بسم الله الرحمن الرحيم
أبو حنيفة وبهلول
كانت دار أبي حنيفة في إحدى محال بغداد القديمة ,وكان جماعه من طلاب العلوم الاسلاميه يقصدون هذه الدار يوميا للحضور في درس أبي حنيفة الذي كان يعقده فيها وفي احد الأيام دخل بهلول دار أبي حنيفة و جلس في غرفه الدرس
فسح الحاضرون المكان لبهلول عندما راءوه يدخل لكنه جلس عند الباب ,ثم مده إحدى رجليه وثنى الأخرى واخذ يستمع إلى أبي حنيفة
كان لأبي حنيفة طلاب كثيرين جدا بحيث كانوا يعدون أستاذهم من اعلم علماء بغداد
تكلم أبو حنيفة وقال\((اعلموا إن جماعه من المسلمين *يعتقدون إن إبليس يعذب يوم ألقيامه بالنار واني أخالف ذلل))
قال أحدا التلاميذ وقد اسند ظهره إلى جدار الدار ((أيها الشيخ ماهر دليلك على ما تقول؟))
قال أبو حنيفة _بعدما سعل قليلا : ((نعم . إن إبليس مخلوق من النار وجهنم هي النار, فكيف تحرق النار نفسها ؟)).
اخذ الجالسون ينظر احدهم بوجه الأخر لكن لم يجرا احد على التفوه بشيء
اخذ أبو حنيفة -كالفارس المنتصر في الميدان -ينظر إلى الحاضرين نظره عجب و غرور, لكنه لم يغفل إن بهلول الذي كان واضعا يديه تحت إبطيه وينظر إلى أبي حنيفة نظره هادئة
استأنف أبو حنيفة كلامه -بعد فاصل قليل -فقال: الأمر الأخر الذي لا ارتضيه.هو ما تعتقد هذه الطائفة من المسلمين حيث يعتقدون بان الله لا يمكن رؤيته.إذ كيف يكون الشيء موجودا ولا يمكن رؤيته .
قطع أبو حنيفة كلامه هنيئة ليرى مدى تأثير ما ذكر على الحاضرين .لكن هذه الرمة كان السكون مخيما على المجلس أكثر من السابق
قال أبو حنيفة بصوت عالي
(أيها الناس أنهم يقولون بان الله تعالى خالق كل شيء.ومع ذلك يعتقدون بان الإنسان فاعل مختار في فعله , وهذا يعني الجمع بين الجبر والاختيار وهما مستحيلان عقلا....))
قال احد الحاضرين : ((ما هو رأيك في ذلل يا شيخ ؟))
مر أبو حنيفة يده على ناصيته ثم قال )): اعلموا إن كل شيء – في رأيي- هو من الله تعالى ,وان الإنسان غير مختار في أفعاله)).
عرف أبو حنيفة إن كلامه اثر في قلوب الحاضرين , وانه تمكن من إقناعهم بأفكاره .وكان يحب إن يفصح عن عقائده أكثر لولا حيلولة ما حدث له في مجلس الدرس فانه فوجا بحجر أصاب جبينه فأدماه,وبذلك زالت أفكاره واضطرب المجلس , التفت الحاضرون إلى بهلول وهم يتساءلون
(لماذا فعل بهلول ذلك )).
دار جماعه من المقربين لأبي حنيفة ببهلول والغضب يتطاير من أعينهم من دون إن يجرا احد على أهانته لقرابته من الخليفة , فانه لو كان احد غير بهلول فعل بابي حنيفة ذلك لم يكن يخرج من المجلس سالما بل كان ينهك ضربا من قبل إتباع أبي حنيفة ..
نظر أبو حنيفة إلى بهلول وهو –أبو حنيفة – واضع يده على الجرح والغضب قد استولى عليه, فقال
( لاش كونك إلى الخليفة ))
فأجابه بهلول بهدوء )) وانأ اذهب معك أيضا ))
قال أبو حنيفة –وهو متعجب من كلام بهلول – لمن حوله
) إذن اشهدوا لي عند الخليفة بذلك )).
خرج بهلول من دار أبي حنيفة وكأنه لم يسمع أو يفعل سيئا ,فلما رآه الخليفة تعجب من ذلك لعلمه بمكانة أبي حنيفة في بغداد وما له من إتباع .
اخذ أبو حنيفة يشرح للخليفة ما حدث . امتعض الخليفة من فعل بهلول فاصدر أوامر باحا ره على الفور .
