وسواس الزوجين بين التدين واللاتدين
الكثير من النساء يذهبن إلى بيت الزوجية بطابع ديني ، مع تأكيدات متكررة من قبل الأسرة إلى أسرة الزوج بوجوب التمسك بالقيم الدينية . و لكن قد تظهر لاحقاً عدة حالات من جملتها : أن تكون المرأة متعبدة و تستند إلى قوله تعالى : ( إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين ) و تلخص معاني الطهر والطهارة في الوسواس والماء والغسل. والغريب في الأمر هو أن أمثال تلكنَّ النسوة يجعلن الطهارة باسم الدين و بشكل مغلوط بدلاً من النظافة . و لهذا السبب تجد كل شيء في البيت قذراً ابتداءً بالأثاث وانتهاء بالستائر . و مثل هذه التصرفات لا تعتبر في الحقيقة إلا بدعة . و إذا كان الرجل متديناً حقاً فإنه يجد نفسه مكتوف اليدين و يحترق بنار الأذى ، و يدعو الله بالفرج والخلاص .
و إذا كان الرجل يعيش حالاً وسطاً بين التدين واللاتدين ، مع ميل إلى حالة اللاتدين ، تستحوذ حالة الاختلاف والتنازع على حياة الأسرة ، و كثيراً ما تؤدي إلى الافتراق . و لكن إذا كان الرجل مصاباً بالوسواس أيضاً ، ثم تأثرت به زوجته و أخذت تعمل على شاكلته ، يبدو لكل مَن يدخل مثل هذه الدار و كأنه داخل إلى دار أسرة صابئية ، على اعتبار أن صبَّ الماء يعتبر أصلاً أساسياً في دينهم ، و يهتمون بالماء في كل ممارساتهم الدينية .
مثل هذا الرجل والمرأة المصابين بالوسواس لا يجدان عملاً أكثر أهمية لديهما من التطهير بالماء . و نظراً لكثرة استخدامهما للماء لا يلبثان أن يصابا بأمراض جلدية و غيرها . و تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الأسرة تستفيد من أقل ما يمكن من اللوازم ، و غالباً ما تضحي بالنظافة في سبيل الوسواس .
المصابون بالوسواس على نوعين : الأول يكفي أن يقع ظل الشيء النجس ، أو الشيء الذي يُحتمل أن يكون قد تنجس على مر الزمان ، على يده حتى يسارع إلى دخول الحمام ليقضي فيه ساعات طويلة من أجل إزالة ظل النجاسة التي وقعت على يده . والنوع الثاني هو الذي تلامس يده شيئاً نجساً أو محتمل النجاسة ، فيبادر إلى الغسل والتطهير . و هذان النوعان يواجهان كلاهما صعوبات بالغة في ما يخص نجاسة حياتهما الجنسية .
السبب الذي يجعل الممارسة الجنسية ذات تأثير سلبي على الشخص المصاب بالوسواس يشبه إلى حد بعيد حالة الشخص المصاب بالبواسير . فبما أن الشخص المصاب بالبواسير يعاني من آلام شديدة في المخرج عند التخلي ، لذلك فهو مضطر إلى تقليل عدد مرات التخلي . هكذا الحال أيضاً بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بالوسواس ، فهم قد يضطرون إلى تقليل عدد مرات المضاجعة لأسباب مختلفة من جملتها عدم توفر الحمام لديهم أو بسبب إصابتهم بمرض يمنعهم من استخدام الماء ، أو لمللهم من كثرة استخدام الماء، و من الطبيعي أن تقليل عدد مرات المضاجعة يؤدي إلى إيجاد ضغط نفسي شديد لدى المرأة بسبب عدم إشباع غريزتها الجنسية ، و هو ما يؤدي تلقائياً إلى توتر علاقاتها ببقية أعضاء الأسرة ، فلا يعود المطبخ يعمل كما في السابق ، و لا تعود الثياب تـُغسل و تـُكوى ، و لا الأولاد يحصلون على درجات عالية في دروسهم . و من هنا نفهم أن وجود الوسواس في أي بيت من البيوت يؤدي إلى حصول خلل واضطراب في المعادلات والأساليب التي تسير عليها الأسرة .
