إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التفسير الحق للاية التي كذب بشانها land mark

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفسير الحق للاية التي كذب بشانها land mark

    نقلته لكم من كتاب الشيخ جعفر السبحاني لتتم الفائدة للمؤمنين الاعزة وتتم الحجة على النواصب الكفرة


    (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِىٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ في أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .( الحج: 52.) (لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظّالِمينَ لَفي شِقاقٍ بَعِيدٍ) .(الحج 53) (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبّكَ فَيُوَْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ) .(الحج54) وهذه الآية أو الآيات من أوثق الاَدلة في نظر القائل بعدم عصمة الاَنبياء، وقد استغلها المستشرقون في مجال التشكيك في الوحى النازل على النبي على وجه سيوافيك بيانه.
    وكأنّ المستدل بهذه الآية يفسر إلقاء الشيطان في أُمنية الرسول أو النبي بالتدخل في الوحى النازل عليه فيغيره إلى غير ما نزل به.
    ثم إنّه سبحانه يمحو ما يلقي الشيطان ويصحّح ما أُنزل على رسوله من الآيات، فلو كان هذا مفاد الآية، فهو دليل على عدم عصمة الاَنبياء في مجال التحفّظ على الوحي أو إبلاغه الذي اتفقت كلمة المتكلمين على المصونية في هذا المجال.
    وربما يوَيد هذا التفسير بما رواه الطبري وغيره في سبب نزول هذه الآية، وسيوافيك نصه وما فيه من الاِشكال.
    فالاَولى تناول الآية بالبحث والتفسير حتى يتبيّن انّها تهدف إلى غير ما فسّره المستدل فنقول: يجب توضيح نقاط في الآيات.
    الاَُولى: ما معنى أُمنية الرسول أو النبي؟ وإلى مَ يهدف قوله سبحانه: (إذا تمنّى) ؟
    الثانية: ما معنى مداخلة الشيطان في أُمنية النبي الذي يفيده قول الله سبحانه: (ألقى الشيطان في أُمنيّته) ؟
    الثالثة: ما معنى نسخ الله سبحانه ما يلقيه الشيطان؟
    الرابعة: ماذا يريد سبحانه من قوله: (ثم يحكم الله آياته) وهل المراد منه الآيات القرآنية؟
    الخامسة: كيف يكون ما يلقيه الشيطان فتنة لمرضى القلوب وقاسيتها؟ وكيف يكون سبباً لاِيمان الموَمنين، وإخبات قلوبهم له؟
    وبتفسير هذه النقاط الخمس يرتفع الاِبهام الذي نسجته الاَوهام حول الآية ومفادها فنقول:
    1. ما معنى أُمنية الرسول أو النبي؟
    أمّا الاَُمنية قال ابن فارس: فهي من المنى، بمعنى تقدير شىء ونفاذ القضاء به، منه قولهم: مني له الماني أي قدر المقدر قال الهذلي:
    لا تأمنن وان أمسيــت في حرم حتى تلاقى ما يمنى لك المانى
    والمنا: القدر، وماء الاِنسان: منيّ، أي يُقدّر منه خلقته. والمنيّة: الموت، لاَنّها مقدّرة على كل أحد، وتمنّى الاِنسان: أمل يقدّره، ومنى مكة: قال قوم: سمّي به لما قُدّر أن يُذبح فيه، من قولك مناه الله.( المقاييس: 5/276)
    وعلى ذلك فيجب علينا أن نقف على أُمنية الرسل والاَنبياء من طريق الكتاب العزيز، ولا يشك من سبر الذكر الحكيم انّه لم يكن للرسل والاَنبياء، أُمنية سوى نشر الهداية الاِلهية بين أقوامهم وإرشادهم إلى طريق الخير والسعادة، وكانوا يدأبون في تنفيذ هذا المقصد السامى، والهدف الرفيع ولا يألون في ذلك جهداً، وكانوا يخططون لهذا الاَمر، ويفكّرون في الخطة بعد الخطة، ويمهدون له قدر مستطاعهم، ويدل على ذلك جمع من الآيات نكتفي بذكر بعضها:
    يقول سبحانه في حق النبي الاَكرم: (وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُوَْمِنينَ) .( يوسف: 103) ويقول أيضاً: (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ) .( فاطر: 8.) ويقول أيضاً: (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْمِنْ ناصِرينَ) .( النحل: 37.) ويقول سبحانه: (إِنَّكَ لاتَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) .( القصص: 56)
    ويقول سبحانه: (فَذَكّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكّر* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بُمُصَيْطِرٍ) .( الغاشية: 21 ـ 22) هذا كلّه في حق النبي الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
    ويقول سبحانه حاكياً عن استقامة نوح في طريق دعوته: (وَإِنّى كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ في آذانِهِمْ وَ اسْتَغْشَوا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً * ثُمَّ إِنّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً * ثُمَّ إِنّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْإِسْراراً) .( نوح: 7 ـ 9.
