الفيدرالية في الاساس هي فكرة جاء بها الاستعمار وهي من حسنا ت الاستعمار اذا صح التعبير والفكرة في الحقيقة تعتمد على الوحدوية أي توحيد عدة دول وشعوب مختلفة الاعراق والمذاهب والاديان والقوميات والاثنيات في دولة واحدة يحكمها نظام فيدرالي او اتحادي والغاية من هذه الفكرة هي استغلال اقتصاديات وثروات هذه الدول وتوزيعها بشكل عادل على هذه الشعوب والبلدان من خلال ايجاد حكومة مركزية تحكم هذه البلدان والشعوب وتقوم بتوزيع الثروات والتنسيق فيما بينها مع احتفاظ كل بلد او شعب بحكومة او حاكم ولاية خاصة بها ومن امثلة هذه الفيدراليات الولايات المتحدة الامريكية نفسها 1787 م والاتحاد السويسري 1848 م والاتحاد السوفيتي السابق 1917 م الذي جمع عدة جمهوريات متعددة الاعراق والقوميات المسيحية والاسلامية والقوقازية والاذربيجانية وغيرها ويوغسلافيا السابقة التي تكونت من الصرب والكروات والالبان وغيرها من القوميات والاديان . عوامل نجاح الفدرالية : ان فكرة الفيدرالية هي في الحقيقة تعتمد على 1ـ الوحدة وتتحقق في اغلب الاحيان عندما تكون هذه البلدان ذات مساحات شاسعة بحيث يصعب حكمها حكما ً مركزيا. 2ـ ان تكون اجواء هذا المشروع اجواء صحية وامنية مستقرة والحصول على موافقة جميع الاطراف بلااستثناء بالدخول في الفيدرالية . الحجج والاسباب وراء فدرالية العراق: بمبررات واهية مثل ان الفيدرالية تمنع حدوث الدكتاتورية ويتم ذلك حسب رايهم بتقسيم العراق الى اقاليم متعددة اقليم الشمال واقليم الوسط والجنوب وتكون في بغداد حكومة مركزية كما جاء في الدستور الذي تم تمريره تحت ضل الاحتلال وهدير دبابته وطائراته وتحت ذرائع وحجج كثيرة فدرالية العراق : اما ان يتم تنفيذ مشروع الفيدرالية على دولة مستقلة ذات سيادة وشعب واحد متعايش منذ ألاف السنين وتحت اجواء غير طبيعية من الانفلات الامني والتدخل الاقليمي السافر وفوق كل ذلك وقوع هذا البلد تحت نير الاحتلال منذ عدة سنوات وهذا الاحتلال يسعى وبشكل علني على تقسيم هذا البلد وتغيير الثقافات والمناهج والقناعات بشتى الطرق والاساليب بالقوة والقمع او باساليب سلمية ان فكرة الفيدرالية التي يراد تطبيقها في العراق قد ادهشت واثارت استغراب الاعداء قبل الاصدقاء وهم لم يصدقوا ان هناك من الرموز والعناوين ومنها ما يتستر بالغطاء الديني لم يصدقوا ان هولاء يصرون اصرارا غريبا ويحاولون التذكير بها في كل مناسبة حتى افزعت ابناء الشعب العراقي الابي حتى باتت هذه الفكرة تؤرقهم وتقض مضاجعهم وهم يرون بلدهم الام تحاول هذه الرموز التي لها اجندات مشبوهه تحاول تمزيق العراق وتقطيع اوصاله الى كنتونات او اقاليم وبشتى الوسائل يشم منها رائحة المكر والخداع والاكاذيب فهنا سياسية معاوية وابن العاص والميكافيلية والسفيانية بدمها ولحمها تتجلى في اظلم صورها فعندهم الغاية تبرر الوسيلة وفي سبيل تحقيق هذا المشروع تستخدم كل الوسائل مشروعة وغير مشروعة وتحت ذريعة ان الفيدرالية تمنع قيام حكومة دكتاتورية ولا ادري انهم يعلمون او لا يعلمون ان الفيدرالية هي التي تحقق الدكتاتورية فان كل حاكم ولاية او محافظ سوف يصبح دكتاتورا باستخدام صلاحياته وتحت هذه الظروف الغير صحية . من يجني ثمار الفدرالية : ومن المفارقات المضحكة والمبكية في ان واحد ان هذا المشروع يصب في مصلحة جميع البلدان القريبة والبعيدة من العراق الا الشعب العراقي وحده وهو الضحية بالطبع فهذا المشروع يصب في مصلحة الاحتلال دون ادنى شك وتقسيم العراق هو من اولويات مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي بشر به بوش ووزيرة خارجيته ( كونداليزا رايس ) وكذلك يصب في مصلحة اسرائيل فاضعاف العراق وتمزيقه يجعلها في منأى على الامد البعيد من قوة العمق الاستراتيجي الذي يمتلكه العراق ويصب هذا المشروع ايضا لمصلحة ايران فكما هو معروف ان لايران اطماع قديمة وهاجسا وحلما ما فتئ يراود مخيلة حكام ايران من السابقين والحاليين حيث يحلمون بالسيطرة على هذه المنطقة بما تمتلكه من ثروات هائلة وموقعا استراتيجيا مما يجعلها تلعب دور الشرطي القوي والقوة التي لا يستهان بها في الخليج ولكن السؤال الان الذي يطرح نفسه هل تقبل ايران ان ينفذ هذا المشروع في ارضها ؟ باعتبارها ايضا متعددة الاعراق والمذاهب والقوميات ....... فاذا لايقبلون ذلك بان ينفذ هذا المشروع في بلدهم فلماذا يقبلون ذلك في بلاد غيرهم . وكذلك هذا المشروع يصب في مصلحة دول الخليج فهم يخشون من ان يظهر حاكما اخر شبيه بصدام المجرم ويطالب بالمحافظة التاسعة عشرة وهي الكويت طبعا ً فاضعاف العراق وجعله يعيش صراعات داخلية دائمية يجعل دول الخليج في مناىء عنه اضافة الى سرقة ثروات العراق المحاذية لهذه الدول اذا ً الجميع ومع الاسف الشديد لهم مصلحة لتمزيق العراق وكذلك تلك الشرذمة التي جاءت مع الدبابة الامريكية فلا يهمها ان يتمزق العراق فليذهب العراق الى الجحيم فالمهم هي المناصب والكراسي وكيفية الحفاظ على الثروات والاراضي والعقارات وزيادتها وتكديسها . ولكن السؤال المهم هو اذا كان الشعب العراقي نسيج اجتماعي متشابك ومتماسك سنة وشيعة وكثير من السنة يعيشون في اوساط المحافظات الشيعية وكثير من الشيعة يعيشون في اوساط المحافظات السنية اذا ً كيف السبيل الى قيام فيدرالية وتقسيم البلاد في وضع كهذا ؟ ما هي الالية لتنفيذ هذا المخطط الشيطاني المشؤوم ، اعتقد ان الامر بات واضحا ً فالالية التي ينفذ بها هذا المشروع هي زرع الطائفية والفرقة وتغذيتها ودعمها ماديا واعلاميا وتسليحها من خلال القيام بعمليات التهجير والقتل والتفخيخ والاغتيالات من قبل مليشيات مدعومة تقوم بهذه الاعمال وترويج العداوة والبغضاء بين ابناء الشعب الواحد . ان الاعتراض الكبير الذي ينقدح في الذهن بعد دراسة ما يروجون له من ان الفيدرالية تحقق الديمقراطية وتمنع ظهور الدكتاتوريات الاعتراض هو ما هي الضمانات ؟ !! ان فكرةالفيدرالية قد تؤدي الى تمزيق العراق وتقسميه وانهاء وجوده بالكامل ... اذا ً ما هي الضمانات على مصداقية هذا المشروع لقد جئتم بمجلس الحكم في بداية الامر وقلتم ان بعدها سوف يخرج الاحتلال وجئتم بانتخابات لمرتين واستفتاء على الدستور وملئتم الخافقين وطبلتم وزمرتم واقمتم الدنيا ولم تقعدوها وقلتم ان هذه الانتخابات سوف تاتي بالديمقراطية والحرية والحياة الرغيدة وان الاحتلال سوف يخرج بعدها ولكن الحقيقة التي اكتشفها الشعب ان هذه الانتخابات قد كرّست الاحتلال وزادت من مضاره وعمقت الخلافات المذهبية والطائفية والقومية ولم توقف نزيف الدم بل ازداد الامر سوءا ً حتى بات العراق على اعتاب حرب اهلية اذا ً كيف تريدون الان ان يصدقكم الشعب ولسان حاله يقول ماهي الضمانات مرة اخرى على صدق نواياكم لقد وضعتم مقدسات ومقدرات الشعب العراقي بل حتى مذهب اهل البيت ( ع ) في مهب الريح وعرضتموه الى اخطر منعطف يواجهه في تاريخه. ً واجبنا كعراقيين تجاه الفدرالية : الواجب على كل عراقي غيور على شعبه وبلده ودينه ان يعمل بكل جهد ممكن للوقوف حائلا ً امام هذا المشروع الرهيب حتى لو كلفه ذلك حياته فنحن ابناء هذا البلد الواحد سنة وشيعة عربا واكرادا ابناء العراق فاذا ذهب هذا البلد لاسمح الله فلن يكون لنا عراق بعد ذلك ابدا ً ولن تقوم للعراق قيامة وسنكون مجرد رهائن في هذا البلد كما صنعوا بالفلسطينيين قبلنا بل ادهى وامر فيجب ان لا نعطيهم المبرر والمسوغ ليفعلوا فعلتهم ويمرروا مشروعهم فيجب ان نكون شوكة في اعينهم وسكيناً في خاصرتهم وشجى في حلقهم فالعراق هذا العراق الابي الكبير لن يبتلع بهذه السهولة مادام هناك عرق ينبض. (( مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ))