بسم الله الرحمن الرحيم..
صلوات الله ذي الجبروت ..على محمد سر اللاهوت وآله أنوار الملكوت..
ليست مجرد كلمات مرصوفة.ولااسطر موضونة..تلك التي تتحدث عن مولانا أمل الأرض والسماء والكون قاطبة..
مولانا الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعجل الله تعالى فرجه وجعلنا من أنصاره واعوانه..
فالحديث عنه ذو شجون..وفيه من الحلاوة ما يسمو بالروح عن أركام الدنى..ومن الآمال ما يشحذ الهمم..ومن الشوق مايدمي فؤاد الوالهين..
ومسألة اليقين والتصديق بالغيب في قضية مولانا..ليست مسألة تجريدية لا ربط لها بواقع الفرد والمجتمع المترقبان لبشائر الظهور الأغر..
إنما هي بمثابة الأساس الذي تبنى عليه كلا من عقائدهما.. وتطبيقاتها العملية على الأصعدة الحية..
يقول عز وجل:
بسم الله الرحمن الرحيم:
"ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون"(1)
في هذه الآية الكريمة نجد أن الله تعالى يرتب على الإيمان بالغيب ..أمورا هامة..بل تكاد تكون مصيرية في مضمار التقوى التي تعد محطة هامة في الدرجات الإيمانية..
فالله يصرح هنا ويقول بأنه لا تقوى دون إيمان بالغيب!!أي لا تقوى دون يقين..ومن ثم يبين أن الأعمال الصالحة كالصلاة والانفاق في سبيل الله بوجوهه العديدة..إنما هي نتائج لليقين والإيمان بالغيب..
يقول مولانا الرضا عليه السلام:
"الإيمان فوق الإسلام بدرجة..والتقوى فوق الإيمان بدرجة.. واليقين فوق التقوى بدرجة..ولم يقسم بين العباد شيء أقل من اليقين"(2)
وهنا لابد للمؤمن الوالج في درب التكامل أن يستوعب هذه المسألة جيدا ..وأن يستقصي اليقين استقصاء الظامئ المستميت..حيث أن نكران الحق وتلاشي اليقين في آيات الله عز وجل محطات دنيئة ..بل متناهية في الدناءة..وهي عاقبة المسيئين كما يدلل دستور السماء..
يقول الحق:
"ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون"(3)
إن اليقين في قضية صاحب الزمان ..يمتد ليشمل الأصول والفروع..والدقائق المتناهية في الصغر.. منذ ولادته المباركة ومرورا بغيبتيه وعلامات ظهوره..وحتى ظهوره ذاته ودولته المأمولة وهذا اليقين يتجلى في تصرفات الفرد في المحكات..
وقد يبرز تساؤل عن جدوى التطرق لمثل هذا الموضوع طالما أن جمع المؤمنين يعتقد بصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه ويؤمن بظهوره وبخلاص الأمم على يديه الكريمتين..ويعرف مكانة المنتظر المهدي..بل ويحفظ العديد من الروايات والمدلولات..
ولكن هذا برمته لا يعد سوى مؤطرا بسيطا يحتاج لمتن شديد..
فهذا "سهل بن الحسن الخراساني" الذي جاء إلى صادق أهل البيت عليه السلام يستحثه للثورة واسترجاع الحق المغتصب..يتعثر أمام صخرة اليقين..حينما أمره الإمام عليه السلام أن يقذف نفسه في التنور..ليتلكأ ويخاف..
ومن ثم يمتنع!!!
وفي ذات التارة نجد أن "هارون المكي" ينصاع بكل طاعة وعزم وثبات لنفس الأمر فيقذف نفسه في التنور بلا أدنى شك..ويخرج سليما صحيحا(4)
فياترى؟!
مالفرق بين هارون وسهل؟!!
إنه اليقين الذي تشربه هارون وغفل عنه سهل فتباين كل منهما..وحدد مصيره مع إمام زمانه..
