إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حقيقة مايجري في مملكة البحرين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقيقة مايجري في مملكة البحرين

    التجنيس السياسي في البحرين: الأبعاد والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان

    عبدالجليل السنكيس / جمعية الوفاق الوطني الإسلامية
    نادي العروبة -البحرين
    8 يوليو 2004م


    تنويه:إن هذه الورقة ستتعرض لذكر جنسيات لدول لها تقديرها واحترامها. إن ذكر هذه الجنسيات ليس بغرض النيل منها واستفزازاً لأحد وإنما تثبيتاً لحقائق على الأرض تعبر عن قلق بسبب دور عملية التجنيس في انتهاك لحقوق ابن هذه الأرض التي عبرت عنها الأديان وحمتها الاتفاقيات الدولية. لذا، فإن خطابنا موجه للدولة التي سعت في عملية التجنيس لأهداف سياسية وتسببت في هذه الانتهاكات التي حاضرها واضح ومستقبلها غامض ولكن اشاراته بدأت تصل وستصبح مزلزلة عندما يتسرطن التجنيس في المجتمع البحريني لتتناول انعكاساته كل مرافق الحياة فيه. حينها سيكون استئصاله صعباً، وعلى ما يبدو، هذا ما خططت له السلطة بهذه المسلكية، ولا يمكن قبول تبرير غير ذلك.

    مقدمة: يسمح القانون في البحرين بمنح الجنسية ضمن شروط محددة، منها شرط الإقامة لمدة 15 عام للعربي و25 عام لغير العربي[1]. إلا انه وفي الواقع العملي فقد اتبعت السلطة سياسة تقوم على التمييز. حيث منحت الجنسية خلال السنوات العشر الأخيرة وبشكل استثنائي وسري للآلاف من الأفراد والأسر الذين يتمتعون بجنسيات دول أخرى ولا تنطبق عليهم شروط الإقامة، في حين تم حرمان الآلاف من المستحقين للجنسية رغم أن معظمهم لم يكونوا يتمتعون بأية جنسية ولم يعرفوا بلدا غير البحرين، مما تسبب لهم في مصاعب كبيرة في التملك والحصول على العمل والتنقل[2].

    وفي حين أدت حركة الاحتجاج والاعتصامات والضغوط الدولية والتغير في توجهات السلطة مع تولي الشيخ حمد بن عيسى-الأمير سابقاً ملك البلاد حالياً- للسلطة، إلى منح الجنسية لبعض[3] من مستحقيها خلال العامين المنصرمين - وهو ما أيدته منظمات حقوق الإنسان ولاقى ارتياحاً شعبياً كبيراً[4] - إلا إن قضية منح الجنسية بشكل استثنائي وسري لعشرات الآلاف ممن لا تنطبق عليهم الشروط لا زالت موضع قلق ونزاع. حيث تتكتم السلطة على المعلومات، فيما يتزايد الاستياء لشعبي والمطالبة بكشف الحقيقة ومعالجتها، وخصوصا لآثارها المعنوية التي تتمثل في الامتيازات التي يحصل عليها هؤلاء المجنسون على حساب المواطنين، وآثارها الاقتصادية المتمثلة في تفاقم البطالة والفقر ومشكلة السكن وتأثير ذلك على حقوق المرأة والطفل والفئات الضعيفة، والآثار الاجتماعية المتمثلة في ضرب النسيج الاجتماعي وإثارة التنازع وكراهية الأجانب.

    أبعاد حقوق الإنسان وانتهاكاتها
    1) التأثير المباشر على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية
    في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد البحريني والوضع الاجتماعي للمواطن البحريني من تردي على مستوى توفير العمل وتدني الأجور وشحة فرص الخدمات السكانية، تشير الوقائع إلى سعي النظام وبشكل سري لتجنيس الآلاف من جنسيات مختلفة وتمنحهم فرص التوظيف في وزارات الدولة بل تقدمهم في الاستفادة من الخدمات السكانية.
    تشير الإحصائيات الرسمية للبطالة في البحرين، إلى ما لا يقل عن 15% من مجموع المواطنين، منها 8% من ذوي المؤهلات العالية[5]. إضافة لذلك الدراسات الخاصة بحجم البطالة المستقبلية[6] يشير إلى أنه ضمن 100 ألف سيدخلون السوق في العقد القادم، 60 ألف منهم سيكونون عاطلين. أما عن الوضع الاقتصادي لشعب البحرين، فإن الدراسات الميدانية تدلل على وجود أكثر من 53% من العمالة البحرينية رواتبها أقل من 200 دينار (530 دولار)، 37% دخلها الشهري في حدود 150 دينارا (400 دولار) بينما يعيش 8% تحت أقل من 100 دينار (265 دولار)[7] في الوقت الذي لا يوجد فيه ضمان أو حماية للمتعطلين أو العاجزين عن العمل[8] مع العلم بأن الحد الأدني للأجور لا يقل عن 350 دينار (925 دولار) [9] حسب تلك الدراسات الميدانية.

    من جانب آخر، تتسلم 11 ألف أسرة بحرينية معونات من وزارة العمل والشئون الإجتماعية (أي أكثر من 50 ألف مواطن يعيشون تحت مستوى الفقر، على اعتبار متوسط عدد الأسر البحرينية بـ 5 أفراد[10])، يوجد في البحرين 75 صندوق وجمعية خيرية أهلية موزعة على مناطق البحرين وترعى أكثر من 33 ألف مواطن[11]، ينتظر 40 ألف طلب على الوحدات السكنية والقروض والشقق التي تقدمها الدولة، يرجع بعضها للعام 1984م[12]، فإن جرداً مبدئيا أشار إلى وجود أكثر 6000 منزل[13] آيل للسقوط منتشرة في مناطق مختلفة في البحرين.

    الانتهاكات: حق العمل والحياة الكريمة
    تشير الدلائل إلى إقدام الحكومة على تجنيس عشرات الآلاف من اليمنيين يعمل حوالي 70% منهم في سلك الأمن العام والجيش[14]،[15] في الوقت الذي يمنع آلاف من المواطنين من الانخراط في هذا السلك، في مخالفة صريحة للمادتين 2 و23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إن عدم وجود برنامج للضمان الاجتماعي يحمي هؤلاء من البطالة وآثارها عليهم وعلى المجتمع ينتهك الإعلان العالمي من خلال مادته 22 (لكل شخص بصفته عضواً في المجتمع الحق في الضمانة الاجتماعية وفي أن تحقق بوساطة المجهود القومي والتعاون الدولي وبما يتفق ونظم كل دولة ومواردها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتربوية التي لاغنى عنها لكرامته وللنمو الحر لشخصيته).

    إضافة إلى تجنيس الآلاف من دواسر المملكة العربية السعودية[16] حيث ينتفع هؤلاء بالخدمات التعليمية والصحية والسكنية، تسهل لهم الاستفادة من هذه الخدمات خلاف المتعارف عليه ويقدموا على المواطن في تسهيلات الإسكان والقروض وغيرها[17]. لقد ساهمت عملية التجنيس لأهداف سياسية بشكل مباشر في الضغط على الخدمات المحدودة المقدمة من الدولة وأثرت على جودتها وعلى توقيت تقديمها[18] مما له الأثر على توفير مستوى من المعيشة كريمة للمواطن البحريني كما تنص عليه المادة 25 من الإعلان العالمي.

    2) التأثير على حقوق المرأة
    بسبب سياسة التجنيس، تنتهك السلطة حقوق المرأة في الوظيفة والخدمات من تعليم وصحة. في الظل النسبة العالية في البطالة، تمثل نسبة العاطلات8% منهم عدد غير قليل من حملة البكالوريوس والشهادات العليا. وتشهد مخرجات التعليم أعداداً كبيرة من الإناث ينعكس على حظوظهن في العمل والتوظيف، حيث تشير إحصائيات وزارة التربية والتعليم الى ان عدد الخريجات يتعدى 50%[19] من عدد خريجي المدارس الثانوية. من جانب آخر، ونتيجة للضغط المتزايد على الخدمات التعليمية والصحية الناتج من الزيادة الغير مدروسة للتجنيس التي تقوم به السلطة بشكل سري، فإن فرص تأثر المرأة كبير من تدني هذه الخدمات وتأثرها بذلك. إضافة لذلك، فإن المرأة في البحرين تواجه ضغوطات نفسية وجسدية نتيجة الوضع الاقتصادي التي تمر بها العوائل البحرينية، وتدني مستوى الأمن الاجتماعي وتأثر وضعية الطفل الناتجة من سياسة السلطة في التجنيس.


    الانتهاكات:
    إن سياسة التجنيس التي تتبعها السلطة بشكل سري تؤثر في حظوظ المرأة لحياة طبيعية خالية من المنغصات والأمراض النفسية التي تؤثر عليها جسدياً. يأتي على قائمة الفرص المسلوبة من المرأة حقها في العمل والتعليم الجيد والصحة. إن هذه السياسة تعد انتهاكاً لحقوق المرأة التي أقرتها اتفاقية منع التمييز ضد المرأة التي صادقت عليها البحرين في 18 يوليو 2002م.

    3) التأثير على حقوق الطفل المختلفة
    صادقت السلطة البحرينية على اتفاقية حماية حقوق الطفل، إلا إن سياسية التجنيس المنتهجة تقلل من حظوظ الطفل في مستوى الخدمات التي توفرها من سكن وصحة وتعليم. نتيجة لازدياد عدد السكان الناتج من تجنيس عشرات الآلاف من الجنسيات المختلفة، ولمحدودية الدخل القومي وعدم قدرة الدولة على توفير الخدمات المختلفة بالمستوى والجودة المطلوبين، تتعرض حقوق الطفل في البحرين للانتقاص. أما من جانب السكن، فإن تأخر خدمات الإسكان من جهة واضطرار الآباء من المواطنين إلى البقاء مع الأجداد أو تأجير بيوت في غرف قليلة أو صغيرة الأمر الذي يضطر الأب لوضع أبناءه في غرفة واحدة بشكل مكتظ. وأما عن الجانب الاقتصادي، فإن وجود آلاف من المواطنين دون حد الفقر[20] يشجع كثير من الأطفال لترك التعليم في وقت مبكر والدخول في سوق العمل في مهن متدنية رغبة في مساعدة أولياء أمورهم. أما عن التعليم، فإن زيادة السكان من جهة وعدم توجيه الحكومة الميزانية الكافية للتعليم، تجعل وزارة التربية تتجه إلى التقليل من عدد المدارس، ومن ثم زيادة نسبة عدد الطلاب بالنسبة للفصول[21]. أما عن الجوانب الصحية، فنظراً لزيادة السكانية من جهة وقلة توفير الميزانية اللازمة من الدولة، فإن نسبة عدد المواطنين لعدد المراكز الصحية العامة[22] عالياً، إضافة لقلة المستشفيات التخصصية للأطفال.

    الانتهاكات:
    لقد أثرت الزيادة في عدد السكان الناتجة من سياسة السلطة في التجنيس غير المدروسة وعدم تخطيطها الجيد حيال احتياجات الإسكان والتعليم والصحة إلى تدهور مستوى وجودة الخدمات المقدمة، مما يقلل من حظوظ الطفل في البحرين للحصول على تعليم جيد ورعاية صحية كافية ومسكن ملائم يوفر له حياة طبيعية من غير ضغوطات نفسية أو جسدية. إن السلطة بهذا السلوكية تنتهك حقوق الطفل المختلفة المشار إليها في اتفاقية الطفل التي صدقت عليها البحرين ودخلت حيز التنفيذ في 14 مارس 1992م.

    4) التمييز في منح الجنسية
    في الوقت الذي تحرم السلطة سكاناً أصليين، مولودين ومقيمين على هذه الارض، من التمتع بالجنسية البحرينية حسب اشتراطات قانون الجنسية، تهب الجنسية لآلاف يحملون الجنسية السعودية وهم ساكنين في بلدهم. من ناحية قانونية[23] ، فليس من شروط أو متطلبات منح الجنسية أن يكون المتجنس من أصول بحرينية بل إن القانون قد عامل كل طالبي الجنسية على حد السواء و لكنه ميز العرب منهم بميزتين أولهما تقصير مدة الإقامة المشترطة من 25 إلى 15 سنة وثانيهما اعتبار تقديم العربي لخدمات جليلة للبحرين سبباً في حد ذاته لمنحه الجنسية حتى وان لم تتوافر الشروط الأخرى التي نص عليها القانون كشرط الإقامة وغيره. من جانب آخر، فإن القانون لم يجعل الأصل البحريني ميزة لمنح الجنسية أو سبباً للإعفاء من الشروط التي نص عليها القانون.

    الانتهاكات: التمييز في منح الجنسية
    جنست السلطة عشرات الآلاف من أفراد قبيلة الدواسر السعودية[24] على الرغم من استمرار إقامتهم في السعودية و دون وجود أي رابط فعلي يربطهم بالبحرين بشكل يبرر منح جنسيتها لهم و ذلك في مخالفة صريحة لقانون الجنسية وتمييزاً لهم عن المحرومين من الجنسية المولودين والمقيمين في البحرين منذ عشرات السنين[25] في انتهاك صريح للمادة 15 من حقوق الإنسان. كما يناقض هذا السلوك من السلطة مواد الإعلان 1، 2،6 و7 إضافة إلى تعارضه مع بنود الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري [26]. إن منع عائلة الحاج صالح الستراوي، ومنهم في مثل حالتهم، من تجديد جوازات سفرهم البحرينية وحرمان بقية عائلته من حقهم في الجنسية لهو انتقاص من حقهم كمواطنين أصليين [27] كما يعد ترسيخاً لمبدأ التمييز المبني على العرق والمذهب والقبيلة وهو نقيض ما نادى به الإعلان في مواده السابقة الذكر.