    ) ويقول سبحانه بعد عدة من الآيات: (قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْني وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاّ خَساراً* وَمَكَرُوا مَكْراً كُبّاراً* وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً* وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظّالِمينَ إِلاّ ضَلالاً) .( نوح: 21 ـ 24) فهذه الآيات ونظائرها تنبىَ بوضوح عن أنّ أُمنية الاَنبياء الوحيدة في حياتهم وسبيل دعوتهم هو هداية الناس إلى الله، وتوسيع رقعة الدعوة إلى أبعد حد ممكن، وان منعتهم من تحقيق هذا الهدف عراقيل وموانع، فهم يسعون إلى ذلك بعزيمة راسخة ورجاء واثق.
    إلى هنا تبيّن الجواب عن السوَال الاَوّل، وهلم معي الآن لنقف على جواب السوَال الثاني، أعنى:
    2. ما معنى إلقاء الشيطان في أُمنية الرسل؟
    وهذا السوَال هو النقطة الحاسمة في استدلال المخالف، وبالاِجابة عليها يظهر وهن الاستدلال بوضوح فنقول: إنّ إلقاء الشيطان في أُمنيتهم يتحقّق بإحدى صورتين:
    1. أن يوسوس في قلوب الاَنبياء ويوهن عزائمهم الراسخة، ويقنعهم بعدم جدوى دعوتهم وإرشادهم، وانّ هذه الاَُمّة أُمّة غير قابلة للهداية، فتظهر بسبب ذلك سحائب اليأس في قلوبهم ويكفّوا عن دعوة الناس وينصرفوا عن هدايتهم.
    ولا شك أنّ هذا المعنى لا يناسب ساحة الاَنبياء بنص القرآن الكريم، لاَنّه يستلزم أن يكون للشيطان سلطان على قلوب الاَنبياء وضمائرهم، حتى يوهن عزائمهم في طريق الدعوة والاِرشاد، والقرآن الكريم ينفى تسلل الشيطان إلى ضمائر المخلصين الذين هم الاَنبياء ومن دونهم، ويقول سبحانه: (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) .( الحجر: 42، الاِسراء: 65) ويقول أيضاً ناقلاً عن نفس الشيطان: (فَبِعِزَّتِكَ لاَُغْوِيَّنَهُمْ أَجْمَعينَ* إِلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) .( ص: 82 ـ 83) وليس إيجاد الوهن في عزائم الاَنبياء من جانب الشيطان إلاّ إغواءهم المنفي بنص الآيات.
    2. أن يكون المراد من إلقاء الشيطان في أُمنية النبي هو إغراء الناس ودعوتهم إلى مخالفة الاَنبياء: والصمود في وجوههم حتى تصبح جهودهم ومخططاتهم عقيمة غير مفيدة.
    وهذا المعنى هو الظاهر من القرآن الكريم حيث يحكي في غير مورد أنّ الشيطان كان يحض أقوام الاَنبياء:على المخالفة ويعدهم بالاَماني، حتى يخالفوهم.
