إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لى عاشق الامام الحسين(ع)..ما اثبتة الحسين للامة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لى عاشق الامام الحسين(ع)..ما اثبتة الحسين للامة

    بسمه تعالى
    ما أثبته الحسينللأمة






    يا أحباب الحسينDوعشاقه ، إن من خلال المسار الذي اختطه الإمام الحسينD لثورته الخالدة ، ومن خلال بياناته وتصريحاته D، يستطيع كل منا أن يضع اللمسات على جملة من الحقائق التي أثبتها الإمام الحسين Dللأمة وهي:

    أولا: إيقاظ ضمير الأمة من خلال أسلوبين:

    أ‌-أسلوب البيان والتوعية.
    ب‌-الأسلوب العملي ، كإخراج ثقله وأهله معه.
    ثانيا:تحرير إرادة الأمة .
    ثالثا:إنقاذ كرامة الأمة .
    رابعا:إسقاطهيبة السلطة الظالمة.
    أولا:إيقاظ ضمير الأمة :
    فمن خلال ما عرفناه – أيها الأخوة - من طبيعة الأمة ، وماهي عليه من التهاون وعدم الشعور بالمسؤولية ، أراد الحسينD أن يوقظ الضمير الذي كاد أن يموت تحت دثار الصمت واللا مبالاة بما يجري على ساحة الواقع من ممارسات الحكم اليزيدي الجائر ، وقد سلك الإمام الحسينDفي هذا الاتجاه أسلوبين:
    أ‌-إسلوب البيان والتوعية والتعريف بما عليه الواقع المرهق من ظلم وفساد الحاكم ، وألفات نظر الأمة الى ما هي عليه من الصمت والرضا بظلم الحاكم وفساده ، فقالD:
    ((إني سمعت جدي رسول الله 5 يقول :من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول 5 يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله ، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وعطلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء وحللوا حرام الله ))([10]).
    الى قولهD: ((ألا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه؟ فليرغب المؤمن في لقاء الله محقا))([11]).
    ب‌-الأسلوب العملي بإخراج ثقله ونسائه الى العراق باتجاه كربلاء ، مع ما يعلمه من حتمية الشهادة.
    وعندما سئُل Dمن قبل البعض لماذا أخرج معه عياله وثقله إذا كان الطلب عليه دون غيره؟ فقالD: (( شاء الله ان يراهن سبايا)) ([12]).
    إذ أن لعظم المأساة أثرا في إيقاظ ضمير الامة من ناحية ، ومن ناحية اخرى فإن الذي يتبنى شرح الموقف وإتمام الحجة وبلورة الحقيقة هو هذا الثقل من النساء والفتية والاطفال الذين ستسرع بهم عجلة السبا الى معاقل الحكم الأموي ليحدث له مالم يتوقع.

    ثانياً: تحرير إرادة الأمة :