    5) التمييز في الوظائف
    سعت السلطة لتمييز من جنستهم على المواطنين الأصليين حينما وفرت للمجنسين الوظائف في مؤسساتها المختلفة-الأمنية والعسكرية على الخصوص- وحرمت في نفس الوقت شريحة كبيرة من المواطنين من الانخراط في تلك المؤسسات، مع وجود بطالة كبيرة بينهم. فيما تعيش البحرين البطالة [28] لا تقل عن 15 % من البحرينيين- حسب الإحصاءات الرسمية [29]، 8% منهم من المتعلمين، ويدخل 60 ألف من العاطلين إلى سوق العمل في العقد القادم[30]، سعت السلطة إلى توظيف من جنستهم لأسباب سياسية (عشرات الآلاف من اليمنيين والأردنيين والسوريين والباكستانيين) أكثر من 70% منهم في سلك الأمن العام والجيش[31]،[32].

    الانتهاكات: حق الوظيفة والمساواة بالآخرين
    إن سعي السلطة لتوظيف من جنستهم من جنسيات مختلفة يعد تمييزاً لهم على عشرات الآلاف من المواطنين العاطلين عن العمل والممنوعين من التوظيف في وزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني[33] وهو يعد انتهاكاً للمواد 2، 7، 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري [34].

    6) التمييز في منح السكن
    في الوقت الذي تطول قائمة انتظار المواطنين للاستفادة من خدمات وزارة الإسكان، تقدم السلطة هذه الخدمات للمجنسين ويحظون بعناية خاصة تميزهم على المواطنين. فبحسب التقارير الرسمية، ينتظر 40 ألف[35] طلب على الوحدات السكنية والقروض والشقق التي تقدمها الدولة، يرجع بعضها للعام 1984م[36]. فيما تتواتر الحوادث التي يضطر فيها بعض البحرينيين للسكن في العراء[37]، شهدت البحرين اعتصامات متواصلة أمام وزارة الإسكان [38] لبعض الذين تقدموا بطلبات الإسكان لمدد طويلة ولم تكن أسمائهم مدرجة في آخر دفعة تم توزيعها في شهر ديسمبر 2003م. من جانب آخر فإن بحسب التقدير الأولي لعدد البيوت الآيلة للسقوط المنتشرة في البحرين لا تقل عن 6000 منزل[39]، خصصت له ميزانية 210 مليون دينار بحريني.

    الانتهاكات: تمييز المجنسين على المواطنين في الخدمات
    عملت السلطة على توفير سكن لكل من تم تجنيسهم من الذين يعملون في وزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني ولم يمض على طلباتهم سنوات معدودة[40] في تمييز صارخ وحظوة لهؤلاء المجنسين على حساب المواطن في انتهاك للمواد 2، 7 (كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. من جانب آخر فقد تم تخصيص مناطق كاملة للمجنسين في "سافرة" ووادي السيل وكذلك بعض المجمعات من مدينة حمد مما يعد أيضاً تمييزاً آخر لهم على المواطنين المحرومين من أي ضمانة اجتماعية بل يضطر بعضهم للسكن في خيام في أماكن عامة ويتناقض مع ما ينادي به الإعلان العالمي في مادتيه 22 و25. وتقوم بعض وزارات الدولة في تكريس التمييز لصالح من تم تجنيسهم وذلك بدعم طلبات الإسكان من خلال مخاطبات على مستوى الوزراء[41] في انتهاك للمواد 2،7 من الإعلان السابق.

    7) التأثير على الأمن الاجتماعي
    نظراً للخلفية الثقافية والاجتماعية للمجنسين التي تتصف بالعنف، فإن وتيرة الجريمة والسرقة في الأحياء التي يقطنها هؤلاء المجنسون في ازدياد مطرد، مما يمثل تهديداً على النسيج الاجتماعي والاستقرار الذي عرفت به البحرين لسنوات طوية قبل قدوم المجنسين. فقد عملت السلطة على تجنيس الآلاف من الجنسيات السورية والأردنية واليمنية وغيرها ممن يتميز بخلفية اجتماعية تتميز بالعنف والقسوة والعصبية وبعض الأحيان بالإجرام. ففي الأردن، عرف المجتمع الأردني بقضايا الشرف (17 جريمة شرف في العام الماضي) والقتل خارج القانون[42]، [43]. لأسباب ثقافية في سوريا، وبالتخصيص المناطق التي يرجع إليها بعض المجنسين مثل دير الزور[44]، عرف ذلك المجتمع بالعصبية والحقد. أما في اليمن، فإضافة إلى تعاطيه "الجات"، وهو أحد المخدرات المعروف، يتعاطى اليمنيون بأدوات القتل بشكل مستمر الأمر الذي انعكس على لباسهم الشعبي الذي يتضمن "الخنجر" كجزء أساسي.

    الانتهاكات: انعكاسات التجنيس على الأمن الاجتماعي
    بسبب الطبيعة الاجتماعية والثقافية لهؤلاء المجنسين الذين يرجع معظمهم إلى قبائل فقيرة من اليمن والبلوشستان وسوريا والأردن، فقد تواترت التقارير الرسمية والصحفية عن اعتداءات- بالأيدي وبعض الأحيان بالسلاح الأبيض- من المجنسين على المواطنين والمقيمين في مناطق مختلفة في البحرين[45]. سواءً عاش هؤلاء في كانتونات ومحميات أو في بعض المجمعات الخاصة بهم، فإن سلوكهم الذي لا يتواءم مع طبيعة شعب البحرين سيعمل على ازدياد معدل الجريمة وتهديد الأمن الاجتماعي الذي يحتم على السلطة توفيره لمواطني وقاطني البحرين. إن عدم المبالاة لذلك يعد انتهاكاً لحقوق كل قاطني البحرين التي تمت الإشارة إليها في المادتين 3، 7 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان.

    8) إثارة الكراهية بين الطوائف والأعراق (إثارة كره الأجانب)
    في الوقت الذي يحرم المواطن من فرص العمل في المؤسسات الرسمية والاستفادة من خدمات الإسكان والصحة بشكل عادل، تقوم السلطة بتفضيل المجنسين عليه، مما يخلق في نفسه شعور بالكراهية والحقد ضد الأعراق والأجانب. فقد سعت السلطة إلى تمييز المجنسين بشكل سري واستثنائي في الاستفادة من التوظيف- خصوصاً في مؤسساتها العسكرية- وخدمات الإسكان والصحة وقدمتهم على المواطن. فالمجنس يحصل على الوظيفة والسكن فور قدومه من بلده كما يستفيد بشكل مجاني من تسهيلات المستشفيات المتخصصة مثل المستشفى العسكري. أما المواطن، فإنه ينتظر لسنوات طويلة، تتجاوز العشر، للحصول على سكن[46]، كما لا يستطيع الاستفادة من التسهيلات الطبية في المستشفى العسكري إلا بدفع التكلفة المالية الباهظة. أما عن التوظيف، فإن نسبة البطالة التي تتعدى 15% تضمنت أعداداً كبيرة من المتعلمين العاطلين تجاوزت 8%[47].

    الانتهاكات: تأسيس لكراهية الأعراق والأجانب
    في ظل الوضع الاقتصادي المتردي من بطالة طالت شريحة كبيرة من المواطنين واضطرارهم للانتظار لمدد تصل لأكثر من عشر سنوات للحصول على مسكن وعدم القدرة على الحصول على مستوى متقدم من الخدمة الصحية المجانية مثل ما يحصل المجنسون الذين يتنعمون بفضل تمييز السلطة لهم-إن كل ذلك- يؤسس لنمو الإحساس بالكراهية للأعراق والطوائف التي ينتمي لها المجنسون، بل يمكن أن تطال كل ما هو أجنبي. إن ما تقوم به السلطة من زرع بؤر التوتر الاجتماعي من كراهية وحقد للقاطنين يتناقض مع المادتين 2،7 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

  • #2
    الأم: سعودية (بموجب جواز زوجها) مولودة في البحرين عام 1946م وتسكن البحرين منذ اكثر من 44 عام.

    للعائلة سكن في البحرين باسم الأم حيث أن الأب متوفي (في البحرين). الخال ومعظم أقاربه يحملون الجنسية البحرينية منذ زمن طويل.

    تقدم لطلب الجنسية عام 2002م (رقم الطلب:5623)



    الحالة الثانية: عبد رب الحسين محمد كاظم الرشيد


    تاريخ الميلاد: 20 يناير 1958م، محل الميلاد: المنامة – البحرين
    الأب والأم: سعوديون

    انتقل الجد والجدة إلى البحرين في عام 1927 وكان عمر الأب حينئذ 9 سنوات. توفى الأب عام 1993م.

    عدد الأخوة: 4 أخوان، اثنان منهم يحملون الجنسية البحرينية. الجد: عاش في البحرين

    أصدر الجواز السعودي:1993م بعد أن سحب أن سحبت وثيقة السفر(جواز أبو سفرة) التي يسافر بها منذ العام 1978م) بناءا على إثباتات جواز والده.

    طلب الحصول على الجنسية في السبعينات، ولم يلق طلبه القبول. تم تكرار الطلب في الثمانينات عن طريق الأمير السابق. في 30 يوليو 2001م قدم رسالة إلى رئيس الوزراء الذي حول الطلب إلى إدارة الهجرة والجوازات. بتاريخ 1 فبراير 2003م طلبت إدارة الهجرة والجوازات منه أن يوجه خطاب إلى ملك البلاد على أساس أن قرار التجنيس يتم التحكم فيه عن طريق ديوان الملك.





    الحالة الثالث: عائلة الحاج صالح الستراوي

    (المعلومات مستقاة من مركز البحرين لحقوق الإنسان)



    الحاج صالح بن احمد الستراوي مواطن بحريني من جزيرة سترة، اختلف معه الشيخ محمد بن راشد بن عبدالوهاب آلخليفة على ملكية ارض، وقد اصدرت المحكمة في كتابها العدد 1439 لسنة 1356 هجرية بادارة مستشار حكومة البحرين، حكما غيابيا بان تكون ربع الارض فقط للحاج صالح. ولان الحاج صالح اعتبر قرار المحكمة ظالما ومنحازا، فلم يقبل به، وقد تعرض لهجوم عليه في المنزل وتم محاولة اغتياله، فهرب مع اولاده الى العراق، وكان ذلك عام 1938م.



    وفي رسالة مؤرخة في 16 رمضان 1356هجرية، كتب مستشار حكومة البحرين الى الحاج صالح بن احمد الستراوي في محل سكنه بالبصرة: "اشارة الى كتابكم الغير مؤرخ بخصوص ما تدعون به على محمد بن راشد آلخليفة فان القضية انحسمت، وصار لكم الربع من النخل.فالدعوى اذا منتهية ولا حاجة لارسال مكاتيب في هذا الخصوص على الدوام."



    وكان الحاج صالح يحمل جوازا رقم 19، وشهادة جنسية رقم 438، وكان يحمل هوية اقامة في محافظة البصرة صادرة عام 1939، وقد توفي في البصرة عام 1946، ولا يزال اثنين من اولاده احياء ولديهم الجوازات البحرينية القديمة. ويبلغ الآن عدد الابناء والاحفاد حوالي مائة شخص، معظمهم لا زالوا يقيمون في البصرة. في عام 1957 تم احصاء جميع العراقيين بما فيهم المقيمين، وتم حساب عائلة الحاج صالح كعراقيين وحصلوا على الجنسية العراقية. ولكن في عام 1986 صدر قرار من الحكومة العراقية باسقاط الجنسية عن جميع المقيمين الذين كان اجدادهم يحملون اقامة قبل احصاء 1957، واعتبر حصولهم على الاقامة غير قانوني لاخفائهم الهوية الحقيقية، وتعرض هؤلاء نتيجة ذلك للكثير من المضايقات.



    توجد وثائق صادرة عن الحكومة العراقية تعمم على الدوائر والجامعات بان ابناء الحاج صالح الستراوي ليسوا عراقيين وانما من حملة الجنسية البحرينية. وقد اثر ذلك بشكل كبير في معاملاتهم مع الجهات الرسمية، وفي دراسة ابنائهم الجامعية وفي الحصول على العمل، بل وحتى في الحصول على البطاقات التموينية ابان الحصار الاقتصادي على العراق. وقد عانى ابناء الحاج صالح من الاهانات عند مراجعة الادارات الحكومية خصوصا عندما تتوتر العلاقة بين الحكومة العراقية ودول الخليج. ولم يتم اصدار بطاقات اقامة لبعض ابنائهم. وهم حاليا يعملون في ابسط الوظائف رغم حمل بعضهم لشهادات جامعية.



    وفي ابريل 1989 حاول هشام عبدالرزاق صالح مع والده دخول البحرين، حيث كان عبدالرزاق يحمل الجواز البحريني القديم، ولكن تم احتجازهما في المطار لمدة 3 ايام، ومن ثم تم ابعادهما الى بغداد. وفي عام 1990 قام ابناء الحاج صالح بمراجعة السفارة البحرينية في بغداد، وتم اعطائهم شهادات تثبت تقدمهم بطلب الحصول على جوازات لتفيدهم في التعامل مع السلطات العراقية. وابان الغزو العراقي للكويت، ذهب بعض افراد العائلة للسفارة البحرينية في الكويت، حيث كانت الجالية البحرينية مقيمة في السفارة، وقد قام ابناء الحاج صالح بمغامرات لتوفير الاكل وتوصيل المراسلات المختومة بالشمع الاحمر بين السفارات البحرينية في الكويت وبغداد. وقد حصلوا على شهادة بذلك من السفير.



    ولكن ابناء الحاج صالح ظلوا حتى الآن دون ان يتمتعوا بالحق في الحصول على جواز السفر وفي حرية التنقل. وفي عام 1995 حاول بعضهم مغادرة العراق مع النساء والاطفال، بعد الحصول على تأشيرات الى الاردن، ولكن في حدود الاردن تم التحقيق معهم لساعات طويلة ومن ثم تم اعادتهم الى العراق، وقيل لهم اسألوا السلطات العراقية عن السبب.



