إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الابعاد السلبيه للذنوب ....

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الابعاد السلبيه للذنوب ....

    ان كل ما اعتبره الاسلام ذنباً أو جرماً ، أثبت الواقع أنه بطبيعته داع إلى فساد الانسان و شقائه ، و هو بالتالي أما ينتهي بضرر مباشر أو غير مباشر على الحياة الفردية أو الاجتماعية .
    و هكذا تجد العلم دائماً يلتقي مع الدين ، و إن كان بعد حين ، فاذا تصفحنا النصوص الاسلامية التي تحدثت عن أضرار المعاصي سوف نجدها دائماً تعلل جميع المآسي والمشاكل والنكبات الفردية والجماعية بالجرائم والذنوب التي يرتكبها الناس ، و هذا ما يدلل على أن الاسلام يطرح من خلال هذه النصوص ، نظرية متكاملة و قانوناً ثابتاً يرى على ضوئه أن جميع ما يواجهه الانسان في حياته من أضرار مادية و متاعب نفسية ما هي إلا نتيجة تخلفه عن القوانين الإلهية التي تتجسد في رسالات السماء للانسان . قال الله سبحانه و تعالى : و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم .
    وفي حديث للإمام محمد الباقر (ع) ، قال فيه : ما من نكبة تصيب العبد إلا بذنب .
    فلكل ذنب إذاً ضرر خاص على الانسان ، فالزنا والسرقة ، والكذب والبهتان والظلم والخيانة ، والتجاوز على حقوق الآخرين ، والغيبة والفتنة والنميمة ، كل هذه المحرمات تشبه الجراثيم التي تصيب الانسان و تؤدي إلى هلاكه عندما لا يعالجها .

    ـ أثر الذنوب على القلب :
    للذنوب أثر كبير في تلويث النفس و أمراضها ، والإكثار منها يحدث قسوة و ظلمة في القلب و هذه القسوة كثيراً ما تؤدي بالانسان إلى الجرأة على ارتكاب أبشع الجرائم و أكثرها خطراً على حياة الفرد والمجتمع ، و أوضح القرآن الكريم هذه الحقيقة ، فقال : ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة .
    و روي عن الإمام الصادق (ع) كذلك ، أنه قال : ما من شيء أفسد للقلب من خطيئته ، أن القلب ليواقع الخطيئة ، فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله .
    لذلك أمر الاسلام المسلم أن لا يستهين بذنب ، و لا يستصغر معصية ، و أن يحاسب نفسه و يستغفر الله كلما أذنب أو عصى لتتسع المسافات والأبعاد النفسية بينه و بين المعصية وليبقى نقي القلب طاهر السريرة ، فلا تترك المعاصي الطارئة عليه أثراً في قلبه و ضميره .
    ـ اقتراف الذنوب ينسي العلم :
    روي عن رسول الله (ص) ، أنه قال : اتقوا الذنوب ، فانها ممحقة للخيرات ، ان العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه .
    و لهذا قال علمائنا الأبرار : ينبغي لطالب العلم أن يحسن نيته ، و يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول العلم و حفظه واستمراره .
    ـ ارتكاب الذنوب يسلب الخشوع :
    أما فيما يتعلق بدور المعاصي في سلب الخشوع من قلب الانسان و أثرها في إبعاده عن العبادات والأعمال الصالحة ، فان الروايات عن أهل البيت (ع) كثيرة جداً بهذا الصدد ، فقد روي عن النبي الأعظم (ص) ، أنه قال : اتقوا الذنب فانها ممحقة للخيرات ، أن العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه ، وان العبد ليذنب الذنب فيمنع به من قيام الليل ، وان العبد ليذنب الذنب فيحرم به الرزق ، و قد كان هنيئاً له .
    و مما يذكر في هذا الموضوع ، ان رجلاً جاء إلى الإمام علي (ع) و قال له : إني قد حرمت الصلاة بالليل ، فقال له الإمام : أنت رجل قد قيدتك ذنوبك .
    ـ الذنوب تمنع استجابة الدعاء:
    ذكر علماؤنا الأعلام أن من أهم شروط استجابة الدعاء ـ بعد إخلاص النية ـ هو ترك الذنوب ، و قد استدلوا على ذلك بروايات رويت عن أئمة أهل البيت (ع) ، منها قول الإمام محمد بن علي الباقر (ع) : ان العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجب قريب أو إلى وقت بطيء ، فيذنب العبد ذنبا ً، فيقول الله تعالى للملك : لا تقض حاجته ، و أحرمه إياها ، فانه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني .
    - ارتكاب الذنوب يزيل النعم:
    و قد ذكر القرآن ذلك ، فقال: كفروا بآيات الله ، فأخذهم الله بذنوبهم ، ان الله قوي شديد العقاب ، و ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وان الله سميع عليم .
    و ينقل عن الإمام جعفر الصادق (ع) ، أنه سمع أباه يقول : ان الله قضى قضاء حتماً ألا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة .
    و روي عنه كذلك أنه قال: الذنب يحرم العبد الرزق .
    ـ ارتكاب الذنوب ينزل البلاء :
    قال الله سبحانه في كتابه الكريم : فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم .
    و روي عن الإمام محمد الباقر (ع) أنه قال : ما من نكبة تصيب العبد إلا بذنب .
    و هكذا يتضح لنا أن اقتراف الذنوب عمل مهدد لحياة الانسان بكل جوانبها ... و لهذا كان الأئمة من أهل البيت (ع) دائماً يحثون المؤمنين بأساليبهم التربوية الخاصة على ضرورة تربية الذات و محاربة النفس الأمارة بالسوء ، وقطع الطرق المؤدية بها إلى المعصية .



    * مهدي الفتلاوي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X