إن المهدي –أرواحنا لتراب مقدمه الفداء-يحتاج لمثل هذا الموالي المتيقن الذي ينصاع لأوامره بلا خوف..ولا شك..ولا حساب الحسابات والتأكد من العواقب و استجداء المصالح الذاتية وووو..
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان ..هو كيف يتأتى لنا الحصول على اليقين..وماهي مناهله..والسؤال الأهم:
كيف نحافظ عليه؟!
ولست الغاية من هذه التساؤلات بيان مراتب اليقين ودرجاته..فمبحث اليقين عظيم الغمرات..
إنما المأرب يتركز في كيفية الحصول على اول درجاته ..
وقبل كل شيء يتوجب على الباحث أن يدرك بان اليقين بالله عز وجل وبصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه وحدة واحدة لاتتجزأ..
يقول تعالى:
"أفتأمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"(5)
فكيف نحوز على اليقين المتوخى؟!
*الإخلاص لله عز وجل:
إن تسلح الإنسان بالتسليم المطلق لله عز وجل دون أن يداعب غرور عقله..ويبحث عن العلل لارضاء مطالبه بحجية عدم الاقتناع..فإنه ولاريب سيصل إلى مقام الاخلاص الذي يمنه الله عز وجل على عباده..
ففي رواية عن رسول الله صلوات الله عليه وآله:
"من أخلص لله أربعين صباحا جرت ينابيع الحكمة من قلبه إلى لسانه"(6)
والغريب أن البعض يستهجن الانسياق إلى الأحكام والمسلمات بذريعة عدم الاقتناع أو ماشابه..رغم أن القوانين الألهية تثبت انسجامها مع العقل الصحيح..ولكن مالعمل مع السقيم من العقول؟!
*استقراء التاريخ...
ولانعني بهذا استقراء تاريخ أهل البيت عليهم السلام وحسب..رغم مافيه من العلل الشافية للباحث المنصف..إنما الدعوة تنادي باستقراء تاريخ البشر ..وإدراك نواميس الله الثابته في أمم قد خلت..
سيجد الإنسان حينها أن قضية صاحب الزمان لا تعد نشازا في أنشودة أولياء الله وأصفيائه..وإن كانت تأخذ مساحات أشسع من الاعجاز والدور الرباني..وإن كانت علة الوجود ونهاية كل قصص الظلم التي وقعت في التاريخ!!
*معرفة الآثار..
إن لصاحب الزمان آثارا عديدة تدل عليه..ومواقف عاشها المعاصرون الثقاة ..
فعلى سبيل المثال لا للحصر..نجد أن قضية مسجد جمكران شهيرة بحيث يصعب معها الانكار أو الجحود..
وإن عدونا عن مثل هذه الآثار..فلن نستطيع العدو عن الآثار المعنوية التي عاشها كل منا مع مولانا صاحب الزمان ..
فمن منا لم يتوسل به في قضية ما..وذاق بعد التوسل نفحات عذبة؟!
ومن منا لم ينجيه مولاه من مأزم احتوشه؟!
إن أقل ما يوسم به هذا الإنسان المنكر هو قول الله تعالى:
"وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم..ظلما..وعلوا..فانظر كيف كان عاقبة المفسدين"(7)
إن الله تبارك وتعالى يبين جزما مصير هؤلاء المنكرين لظلمهم وعلوهم..وغرورهم الطائش..ويؤكد سوء عاقبتهم ب"كيف كان"
ولم يقل :كيف تكون..
أي أن الأمر مبرم..والمغبة ستكون نكالا وبيلا..والعياذ بالله
إن جيش مولانا ينتظر الموقنين..فلا مجال للمترددين هناك..
والسعي للحصول على هذه المرتبة الإيمانية..واجب ومحتوم..
وختام مبحثنا ..ابتهال لله عز وجل..بتعجيل فرج مولانا المهدي صلوات الله عليه..لأخذ ثأر الاطهار..وأن يرزقنا الكون من جنده الموقنين..
صلوات الله ذي الجبروت ..على محمد سر اللاهوت وآله أنوار الملكوت..
ليست مجرد كلمات مرصوفة.ولااسطر موضونة..تلك التي تتحدث عن مولانا أمل الأرض والسماء والكون قاطبة..
مولانا الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعجل الله تعالى فرجه وجعلنا من أنصاره واعوانه..
فالحديث عنه ذو شجون..وفيه من الحلاوة ما يسمو بالروح عن أركام الدنى..ومن الآمال ما يشحذ الهمم..ومن الشوق مايدمي فؤاد الوالهين..
ومسألة اليقين والتصديق بالغيب في قضية مولانا..ليست مسألة تجريدية لا ربط لها بواقع الفرد والمجتمع المترقبان لبشائر الظهور الأغر..
إنما هي بمثابة الأساس الذي تبنى عليه كلا من عقائدهما.. وتطبيقاتها العملية على الأصعدة الحية..
يقول عز وجل:
بسم الله الرحمن الرحيم:
"ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون"(1)
في هذه الآية الكريمة نجد أن الله تعالى يرتب على الإيمان بالغيب ..أمورا هامة..بل تكاد تكون مصيرية في مضمار التقوى التي تعد محطة هامة في الدرجات الإيمانية..
فالله يصرح هنا ويقول بأنه لا تقوى دون إيمان بالغيب!!أي لا تقوى دون يقين..ومن ثم يبين أن الأعمال الصالحة كالصلاة والانفاق في سبيل الله بوجوهه العديدة..إنما هي نتائج لليقين والإيمان بالغيب..
يقول مولانا الرضا عليه السلام:
"الإيمان فوق الإسلام بدرجة..والتقوى فوق الإيمان بدرجة.. واليقين فوق التقوى بدرجة..ولم يقسم بين العباد شيء أقل من اليقين"(2)
وهنا لابد للمؤمن الوالج في درب التكامل أن يستوعب هذه المسألة جيدا ..وأن يستقصي اليقين استقصاء الظامئ المستميت..حيث أن نكران الحق وتلاشي اليقين في آيات الله عز وجل محطات دنيئة ..بل متناهية في الدناءة..وهي عاقبة المسيئين كما يدلل دستور السماء..
يقول الحق:
"ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون"(3)
إن اليقين في قضية صاحب الزمان ..يمتد ليشمل الأصول والفروع..والدقائق المتناهية في الصغر.. منذ ولادته المباركة ومرورا بغيبتيه وعلامات ظهوره..وحتى ظهوره ذاته ودولته المأمولة وهذا اليقين يتجلى في تصرفات الفرد في المحكات..
وقد يبرز تساؤل عن جدوى التطرق لمثل هذا الموضوع طالما أن جمع المؤمنين يعتقد بصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه ويؤمن بظهوره وبخلاص الأمم على يديه الكريمتين..ويعرف مكانة المنتظر المهدي..بل ويحفظ العديد من الروايات والمدلولات..
ولكن هذا برمته لا يعد سوى مؤطرا بسيطا يحتاج لمتن شديد..
فهذا "سهل بن الحسن الخراساني" الذي جاء إلى صادق أهل البيت عليه السلام يستحثه للثورة واسترجاع الحق المغتصب..يتعثر أمام صخرة اليقين..حينما أمره الإمام عليه السلام أن يقذف نفسه في التنور..ليتلكأ ويخاف..
ومن ثم يمتنع!!!
وفي ذات التارة نجد أن "هارون المكي" ينصاع بكل طاعة وعزم وثبات لنفس الأمر فيقذف نفسه في التنور بلا أدنى شك..ويخرج سليما صحيحا(4)
فياترى؟!
مالفرق بين هارون وسهل؟!!
إنه اليقين الذي تشربه هارون وغفل عنه سهل فتباين كل منهما..وحدد مصيره مع إمام زمانه..
