إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصيام .....والشفاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصيام .....والشفاء


    إِن الصيام و سائر التشريعات الإلهية فضلا على أنها عبادة لله تعالى فهي أيضا لتحقيق مصلحة روحية و سلوكية و بدنية لازمة لهذا الإِنسان للحفاظ على صحته الجسدية ؛ لذلك فرض الله سبحانه و تعالى الصيام علينا و على جميع الأمم قبلنا . قال تعالى : ( يَا أيهَا الَّذِينَ آمنوا كتِبَ عَلَيكم الصِّيَامُ كما كتب عَلَى الَّذِينَ من قَبْلكمْ لعلكم تتقون ) كما أخبرنا جل في علاه أن في الصيام خيرا ليس للأصحاء المقيمين فقط ، بل أيضا للمرضى والمسافرين ، والذين يستطيعون الصوم بمشقة ؛ ككبار السن و من في حكمهم ، قال تعالى : ( أياماً معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له و أن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )
    والخير اسم تفضيل - على غير قياس – و هو الحسن لذاته و لما يحقق من لذة أو نفع أو سعادة ، فالصيام حسن لذاته ، و لما يحققه للمؤمن من المنافع واللذة الروحية والسعادة في الدنيا والآخرة . و معنى { إن كنتم تعلمون } أي فضيلة الصوم وفوائده .
    و هذه المنافع والفوائد متحققة لكل مكلف من الأصحاء المقيمين ، والذين يصومون بلا مشقة زائدة من أهل الرخص الذين يستطيعون تناول وجبتي الفطور والسحور كالأصحاء، و لا يوجد بحث علمي- فيما نعلم- أجري على الصائمين الأصحاء ، في الظروف الطبيعية ، إلا و أفاد أحد أمرين : إما عدم تأثير الصيام على وظائف الأعضاء و مكونات الجسم بأي قدر يشكل خطورة على الجسم أو يسبب ضررا محققا على معظم الأمراض . أو أنه يظهر فائدة جلية في بعض هذه الوظائف ، أو يحسن بعض مكونات الجسم و وظائف الأعضاء في الشيخوخة ، أو أثناء الحمل ، أو الرضاعة أو أثناء السفر، بل و أثبتت الأبحاث بأن الصيام يساعد في شفاء بعض الأمراض .
    و بذلك يظل في الصيام خير لمعظم المرضى ، والمسافرين ، والمطيقين للصيام ، و يكون محققا لهم من الفوائد والمنافع الشيء الكثير الذي لا يعلمونه . فالصيام للمرضى والمسافرين والمطيقين هو الأولى والأنفع ، مالم تضعف النفس عن تحمل المشقة ، أو يصيبها أو يصيب الجسد ضرر محقق : ففي الأولى تكون الرخصة ، و في الثانية تكون العزمة ، و يتعين الإفطار ، و بهذا قال بعض أهل التفسير و جمهور الفقهاء . و قد تجلت هذه الفوائد واستقر خبرها في زماننا هذا ، و سنلخص في هذه المقالة علاقة الصيام بالشفاء من بعض الأمراض قديماً و حديثاً .
    الصيام وسيلة علاجية
    بعد انتشار الإسلام و ممارسة الصيام الإسلامي عند كثير من الأمم تبين فضل هذا الصيام و فوائده ، " فوصف الطبيب المسلم ( ابن سينا ) الصوم لمعالجة جميع الأمراض المزمنة ، و وصف الأطباء المسلمون في القرنين العاشر والحادي عشر ( الميلادي ) صوم ثلاثة أسابيع للشفاء من الجدري ، و مرض الداء الإفرنجي ( السيفلس ) ، و خلال احتلال نابليون لمصر جرى تطبيق الصوم في المستشفيات للمعالجة من الأمراض التناسلية " .
