إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصوم في مفهوم السيد الحسني (دام ظله)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصوم في مفهوم السيد الحسني (دام ظله)

    الصوم في مفهوم السيد الحسني(دام ظله) بسم الله الرحمن الرحيم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ # أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ # شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ # صدق الله العلي العظيم العبادة وتكامل الفرد والمجتمع خلق الله الإنسان ومنحه العقل والرشد والفاعلية والتكيف وجعل فيه الإمكانية والشأنية لحمل الغرائز والتجارب وعلى مسرح الحياة وحمل كل بذور ومقومات نجاح تلك التجارب , ومن التجارب الأصيلة والأكثر امتداداً وشمولاً في حياة الإنسان هي تجربة الإيمان وكون الإنسان مشدوداً ومرتبطاً بطبيعته الى المعبود المطلق , وهذه التجربة ملازمة للإنسان منذ أبعد العصور وفي كل مراحل التاريخ , ولكن مع هذا فإن الإيمان كغريزة لا يكفي ولا يضمن تحقيق الارتباط بالمعبود بصورته الصحيحة الصحية , لأن صورة وكيفية الارتباط تعتمد وتربط بدرجة كبيرة ورئيسة مع طريقة إشباع من تلك الغريزة الإيمانية, ومع كيفية وأسلوب الاستفادة من تلك الغريزة , فالتصرف السليم والصحيح في إشباعها هو الذي يكفل المصلحة النهائية للإنسان لارتباطه بالخالق المطلق بالكيفية الصحيحة المناسبة . ومن الواضح إن أي غريزة تنمو وتتعمق إذا كان السلوك موافقاً لها , فبذور الرحمة والشفقة مثلاً تنمو في نفس الإنسان من خلال التعاطف العملي المستمر مع الفقراء والبائسين والمظلومين , أما لو كان السلوك مخالفاً ومضاداً للغريزة فإنه يؤدي الى ضمورها وخنقها فبذور الرحمة والشفقة مثلاً تضمر وتموت في الإنسان من خلال التعامل والسلوك السلبي من الظلم وحب الذات . وعليه فالإيمان بالله والشعور الغريزي العميق بالتطلع نحو الغيب والإنشداد إلى المعبود لا بد له من توجيه وتسديد وتحديد الطريق والسلوك المناسب لإشباع هذا الشعور وتعميقه وترسيخه , لأنه بدون توجيه سيضمر هذا الشعور وينتكس ويمنى بألوان من الإنحراف والشبهات مما يؤدي إلى ارتباط غير صحيح ليس له حقيقة فاعلة ومنتجة في حياة الإنسان قادراً على إنتاجية طاقاته الصالحة الديّنة والأخلاقية والعلمية . وقد تصدى الشارع المقدس لتعميق ذلك الشعور والإيمان بجعل العبادات التي تمثل التعبير والوجه العملي والتطبيقي لغريزة الإيمان , وقد نجحت هذه العبادات في المجال التطبيقي في تربية أجيال من المؤمنين على مر التاريخ اللذين جسدت عباداتهم من صلاة وصيام وزكاة وغيرها في نفوسهم الإرتباط العميق والصحيح بالله تعالى ورفض كل قوى الشر المادية والمعنوية , ولتعميق وتأكيد الإيمان جعل الشارع المقدس بعض النقاط والأفعال في العبادات مبهمة وغيبية لا يمكن للإنسان أن يعي سرها وتفسيرها تفسيراً مادياً محسوساً , ومن الواضح أنه كلما كان عنصر الانقياد والاستسلام في العبادة أكبر كان أثرها في تعميق الربط بين العابد وربه أقوى , أما إذا كان العمل واضح الغرض والمصلحة في كل تفاصيله تضاءل فيه عنصر الاستسلام والانقياد وطغت عليه دوافع المصلحة والمنفعة . ومن الجدير في الذكر إن الله سبحانه وتعالى لم ينصِّب نفسه هدفاً وغاية للمسيرة الإنسانية لكي يطأطئ الإنسان رأسه ويتذلل بين يديه من أجل تكريس ذاته المقدسة فحسب , بل أراد بهذه العبادة أيضاً أن يبني الإنسان الصالح المتكامل القادر على تجاوز ذاته والمساهمة في المسيرة الشمولية لجوانب الحياة المتنوعة حيث حرص المولى الشرعي على أن يكسب الإنسان الصالح المتكامل روح العبادة في كل أعماله وتصرفاته ويحولها الى عبادات . كما ورد عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) { إن استطعت أن لا تأكل ولا تشرب إلا لله فافعل } إضافة لذلك فقد صيغت العبادة في الشريعة المقدسة بطريقة جعلت منها في أغلب الأحيان أداة ووسيلة لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان والتأكيد على أن العلاقة العبادية ذات دور اجتماعي في حياة الإنسان ولا تكون ناجحة إلا حين تكون قوة فعالة في توجيه ما يواكبها من علاقات اجتماعية توجيهاً صحيحاً . وبعبارة أخرى , إن الإنسان لم يخلق ولم يوجد أساساً إلا في نسيج إنساني عام لا ينسجم ولا يحفظ كيانه إلا مع تعاليم الله سبحانه وتعالى , فجعل الإنسان مرتبطاً بالمجموعة البشرية بقوانين من التعامل والسلوك . الأول : حب الآخرين , فكل مسلم بل كل إنسان مطالب بحب الآخرين وعدم حمل الحقد والضغينة في قلبه عليهم وعليه أن يترجم ذلك في سلوكه وإحساسه فيتألم لألم الآخرين ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم . الثاني : السعي في حوائج الآخرين , وهذا القانون يُمثل الترجمة العملية والتطبيق الواقعي لما حسّ وشعر به تطبيقاً للقانون الأول. ومما لا يخفى أن الشارع المقدس قد ترجم ذلك في العمل والتطبيق بعد الطرح النظري , فسيرة النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرة الأئمة المعصومين( عليهم السلام ) خير شاهد على ذلك حيث الحضور في الساحة الاجتماعية والإحساس بما يحسه المجتمع ومعرفة حاجة الناس العملية العبادية والأخلاقية ضمن ما يسمح لهم وما قدروا عليه كل حسب ظروفه ونتيجة عملهم( عليهم السلام) إنهم أعطوا صورة كاملة وواضحة تفرز المجتمع المسلم وتميزه عن سائر المجتمعات المتوحشة الغائبة عن الإيمان والارتباط بالله تعالى والبعيدة عن الأخلاق . وقد تصدى الشارع المقدس لتوجيه وتحديد مسار العمل العبادي الصحيح والمتكامل لخدمة الفرد والمجتمع . ونحن قد ذكرنا بعض الشيء في التطبيقات العبادية السابقة كالصلاة والطهارة , وقد حان الوقت بفضل الله تعالى للكلام عن الصيام بل عن شهر رمضان وما يتميز به من توجيهات وعبادات لو التزم بها كل إنسان وجعلها منهجاً وسلوكاً في حياته لوصلنا الى المجتمع المتكامل المثالي . الصوم وشهر رمضان في هذا الموجز لم نقتصر بالحديث عن الصوم فقط بل يشمل شهر رمضان بصورة عامة ليله ونهاره خاصة وان لياليه تشمل أفضل الليالي وهي ليلة القدر المباركة . وقد ورد الكثير من النصوص التي تشير الى شهر رمضان وأفضليته وتشير الى أعمال كثيرة في لياليه كما يوجد كثير من الأعمال في أوقات النهار . لقد ورد عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): { أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة , شهر هو عند الله أفضل الشهور , وأيامه أفضل الأيام , ولياليه أفضل الليالي , وساعاته أفضل الساعات , وهو شهر دُعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ... } . وعن الإمام زين العابدين( عليه السلام ): { ... ثم آثرتنا به على سائر الأمم واصطفيتنا دون أهل الملل , فصمنا بأمرك نهاره , وقمنا بعونك ليله...} . ذكرنا سابقاً أن الشارع المقدس تبنى توجيه العبادات ومنها العبادة في شهر رمضان بما يحقق التكافل والتكامل في الشخصية الإسلامية والمجتمع الإسلامي , والكلام في شهر رمضان يكون على مستويين : الأول : مستوى الشخص والفرد أكد الإسلام في موارد كثيرة على أن الحياة الدنيا جسر للآخرة وأنها دار اختبار وابتلاء , وان الواجب على الإنسان العاقل السويّ أن يؤجل شهواته ويسيطر عليها ويوجهها بما يرضى به الشارع المقدس لترتيب الجزاء والثواب , وبخلاف ذلك يترتب العقاب في الدنيا وفي الآخرة ( أجارنا الله ذلك ) وقد عالج الإسلام مشكلة الانقياد وراء الشهوات والتمسك بالدنيا بأساليب عديدة منها ما أوجبه من صوم شهر رمضان وما حَث عليه من العبادات في أيام شهر رمضان ولياليه , وعلى مستوى الفرد نلاحظ العلاج شمل ثلاثة جوانب رئيسية تعالج مشاكل كثيرة منها ما ذكر أعلاه, والغرض من ذلك كله هو الوصول بالفرد الى التكامل وبالتالي انعكاس ذلك وتأثيره في تكامل المجتمع . أولاً : الجانب الحيوي ( البايولوجي ) . لقد أوجب المولى الشرعي الصوم في شهر رمضان , ومن فوائد الصوم الفائدة الصحية فهو يزكي ويقي البدن من العديد من الأمراض والجراثيم بما يقارب المئتين حسب إخبار بعض أهل الاختصاص , ونحن نعلم أن حاجة الإنسان الى الطعام والشراب مثلاً ضرورية لتحقيق التوازن الحيوي له , والإسلام لم يترك هذه الحاجة والرغبة بدون ضابطة وقانون يتحكم بها بل جعل لها سلوكاً متوازناً ومناسباً , حيث بيّن الأضرار والمضاعفات السلبية المترتبة على الشبع في الأكل والشرب وغيرهما من حيث الصحة الجسمية , وقد حث على عدم تناول الطعام إلا مع الحاجة الملحّة إليه , وإذا تناول الطعام فلا يُشبع نفسه ويتخمها فعلى الإنسان المسلم أن يكون في كل أوقاته على قدر من الجوع والعطش والحاجة الى المأكل والمشرب , وقد أثبتت البحوث الطبية صحة هذا البرنامج الغذائي الإسلامي . وقد ورد كثير من الإشارات العبادية في توصيات أهل البيت(عليهم السلام) بخصوص هذا البرنامج الغذائي الصحي الإسلامي . 