذي لا يجوز البتة، أن يكون عليه السلام يأمر باتباع ما قد أخبر أنه خطأ، فيكون حينئذ أمر بالخطأ، تعالى الله عن ذلك، وحاشا له (ص) من هذه الصفة، وهو عليه السلام قد أخبر أنهم يخطئون، فلا يجوز أن يأمرنا باتباع من يخطئ إلا أن يكون عليه السلام أراد نقلهم لما رووا عنه فهذا صحيح، لأنهم رضي الله عنهم كلهم ثقات، فعن أيهم نقل فقد اهتدى الناقل.

        الإحكام في أصول الأحكام ج 5 ص 642

        قال الخطيب:
        أخبرنا: أبو بكر: أحمد بن محمَّد بن غالب الخوارزميّ، أنَّا عليّ بن محمَّد بن أحمد الورَّاق، ثنا حمزة بن محمَّد بن عيسى الكاتب، ثنا نعيم بن حمَّاد، ثنا عبد الرَّحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطَّاب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (سألت ربي فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي، فأوحى الله إليَّ: يا محمَّد إن أصحابك عندي بمنزلة النُّجوم في السماء، بعضها أضوأُ من بعضٍ، فمن أخذ بشيءٍ مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدىً).

        التعليق:
        هذا أسوء من سابقه، فعبد الرحيم بن زيد متهم بالكذب، قال الذهبي: عبدالرحيم بن زيد بن الحوارى العمى. عن أبيه، وغيره.
        قال البخاري: تركوه.
        وقال يحيى: كذاب، وقال مرة: ليس بشيء.
        وقال الجوزجانى: غير ثقة.
        وقال أبو حاتم: ترك حديثه.
        وقال أبو زرعة: واه.
        وقال أبو داود: ضعيف.

        ميزان الاعتدال ج 2 ص 605

        وقال ابن حجر: وقال أبو زرعة: واهٍ ضعيف الحديث.
        وقال أبو حاتم: يترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه يحدث عنه بالطامات...
        قال النسائي: متروك الحديث، وقال مرة: ليس بثقة ولا مأمون ولا يكتب حديثه...
        وقال العقيلي: قال ابن معين: كذاب خبيث...
        وقال الساجي: عنده مناكير.

        تهذيب التهذيب ج 6 ص 273

        وقال ابن عدي عن هذا الحديث: وهذا منكر المتن يعرف بعبدالرحيم بن زيد عن أبيه.
        الكامل ج 3 ص 200

        وايضا قال عنه الذهبي: نعيم بن حماد، حدثنا عبدالرحيم بن زيد العمى، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن عمر مرفوعا: سألت ربى فيما اختلف فيه أصحابي من بعدى، فأوحى الله إلى: يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم بعضهم أضوأ من بعض، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى.
        قال الذهبي: فهذا باطل، وعبدالرحيم تركوه، ونعيم صاحب مناكير.

        ميزان الاعتدال ج 2 ص 102

        قال الخطيب:
        أخبرنا: الحسن بن أحمد بن إبراهيم: ثنا أبو بكر، الشَّافعيّ، ثنا محمَّد بن هشام ابن أبي الدميك، ثنا إبراهيم بن زياد سبلان قال: قال الشَّافعيّ: وحدَّثنا أبو عبد الله: محمَّد بن خلف المروزي، ثنا الفضل بن الوليد العنزي قالا: ثنا إبراهيم بن سعد الزُّهري، عن بشر الحنفي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ الله اختارني، واختار أصحابي، فجعلهم أصهَاري، وجعلهم أنصاري، وإنَّه سيجيء في آخر الزَّمان قوم ينتقصونهم، ألا فلا تناكحوهم، ألا فلا تنكحوا إليهم، ألا فلا تصلُّوا معهم، ألا فلا تصلُّوا عليهم، عليهم حَلَّت اللَّعنة).

