إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مأساة أسرة يمنية كل أبنائها يمشون على أربع..تكشفها نبأ نيوز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مأساة أسرة يمنية كل أبنائها يمشون على أربع..تكشفها نبأ نيوز

    مأساة أسرة يمنية كل أبنائها يمشون على أربع..تكشفها نبأ نيوز
    الجمعة, 06-أكتوبر-2006
    نبأ نيوز- خاص- آلاء الصفار، نزار العبادي - رغم أنها استجمعت كل شجاعتها، وخرجت ملثمة الوجه، دامعة العينين إلى شوارع صنعاء تجر خلفها ثلاثة شباب يمشون على الأربع، إلاّ أن كل الأنظار ظلت تحدق.. تتفرج على بؤس أم عجوز أفنت سنون العمر تنتظر من يواسيها بالسؤال: كيف تعيشين، والى أين تمضين بهؤلاء البؤساء في عالم لا تهتز منابره لمأساة أسرة أذلها قدر سحيق!
    عايده أحمد – أم خذلتها الأقدار في ربيع شبابها، ولم تمنحها سوى بضعة أشهر من فرحة الجلاء البريطاني من عدن (30 نوفمبر 1967)، لتكتشف أن مولودها البكر (علي) معاق، وأنه لا يستطيع الوقوف بغير وضع الركوع وبالاستناد إلى يديه على الأرض..
    وبلوعة قلب الأم، وبحيرة أب كادح في قطعة أرض صغيرة، وفي مجتمع يتناهشه الفقر والمرض والجهل لم تترك هذه الأسرة (مداوي) من الذين يزاولون الطب الشعبي إلاّ وطرقت بابه – لكن دون جدوى.. وها هو مولودها الثاني (عبده) يهل على الدنيا ، وقد يشاء الله أن يجعل فيه السلوى، والعزاء للنفس بأخيه الأكبر..


    لم تكتمل فرحة السيدة عايده، وزوجها أحمد صالح صغير بالطفل الثاني ، إذ أن انحناءة الظهر كانت واضحة منذ الوضع، وقد شاء القدر مجدداً أن ينكب هذه الأسرة بثاني مواليدها..
    قررت أم علي وزوجها التوقف عن الإنجاب خوفاً من مأساة ثالثة، وجلسوا على هذه الحال بضع سنوات حتى شاء الله أن تحمل السيدة عيده مجدداً منتصف السبعينات دون أن تحتسب، فأمضت شهور حملٍ مؤلمة بالخوف والقلق، وشماتة نساء القرية ، حتى شاء الله لها أن تضع مولودها الذي كانت قد نذرت تسميته (صالح) قبل أن تلده عسى الله أن يجعل فيه الصلاح، لكن صالح لم يكن ليختلف عن أخويه بشيء فهو معاق أيضاً..
    ثلاثة أبناء ذكور معاقين كانت أمهم تقص لـ"نبأ نيوز" حكايتهم من غير أن تفارق عيناها الدموع، ومن غير أن تتوقف عن نفث سموم حسراتها ولوعاتها بحرقة، ثم تنفجر منتحبة وهي تخبرنا أن أباهم رحل إلى جوار ربه، ولم يزل أكبرهم في سن العشرين.. فكان أبنائه يتبعون جنازته وكلاً منهم يمشي على يديه ورجليه في طابور أثار حزن كل من حضره.
    أم علي لا تحب الظهور مع أبنائها كثيراً في شوارع العاصمة إلاّ إذا استبد بهم الجوع والعوز.. وعندما علمت "نبأ نيوز" بوجودها في شارع القيادة بأمانة العاصمة توجهنا لها، وكانت تتقدم أبنائها الثلاثة الذين يتبعونها بطابور مستقيم، فيما عيونهم يسرقها بريق رمضان، وزحامه، وألوان مختلفة من البضائع التي يفترش بها البائعون الشوارع.. وترددنا في طلب الحديث معها لئلا يزعجها الأمر، لكننا في النهاية قررنا المجازفة..