1- عن الإمام علي( عليه السلام) لأبنه الحسن(عليه السلام): [ ألا أُعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب , قال : بلى . قال : لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع ولا تقم عن الطعام إلا وأنت وتشتهيه ... ] . 2- عن الإمام علي ( عليه السلام) : [ لكل شيء زكاة وزكاة البدن الصوم ] . 3- وعن الإمام الصادق( عليه السلام): [ ليس بد لابن آدم من أكلة يقيم بها صلبه , فإذا أكل أحدكم طعاماً فليجعل ثلث بطنه للطعام , وثلث للشراب , وثلث بطنه للنَفَس ] . 4- وعنه( عليه السلام ): [كل داء من التخمة ] . 5- وعنه( عليه السلام):[ إياكم و الإكثار من الماء فإنه مادة لكل داء] 6- وعنه(عليه السلام): [ لا يشرب أحدكم الماء حتى يشتهيه , فإذا اشتهاه فليقلّ منه ] . ثانياً : الجانب النفسي والأخلاقي . إن الصيام في شهر رمضان بل في كل الأيام هو عمل وفعل سلبي وعدمي ليس فيه تظاهر أمام الخلق ولا يدخله الرياء ولا طلب الجاه ولا السمعة ولا الشهرة غالباً , لأنه إضافة الى اشتراط القربة في النية وعدم الرياء , فإنه حتى لو علم الآخرون أنه صائم فلا بد أن يبقى جزء من وقت النهار دائماً أو غالباً لا يراه أحد وفي هذا الوقت باستطاعته أن يتناول المفطر لكنه لم يفعل أو يقال إن الصيام بدون التصريح به لا يوجد ما يدل عليه لأنه عمل وفعل عدمي بينما أكثر العبادات الأخرى عبارة عن أفعال خارجية إذا قام بها الإنسان علم الآخرون أنه أدى العبادة تلك دون الحاجة الى التصريح بالقول مثلاً . ويعتبر الصوم مظهر من مظاهر التدريب النفسي والبدني على تحمّل الشدائد وعدم الجري واللهث وراء النعيم الدنيوي من المأكل والمشرب والشهوة , ومن ثمراته علاج آفة الكذب حيث نهى الشارع عن الكذب في شهر رمضان مطلقاً وخاصة الكذب على الله تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) وقد جعله من المفطرات . وقد ورد في هذا الخصوص : 1- عن الأكرم والأصدق خاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله وسلم) : [... أيها الناس , من حسَّن في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الأقدام , ومن خفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه خفّف الله عليه حسابه , ومن كف فيه شرّه كف الله عنه غضبه يوم يلقاه , ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه ... ] . 2- عن الإمام الرضا( عليه السلام ): [ ..., وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً على ما أصابه من الجوع والعطش فيستوجب الثواب , مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات ويكون ذلك واعظاً لهم في العاجل ورائضاً لهم على أداء ما كلفهم ودليلاً لهم في الآجل ... ] . ثالثاً : الجانب العبادي : رُبّ قائل بأن الجانب الصحي يمكن تحقيقه بدون الإلتزام بالصوم في شهر رمضان أو في غيره من الأيام وذلك بتمرين النفس وتعويدها التقليل من الطعام ومن وجباته حتى يبقى وجبتان أو وجبة واحدة في اليوم , وكذلك الجانب السلوكي يمكن أن يتحقق عند الإنسان بعد تمرين وتعويد النفس على السلوك الصحيح الأخلاقي وتكرار ذلك ومعايشته حتى تنمو وتتأكد في نفسه الغريزة الأخلاقية الحسنة وكذلك تمرن وتعود النفس على ترك السلوك السلبي اللاأخلاقي وترك العمل به حتى تصل النفس الى مرحلة النفور من ذلك السلوك السلبي مما يؤدي الى عدم صدوره من ذلك الإنسان فيستطيع الإنسان أن يمرن ويروض نفسه على الشجاعة والرحمة وغيرها فتصبح جزء من سلوكه وفعله الخارجي , وهكذا وعليه لا يبقى ثمرة لتشريع الصيام , للإجابة على ذلك نذكر تعليقين في المقام: الأول : أن المشرع الإسلامي وأي مشرع آخر عندما يشرع قانوناً فهو يأخذ بنظر الإعتبار الحالة النوعية والعامة للمجتمع لا الحالة الشخصية الخاصة لفرد أو لبعض الأفراد وفي المقام فإن الغرض من تشريع العبادات كما قلنا هو لإصلاح وتكامل الشخصية الإسلامية للمجتمع المسلم بأكمله لا شريحة دون أخرى ومن الواضح أن الحالات التي ذكرها المستشكل نادرة وأن الكثرة العظيمة من الناس تستفيد من هذا القانون الإلهي وهذه الثمرة لا يمكن لعاقل أن ينكرها . الثاني : إن الإنسان مهما امتلك من العلم والفكر فإن عقله يبقى قاصراً عن إدراك ملاكات ومصالح الأحكام , وهذا يعني وجود عنصر غيبي لا يستطيع الإنسان معرفته ولا تفسيره التفسير المادي المحسوس وقلنا سابقاً أن مثل هذا العنصر الغيبي في العبادة يُعمق ويُؤكد الإيمان والارتباط بالله تعالى , وان ذلك العنصر هو المقياس للانقياد والاستسلام في العبادة وعليه فكلما كان العنصر الغيبي أعمق في الإيهام والإبهام وابعد عن ادراك العقول , كان انقياد العابد واستسلامه للمعبود في العبادة أكبر , وإذا كان الانقياد والاستسلام أكبر كان أثرها في تعميق الربط بين العابد وربه أقوى وقد تصدى الشارع لتوجه الجانب العبادي في شهر رمضان فحث الإنسان المسلم على ان يجعل صومه منطلقاً إلى كف النفس من الشهوات واللذات التافهة الزائلة , والارتفاع بالقلب عن حضيض وسفلية النفس البهيمية إلى أعالي المقامات الملكوتية القدسية , وذلك بقمع الشيطان ومنع النفس من ارتكاب الجرائم والمعاصي والشهوات المنحرفة , والعمل على إطلاق الأشياء الحسنة الصالحة والمداومة على ذلك بخشوع وتواضع وإخلاص في النية لكسب رضوان الخالق الجبار تبارك وتعالى . ونذكر بعض توجيهات الشارع المقدس بخصوص الجانب العبادي للصيام ولشهر رمضان والإشارة إليه : 1- في الحديث القدسي: { كل عمل أبن آدم له إلا الصيام فانه لي وأنا أجزي به , يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي} . 2- في الحديث القدسي : { كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام , إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه لأجلي, فالصوم لي وأنا أجزي به}. 3- عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): { إنما الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته } . 4-عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): { أيها الناس , انه قد أقبل إليكم شهر الله ... هو شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله , أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة , وعملكم فيه مقبول , ودعائكم فيه مستجاب , فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فان الشقي من حُرِم غفران الله في هذا الشهر العظيم } . 5-عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): {... من تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور , أيها الناس ان أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم ان لا يغلقها عنكم , وأبواب النيران مغلقة فاسألوا ربكم ان لا يفتحها عليكم , والشياطين مغلولة فاسألوا ان لا يُسلطها عليكم } . وقال علي(عليه السلام): { فقمت وقلت : يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله } . 6- عن الإمام زين العابدين(عليه السلام): { ... ثم أثرتنا به على سائر الأمم واصطفيتنا دون أهل الملل فصمنا بأمرك نهاره وقمنا بعونك ليله } . 7- عن الإمام الصادق(عليه السلام): { إنما فرض الله صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الأمم ففضل هذه الأمة وجعل صيامه فرضاً على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أمته } . 8- عنه(عليه السلام): { أقرب ما يكون العبد الى الشيطان إذا امتلأ جوفه } . 9- عنه(عليه السلام): { ما من شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الطعام } . 