الأمريكيون يدخلون السعودية !
محمود جابر *
الأمريكيون يدخلون السعودية
(الآثار السلبية على المقدسات واستخدامها لإضفاء الشرعية على آل سعود)
بدأ اهتمام الأميركيين بمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منذ القرن التاسع عشر كما تقدم واتخذ ذلك أساليب وسبلاً متعددة كالتبشير(المسيحي) ، والتجارة ، والاهتمامات التربوية والأثرية(الأماكن المقدسة) ، وأخيرا النفط الذي حظي باهتمامهم منذ مطلع القرن العشرين ، وهم بذلك لم يكونوا يهدفون إلى تثبيت مصالحهم الاقتصادية في المنطقة فحسب ، وإنما للتمهيد لنفوذهم على المدى البعيد والذي يمكن تبريره من خلال تلك المصالح .
وبالرغم من سياسة العزلة التي أقرتها الحكومة الأميركية في أعقاب الحرب العالمية الأولى فإن ملامح التغلغل الأميركي في الخليج العربي أخذت بالظهور ، وتمثلت في نشاط بعض رسلها إلى المنطقة الذين أصبحوا فيما بعد من المقربين لابن سعود ، أمثال الرحالة العربي الأصل أمين الريحاني والمستر كرين Crane بالإضافة إلى فلبي (1) ، فقد كانت للأول جولات في منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي عام 1922 ، وكان يحظى باحترام وزارة الخارجية الأميركية كمصدر في الشؤون العربية وقد كرس نفسه للربط بين مصالح الوطن الذي تبناه وموطنه الأصلي ، لاعتقاده بأهمية المنافع المترتبة على إدخال الرأسمال الأميركي للبلاد العربية ، وللدلالة على هذا فإنه وقف إلى جانب "هولمز" في مؤتمر العقير حينما طالب بامتياز الإحساء ، فقد كتب في 27 تشرين الأول/أكتوبر 1923 إلى وزارة الخارجية قائلا : " إن كاتب هذه السطور ضد احتكار عبادان وقد نجح في إقناع السلطان -أي ابن سعود- بأن من مصلحته منح الامتياز إلى شركة مستقلة لا علاقة لها بالحكومة البريطانية " (2) .
وجاء بعد الريحاني "كرين" بدعوى القيام ببعض الأعمال الخيرية للسكان العرب في الجزيرة العربية فزار المنطقة عام 1926 ، وكانت مدينة جدة من المناطق التي نزل فيها حيث طلب مقابلة ابن سعود الذي كان في المدينة المنورة آنذاك إلا انه لم يحظ بالمقابلة فتركها متوجها إلى اليمن لاستكمال زيارته (3) . . غير أن هذه الرغبة لم تمت بل تجددت في سنة 1931 حينما كان "كرين" في إحدى جولاته "الخيرية" في المنطقة في وقت كانت فيه السعودية أحوج من أي وقت مضى للدعم الاقتصادي والمشورة الخارجية (4) . إذ كانت البلاد تعاني من أزمة اقتصادية حادة جراء تضعضع المورد المالي المترتب على موسم الحج ، بسبب الحرب التي انتهت باحتلال الحجاز سنة 1925 ، إضافة إلى تمردات الإخوان التي كلفت الدولة الكثير من الأموال لإخمادها (5) . كما أن العالم كان يواجه خلال هذه الفترة أزمة اقتصادية عامة انعكست آثارها على شبه الجزيرة العربية كغيرها من البلدان ، وكانت سببا في تخفيض عدد الحجاج الوافدين إلى الحجاز (6) .
لم يجد ابن سعود -وللاعتبارات المتقدمة- مانعا من دخول الاستثمارات الأجنبية إلى بلاده والسعي إلى تطوير أوضاعها الاقتصادية ، وتلبية متطلبات دولته الجديدة، فأبدى موافقته للقاء المستر "كرين" بعد انتهاء موسم الحج أواخر شهر نيسان/أبريل 1931 (7) وقد جاء هذا الترتيب على يد "فلبي" مستشار ابن سعود الذي تطوع لخدمة المصالح الأميركية كما سيتضح . فقد نصح فلبي العاهل السعودي بمقابلة كرين لما في ذلك من فرصة ثمينة لتغيير الأوضاع الاقتصادية في بلاده ، وجاء هذا الاقتراح ردا على الشكوى التي كان يبثها له ابن سعود من سوء تلك الأوضاع (8) .