    و في عصر النهضة في أوروبا ، أخذ علماؤها يطالبون الناس بالحد من الإفراط في تناول الطعام و ترك الانغماس في الملذات والشراب و يقترحون الصوم للتخفيف من الشهوات الجامحة . و في ألمانيا وجد الطبيب ( فريدريك هوفمان ) ( 1660-1842 م ) أن الصوم ( يقصد به التجويع المتواصل و هو ما يعرف بالصيام الطبي ) يعين على معالجة داء الصرع والقرحة والسرطانات الدموية والساد [ عتمة وابيضاض في عدسة العين ، و هو ما يسمي كاتراكت أو المياه البيضاء ] الذي يصيب العينين و أورام اللثة و نزيفها والقرحة الجفنية ، كما أعلن أنه ينصح المريض في أي مرض كان ، ألا يأكل شيئا .
    و في روسيا ، توصل الأطباء إلى نتيجة مماثلة ، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين . . . فلقد تقدم الدكتور ( بيترفينيا مينوف ) من جامعة موسكو بتقرير نشر في سنة 1769 م نصح فيه المرضى بالتوقف الكلي عن الطعام أثناء فترة المرض . . . و علل ذلك بقوله : " إن الصوم يعطي المعدة فترة راحة تمكن المريض من الهضم بشكل مناسب عندما يتعافى ، و يعود إلى الأكل ثانية " ، بعد ذلك أعلن الدكتور( ب . ج . سباسكي ) الأستاذ في جامعة موسكو، عن النجاح في معالجة ( الحمى الراجعة ) بالصوم ، وقال : " إن الصوم يسمح بحدوث المعالجات المتزايدة في داخل الجسم ، دون تدخل من الخارج ، وهذا في الحقيقة علاج للأمراض المزمنة" [ هو النوع الذي لا يعتمد المريض فيه على تناول دواء الأنسولين ] .
    و في القرن التاسع عشر أعلن الطبيب الروسي ( زيلاند ) أن الصوم قد أثر إيجابيا على الجهاز العصبي للمريض ، كما أثر تأثيرا لا بأس به على هضمه و دمه بوجه عام ، و كتب قائلا : إن الصوم يسمح للجسم بأن يرتاح ثم يستأنف نشاطه الطبيعي بقوة متجددة .
    وفي الولايات المتحدة الأمريكية بدأ الاهتمام بالصوم باعتباره علاجا للمرضى ، منذ القرن الماضي . فقد عالج الدكتور ( إدوارد ديوي ) قبل قرن بالصوم كلا من الاضطرابات المعدية والمعوية ، و داء الاستسقاء ، والالتهابات العديدة ، بالإضافة إلى الضعف والترهل الجسدي . . . و كان يري أن الراحة من الطعام - وليس الطعام - هي التي ترمم الجهاز العصبي ، في حين أن الطعام - بالنسبة للمريض - يسبب توترا شديدا بقدر التوتر الذي يسببه العمل المتعب ، و يؤكد على أن الطعام خلال المرض ، يصبح عبثا على المريض .
    هذا وقد انتشرت المصحات الطبية التي تعالج الأمراض بالصوم في كثير من بلدان العالم الشرقي والغربي .
    الصيام والأبحاث العلمية الحديثة
    الصيام و مرضى السكري : كثر الحديث عن إمكانية صيام مرضى السكري في شهر رمضان ! و هل يعتبر هؤلاء المرضى جميعا من ذوي الأعذار الذين يباح لهم الفطر ؟ أم يمكن أن يباح ذلك للبعض دون الآخر ؟ و من هم على وجه التحديد ؟ و قد أثبتت الأبحاث الطبية الحديثة أن الصيام لا يشكل خطرا علی معظم مرضی السكري ، إن لم يكن يفيد الكثيرين منهم .