    قال سبحانه: (يَعِدُهُمْ ويُمَنِّيهِم وَمَا يَعِدُهُمُ الشّيطانُ إلاّ غُرُوراً) .( النساء: 120)
    وقال سبحانه: (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمّا قُضِىَ الاََمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقّ وَوعَدتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلومُوني وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) .( إبراهيم: 22) وهذه الآيات ونظائرها تشهد بوضوح على أنّ الشيطان وجنوده كانوا يسعون بشدة وحماس في حضّ الناس على مخالفة الاَنبياء والرسل، وكانوا يخدعونهم بالعدة والاَماني، وعند ذلك يتضح مفاد الآية، قال سبحانه: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنى (أي إذا فكّر في هداية أُمّته وخطّط لذلك الخطط، وهيّأ لذلك المقدمات) ألقى الشيطان في أُمنيّته) (بحض الناس على المخالفة والمعاكسة وإفشال خطط الاَنبياء حتى تصبح المقدمات عقيمة غير منتجة).
    3. ما معنى نسخه سبحانه ما يلقيه الشيطان ؟
    إذا عرفت هذا المقطع من الآية يجب أن نقف على مفاد المقطع الآخر منها وهو قوله سبحانه: (فينسخ الله ما يلقي الشيطان) وما معنى هذا النسخ؟
    والمراد من ذاك النسخ ما وعد الله سبحانه رسله بالنصر، والعون والاِنجاح، قال سبحانه: (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدُّنْيا)( غافر: 51) وقال سبحانه: (كَتَبَ اللهُ لاََغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِىّ عَزِيزٌ)(المجادلة 21) وقال سبحانه: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقّ عَلَى الباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) .(الانبياء 18)
    وقال سبحانه: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ* وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) .(الصافات 171 - 173) وقال في حق النبي الاَعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): (هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) .(التوبة 33) وقال سبحانه: (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذّكْرِ أَنَّ الاََرْضَ يَرِثُها عِبادِىَ الصّالِحُونَ) .(الانبياء 105) إلى غير ذلك من الآيات الساطعة التي تحكى عن انتصار الحق الممثل في الرسالات الاِلهية في صراعها مع الباطل وأتباعه.
    4. ما معنى إحكامه سبحانه آياته؟
    إذا تبين معنى نسخه سبحانه ما يلقيه الشيطان، يتبين المراد من قوله سبحانه: (ثم يحكم الله آياته) .
    فالمراد من الآيات هي الدلائل الناصعة الهادية إلى الله سبحانه وإلى مرضاته وشرائعه.
    وإن شئت قلت: إذا نسخ ما يلقيه الشيطان، يخلفه ما يلقيه سبحانه إلى أنبيائه من الآيات الهادية إلى رضاه أوّلاً، وسعادة الناس ثانياً.
    ومن أسخف القول: إنّ المراد من الآيات، الآيات القرآنية التي نزلت على النبي الاَكرم، وذلك لاَنّ موضوع البحث فيها ليس خصوص النبي الاَكرم، بل الرسل والاَنبياء على وجه الاِطلاق، أضف إليه انّه ليس كل نبي ذا كتاب وآيات، فكيف يمكن أن يكون ذا قرآن مثله؟
    ويعود مفاد الجملة إلى أنّ الله سبحانه يحكم دينه وشرائعه وما أنزله الله إلى أنبيائه وسفرائه من الكتاب والحكمة.
    والحاصل: انّ في مجال الصراع بين أنصار الحق وجنود الباطل يكون الانتصار والظفر للاَوّل، والاندحار والهزيمة للثاني فتضمحل الخطط الشيطانية وتنهزم أذنابه، بإرادة الله سبحانه، فتخلفها البرامج الحيوية الاِلهية وآياته الناصعة، فيصبح الحق قائماً وثابتاً، والباطل داثراً وزاهقاً، قال سبحانه: (وَقُلْ جاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) .(الاسراء 81)
    5. ما هي النتيجة من هذا الصراع؟
    قد عرفت أنّ الآية تعلل الهدف من هذا الصراع بأنّ ما يلقيه الشيطان يكون فتنة لطوائف ثلاث:
    1. الذين في قلوبهم مرض.