كان مجمل ما دار في الاجتماع حول رغبة ابن سعود لتطوير إمكانيات بلاده الاقتصادية ، والكشف عن كميات كافية من الماء وبالأخص الآبار الارتوازية في كل من نجد والحجاز(9). وقد استجاب كرين لهذه الدعوة واقترح استقدام أحد المهندسين وتكليفه بمهمة مسح بعض مناطق المملكة والكشف عن احتمالات وجود المعادن فيها ، إضافة إلى إمكانية التطوير في المجالات الأخرى (10) .
أوكلت هذه المهمة للمهندس "تويتشل Twichlle " الذي كان يعمل لحساب كرين في اليمن ، وقد قام هذا بتنفيذ مهمته وبدلا من أن تظهر تنقيباته وجود الماء ، أظهرت احتمالات وجود المعادن كالذهب والنفط (11) .
إن نتائج تنقيبات "تويتشل" هذه أمر كان له أهمية لدى المسئولين السعوديين ولم يكن من الصعوبة تصديقه بعد أن أصبحت إمكانية اكتشافه في البحرين أمرا مقنعا ، فأخذت فكرة استثمار النفط تسير باتجاه واحد مع الوضع الاقتصادي المتدهور في المملكة ، الأمر الذي دفع المسئولين السعوديين -وعلى رأسهم ابن سعود- إلى مفاتحة "تويتشل" بالموضوع ، فقد طلب من الأخير في 10 كانون الثاني / يناير حقوق الامتياز لهذا النفط .
لقد تمخض عن هذا الامتياز فيما بعد دخول الرأسمال الأميركي والخبرة الفنية الأميركية وتغيُّر مجرى التاريخ العربي وفتح باب الشرق الأوسط بشكل واسع أمام الولايات المتحدة الأميركية التي تمكنت من أن تمد قدمها إلى البر الرئيس المقابل (الإحساء) ، بعد أن ثبتت قدمها الأولى في جزر البحرين . وعلى أية حال فإن مثل هذا التوغل ، وإن لم يتم في الحال ، فانه كان بداية النهاية للسيطرة البريطانية في الخليج العربي ، إذ إن بريطانيا لم تترك الأميركيين يدخلون منطقة نفوذهم فحسب بل تركت لهم أيضا أكبر حقل نفطي في الشرق الأوسط .
أسباب تفوق المصالح الأميركية في مفاوضات مايو/أيار 1933 :
استأثرت شركة نفط الكاليفورنيا بامتياز الإحساء دون البريطانيين ، وبدون شك هناك أسباب تقف وراء هذه الحقيقة ، منها ما يتعلق بالشركتين المتنافستين وما تتعلق بالدور الذي لعبه فلبي ، وما يعود إلى موقف ابن سعود نفسه .
1- موقف الشركتين
كان "لونكريك" واحدا من أهم الاختصاصيين في مجال النفط في الشرق الأوسط ، أي كان بمستوى المسؤولية الموكلة إليه ، غير أن مدراء شركة نفط العراق -كما جاء على لسانه- "كانوا بطيئين وحذرين في تقديم عروضهم وكانوا يتكلمون عن الروبيات عندما كان السعوديون يطلبون الذهب فلم تكن شركة نفط العراق تمتلك الجرأة التي تحلت بها الشركة المنافسة وكان جل ما دفعته مبلغا قدره 10 آلاف جنيه وبعملة الروبية لا بالذهب كما رغب السعوديون ، في حين أبدى الأميركيون سخاء عروضهم المالية ، فقد اتفقوا مع السعوديين على تقديم قرض بـ 50 آلف جنيه ذهبي تدفع 30 ألفا منها في الحال ، وتدفع البقية بعد فترة 18 شهر ، بالإضافة إلى 5 آلاف جنيه ذهب كإيجار سنوي ، لذا كان العرض الأميركي هو الأفضل في الحصول على الامتياز .