10- عن الإمام الرضا(عليه السلام): { ... إنما اُمروا بالصيام لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الآخرين} . الثاني : المستوى الاجتماعي . ذكرنا سابقاً ان أحد الأهداف للعبادة هو بناء الإنسان الصالح المتكامل القادر على تجاوز ذاته والمساهمة في المسيرة الشمولية التكاملية للمجتمع في كل مجالات الحياة , فجُعلت عبادات الإنسان وأعماله في سبيل الله تعالى , وهذا السبيل في الحقيقة طريق وممر ووسيلة وكاشف عن السبيل لخدمة المجتمع الإنساني لان كل عمل من اجل الله تعالى هو من اجل عباد الله لان الله غني عن عباده , ويؤيد هذا أو يدل عليه قول النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): { إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} . فالصيام هو أحد العبادات يوفر الأرضية المناسبة لعلاج الشخصية الإسلامية من الجانب العبادي والصحي الحيوي والنفسي والسلوكي. إضافة لذلك أو من نتائج ذلك ما يحصل عليه الصائم من تنمية غريزة الرقابة الذاتية حيث يلتزم بالصيام والإمساك عن المفطرات دون ان يراقبه أي إنسان فهو يستطيع ان يتناول المفطر دون ان يراه أحد من الناس لكنه مع ذلك لا يتناوله خوفاً من الله تعالى وهذا بدوره يؤدي بالإنسان الى الشعور الداخلي بالمسؤولية لأنه تمرّن وتعود بعباده على تقديم ما يشعر به من فعل مجهد ومتعب دون أي مردود مادي أو معنوي دنيوي من الناس , نعم هو امتثال وإطاعة لأمر المعبود المطلق وهنا يدفعه إلى إطاعة أوامر المعبود العبادية والتوجيهات الأخلاقية والاجتماعية والتي تهدف إلى صيانة المجتمع وتكامله , فمثلاً قد نهى الشارع الإسلامي الصائم عن الغيبة والنميمة والظلم والكذب , وحذر الشارع المقدس الصائم من التعامل اللاأخلاقي مع الناس , وفي نفس الوقت حثه على عمل الخيرات من مواصلة الفقير والمسكين والضعيف بعد ان عاش الصائم وذاق مرارة الجوع والحرمان فحثته على الصدقة للفقراء وعلى زكاة الفطرة . ولصيانة الوطن وحمايته من الأعداء الخارجيين والثبات أمامهم في سوح القتال حيث الماء والطعام القليل والابتعاد عن الأهل والشهوات , أمر الشارع بالصيام ليتمرن ويتدرب الصائم على تحمل تلك المشاق , وحثه الشارع على صلاة الليل وإحياء ليالي رمضان بأدعية السحر فيكون على استعداد لحراسة حدود وطنه ليلاً ونهاراً . وكتطبيق عملي ونظري للتكافل والتكامل الاجتماعي حث الشارع المقدس على إعداد الولائم لإفطار الصائمين لتحقيق المواصلة بين الناس , وفي الأدعية الرمضانية النهارية والليلية نجد فيه إضافة إلى الجانب الروحي العبادي , الجانب الاجتماعي حيث يبدأ الإنسان بالدعاء الى الآخرين ثم يدعوا لنفسه أو الدعاء للجميع من الوالدين والأهل والأخوات والمؤمنين والمسلمين والمسلمات والفقراء والمساكين والمظلومين . وأذكر في المقام بعض ما ورد عن الشارع المقدس فيما يخص الجانب الاجتماعي والجانب الشخصي أيضاً . 1- عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): {.. واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه , وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم , ووقروا كباركم , وارحموا صغاركم , وصلوا أرحامكم , واحفظوا ألسنتكم , وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم . وتحننوا إلى أيتام الناس يتحنن على أيتامكم ...} . 2- وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم): { ... أيها الناس , من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه ... } . 3- عنه(صلى الله عليه وآله وسلم): { ... أيها الناس , من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الأقدام , ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه , ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه , ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه , ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه , ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ... } . 4- وعن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) دعاء يُقرأ بعد كل فريضة في شهر رمضان: { اللهم ادخل على أهل القبور السرور , اللهم اغن ِ كل فقير , اللهم اشبع كل جائع , اللهم اكس ِكل عريان , اللهم اقض ِدين كل مدين , اللهم فرّج عن كل مكروب , اللهم رد كل غريب , اللهم فك كل أسير , اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين , اللهم اشفِ كل مريض , اللهم سد فقرنا بغناك , اللهم غيّر سوء حالنا بحسن حالك , اللهم اقض ِعنّا الدين وأغننا من الفقر إنك على كل شيء قدير} . 5- عن الإمام الصادق(عليه السلام): { إنما فرض الصيام ليستوي به الغني والفقير , وذلك ان الغني لم يكن يجد مس الجوع فيرحم الفقير , لأن الغني كلما أراد شيئاً قدر عليه , فأراد الله تعالى ان يسوّي بين خلقه وان يُذيق الغني مس الجوع والألم ليرقَّ على الضعيف ويرحم الجائع } . 6- عن الأمام الرضا(عليه السلام): { إنما أمروا بالصيام ... ولعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدوا إليهم ما افترض الله لهم في أموالهم } . مسائل في الصوم طرق إثبات أول الشهر (الهلال) الطريق الأول : الرؤية المباشرة بالعين الاعتيادية المجردة . الطريق الثاني : شهادة الآخرين . يثبت أول الشهر بشهادة الآخرين برؤيتهم الهلال إذا تحقق أحد أمرين : الأمر الأول : كثرة العدد . (مسألة 6) : إذا كثر العدد على نحو يحصل التواتر أو الشياع المفيد للعلم أو الاطمئنان . فرع : يشترط في الكثرة العددية ان يكون منشأها معقولاً وصحيحاً ولذلك يجب على المكلف ان يدخل في الحساب كل الاحتمالات التي تلقي ضوءاً وتزيد القيمة الاحتمالية لمدى صدق الشهود أو كذبهم أو خطأ البعض أو الجميع , ولهذا تطبيقات عديدة نذكر منها : تطبيق 1 : إذا شهد أربعون شاهداً بالهلال وكلهم في مدينة الكوفة , ومثل هذه الشهادة تعزز وتزيد من قوة احتمال الصدق فيها وذلك لأن تواجد أربعين شخصاً على خطأ في مجموعة المستهلين من بلدة واحدة كالكوفة أمر بعيد نسبياً بينما إذا شهد أربعون شاهداً من أربعين بلدة استهل أبناءها فشهد شاهد واحد من كل بلدة برؤية الهلال , مثل هذه الشهادة تضعف وتنقص قوة احتمال الصدق فيها وذلك لأن تواجد شخص واحد على خطأ في مجموعة المستهلين من كل بلد اقرب احتمالاً . تطبيق 2 : نفس الحالة السابقة , لكن كانت مدينة الكوفة (التي شهد من أهاليها أربعون شخصاً) واقعة تحت تأثير ظروف عاطفية غير موجودة في المدن الأخرى كأرتباطهم العاطفي مع أحد الأشخاص من العلماء أو غيرهم وقد ادعى هذا الشخص الرؤية فمثل هذا الارتباط العاطفي يضعف وينقص قوة احتمال الصدق في هذه الشهادة . تطبيق 3 : نفس الحالة السابقة , لكن كانت مدينة الكوفة واقعة تحت تأثير جوي أو طبيعي كأن يكثر فيها المصانع والمعامل التي تشمل المداخل والتي تطرد الغازات والدخان وقد يحتمل فيها قوياً ان تشكل ما يشبه الهلال فمثل هذا الظرف الطبيعي يضعف وينقص قوة احتمال الصدق في هذه الشهادة في مدينة الكوفة . تطبيق 4 : إذا كان عدد المستهلين الذين استهلوا وعجزوا عن رؤية الهلال كبيراً جداً ومتواجداً في آفاق قريبة من مواضع شهادات الشهود, فمثل هذا العدد الكبير الذي لم يرَ الهلال يضعف وينقص من قوة احتمال الصدق في هذه الشهادة . تطبيق 5 : إذا كان نوع الشهود الأربعين ممن يعرف مسبقاً أنهم لا يتورعون عن الكذب فمثل هذا النوع يضعف وينقص من قوة احتمال الصدق في هذه الشهادة . بينما إذا كان نوع الشهود ممن يجهل الحالة فمثل هذا النوع يضعف بدرجة أقل من النوع السابق من قوة احتمال الصدق في هذه الشهادة وبينما إذا كان نوع الشهود ممن يعلم بوثاقتهم فمثل هذا النوع من الشهود يعزز ويزيد من قوة احتمال الصدق في الشهادة . تطبيق 6 : اتحاد مجموعة من الشهادات في المكان وقدرة المشاهد الأول على إرائة الشاهد الآخر ما رأَه تعزز وتزيد من قوة احتمال الصدق في شهادته فإذا اتحدت مجموعة من الشهادات في مكان, بأن يقف عدد من المستهلين في مكان مشرف على الأفق , فيرى أحدهم الهلال ثم يهدي الآخر إلى موضعه فيراه ثم يهدي الثاني والثالث إلى موضعه أو يرى الثالث الهلال بنفسه ثم يهدي الرابع إلى موضعه فيراه فمثل ذلك يعزز ويزيد من قوة احتمال الصدق في الشهادة لأن وقوع الشهادات كلها فريسة خطأ واحد في نقطة معينة من الأفق بعيد جداً وقدرة الشاهد على ارائة ما رأه تعزز الثقة بشهادته . تطبيق 7 : التطابق العفوي في النقاط التفصيلية بين الشهود المتفرقين يعزز ويزيد من قوة احتمال الصدق