و يتضح لنا في ضوء ما مرّ ذكره أن البيت الذي يدخله الوسواس إما أن تحتل الطهارة فيه مكان النظافة ، و هي بطبيعة الحال طهارة زائفة إذ تجد كل شيء فيه قذراً و في غير موضعه المناسب ، و إما أن تضطرب فيه المعايير و معادلات العلاقات العائلية نتيجة لاختلال العلاقات الجنسية . و هو كثيراً ما يؤدي إلى حصول النزاعات والخلافات .
و من المثير للدهشة أن استلهام الآية الشريفة : ( إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين ) . يبيح لنا القول بأن الطهارة الزائفة في بيت الشخص المصاب بالوسواس ترافقها على الدوام نظافة كاذبة ، بل والأسوأ من ذلك أن الوسواس يفضي إلى إسقاط الطهارة والنظافة كلتيهما ، لأن طهارة الظاهر في مثل هذه الحالات تنتهي إلى بث الاضطراب في الباطن و هو ما يؤدي إلى خسران الدنيا والآخرة ، بدلاً من إيجاد نقاء الباطن الذي يستجلب الرحمة الإلهية .
على المرأة المصابة بالوسواس إذا قرأت المقال هذا أن تعود إلى رشدها و تؤوب إلى الوضع الذي يجب أن تكون عليه ، أي أن لا تكون أكثر تمسكاً بالمسيحية من البابا ـ کما یقال ـ ، و إذا كان محمد (ص) و علي (ع) يسكبان الماء مرتين يجب أن لا تسكب هي أكثر من ذلك ، و إذا قيل : إن الذهاب إلى الحج يستلزم السفر إلى مكة يجب أن لا تيمم هي وجهها صوب سيبيريا . و إذا كان زوجها مصاباً بالوسواس يمكنها أن تطلع أحد ذويها على الموضوع بشكل لا يثير حفيظة زوجها ، لكي يبين له حكم التطهير في الإسلام أثناء لقائه به في مجلس أو في شارع.
هناك فارق جوهري واحد بين الرجل المصاب بالوسواس والمرأة المصابة به ، و هو أن الأطفال في الأسرة المصاب كلا أبويها بالوسواس ، يعانون من الأم أكثر من معاناتهم من الأب ، و سبب ذلك يعود إلى أن الأب قليلاً ما يُعنى بشأن غسل و تنظيف و تطهير الأطفال ، و أكثر ما تقع هذه المهمة على عاتق الأم . و من هنا يجب على الأم أن تعلم بأن سحب الأطفال في ليالي الشتاء الباردة ، و في أيام الصيف الحارة ، و إيذائهم تحت طائلة التطهير والنظافة و تسمية هذا العمل باسم الدين ، يجعل هؤلاء الأطفال يشمئزون من اسم الدين ، و بمجرد تحررهم من قيود الأسرة لا يراعون الإرشادات الدينية الواردة في هذا المجال ، بل و كثيراً ما يدعوهم ذلك إلى الارتداد عن الدين إلا إذا ثبت لهم أن تلك الممارسات المسماة بالوسواس الذي كان يسيطر على حياة الأسرة باسم الدين ، لم يكن من الدين في شيء .
یقول شخص : أعرف رجلاً لديه اهتمام فائق بالتمسك بأوامر الإسلام و نواهيه ، إلا أنه يختلق على الدوام أعذاراً واهية لكي يتيمم بدلاً من الوضوء . و لو رجعنا إلى ماضي هذا الشخص نجد أن أخته الكبيرة التي تربى في حجرها ، و كانت له بمثابة الأم كانت مصابة بالوسواس ، و كانت ترغم الأطفال على تطهير أيديهم حتى المرافق ، و غمس رؤوسهم و وجوههم في الماء بعد تناول الطعام و بعد إمساك القلم أو الدراجة الهوائية و بعد الكثير من الأعمال الأخرى .
و لا يسعنا هنا إلا أن نتوجه بالثناء على الإسلام الذي أمرنا بالقول عند استعمال الماء : الحمد لله الذي جعل الماء طهوراً و لم يجعله نجساً . و من الواضح أن تكرار المعنى بالقول : و لم يجعله نجساً ، موجه إلى المصابين بالوسواس .