        التعليق:
        بشر منكر الحديث جدا، وهذا الحديث موضوع، قال الذهبي: بشر بن عبيدالله القصير، أو ابن عبدالله البصري. عن أنس بن مالك وأبى سفيان طلحة.
        قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
        روى عبدالعزيز بن عبيد الله القرشى، عنه، عن أبي سفيان طلحة، عن جابر مرفوعا: من أدخل على أهل بيت سرورا خلق الله من ذلك السرور خلقا يستغفرون له إلى يوم القيامة. وروى هشام الدستوائى، عن أنس رفعه: إن الله اتخذ لي أصحابا وأصهارا وأنه سيكون في آخر الزمان قوم يبغضونهم فلا تواكلوهم ولا تصلوا عليهم، ولا تصلوا معهم.
        قال الذهبي: هذان منكران جدا.

        ميزان الاعتدال ج 1 ص 319

        وقال عن هذا الحديث: وقد قامت القيامة على عبدالله بن صالح بهذا الخبر الذي قال: حدثنا نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر مرفوعا: إن الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين، واختار من أصحابه أربعة: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليا، فجعلهم خير أصحابي، وفي أصحابي كلهم خير.
        قال سعيد بن عمرو، عن أبى زرعة، بلى أبو صالح بخالد بن نجيح في حديث زهرة بن معبد عن سعيد، وليس له أصل.
        قلت: قد رواه أبو العباس محمد بن أحمد الاثرم - صدوق، حدثنا علي بن داود القنطرى - ثقة، حدثنا سعيد بن أبى مريم، وعبدالله بن صالح، عن نافع، فذكره.
        الحاكم، حدثنا طاهر بن أحمد، حدثنا محمد بن الحسين الحافظ، حدثنا أبو بكر ابن رجاء، سمعت علان بن عبدالرحمن يقول: قدم علينا محمد بن يحيى، ومعه مائتا دينار، فرأيته يوما جاء إلى أبى صالح، ومعه أحمد بن صالح، فقال محمد بن يحيى: يا أبا صالح، والله ثم والله، ما كانت رحلتي إلا إليك، أخرج إلى حديث زهرة ابن معبد، عن ابن المسيب، عن جابر، فقال أبو صالح: والله لو كان في يدى ما فتحتها لك.
        وقال أحمد بن محمد التسترى: سألت أبا زرعة عن حديث زهرة في الفضائل، فقال: باطل، وضعه خالد المصري، ودلسه في كتاب أبى صالح.
        فقلت: فمن رواه عن سعيد بن أبى مريم ؟ قال: هذا كذاب، قد كان محمد بن الحارث العسكري حدثنى به عن أبى صالح وسعيد.
        قلت: قد رواه ثقة عن الشيخين، فلعله مما أدخل على نافع، مع أن نافع بن يزيد صدوق يقظ، فالله أعلم. قال النسائي: حدث أبو صالح بحديث: إن الله اختار أصحابي وهو موضوع.

        ميزان الاعتدال ج 2 ص 442

        وقال ابن حبان: وقد روى بشر هذا عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل اتخذ لى أصحابا وأصهارا، وأنه سيكون في آخر الزمان قوم يبغضونهم فلا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصلوا عليهم ولا تصلوا معهم " رواه عنه هشام الدستوائى، وهذا خبر باطل لا أصل له.
        كتاب المجروحين ج 1 ص 187

        قال الخطيب:
        والأخبار في هذا المعنى تتسع، وكلها مطابقة لما وردّ في نص القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصَّحابة، والقطع على تعديلهم ونزاهتهم.

        التعليق:
        وقد تبين عدم وجود آية أو رواية واحدة تدل على عدالة كل الصحابة، بل أكثر من ذلك تبين وجود آيات وروايات تذم بعضهم...

        قال الخطيب:
        فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى لهم المطَّلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق له، فهو على هذه الصِّفة إلا أن يثبت على أحد ارتكاب ما لا يحتمل، إلا قصد المعصية، والخروج من باب التأوِّيل، فيحكم بسقوط العدالة، وقد برَّأهم الله من ذلك ورفع أقدارهم عنه...