أسرع الشرطة في البحث عن بهلول لكنهم ثمة بحث يسير عثروا عليه وهو في طريقه إلى القصر .
ولما حضر بهلول –واثأر السكينة عليه- المجلس صاح بيه الخليفة : (( لم شدخت رأس هذا العالم الجليل؟))
سوى بهلول رداءة على كتفيه ثم قال : (( لم افعل ذلك )).
قال أبو حنيفة –وهو يتلكأ في كلامه وقد وضع يده على رأسه ---كيف... كيف تدعي ذلك ؟! أيها الظالم إن لي شهودا ))
قال بهلول: (( قل لي لو سمحت ما هو الظلم الذي صدر مني ؟ ))
قال أبو حنيفة : (( شدخت رأسي بحجر , وهذا الألم في رأسي لم يكد ينفك عني ))
ثم التفت إلى جماعه من تلامذته وقال: (( أتشهدون بذلك ؟))
قالوا : ((نعم))
قال بهلول : ((أتدعي الألم في راسك , أين هو إذن أرنيه ؟!))
قال بهلول: (( إذن ليس للألم وجود , وأنت كاذب في أدعواك , لأنك تعتقد إن الشيء ما لم تمكن رؤيته فهو غير موجود )). وضع أبي حنيفة يديه على رأسه متحيرا من جواب بهلول وقد التفت إلى تلامذة أبي حنيفة قائل : ((إن الحجر لا يمكن إن يؤذي أستاذكم ))
اخذ تلامذة أبي حنيفة ينظرون مبهوتين ماذا سيفعل أبو حنيفة ,وما سيقول ؟! لكن بهلول لم يمهل أبا حنيفة في الجواب ,فقال : ((إن الإنسان من تراب ,والحجر من تراب فكيف يمكن إن يؤذي التراب التراب ؟!)).
أدرك أبو حنيفة إن بهلول يريد بذلك حربا في العقيدة شعواء لا هوادة فيها ,فأخذت ترتجف جميع أعضائه و فرائصه كمن يرتجف من شدة البرد
سوى بهلول رداءة مرة أخرى وقال لهارون : ((يعتقد أبو حنيفة بان الإنسان غير مختار في أفعاله , فلا ذنب لي لأني في نظرة غير مختار في ما فعلت )).
بهت هارون من جواب بهلول ولم ينطق بشيء
بقي أبو حنيفة وهو يلوم نفسه خجلا , وقد نكس رأسه إلى الأرض ولسان حاله : ((إن كل ما نزل بي هو مما جنيته على نفسي )).
أبو حنيفة وبهلول
كانت دار أبي حنيفة في إحدى محال بغداد القديمة ,وكان جماعه من طلاب العلوم الاسلاميه يقصدون هذه الدار يوميا للحضور في درس أبي حنيفة الذي كان يعقده فيها وفي احد الأيام دخل بهلول دار أبي حنيفة و جلس في غرفه الدرس
فسح الحاضرون المكان لبهلول عندما راءوه يدخل لكنه جلس عند الباب ,ثم مده إحدى رجليه وثنى الأخرى واخذ يستمع إلى أبي حنيفة
كان لأبي حنيفة طلاب كثيرين جدا بحيث كانوا يعدون أستاذهم من اعلم علماء بغداد
تكلم أبو حنيفة وقال\((اعلموا إن جماعه من المسلمين *يعتقدون إن إبليس يعذب يوم ألقيامه بالنار واني أخالف ذلل))
قال أحدا التلاميذ وقد اسند ظهره إلى جدار الدار ((أيها الشيخ ماهر دليلك على ما تقول؟))
قال أبو حنيفة _بعدما سعل قليلا : ((نعم . إن إبليس مخلوق من النار وجهنم هي النار, فكيف تحرق النار نفسها ؟)).
اخذ الجالسون ينظر احدهم بوجه الأخر لكن لم يجرا احد على التفوه بشيء
اخذ أبو حنيفة -كالفارس المنتصر في الميدان -ينظر إلى الحاضرين نظره عجب و غرور, لكنه لم يغفل إن بهلول الذي كان واضعا يديه تحت إبطيه وينظر إلى أبي حنيفة نظره هادئة
استأنف أبو حنيفة كلامه -بعد فاصل قليل -فقال: الأمر الأخر الذي لا ارتضيه.هو ما تعتقد هذه الطائفة من المسلمين حيث يعتقدون بان الله لا يمكن رؤيته.إذ كيف يكون الشيء موجودا ولا يمكن رؤيته .