أشار البعض إلى أن شركة نفط العراق قدمت عرضها ذهبا لولا موقف حكومة العمال البريطانية والذي انتقد فيما بعد ، والقاضي بخروج إنكلترا من قاعدة الذهب ، إذ إن هذا القرار حال دون حصول الشركة على نفط السعودية ، بيد أن هذا الرأي يبدو ضعيفا للفرق الواضح بين العرضين المتنافسين حتى وان استبدل الجانب البريطاني عرضه بالعملة الذهبية .
ولعل هناك ما يكمن وراء تردد المصالح البريطانية في زيادة عرضها المالي ومزاحمة المنافسين الأميركيين ، إذ لم تكن شركة نفط العراق مهتمة فعلا بنفط السعودية اهتماما كبيرا ، وكان جل ما يهمها هو منع وقوع الامتياز بيد الشركات الأميركية كما لم يكن في نيتها أيضا استثمار امتيازات النفط التي ستحصل عليها في المنطقة ، وهذا ما يفسر فشل هولمز حينها في إثارة الشركات البريطانية وإقناعها بامتياز البحرين والإحساء.
والواقع أن المصالح البريطانية كانت تبرر موقفها الأخير بوفرة كميات النفط في العالم تلك الفترة، إذ هبط سعر البرميل الواحد من النفط إلى 10 سنتات في السوق العالمية ، وكان هناك توقف أو ضعف في النشاط التجاري في كل مكان ، ثم إن الشركة كانت تمتلك كل النفط الذي يمكن استخراجه من آبارها في العراق وإيران، هذا فضلاً عن الأسباب الأساسية التي تقف وراء التنافس البريطاني - الأميركي في الخليج عموماً والتي سنتطرق لها في حينها.
2- دور فلبي في المفاوضات
محمود جابر *
الأمريكيون يدخلون السعودية
(الآثار السلبية على المقدسات واستخدامها لإضفاء الشرعية على آل سعود)
بدأ اهتمام الأميركيين بمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منذ القرن التاسع عشر كما تقدم واتخذ ذلك أساليب وسبلاً متعددة كالتبشير(المسيحي) ، والتجارة ، والاهتمامات التربوية والأثرية(الأماكن المقدسة) ، وأخيرا النفط الذي حظي باهتمامهم منذ مطلع القرن العشرين ، وهم بذلك لم يكونوا يهدفون إلى تثبيت مصالحهم الاقتصادية في المنطقة فحسب ، وإنما للتمهيد لنفوذهم على المدى البعيد والذي يمكن تبريره من خلال تلك المصالح .
وبالرغم من سياسة العزلة التي أقرتها الحكومة الأميركية في أعقاب الحرب العالمية الأولى فإن ملامح التغلغل الأميركي في الخليج العربي أخذت بالظهور ، وتمثلت في نشاط بعض رسلها إلى المنطقة الذين أصبحوا فيما بعد من المقربين لابن سعود ، أمثال الرحالة العربي الأصل أمين الريحاني والمستر كرين Crane بالإضافة إلى فلبي (1) ، فقد كانت للأول جولات في منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي عام 1922 ، وكان يحظى باحترام وزارة الخارجية الأميركية كمصدر في الشؤون العربية وقد كرس نفسه للربط بين مصالح الوطن الذي تبناه وموطنه الأصلي ، لاعتقاده بأهمية المنافع المترتبة على إدخال الرأسمال الأميركي للبلاد العربية ، وللدلالة على هذا فإنه وقف إلى جانب "هولمز" في مؤتمر العقير حينما طالب بامتياز الإحساء ، فقد كتب في 27 تشرين الأول/أكتوبر 1923 إلى وزارة الخارجية قائلا : " إن كاتب هذه السطور ضد احتكار عبادان وقد نجح في إقناع السلطان -أي ابن سعود- بأن من مصلحته منح الامتياز إلى شركة مستقلة لا علاقة لها بالحكومة البريطانية " (2) .