    فاعلموا –يا أحباب الحسينD وعشاقه- إنَّ قوة الامة وصمودها وقدرتها على تجاوز المحن والمصاعب ، تتمثل في قوة ارادتها وتصميمها ، وقوة الارادة في حريتها وخلاصها من القيود والأصفاد التي تتمثل في أصفاد الإرهاب واطواق الخوف التي تضرب عليها من قبل السلطات الجائرة المتجبرة من ناحية.
    ومن ناحية اخرى في أصفاد الطمع والرضا بذل العيش تحت الامتهان والاستعباد.
    هذه الأصفاد بنوعيها هي التي رزحت تحتها الامة في ظل الحكم اليزيدي فقضت على ارادتها ، فأراد الإمام الحسينD ان يحرر هذه الإرادة ويفتح عليها أبواب المعرفة في ثلاثة أمور :
    الأول: باب المعرفة بقيادتها الربانية ، التي أوجب الله عليها طاعتها والانقياد اليها في كل امر ونهي ، وان لا تخلط في الطاعة بين من وظفهم الله تعالى في مراتبهم ، وبين من اعتلوا مراكز السلطة بالقهر وتطاولوا على الحق بالجور.
    وعبر بياناته حاول الإمام الحسينD بان يعالج هذا الخلط فقال:
    (( إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة بنا فتح الله وبنا يختم الله ويزيد رجل فاسق شارب الخمر معلن القتل)) ([13]).
    الثاني:باب المعرفة بالمنهج الصحيح ، والخط الصالح للحياة ، الذي على الامة أن تختاره وفق مقياس الحق والعدل ، لا مقياس القوة وكثرة العدد والعدة والاصوات التي تملا الآفاق عواءً وضجيجا وهيبعيدة عن الحق والعدل.
    فلقد بلور الامام الحسينD للامة هذا الباب من المعرفة واثبت القناعة لدى كل عاقل ، ان الحق في خط الشهادة والفداء الذي اختاره الامام الحسينD مع قلة العدد وخذلان الناصر.
    كما اعتادت سنة التأريخ في خط الصراع بين الحق والباطل أن تثبت لنا ان أعوان الحق واتباعه هم الفئة القليلة المستخلصة من بين الغثاء البشري الذي يتبع كل ناعق ويميل مع كل ريح ، ولذلك قال الامام عليD: ((لا تستوحشوا من طريق الحق لقلة سالكيه)) ([14]).
    الثالث:باب المعرفة بواجبها ومسؤوليتها تجاه رسالتها ، حيث حاول الامام الحسينD -عن طريق تفجير هذا البركان من ثورة الدم- ان يؤجج شعور الامة بمسؤوليتها في كل زمان.
    لان الامام الحسينD الذي أعطى دمه وكل ما هو غال ونفيس في سبيل هذه الرسالة إنما أراد ان يدلل على عظمة هذه الرسالة وعلو شانها لتقوم الامة ولو بإعطاء ماهو اقل من الدم في سبيلها.
    ثالثا: إنقاذ كرامة الأمة :
    يا أحباب الحسينD وعشاقه لقد شق على الحسين عليه السلام أن يرى أمة جده رسول الله5 ، ذليلة الجانب ، مسحوقة الحق والكرامة تحت نير التعسف والاستبداد الأموي.
    فهوD لم يثر لنفسه ولا لماله ولا لجاهه ومصلحته ، وانما كان ثورته من اجل الامة.
    فلقد كانD على ساحة الطف ، يخاطب الوجدان الإنساني في الامة ليوقضه من الرقاد وينقذه من البلادة التي هو عليها ، ليقوم هذا الوجدان بواجب الشكر والامتنان ، وان لم تكن غاية الحسينD ان تقدم له الشكر بقدر ما كانت غايته ان تشعر بحقه ، وان تعلم انه لم يقاتل عدوا شخصيا له ، وانما يقاتل عدوها الذي لا يسره ان تعيش حرة كريمة.
    فاقرأوا –أيها الأخوة- كلماته التي تخاطب وجدان الامة وتستنهض إحساسها بكرامتها حيث يقول :
    ((تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ، حين استصرختمونا والهين ، فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم ، فاصبحتم البا لاعدائكم على اولياءكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل اصبح لكم فيهم ، فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لم يستحصف... ))([15]).
    فهو يريد ان يقول لهم: إن عدوي عدوكم ، فلماذا تعضدونه على إمامكم الذي بينه وبينكم عهد يوفر لكم كرامتكم؟ ولكن نقضتموه طمعا في الحياة الدنيا وتهافتا على حطامها الزائل .
    رابعا: إسقاط هيبة السلطة
    يا أحباب الحسينD وعشاقه اعلموا ان السلطات الجائرة تصطنع الهيبة بالارهاب والزيف ، وتجتلب الطاعة بالجور والقهر.
    ولكن الحقيقة ان كياناتها لم تعد الا نسيجا واهيا لا يثبت ولا يصمد امام ارادة الحق ، (( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وأن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)) العنكبوت/41.
    فلهذا تكون ارادة المؤمن الواثق بالله وثبات قلبه أقوى من حصون الطغاة ، وأصلب من قلاعهم ومعاقلهم ، ويكون دم الشهادة أمضى من أسلحتهم وعتادهم.
    فلقد كانت الإرادة القتالية لفارس واحد في جيش الإمام الحسينD–على قلة العدد وخذلان الناصر- تقهر مجموعة كبيرة من ذلك الغثاء البشري الهائل ، وتسقط كل أمل لأعوان يزيد وعمر بن سعد بالفوز بالحياة وغنيمة الحرب.
    فأنتم –أيها الأخوة- حين تقرأون أحداث الطف ، فإنما تقرأون البطولة مقابل الجبن ، والثبات مقابل الهزيمة ، والقوة مقابل الضعف ، والابتسامة للشهادة مقابل الرعب والرعدة في أعداء الله تعالى .
    فما استفاقت السلطة اليزيدية الجائرة ، ومن سار في ركابها من المخدوعين والأوباش من هذه الأمة ، الا عن سقوط الهيبة الأسطورة لتلك السلطة الغاشمة ، وذلك من خلال ما افرزه الموقف على الساحة الدامية في كربلاء ، وعلى ساحة بلاط الحكم اليزيدي.
    1-فقد أسفر الموقف عن حشود من القتلى في صفوف اعداء الحسينD ممن وصفهم بطيرة الدبا والفراش المنقض على هلاكه بقولهD:
    ((ولكن أسرعتم اليها كطيرة الدبا ، وتداعيتم عليها كتهافت الفراش)) كناية عن الهمجية واللاوعي باختيار طريق الدنيا والحطام والتهافت عليه ، والتهالك في طلبه ، كتهافت الفراش على السراج والاحتراق بناره.
    2-كما اسفر الموقف طيلة الأربعين يوما التي يحث بها ركب السبايا من كربلاء الى الكوفة ، ومن الكوفة الى الشام ، عن كذب وزيف السلطة في ادعاءاتها بان هؤلاء خوارج على السلطة الشرعية.
    فكانت تلك المقارعة الصلبة التي خاضها سبايا اهل البيت عليهم السلام نهاية المطاف مع دجل السلطة وكذبها وبالتالي مع هيبتها المصطنعة ، حيث تبنى هذا الركب حملة واسعةً من التقريع والتوبيخ الجريء ضد رموز السلطة اليزيدية ، حتى انتهى الامر الى الامام السجاد علي بن الحسينD الذي رقى منبر الشام رغما على أنف الطاغية يزيد الذي أقر بقوله:
    (( أنه –أي الامام السجاد- أن صعد المنبر فلا ينزل الا بفضيحتي وبفضيحة آل سفيان)).
    وبعد إلحاح من الحضور أذن له فصعد المنبر فخطب خطبته البليغة التي وضع فيها النقاط على الحروف ، وحل الألغاز الماكرة التي حاكها يزيد ، وعرف الناس من يزيد ومن الحسينD، وانقلب الرأي العام على يزيد وأعوانه ، فكانت تتقاطر على رأسه الشتائم وهو لا يستطيع أن يغير شيئا مما حدث.
    ومن هنا يتبين ان سر نجاح ثورة الحسينD وخلودها يتمثل في التخطيط الحكيم الذي لا يهدف الى ربح الموقف الميداني عسكريا ، وانما يهدف الى زعزعة السلطة من قواعدها وإسقاط هيبتها التي بنيت على الزيف والكذب ، ولم يتحقق ذلك لولا دم ودموع المأساة العظمى التي صاحبت هذا التخطيط.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X