إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الدين الوسيله الوحيده لاشباع الحاجات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدين الوسيله الوحيده لاشباع الحاجات



    يدور حديثنا حول كون الدين، هو الوسيلة الوحيدة لإشباع الحاجات والرغبات البشرية، ولا يمكن لغيره أن يحلّ محله.
    فقد اعتقد البعض قبل زمن ليس بالبعيد، بأنه بتقدم الانسان وتطوره، ستنعدم الحاجة للدين، لأن العلم سيُشبع حاجات البشر ورغباته.
    ولكن اليوم وبعد التطور الكبير للعلم، قد لمسوا احتياجهم الشديد للدين في سعادة الفرد والمجتمع.
    وهذه القدرة على التفكير والتصور لدى الانسان، تخلق فيه مشاعر الأبدية والخلود؛ التفكير في حياة أخرى، غير الحياة الدنيوية المؤقتة؛ ومثل هذه الميول الواسعة الأبدية لا تتلائم وقواه البدنية المحدودة الفانية؛ أي: أن الانسان يشعر من ناحية بوجود هذه الميول والتصورات الوسيعة الكبيرة في نفسه، ومن ناحية أخرى يرى جسمه وبدنه محدوداً زائلاً، فيحسّ بتوتر واضطراب هائلين.
    حيث يلاحظ بفزع، عدم التعادل والتوازن بين حاجاته ورغباته، واستعداداته البدنية، فإن الإحساس بالحرمان من الخلود يسحقه، يمزّقه، يغبط الحيوانات التي تعيش تلك الحياة المحدودة، حيث تتساوى مساحة فكرها، مع مساحة استعدادها البدني، ولا تفكر في البقاء والأبدية، حتى تتأجج في أعماقها الآمال، والحاجات الكبيرة ليمزقها تصور الفناء وعدم تحقيق أحلامها.
    فلو كان الانسان سيفنى، بعد رحلة العمر، فإن هذا التصور سيشعره بعدم التوازن، بين أفكاره ورغبات روحه، وبين استعداداته؛ فيبرز أمامه هذا السؤال: إذا كان مصيره الفناء، فإلى أي مدى ستكون هذه التصورات والميول الوسيعة مؤلمة، وغير مثمرة؟
    وكثيراً ما سعى الانسان، وأجهد نفسه في البحث عن الخلود والبقاء، وكل هذه الجهود والأعمال التي يبحث في أحضانها عن البقاء، وليدة هذا الإحساس وهذا الأمل بالخلود، ومنها الأعمال التي يقوم بها البعض ليثبتوا بقاءهم بعد الحياة من خلالها.
    ولكنها خيالات وأوهام، لا تعتمد على أساس منطقي، فإنه يتوهم انه باق بتمثاله بصورته بمؤلفاته، بذكرياته: كلا، انه لن يبقى بل سيموت وكثير من الجرائم يقترفها البعض، لأجل التوصل لهذا الأمل، وإلى إثبات بقائه، ولكنها جهود لا طائل فيها؛ فأي لذة سيشعر بطعمها، بعد موته؟ وما تُجديه لذة الشهرة بعد أن تنطفئ حياته؟ فإن الحي هو الذي يشعر بهذه اللذة.
    ان الوسيلة الوحيدة التي تشبع هذه المشاعر والرغبات، بصورة تامة ومقنعة، هو الشعور والاعتقاد الديني.
    والشيء الوحيد الذي يبعث فيه الإحساس باللذة، والنشاط والرؤية الوسيعة، هو الدين؛ حيث يوفر فيه الاعتقاد بالبقاء والخلود، وبوجود حياة أخرى أبدية، وان هذه الحياة مؤقتة، وإنك أيها الانسان أكبر من الحياة الدنيا.
    وحين يسأل تولستوي عن تعريف الإيمان؟ يجيب: بأن الإيمان هو الذي يحيا به الانسان، إنه رصيد الحياة.
    ولنقارن هذه الفكرة مع طريقة التفكير لدى بعض الأفراد، الذين يعتقدون بأن الدين قيد، وان اللادينية حرية وانطلاق.
    إنهم يتوهمون بأن الحرية تعني: التحرر من كل قيد، وعليه فيكون التحرر من العقل، والإنسانية، والأخلاق، والشرف، وغيرها من القيم، أيضاً تحرراً وانطلاقاً.
    وحين قرأت هذا الحديث عن تولستوي، خطر في ذهني ما قاله ناصرخسرو مخاطباً ابنه:
    (اعرضتُ عن الدنيا، ووجهتُ وجهي للدين، لأن الدنيا بدون دين، كالبئر العميقة، كالسجن، إن للدين في أعماق قلبي ملك عظيم لا يتعرض للدمار، والانهيار أبداً).
    - الدين.. رصيد الأخلاق والقانون:
    الأخلاق والقانون يشكلان الأساس، والقاعدة الرئيسية، التي يعتمد عليها بناء المجتمع البشري؛ وإن الرصيد الوحيد لهما هو الدين فحسب.
    والقول بعدم احتياج الأخلاق، في تحققها للدين، غير صحيح؛ فإنها كالعملة الورقية، لو لم يكن لها رصيد يسندها من الذهب وغيره، تعتمد عليه، فإنها ستفقد قيمتها.
    إن جميع المقدسات والقيم الخلقية، والقوانين، التي يحفل بها المجتمع البشري؛ أمثال: الحرية، والعدالة، والمساواة، والإنسانية، والشعور بالمسؤولية، وغيرها؛ لو لم تعتمد في أساسها على الدين، فلا يمكن أن يكن لها واقع، ولا يمكن أن نضمن تطبيقها، وتحقيقها.
    يقول الكسيس كارليل: لقد تقدمت، وتطورت العقول كثيراً؛ولكن مع الأسف، لم تزل القلوب ضعيفة؛ والإيمان فحسب هو الذي يبعث القوة في هذه القلوب، وانحرافات البشر كلها ناشئة من هذه الحالة، وهي قوة العقول، وضعف القلوب؛ فماذا فعلت الحضارة والمدنية الحديثة؟ إنها تُخرج يومياً، للأسواق، الكثير من البضائع والمنتوجات الجيدة.
    ليس هناك شيء غير الدين يوجه البشرية للأهداف المقدسة. إن الانسانية لا تنفك عن الدين والإيمان.

    * الاستاذ الشهيد الشيخ مرتضى المطهري (ره)
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X