وجاء بعد الريحاني "كرين" بدعوى القيام ببعض الأعمال الخيرية للسكان العرب في الجزيرة العربية فزار المنطقة عام 1926 ، وكانت مدينة جدة من المناطق التي نزل فيها حيث طلب مقابلة ابن سعود الذي كان في المدينة المنورة آنذاك إلا انه لم يحظ بالمقابلة فتركها متوجها إلى اليمن لاستكمال زيارته (3) . . غير أن هذه الرغبة لم تمت بل تجددت في سنة 1931 حينما كان "كرين" في إحدى جولاته "الخيرية" في المنطقة في وقت كانت فيه السعودية أحوج من أي وقت مضى للدعم الاقتصادي والمشورة الخارجية (4) . إذ كانت البلاد تعاني من أزمة اقتصادية حادة جراء تضعضع المورد المالي المترتب على موسم الحج ، بسبب الحرب التي انتهت باحتلال الحجاز سنة 1925 ، إضافة إلى تمردات الإخوان التي كلفت الدولة الكثير من الأموال لإخمادها (5) . كما أن العالم كان يواجه خلال هذه الفترة أزمة اقتصادية عامة انعكست آثارها على شبه الجزيرة العربية كغيرها من البلدان ، وكانت سببا في تخفيض عدد الحجاج الوافدين إلى الحجاز (6) .
لم يجد ابن سعود -وللاعتبارات المتقدمة- مانعا من دخول الاستثمارات الأجنبية إلى بلاده والسعي إلى تطوير أوضاعها الاقتصادية ، وتلبية متطلبات دولته الجديدة، فأبدى موافقته للقاء المستر "كرين" بعد انتهاء موسم الحج أواخر شهر نيسان/أبريل 1931 (7) وقد جاء هذا الترتيب على يد "فلبي" مستشار ابن سعود الذي تطوع لخدمة المصالح الأميركية كما سيتضح . فقد نصح فلبي العاهل السعودي بمقابلة كرين لما في ذلك من فرصة ثمينة لتغيير الأوضاع الاقتصادية في بلاده ، وجاء هذا الاقتراح ردا على الشكوى التي كان يبثها له ابن سعود من سوء تلك الأوضاع (8) .
كان مجمل ما دار في الاجتماع حول رغبة ابن سعود لتطوير إمكانيات بلاده الاقتصادية ، والكشف عن كميات كافية من الماء وبالأخص الآبار الارتوازية في كل من نجد والحجاز(9). وقد استجاب كرين لهذه الدعوة واقترح استقدام أحد المهندسين وتكليفه بمهمة مسح بعض مناطق المملكة والكشف عن احتمالات وجود المعادن فيها ، إضافة إلى إمكانية التطوير في المجالات الأخرى (10) .
أوكلت هذه المهمة للمهندس "تويتشل Twichlle " الذي كان يعمل لحساب كرين في اليمن ، وقد قام هذا بتنفيذ مهمته وبدلا من أن تظهر تنقيباته وجود الماء ، أظهرت احتمالات وجود المعادن كالذهب والنفط (11) .
إن نتائج تنقيبات "تويتشل" هذه أمر كان له أهمية لدى المسئولين السعوديين ولم يكن من الصعوبة تصديقه بعد أن أصبحت إمكانية اكتشافه في البحرين أمرا مقنعا ، فأخذت فكرة استثمار النفط تسير باتجاه واحد مع الوضع الاقتصادي المتدهور في المملكة ، الأمر الذي دفع المسئولين السعوديين -وعلى رأسهم ابن سعود- إلى مفاتحة "تويتشل" بالموضوع ، فقد طلب من الأخير في 10 كانون الثاني / يناير حقوق الامتياز لهذا النفط .