    تفاجأت أم علي أن هناك صحافيين يطلبون محادثتها، فهي منذ أن قررت الظهور مع أبنائها في شوارع العاصمة وحتى اللحظة لم تهتم لأمرها وسيلة صحيفة، أو منظمة، أو أي جهة حكومية – على حد قولها.
    روت أم علي قصة ولادتها لأبنائها الثلاثة التي تقدمنا بسردها؛ ثم أخبرتنا أنها "تجرّعت المر" من أجل تربية أبنائها المعاقين، وتحملت "القهر، والذل" وهي تتوسل الناس حاجتها- خاصة من الطعام، لكونهم "رجال ويأكلون كثيراً وحالتهم لا تساعدهم على أي عمل".
    وتقول أنها وأبنائها لم يكونوا يخرجوا إلى خارج حدود منطقتهم (هبرة / ملحان) نظراً لحالة أبنائها، ومضايقات الناس والأطفال في الشوارع، لكنها قبل أقل من سنتين اضطرت للخروج بحثاً عن لقمة الخبز من أهل الخير، وبحثاً عن بعض المال الذي يسد عوزها لكونها تقيم في بيت إيجار، ومضطرة لدفع الإيجار كل شهر، وكذلك فواتير الماء والكهرباء..
    أم علي وأبنائها لا يتسولون في الشوارع، ولا يجلسون على الأرصفة ويطلبوا الصدقات، بل هم يقصدون أماكن محددة بينها محلات تجارية معينة، ومطاعم ، وبيوت – وهي معدودة جداً- وقد تعودوا ارتيادها لأن أصحابها من أهل الخير ويقدمون لهم المساعدة دائماً، والبعض يتفقدهم إذا تأخروا عليه عدة أسابيع.
    وتؤكد أم علي أنها لم تحصل على أي مساعدة من قبل الدولة.. فليس لهم معاش من الحكومة، ولم يسبق أن تجرأ مسئول حكومي واحد على طرق باب بيتهم، ولم يسبق لأي واحد في الدولة سألهم إن كانوا يمنيين أم من بلد ثاني.. وأنها ظلت طوال فترة ظهورها مع أبنائها في شوارع صنعاء تتمنى أن يسألها أحد المسئولين عن قصة أبنائها، وقالت "أنتم – تقصد نبأ نيوز- أول ناس يسألوني".


    وتشير أم علي إلى أنها تعرف "شهامة" الرئيس علي عبد الله صالح، ووصفته بأنه "قبيلي"، وكانت تتوسل للناس أن يوصلوها إليه لتشكيه "همها ومصيبتها" لكن الناس ما كانت تساعدها.
    وتؤكد أنها لو كانت قابلته قبل عشرة أو عشرين سنة "ما كنت تعذبت هذا العذاب كله، ولا عشنا بمذلة"، وتستغرب كيف المسئولين الآخرين لا يلتفتوا لهم مع أنهم "يمنيين مش جايين من خارج".. وتتساءل كيف "ما تهتز ضمايرهم وهم يشوفوا مَكـْـلـَف تشقى على ثلاث رجال معاقين"..!
    وكان واضحاً أن اثنين من أبنائها لديهم مشكلة أيضاً في النطق، لكن "علي" الذي تجاوز الأربعين عاماً كان نطقه سليم .. وقد أخبرنا أنه وأخوته كانوا يشعرون بالضيق عندما يقصدون مركز العاصمة، جراء اختلاف الناس، ونظراتهم، وأحياناً كثر الأسئلة الفضولية من البعض ، لكنهم اعتادوا.
    ويذكر علي إنهم تعودوا على حياتهم بكل تفاصيلها، وعلى طريقتهم في المشي.. وأنهم يهتمون بنظافة أنفسهم ولا يختلفون عن الناس في الملبس والمأكل، والأذواق، ومشاهدة برامج التلفزيون و"الأفلام الهندية"، لكن مشكلتهم الوحيدة هي عدم قدرتهم على العمل، وظروفهم المعيشية الصعبة جداً.
    ويتألم علي لمعاناة أمه، وكفاحها من أجل أن تربيهم وتشقى عليهم.. ويقول أنها "عظيمة" وسيعوضها الله بالجنة، ويتمنى لو كان بيده شيء يستطيع عمله لأجلها لتعويضها القهر والتعب والظلم..!
    وبحسب أم علي، فإنها أخبرتنا قبيل المغادرة بقليل بأنها لديها بنتين ووليدين أصحاء متعافين، وهم متزوجون بعيداً عنها، وقد أنجبتهم بعد المعاقين الثلاثة بعدة سنوات.. اضطرت أم علي قطع الحديث لأن الوقت أدركها، وما زالت لم تهيئ فطور أسرتها..


    "نبأ نيوز" على موعد قريب مع قرائها لسرد تفاصيل دقيقة، وحزينة من مأساة امرأة بدأت إحساس الأمومة بأمل مذبوح، وخيبة أنثى .. لتنهيها في شوارع صنعاء تجر خلفها قدرها البائس في طابور من رجال يمشون على أربع، لا ترتفع رؤوسهم إلى السماء إلاّ لرجاء الربّ بالوفاء بما وعد رسوله، بأن "الجنة تحت أقدام الأمهات"!