    وبتاريخ 11/10/ 2000، في حكم صادر عن المحكمة الكبرى المدنية البحرينية، في الدعوى المقدمة عن 6 من احفاد صالح الستراوي ضد ادارة الهجرة والجوازات، صدر الحكم بالزام المدعى عليها
    باستخراج جوازات سفر بحرينية للمدعين. وذلك بناء على ان المدعين بحرينيون بالسلالة طبقا لما نصت عليه المادة 4 من قانون الجنسية لسنة 1963، اذ ان والدهم بحريني الجنسية ولديه جواز سفر بحريني.



    ولكن في رد وزارة الداخلية على رسالة مركز البحرين لحقوق الانسان، والمؤرخ في 6 يناير 2004 جاء التالي: "بموجب احكام المادة (3) من قانون الجنسية البحرينية لعام 1963 المعدلة باعلان رقم 11/1963 (فان عائلة الحاج صالح الستراوي)لا يعتبرون بحرينيين، علما انه صدر حكم من محكمة التمييز بذلك في الطعن رقم 323/ 2002"



    العائلة حاليا منتشرة في بلدان مختلفة: حوالي 75 في العراق، و7 اشخاص في الكويت، و17 شخص طلبوا اللجوء في اوربا بمساعدة الامم المتحدة بعد ان اجبروا على مغادرة الكويت بعد الحرب. 66 من هؤلاء هم ابناء واحفاد الحاج صالح وهم بحرينيون يحق لهم قانونا الحصول على جوازات السفر والعودة الى بلادهم البحرين.



    لقد اصدرت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة شهادات باستحقاق اللجوء لافراد هذه العائلة لحرمانهم من جنسيتهم الاصلية ومن حقهم في العودة الى بلادهم، وفي متابعة لقضية احد افراد هذه العائلة مع احدى البعثات الدبلوماسية البحرينية في الخارج، قيل لمندوب المفوضية ان السبب في عدم السماح بعودة هؤلاء للبحرين هو ان جدهم قاد محاولة لانفصال جزيرة سترة!!



    بعد تولي الشيخ حمد بن عيسى مقاليد الحكم كتبت العائلة له مجموعة من الخطابات، طلبا الرجوع الى البحرين. و قد تم مساومتهم لمنحهم جوازات السفر على ان يتخلوا عن املاكهم القديمة.

    إن قضية عائلة الحاج صالح الستراوي ليست قضية منعزلة، بل هي قضية نموذجية، تكشف طبيعة النظام وممارساته. ويمكن عبر هذه القضية اختبار حاكمية القانون، وطبيعة قانون الجنسية البحريني وفاعليته. ويمكن مقارنة قضية عائلة الحاج صالح بقضايا الآلاف من أبناء القبائل من سوريا واليمن والسعودية ممن تم منحهم الجنسية بشكل سري وبدون تحقق الشروط، ورغم تمتعهم بجنسية فاعلة أخرى. وهذا ما يكشف التلاعب بالقانون وإساءة استخدام السلطة والفساد والتمييز العرقي والطائفي في منح الجنسية البحرينية.



    ---------------------------------------------------------------------------------

    [1] قانون الجنسية البحريني لعام 1963م

    [2] هيومن رايتس وتش وكذلك تقرير الخارجية الأمريكية عن حقوق الانسان للعام 2003م.

    [3] الرقم الرسمي للبدون الذين تم إعطائهم الجنسية يبلغ 8000 فرد حسب المستشار محمد البنعلي – مديرإدارة الجنسية والجوازات والإقامة بوزارة الداخلية في مقابلة بتلفزيون البحرين بتاريخ 22 يوليو 2003م.

    [4] لا زالت إدارة الجوازات تضع العراقيل لحصول عدد كبير من المستحقين للجنسية كما تتلكأ السلطات في منح جوازات السفر والسماح لعودة 66 من ذرية الحاج صالح الستراوي الذين يعيشون في المنفى منذ العام 1938م برغم من المحاولات العديدة لأبناء الستراوي للعودة لوطنهم.


    [5] ورقة "البطالة والسكان الأجانب" المقدمة ضمن الدورة التدريبية لتطوير الإدارة التنفيذية التي نظمها معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية التي اختتمت أعمالها 12 يناير 2004م-البحرين

    [6] الوسط - 25 ديسمبر 2003م

    [7] ندوة بعنوان «أسواق العمل وسياسات الأجور«..تجارب دول، د.عبدالله صادق-فندق الخليج- 10 يناير 2004، تغطية أخبار الخليج 12 يناير 2004

    [8] أخبار الخليج- 9 يناير 2004م

    [9] تصريح وزير العمل-أخبار الخليج 9 يناير 2004م

    [10] دراسة قام بها قسم الشئون الاجتماعية بوزارة العمل -الوسط 25-11-2003م

    [11] مسح ميداني غير منشور لباحث بحريني
    [12] الأيام 20-1-2004

    [13] اجتماع رؤساء المجالس البلدية عقد في 27 يناير 2004م-الأيام 28 يناير

    [14] جريدة أخبار الثورة اليمنية - 15 سبتمبر 2003م

    [15] رسالة إيقبوري بخصوص توظيف المجنسين

    [16] جاء ذلك على لسان مدير الشئون القانونية بإدارة الهجرة و الجوازات المستشار محمد آل بن علي في مقابلة تلفزيونية أجراها معه تلفزيون البحرين بتاريخ 22/7/2003.

    [17] رسالة وزير الداخلية لوزير الإسكان.

    [18] الوسط-3 نوفمبر 2003م

    [19] إحصاءات وزارة التربية والتعليم الموجودة على موقعها الإلكتروني

    [20] تشير الدراسات الميدانية إلى وجود أكثر من 53% من العمالة البحرينية رواتبها أقل من 200 دينار (530 دولار)، 37% دخلها الشهري في حدود 150 دينارا (400 دولار) بينما يعيش 8% تحت أقل من 100 دينار (265 دولار) في حين أن الحد الأدني للأجور لا يقل عن 350 دينار (925 دولار)

    [21] بحسب إحصائيات 2003/2004 لوزارة التربية والتعليم المستقاة من موقعها الإلكتروني معدل عدد الطلبة في كل فصل 29 في حين إن عدد الطلبة في ذلك العام وصل إلى 122646 موزعة على المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في 4254 صف (2121 للبنات و2133 للبنين)

    [22] يوجد في البحرين 21 مركزاً طبياً عاماً يخدم المواطنين والقاطنين الذين يتجاوز عددهم 650 ألف حسب الإحصائيات الأخيرة، أي بمعدل 31 الف لكل مركز.

    [23] قانون الجنسية البحريني 1963م

    [24] تصريح مدير الشئون القانونية بإدارة الهجرة و الجوازات المستشار محمد آل بن علي في مقابلة تلفزيونية أجراها معه تلفزيون البحرين بتاريخ 22/7/ 2003م حول قيام السلطة بتجنيس عشرات الآلاف من الدواسر السعوديين وغيرهم بدون تقيد بشروط منح الجنسية التي حددها القانون على أنهم ذوي أصول بحرينية.

    [25] أمثلة من المحرومين من الجنسية (انظر الملحق): نايف علي محمد الناصر وعائلته، عبد رب الحسين محمد كاظم الرشيد وعائلته، صالح بن احمد الستراوي وعائلته

    [26] صادقت عليها البحرين في 26 أبريل 1990م

    [27] اتفاقية حقوق السكان الأصليين Indigenous people

    [28] أخبار الخليج-العدد 9425-12 يناير 2004م

    [29] ورقة "البطالة والسكان الأجانب" المقدمة ضمن الدورة التدريبية لتطوير الإدارة التنفيذية التي نظمها معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية التي اختتمت أعمالها 12 يناير 2004م-البحرين

    [30] دراسة أعدتها مؤسسة "ماكينزي" عن سوق العمل في مملكة البحرين- الوسط - 25 ديسمبر 2003م

    [31] جريدة أخبار الثورة اليمنية - 15 سبتمبر 2003م.

    [32] رسالة إيفبوري بخصوص توظيف المجنسين

    [33] تقرير مركز البحرين لحقوق الانسان" التمييز والتمايز" 2003م

    [34] صادقت عليها البحرين في 26 أبريل 1990م

    [35] الوسط - 3 نوفمبر 2003م

    [36] الأيام - 20 يناير2004

    [37] قصص الخيام التي تنصب في العراء كبديل السكن

    [38] المواطن ...الخيمة أمام وزارة العمل والشئون الاجتماعية- جريدة الأيام 20 يناير 2004

    [39] اجتماع رؤساء المجالس البلدية عقد في 27 يناير 2004م-الأيام 28 يناير

    [40] موقع وزارة الإسكان يوضح قائمة المنتفعين من المجنسين المعروفين من أسمائهم غير البحرينية

    [41] رسالة وزير الداخلية السابق لوزير الإسكان لدعم طلبات إسكان للمجنسين (رسالة رقم: د/1/16/ 2511 - المؤرخة 9 /9/2003م)

    [42] جريدة الأيام 5 مارس 2004م: "جريمة شرف" جديدة في الأردن

    [43] جريدة الأيام 5 مارس 2004م: "بعد شجار حاد: أردنية تطلق على زوجها قنبلة مسيلة للدموع"



    [44] تقع مدينة "دير الزور" على نهر الفرات في محافظة دير الزور شرق بسوريا. تعتبر "دير الزور" مدينة زراعية نائية ومحافظة (www.damascus-online.com/Arabic/se-a/geo/deirezzor.htm). مرت على المدينة أوقات عصيبة وعدم استقرار سياسي نتج عنه فقر ومجاعة لمدة زمنية طويلة (عمر الصليبي: المعلم والعالم- المعالم والمشاهد والنضالات في شبه الجزيرة العربية ووادي الفرات). يعرف شعب دير الزور بعصبيتهم وحملهم لمشاعر حقد مذهبي وكراهية www.14masom.com/mostabsiron/f124.htm . لقد شهدت دير الزور حملات هجرة لخارج المدينة هروباً من حالة الفقر ورغبة في كسب الأموال والمقتنيات. كما عمل كثير منهم في قمع الحركات السياسية والقلاقل. فقد رأس المحكمة الوطنية العليا السورية، منذ السبعينات، فايز النوري وهو من مواطني دير الزور (اللجنة السورية لحقوق الإنسانwww.shrc.org). وعندما ثار السجناء السياسيين في مدينة حلب، استقدمت السلطات السورية قوات جيش خاصة يقودها العميد رياض خريط، وهو من مواطني دير الزور، ليقمع الثورة داخل المعتقل. عرف خريط بالعدوانية وعلى علاقة وثيقة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين (www.hevgirtin.org).



    [45] أ- جريدة الأيام: 3 مارس2003م: نجا من الموت بأعجوبة سوري يضرب آسيوياً بمطرقة علي رأسه

    ب- جريدة الوسط 2 مارس 2003م: في سابقة خطيرة من نوعها جرت في مدرسة النعيم طالب يحاول الاعتداء على مدرسه بسكين

    ت- جريدة الوسط: 14 مارس 2003م: داعيا إلى تعاون المؤسسات المدنية محافظ الجنوبية: سنضاعف الجهد لتعزيز حال الأمن الاجتماعي

    ث- جريدة الوسط 17 مارس 2003م : مشاجرة تؤدي إلى إصابة 3 أشخاص في عسكر

    ج- جريدة الأيام 17 مارس 2003م استمرار التحقيقات في حادث عسكر

    ح- أخبار الخليج 19 فبراير 2003م: بلغت أكثر من 50 ألف دينار سرقة معدات الصيادين في عسكر وجو

    خ- جريدة الوسط 20 فبراير 2003م: الداخلية: حادث عسكر... خلاف بين أطفال انتقل إلى الكبار



    [46] ينتظر 40 ألف طلب على الوحدات السكنية والقروض والشقق التي تقدمها الدولة، يرجع بعضها للعام 1984م- جريدة الأيام 20يناير 2004م

    [47] ورقة "البطالة والسكان الأجانب" المقدمة ضمن الدورة التدريبية لتطوير الإدارة التنفيذية التي نظمها معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية التي اختتمت أعمالها 12 يناير 2004م- البحرين.

    [48] تقرير منظمة العفو العالمية عن البحرين العام 1995م

    [49] هيومن رايتس وتش: العدوان المتواصل، التهميش المستمر: حقوق مدنية و أزمة سياسية في البحرين. نيويورك-الولايات المتحدة- يوينو 1997م

    [50] على سبيل الاستثناء قررت المادة (6) من قانون الجنسية للحاكم أن يأمر بمنح الجنسية لمن يريد أو لأي عربي يطلبها إن كان أدى خدمات جليلة للبحرين

    [51] المادة الثالثة من اللائحة التنفيذية لقانون جوازات السفر رقم (11) لعام 1975

    [52] ومن هنا نستغرب كيف يكون لمسئول كبير بوزارة الداخلية كوكيل الوزارة أن يقول في معرض رده على أحد النواب بتاريخ 17/5/2003 انه ليست لديه بيانات بأعداد من جنسوا أو معلومات بشأن جنسياتهم "لان الحاسب الآلي لا يرصد الجنسية السابقة على التجنيس" على الرغم من وجود التزام قانوني على وزارته بتنظيم سجل يحتوي على تلك البيانات.

    [53] المادة (6) من قانون الجنسية البحرينية لعام 1963

    [54] نص القرار / معظم حالات التجنيس الاستثنائي يعتقد بأنها حدثت في التسعينيات وبمراسيم خاصة من الأمير الراحل

    [55] يتماشى هذا النص مع المادة 16 من دستور البلاد للعام 1973م.

