السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الحلقة الأولى (1)
برزتْ في السنيِّ الأخيرة عدةُ ظواهر، لَعِبَتْ دَوْرَاً كَبيراً في الساحةِ العلمية والإعلامية منها: [حريّةُ التعبير، حقوق الإنسان، حقوق المرأة، التعايش ...وغيرها]، ومن أبرز تلك الظواهر مصطلح/عبارة: (الرأي والرأي الآخر)، ولما لهذه العبارة من آثار إيجابية خدمت الساحة الفكرية، إلا أنه تم استخدامها الاستخدام السيء من قبل بعض مدّعي العلم والثقافة، علماً أن هذه العبارة ربما كانت بارزة في حقب زمنية قديمة إلا أن استفحالها في الأوقات المتأخرة كان بارزاً أكثر من ذي قبل، خصوصاً أن من تناولها من المتقدمين ربما كان يعتمد على قرينة عقلية أو نقلية، لكن في الأواني الأخيرة كان استخدامها من قبل بعض المتطفلين على العلم بحجّةِ أنَّ لهم الحق في إبداء رأيهم أياً كان وفي أي وقت حيث إن أهم مصادر هؤلاء المتطفلين (الاستحسان)، وهذه الظاهرة بلا شك تعد فاشلة وخطيرة في نفس الوقت خصوصاً إذا أعطيت حقها من الإعلام المغرض، أو من بعض أفراد الأمة غير الواعين.
لأنه في الأثناء التي يحتاج فيها الناس إلى الرأي المعتمد على أصول الكلام والمنطق ليغذيهم، نرى في الطرف الآخر الإعلام المغرض يُتْخِمُ العقول بأقوال سوقيّة لا تعتمد على أصول معتمدة عند أصحاب الاختصاص من العلماء أو عند العقلاء من أرباب الرأي.
ويا ليت أن هذا الأمر أخذ مجراه في قضايا عامة!! بل إنه وصل إلى قضايا حساسة ومصيرية على مستوى الأمة حتى أدّت بمن يؤمن بهذه العبارة إيماناً قاطعاً إلى أن يناقش ويعارض أقوال المعصومين عليهم السلام الذي يُعبَّر عنه بالنص، دون وجود آلية لمناقشة أقوالهم عليهم السلام، ولعل الكثير من أنصار هذه العبارة يرون أنفسهم أهلاً لذلك! ولكنهم لا يعلمون أنهم يخوضون بحراً بدون مجداف، وقد تجلّت هذه الصفة في عصر كثير من الأنبياء والأولياء والأئمة ومنهم إمامنا الحسن
.
فما زالت الأدوار التي قام بها الإمام الزكي uمحتاجة إلى عرض يليق بطبقات المجتمع المختلفة عبر العصور، كما كان هو
يواجهه من المجتمع الذي عاش فيه المليء والمتشعب بآراء وتيارات مختلفة، ومن ضمن تلك التيارات تيار (الرأي)، أو ما يعبَّر عنه بمصطلحات أخرى تصب في قالب واحد وهو (المعارضة، الاجتهاد مقابل النص...) وغيرها من المصطلحات التي يرتضيها البعض.
ولكن الحالة الأبرز في حياة الإمام الحسن uهي مقابلة قوله
بآراء من ليس هم بأئمة أو أصحاب مشورة أو ذوي كفاءة، وهذا يعتبر تعدياً على المنصب الإلهي ومعارضةً للمواقف والخطوات الرسالية التي كان يقفها
.
وبما أن الإمام
امتداد للخط الرسالي، كان لا بد أن تكون فيه سمات الشخصية الرسالية كاحترام هذا الخط المعبَّر عنه بـ(الرأي) واحترام المعارضة ومواجهتها بعقل رصين، لأن الذين قاموا بمعارضة الإمام
ربما نصنّفهم بأنهم يتعاملون مع أقوال وأفعال وتقارير الإمام
بأنها آراء وليستْ نصاً، وما زادَ الطينَ بلَّةً أن العدوى انتقلت إلى عصرنا الحاضر باعتبار أن الكثير من الذين ليسوا من العلم في شيء يعبِّرون عن أقوال الأئمة عليهم السلام بأنها آراء، ولعل البعض لا يتحدث بكلام كهذا؟ إلا أن التصرفات تحكي عن هذه الحالة، وما يزيد الوضع أسفاً أن بعضهم ينتمي إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام، ولو نظرنا إلى تصرف بعضهم فإنها تخلو من قيم ومباديء الرسالة المحمدية التي هي رسالة الله سبحانه وتعالى لعباده وبعيدة عن المناهج الرساليّة، وذلك لطغيان القوة الغضبية على القوة العاقلة وهذه من رذائل الأخلاق التي لا تتفق مع فكر ومنهج أهل البيت عليهم السلام، أي بعبارة أخرى السعي خلف حب الذات والتي هي صورة أخرى لحب الشهرة، وإلا من يريد أن يسيّر منهجه على الآخرين عليه الالتزام أولاً وآخراً بأخلاق حليم آل البيت عليهم السلام، وإلا فلا مبرر لدعوةِ نُشّءٍ لا يدركون من الإسلام إلا اسمه إلى تحريضٍ ضد فلان أو فلان من العلماء، أو التشنيعِ على أهل العلم بما ليس فيهم بطريقة عنيفة لا تمت إلى الإسلام المحمديّ بصلة، ويا ليت أن الأصول المتخذة في ذلك أصول عقلية أو علمية؟! بل أقلّ ما يقال بحقها هي دواعي نفسية قبل كل شيء، فالمناهج التغييرية في ذلك تحتاج إلى شخصيات أخلاقية تدرك ما يدور حولها، لا شخصيات إلى الآن لم تعرف التفريق بين الرأي والحكم الشرعي.
