إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

منهج المسلم فی حياته اليومية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منهج المسلم فی حياته اليومية

    إن من دلائل العقل و كمال الرشد أن يكون للانسان منهج يسير عليه في يومه ، و خطة يترسّمها في حياته . و لقد وضّح الاسلام هذه الخطة و نظم هذا المنهج ليكون المسلم في حياته مترسماً الخطة المثلى و متجهاً نحو المثل الأعلى .
    و أول ما رسمه الاسلام و دعا إلى المحافظة عليه : هو الوقت ؛ إذ أنه هو الحياة . و ما ينبغي للانسان أن يفرط في شيء منه . فإن التفريط في جزء منه ، إنما هو تفريط في الحياة نفسها .
    والله سبحانه و تعالى يقول : ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ) أي أن الليل يأتي بعد النهار والنهار يأتي بعد الليل ؛ و يخلف كل منهما الآخر .
    و إنما جعلهما كذلك ليكونا مجالاً للشكر وللذكر . و هما الجناحان اللذان يطير بهما الانسان إلى الله عز و جل . و إن الذين يضيعون أوقاتهم في اللهو والعبث والتافه من الأمر إنما يضيّعون رأس املهم الذي لا عوض له ، فيأتون يوم القيامة و هم نادمون .
    يقول الله سبحانه : ( يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ) . فالآية تقرر أنه في يوم القيامة ، يظهر تفريط المفرط في وقته والمضيع لعمره ؛ و هذا هو معنى التغابن .
    والمفرط والمقصر في حق وقته تحضره الحسرة والندامة و إن كان قد أحسن وانتهى أمره إلى الجنة . قال رسول الله ( ص ) : " لن يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرّت عليهم في غير ذكر الله عز و جل " فهم و إن دخلوا الجنة يذكرون هذه الأوقات العابثة و هذه الحياة المضيعة فيتحسرون عليها ، و هم يتقلبون في الجنة في أنعم الله ، إذ لم يكونوا أنفقوها في ذكر الله .
    و تبدو قيمة الوقت حينما تحضر الوفاة هؤلاء الذين ضيّعوا أوقاتهم فيسألون الله عز و جل أن يُمدّ في أعمارهم من أجل أن يزدادوا من العمل الصالح : ( حتى إذا جاء أحدهم الموقت قال : رب ارجعونِ * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت . كلا . إنها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) . فالله يقول : كلا : بمعنى الزجر والردع . فهذا ليس الوقت الذي يمكن أن يمدّ العمر فيه . و قد أعطى الفرصة للعاملين ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر و جاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ) أي ألم نعطكم العمر الطويل الذي كان يمكن أن يتذكر فيه من يريد أن يتذكر ؟ و جاءكم النذير ... فلا حجة لكم بعد .
    والنبي ( ص) يقول : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " فنعمة الصحة و نعمة الفراغ لا يعرف الانسان قدرهما إلا بعد فواتهما ، فلا يعرف الانسان قيمة الوقت و لا قيمة الصحة إلا بعد فقدهما .
    إن الله سائلنا عن أعمارنا فلنقدر هذه المسؤولية الكبرى . يقول الرسول ( ص ) : " لا تزول قدما ابن آدم حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، و عن شبابه فيما أبلاه ، و عن علمه فيما عمل به ، و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه " .
    هذا أمر أول يحرص الاسلام عليه .
    و ثمة أمر آخر يطالبنا الاسلام به و هو المحافظة على فرائض الله ، فإن الله سبحانه له حق علينا . و من حقه أن نؤدي فرائضه .
    و روح العبادة الإخلاص . فإذا تجردت منه كان نفاقاً و رياء . يقول الحق تبارك و تعالى : ( و ما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) .
    و عبادة الله كما أنها حق له و واجب علينا فهي تكسبنا محبته والقرب منه . ففي الحديث القدسي : " و ما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه ؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، و لئن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذ بي لأعيذنه " .
    و لابدّ في العبادة من فقه و دراسة ، فكل عبادة ليس فيها فقه و لا علم فهي أقرب إلى المعصية منها إلى الطاعة ، لأنه لا يتقرب إلى الله بجهل قط . فعلى الانسان أن يتعلم كيف يتطهر و كيف يصلي و كيف يؤدي حق الله عليه .
    و وراء العبادة شيء آخر تجب المحافظة عليه . فهذه الأعضاء أمانة ائتمننا الله عليها . فالسمع أمانة ، والبصر واللسان واليد و سائر الأعضاء أمانة ، فهذه الأعضاء إنما وهبها الله لنا لنستعملها في الخير و نطهرها من الإثم والدنس . يقول الله تعالى : ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ) .
    فلكل عضو من هذه الأعضاء أدب خاص ، أمر الاسلام بالتزامه حتى لا يخرج عن المنهج القويم . فحيثما نمارس نشاطنا في أي مجال : في الشارع أو في البيت ، في المأكل أو في المشرب ، يجب أن نراعي الأدب في يقظة و وعي .
    و إتقان العمل و إجادته مما ألزم به الاسلام ؛ سواء أكان هذا من الأعمال الدنيوية أو الدينية . والإتقان ، إنما يتحقق بأن نبذل كل جهد و نصدق غاية الصدق . يقول الرسول ( ص ) : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " .
    و أي تفريط فيما يسند للانسان من عمل يعتبر خيانة . و إذا تفشى هذا الداء في أمة كان ذلك إيذاناً بزوالها .
    والانسان بعد ذلك لا يخلو من إحدى حالات ثلاث : من نعمة تنزل به فتجب مقابلتها بالشكر . أو مصيبة تحل به فتقابل بالصبر . أو معصية فتقابل بالتضرع والاستغفار والتوبة .
    هذا هو المنهج المرسوم للانسان . فإذا حافظ على وقته في حياته اليومية ، و قام بالفرائض التي فرضت عليه ، واتقى الله في جوارحه و أعضائه، و أدى واجبه نحو العمل المطلوب منه ، و راعى كل حالة بما يناسبها : يكون قد حقق المنهج ، و بلغ الغاية ، و وصل إلى الكمال الانساني .
    و لقد ضرب الرسول ( ص ) المثل الأعلى في التزام هذا المنهج فكان يقول : " إذا أتى عليّ يوم لم أزدد فيه علماً و لم أزدد فيه هدى فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم " .
    فإذا حافظ عليه بلغ الغاية من الكمال الذي ينشده الاسلام .

    * المصدر : البلاغ

  • #2
    مشكورة اختي مليكا على الموضوع الجميل

    تعليق


    • #3
      شکرا حبيبتی علی المرور الطيب

      بارک الله بک.......

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
      استجابة 1
      10 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
      ردود 2
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X