    [56] استناداً للمادة (15) فقـرة (3) من اللائحة التنفيذية لقانون جوازات السفر رقم (11) لعام 1975، فإنه أن يدون في صفحة "الملاحظات" من جواز السفر البحريني للمتجنس رقم الجواز السابق وتاريخ ورقم شهادة الجنسية والمادة التي منحت الجنسية بمقتضاها، وهي المادة (6).

    [57] أسفرت النتائج الرسمية للانتخابات النيابية التي جرت في أكتوبر 2002 والتي نشـرت في الصحف المحلية (Gulf Daily News) عن التالي:- مجموع الكتلة الانتخابية: 243.749 فرد. - الناخبين في الدوائر التي فاز مرشحوها بالتزكية: 14.077 فرد. - صافي الكتلة الانتخابية: 229.672 فرد. - عدد من شاركوا في التصويت:130.200 ناخب.- عدد الأصوات الباطلة: 7875 ناخب. أي انه بحسب الأرقام الرسمية فان اكثر من 6.5 % من الأصوات كانت باطلة وذلك نظرا لاضطرار الكثير من موظفي الدولة و المجنسين حديثا للمشاركة رغما عنهم في التصويت و ذلك خشية التعرض للفصل من الخدمة أو سحب الجنسية وهي إشاعات تم ترويجها بقوة قبيل التصويت في تلك الانتخابات.

    [58] صدقت عليها السلطة في 26 أبريل 1996م

    [59] جاء ذلك على لسان مدير الشئون القانونية بإدارة الهجرة و الجوازات المستشار محمد آل بن علي في مقابلة تلفزيونية أجراها معه تلفزيون البحرين بتاريخ 22/7/2003.

    [60] في وثيقة تصويرية (فيلم +عربي+إنجليزي) أعدت في يونيو 2000م، أوضحت عملية تزوير في الوثائق الرسمية للمجنسين تمكنهم من المشاركة في الانتخابات النيابية التي جرت في البلاد.

    [61] دائرة الزلاق هي الرابعة في المحافظة الجنوبية: يبلغ عدد الناخبين المسجليـن فيها 2019، بينما الموجودين فعلا هو 806 ممن يحق لهم الانتخاب، بينهم 155 مجـنـّس والبقية (أي 1213 ناخب) غير موجودة في هذه الدائرة الانتخابية، كما هو واضح في عينة من كشف الناخبين. يمثل البحرينيين 32% من الكتلة الانتخابية، ويمثل المجنسين 68% (8% قاطنين، 60% تعيش خارج الزلاق، بل خارج البحرين). لا يزيد تمثيل المواطنين الذين صوتوا عن 32% في حين 68% من الكتلة الانتخابية من المجنسين وقد حسم لصالح من أنتخبه المجنسون خارج الدائرة وهو لا يمثل إرادة المواطنين.

    [62] قانون 45 لسنة 2002م

    [63] نص القرار / معظم حالات التجنيس الاستثنائي يعتقد بأنها حدثت في التسعينيات وبمراسيم خاصة من الأمير الراحل

    [64] قانون الجنسية لعام 1963م

    [65] قانون جوازات السفر البحريني رقم (11) لعام 1975م

    [66] المحرومون من الجنسية، أمثلة، انظر الملحق

    [67] عائلة الستراوي

    [68] جمعت لجنة ضحايا التعذيب معلومات عن هذا العدد. كما رفعت اللجنة عريضة تحمل 33 ألف توقيع من المتضررين والمتعاطفين معه يطالبون بالتعويض ومحاكمة المسؤولين. ويمكن مراجعة تقارير منظمة العفو الدولية وآليات الأمم المتحدة عن انتهاكات إبان الاحداث التسعينات

    [69] لم تعترف السلطات في البداية بتجنيس أفراد قبيلة الدواسر السعوديين، ولكن بعد تقديم جمعيات المعارضة لدلائل قاطعة على ذلك في ندوة جماهيرية بتاريخ 16 يوليو 2002م، أعلن الملك بعد ذلك بأنه تم تجنيسهم لان أجدادهم سكنوا البحرين في العشرينيات من القرن الماضي.

    تعليق


    • #3
      ملف ملغوم يخشى منه الحاكم والمحكوم

      التجنيس السياسي في البحرين

      المشاهد السياسي


      لا توجد هناك أعراف نهائية فيما يتعلق ببناء الدول وحضارات الشعوب، فالتشكّل الحضاري ينشأ نتيجةعوامل متشابكة تُسهم بمجموعها في خلق الهوية الثقافية والوطنية للدولة. إلا أنّ ذلك لا يمكنه أن يتمبشكل طبيعي إلا من خلال التوافق السلمي بين شركاء الأرض. وغياب ذلك يعني الصراع والمؤامرات المضادة.
      فكيف يتأسّس التوافق بين شركاء الوطن؟

      لا يتحقق ذلك إلا من خلال ثقة متبادلة، وأرضية من الحوار الوطني الصريح. ولعلّ مشكلة السلطة فيالبحرين تكمن في تعدّيها على هذه الركيزة، وتورّطها في سياساتٍ تكشف عن تشكيكها في الولاء الوطنيلمواطنيها وارتباطهم بالأرض. وسيبدو مخيفاً أكثر حينما نجد أن السلطة عمِدت إلى اتباع سياساتٍتتناقض مع الحرص على وطنية البحرين، وعلى مستقبلها الثقافي والسياسي، وهو ما يبعث على الدهشةوالاستغراب، خاصة بعد أنْ أعلنت السلطة قبولها بالتحاور مع طموحات الشعب واستجابة للخيار السلميوشعار الإصلاح السياسي!

      ويتندر الكثير من المعارضين البحرينيين اليوم بان الفرق بين مملكة والت ديزني ومملكة البحرينيينيكمن في ان الاولى حقيقية وتستند الى نظام متقن وواقعي ومشروع حضاري والثانية مجرد وهم وخيال واطغاث
      احلام من قبل من يسيرونها.

      ويقال في البحرين الان انه قد يتوقّف البعض عند انقلاب السلطة على دستور 73، ومخالفة التعهّداتالمكتوبة والشفهية وما تضمنته >ورقة الميثاق< باعتباره العلامة الأبرز على التعدّي الرسمي المُشارإليه. إلا أنّ هذا الانقلاب يُشكّل مؤشراً على واقع التعدّي السلطوي وليس علامة نهائية! فهناك أطرافقوية في السلطة لم تكن راغبة في تسريع عجلة الإصلاح السياسي، وتعاطتْ مع الموضوع من منظور مصلحيٍواضطراري.

      ولهذا خلتْ كلّ مبادرات السلطة من الجدية والرغبة الحقيقية في الإصلاح الكامل، وظلتْ متمسكةبالخطوات التجزيئية التي لا تعالج لبّ الأزمات التي عانى منها الناس خلال الفترات السابقة. وقدكانتْ إرادة الإصلاح الحقيقي لدى قِوى المعارضة سبباً في تساهلها مع التلكؤ الرسمي، واعتمادها لغةمهذّبة جداً في وصف سياسات السلطة التراجعية والتخريبية. ولكن ذلك لم يكن بمقدوره أنْ يحجب حقيقةالأمور في الواقع، فالسلطة كانت تُعبّر عن استخفاف واضح بشعارات الإصلاح، ولم توفّر يوماً ما
      المقدمات الجادة التي يتطلبها نقل هذه الشعارات إلى حيز التطبيق. وكان الانقلاب الدستوري في شباط(فبراير) 2002 مؤشراً على ذلك، وأشار الجميع إلى ضرورة تمحيص خطاب السلطة وسياساتها جيداً، للوقوفعند بقية المؤشرات الأخطر. وفي مقدمتها مشروع >التجنيس السياسي<.

      وفي نظر الناشطين البحرينيين في مجال حقوق الانسان والتشبث بالعدالة الاجتماعية فان مفهوم >التجنيسالسياسي< قد ينعكس سلبا وخطرا على المجتمع في أكثر من مجال. فخلال المراحل السابقة، كانت علاقةالتجاذب بين السلطة والمعارضة تعبر عن شعور متبادل بعدم التوافق والانسجام. فالسلطة كانت ترفضالاعتراف بأخطائها، وتترفّع عن الجلوس إلى جانب المعارضة والتحاور معها بل تعتبر ذلك عيباً ونيلاًمن سيادتها وهيبتها. بينما كانت المعارضة، بكلِّ تقاسيمها، تصرُّ على تغيير الواقع السياسي فيالبلاد، والرجوع إلى مكتسبات دستور 73 كحد أدنى. ومن ذلك كان يتضح أنّ محور التجاذب بين الطرفين؛ هوالإصلاحُ السياسي.

      كان الواقع الشعبي يمثّل القاعدة الأساسية للمعارضة وهي تُحرِّك شعارها في ضرورة إصلاح السلطةالسياسية في البحرين. وبفضل العطاءات الشعبية تمكّنت قِوى المعارضة من تحقيق مصداقيتها الكاملة،وأصبحتْ السلطة تواجه مأزقاً سيكولوجيا وسياسياً نتيجة السند الشعبي القوي لمطالبات الإصلاحالسياسي. وفي حين كانت جدية الدخول في مرحلة >الإصلاح< تفترض الإذعان لهذا الواقع، والتراضي عليه،نجد أنّ السلطة ـ فيما يؤكد تهافت شعاراتها الإصلاحية ـ ناورتْ على تلك الحقيقة، وأعدت عدتهاللالتفاف على المحور العددي الشعبي، وذلك من خلال إدخال مجموعات سكانية مستجلبة من الخارج، يكون
      ولاؤها للسلطة أساساً وحيداً لمنحها الجنسية البحرينية، وبالتالي إشراكها في إدارة المجتمع السياسي
      والاجتماعي والثقافي البحريني.

      عناوين

      ويتفق المعارضون البحرينيون الشيعة والسنة على ان الأجهزة الرسمية استعملت سلطتها لمنح الجنسية
      لأقوام لا يهمهم أن يُستعملوا لتنفيذ مخطط التغيير في الديموغرافيا السياسية في البلاد. ومن الواضح
      أنّ هذا المخطّط تتداخل فيه العناوين التالية:

      ـ تغيير التركيبة السكانية (الاتجاهات والثقافات) ـ إحداث الخلل في التوزيع العددي للسكان.

      ـ تنويع مداخل الطائفية السياسية.

      ـ خنق القنوات الثقافية والاجتماعية والسياسية التي تكوِّن الهوية الوطنية للبحرين. ولكي تتحقّقأهداف هذا المخطط، فإنّ الوقود البشري المجنس المستخدم للتنفيذ يُراعى أن يكون مستورداً من مناطقودول معينة، تكون السلطة قد خبُرت إخضاعه لمشاريعها التخريبية، أمنياً وسياسياً، وكوّنت معه تاريخاًطويلاً من التطويع للأوامر وسياسات القمع. وبحكم التكوين البدوي لهؤلاء المستجلبين للاستيطانومحدودية خلفياتهم الثقافية والإبداعية؛ فإنّ تجييرهم من قِبل السلطة يكون أسرع وأكثر يُسراً . كما
      جرى التركيز على توطين هذه المجموعات البشرية المستجلبة في مستوطنات ثابتة ومتنقلة لتؤدي الغرضالتخريبي المستقبلي بنحو كامل. وكذلك فإنّ هناك انتباهاً إلى توزيع مواقع التواجد الوظيفيللمستوطنين الجُدد، فإلى جانب تركّزهم في وزارات الدفاع والداخلية والمؤسسات الحكومية الحسّاسة،فإنّ تواجدهم المهني والوظيفي بدأ يتسع ليشمل المهن العامة والخاصة، وهو ما يُشير إلى طابع التغلغلالسريع داخل البناء الاجتماعي والاقتصادي في البحرين، مع ما يترتب على ذلك من انعكاسات ثقافية
      واقتصادية في غير صالح المواطنين.

      وفي الإجمال فإنّ هذه الاستهدافات المنظّمة في التخريب السكاني، تجتمع لتأدية الغرض السياسيالاستراتيجي، وبالتلاعب بالمسار السياسي القادم بما يتلاقى مع طموح السلطة في الاستفراد بالحكمواحتكار القرار السياسي، وتقليل الأثر الشعبي في توجيه معادلات القِوى المُعارضة في الداخل.

      إيهام

      ولا يستبعد البحرينيون في دراستهم لاسباب هذا التوجه الحكومي، البُعد الانتخابي في جريمة التجنيسالسياسي. وفي هذا يقولون ان السلطة حاولت باستمرار إيهام المراقب والمهتم بشؤون المنطقة أنّ عددالشيعة ليس أكثر من عدد السنة. وهي التي تدار بعقلية رئيس الوزراء الذي كان يضيف عدداً من السنة فيالحصة المعينة للمجلس السابق الذي حل في سنة 1975 ليبدو أنّ الطائفتين متساويتان تماماً في العدد،ولم يغب عن رأسه المخاوف بأنّ التركيبة الديموغرافية في بلد دكتاتوري وطائفي قد تغير موازين القوى.
      هذه المخاوف التي غذتها الدوائر الأجنبية والعناصر الخارجية التي أرادت التمسك بمواقعها، وخاصة فيأجهزة الأمن، انعكست سلباً على حقوق المواطنين، وانعكست سلباً على مسألة التجنيس من أجل تحقيق تساوٍظاهريٍ للطائفتين اللتين يتشكل منهما شعب البحرين في حالة إجراء أية انتخابات، وتم على ضوء هذاالتخوف تجنيس عشرات الآلاف من أبناء السنة عرباً وغيرَ عربٍ لاستخدامهم وقوداً في العمليةالانتخابية واستغلال أصواتهم في بيان التركيبة السكانية غير الحقيقية التي يتألف منها شعب البحرينوشل المجلس تماماً من أي معارضة شعبية إضافة إلى تفريغه من أي عمق ديمقراطي.

      وفي منتصف السنة (الماضية) ومخافة ألا تتمكن السلطة من الاستمرار بالتجنيس، بنفس الوتيرة السابقة،بعد تشكيل المجلس المعين نصفه تمّ تجنيس أعداد كبيرة جماعات وفرادى. واعترف موظف في دائرة الهجرةوالجوازات في لقاء نظمته جمعية الصحفيين البحرينية في شهر تموز (يوليو) 2002 بتجنيس ستة آلاف شخصفقط من 24 دولة مختلفة ولعله يشير إلى من تم تجنيسهم في الشهر الأخير.

      وسابقا، منعت السلطة أعضاء لجنة تفعيل الميثاق الذين عينتهم من الخوض في موضوع التجنيس واستمرت فيمشروعها دون هوادة، ثم غيرت قانون الجنسية ليتمكن المجنسون الخليجيون من التصويت وهم في بلدانهم،ورفعت السلطة القانون الذي يمنع المجنسين من التصويت حيث ينص على عدم أحقيتهم في المشاركة السياسيةبالترشيح والتصويت قبل انقضاء عشر سنوات على منحهم الجنسية، بموجب قانون الجنسية البحريني لعام1963، وسمح للعسكريين بالمشاركة في الدورة الثانية للانتخابات البلدية وهو ما كان مخالفاً للقانونسابقاً ثم أجبروا على التصويت وألزموا بالضغط على ذويهم كذلك في الانتخابات شبه البرلمانية في تشرينالاول (أكتوبر) 2002 ووضعت مواد دستورية تعطي شرعية للتجنيس وعدم قدرة على سحب جنسياتهم غيرالقانونية (مادة 17 وثيقة 2002)، ووزعت الدوائر الانتخابية في الانتخابات البلدية وشبه البرلمانيةبشكل طائفي وعنصري بحت.

      وقد أدت هذه الإجراءات إلى تقليص عدد ممثلي المجالس البلدية من الشيعة وازدياد عدد السنة وهو لايمثل النسبة الحقيقية لأعداد الطائفتين بل يشير إلى مقدار التلاعب والتآمر الذي قام به النظام، وهوما اعتبرته السلطة أحد الأهداف الرئيسية التي تحققت من مشروعها في تحجيم الطائفة الشيعية وتقليل عددنوابها في المجلس فحصل أبناء الشيعة فقط على 23 مقعدا من أصل 40 وهم الذين يمثلون أكثر من 70% منعدد السكان قبل عمليات التجنيس حسب مصادر مختلفة.

      نوايا

      وعند الرصد التاريخي لظاهرة التجنيس السياسي، يتضح انه و في بداية تسعينيات القرن الماضي سرتْشائعاتٌ تتحدث عن وجود مخطط لتجنيس 10 آلاف من بدو السعودية، وهم المتواجدون في أطراف المنطقةالشرقية منها وبين الرياض، وهم ينتمون إلى قبيلة الدواسر. وبحسب الرواية فإنّ السلطة لم توفّقلإغراء هؤلاء وإقناعهم بالقدوم إلى البحرين. كان ذلك بين عامي 1990 ـ 1991 وبين عامي 93 ـ 94 برزتالمؤشرات القوية على استقدام وتجنيس مواطنين من سورية، وإشراكهم في الخدمات التي يتمتع بهاالمواطنون. وظهرت في هذه الفترة تبرمات في مناطق مختلفة من البحرين (مدينة حمد، وقرى جو وعسكر)،تشكو من الإزعاج الخدمي والاجتماعي الذي مثله استقدام هؤلاء، ووصلت بعض التبرمات إلى حدّ رفع شكاوى
      احتجاجية إلى السلطة.

      وفي سنة 96 ـ 97 بدأت تتبلور المسألة إلى حدود الظاهرة العامة، وأخذت عملية التجنيس المنظم تتوسّعلا سيما من صحارى سورية والأردن. وفي هذا التاريخ وصلت رسالة من وزارة الخارجية البريطانية إلى>اللورد إيفبري<، نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس اللوردات البريطاني، تُقدِّر أعداد المجنَسينبـ 8 آلاف وبأنهم يعملون أساساً في وزارة الدفاع وبنسبة أقل في وزارة الداخلية.

      وبعد الدخول في المرحلة الجديدة وطرح وثيقة >ميثاق العمل الوطني< استمرت الأخبار والتسريبات حول هذاالموضوع بلا توقف. ففي هذه الفترة بدأت أكبر عملية تجنيس للمستقدمين في الفترة بين 94 ـ 98، والذينتمّ استيرادهم للعمل في الدفاع والداخلية. إلا أنّ عملية الاستقدام في هذه المرحلة لم تتوقفنهائياً، فهناك مؤشرات متعددة تشير إلى استجلاب عددٍ من البلوش والعرب للعمل في قوّة الدفاع، وبأندائرة الهجرة والجوازات سلّمتهم جنسية البلد ومنحتهم الجوازات البحرينية.

      وقد تركزَ الأمرُ على الجنسيات الأردنية واليمنية وبعدها البلوشية الباكستانية. كذلك فإن هناك حركةناشطة لتجنيس أعداد كبيرة من المدرسين المصريين والأردنيين وغيرهم.

      وما يُثير القلق أكثر في هذه الحالات، هو أنّ أعداداً كبيرة من الذين يتم الإتيان بهم للعمل فيوزارة الدفاع والداخلية، يجري التعاطي معهم على أنهم أتوا إلى البحرين للتواجد فيها والحصول علىالجنسية، فتُخلق الأرضية المناسبة لذلك ويحصلون عليها.

      ويُضاف إلى ذلك ما يُطرح عن وجود مكاتب في الخارج تُسهِّل إجراءات الحصول على الجنسية، كما هو الحالمع عوائل معينة في المنطقة الشرقية، حيث تُيسرُ لهم أمور التجنُس متى أرادوا ذلك. وفي هذا السياقنفسه تتوجّه الأخبار إلى قبيلة الدواسر والتي تُمنح خصوصيات معينة من قِبل السلطة في موضوع التجنيسبدعوى أنها عاشت فترة من الزمن في البحرين. وهو منطق لو صحَ فلا بد من القياس عليه بالنسبة إلىالعائلات والقبائل التي تعيش في البصرة والمحمّرة والإحساء والتي كان لها يوماً ما تواجدٌ فيالبحرين. ولا يخفى على أحد أن فتح الباب على مصراعيه، وفق هذا المنطق، سوف يجعل البحرينفائضةبالمجموعات السكانية بشكل لا يُتصور. وفي كل الأحوال فإنّ تساؤلاً لا بد من أن يُطرح بخصوص واقعالتجنيس في منطقة الدواسر، حيث استخدمت وسائل مختلفة لإدارة عملية التجنيس السياسي، وبأرقام مخيفةجداً، تتراوح بين 10 آلاف إلى 100 ألف.

      نقطة ضوء هامة

      ويؤكد البحرينيون ان مشروع السلطة القائم حالياً على هز المجتمع السياسي البحريني وتفكيكه على المدىالمستقبلي، ينبني على استقدام كتل بشرية تحمي احتكارية السلطة وتُشتّت اتجاهات الفعل الشعبيالمعارض. ولتأدية هذا الدور فإن المهمة منوطةٌ تحديداً بالمجموعات المستقدمة من سورية والأردنواليمن وبعض القبائل العربية. وبالتالي فإنّ التنديد الشعبي بمُخطط التجنيس المنظّم لا علاقة لهبالحقوق الطبيعية لما يُعرف بـ>البدون< الذين وُلِدوا في البحرين ومثّلوا قيمةً تاريخيةً وثقافيةًلا تنفصل عن تاريخ البحرين الثقافي.

      إنّ التجنيس الممنهج للتخريب السياسي القادم، إضافة إلى تعديه على الاعتبارات القانونية وتجاوزهللأخلاقية الوطنية، يفتح المجال واسعاً للتداعيات الخطيرة للكانتونات الاستيطانية، بما فيها الأضرارالثقافية والاجتماعية.

      الإبادة الثقافية

      وتهدف جريمة إبادة الجنس البشري Genocide إلى قتل الجماعات أو المجموعة البشرية بوسائل مختلفة،وتعتبر من الأعمال الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع لأنها تؤدي إلى إبادة أو اضطهاد كائناتإنسانية كلياً أو جزئياً بسبب طبيعتهم الوطنية أو العرقية أو السلالية أو الدينية. وهي ترتكب بصورةعمدية ولا تنحصر آثارها على الوضع الداخلي للدولة التي تقع في نطاق حدودها الإقليمية وإنما تمتد حتىإلى الأسرة الدولية بسبب أثارها الشاملة. وهي ليست من الجرائم السياسية و إنما تعد من الجرائمالعمدية العادية حتى وان ارتكبت بباعث سياسي.

      ومما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وجريمة إبادة الجنس البشري سياسة الاضطهاد الطائفي، والتمييزوالتحقير لأسباب ثقافية واجتماعية.

      تحديد مفهوم جريمة إبادة الجنس البشري:

      نصت اتفاقية منع إبادة الأجناس البشرية والمعاقبة عليها لعام 1946 على أحكام الجريمة المذكورة،فالإبادة يقصد بها التدمير المتعمد للجماعات القومية أو العرقية أو الدينية أو الإثنية، ويراد بكلمةأو مصطلح genocide في اللغة اللاتينية (قتل الجماعة)، فقد اقترن اسم وشيوع مصطلح جريمة الإبادة معالنازية أولاً حيث جرى قتل ملايين البشر بسبب دينهم أو أصلهم العرقي واعتبرت الجريمة من نمط الجرائمضد الإنسانية حتى ولو لم تكن الجريمة إخلالاً بالقانون الداخلي للأنظمة المنفذة لها.

      ولاشك في أن ارتكاب الأفعال بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعات قومية أو إثنية أو عنصرية أودينية، يقع من خلال صور متعددة وسواء أكانت الجريمة بصورة مباشرة أم التحريض عليها أم بالتآمر علىارتكابها، وسواء كان ذلك أثناء السلم أم الحرب. فقد جاء في المادة الثانية من الاتفاقية ما يلي :
      >في هذه الاتفاقية تعني الإبادة الجماعية أياً من الأفعال التالية : المرتكبة عن قصد التدمير الكليأو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه: 1ـ قتل أعضاء من الجماعة 2 ـإلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة 3ـ إخضاع الجماعة عمداً لظروف معيشية يراد بهاتدميرها المادي كليا أو جزئيا 4 ـ فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة 5 ـنقل أطفال من الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى<.
      وهذه الأفعال الإجرامية يعاقب عليها القانون سواء من
      خلال الإبادة الفعلية أو بالتآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية أو التحريض المباشر والعلني علىارتكابها أو في محاولة ارتكابها أو الاشتراك فيها ويتعرض للمسؤولية القانونية أيُ شخص كان حتى ولوكان مسؤولاً دستورياً أو موظفين عامين أو أفراداً. كما أن هذه الجريمة لا تسقط بمرور الزمان.

      ويتضح من ذلك أن قتل الجماعات يحصل بطرق أو وسائل مختلفة منها: ـ النوع الأول :الإبادة الجسدية وهويتمثل في قتل الجماعات بالغازات السامة أو الإعدام أو الدفن وهم أحياء أو القصف بالطائرات أوالصواريخ أو بأي وسيلة أخرى تزهق الأرواح.

      بايولوجية

      ـ النوع الثاني: الابادة البايولوجية وتتمثل بطرق تعقيم الرجال أو إجهاض النساء وبوسائل مختلفة بهدفالقضاء على العنصر البشري. (الفقرة د ـ من المادة الثانية ) من اتفاقية منع إبادة الأجناس والمعاقبةعليها.

      ـ النوع الثالث:الإبادة الثقافية وتتمثل في تحريم التحدث باللغة الوطنية والاعتداء على الثقافةالقومية والوطنية.( الفقرة ج من المادة الثانية من الاتفاقية ).

      غير أن الأسرة الدولية لم تتجه بعد إلى اعتبار هذا النوع من الإبادة جدياً وخطيراً ويؤدي إلى الفناءعلى الرغم من أن هذا النوع من الإبادة هو إبادة معنوية تدمر البشر وهي يؤدي إلى الصهر والإذابةوالتدمير وهو عمل غير مشروع.

      كما ان الإبادة الثقافية تشمل التجنيس السياسي والاستثنائي نموذجاً. وفي التجربة المحلية فيالبحرين، يمكن اعتبار التجنيس الاستثنائي، وخاصة في شكله السياسي، نموذجاً واضحاً على مفهوم الإبادةالثقافية. فإدخال أعداد كبيرة من المجموعات السكانية الغريبة، وبشكل عمدٍ مقصود، ومن غير مراعاةللتوازنات الثقافية والاجتماعية والسياسية القائمة؛ هو تهديد جديّ بالتشكيل الثقافي للبحرين، ولهويةالشعب الوطنية.

      ومن الواضح أنّ الاعتبار السياسي الذي يدفع السلطة إلى القيام بهذا الخطوة، لا يُغفل العنصر الإباديوالتدميري. فالمخطط السياسي في عملية التجنيس لا يكتمل إلا مع إحداث تغييرات مقصودة في البناءالثقافي والاجتماعي للواقع البحريني، والسبب في ذلك أن هذا البناء هو المعني بالدرجة الأولى فيإنتاج اتجاهات الرأي العام، وفي تشكيل الرؤى السياسية، وبالتالي فإنّ التجنيس السياسي ناظر في طريقهالعملي إلى التركيب الثقافي والاجتماعي القائم، ويستهدف في المقدمة والمؤخرة خلخلة هذا التركيبوتمييعه إلى درجة الذوبان. ومن هنا نلحظ الوجه الإبادي الثقافي لانعكاسات التجنيس المنظم لأهدافسياسية.

      ملف مغلق

      وفي قراءتهم لما يمكن ان يعرف بالتجنيس السياسي وتهديد الإصلاح السياسي، ينظر البحرينيون الى الامرمن زاوية ان التوجّه إلى اعتبار >التجنيس السياسي< ملفاً ملغوماً يستدعي المعالجة الحاسمة، لايستبطن خروجاً على أسس المشروع الإصلاحي الذي تؤمن به قِوى المعارضة، بل إنه يتضمنُ دعوة حثيثةلحمايته وتحصينه من الساعين إلى إفشاله وإيصاله إلى طريق مسدود. فهذا المشروع سيكون معرضاًًللانحلال التدريجي، نظراًً للتسيب الذي سيتعرّض له المجتمع السياسي، وما سينشأ من مصادر تهديدمستقبلية لبُنى المجتمع الطبيعية ولتكويناته الثقافية، وهو ما من شأنه أنْ يؤثر على الثقافةالسياسية واتجاهات الفعل الاجتماعي والوطني بما يتعارض مع مفاهيم الإصلاح وقواعده الأساسية.

      ولا تستند هذه الرؤية على مخاوف مصطنعة أو >فوبيا المؤامرة<، كما أنها بالتأكيد خالية من أي اشتغالطائفي بغيض. فالشواهد اليومية التي تدور فصولها على أرض الواقع، وبعض التجارب الشبيهة في دول أخرى(لبنان مثلاً).. تؤكّد حقيقة الخطر السياسي والثقافي المُقبل إنْ لم تُرسم خطة معالجة جادة لحالاتالتجنيس السياسي، والتي ثبُتَ أنها لعِبت دوراً واضحاً في التوازنات السياسية والانتخابية.

      ولذلك فإنّ على الأصوات التي بدأت ترتفع مؤخراً، أن تُدرك جيداً أنّ الخطابات التأليبية والنفخ فيالكلمات والشعارات الجميلة، لن تُخفي من واقع الأمور. والأخوة المجنسون الذين كانوا مواداً أوليةًللتجنيس السياسي والأمني، عليهم أيضاً أن يعوا ذلك جيداً، فالإنشائية المصكوكة بالجمل المتزلفةوالتبريرية لن تُجدي في إقناعنا بأن منْ استُقدِم عمداً للوطن ومُنح جنسيته لأداء أدوار تتنافى معالقانون والأخلاقيات، يمكن أن يتحوّل إلى مواطن صالح يدافع عن متطلبات المواطنة الحقة. وإذا كان ولا
      بد، فإنّ على هؤلاء المتباكين والمنتفعين من خرق القوانين، أن يتذكروا >الممارسة الوطنيةوالأخلاقية!!< التي اضطلع بها >المجنسون أمنياً< خلال الحقبة السوداء السابقة بحقّ أبناء الشعب فيغياهب المعتقلات وغرف التحقيق، وكيف كانوا يُمعنون في التعذيب والإنتهاكات أثناء مداهمة بيوتالمواطنين وقمع المسيرات السلمية. فهل أصبح هؤلاء >مواطنين صالحين< فجأة وبقرار فوقي؟ وهل المواطنةالصالحة تنشأ بين ليلةٍ وضحاها وتبعاً لتبدلات الولاء السياسي وتغيّر المراحل؟! إنّ إلحاحنا على
      إيقاف أنماط التجنيس السياسي والأمني، وكل أنواع التجنيس المنظم خارج إطار القانون، يستهدف الحفاظعلى حقيقة المواطنة البحرينية والانتماء الخالص لهذا الوطن. ورؤيتنا في هذا المجال تشددُ على ضرورةأن تضع الحكومة خطة معالجة لكلّ الحالات التي ينطبق عليها هذه اللون غير القانوني من منح الجنسية.
      والجعجعة التي تُحاول جاهدة تلبيس هذا الإلحاح طوابع سياسية واستهدافات متخيلة، إما أنها تجد نفسهامعنية بالأمر وتشعرُ بأن الدائرة تحيق بها، أو أنها لا تملك أفقاً بعيداً يُتيح لها استشراف ما خلفالأستار.

      وفي كلِّ الأحوال، فإنّ التبعات العكسية التي ستنكشف عبر النوافذ الاجتماعية والثقافية، ستُبرهنجدية المزلق الوطني الذي ينجرُ إليه الجميع، فـ >الكانتونات< الاستيطانية التي جُنّست لتخريب البناءالسياسي في البلد، مهيأةٌ أيضاً لزعزعة الأمن الثقافي والاجتماعي، وحينها سُيصبح عسيراً الإمساكُبالآثار الجانبية والحدّ منها، وستتطلب المشكلة >خطة طوارئ< عاجلة تستدرك الخطر قبل أنْ نشهد يوماًما >هولوكست< آخر للهوية الوطنية.

      رؤية المعالجة..

      كما لا يقف البحرينيون عند هذا الحد وانما يتعدونه الى فهم حقيقة كونه إرجاعا إنسانيا إلى البلدانالاصيلة التجنيس المنظّم ينطوي على مخالفات قانونية صريحة، وتجاوز لكلِ الاعتبارات الأخلاقية. فهوقد تم دفعة واحدة في بعض الحالات الحرجة، وهو ما يُظهر البُعد الجماعي لعملية التجنيس السياسي، وهوما يعني أنّ التجنيس المقصود هنا حصل حتى دون إتمام الإجراءات القانونية المطلوبة، فيما يُشير إلىوهمية الكثير من الحالات وعدم توثّقها الرسمي والقانوني. وإذا كان المدخل الطائفي منظوراً إليهضمناً في هذه العملية، وذلك من خلال الاكتفاء والتشديد على انتقاء المجنسين المستجلبين من طائفة
      معينة، فهذا يعني أنّ الإخلال السياسي الذي يستهدفه هذا التجنيس المنظم، يمر عبر الدهليز الطائفيوضرب أشد الأوتار حساسية.

      ثمة فارقٌ كبير بين التزايد غير المتوازن في عدد السكان بين الطوائف لأسباب طبيعية وإحداث تغييرديموغرافي مُفتعل. التلاعب في التركيبة الديموغرافية ـ الطائفية في بلد تحكمه توازنات بالغة الدقةوالحساسية المذهبية، وليس فقط الطائفية، هو مسألة بالغة الخطورة، خصوصاً في ظل الخلل القائم على غيرصعيد. وتمّ توزيع المجنسين في بعض المناطق بشكل عشوائي هدفه في بعض الأحيان التأثير على التوازناتالديموغرافية، وتمّ تجيير أصواتهم في العمل الانتخابي لصالح اتجاهات سياسية قريبة من السلطة. إنالإخلال بالموازين الديموغرافية بشكل مفتعل، في مجتمع شبه إثني عانى من اضطرابات سياسية عديدة، لايشكّل انتكاسة للعيش المشترك فحسب بل قد يؤدي إلى نسف مقومات وجوده.

      ولذلك فإن حجم الأزمة التي سيسببها التجنيس السياسي وآثاره الثقافية، تستوجب معالجة حاسمة ونهائية.ويمكن تلخيص الرؤية في هذا الموضوع في العناوين التالية: مرتكز الرؤية في موضوع التجنيس السياسي فيظلِّ التداول السياسي المحلي للملفات الساخنة وارتفاع حدة التجاذبات المختلفة التي تُحيط بحركةالإصلاح؛ ويبرز ملف (التجنيس السياسي والطائفي) بوصفه واحداً من أبرز الملفات العالقة، والذي لايزال يتطلب التحرك الجاد والمعالجات الجذرية.

      التغييب

      وبالنظر إلى الآثار والانعكاسات الخطيرة المترتبة على هذا الملف، ولأنه يخضع الآن للتغييب والتعميةالمتعمّدة من قِبل الحكومة تحاول الجهات الرسمية إخضاعه للمساومة غير العادلة مع قِوى المعارضة،فإنّ هناك حاجة ماسة لإعادة فتح هذا الملف بطريقةٍ حكيمة وشاملة، وذلك بهدف إبراز التداعيات السلبيةالتي يمكن حصولها ـ وبدأت تنكشف العديد من مؤشراتها ـ في حال استمرار تغييب الحقائق والوثائق الخاصةبهذا الملف، ولم يجر العمل على اتخاذ إجراءات حاسمة لإيقاف مسلسل التجنيس الممنهج المبني على أهدافسياسية وطائفية مضادة، وهو المسلسل الذي كشف عمق أزمة الثقة المضمرة بين الحكومة والشعب.

      وفي إطار المعالجة النهائية لهذا الملف، تتأكّد أهمية وضوح الرؤية بشأن كل إفرازات مخطط التجنيسالأمني والسياسي، والعمل على بلورة برامج المعالجة حيالها والتي ينبغي أن تتصف بالحسم الكاملوالمطالبة بإلغاء كل قرارات التجنيس (بما فيها الصادرة بمراسيم ملكية) الصادرة بموجب الهاجس السياسيوالتخريب السكاني، وإبطال ما ترتب عليها، مما يعني ضرورة تسوية أوضاع المجنسين سياسياً وترتيب خطةمقننة لترحيلهم مع مراعاة كافة المتطلبات الإنسانية والحقوقية في ذلك.

      إنّ فتح هذا الملف ليس مرتبطاً بضرورة مؤقتة ليُحركَ في إطار زمني معين ثم يُترك لحاله ويُنسى، كماأنه من غير الصحيح استراتيجياً وأخلاقياً استثمار هذا الملف باعتباره أداة ضاغطة (تكتيكية) لتحقيقأغراض سياسية معينة. إنّ حقيقة المخاطر المترتبة على هذا الملف، وكونه مُعبِّراً عن طبيعة الأداءالحكومي غير الشفاف والمبطّن بالعُقد والعدائية وسياسة الالتفاف.. هو ما يفرض على القِوى الأهليةالحية الإمساك بهذا الملف بكلِّ عناية، والعمل على دراسة محتوياته ونتائجه العاجلة والآجلة بإتقانوشمولية. وسوف يكون منوطاً بهذه القِوى التصدي لكلِّ متعلقات هذا الملف واحتياجاته، والتهيؤ الكامللتحمّل تبعاته السياسية والإعلامية، وهو أمر يشير إلى ضرورة مراجعة هذه القِوى لأدائها المطلبيالسابق، وأن تعمل على هندسة أداءٍ يتناسب مع خطورة هذا الملف وآليات تحريكه المقترحة.

      الأهداف الكبرى

      وبناء على ذلك، يؤكد البحرينيون دون خلاف على أن خطاب الرؤية الذي ينبغي أن يكون مؤسِّساً لبرنامجتحريك ملف التجنيس السياسي، يرتكز على أساس العناوين التالية: الأهداف الكبرى (المطالب):
      ـ المطالبة بـإعداد لجنة تقصي حقائق لكلّ حالات التجنيس المشكوك فيها، والسماح لها بالاطلاع على كلّالوثائق المغيبة والتنقيب عنها لدى الجهات المختصة.

      ـ المطالبة بـإيقاف كلّ إجراءات التجنيس التي تجري تلبية لأهداف سياسية وأمنية وطائفية، بغضِّ النظرعن وقت حصول هذه الإجراءات.

      ـ المطالبة بـمحاسبة كلّ منْ يقف وراء استمرار سياسة التجنيس الممنهج، ويمارس أي شكل من أشكالالتخريب في التركيبة السكانية للبحرين، وخلخلة التوزيع الثقافي والإثني بشكل غير قانوني وبناءً علىأهداف طائفية بغيضة.

      ـ المطالبة بـإبطال آثار قرارات التجنيس السياسي والأمني غير القانونية، وإعداد خطة إنسانية شاملةلترحيل المستفيدين من هذه القرارات.

      ـ المطالبة بـمعالجة الآثار السلبية والأضرار التي نجمتْ عن تطبيق هذه السياسة الفاسدة في التجنيس،وتعويض المواطنين الذين يثبُت تضرّرهم المباشر بسببها.

      ـ وبهذه الطريقة يمكن ترسيخ مبدأ الشفافية في التعاطي مع الملفات العالقة، ووضع اليد على الفواعلالأساسية المتسببة في استمرار هذه الملفات وتأزمها، وهو كفيل بتعزيز سلوك المكاشفة مع السلطة وتجاوزالتقاليد الخاطئة التي تقوم على خطاب المجاملة والدبلوماسية المبطنة والتورية السياسية خاصة مع مثلهذه الملفات الكبيرة.

      د. سعيد الشهابي : التجنيس لم يكن ظاهرة بارزة في سياسة العائلة الخليفية الحاكمة

      ويقول د. سعيد الشهابي أقدم وأشهر الناشطين السياسيين البحرينيين في الخارج والذي يقيم في لندن منذأوائل السبعينيات أن ظاهرة التجنيس لم تكن في الماضي بارزة في سياسة العائلة الخليفية الحاكمة، لعددمن الأسباب: أولها أن القرار السياسي الاستراتيجي قبل الانسحاب البريطاني في عام 1971 لم يكن بأيديالحاكمين من أفرادها، بل كان خاضعا لما يقرره الإنجليز عبر المعتمدين أو المقيمين السياسيين فيالمنطقة، وثانيا أن الإنجليز ضمنوا أمن العائلة واستمرار حكمها رغم أنها كانت تمثل حكم الأقليةبالنسبة إلى شعب البحرين، وثالثا أن البلاد كانت عموما بلدا صغيرا لا يستهوي الكثيرين، ولم تكنلديها إمكانات مادية كبيرة تجذب الأجانب. هذا بالإضافة إلى أن الحاكمين لم يكونوا بدرجة من الصلافةأو القوة التي تدفعهم إلى اتخاذ مثل هذا القرار الخطير. فهو قرار ليس معتادا في سياسات الدول ولايقدم عليه إلا من يقرر أن يدخل في مواجهة خطيرة مع أبناء البلد الذي يحكمه. يضاف إلى ذلك أنالإنجليز تدخلوا في حكم البلاد بشكل مباشر يومي منذ إحلال ما سمي وقتها الإصلاحات الإدارية في عام1923 على يدي المعتمد السياسي البريطاني في البحرين، الميجور ديلي، الذي خدم في العراق خلال ثورة
      العشرين التي خاضها الشعب العراقي ضد البريطانيين وعرف بعض خصوصيات الشعبين العراقي والبحريني، ولميشأ أن يثير أغلبية السكان.