قطع أبو حنيفة كلامه هنيئة ليرى مدى تأثير ما ذكر على الحاضرين .لكن هذه الرمة كان السكون مخيما على المجلس أكثر من السابق
قال أبو حنيفة بصوت عالي

قال احد الحاضرين : ((ما هو رأيك في ذلل يا شيخ ؟))
مر أبو حنيفة يده على ناصيته ثم قال )): اعلموا إن كل شيء – في رأيي- هو من الله تعالى ,وان الإنسان غير مختار في أفعاله)).
عرف أبو حنيفة إن كلامه اثر في قلوب الحاضرين , وانه تمكن من إقناعهم بأفكاره .وكان يحب إن يفصح عن عقائده أكثر لولا حيلولة ما حدث له في مجلس الدرس فانه فوجا بحجر أصاب جبينه فأدماه,وبذلك زالت أفكاره واضطرب المجلس , التفت الحاضرون إلى بهلول وهم يتساءلون

دار جماعه من المقربين لأبي حنيفة ببهلول والغضب يتطاير من أعينهم من دون إن يجرا احد على أهانته لقرابته من الخليفة , فانه لو كان احد غير بهلول فعل بابي حنيفة ذلك لم يكن يخرج من المجلس سالما بل كان ينهك ضربا من قبل إتباع أبي حنيفة ..
نظر أبو حنيفة إلى بهلول وهو –أبو حنيفة – واضع يده على الجرح والغضب قد استولى عليه, فقال

فأجابه بهلول بهدوء )) وانأ اذهب معك أيضا ))
قال أبو حنيفة –وهو متعجب من كلام بهلول – لمن حوله

خرج بهلول من دار أبي حنيفة وكأنه لم يسمع أو يفعل سيئا ,فلما رآه الخليفة تعجب من ذلك لعلمه بمكانة أبي حنيفة في بغداد وما له من إتباع .
اخذ أبو حنيفة يشرح للخليفة ما حدث . امتعض الخليفة من فعل بهلول فاصدر أوامر باحا ره على الفور .
أسرع الشرطة في البحث عن بهلول لكنهم ثمة بحث يسير عثروا عليه وهو في طريقه إلى القصر .
ولما حضر بهلول –واثأر السكينة عليه- المجلس صاح بيه الخليفة : (( لم شدخت رأس هذا العالم الجليل؟))
سوى بهلول رداءة على كتفيه ثم قال : (( لم افعل ذلك )).
قال أبو حنيفة –وهو يتلكأ في كلامه وقد وضع يده على رأسه ---كيف... كيف تدعي ذلك ؟! أيها الظالم إن لي شهودا ))
قال بهلول: (( قل لي لو سمحت ما هو الظلم الذي صدر مني ؟ ))
قال أبو حنيفة : (( شدخت رأسي بحجر , وهذا الألم في رأسي لم يكد ينفك عني ))
ثم التفت إلى جماعه من تلامذته وقال: (( أتشهدون بذلك ؟))
قالوا : ((نعم))
قال بهلول : ((أتدعي الألم في راسك , أين هو إذن أرنيه ؟!))
قال بهلول: (( إذن ليس للألم وجود , وأنت كاذب في أدعواك , لأنك تعتقد إن الشيء ما لم تمكن رؤيته فهو غير موجود )). وضع أبي حنيفة يديه على رأسه متحيرا من جواب بهلول وقد التفت إلى تلامذة أبي حنيفة قائل : ((إن الحجر لا يمكن إن يؤذي أستاذكم ))
اخذ تلامذة أبي حنيفة ينظرون مبهوتين ماذا سيفعل أبو حنيفة ,وما سيقول ؟! لكن بهلول لم يمهل أبا حنيفة في الجواب ,فقال : ((إن الإنسان من تراب ,والحجر من تراب فكيف يمكن إن يؤذي التراب التراب ؟!)).
أدرك أبو حنيفة إن بهلول يريد بذلك حربا في العقيدة شعواء لا هوادة فيها ,فأخذت ترتجف جميع أعضائه و فرائصه كمن يرتجف من شدة البرد
سوى بهلول رداءة مرة أخرى وقال لهارون : ((يعتقد أبو حنيفة بان الإنسان غير مختار في أفعاله , فلا ذنب لي لأني في نظرة غير مختار في ما فعلت )).
بهت هارون من جواب بهلول ولم ينطق بشيء
بقي أبو حنيفة وهو يلوم نفسه خجلا , وقد نكس رأسه إلى الأرض ولسان حاله : ((إن كل ما نزل بي هو مما جنيته على نفسي )).
تعليق