لقد تمخض عن هذا الامتياز فيما بعد دخول الرأسمال الأميركي والخبرة الفنية الأميركية وتغيُّر مجرى التاريخ العربي وفتح باب الشرق الأوسط بشكل واسع أمام الولايات المتحدة الأميركية التي تمكنت من أن تمد قدمها إلى البر الرئيس المقابل (الإحساء) ، بعد أن ثبتت قدمها الأولى في جزر البحرين . وعلى أية حال فإن مثل هذا التوغل ، وإن لم يتم في الحال ، فانه كان بداية النهاية للسيطرة البريطانية في الخليج العربي ، إذ إن بريطانيا لم تترك الأميركيين يدخلون منطقة نفوذهم فحسب بل تركت لهم أيضا أكبر حقل نفطي في الشرق الأوسط .
أسباب تفوق المصالح الأميركية في مفاوضات مايو/أيار 1933 :
استأثرت شركة نفط الكاليفورنيا بامتياز الإحساء دون البريطانيين ، وبدون شك هناك أسباب تقف وراء هذه الحقيقة ، منها ما يتعلق بالشركتين المتنافستين وما تتعلق بالدور الذي لعبه فلبي ، وما يعود إلى موقف ابن سعود نفسه .
1- موقف الشركتين
كان "لونكريك" واحدا من أهم الاختصاصيين في مجال النفط في الشرق الأوسط ، أي كان بمستوى المسؤولية الموكلة إليه ، غير أن مدراء شركة نفط العراق -كما جاء على لسانه- "كانوا بطيئين وحذرين في تقديم عروضهم وكانوا يتكلمون عن الروبيات عندما كان السعوديون يطلبون الذهب فلم تكن شركة نفط العراق تمتلك الجرأة التي تحلت بها الشركة المنافسة وكان جل ما دفعته مبلغا قدره 10 آلاف جنيه وبعملة الروبية لا بالذهب كما رغب السعوديون ، في حين أبدى الأميركيون سخاء عروضهم المالية ، فقد اتفقوا مع السعوديين على تقديم قرض بـ 50 آلف جنيه ذهبي تدفع 30 ألفا منها في الحال ، وتدفع البقية بعد فترة 18 شهر ، بالإضافة إلى 5 آلاف جنيه ذهب كإيجار سنوي ، لذا كان العرض الأميركي هو الأفضل في الحصول على الامتياز .
أشار البعض إلى أن شركة نفط العراق قدمت عرضها ذهبا لولا موقف حكومة العمال البريطانية والذي انتقد فيما بعد ، والقاضي بخروج إنكلترا من قاعدة الذهب ، إذ إن هذا القرار حال دون حصول الشركة على نفط السعودية ، بيد أن هذا الرأي يبدو ضعيفا للفرق الواضح بين العرضين المتنافسين حتى وان استبدل الجانب البريطاني عرضه بالعملة الذهبية .
ولعل هناك ما يكمن وراء تردد المصالح البريطانية في زيادة عرضها المالي ومزاحمة المنافسين الأميركيين ، إذ لم تكن شركة نفط العراق مهتمة فعلا بنفط السعودية اهتماما كبيرا ، وكان جل ما يهمها هو منع وقوع الامتياز بيد الشركات الأميركية كما لم يكن في نيتها أيضا استثمار امتيازات النفط التي ستحصل عليها في المنطقة ، وهذا ما يفسر فشل هولمز حينها في إثارة الشركات البريطانية وإقناعها بامتياز البحرين والإحساء.
والواقع أن المصالح البريطانية كانت تبرر موقفها الأخير بوفرة كميات النفط في العالم تلك الفترة، إذ هبط سعر البرميل الواحد من النفط إلى 10 سنتات في السوق العالمية ، وكان هناك توقف أو ضعف في النشاط التجاري في كل مكان ، ثم إن الشركة كانت تمتلك كل النفط الذي يمكن استخراجه من آبارها في العراق وإيران، هذا فضلاً عن الأسباب الأساسية التي تقف وراء التنافس البريطاني - الأميركي في الخليج عموماً والتي سنتطرق لها في حينها.
2- دور فلبي في المفاوضات
تعليق