و يبدو أن عمل هذا الشخص الذي يتيمم في بعض الحالات بدلاً من الوضوء يُعزى إلى أسلوب القهر الذي كانت تمارسه أخته و ترغمه على الإكثار من الغسل والتطهر والتنظيف. و يبدو أن أطفال هذه الأسر يشبون على النفور من الطهارة و من الدين ، و ليس هذا فحسب ، بل حتى الأم والأب أنفسهما قد يكبرون على هذه الشاكلة .
و یقال کانت امرأة مصابة بالوسواس ، و كان يتسبب الكثير من الحرج للناس المحيطين بها إلى درجة أن كبير علماء المدينة كتب إليه بخط يده ... أيتها السيدة اعتبري كل شيء طاهر بالنسبة لك حتى الدم والبول . و على كل الأحوال يجب على المرأة المصابة بالوسواس التي ليس لديها همّ سوى الماء والطهارة ، و لا تحظى أعمالها بقبول من الإسلام ، ولا مما أقره الإسلام كالطب والصحة ، أن تفيق و لا تضيف إلى أحكام الإسلام شيئاً من عندها ، و إنما يجب التمسك بما جاء به الرسول (ص) من عند الله ، و يجب عليها اعتبار الشيء طاهراً ما لم يكن بمقدورها القسم على نجاسته ، و إذا أرادت تطهير شيء يجب الاكتفاء بما أمر به الإسلام في ما يخص الطهارة . و إلا فإن عملها هذا يحرمها الكثير من حلاوة الدين والدنيا .
يمكن للمرأة أن تقوم بعمل جميل تستجلب به نظر زوجها و هو : الاعتناء بنظافة الأطفال عندما يريدون الذهاب إلى دار جدتهم أو جدهم لأبيهم أو إلى أي قريب من أقارب أبيهم ، كعنايتها بنظافتهم عند ذهابهم إلى المدرسة . فهذا العمل يسر الزوج أيضاً ، و يرى فيه نوعاً من الاحترام لأقاربه . و قد أكد الإسلام كثيراً على النظافة واستعمال العطر في الأفراح و في المآتم ، و حثّ على رش ماء الورد على الحاضرين وهذه الأعمال يمكن اعتبارها كلها دليلاً على الاحترام للآخرين لكي لا تصل الروائح الكريهة إلى أنوفهم .
د . رضا نجاد
الكثير من النساء يذهبن إلى بيت الزوجية بطابع ديني ، مع تأكيدات متكررة من قبل الأسرة إلى أسرة الزوج بوجوب التمسك بالقيم الدينية . و لكن قد تظهر لاحقاً عدة حالات من جملتها : أن تكون المرأة متعبدة و تستند إلى قوله تعالى : ( إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين ) و تلخص معاني الطهر والطهارة في الوسواس والماء والغسل. والغريب في الأمر هو أن أمثال تلكنَّ النسوة يجعلن الطهارة باسم الدين و بشكل مغلوط بدلاً من النظافة . و لهذا السبب تجد كل شيء في البيت قذراً ابتداءً بالأثاث وانتهاء بالستائر . و مثل هذه التصرفات لا تعتبر في الحقيقة إلا بدعة . و إذا كان الرجل متديناً حقاً فإنه يجد نفسه مكتوف اليدين و يحترق بنار الأذى ، و يدعو الله بالفرج والخلاص .
و إذا كان الرجل يعيش حالاً وسطاً بين التدين واللاتدين ، مع ميل إلى حالة اللاتدين ، تستحوذ حالة الاختلاف والتنازع على حياة الأسرة ، و كثيراً ما تؤدي إلى الافتراق . و لكن إذا كان الرجل مصاباً بالوسواس أيضاً ، ثم تأثرت به زوجته و أخذت تعمل على شاكلته ، يبدو لكل مَن يدخل مثل هذه الدار و كأنه داخل إلى دار أسرة صابئية ، على اعتبار أن صبَّ الماء يعتبر أصلاً أساسياً في دينهم ، و يهتمون بالماء في كل ممارساتهم الدينية .
مثل هذا الرجل والمرأة المصابين بالوسواس لا يجدان عملاً أكثر أهمية لديهما من التطهير بالماء . و نظراً لكثرة استخدامهما للماء لا يلبثان أن يصابا بأمراض جلدية و غيرها . و تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الأسرة تستفيد من أقل ما يمكن من اللوازم ، و غالباً ما تضحي بالنظافة في سبيل الوسواس .
المصابون بالوسواس على نوعين : الأول يكفي أن يقع ظل الشيء النجس ، أو الشيء الذي يُحتمل أن يكون قد تنجس على مر الزمان ، على يده حتى يسارع إلى دخول الحمام ليقضي فيه ساعات طويلة من أجل إزالة ظل النجاسة التي وقعت على يده . والنوع الثاني هو الذي تلامس يده شيئاً نجساً أو محتمل النجاسة ، فيبادر إلى الغسل والتطهير . و هذان النوعان يواجهان كلاهما صعوبات بالغة في ما يخص نجاسة حياتهما الجنسية .
السبب الذي يجعل الممارسة الجنسية ذات تأثير سلبي على الشخص المصاب بالوسواس يشبه إلى حد بعيد حالة الشخص المصاب بالبواسير . فبما أن الشخص المصاب بالبواسير يعاني من آلام شديدة في المخرج عند التخلي ، لذلك فهو مضطر إلى تقليل عدد مرات التخلي . هكذا الحال أيضاً بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بالوسواس ، فهم قد يضطرون إلى تقليل عدد مرات المضاجعة لأسباب مختلفة من جملتها عدم توفر الحمام لديهم أو بسبب إصابتهم بمرض يمنعهم من استخدام الماء ، أو لمللهم من كثرة استخدام الماء، و من الطبيعي أن تقليل عدد مرات المضاجعة يؤدي إلى إيجاد ضغط نفسي شديد لدى المرأة بسبب عدم إشباع غريزتها الجنسية ، و هو ما يؤدي تلقائياً إلى توتر علاقاتها ببقية أعضاء الأسرة ، فلا يعود المطبخ يعمل كما في السابق ، و لا تعود الثياب تـُغسل و تـُكوى ، و لا الأولاد يحصلون على درجات عالية في دروسهم . و من هنا نفهم أن وجود الوسواس في أي بيت من البيوت يؤدي إلى حصول خلل واضطراب في المعادلات والأساليب التي تسير عليها الأسرة .
و يتضح لنا في ضوء ما مرّ ذكره أن البيت الذي يدخله الوسواس إما أن تحتل الطهارة فيه مكان النظافة ، و هي بطبيعة الحال طهارة زائفة إذ تجد كل شيء فيه قذراً و في غير موضعه المناسب ، و إما أن تضطرب فيه المعايير و معادلات العلاقات العائلية نتيجة لاختلال العلاقات الجنسية . و هو كثيراً ما يؤدي إلى حصول النزاعات والخلافات .
و من المثير للدهشة أن استلهام الآية الشريفة : ( إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين ) . يبيح لنا القول بأن الطهارة الزائفة في بيت الشخص المصاب بالوسواس ترافقها على الدوام نظافة كاذبة ، بل والأسوأ من ذلك أن الوسواس يفضي إلى إسقاط الطهارة والنظافة كلتيهما ، لأن طهارة الظاهر في مثل هذه الحالات تنتهي إلى بث الاضطراب في الباطن و هو ما يؤدي إلى خسران الدنيا والآخرة ، بدلاً من إيجاد نقاء الباطن الذي يستجلب الرحمة الإلهية .
على المرأة المصابة بالوسواس إذا قرأت المقال هذا أن تعود إلى رشدها و تؤوب إلى الوضع الذي يجب أن تكون عليه ، أي أن لا تكون أكثر تمسكاً بالمسيحية من البابا ـ کما یقال ـ ، و إذا كان محمد (ص) و علي (ع) يسكبان الماء مرتين يجب أن لا تسكب هي أكثر من ذلك ، و إذا قيل : إن الذهاب إلى الحج يستلزم السفر إلى مكة يجب أن لا تيمم هي وجهها صوب سيبيريا . و إذا كان زوجها مصاباً بالوسواس يمكنها أن تطلع أحد ذويها على الموضوع بشكل لا يثير حفيظة زوجها ، لكي يبين له حكم التطهير في الإسلام أثناء لقائه به في مجلس أو في شارع.