      يكمن أن بدايات التفكير في المشكلة السكانية بدأت بعد الانسحاب البريطاني، وذلك لعدد من الأسباب:
      أولها سيطرة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على مقاليد الأمور وإدارته دفة الحكم كأقوى رمز فيالعائلة، ولديه مشاعر اكتسبها من السنوات القليلة التي مارس فيها السياسة من خلال جهاز الشرطة منذنهاية الخمسينيات.

      وثانيها الإضرابات العمالية والسياسية التي حدثت في عهده ابتداء بالإضراب الشعبي الشامل في تشرينالاول (أكتوبر) 1954 مرورا ببقية إضرابات الهيئة وإضرابات عمال شركة النفط والطلاب في 1965 وانتهاءبإضراب عمال ألبا في 1972، أي قبيل انتخابات المجلس التأسيسي ببضعة شهور.

      وثالثها أن البلاد دخلت المرحلة النفطية الحقيقية بارتفاع أسعار النفط بعد حرب 73 الأمر الذي أدىإلى تطورين: الأول بروز الحاجة إلى أيدي عمالية إضافية لتلبية احتياجات سوق العمل التي كانت آخذة فيالتوسع، والثاني توفر قدرة مالية كبيرة أدت إلى زيادة جشع الشيخ خليفة بن سلمان الذي اصبح رئيساللوزراء بعد الانسحاب البريطاني، وقدرة اقتصاد البلاد على استيعاب أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية.
      بالإضافة إلى هذه العوامل، كان أفق الشيخ خليفة في البداية مقتصرا على محاولة احتواء مخاطرالإضرابات العمالية التي كانت تسبب حرجا كبيرا للعائلة الحاكمة وتحمل إمكانات خلخلة الوضعين السياسيوالأمني، الأمر الذي قد يعرض أمن العائلة الحاكمة للخطر. في تلك الفترة كانت الأوضاع الداخليةللعائلة الخليفية عاملا يحول دون المجازفة بإجراءات اكبر ضد المواطنين، خصوصا التوتر في العلاقاتبين الشقيقين الشيخ خليفة والشيخ محمد، وعجز الشيخ عيسى عن احتواء الموقف.

      تعليق


      • #4
        لقد كان في استقدام عشرات الآلاف من العمال الأجانب وسيلة للسيطرة على سوق العمل، من وجهة نظر الشيخخليفة الذي أراد لحكمه أن يعتمد على خلق توازنات مهما كانت هشة لمنع تصاعد الاضطرابات أو حدوثتصدعات سياسية تزلزل حكمه، كما حدث في العشرينيات للشيخ عيسى بن علي. ولا شك في أن استقدام العمالةالأجنبية نجح في تحجيم القدرة السياسية للحركة العمالية في البحرين التي أبعد عدد من رموزها بسببنشاطهم في تحريك الاضطرابات العمالية في السنوات العشر السابقة أي منذ اضطرابات 1965. اقتصرت سياسةالشيخ خليفة في تلك الفترة على استقدام العمال الأجانب وتسهيل فرص عملهم، مستغلا قانون أمن الدولةالذي هيأ الأوضاع الأمنية لمنع أي احتجاج ضد هذه السياسة، بالإضافة إلى توسع سوق العمل وظهور أوضاعاقتصادية جديدة خلقت أجواء ضاغطة تستدعي استقدام عمالة أجنبية رخيصة.

        وأوغل الشيخ خليفة في هذه السياسة فسيطر على عدد من الوكالات لاستقدام الأجانب وشرع سياسة ما يسمىبـ >الفري فيزا< Free Visa التي يستقدم المتنفذون من العائلة الخليفية بموجبها العمال الأجانب إلىالبحرين بتأشيرة عمل ولكن دون عمل محدد، ويزج بهم في سوق العمل مقابل عمولة كبيرة على مدخولاتهم.
        ونجم عن إغراق سوق العمل بهذه الصورة تحجيم العمل السياسي المعارض الذي لم يعد قادرا على تحريكالقضايا العمالية بشكل فاعل كما كان ممكنا في العقود السابقة.

        في تلك الفترة كان التجنيس مقتصرا على أعداد محدودة من ذوي العلاقات الخاصة مع العائلة الخليفية،ولم تكن هناك سياسة لتجنيس الأجانب بشكل منهجي. ولكن تكرست سياسة الفرز الطائفي في مجال التوظيف،فمنع قطاع كبير من المواطنين من العمل في وزارتي الداخلية والدفاع وهي سياسة لا تزال سارية المفعولحتى اليوم. وحتى في إطار الفرز الطائفي، كانت هناك بعض المواقع الحساسة التي رفضت العائلة الخليفيةإسنادها إلى المواطنين وانحصرت بأيدي الأجانب.

        فقد أسندت المناصب العليا في جهاز الأمن إلى البريطانيين منذ عهد الحماية البريطانية. ففي عام 1966أسند القسم الخاص بجهاز الأمن إلى الضابط البريطاني الاستعماري ايان هندرسون الذي بقي في هذا المنصبحتى 1999، ومعه ثلة من البريطانيين الذين لا يزالون في مواقعهم حتى اليوم.

        مستقرة

        سياسة التجنيس كانت مستقرة إلى حد ما. فمنذ أن بدأ الإحصاء الرسمي في البلاد في عام 1941 كان هناكتوازن سكاني ثابت تقريبا، يعكس نسبة مستقرة للطائفتين الأساسيتين، الشيعة والسنة، بأغلبية للأولىبحدود خمسة وسبعين بالمائة. وقد استمر الإحصاء الرسمي طوال السبعين عاما الماضية حيث يجري بشكل عقديأي مرة في كل عشرة أعوام. وعلى الرغم من أن الحكومة لم تكشف النسب المذهبية في البلاد فقد كان هناكشعور عام باستقرارها استنادا إلى التقديرات التي تعتمد على معدلات الإنجاب والنمو الطبيعي، وغيابالتجنيس السياسي. ولكن استمر شعور الموطنين الشيعة بالغبن بسبب سياسة الفرز الطائفي الذي مارستهالحكومة تجاههم، وهي سياسة نجم عنها غياب الشيعة من المناصب العليا في الدولة، فلم يكن هناك منهم
        سوى واحد من عشرين في منصب وكيل وزارة، وتكرست تلك السياسة حتى اليوم. ومورست بحقهم سياسة الفصلالعنصري تماما كان معمولا بها في الدول التي تمارس تلك السياسة مثل جنوب إفريقيا وروديسيا. والزائرإلى البحرين يلاحظ بوضوح غياب الاهتمام الرسمي بالبنية التحتية في المناطق التي يقطنونها، فليس هناكشوارع مرصوفة ولا أرصفة ولا حدائق عامة ولا خدمات صحية، واستمر منعهم من العمل في المواقع الحساسةللدولة، فكان التعامل معهم يعكس خلفية شك متواصلة من قبل العائلة الخليفية الحاكمة التي شعرتباستمرار بانعدام الثقة مع أغلبية المواطنين. وبالتالي تشكل الحكومات بعقلية خطيرة قائمة على حساباتسياسية غير مشروعة في إدارة البلاد.

        وفي الحالات التي شهدت توترا سياسيا في البلاد قامت العائلة الخليفية بإقالة المئات من الشيعة منوظائفهم خصوصا في المجالات التي تحمل طابعا أمنيا. هذا الشعور تكرس لدى العائلة الحاكمة، وأدى فيالنهاية إلى تغير خطير في عقلية رموزها.

        لقد كان دور المواطنين الشيعة حاسما في تحديد الهوية العربية الإسلامية للبحرين طوال القرونالماضية. وكانوا في طليعة المتصدين للاستعمار البريطاني، وتلاحموا مع المناضلين من المواطنين السنةفي تلك المهمة النبيلة، ووقعوا العرائض الوطنية منذ اكثر من ستين عاما، في 1938 وفي الأربعينات وفيالهيئة التنفيذية العليا في 1954 وفي 1965 وخلال الفترة الوجيزة من الممارسة البرلمانية في النصفالأول من السبعينيات وفي العرائض التي وقعت في التسعينيات. هذا التلاحم اغضب العائلة الخليفية بشكلكبير، وأدى إلى ما حدث في السنوات العشر الأخيرة من اضطرابات وسجون وإبعاد وتمييز اكثر من السابق.

        ومع استلام الشيخ حمد مقاليد الحكم بعد وفاة والده في آذار (مارس) 1999، كانت تجربة العائلةالخليفية مع الانتفاضة، الحركة المطلبية في التسعينيات، شبحا يطاردها ويحول دون شعورها بالاستقرار.
        فكانت أمام خيارين: إما الانصياع للمطالب الشعبية وإعادة العمل بدستور البلاد لعام 1973م الذي كانالوثيقة التعاقدية الوحيدة بين شعب البحرين والعائلة الحاكمة أو إجراء تغيير جوهري في التركيبةالسكانية يحول دون قدرة الأغلبية من المواطنين على إحراج العائلة الحاكمة بالاحتجاج السياسي.

        فجاء مشروع التجنيس السياسي الخطير. ولكونه خطيرا جدا كان لا بد من تغليفه بأساليب مضللة والتقديمله بما يثير مخاوف المواطنين وشكوكهم. وبالإضافة الى تجربة التوتر السياسي كان الشيخ حمد يعلم أنالعراق على وشك التغيير بعد أن قررت الولايات المتحدة تغييره، وان الوضع في العراق في طريقه إلىتغيير في عقلية الحكم وهيكليته.

        سقوط

        سقطت الأنظمة التي تمثل الأقلية والتي دعمتها بريطانيا منذ مائتي عام. فقد سقط حكم الأقلية فيروديسيا الذي تزعمه ايان سميث، وذلك بعد مفاوضات طويلة انتهت بتوقيع اتفاقية لانكستر هاوس في لندن.
        وفي 1975 قام حكم ديمقراطي أدى إلى استلام الأغلبية مقاليد الحكم. وفي جنوب إفريقيا لم تستطعبريطانيا الاستمرار في دعم الأقلية البيضاء واضطرت إلى التخلي عن نظام الفصل العنصري، وأدى إطلاقسراح نيلسون مانديلا في 1991 إلى سقوط نظام الفصل العنصري. وبقيت العراق والبحرين آخر بلدين دعمتبريطانيا فيهما نظامين يمثلان الأقلية. وكان واضحا أن نظام صدام حسين لن يستمر طويلا بعد مغامراتهالجنونية التي أزعجت داعميه في واشنطن ولندن، وان سقوط صدام حسين سوف ينهي عهد الاستبداد والقمعالذي سعى الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة إلى تقليده في كل شيء تقريبا: فالاستبداد الحزبي يقابله
        استبداد العائلة الحاكمة، والتمييز في التوظيف والمناصب على أسس حزبية أو طائفية أمر مشترك، وتداعيالخدمات للمناطق التي تقطنها الأغلبية سمة مشتركة بين العراق والبحرين، والقمع كان واحدا منالممارسات التي قلد الشيخ خليفة فيها صدام حسين، وشمل ذلك اعتقال المعارضين وتعذيبهم وقتلهم ومنععودتهم. ومشروع التجنيس هو الآخر كان مشروعا عراقيا لم يكتب له النجاح. ففي الثمانينيات استقدم صدامحسين قرابة خمسة ملايين من المصريين في محاولة لتغيير التركيبة السكانية، ولكن تداعيات الحربالعراقية الإيرانية ومقتل الكثير من هؤلاء اضطرهم إلى الهرب بحياتهم والعودة إلى مصر ففشل ذلك
        المشروع. وقد استفادت العائلة الخليفية من ذلك فقررت القيام بذلك الإجراء.

        استلم الشيخ حمد الحكم وسمعة عائلته في الحضيض بسبب ممارساتها القمعية ضد شعب البحرين. ورأى الفرصةمناسبة لوضع ذلك المشروع موضع التنفيذ. ولكي ينجح المشروع كان عليه أن يمارسه سرا ودون أن يشعر أحدبوجوده، وان يخلق ظروفا مؤاتية لتنفيذه، فجاءت قراراته بإطلاق سراح السجناء السياسيين والسماح بعودةالمبعدين وتخفيف الأوضاع الأمنية الخانقة ولكن دون تقديم أي تنازل سياسي. في الوقت نفسه استغل ظروفالهدوء الأمني والسياسي لتنفيذ مشروع التغيير الديموغرافي، فمنح الجنسية البحرينية لعشرات الآلاف منالأجانب، بمن فيهم أعداد كبيرة من القبائل في الجزيرة العربية وسورية والأردن واليمن وباكستان. وكانلقبيلة الدواسر في المملكة العربية السعودية نصيبهم الأكبر من التجنيس. وتدعي العائلة الخليفية أنتجنيس الدواسر انما هو بسبب انهم بحرينيون. وهذا افتراء محض. فالدواسر ينتمون تاريخيا إلى واديالدواسر في الجزيرة العربية، وجاء بعضهم إلى البحرين في القرن التاسع عشر، واستقروا بمنطقة البديع.
        وعندما أدخلت الإصلاحات الإدارية على يدي الميجور ديلي في 1923 عارضوا تلك الإصلاحات التي ابعدبموجبها الشيخ عيسى بن علي عن الحكم وعين مكانه نجله الشيخ حمد. وبموجب تلك الإصلاحات أيضا المساواةبين المواطنين أمام القانون وتشكيل جهاز شرطة مركزي وإلغاء توزيع البلاد الى مناطق يسيطر على كلمنها أحد أفراد العائلة الخليفية (هو الوضع الآن باسم المحافظات). اعترض الدواسر على ذلك وهددوابالانسحاب من البحرين.