إن المهدي –أرواحنا لتراب مقدمه الفداء-يحتاج لمثل هذا الموالي المتيقن الذي ينصاع لأوامره بلا خوف..ولا شك..ولا حساب الحسابات والتأكد من العواقب و استجداء المصالح الذاتية وووو..
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان ..هو كيف يتأتى لنا الحصول على اليقين..وماهي مناهله..والسؤال الأهم:
كيف نحافظ عليه؟!
ولست الغاية من هذه التساؤلات بيان مراتب اليقين ودرجاته..فمبحث اليقين عظيم الغمرات..
إنما المأرب يتركز في كيفية الحصول على اول درجاته ..
وقبل كل شيء يتوجب على الباحث أن يدرك بان اليقين بالله عز وجل وبصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه وحدة واحدة لاتتجزأ..
يقول تعالى:
"أفتأمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"(5)
فكيف نحوز على اليقين المتوخى؟!
*الإخلاص لله عز وجل:
إن تسلح الإنسان بالتسليم المطلق لله عز وجل دون أن يداعب غرور عقله..ويبحث عن العلل لارضاء مطالبه بحجية عدم الاقتناع..فإنه ولاريب سيصل إلى مقام الاخلاص الذي يمنه الله عز وجل على عباده..
ففي رواية عن رسول الله صلوات الله عليه وآله:
"من أخلص لله أربعين صباحا جرت ينابيع الحكمة من قلبه إلى لسانه"(6)
والغريب أن البعض يستهجن الانسياق إلى الأحكام والمسلمات بذريعة عدم الاقتناع أو ماشابه..رغم أن القوانين الألهية تثبت انسجامها مع العقل الصحيح..ولكن مالعمل مع السقيم من العقول؟!
*استقراء التاريخ...
ولانعني بهذا استقراء تاريخ أهل البيت عليهم السلام وحسب..رغم مافيه من العلل الشافية للباحث المنصف..إنما الدعوة تنادي باستقراء تاريخ البشر ..وإدراك نواميس الله الثابته في أمم قد خلت..
سيجد الإنسان حينها أن قضية صاحب الزمان لا تعد نشازا في أنشودة أولياء الله وأصفيائه..وإن كانت تأخذ مساحات أشسع من الاعجاز والدور الرباني..وإن كانت علة الوجود ونهاية كل قصص الظلم التي وقعت في التاريخ!!
*معرفة الآثار..
إن لصاحب الزمان آثارا عديدة تدل عليه..ومواقف عاشها المعاصرون الثقاة ..
فعلى سبيل المثال لا للحصر..نجد أن قضية مسجد جمكران شهيرة بحيث يصعب معها الانكار أو الجحود..
وإن عدونا عن مثل هذه الآثار..فلن نستطيع العدو عن الآثار المعنوية التي عاشها كل منا مع مولانا صاحب الزمان ..
فمن منا لم يتوسل به في قضية ما..وذاق بعد التوسل نفحات عذبة؟!
ومن منا لم ينجيه مولاه من مأزم احتوشه؟!
إن أقل ما يوسم به هذا الإنسان المنكر هو قول الله تعالى:
"وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم..ظلما..وعلوا..فانظر كيف كان عاقبة المفسدين"(7)
إن الله تبارك وتعالى يبين جزما مصير هؤلاء المنكرين لظلمهم وعلوهم..وغرورهم الطائش..ويؤكد سوء عاقبتهم ب"كيف كان"
ولم يقل :كيف تكون..
أي أن الأمر مبرم..والمغبة ستكون نكالا وبيلا..والعياذ بالله
إن جيش مولانا ينتظر الموقنين..فلا مجال للمترددين هناك..
والسعي للحصول على هذه المرتبة الإيمانية..واجب ومحتوم..
وختام مبحثنا ..ابتهال لله عز وجل..بتعجيل فرج مولانا المهدي صلوات الله عليه..لأخذ ثأر الاطهار..وأن يرزقنا الكون من جنده الموقنين..
تعليق