ماء زمزم مجهول الهوية يثير جدلا في الأسواق البريطانية
انتشرت في بعض محلات السوبر ماركت بالاحياء ذات الكثافة السكانية من العرب والمسلمين في لندن عبوات من المياه المعدنية التي تحمل اسم «ماء زمزم» وهي مصنعة ومعبأة في فرنسا وليست لها أية علاقة بماء بئر زمزم في مكة المكرمة سوى الاسم.
وكانت الحكومة البريطانية قد حذرت محلات السوبر ماركت من بيع قنينات «ماء زمزم» التي كتب عليها منتجة بالسعودية بعد ان تبين انها مجهولة المنشأ، لكن عادت لتظهر عبوات جديدة بنفس الاسم منتجة في فرنسا.
وقال طاهر الذي يعمل في محل «رايت واي» بشارع «ادجوير رود» بوسط لندن: «كنا نبيع قنينات «ماء زمزم» الى ان جاء تحذير من سلطات البلدية برفعها من الرفوف». في المقابل اكد «ح.ع» احد الزبائن الموجودين بالمحل انه اشترى قبل يومين عبوة مكتوبا عليها زمزم السعودية من غرب لندن، وان صاحب المتجر اوضح له انها حقيقية. ويدور جدل كبير عن طبيعة وهوية قنينات المياه التي تحمل اسم «زمزم» وتظهر ثم تختفي على فترات في السوق الاوروبية. اما منتجات «زمزم» الفرنسية فهي ضمن مشروع اطلقه ثلاثة فرنسيين من اصل تونسي ولا يتوقف عند الماء بل يمتد لمشروبات اخرى مثل «زمزم كولا». وعمل التوانسة على استثمار السخط الشعبي في اوساط المهاجرين على السياسة الاميركية المؤيدة لاسرائيل خاصة بعد الحرب على العراق باطلاق هذه المشروبات.
وقنينات ماء زمزم الفرنسية ومجموعة العصائر الاخرى التي تحمل هذا المسمى واسماء اسلامية اخرى ليست بجديدة على السوق الانجليزية فقد طرحت لاول مرة في عام 2003 وسط حملة عربية لمقاطعة المنتجات الاميركية الشهيرة، مثل المشروبات الغازية والوجبات السريعة.وعملت الشركة التي اسسها التوانسة الثلاثة على نشر منتجاتها ليس في اوروبا فقط بل في كثير من البلدان العربية. وكانت البحرين والمغرب من اكثر الدول العربية التي اقبلت على توزيع منتجات «زمزم» التي بدأت تأخذ الطابع الديني لجذب المسلمين.
ولم يتوقف الامر على الشركة الفرنسية فقد دخلت ايران من قبل على الخط بانشاء شركة اخرى تحمل اسم «قطرات زمزم للمشروبات الغازية»، وانتجت مشروب «مكة كولا»، و«مسلم آب» على غرار «سفن آب» الاميركية. لكن هذه المنتجات بعد ان انتعش سوقها في بداية الحرب على العراق عادت في السنوات الاخيرة لتتراجع مبيعاتها بل بعض منها اختفى من الاسواق الاوروبية مثل منتجات الشركة الايرانية. وتبقى «ماء زمزم» المعدنية هي التي تحتفظ ببعض زبائنها لانها لم تحمل صبغة دينية والتعليمات عن مكوناتها بملصق القنينات تؤكد انها فرنسية الصنع.
ويقول احمد عبد الواحد موزع مواد غذائية وصاحب محل تجاري في وسط لندن «كان الاقبال جيدا على منتجات زمزم قبل عامين لكن الامور اختلفت الان، لقد توقف انتاج بعض من هذه المشروبات لعدم جاذبيتها للزبائن، حتى قنينات الماء لا تصل للتجار بشكل دائم».
وكان امام مسجد باريس الكبير الدكتور دليل ابو بكر قد صرح معلقا على هذه الظاهرة في صحيفة «الفيغارو» قائلا «ان استغلال الدين وبساطة المسلمين لاهداف تجارية، في نظري، امر معيب، وان كل المشروبات الخالية من الكحول حلال طالما انها لا تندرج في قائمة المحرمات الاسلامية».