هناك فارق جوهري واحد بين الرجل المصاب بالوسواس والمرأة المصابة به ، و هو أن الأطفال في الأسرة المصاب كلا أبويها بالوسواس ، يعانون من الأم أكثر من معاناتهم من الأب ، و سبب ذلك يعود إلى أن الأب قليلاً ما يُعنى بشأن غسل و تنظيف و تطهير الأطفال ، و أكثر ما تقع هذه المهمة على عاتق الأم . و من هنا يجب على الأم أن تعلم بأن سحب الأطفال في ليالي الشتاء الباردة ، و في أيام الصيف الحارة ، و إيذائهم تحت طائلة التطهير والنظافة و تسمية هذا العمل باسم الدين ، يجعل هؤلاء الأطفال يشمئزون من اسم الدين ، و بمجرد تحررهم من قيود الأسرة لا يراعون الإرشادات الدينية الواردة في هذا المجال ، بل و كثيراً ما يدعوهم ذلك إلى الارتداد عن الدين إلا إذا ثبت لهم أن تلك الممارسات المسماة بالوسواس الذي كان يسيطر على حياة الأسرة باسم الدين ، لم يكن من الدين في شيء .
یقول شخص : أعرف رجلاً لديه اهتمام فائق بالتمسك بأوامر الإسلام و نواهيه ، إلا أنه يختلق على الدوام أعذاراً واهية لكي يتيمم بدلاً من الوضوء . و لو رجعنا إلى ماضي هذا الشخص نجد أن أخته الكبيرة التي تربى في حجرها ، و كانت له بمثابة الأم كانت مصابة بالوسواس ، و كانت ترغم الأطفال على تطهير أيديهم حتى المرافق ، و غمس رؤوسهم و وجوههم في الماء بعد تناول الطعام و بعد إمساك القلم أو الدراجة الهوائية و بعد الكثير من الأعمال الأخرى .
و لا يسعنا هنا إلا أن نتوجه بالثناء على الإسلام الذي أمرنا بالقول عند استعمال الماء : الحمد لله الذي جعل الماء طهوراً و لم يجعله نجساً . و من الواضح أن تكرار المعنى بالقول : و لم يجعله نجساً ، موجه إلى المصابين بالوسواس .
و يبدو أن عمل هذا الشخص الذي يتيمم في بعض الحالات بدلاً من الوضوء يُعزى إلى أسلوب القهر الذي كانت تمارسه أخته و ترغمه على الإكثار من الغسل والتطهر والتنظيف. و يبدو أن أطفال هذه الأسر يشبون على النفور من الطهارة و من الدين ، و ليس هذا فحسب ، بل حتى الأم والأب أنفسهما قد يكبرون على هذه الشاكلة .
و یقال کانت امرأة مصابة بالوسواس ، و كان يتسبب الكثير من الحرج للناس المحيطين بها إلى درجة أن كبير علماء المدينة كتب إليه بخط يده ... أيتها السيدة اعتبري كل شيء طاهر بالنسبة لك حتى الدم والبول . و على كل الأحوال يجب على المرأة المصابة بالوسواس التي ليس لديها همّ سوى الماء والطهارة ، و لا تحظى أعمالها بقبول من الإسلام ، ولا مما أقره الإسلام كالطب والصحة ، أن تفيق و لا تضيف إلى أحكام الإسلام شيئاً من عندها ، و إنما يجب التمسك بما جاء به الرسول (ص) من عند الله ، و يجب عليها اعتبار الشيء طاهراً ما لم يكن بمقدورها القسم على نجاسته ، و إذا أرادت تطهير شيء يجب الاكتفاء بما أمر به الإسلام في ما يخص الطهارة . و إلا فإن عملها هذا يحرمها الكثير من حلاوة الدين والدنيا .
يمكن للمرأة أن تقوم بعمل جميل تستجلب به نظر زوجها و هو : الاعتناء بنظافة الأطفال عندما يريدون الذهاب إلى دار جدتهم أو جدهم لأبيهم أو إلى أي قريب من أقارب أبيهم ، كعنايتها بنظافتهم عند ذهابهم إلى المدرسة . فهذا العمل يسر الزوج أيضاً ، و يرى فيه نوعاً من الاحترام لأقاربه . و قد أكد الإسلام كثيراً على النظافة واستعمال العطر في الأفراح و في المآتم ، و حثّ على رش ماء الورد على الحاضرين وهذه الأعمال يمكن اعتبارها كلها دليلاً على الاحترام للآخرين لكي لا تصل الروائح الكريهة إلى أنوفهم .
د . رضا نجاد
تعليق