المرأة تستحق الضرب !
رحابالهندي/ جريدة الصباح
مايثير الالم في النفس ان المرأة ذاتها احيانا لاتحترمذاتها ولاتثق بكينونتها الانسانية وتعتبر انها دوما يجب ان تكون في السلم الادنى فيعلاقتها العملية بالرجل على الصعيدين الشخصي والعام. وهذا ما اثبتته الساحةالسياسية الثقافية والاجتماعية الرجل دوما
يتصدر المواقع من خلال انتخابات نسائية على صعيد البرلمان والمرأةغالبا لاتنتخب المرأة ! أسباب متعددة ادت الى مثل هذا التراجع وفقدان الثقة بينالمرأة والمرأة لسنا بصدد مناقشتها لكن مايثير الذهول ويجعلنا نهذى بغير عقلانية ،تلك الاحصائيات المتعدده التي تؤكد ان المرأة تؤيد وبنسبة غالبية احقية ضربها منقبل الرجل!( تعددت الاسباب والضرب واحد) والغريب ان كل الاصوات التي ترفع شعارلاللعنف لايمكن ان تجد صدى حقيقيا في مجتمعاتنا اذا كانت المرأة ذاتها تقر وتعترفوتقبل ان يضربها زوجها او شقيقها بل يعتبرن ان الضرب استحقاقا للرفض اوالمعاندة.
وان كان الاستبيان الذي قرأناه عن المجتمع المصري وهو بالتأكيدلايختلف كثيراً عن المجتمعات العربية الا بنسب قليلة ومتفاوتة. الا انه يعكس حقيقةوضع المرأة (العربية ومنها العراقية) المذهل امام نفسها اولا واخيراً وامام مفهومهاللعقاب والضرب الذي تطالب به. يسأل الاستبيان سؤالا محددا عن هل يحق للرجل ضربزوجته تأديبيا وكانت النتيجة ان نسبة 86 في المئة يؤيدن احقية الرجل في ضربالزوجه!!
لاحظوا النسبة الكبيرة ليكون السؤال الاخر متى يحق للرجل ضرب زوجتهوكانت الاجابات تثير الدهشة وتؤكد ان الوعي الثقافي والاجتماعي وحتى الديني مفقودفي عقلية المرأة التي أثبتت الاحصائيات ان 70 في المئة يعتبرن ان من حق الرجل ضربزوجته لو رفضت الجماع وو65 من المئة توافق على هذا الضرب اذا تحدثت المرأة مع رجلآخر. وتتعدد بعد ذلك النسب المختلفة لاسباب مختلفة تتمحور حول الاهمال والكسل اوالرد على زوجها بالكلام!
ومهما تكن الاسباب والنتائج نبقى متسائلين الى اي مدىوصلت المرأة في مجتمعاتنا من التخلف الحضاري بحيث تقبل ان يضربها زوجها! لتلكالاسباب المذكورة، اضافة الى غياب وعي كامل لطبيعة العلاقة المفترضة بين الزوجين. كيف ممكن لامراة تتقبل زوجها بعد ان يشبعها ضربا ليأخذ حقه الزوجي منها. ولماذاتتمتع في البدء اذا كان الضرب سيؤدي بها الى الانصياع؟
ومامعنى ان تستسلم لهخوفا من الضرب فالمسألة اذن تكون نوعا من الاغتصاب! لتتوالى بعد ذلك في حياتهمامشاكل متداخلة، متشابكة يصعب حلها! ويبقى السؤال معلقا، هل تخاف المرأة من نفسهامن الرجل من المجتمع وهل تعاني من عقد النقص والاضطهاد في حياتها قبل الزواج وبعده. الاجابة عن مثل هذه الاسئلة نجدها مختبئة وراء اقنعة وجوه كثير من النساء اللاتي قديظهرن لنا بشكل متحضر ولكن ما ان تفتح قلبها اوتعيش موقفا ما حتى تنكشف ماتخبئه تحتالجوانح. فهي دوما مظلومة، وهناك من يسلبها حقها ويجاوبها بل احيانا يغتصب حقوقها! وتنسى وتتناسى انها دوماً هي من يعلق مشنقة العذاب وفقدان الحقوق لنفسها!
وتوافق ان تمنح جسدها للضرب وروحها للفراغ والاضطهاد والقسوة!
تحياتي
تعليق