    2. ذات القلوب القاسية.
    3. الذين أوتوا العلم.
    إنّ نتيجة هذا الصراع تعود إلى اختبار الناس وامتحانهم حتى يظهروا ما في مكامن نفوسهم وضمائر قلوبهم من الكفر والنفاق أو من الاِخلاص والاِيمان.
    فالنفوس المريضة التي لم تنلها التزكية والتربية الاِلهية، والقلوب القاسية التي أسّرتها الشهوات، وأعمتها زبارج الحياة الدنيا، تتسابق إلى دعوة الشيطان وتتبعه فيظهر ما في مكامنها من الكفر والقسوة، فيثبت نفاقها ويظهر كفرها.
    وأمّا النفوس الموَمنة الواقفة على أنّ ما جاء به الرسل حق من جانب الله سبحانه، فلا يزيدها ذلك إلاّ إيماناً وثباتاً وهداية وصمودا.
    وهذه النتيجة حاكمة في عامة اختبارات الله سبحانه لعباده، فإنّ اختباراته سبحانه ليس لاَجل العلم بواقع النفوس ومكامنها، فإنّه يعلم بها قبل اختبارها (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطيفُ الْخَبيرُ)(الملك 14) ، وانّما الهدف من الاختبار هو إخراج تلك القوى والقابليات الكامنة في النفوس والقلوب، إلى عالم التحقّق والفعلية وبالتالي تمكين الاستعدادات من الظهور والوجود.
    وفي ذلك يقول الاِمام أمير الموَمنين على (عليه السلام) في معنى الاختبار بالاَموال والاَولاد الوارد في قوله: (وَ اعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَولادُكُمْ فِتْنَةٌ)(الانفال 28) : "ليتبيّن الساخط لرزقه، والراضي بقسمه، وان كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم، ولكن لتظهر الاَفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب".(نهج البلاغة: قسم الحكم الرقم: 93) وقد وقفت بعد ما حررت هذا على كلام لفقيد العلم والتفسير الشيخ محمد جواد البلاغي ـ قدس الله سره ـ وهو قريب مما ذكرناه: قال: المراد من الاَُمنية هو الشيء المتمنّى كما هو الاستعمال الشائع في الشعر والنثر، كما أنّ الظاهر من التمنّي المنسوب إلى الرسول والنبي ويشهد به سوق الآيات، هو أن يكون ما يناسب وظيفتهما، وهو تمنّي ظهور الهدى في الناس وانطماس الغواية والهوى، وتأييد شريعة الحق، ونحو ذلك، فيلقي الشيطان بغوايته بين الناس في هذا المتمنّى الصالح ما يشوشه، ويكون فتنة للذين في قلوبهم مرض، كما ألقى بين أُمّة موسى من الضلال والغواية ما ألقى، وألقى بين أتباع المسيح ما أوجب ارتداد كثير منهم، وشك خواصهم فيه واضطرابهم في التعاليم، وأحكام الشريعة بعده، وألقى بين قوم رسول الله ما أهاجهم على تكذيبه وحربه وبين أُمّته ما أوجب الخلاف وظهور البدع فينسخ الله بنور الهدى غياهب الضلال وغواية الشيطان، فيسفر للعقول السليمة صبح الحق، ثم يحكم الله آياته ويوَيد حججه بإرسال الرسل، أو تسديد جامعة الدين القيم.( الهدى إلى دين المصطفى: 1/134) وما ذكره ـ قدّس الله سرّه ـ كلام لا غبار عليه، وقد شيدنا أساسه فيما سبق.
    إلى هنا تبيّن مفاد جميع مقاطع الآية بوضوح وبقي الكلام في التفسير السخيف الذي تمسك به بعض القساوسة الطاعنين في الاِسلام، ومن حذا حذوهم من البسطاء.

    انتهى
    ونسالكم الدعاء
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
ردود 2
17 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X