        جريمة

        ولما لم يستجب الميجور ديلي لطلبهم المتمثل أساسا بإعادة الشيخ علي إلى الحكم والتخلي عن الإجراءاتالأخرى التي تساوي بينهم وبين أغلبية المواطنين، انسحب اغلبهم إلى الجزيرة العربية في 1924. ولكنهمعادوا بعد ثلاث سنوات وأعيدت لهم منازلهم وسفنهم التي صودرت منهم بقرار من الميجور ديلي. وبالتاليفليس هناك مواطنون بحرينيون سحبت منهم جنسياتهم بعد ذلك. ولو كان الأمر كذلك لبادرت العائلةالخليفية إلى إعادة تلك الجنسيات في العقود اللاحقة.

        التجنيس الذي يتم اليوم جريمة إبادة عرقية وثقافية، تتم في أجواء مصطنعة طرحها الشيخ حمد لتمريرالمشروع الخطير الذي تتبناه عائلته. وليس له مبررات تاريخية ولا أسس قانونية وفق المواثيق الدوليةأو المحلية، وهو انتهاك صارخ للتعاقد بين شعب البحرين والعائلة الخليفية الذي تم في 1970 عندما كانتالأمم المتحدة تسعى إلى تحديد مستقبل البلاد وفق متطلبات أبنائها. وقد اختار شعب البحرين الاستقلالوالعيش في ظل نظام مستقل يحافظ على هوية البلاد ويمنح أهلها حرية وديمقراطية وفق دستور مكتوب. هذهالتعهدات لم تعد اليوم ملزمة للشيخ حمد وعائلته، الذين قرروا القيام بما لم يجرؤ أحد من قبلهم على
        القيام به سابقا. من هنا اصبح الواجب الوطني والإنساني يحتم على الجميع التصدي لهذه الجريمة التي لاتستند إلى قانون أو دستور، بل هي قرار من عائلة حكمت البلاد بالنار والحديد منذ أن احتلت هذه الجزر،وأصبحت تشعر أن بقاءها ضمن الأطر القديمة غير ممكن إلا بتغيير ديموغرافي يوفر لها شعبا غير الشعبالذي عايشته بمرارة طوال المائتي عاما الماضية. فهل يسمح للعائلة الخليفية بتحقيق ذلك؟

        من السعودية إلى البحرين:

        تجنيس بالجملة.. طلبات بدائية واستجابات سريعة

        في ندوة التجنيس السياسي التي عقدت في البحرين في السادس عشر من تموز (يوليو ) الماضي من قبل ستجمعيات (أحزاب) سياسية هي: الوفاق الوطني الإسلامية، العمل الوطني الديمقراطي، التجمع القوميالديمقراطي، العمل الإسلامي، المنبر التقدمي الديمقراطي والوسط العربي الإسلامي الديمقراطي، جرى عرضمقتطفات من حوار حقيقي دار مع مجموعة متفرقة من المجنسين السعوديين القاطنين في مدينة الدمامبالمملكة العربية السعودية. الحوار تم في شهر تموز (يوليو) العام الماضي وهو موثق في فيلم متاح:

        وفي سؤال وجه لعدد من المتجنسين:

        < كيف حصلت على الجنسية البحرينية ؟ جاءت إجاباتهم على النحو التالي:

        > فهد:عن طريق العمدة بالدمام.. تقدم وتروح الاجراءات في البحرين ويجيك الجواز هنا.

        علي: سمعنا عن تقديم على جواز بحريني وقالوا التقديم عن طريق عمدة الدواسر . أخذت أوراقي واثباتاتيالسعودية ورحت قدمت عنده.. خلال ستة شهور طلع الجواز البحريني.

        جمعة: الجواز ما في كلافة (أي لا يوجد مشكلة).. الجواز تروح حق )أي تذهب الى) علي بن عيسى (عمدةالدواسر).. يعطيك أوراق وتعبيها (تملأها) وتييب (تجلب) صورة من بطاقة العائلة والبطاقة الشخصية..
        أنا يمكن أول جوازات أنا أستلمها.. حوالي 13 جواز بحريني وبطاقة سكنية وبطاقة شخصية وكل حاجة.

        جاسم: حصلت على الجنسية من عمدة الدواسر علي بن عيسى .. قدمت طلبات وأوراقاً وصوراً من الجواز...حصلت على تقريبا سبعة جوازات أنا مع عيالي الستة.

        عبدالله: قدمت جوازي عن طريق مكتب علي بن عيسى . عطوني طلب الأوراق وأنا عبيتها وقدمت على المكتبوتم حوالي ستة شهور.. اتصلوا علي وجابوا لي الجواز.

        ابراهيم: قدمنا الطلب على العمدة وعطيناه أوراق و صورة الجواز السعودي .. عطوني الجواز ما قصروا.
        هذه الاجراءات راحت الاوراق وجاب لنا الجواز هو بنفسه.

        عبد الرحمن: حصلت على الجواز البحريني عن طريق العمدة عيسى بن علي.. وأخذت حوالي ثلاثة شهور.

        < أين تتم إجراءات الحصول على الجنسية البحرينية ؟ عبدالله : المكتب في عمارة المليحي.

        > جمعة : مكتب في عمارة المليحي الدور الثالث.

        هل هناك طريقة أخرى للحصول على الجنسية البحرينية ؟ علي : وأنا أقول لهم إلي يبي (يريد) الجواز يروحمن نفسه (يذهب بنفسه) أحسن من طريق العمدة، لأن العمدة يجمع (الطلبات) واذا صارت خمسة الى ستة آلافمعاملة راح يوديها. وفي ناس راحوا ما لهم الا اسبوعين وحصلوا على الجوازات. يعني راحوا هناك البحرينسووهم ورجعوا.

        < متى حصلت على الجنسية البحرينية ؟ فهد : قبل سنتين.

        > علي: وحصلت على الجنسية البحرينية من مدة سنة ونصف. جمعة : للحين ثلاث سنوات من أخذت الجوازالبحريني..

        عبدالله: والله حوالي سنتين.

        ابراهيم: حوالي من ثلاث سنين تقريبا.

        عبد الرحمن : مقدم انا حق الجواز يمكن خمسة شهور وحصلت الجنسية البحرينية.

        < هل تحمل الجنسية البحرينية فقط؟

        > جمعة : عندي جواز سعودي، وكلهم عندهم جواز سعودي وبحريني... أنا مع.. عبد الرحمن رحت ودشيت (ذهبتودخلت) عند علي بن عيسى.. قلت له: هذا الجواز السعودي وهذا البحريني، بس (لكن) انت المسؤول اذاسحبوا الجواز السعودي من عندي .. قال لي (أي علي بن عيسى): لا يحركون السعودي ولا يحركون حاجة. عندكجنسية بحرينية ما يسحبون لا هاذي ولا هاذي..

        < هل تعرف كم عدد الذين حصلوا على الجنسية البحرينية؟

        > فهد: أغلبية العوائل هنا في حي الدواسر استفادوا من الجواز البحريني.

        علي: والله واجد أزيد (أكثر) من 15 الف.. أنا رحت (ذهبت) الى مكتب العمدة و(رأيت) أوراق واجد يعني
        حوالي ستة سبعة ثمانية آلاف معاملة.

        جمعة: 20 ـ 22 ألف تقريبا..

        ابراهيم: كم واحد ؟! .. والله ما عندي حسابهم أنا.. واجد عطو.

        < ما هي القبائل السعودية التي حصلت على الجنسية البحرينية؟

        > ابراهيم : أول ما صارت كانت مقتصرة على دواسر الدمام وبعدين (بعد ذلك) صار فيها على ما قالواوعطوا ناس موب (ليسوا) دواسر، عطوا قحاطين و زويريين )منتمين إلى قبائل في المملكة العربيةالسعودية).

        < هل استفدت من الخدمات الإسكانية بالبحرين؟

        > جمعة : رحت حق السكن قالوا انت كبير ما نعطيك. ما نعطي الا عيالك قلت آنا ابوهم مسؤول وياهم قالوالا ما نعطي اللي يطوف الستين سنة.

        اذا حصلت لي بيت زين (أفضل) بدل ما أروح اسكن في الفندق أو أأجر )أستاجر) لي شقة، أحصل لي بيتحكومة.

        جاسم : أتمنى يكون لي سكن هناك في البحرين طلبت السكن آنا مع اخواني ولا جت (لم تأتي) الموافقة.

        < هل شاركت في التصويت على الميثاق والانتخابات؟

        > فهد : أنا شاركت في الانتخابات اللي راحت. جمعة: نعم في الجسر وجوازي البحريني ختموا لي أنا معشباب دواسر.

        ابراهيم: الميثاق.. رحنا وقعنا على الميثاق.

        < من رشحت في الانتخابات؟

        > فهد : هم اتصلوا علي عمدة من البحرين ورشحت ولا أدري ويش (ما هي) السالفة (القصة).

        جمعة: إحنا (نحن) جو (أتوا) إلينا ناس في الديوانية وقالوا لنا كذا وكذا. قال لنا علي بن عيسى ماعليكم منهم. من عندي أنا أقولكم المحل الفلاني. ويعني ضعنا ما نعرف وين نروح ووين نجي (أين نذهب أونأتي)، محلات في البحرين ما ندلها.

        < هل تحمل معك البطاقة السكانية أو الجواز البحريني؟

        وقد تم خلال الفيلم الوثائقي عرض الجواز البحريني لعلي حيث كان تاريخ الإصدار: 22/01/0002 تم عرضالبطاقة السكانية لعلي: تاريخ الإصدار: 14/11/2001، تاريخ الميلاد : 22/1/1958، المهنة : لحام، رقمواسم صاحب العمل : وحدة خارج البحرين.

        كما تم عرض الجواز البحريني لجمعة حيث كان تاريخ الاصدار: 12/01/9991 وبطاقته السكانية وكان العنوانالمكتوب على البطاقة : بيت 1631 طريق 1632، مدينة المحرق 216 وعند ما تم انتقال الى مجمع 216 فيمدينة المحرق، طريق 1632 وبالتحديد لبيت 1631 وتم طرق الباب، خرج أحد العمال الهنود وقال ان هذاالبيت يخص وليد... والساكنين في هذا البيت يعملون في شركة انشاءات!!

        عسكر.. المستوطنة

        ويشير اهل البحرين الى قضية عسكر وهي قرية بحرينية صغيرة كانت هادئة طول الوقت.. ببساطة لأنها كانتقرية متجانسة. يأمن الناس على سفنهم وعلى أماكن تواجدهم وبيوتهم. وكانوا يعيشون بأمان حتى أتىالمجنسون. استناداً للقوائم الانتخابية النيابية، يشكل هؤلاء ما نسبته 24 في المائة من مجموعالناخبين. هذه النسبة في نمط اجتماعي نسبة النمو السكاني فيه عالية جدا تتجاوز 5 في المائة مقارنةبالمعدلات العالمية 1 ـ 2 في المائة . وإذا ما تم اعتبار ما دون السن القانونية للانتخاب، فإن هذهالنسبة تتجاوز 35 في المائة. بهذه الطريقة، تتحول هذه القرية في غضون سنوات قليلة من أغلبية أصليةإلى أغلبية مجنسة ليس لها علاقة بالبلد.

        في ظل هذه النسبة، لم يعد أهل هذه القرية الذين يعمل كثير منهم في البحر، يأمنون على سفنهم، فهيتسرق باستمرار. والساحل الذي يستعملونه، وهو لا يتجاوز 2 كيلومتر، لم يكونوا يحتاجون لأي نوع منالرقابة عليه. ولكن، منذ مجيء المجنسين، ولأن السفـن ومكائنها تسرق باستمرار، أوجدوا حرساً خاصاًعلى الساحل الذي لم يستطع منع استمرار السرقات.

        أهل عسكر لم يكن لهم مركز شرطة، لأنهم كانوا متجانسين. ولما دخلها هؤلاء المجنسون، نشبت المشاكلووصلت يوما من الأيام إلى التشابك بالأيدي بين أهل عسكر والمجنسين، نتج عنه بعض الجرحى والإصابات.

        في عسكر يوجد شارع رئيسي. ولأن عادات أخوتنا من المجنسين، أن يتسكعوا في الشوارع. بينما يستخدم أغلبأهل المنطقة الديوانيات والمجالس للقاءات الاجتماعية، أصبح هذا الشارع بعد السابعة او الثامنة ليلاًمحرماً على النساء والصغار ويمكن لأي إنسان يتحرك فيه أن يتعرض للمشاكل.

        عسكر نموذج لقرية بحرينية هادئة عمل التجنيس على تدميرها اجتماعيا وعلى فقد الأمن لسكانها الأصليين.
        هذه هي آثار التجنيس في مناطق عديدة وهي مثال للتدمير الاجتماعي بسبب المجنسين.


        المنامة ـ >المشاهد السياسي

        تعليق


        • #5
          يا ريت كانوا مجنسين الكوادر العلمية و الخبرات.........

          مجنسين حثالة المجتمعات.....

          ناس حالفين إن بينهم وبين التحضر خصومة.......

          العنف هو اسلوبهم اليومي......

          شكثر بحراني تعرضوا ليه عصابات المجنسين المنظمة و طرشوه المستشفى؟

          لكن بيجيهم يوم يعوف البحراني فيه مسالمته و يحرقهم فيه........

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

          يعمل...
          X