    الجمعة, 06-أكتوبر-2006
    نبأ نيوز- خاص- آلاء الصفار، نزار العبادي - رغم أنها استجمعت كل شجاعتها، وخرجت ملثمة الوجه، دامعة العينين إلى شوارع صنعاء تجر خلفها ثلاثة شباب يمشون على الأربع، إلاّ أن كل الأنظار ظلت تحدق.. تتفرج على بؤس أم عجوز أفنت سنون العمر تنتظر من يواسيها بالسؤال: كيف تعيشين، والى أين تمضين بهؤلاء البؤساء في عالم لا تهتز منابره لمأساة أسرة أذلها قدر سحيق!
    عايده أحمد – أم خذلتها الأقدار في ربيع شبابها، ولم تمنحها سوى بضعة أشهر من فرحة الجلاء البريطاني من عدن (30 نوفمبر 1967)، لتكتشف أن مولودها البكر (علي) معاق، وأنه لا يستطيع الوقوف بغير وضع الركوع وبالاستناد إلى يديه على الأرض..
    وبلوعة قلب الأم، وبحيرة أب كادح في قطعة أرض صغيرة، وفي مجتمع يتناهشه الفقر والمرض والجهل لم تترك هذه الأسرة (مداوي) من الذين يزاولون الطب الشعبي إلاّ وطرقت بابه – لكن دون جدوى.. وها هو مولودها الثاني (عبده) يهل على الدنيا ، وقد يشاء الله أن يجعل فيه السلوى، والعزاء للنفس بأخيه الأكبر..


    لم تكتمل فرحة السيدة عايده، وزوجها أحمد صالح صغير بالطفل الثاني ، إذ أن انحناءة الظهر كانت واضحة منذ الوضع، وقد شاء القدر مجدداً أن ينكب هذه الأسرة بثاني مواليدها..
    قررت أم علي وزوجها التوقف عن الإنجاب خوفاً من مأساة ثالثة، وجلسوا على هذه الحال بضع سنوات حتى شاء الله أن تحمل السيدة عيده مجدداً منتصف السبعينات دون أن تحتسب، فأمضت شهور حملٍ مؤلمة بالخوف والقلق، وشماتة نساء القرية ، حتى شاء الله لها أن تضع مولودها الذي كانت قد نذرت تسميته (صالح) قبل أن تلده عسى الله أن يجعل فيه الصلاح، لكن صالح لم يكن ليختلف عن أخويه بشيء فهو معاق أيضاً..
    ثلاثة أبناء ذكور معاقين كانت أمهم تقص لـ"نبأ نيوز" حكايتهم من غير أن تفارق عيناها الدموع، ومن غير أن تتوقف عن نفث سموم حسراتها ولوعاتها بحرقة، ثم تنفجر منتحبة وهي تخبرنا أن أباهم رحل إلى جوار ربه، ولم يزل أكبرهم في سن العشرين.. فكان أبنائه يتبعون جنازته وكلاً منهم يمشي على يديه ورجليه في طابور أثار حزن كل من حضره.
    أم علي لا تحب الظهور مع أبنائها كثيراً في شوارع العاصمة إلاّ إذا استبد بهم الجوع والعوز.. وعندما علمت "نبأ نيوز" بوجودها في شارع القيادة بأمانة العاصمة توجهنا لها، وكانت تتقدم أبنائها الثلاثة الذين يتبعونها بطابور مستقيم، فيما عيونهم يسرقها بريق رمضان، وزحامه، وألوان مختلفة من البضائع التي يفترش بها البائعون الشوارع.. وترددنا في طلب الحديث معها لئلا يزعجها الأمر، لكننا في النهاية قررنا المجازفة..