    ففي بحث أجراه الدكتور رياض سليماني و زملاؤه في كلية الطب بمستشفى الملك خالد الجامعي، ( 1990م ) حول تأثير صيام رمضان على التحكم في مرض السكري ، عند 47 من مرضى النوع الثاني2 ، و عند مجموعة من الأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض ، و تم تحديد وزن الجسم ، والبروتين السكري ، و خضاب الدم السكري ، قبل رمضان و فور انتهائه ، عند كل من المجموعتين . و تم قياس البروتين السكري ، ( Glycosylated Protein) عند 9 من مرضى السكري ، و قد لوحظ أنه لم يطرأ أي تغير على الوزن عند هؤلاء المرضى إذ كان قبل رمضان ( 75.2+12.8) مقابل ، ( 75.1+12.4 ) كلجم بعده ، كما لم يطرأ تغير على خضاب الدم السكري ، ( Glycosylated Hemoglobin) إذ كان قبل رمضان ( 10.9+3.1) في مقابل (10.5+2.8 ) مجم / 100مل بعده ، و لم يطرأ تغير على البروتين السكري ( Glycosylated Protein) حيث كان (1.19+0.35 ) مقابل (1017+0.39 ) ، ملجم /100، بعد انتهاء صيام رمضان . أما في المجموعة التي لا يعاني أفرادها من مرض السكري ؛ فقد لوحظ انخفاض هام في وزنهم خلال الصيام ( 74.2+10.4) كلجم ، مقابل (72.5+10،2) كلجم ، بيد أنه لم يسجل أي تغيير يذكر في خضاب الدم السكري ( Glycosylated Hemoglobin) .
    واستنتج الباحثون من ذلك أن صيام شهر رمضان لا يسبب أي فقدان هام في وزن الجسم ، و ليس له أي أثر يذكر على التحكم في مرض السكري لدى مرض النوع الثاني .
    كما قام الدكتور ألفونشو( Olufonsho) و زملاؤه بكلية الطب مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض ، (1990م ) بتوزيع استبيان على 203 من مرضى السكري ، (89 من الذكور و 114 من الإناث ) و ذلك لتقويم مفاهيمهم ، و مواقفهم ، و ممارساتهم ، خلال شهر رمضان .
    و قد قام أكثر هؤلاء (89%) بصيام رمضان ، و كان أقل نسبة للصيام (72%) عند من هم دون سن الخامسة والعشرين ، اعترف 12% فقط بأنهم يتناولون قدرا أكبر من الطعام في رمضان ، بينما ذكر عدد أكبر منهم 27% أنهم يستهلكون قدرا أكبر من الحلويات ، و ذكر أكثر من الثلث (37%) أن نشاطهم الجسمي يقل في رمضان ، كما أن ضعف هذا النشاط كان أكثر شيوعا لدى أولئك الذين لم يصوموا رمضان ( 61%) منه لدى الذين صاموه ، (35%)، و أعرب عدد كبير(59%) أنهم شعروا بتحسن صحتهم خلال شهر رمضان ، و لم يتردد على المستشفيات في حالات طارئة ، سوى (5 ، 6%) منهم ، في حين لم تتجاوز نسبة من دخلوا المستشفى بسبب مرض السكري (5%) أما بالنسبة للأشخاص الذين لم يصوموا ، فقد كانت هذه النتائج أقل إيجابية ، إذ أعرب ( 10 %) منهم فقط عن تحسن الصحة ، فيما ارتفعت المراجعات الطارئة للمستشفى ( 15 %) ، وبلف حالات دخول المستشفى ( 15 %) .
    و كان هناك اعتقاد سائد لدى ( 75% من المرضى ) بأن صيام شهر رمضان يؤدي إلى تحسن الصحة ، و كان هذا الشعور قويا لدى المرضی الذين صاموا الشهر (80%) مقابل المرضی الذين أفطروه (26%) .
    و قد أظهرت الدراسة أن معظم مرض السكري ، يفضلون صيام شهر رمضان ، و أنهم يعتقدون أن لذلك أثرا إيجابيا على مرضهم (5) .
    و قد أثبت باربر( Barber SG) و زملاؤه سنة 1979 م في برمنجهام ، أن هناك تغيرا قليلا في تحكم مرض السكري عند المسلمين الصائمين ، و أن عدد المرضى المراجعين لعيادات السكر قد تناقص ، و لا توجد زيادة في معدل احتجاز مرضى السكري المرتفع و غير المتحكم فيه ، داخل المستشفى خلال شهر رمضان .
    وقد قام خوگير و زملاؤه سنة 1987 م بدراسة شملت 52 مريضا من مرضى السكري ، 20 منهم يعتمدون على الأنسولين في العلاج ، و 32 منهم لا يعتمدون على الأنسولين ، و قد وجد أن 15 مريضا من الذين لا يعتمدون على الأنسولين ، قل وزنهم وانخفضت مستويات السكر ( Glucose Levels) لديهم بعد الصيام ، عنه قبل أن يصوموا .
    كما قلت جرعة الأنسولين بنسبة 10% عن المعتاد عند المجموعة التي تعتمد على الأنسولين في العلاج ، و قل وزن سبعة منهم ، بينما ارتفع معدل السكر عند باقي المجموعة ، لذلك نصح الباحثون بعناية خاصة لهؤلاء المرضى ، إذا أرادوا أن يصوموا كل أيام شهر رمضان ، و لا حرج عليهم بعد ذلك .
    كما أثبتت بعض الدراسات الحديثة أنه لا توجد تغيرات باثولوجية أو أي مضاعفات سريرية على مرضى السكري الذين يصومون شهر رمضان في المكونات التالية :
    - جلوكوز الدم – الهيموجلوبين - الأنسولين - الكولوستيرول- و ثلاثي الجلسريد ، و وزن الجسم . مع الأخذ في الاعتبار ضرورة أن يهتم المرضى بضبط جرعاتهم الدوائية ويمارسون نشاطهم اليومي و ينضبطوا في حميتهم الغذائية خصوصاً المرضى الذين يتناولون الأنسولين .
    أما مرض السكري الذين ينصحون بعدم الصيام فقد حددتهم دراسة التقويم الشامل الذي أجراه الدكتور سليماني و زملاؤه عن مرض السكري و صيام رمضان سنة 1988 م و هم كالتالي :
    1- المرضي المعرضون لزيادة الأجسام الكيتونية في دمائهم .
    2 - المرضی الذين يعانون من تأرجح كبير و سرعة تغير في مستوى الجلوكوز لديهم .
    3 - الحوامل .
    4- الأطفال المصابون بمرض السكري .
    5- مرضى السكري الذين يعانون من مضاعفات مرضية خطيرة مثل الفشل الكلوي أو الذبحة الصدرية .
    6 - مرضى السكري الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل التسمم الدموي الشديد ، ( Sever sepsis) ، أو فشل القلب الاحتقاني (Congestive Heart Failure) .
    و يسمح بالصيام لباقي المرضى ، والمرضى الذين يتقبلون النصائح الطبية و يشجع الصيام للمرضى البدنيين من النوع الثاني الذين لا يعتمدون على الأنسولين ما عدا الحوامل منهن والمرضعات اللاتي لديهن السكر ثابت مع زيادة في الوزن فوق 20% من الوزن المثالي . والخلاصة أن معظم الأبحاث تشير إلى أن صيام شهر رمضان لمرضى السكر آمن من الناحية الصحية طالما كان هناك وعي و ضبط غذائي و دوائي .
    معظم مرضى النوع الثاني يمكن أن يصوموا بأمان و أحيانا يستطيع مرضى النوع الأول الصيام طالما كان هناك ضبط و عناية بالغذاء والدواء والحركة والنشاط ... و يعتبر التحكم في هذه الأمور أشياء مهمة للصيام .


    د . عبد الجواد الصاوي

  • #2
    الحمدلله على نعمة العقل .. و الكشر لك اختي الكريمة على ما قدمتيه و جعله الله في ميزان اعمالك الحسان .. و السلام عليكم و رحمة الله

    تعليق


    • #3
      شکرا لک اختی الغاليه

      تشرفنا بمرورک الکريم..نورتی

      تحياتی....

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X