        التعليق:
        إن كان الخطيب البغدادي يقصد أن الله سبحانه وتعالى عدّلهم كلهم، فلا شك أنه قد كذب على الله عز وجل... وأما إن كان يقصد بعضهم كان كذلك، فهو صحيح، ولا يختلف اثنان في صحة هذا المعنى...

        قال الخطيب:
        على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين: القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤن من بعدهم أبد الآبدين، هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتد بقوله من الفقهاء.

        التعليق:
        الذين أشار إليهم الخطيب البغدادي، هم الذين كان إمامنا السجاد عليه السلام يدعوا لهم بالدعاء الذي ذكرته في مقدمة البحث، ونحن نقتدي به عليه السلام، ونقول: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} وجزاهم الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء...

        وبعد، فقد قرأنا ما كتبه أهل السنة من آيات وروايات زعموها دالة على عقيدتهم، ولم نجد لديهم دليلا واحداً، بل وجدنا أدلة تدل على خلاف مذهبهم...

        وكاتب هذه السطور متفائل جداً بالمستقبل القريب لهذه النظرية، التي اضطر مؤسسوها للاستعانة بالرواة الكذابين والضعفاء لتشييد بنيانها!!! ولله الحمد فقد انتشرت الكتب الكثيرة جداً التي أثبتت فسادها، بأتم برهان، وأوضح حجة، فأظن أن الشباب المتحرر من أهل السنة سوف يعلن رفضه لهذه النظرية...

        {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الألْبَابِ (8) رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}

        تعليق


        • #5
          اين انت يا مبرمج. لقد و اااه أفحمك الحزب فلم لا ترد. و ما قولك ان الموضوع للقرآه الا لعلمك ببطلان ما تذهب اليه عسى الله ان يهديك الى طريق الحق.

          تعليق


          • #6
            المبرمج الظاهر صابه فيروس وشل تفكيره

            تعليق


            • #7
              الحزب صراحة أجوبة خطيره جدا جدا جدا

              يعطيك العافية أخي الحزب وأنار الله دربك مولانا



              أما المبرج اعتقد الجواب واضح بعد انسحب من الموضوع



              اللهم صلي على محمد وآل محمد

              تعليق


              • #8
                سؤالي الى المبرمج:

                ما يقول في هؤلاء الذين:

                1- أخبر عنهم الرسول بانهم يدخلون النار.
                2- أحدثوا بعد النبي.
                3- البطانه التي تأمر النبي بالشر
                4-الذين اتبعوا سنن من كان قبلهم من اليهود و النصارى
                5-في من طعنوا في قول رسول الله (ص) و نسبا اليه الهجر
                6-في من خالفوا النبي (ص)
                7-في من انكروا على الرسول (ص) صلح الحديبيه
                8-أنكروا على الرسول صلاته على ابن أبي
                9-انكروا على الرسول امره ابا هريره بالتبشير بالجنه
                -10الذين زعموا ان الرسول يحب الغناء
                11-الذين نسبوا الى الرسول قلة الادب و قالوا انه والعياذ بالله يبول واقفا

                هل هؤلاء الشريحه من الصحابه مشمولين بالايات الذي ذكرتها يا مبرمج؟ ام ان لك رايا آخر

                تعليق


                • #9
                  اللهم صلي على محمد وال محمد
                  شكراً جزيلاً أخي على الموضوع
                  العلم نور والجهل ظلام

                  تعليق


                  • #10
                    وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
                    أيها المبرمج والله لقد برمجك الحزب حتى ليس بمقدورك الرد
                    والأيه واضحه
                    والذين إتبعوهم بإحسان
                    ما دليلك أن أبا بكر وعمر وغيرهم من المرتزقه كانوا محسنين
                    بل عندنا أدله من كتبكم أنهم لا يعرفون الاسلام

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x

                    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                    صورة التسجيل تحديث الصورة

                    اقرأ في منتديات يا حسين

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                    ردود 2
                    12 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                    بواسطة ibrahim aly awaly
                     
                    يعمل...
                    X