في الشهادة , كما إذا شهد عدد من الأشخاص المتفرقين من بلدة واحدة وأعطى ككل منهم نقاطاً التي يعطيها الآخر كاتفاقهم على زمان رؤية الهلال واتفاقهم على زمان غروبه عن أعينهم واتفاقهم على شكله ووضعه في السماء فمثل ذلك يعزز من قوة احتمال الصدق في الشهادة . تطبيق 8 : الوسائل العلمية الحديثة من أجهزة الرصد والتكبير والتركيز ممكن ان تكون عاملاً مساعداً سلبياً ينقص ويضعف أو يزيل من قوة احتمال الصدق في الشهادة , كما إذا افترضنا ان التطلع والرؤية بالأجهزة الحديثة لم يتح رؤية الهلال فمثل هذا العامل السلبي يضعف وينقص أو يزيل من نفس الإنسان الوثوق بالشهادات ولو كثرت , إذ كيف يرى الناس بعيونهم المجردة ما عجز الرصد العلمي عن رؤيته . تطبيق 9 : التنبؤ العلمي المسبق بوقت خروج القمر من المحاق ممكن ان يكون في بعض الحالات عاملاً سلبياً يضعف وينقص من قوة احتمال صدق الشهادات أو لا يسمح بسرعة حصول اليقين بصواب الشهود في شهاداتهم , فإذا حدد التنبؤ العلمي وقتاً لخروج القمر من المحاق وادعى الشهود الرؤية قبل ذلك الوقت , فمثل هذا التحديد العلمي يعتبر عاملاً سلبياً وينقص من قوة احتمال صدق الشهادات فإن احتمال الخطأ في حسابات النبوءة العلمية وان كان موجوداً ولكنه قد لا يكون أبعد أحياناً عن احتمال الخطأ في مجموع تلك الشهادات . الأمر الثاني : البينة. (مسألة 7) : البينة على رؤية الهلال تكتمل وتتم إذا تحققت ثلاثة أمور . الأول : ان يشهد شاهدان رجلان عادلان برؤية الهلال . فرع : لا تكفي شهادة الرجل الواحد وكذلك لا تكفي شهادة النساء وان كنَّ عادلات . الثاني : ان لا يقع اختلاف بين الشاهدين في شهادتهما على نحو يعني إنما يفترض أحد الشاهدين رآه غير ما رآه الآخر . الثالث : عدم وجود قرائن قوية تدل على كذب البينة أو وقوعها في خطأ كما إذا انفرد اثنان بالشهادة من بين جمع كبير من المستهلين لم يستطيعوا ن يروه مع اتجاههم جميعاً الى نفس النقطة التي اتجه إليها الشاهدان في الأفق وتقاربهم في القدرة البصرية ونقاء الأفق وصلاحيته العامة للرؤية . الطريق الثالث : مضي ثلاثين يوماً من هلال الشهر السابق لان الشهر القمري الشرعي لا يكون أكثر من ثلاثين يوماً . فإذا مضى ثلاثون يوماً ولم يرَ الهلال الجديد اعتبر الهلال موجوداً ويبدأ بذلك شهر قمري جديد . الطريق الرابع : حكم الحاكم الشرعي . (مسألة 8) : يثبت الهلال بحكم الحاكم الشرعي إذا تحقق أمران : الأول : ان يتخذ الحاكم الشرعي قراراً ويصدر أمراً للمسلمين بالعمل على طبق هذا الحكم وان الشهر قد ثبت . الثاني : ان لا يعلم المكلف خطأ الحاكم الشرعي ولا يعلم خطأ مستنده الذي استند إليه , ولتوضيح هذا الأمر أذكر ثلاث حالات : 1- ان لا تكون لدى المكلف أي فكرة عن خطأ أو صواب الحكم الذي أصدره الحاكم الشرعي , ففي هذه الحالة يجب أتباع حكم الحاكم الشرعي . 2- ان تكون لدى المكلف فكرة تبعث في نفسه الظن وليس العلم بأن الحاكم على خطأ في موقفه على الرغم من اجتهاده وعدالته , ففي هذه الحالة يجب إتباع حكم الحاكم الشرعي . 3- ان تكون لدى المكلف فكرة تؤكد على أساسها من عدم كفاية الأدلة التي استند إليها الحاكم الشرعي كما إذا كان قد استند إلى شهود وثق بعدالتهم ولكن المكلف يعرف إنهم ليسوا عدولاً , فهو يرى ان شهادتهم غير كافية ما داموا غير عدول (ولكنه لا يعلم بأنهم قد كذبوا في شهادتهم هذه بالذات) ففي هذه الحالة يجب على المكلف إتباع أمر الحاكم الشرعي ما دام لم يعلم بأن الشهر لم يبدأ فعلاً . فرع 1 : إذا علم المكلف بأن الشهر لم يبدأ فعلاً وأن الحاكم الشرعي وقع في الخطأ وأنه أثبت الشهر قبل وقته , ففي هذه الحالة لا يجب الإتباع , بل على المكلف أن يعمل على أساس علمه . فرع 2 : إذا حصلت لدى الحاكم الشرعي قناعة ثبوت الشهر لكنه لم يتخذ قراراً ولم يصدر أمراً بذلك للمسلمين بالعمل على هذا الأساس , ففي مثل هذه الحالة لا يجب الإتباع , نعم إذا حصل له الاطمئنان الشخصي بسبب قناعة الحاكم الشرعي بثبوت الشهر وجب عليه الإتباع والعمل وفق اطمئنانه . فرع 3 : إذا أصدر الحاكم الشرعي الأمر والحكم وجب إتباعه حتى على غير مقلديه ممن يؤمن بتوفر شروط الحاكم الشرعي فيه . الطريق الخامس : إذا حصل للمكلف القناعة على مستوى اليقين أو الاطمئنان ولو بالجهد العلمي بالوسائل الحديثة بشرط أن يؤكد العلم بوسائله الحديثة أمران : 1- خروج القمر من المحاق . 2- إمكان رؤية الهلال بالعين الطبيعية المجردة . (مسألة 9) : لا يجوز الاعتماد على الظن في إثبات هلال شهر رمضان وإثبات هلال شهر شوال , كما لا يجوز الاعتماد على حسابات المنجمين . تطبيق : تطويق الهلال وهو ما إذا كان الهلال على شكل دائرة , أو سمك الجزء المنير من الهلال وسعته , أو استمرار ظهور الهلال قرابة ساعة من الزمان أو أكثر وعدم غيابه بعد الشهر , فكل تلك الحالات لا يمكن اتخاذها دليلاً لإثبات بداية الشهر القمري الشرعي في الليلة السابقة , فإنّ أقصى ما تثبته هذه العلامات هو إن القمر كان قد خرج من المحاق قبل فترة طويلة ولكن هذا لا يدل على أنه كان بالإمكان رؤيته في الليلة السابقة , فمثلاً لو كان القمر قد خرج من المحاق قبل اثني عشر ساعة أو قبل عشرين ساعة من الغروب الذي رؤي فيه لأول مرة فسوف يبدو القمر والجزء المنير فيه أوضح نوراً وأطول مدة مما لو كان قد خرج من المحاق قبل دقائق من الغروب . على الرغم من أنه لا يمكن رؤيته في الليلة السابقة في كلتا الحالتين . (مسألة 10) : إذا حلّت ليلة الثلاثين من شعبان ولم يمكن إثبات هلال شهر رمضان لم يجب صيام النهار التالي ( وهو يوم الشك ) . فرع 1 : لا يجوز صيام يوم الشك بنية أنه من رمضان . فرع 2 : المكلف مخير في يوم الشك بين أمور : 1- أن يفطر في ذلك اليوم . 2- أن يصوم بنية أنه من شعبان استحباباً . 3- أن يصومه بنية أنه من شعبان قضاء لصيام واجب في عهدته . 4- أن يصومه ناوياً الأمر الواقعي المتوجه إليه (إما الوجوبي أو الندبي ) . وإذا صام المكلف على أحد الأوجه الثلاثة الأخيرة ثم انكشف له بعد ذلك أن اليوم الذي صامه كان من رمضان , أجزأه وكفاه هذا الصيام ولا قضاء عليه ولا كفارة . فرع 3 : إن صيام يوم الشك على أنه إن كان من شعبان كان ندباً وإن كان من رمضان كان وجوباً فالأحوط وجوباً بطلان هذا الصوم . (مسألة 11) : إذا حلّت الليلة الثلاثين من شهر رمضان ولم يثبت هلال شهر رمضان بأحد الطرق الشرعية السابقة وجب صيام النهار التالي , وإذا صامه وانكشف له بعد ذلك أنه كان من شوال وأنه يوم العيد الذي يحرم صيامه فلا حرج عليه ولا إثم عليه , نعم إذا علم بذلك أثناء النهار وجب عليه الإفطار . الجهة الثانية شرائط وجوب الصوم 1- البلوغ . 2- العقل . 3- عدم الإغماء . 4- الخلو من الحيض والنفاس . 5- عدم الشيخوخة . 6- عدم الإصابة بداء العطش . 7- عدم كون المرأة حاملاً مقرباً . 8- عدم كون المرأة مرضعة . 9- الأمن من الضرر الصحي . 10- الأمن من الحرج والمشقة . 11- أن لا يكون مسافراً . شرائط وجوب الصوم يجب صيام شهر رمضان من كل إنسان تتوفر فيه الشروط التالية: الشرط الأول : البلوغ . (مسألة 12) : لا يجب الصيام على الصبي غير البالغ . فرع 1 : يصح الصوم من الصبي كما تصح الصلاة وغيرها من العبادات من الصبي . فرع 2 : إذا طلع عليه الفجر وهو غير بالغ . فلا يجب عليه الصيام ولا قضاء عليه حتى لو بلغ في أثناء النهار . تطبيق : إذا طلع الفجر على الإنسان وهو بالغ فصام متطوعاً وبلغ أثناء النهار ، فمثل هذا الشخص بإمكانه بل يستحب أن يواصل صيامه فيقبل منه أنشاء الله تعالى ولا قضاء عليه ، وبإمكانه أن يفطر في ذلك النهار إذا أراد ولو بعد أن بلغ . الشرط الثاني : العقل . (مسألة 13) : لا يجب الصيام على المجنون . فرع : يشترط في وجوب الصيام أن يستمر بالإنسان عقله ورشده إلى نهاية النهار فلو فقد عقله في جزء من النهار ، فصيام ذلك النهار ليس واجباً عليه ولا قضاء عليه . فرع : لو طلع عليه الفجر وهو عليل قد فقد عقله , ثم أفاق واسترد عافيته وحالته العقلية الاعتيادية في أثناء النهار , فصيام هذا النهار ليس واجباً عليه ولا يجب عليه القضاء . الشرط الثالث : عدم الإغماء . (مسألة 14) : إذا أصابه الإغماء قبل ان ينوي صيام النهار المقبل واستمر به الإغماء إلى ان طلع عليه الفجر فلا يجب عليه صيام ذلك النهار حتى لو أفاق صباحاً أو