انا لله وانا الي راجعون
عرفته قبل ما يقارب السنة... التقيته اول مرة عندما جاء الى مقر الشركة الرئيسي في السليمانية ليحضر دورة عن الـ GSM وتصميم شبكات الجوال Network Planning.
حضرنا الدورة معا... كان قليل الاسئلة... باله في بقعة اخرى من الارض...تحديدا في بغداد.
تفاعلنا بسرعة مع بعض... وارتاح لي جدا بعد ان ضبطني استمع الى القصائد الحسينية... لم يخف عني مأساته...
كان باله عند اخيه الاصغر (الثالث) ابن الخمسة اعوام المصاب بسرطان في العظم... ووالده المتوفي ترك له مسؤولية علاج اخيه...
"العلاج كيماوي كلش مؤلم ومكلف اخ حسين ... كل ابرة بـ 250 دولار" قالها محاولا اخفاء لؤلؤتين التمعتا في عينيه الواسعتين...
لكنه لم يستطع اخفاء حسراته وأناته وهو يكلم اخيه الصغير في الهاتف: "علاوي (على ما اذكر) لا تخاف حبيبي... راح اجيبلك الدبابة اللي ردتهه... زين حبيبي ما تريد شي؟ لا تخاف من الابرة حتى ما ازعل منك حباب..."
كلمات لازالت ترن في اذناي....
احببت جهاده وتصميمه لمواجهة العقبات والمشاكل في حياته... كان كثير التخطيط للمستقبل... ولم يكن يدري ما ينتظره.....
انه احمد نبيل طه... حاصل على شهادة بكلوريوس هندسة الالكترونيك والاتصالات من جامعة بغداد... كان يعمل كمهندس اتصالات في الشركة التي تجهز شركات آسيا سيل وغيرها للهواتف النقالة بأجهزة الاتصالات... واسمها شركة هواوي.
مشكلة المرحوم احمد كانت في انه شيعي...ومن عائلة شيعية...لكن في منطقة سنية...
بيت المرحوم كان ولازال في منطقة حي العدل ذات الاغلبية السنية.
قبل ما يقارب الشهر او اكثر... وبينما كان المرحوم احمد في البصرة مشرفا على شبكة آسيا سيل... وصله نبأ استشهاد خاله المرحوم على يد "فيلق عمر"... والذين تفاخروا بأنهم قتلوا "علجا رافضيا" وتقربوا به الى الله!!
رجع المرحوم لكي يشارك في مراسيم العزاء والدفن..... فاذا به يفجع بنبأ خطف اخيه الثاني خلال ايام العزاء!!!
خطفه ابطال فيلق عمر..... لعنهم الله ولا ابقاهم...
لم تمض عدة ايام حتى وجدوا جثة الشهيد محزوزة الرأس وممثلا بالجسد اشنع تمثيل... على سنة الحسين واهل بيته...
ويوم امس... فقد علاوي الصغير آخر امل له... فقد الاخ الحنون الذي كان نعم الاخ والاب...
نعم... يوم امس... اغتالته ايادي الاثم والعدوان... اغتال فيلق الشيطان معيل علاوي الصغير... احمد نبيل...
ولا ادري ماذا ستفعل امه بعد ان فقدت اخا وولدين... لا ادري اي قلب سيتحمل كل ذلك....
ولا ادري ماذا سيفعل علاوي الصغير؟ علاوي المسكين... تركه الذئاب وحيدا لأمه... ومن سيشتري له الدبابة؟ ومن سيدفع له ثمن الحقنة؟
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
عرفته قبل ما يقارب السنة... التقيته اول مرة عندما جاء الى مقر الشركة الرئيسي في السليمانية ليحضر دورة عن الـ GSM وتصميم شبكات الجوال Network Planning.
حضرنا الدورة معا... كان قليل الاسئلة... باله في بقعة اخرى من الارض...تحديدا في بغداد.
تفاعلنا بسرعة مع بعض... وارتاح لي جدا بعد ان ضبطني استمع الى القصائد الحسينية... لم يخف عني مأساته...
كان باله عند اخيه الاصغر (الثالث) ابن الخمسة اعوام المصاب بسرطان في العظم... ووالده المتوفي ترك له مسؤولية علاج اخيه...
"العلاج كيماوي كلش مؤلم ومكلف اخ حسين ... كل ابرة بـ 250 دولار" قالها محاولا اخفاء لؤلؤتين التمعتا في عينيه الواسعتين...
لكنه لم يستطع اخفاء حسراته وأناته وهو يكلم اخيه الصغير في الهاتف: "علاوي (على ما اذكر) لا تخاف حبيبي... راح اجيبلك الدبابة اللي ردتهه... زين حبيبي ما تريد شي؟ لا تخاف من الابرة حتى ما ازعل منك حباب..."
كلمات لازالت ترن في اذناي....
احببت جهاده وتصميمه لمواجهة العقبات والمشاكل في حياته... كان كثير التخطيط للمستقبل... ولم يكن يدري ما ينتظره.....
انه احمد نبيل طه... حاصل على شهادة بكلوريوس هندسة الالكترونيك والاتصالات من جامعة بغداد... كان يعمل كمهندس اتصالات في الشركة التي تجهز شركات آسيا سيل وغيرها للهواتف النقالة بأجهزة الاتصالات... واسمها شركة هواوي.
مشكلة المرحوم احمد كانت في انه شيعي...ومن عائلة شيعية...لكن في منطقة سنية...
بيت المرحوم كان ولازال في منطقة حي العدل ذات الاغلبية السنية.
قبل ما يقارب الشهر او اكثر... وبينما كان المرحوم احمد في البصرة مشرفا على شبكة آسيا سيل... وصله نبأ استشهاد خاله المرحوم على يد "فيلق عمر"... والذين تفاخروا بأنهم قتلوا "علجا رافضيا" وتقربوا به الى الله!!
رجع المرحوم لكي يشارك في مراسيم العزاء والدفن..... فاذا به يفجع بنبأ خطف اخيه الثاني خلال ايام العزاء!!!
خطفه ابطال فيلق عمر..... لعنهم الله ولا ابقاهم...
لم تمض عدة ايام حتى وجدوا جثة الشهيد محزوزة الرأس وممثلا بالجسد اشنع تمثيل... على سنة الحسين واهل بيته...
ويوم امس... فقد علاوي الصغير آخر امل له... فقد الاخ الحنون الذي كان نعم الاخ والاب...
نعم... يوم امس... اغتالته ايادي الاثم والعدوان... اغتال فيلق الشيطان معيل علاوي الصغير... احمد نبيل...
ولا ادري ماذا ستفعل امه بعد ان فقدت اخا وولدين... لا ادري اي قلب سيتحمل كل ذلك....
ولا ادري ماذا سيفعل علاوي الصغير؟ علاوي المسكين... تركه الذئاب وحيدا لأمه... ومن سيشتري له الدبابة؟ ومن سيدفع له ثمن الحقنة؟
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
تعليق