فإن الذين قاموا بمواجهة الإمام الحسن
والتعدي على حرمته وهم مصنَّفون كأصحاب له، نرى أن العملية تتكرر في عصرنا الحاضر بالتعدي على حرمة الفقهاء والمراجع العظام، وما أولئك وهؤلاء إلا مرضى لا يستطيعون أن يحافظوا على أسمائهم في التاريخ إلا بمعارضة المنصب الإلهي أو معارضة المنصب الذي وضعه الأئمة عليهم السلام لشيعتهم وهو (المرجعية الدينية) ومع ذلك لم يخضع مراجعنا العظام لمثل هذه الآراء المتشنجة، وذلك سيراً على خطى أبي محمد الحسن الزكيّ
فبرزت على الساحة الإسلامية في تلك الفترة قضية الصلح التي تجلّت بأبهى صورها للحفاظ على رقاب المؤمنين أو التأني في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وبرزت على ساحتنا قضية عدم التسرّع في اتخاذ القرارات.
ولذا من هوان الدنيا أن يقال: الإمام وفلان من الناس، أو الفقيه وفلان من الناس وهذه من تلك، فإن دور الإمام
المتمثل في حلمه وسموّ أخلاقه هي السمة البارزة في مواجهة مثل هذه الهجمات اللاأخلاقية، والتي تجعل بسطاء العقول يقبلون ويصدقون كل شيء من خلال الإعلام المغرِض وأفراده دون التثبت من كلمات صدرت بحق الإمام
، ومن خلال التدقيق في تصرفات الإعلام المغرض العلني منه والمخفي القديم منه والجديد هو تشويه صورة الشمس التي غطتها بعض السحب في أحايين مختلفة من خلال حكمة يراها سبحانه وتعالى في هذا الكون.
تابعوا معنا الحلقة الثانية والأخيرة...
وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ...
الحلقة الأولى (1)
برزتْ في السنيِّ الأخيرة عدةُ ظواهر، لَعِبَتْ دَوْرَاً كَبيراً في الساحةِ العلمية والإعلامية منها: [حريّةُ التعبير، حقوق الإنسان، حقوق المرأة، التعايش ...وغيرها]، ومن أبرز تلك الظواهر مصطلح/عبارة: (الرأي والرأي الآخر)، ولما لهذه العبارة من آثار إيجابية خدمت الساحة الفكرية، إلا أنه تم استخدامها الاستخدام السيء من قبل بعض مدّعي العلم والثقافة، علماً أن هذه العبارة ربما كانت بارزة في حقب زمنية قديمة إلا أن استفحالها في الأوقات المتأخرة كان بارزاً أكثر من ذي قبل، خصوصاً أن من تناولها من المتقدمين ربما كان يعتمد على قرينة عقلية أو نقلية، لكن في الأواني الأخيرة كان استخدامها من قبل بعض المتطفلين على العلم بحجّةِ أنَّ لهم الحق في إبداء رأيهم أياً كان وفي أي وقت حيث إن أهم مصادر هؤلاء المتطفلين (الاستحسان)، وهذه الظاهرة بلا شك تعد فاشلة وخطيرة في نفس الوقت خصوصاً إذا أعطيت حقها من الإعلام المغرض، أو من بعض أفراد الأمة غير الواعين.
لأنه في الأثناء التي يحتاج فيها الناس إلى الرأي المعتمد على أصول الكلام والمنطق ليغذيهم، نرى في الطرف الآخر الإعلام المغرض يُتْخِمُ العقول بأقوال سوقيّة لا تعتمد على أصول معتمدة عند أصحاب الاختصاص من العلماء أو عند العقلاء من أرباب الرأي.
ويا ليت أن هذا الأمر أخذ مجراه في قضايا عامة!! بل إنه وصل إلى قضايا حساسة ومصيرية على مستوى الأمة حتى أدّت بمن يؤمن بهذه العبارة إيماناً قاطعاً إلى أن يناقش ويعارض أقوال المعصومين عليهم السلام الذي يُعبَّر عنه بالنص، دون وجود آلية لمناقشة أقوالهم عليهم السلام، ولعل الكثير من أنصار هذه العبارة يرون أنفسهم أهلاً لذلك! ولكنهم لا يعلمون أنهم يخوضون بحراً بدون مجداف، وقد تجلّت هذه الصفة في عصر كثير من الأنبياء والأولياء والأئمة ومنهم إمامنا الحسن

فما زالت الأدوار التي قام بها الإمام الزكي uمحتاجة إلى عرض يليق بطبقات المجتمع المختلفة عبر العصور، كما كان هو

ولكن الحالة الأبرز في حياة الإمام الحسن uهي مقابلة قوله


وبما أن الإمام



فإن الذين قاموا بمواجهة الإمام الحسن


ولذا من هوان الدنيا أن يقال: الإمام وفلان من الناس، أو الفقيه وفلان من الناس وهذه من تلك، فإن دور الإمام


تابعوا معنا الحلقة الثانية والأخيرة...
وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ...
تعليق