ظهراً وانتبه الى نفسه . نعم إذا نوى المكلف الصيام في النهار المقبل ثم أُغمي عليه بعد النية ثم أفاق في أثناء النهار فعليه ان يواصل صيامه ويحتسب من الصيام الواجب على الأحوط وجوباً ولزوماً . وكذلك إذا أصبح صائماً وأغمي عليه في أثناء النهار ساعة أو أكثر ثم أفاق , فعليه ان يبقى على صيامه ويحتسب من الصيام الواجب . الشرط الرابع : الخلو من الحيض والنفاس . (مسألة 15) : يجب ان تكون المرأة نقية من دم الحيض والنفاس, فلا يجب عليها الصوم وان كان حصول الحيض أو النفاس في جزء من النهار . تطبيق : إذا اتفق انقطاع الدم عن الحائض والنفساء بعد الفجر بثانية واحدة , فلا يجب عليها صيام ذلك اليوم , وإذا فاجئها الدم قبل غروب الشمس بثانية واحدة فليس صيام ذلك اليوم بواجب . فرع : إذا صامت المرأة وهي غير نقية ولو في جزء من النهار , لم يكن صيامها مطلوباً شرعاً ولا يعفيها من القضاء . الشرط الخامس : عدم الشيخوخة التي تضعف عن الصيام. (مسألة 16) : الشيخ والشيخة إذا كان الصوم حرجاً ومشقة عليهما بسبب شيخوختهما , فكل منهما مخيّر بين ان يصوم وبين ان يفطر ويعطي الفدية عن كل يوم يفطره بمدّ من الطعام وهو ثلاثة أرباع الكيلو من الحنطة أو الخبز أو غيرهما والأحوط استحباباً ان تكون الفدية مُدّين . فرع 1 : إذا اختار الشيخ أو الشيخة الإفطار ودفع الفدية , فإذا تمكنا من القضاء بعد ذلك فانه لا يجب عليهما القضاء. فرع 2 : إذا عجز الشيخ والشيخة وتعذر عليهما الصيام نهائياً أو كان الصيام مضراً بهما ضرراً صحياً , فلا يجب عليهما الصيام بل يفطرا وليس عليهما فدية . الشرط السادس : عدم الإصابة بداء العِطاش . ذو العِطاش , هو الذي يُمنى بحالة مرضية من خلل في كبده ونحو ذلك تجعله يشعر بعطش شديد فيشرب الماء ولا يرتوي . (مسألة 17) : ذو العطاش إذا كان الصوم حرجاً ومشقة وصعوبة عليه , فهو مخيّر كالشيخ والشيخة بين ان يصوم وبين ان يفطر ويعطي الفدية عن كل يوم يفطره بمُدّ من الطعام , وإذا اختار الإفطار والفدية فلا يجب عليه القضاء بعد ذلك . فرع 1 : إذا عجز ذو العطاش وتعذر عليه الصيام نهائياً فلا يجب عليه الصيام , بل يفطر وليس عليه فدية . الشرط السابع : عدم كون المرأة حاملاً مقرباً . (مسألة 18) : إذا كانت المرأة حاملاً مقرّباً يضر الصوم بحملها , أفطرت وأعطت الفدية عن كل يوم تفطره بمُدّ من طعام , وعليها القضاء بعد ذلك . (مسألة 19) : إذا كان الصوم يضر بالمرأة الحامل نفسها لا بحملها , أفطرت وعليها القضاء بعد ذلك وليس عليها الفدية , وعدم وجوب الصوم على هذه المرأة بسبب عدم توفر الشرط التاسع (الأمن من الضرر الصحي) وسيأتي الكلام لاحقاً ان شاء الله تعالى . الشرط الثامن : عدم كون المرأة مرضعة . (مسألة 20) : إذا كانت المرأة مرضعة يضر الصوم بالولد الرضيع , أفطرت , وأعطت الفدية عن كل يوم تفطره بمُدّ من طعام , وعليها القضاء بعد ذلك . فرع : إذا كان بإمكان المرأة ان ترضع الولد من غير حليبها من امرأة أخرى أو من الحليب الحيواني أو من الحليب المجفف بحيث لا يتضرر الولد من ذلك, فلا يجوز لها الإفطار . (مسألة 21) : إذا كان الصوم يضر بالمرأة المرّضع نفسها لا بالولد أفطرت وعليها القضاء وليس عليها الفدية , وعدم وجوب الصوم على هذه المرأة بسبب عدم توفر الشرط التاسع (الأمن من الضرر الصحي) وسيأتي الكلام عنه ان شاء الله تعالى . الشرط التاسع : الأمن من الضرر الصحي . (مسألة 22) : إذا لم يكن المكلف آمناً من الضرر بسبب الصوم , فلا يجب عليه الصيام , فمن كان يخشى ان يُصاب بمرض بسبب الصوم , ومن كان مريضاً ويخشى ان يطول به المرض أو يشتد المرض أو يصاب بمرض آخر بسبب الصوم , ومن كان مريضاً وأجهده المرض وأضعفه فأصبح يعاني صعوبة ومشقة شديدة في الصيام . ففي كل هذه الحالات لا يجب على المكلف الصيام . فرع 1 : الضرر الصحي بسبب الصوم الذي يسقط وجوب الصوم إذا كان بدرجة يهتم العقلاء بالتحفظ منها عادة , كالصداع الشديد أو الحمى العالية أو الالتهاب المعتد به والتي تمنع عادة عن ممارسة مهامهم وأعمالهم , ومن الواضح ان الشدة والضعف أمر نسبي يختلف من إنسان إلى آخر فالإنسان المتداعي صحياً قد تكون الحمى البسيطة شديدة بالنسبة إليه وتثير متاعب صحية كبيرة عنده . فرع 2 : الضرر الذي لا يراه الناس عادة مانعاً عن ممارسة أعمالهم ومهامهم كالصداع البسيط أو الحمى الضئيلة أو الالتهاب الجزئي في العين أو الأذن أو اللوزتين ونحو ذلك فمثل هذا الضرر لا يسقط وجوب الصيام . فرع 3 : إذا كان الإنسان مريضاً ولكن الصيام لا يضره ولا يعيق شفائه ولا يوقعه في مشقة شديدة فعليه ان يصوم . (مسألة 23) : 1- إذا تيقن المكلف من الضرر الصحي بسبب الصيام . 2- وإذا ظن بوقوع الضرر الصحي بسبب الصيام . 3- وإذا شك بوقوع الضرر الصحي بسبب الصيام . 4- وإذا احتمل الضرر بدرجة أقل من خمسين بالمائة ولكنها تبعث في النفس الخوف والتوجس لأهمية العضو المتضرر كما إذا خشي على عينه من الرمد والعمى واحتمل ذلك بدرجة ثلاثين بالمائة (مثلاً) ففي كل الحالات الأربع , لا يجب على المكلف الصيام . أما إذا احتمل الضرر الصحي بدرجة ضئيلة لا تبعث في النفس خوفاً وتوجساً ففي هذه الحالة لا يجوز له الإفطار بل يجب عليه الصيام . (مسألة 24) : في الحالات الأربع السابقة التي لا يجب فيها على المكلف الصيام , إذا صام المكلف موطناً نفسه على المرض وتحمّل الضرر الصحي , فمثل هذا الصيام غير مقبول ووجب عليه القضاء بعد ذلك عند عافيته وبرئه . (مسألة 25) : إذا صام باعتقاد عدم الضرر واطمئناناً بالسلامة ثم اتضح له بعد إكمال الصيام انه كان على خطأ وان الصوم قد أضر به , فعليه ان يقضي الصيام ولا يكتفي بذلك الصوم . (مسألة 26) : إذا صام وهو يعتقد الضرر , ثم تبين له بعد ذلك انه كان مخطئاً في اعتقاده وان الصيام لم يضره , فمثل هذا الصيام لا يقبل منه ووجب عليه القضاء . فرع : يستثنى من ذلك حالة واحدة يقبل فيها الصيام ولا قضاء عليه وتتحقق هذه الحالة عند توفر شرطين : 1- ان لا يكون الضرر الذي اعتقده أولاً من الأضرار الخطيرة التي يحرم على كل مكلف ان يوقع نفسه فيها ويعاقب عليها كمرض السكر والسرطان والعمى والشلل والتدّرن ونحو ذلك . 2- ان يكون جاهلاً بالحكم أي يجهل ان المريض أو من لم يأمن الضرر الصحي لا يجب عليه الصيام , ومثل هذا الإنسان الجاهل يكون الصيام الذي وقع منه لأجل الله سبحانه وتعالى فتتحقق نية القربى منه . (مسألة 27) : إذا كان مريضاً مرضاً لا يجب معه الصيام لكنه لم يتناول مفطراً حتى عوفي أثناء النهار فمثل هذا الشخص يجب عليه قضاء الصيام بعد ذلك , والأحوط وجوباً عليه ان يمسك بقية ذلك النهار . (مسألة 28) : إذا كان الطبيب حاذقاً وثقة وعندما فحص المريض أخبره ان الصوم يضره ضرراً لا يجب معه الصيام , فعليه ان يعمل بقول الطبيب ولو لم يبعث في نفسه الخوف والقلق , نعم إذا تيقن واطمئن المريض بخطأ هذا الطبيب فلا يأخذ بكلامه وعليه ان يصوم ذلك اليوم . (مسألة 29) : إذا خاف الإنسان من ان يضره الصوم لكن الطبيب أخبره انه لا ضرر عليه , فعليه ان يعمل وفقاً لشعوره وتخوّفه . الشرط العاشر : الأمن من الحرج والمشقة . والحرج : هو المشقة النفسية الشديدة التي لا يتحملها الناس عادة . (مسألة 30) : إذا كان الصيام محرجاً للإنسان وموقعاً له في مشقة شديدة وأمام مشكلة حياتية , فلا يجب عليه الصيام. تطبيق : الإنسان الذي يمنعه الصيام عن ممارسة عمله الذي يرتزق منه إما لأنه يسبب له ضعفاً لا يطيق معه العمل , وإما لأن الصيام يعرّضه لعطش لا يطيق معه الإمساك عن الماء ونحو ذلك , ففي هذه الحالة صورتان : الأولى : إذا كان بإمكان الفرد بصورة غير محرجة ان يبدل عمله أو يؤجله مع الاعتماد في رزقه على مال موفّر ونحوه , فانه يجب عليه ذلك لكي يصوم. الثانية : أما إذا كان بامكانه ذلك لكن بصورة محرجة فلا يجب عليه تبديل عمله أو تأجيله , بل يسقط عنه وجوب الصوم ثم يقضيه بعد ذلك إذا تيسّر له ذلك , والأحوط وجوباً في مثل هذه الحالات ان يقتصر على الحد الأدنى من الأكل أو الشرب الذي يدفع به الحرج والمشقة عن نفسه . الشرط الحادي عشر : ان لا يكون مسافراً . (مسألة 31) : إذا كان المسافر قد وجب عليه التقصير في الصلاة وكان يعلم بالحكم الشرعي بأن المسافر لا صيام عليه , فمثل هذا المسافر لا يجب عليه الصيام , ولو صام كان عبثاً ووجب عليه القضاء بعد ذلك . فرع 1 : إذا صام المسافر جهلاً منه بالحكم الشرعي بأن المسافر لا صيام عليه , فإن صيامه صحيح ومقبول إذا لم يطّلع ولم يعلم في أثناء النهار بالحكم الشرعي بأن المسافر لا صيام عليه . وأما إذا اطلع في الأثناء على هذا الحكم وواصل صيامه , فصيامه باطل ووجب عليه القضاء . فرع 2 : المسافر العالم بالحكم الشرعي إذا صام ناسياً للحكم الشرعي , فصيامه باطل ووجب عليه القضاء . فرع 3 : يجب الصيام على الحاضر المتواجد في بلدته , وكذلك يجب على المسافر الذي لا يجب عليه التقصير في الصلاة كالمقيم عشرة أيام , ومن كان عمله السفر , ومن سافر سفر معصية , ومن مضى عليه ثلاثون يوماً وهو متردد في مكان ما . (مسألة 32) : إذا طلع الفجر على الإنسان وهو حاضر ثم سافر في أثناء النهار فهنا صورتان : الاولى : إذا سافر وخرج من البلد بعد الزوال , وجب عليه إتمام صيامه ذلك اليوم . الثانية : إذا سافر وخرج من البلد قبل الزوال , فهنا حالتان: 1- إذا كان ناوياً للسفر من الليل , وجب عليه الإفطار وعليه القضاء بعد ذلك . 