    تفاجأت أم علي أن هناك صحافيين يطلبون محادثتها، فهي منذ أن قررت الظهور مع أبنائها في شوارع العاصمة وحتى اللحظة لم تهتم لأمرها وسيلة صحيفة، أو منظمة، أو أي جهة حكومية – على حد قولها.
    روت أم علي قصة ولادتها لأبنائها الثلاثة التي تقدمنا بسردها؛ ثم أخبرتنا أنها "تجرّعت المر" من أجل تربية أبنائها المعاقين، وتحملت "القهر، والذل" وهي تتوسل الناس حاجتها- خاصة من الطعام، لكونهم "رجال ويأكلون كثيراً وحالتهم لا تساعدهم على أي عمل".
    وتقول أنها وأبنائها لم يكونوا يخرجوا إلى خارج حدود منطقتهم (هبرة / ملحان) نظراً لحالة أبنائها، ومضايقات الناس والأطفال في الشوارع، لكنها قبل أقل من سنتين اضطرت للخروج بحثاً عن لقمة الخبز من أهل الخير، وبحثاً عن بعض المال الذي يسد عوزها لكونها تقيم في بيت إيجار، ومضطرة لدفع الإيجار كل شهر، وكذلك فواتير الماء والكهرباء..
    أم علي وأبنائها لا يتسولون في الشوارع، ولا يجلسون على الأرصفة ويطلبوا الصدقات، بل هم يقصدون أماكن محددة بينها محلات تجارية معينة، ومطاعم ، وبيوت – وهي معدودة جداً- وقد تعودوا ارتيادها لأن أصحابها من أهل الخير ويقدمون لهم المساعدة دائماً، والبعض يتفقدهم إذا تأخروا عليه عدة أسابيع.
    وتؤكد أم علي أنها لم تحصل على أي مساعدة من قبل الدولة.. فليس لهم معاش من الحكومة، ولم يسبق أن تجرأ مسئول حكومي واحد على طرق باب بيتهم، ولم يسبق لأي واحد في الدولة سألهم إن كانوا يمنيين أم من بلد ثاني.. وأنها ظلت طوال فترة ظهورها مع أبنائها في شوارع صنعاء تتمنى أن يسألها أحد المسئولين عن قصة أبنائها، وقالت "أنتم – تقصد نبأ نيوز- أول ناس يسألوني".


    وتشير أم علي إلى أنها تعرف "شهامة" الرئيس علي عبد الله صالح، ووصفته بأنه "قبيلي"، وكانت تتوسل للناس أن يوصلوها إليه لتشكيه "همها ومصيبتها" لكن الناس ما كانت تساعدها.
    وتؤكد أنها لو كانت قابلته قبل عشرة أو عشرين سنة "ما كنت تعذبت هذا العذاب كله، ولا عشنا بمذلة"، وتستغرب كيف المسئولين الآخرين لا يلتفتوا لهم مع أنهم "يمنيين مش جايين من خارج".. وتتساءل كيف "ما تهتز ضمايرهم وهم يشوفوا مَكـْـلـَف تشقى على ثلاث رجال معاقين"..!
    وكان واضحاً أن اثنين من أبنائها لديهم مشكلة أيضاً في النطق، لكن "علي" الذي تجاوز الأربعين عاماً كان نطقه سليم .. وقد أخبرنا أنه وأخوته كانوا يشعرون بالضيق عندما يقصدون مركز العاصمة، جراء اختلاف الناس، ونظراتهم، وأحياناً كثر الأسئلة الفضولية من البعض ، لكنهم اعتادوا.
    ويذكر علي إنهم تعودوا على حياتهم بكل تفاصيلها، وعلى طريقتهم في المشي.. وأنهم يهتمون بنظافة أنفسهم ولا يختلفون عن الناس في الملبس والمأكل، والأذواق، ومشاهدة برامج التلفزيون و"الأفلام الهندية"، لكن مشكلتهم الوحيدة هي عدم قدرتهم على العمل، وظروفهم المعيشية الصعبة جداً.
    ويتألم علي لمعاناة أمه، وكفاحها من أجل أن تربيهم وتشقى عليهم.. ويقول أنها "عظيمة" وسيعوضها الله بالجنة، ويتمنى لو كان بيده شيء يستطيع عمله لأجلها لتعويضها القهر والتعب والظلم..!
    وبحسب أم علي، فإنها أخبرتنا قبيل المغادرة بقليل بأنها لديها بنتين ووليدين أصحاء متعافين، وهم متزوجون بعيداً عنها، وقد أنجبتهم بعد المعاقين الثلاثة بعدة سنوات.. اضطرت أم علي قطع الحديث لأن الوقت أدركها، وما زالت لم تهيئ فطور أسرتها..


    "نبأ نيوز" على موعد قريب مع قرائها لسرد تفاصيل دقيقة، وحزينة من مأساة امرأة بدأت إحساس الأمومة بأمل مذبوح، وخيبة أنثى .. لتنهيها في شوارع صنعاء تجر خلفها قدرها البائس في طابور من رجال يمشون على أربع، لا ترتفع رؤوسهم إلى السماء إلاّ لرجاء الربّ بالوفاء بما وعد رسوله، بأن "الجنة تحت أقدام الأمهات"!
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X