2- إذا لم يكن ناوياً للسفر من الليل بل اتخذ قرار السفر بعد طلوع الفجر . فالأحوط وجوباً إتمام صيام ذلك اليوم ووجب عليه القضاء بعد ذلك . (مسألة 33) : إذا كان مسافراً فدخل بلده أو بلداً نوى فيه الإقامة فهنا صور : الأولى : إذا كان دخوله قبل الزوال ولم يتناول المفطر وجب عليه الصيام . الثانية : إذا كان دخوله بعد الزوال فلا صيام له وعليه ان يقضيه بعد ذلك . الثالثة : إذا كان قد تناول المفطر قبل الوصول إلى بلدته فلا صيام له وعليه ان يقضيه بعد ذلك . (مسألة 34) : إذا طلع الفجر والمكلف في بلدة ثم سافر صباحاً ورجع قبل الظهر من نفس اليوم دون ان يتناول للمفطر , وجب عليه ان ينوي ويصوم ذلك اليوم , والأحوط وجوباً القضاء بعد ذلك . (مسألة 35) : المناط في كون الشروع في السفر قبل الزوال أو بعده , هو البلد لا حدّ الترخص . (مسألة 36) : إذا خرج إلى السفر في شهر رمضان فلا يجوز له الإفطار إلاّ بعد الوصول إلى حد الترخص , ولو أفطر قبل ذلك عالماً بالحكم وجبت عليه الكفارة . (مسألة 37) : يجوز السفر في شهر رمضان اختياراً ولو للفرار والتخلص من الصيام , لكنه مكروه . (مسألة 38) : عرفنا التلازم بين إتمام الصلاة والصوم , والتلازم بين قصر الصلاة والإفطار . ويستثنى من هذه الملازمة حالات : الأولى : الأماكن الأربعة وهي ( المسجد الحرام ومسجد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومسجد الكوفة وحرم الحسين(عليه السلام) ) فان المسافر يتخيّر فيها بين القصر والتمام في الصلاة بينما يتعيّن عليه الإفطار . الثانية : الخارج إلى السفر بعد الزوال فإنه يتعيّن عليه البقاء على الصوم مع انه يقصر في الصلاة . الثالثة : الراجع من سفره بعد الزوال فانه يجب عليه الإتمام في الصلاة إذا لم يكن قد صلاّها قصراً في السفر بينما يتعيّن عليه الإفطار . (مسألة 39) : إذا علم المكلف مسبقاً ان أحد الطوارئ (كالحيض أو النفاس أو المرض أو السفر أو غيرها) سوف يحدث في أثناء النهار . فلا يجوز له ان يفطر ويتناول الطعام والشراب قبل ان يحدث الطارئ بل يجب عليه ان ينوي ويصوم عند طلوع الفجر ويبقى صائماً الى ان يطرأ ما يعفيه من الصيام . تطبيق 1 : إذا علمت المرأة أنها ستحيض بعد ساعة من النهار لم يجز لها ان تأكل في النهار قبل ان تحيض. تطبيق 2 : وإذا علم انه سيسافر قبل الزوال فلا يجوز له ان يفطر إلا بعد خروجه من بلده ووصوله إلى حد الترخص . الجهة الثالثة واجبات الصيام أولاً : النية . ثانياً : الطهارة من الجنابة عند الفجر. ثالثاً : الاجتناب عن المفطرات : 1- الأكل . 2- الشرب. 3- الغبار الغيظ . 4- الاحتقان بالمائع . 5- التقيؤ . 6- الجماع . 7- إنزال المني . 8- رمس الرأس بكامله في الماء . 9- الكذب على الله تعالى أو على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) . الجهة الثالثة واجبات الصيام يجب على الصائم أمور : الأمر الأول : النية . الأمر الثاني : الطهارة من الجنابة عند الفجر . الأمر الثالث : الاجتناب عن المفطرات . وتفصيل الكلام كما يأتي : الأمر الأول : النية . (مسألة 40) : يجب ان ينوي الصيام قربة إلى الله تعالى أي الالتزام بواجبات الصيام والاجتناب عن مفطراته قربة الى الله تعالى . (مسألة 41) : يكفي في نية القربة أن يكون في نفس المكلف باعث ودافع إلهي يمنعه عن الطعام والشراب ونحوهما حتى لو يكن وقوع الصوم وترك الطعام والشراب عن نية ( كغيره من العبادات الفعلية) , بل يكفي وقوعه بسبب العجز عن المفطرات أو بسبب وجود الصارف النفساني عنها إذا كان عازماً على تركها لولا ذلك . تطبيق : إذا نوى الصوم ليلاً ثم نام واستمر نومه جُلّ النهار أو كله أو كان قد غفل عن الطعام في النهار أو كان عازفاً وغير راغب في الطعام , فمثل هذا الصائم لا يبطل صومه لأنه يكفي في نية القربة أن يكون في نفس المكلف باعث ودافع إلهي يمنعه عن الطعام والشراب ونحوهما في ما إذا لم يكن نائماً ولا غافلاً ولا عزوفاً . فالنائم والغافل والعزوف إذا عرف من نفسه إنه حتى لو لم ينم ولم يغفل ولم يكن عزوفاً فإنه لا يأكل ولا يشرب من أجل الله تعالى , كفاه ذلك في نية الصوم . (مسألة 42) : يكفي الصائم في النية أن يقصد الطبيعي ولم يقيده بعنوان آخر فيكفي أن ينوي إنه يصوم هذا النهار من طلوع الفجر إلى المغرب على أن لا يقصد به صوماً آخر غير صيام شهر رمضان وإذا قصد مثلاًً صوم الكفارة أو النيابة أو القضاء فيحكم ببطلان الصيام عن رمضان , والأحوط وجوباً ولزوماً بطلان الصيام الذي نواه أيضاً . (مسألة 43) : يجب أن لا تتأخر النية لدى الصائم في شهر رمضان عن طلوع الفجر . فرع : إذا لم ينوِ الصوم في شهر رمضان لنسيان الحكم أو الموضوع أو للجهل في ذلك , ثم تفطن وتذكر قبل أن يستعمل مفطراً , فالأحوط وجوباً ولزوماً تجديد نية الصيام لهذا اليوم من رمضان ثم يقضيه بعد ذلك أما إذا تفطن وتذكر بعد أن كان قد استعمل المفطر في حال غفلته وجهله فعليه أن يمسك بقية النهار ثم يقضيه بعد ذلك . (مسألة 44) : يجوز تقديم النية على الفجر بأن ينوي الصيام في الليل وتكفيه تلك النية ما لم يعدل عنها . تطبيق : إذا قرر ونوى أول الليل أن يصوم غداً ونام على هذا الأساس وطلع عليه الفجر وهو نائم واستيقظ نهاراً وهو على نيته , صح صومه . (مسألة 45) : يجتزئ في شهر رمضان كله بنية واحدة قبل الشهر . فرع : إذا نوى صيام شهر رمضان كله بنية واحدة قبل الشهر ونام على هذا الأساس لسبب طارئ مدة يوم أو يومين أو أكثر , فإنه يعتبر صائماً في كل تلك الأيام التي نام فيها . (مسألة 46) : تجب النية في الصيام إبتداءاً واستمراراً , وعليه إذا نوى القطع فعلاً أو تردد في البقاء والاستمرار على الصيام , سواء أحدث ذلك قبل الزوال أو بعده , ففي هذه الحالات يبطل صومه ويجب عليه الإمساك الى نهاية النهار ثم القضاء بعد شهر رمضان . (مسألة 47) : إذا تردد الصائم بسبب الشك في صحة صومه , فمثل هذا التردد لا يبطل الصوم . تطبيق : إذا وضع قطرة في عينه , ثم شك هل أن القطرة في العين تبطل الصيام أو لا , فتردد في صيامه على أساس هذا الشك , ثم سأل فعرف أن قطرة العين لا تفطر الصائم , فمثل هذا التردد لا يبطل به الصوم ما دام لا يزال ناوياً للصيام في حالة كون القطرة غير مفطرة . (مسألة 48) : لا يجب في نية الصيام العلم التفصيلي بالمفطرات بل يكفي قصد الصوم وترك المفطرات ولو بالتعرف عليها بعد ذلك أو قصد ترك كل ما تحتمل كونه مفطراً . الأمر الثاني : الطهارة من الجنابة عند الفجر (مسألة 49) : إذا أجنب قبل طلوع الفجر وترك الغسل متعمداً حتى طلع عليه الفجر , وجب عليه الإمساك في ذلك اليوم والقضاء بعد شهر رمضان والكفارة . (مسألة 50) : إذا أجنب قبل طلوع الفجر وترك الغسل نسياناً حتى طلع الفجر , وجب عليه الإمساك في ذلك اليوم والقضاء بعد شهر رمضان لكن لا تجب عليه الكفارة . فرع : إذا نسي غسل الجنابة حتى طلع الفجر ومضى يوم أو أيام من شهر رمضان , بطل صومه في تلك الأيام وعليه القضاء . (مسألة 51) : إذا أجنب ليلاً بجماع أو غيره وكان غير معتاد على الانتباه فلا يجوز له النوم قبل أن يغتسل على الأحوط وجوباً ولزوماً ، نعم إذا كان معتاداً على الانتباه قبل طلوع الفجر أو وضع منبهاً له من أجل إيقاظه قبل الفجر لكي يغتسل , جاز له النوم . فرع 1 : إذا أجنب ليلاً في حالة اليقظة ثم نام وليس في نيته أن يغتسل , واستمر به النوم الى أن طلع الفجر , فحكمه حكم من تعمد البقاء على الجنابة فيجب عليه الإمساك في ذلك اليوم والقضاء بعد شهر رمضان والكفارة . فرع 2 : وإذا أجنب ليلاً في حالة اليقظة ثم نام ناوياً أن يغتسل إذا استيقظ قبل طلوع الفجر ولكنه لم يكن معتاداً للانتباه من نومه قبل الفجر , فامتد به النوم الى أن طلع الفجر , فعليه أن ينوي الصيام ذلك اليوم رجاء القبول , والقضاء بعد ذلك , والكفارة على الأحوط وجوباً ولزوماً . (مسألة 52) : إذا أجنب ليلاً في حالة اليقظة ثم نام ناوياً للاستيقاظ للغسل قبل طلوع الفجر وكان من عادته أن يستيقظ قبل طلوع الفجر أو وضع له منبهاً لإيقاظه , ولكن أستمر به النوم إلى أن طلع الفجر , فمثل هذا الشخص لا شيء عليه ويصح صومه . فرع : وفي تلك الحالة إذا استيقظ في الأثناء , فلا يسمح له بأن ينام إلاّ إذا اطمأن بأن ذلك لن يفوّت عليه الغسل قبل طلوع الفجر . وإذا نام في هذه الحالة وهي النومة الأولى ثم استيقظ في الأثناء مرةً ثانية ثم نام مرة ثانية وهو مطمئن على أنه سينتبه عادةً ويغتسل ولكن استمر به النوم إلى أن طلع الفجر , فعليه أن يمسك في ذلك اليوم , ويقضي بعد شهر رمضان , ولا كفارة عليه . وإذا استيقظ في الأثناء مرةً ثالثة ثم نام مرةً ثالثة وهو مطمئن على أنه سينتبه عادةً ويغتسل , ولكن أستمر به النوم إلى أن طلع الفجر , فحكمه كالحالة السابقة , أي عليه أن يمسك في ذلك اليوم , ويقضي بعد شهر رمضان , ولا كفارة عليه ونفس الحكم في النوم الرابع والخامس . (مسألة 53) : إذا حصلت الجنابة بالإحتلام في حالة النوم ليلاً , فإن امتدّ به النوم إلى أن طلع الفجر , فلا شيء عليه وصيامه صحيح , وإن أفاق من نومه الذي احتلم فيه , فالأحوط وجوباً أن يكون حكمه حكم من استيقظ من نومته الأولى كما في المسألة السابقة . (مسألة 54) : إذا أجنب ليلاً عمداً في وقت لا يسع الغسل ولا التيمم وكان ملتفتاً إلى أن الوقت لا يسع لذلك فحكمه حكم من تعمد البقاء على الجنابة . وإذا أجنب ليلاً عمداً في وقت لا يسع الغسل لكنه يكفي للتيمم فمثل هذا الشخص يكون قد ارتكب إثماً ووجب عليه أن يتيمم بدلاً عن الغسل والأحوط وجوباً أن يبقى مستيقظاً حتى طلوع الفجر , ويصح بذلك صيامه , وإذا ترك التيمم حتى طلع الفجر وجب عليه الإمساك في ذلك اليوم والقضاء والكفارة . (مسألة 55) : تلحق الحائض والنفساء بالجنب في أن تعمد البقاء عليهما مبطل للصوم على الأحوط وجوباً في شهر رمضان , فإذا نقت المرأة من دم الحيض والنفاس في الليل من شهر رمضان , وجب عليها صيام نهار غد , ويجب عليها أن تبادر إلى الغسل قبل طلوع الفجر , بينما لا يلحق من مسّ ميتاً بالجنب , فمن مسّ ميتاً قبل طلوع الفجر ووجب عليه غسل مسّ الميت , فإنه يجب عليه صيام نهار غد ولا يجب عليه أن يبادر إلى الغسل بل له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر . (مسألة 56) : المستحاضة الكثيرة يشترط في صحة صومها الغسل لصلاة الصبح والغسل لصلاة الظهرين , والأحوط وجوباً ولزوماً الغسل لصلاة المغرب والعشاء من الليلة السابقة التي تصوم في فجرها . تطبيق : إذا صامت ذات الإستحاضة الكثيرة يوم السبت فلا يصح صومها إلاّ إذا كانت قد اغتسلت لصلاة المغرب والعشاء من ليلة السبت وتغتسل لصلاة الفجر من يوم السبت , وتغتسل أيضاً لصلاة الظهرين من يوم السبت , وإذا أخلّت بأحد الأغسال بطل صومها ووجب عليها الإمساك في ذلك اليوم والقضاء بعد شهر رمضان . (مسألة 57) : كل حالة وجب فيها على الصائم أن يغتسل قبل طلوع الفجر إذا تعذر فيها الغسل لعدم الماء أو للمرض أو لضيق الوقت ونحو ذلك , فعليه أن يتيمم بدلاً عن الغسل . الأمر الثالث : الاجتناب عن المفطرات يجب على الصائم الاجتناب عن المفطرات في أثناء النهار , والمفطرات هي:- الأول والثاني : الأكل والشرب (مسألة 58) : يجب على الصائم الاجتناب عن الأكل والشرب سواء كان المأكول والمشروب قليلاً أم كثيراً , وسواء كان المأكول والمشروب معتاداً كالخبز والماء أم غير معتاد كابتلاع الحصى أو شرب النفط . (مسألة 59) : لا يجوز ابتلاع ما يخرج من الصدر أو ينزل من الرأس من الخلط إذا وصل إلى فضاء الفم على الأحوط وجوباً ولزوماً , أما إذا لم يصل إلى فضاء الفم فلا بأس فيه . (مسألة 60) : إذا أدخل الصائم شيئاً من الطعام أو الشراب إلى حلقه عن طريق الأنف كما في الاستنشاق بالأنف , فقد أفطر . (مسألة 61) : إذا أُجريت له عملية للإحداث فتحة ومنفذ لوصول الغذاء إلى المعدة عن طريقها من غير طريق الحلق , فإذا أُدخل الطعام إلى المعدة من خلال هذه الفتحة , فقد أفطر . (مسألة 62) : لا بأس بابتلاع البصاق المجتمع في الفم وإن كان كثيراً وكان اجتماعه باختياره , كما لا بأس بشم الطيب . الثالث : الغبار الغليظ . (مسألة 63) : لا يجوز ابتلاع الغبار الغليظ وهو الذي يشتمل على أجزاء ترابية ظاهرة للعيان وإن صغر حجمها , فلو ابتلعها أفطر والأحوط وجوباً ولزوماً عدم إدخال الدخان إلى جوفه , نعم لا يضر بالصوم الغبار الذي تصاغرت فيه الأجزاء الترابية إلى درجة لا يبدو لها وجود . الرابع : الاحتقان بالمائع . (مسألة 64) : الحقنة بالمائع في المخرج المعتاد تفسد الصيام , نعم الحقنة بالجامد لا تضر بالصوم . فرع : الحقنة في الإحليل لا تبطل الصوم . (مسألة 65) : لا يضر الصيام ولا يفطر الصائم , الاكتحال أو وضع قطرة في العين أو الأذن وإن تسربت إلى جوفه , أو صب دواء في جرح مفتوح في جسمه وكذلك لا تضر بالصوم الحجامة , ولا يضر بالصوم أيضاً أن يزرق إلى بدنه شيء عن طريق الإبرة , فلا بأس بالمغذي الذي يزرق إلى البدن عن طريق الإبرة . الخامس : التقيؤ . (مسألة 66) : تعمد القيء يبطل الصيام , ويوجب الإمساك بقية النهار والقضاء بعد ذلك والكفارة . فرع 1: إذا تقيأ عامداً لضرورة من علاج مرض ونحوه بطل صومه , ووجب عليه الإمساك بقية النهار والقضاء بعد ذلك , لكن لا تجب عليه الكفارة . فرع 2 : إذا حصل القيء بلا اختيار فلا يبطل الصوم . فرع 3 : إذا خرج من جوفه شيء وعاد قبل ان يصل إلى فضاء الفم فلا شيء عليه وصومه صحيح , وإذا وصل إلى فضاء الفم فلا يجوز له ان يبتلعه بل عليه ان يقذفه , فان ابتلعه عن قصد واختيار بطل صومه وعليه الكفارة . السادس : الجماع . (مسألة 67): يبطل الصوم بالجماع قبلاً ودبراً , فاعلاً ومفعولاً به . حياً وميتاً حتى البهيمة على الأحوط وجوباً ولزوماً . السابع : إنزال المني . (مسألة 68) : إذا نزل المني باليد أو بآلة أو بالمداعبة بطل صومه . فرع 1 : إذا نزل منه المني بدون ممارسة فعل ما , فلا يبطل صومه . فرع 2 : إذا كان واثقاً من عدم نزول المني , ومارس شيئاً من تلك الأفعال كالمداعبة وغيرها ولم يكن قاصداً بذلك الفعل الإنزال ولكن سبقه المني فالأحوط وجوباً ولزوماً اتمام صومه رجاء القبول والقضاء بعد شهر رمضان . فرع 3 : الاستمتاع بالمرأة لا يبطل الصوم إذا كان بدون جماع ولا إنزال للمني . الثامن : رمس الرأس بكامله في الماء . (مسألة 69) : إذا رمس وغمس الرأس وحده أو مع سائر أعضاء البدن بطل صومه على الأحوط وجوباً ولزوماً . فرع 1 : الماء المضاف يلحق بالماء على الأحوط وجوباً . فرع 2 : لا يقدح رمس جزء من الرأس دون الجزء من الثاني ثم رمس الجزء الثاني دون الجزء الأول بحيث يتم الرمس بتمام الرأس لكن على دفعتين أو أكثر . فرع 3 : إذا إرتمس وغمس رأسه في الماء وكان على رأسه ما يقيه من الماء كما يفعل الغواصون فلا يبطل صومه . فرع 4 : لا يبطل الصوم الجلوس في الماء ولو غمر الماء الجسد كله ما دام رأس الصائم خارج الماء . (مسألة 70) : إذا إرتمس الصائم في الماء بقصد غسل الجنابة وكان ارتماسه عن عمد . بطل صومه وغسله , وان كان إرتماسه عن سهو . صح صومه وغسله . التاسع : الكذب على الله سبحانه وتعالى , أو على رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) , أو على الأئمة وسائر الأنبياء(عليهم السلام) . من غير فرق بين ان يكون في أمر ديني أو دنيوي . (مسألة 71) : إذا قصد الصدق فكان كذباً , فهو على صيامه وإذا قصد الكذب فكان صدقاً , فقد بطل صومه . (مسألة 72) : إذا تكلم بالكذب غير موجّه خطابه إلى أحد , أو موجهاً خطابه إلى من لا يفهم , فالأحوط وجوباً ولزوماً بطلان صومه .

  • #2
    هذا الخرط مو مهم


    المهم بالنسبة النه كمسلمين

    هو الصوم بالمفهوم الاسلامي

    الصوم في مفهوم محمد وال محمد صلوات ربي عليهم اجمعين

    تعليق


    • #3
      لعد هذا الصوم باي مفهوم غير بالمفهوم المحمدي الاصيل الم تلاحظ ان السيد الحسني استند الى القرآن وسنة اهل البيت (ع)
      لماذا تنظر بعين واحده

      تعليق


      • #4
        لعد هذا الصوم باي مفهوم
        الصوم في مفهوم ...ال..؟؟ الحسني

        هذا عنوان الموضوع

        مو من جيبي


        اي مسلم اي عالم لما يشرح

        يكول مثلا

        الصوم في المفهوم القراني

        او

        الدعاء في مدرسة اهل البيت


        ولما تكول ان استند الى كذا وكذا


        كول مثلا

        احكام الصوم في فقه المذهب الصرخي

        مثلا

        بعد مفهوم ال.. حسني شنو؟

        يعني كلمن يطلع مفاهيم بكيفه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

        تعليق


        • #5
          يعني اسألك بالله يا احمد جهاد... هل تعتقد ان احدا سيقرأ كل هذا الذي كتبته؟ يا اخي خير الكلام ما قل ودل... والله اني من شفت طول الموضوع لعبت روحي منه...

          وبعدين متكلي انتوا شخابصينه بالحسني والحسني؟ بس لا يكون معتبريه امام معصوم من الائمة؟!!!

          وعلى كولة اخوي حسيني للأبد... شنو الصوم في مفهوم الحسني؟ ليش هو طلعلنا مفهوم جديد للصوم عيني؟ شنو ادعى النبوة واحنا ما ندري؟

          بس هم احسن من مواضيعكم التعبانة الباقية اللي كلها طعن بالمراجع ودعم للوهابية.

          تعليق


          • #6
            وما الجديد في ذلك؟

            هل صوم الحسني يختلف عن صوم المسلمين؟؟

            هل هو نوع جديد من الصيام؟


            والسلام عليكم

            تعليق


            • #7
              الصوم على الطريقه اليوغسلافيه

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X