بيان
هيئة كربلاء الرسالية
بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الـمجدد الإمام الشيرازي (قدس)
هيئة كربلاء الرسالية
بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الـمجدد الإمام الشيرازي (قدس)
في الحديث الشريف عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليكم بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير).
هناك بعض الجوانب العملية التي لابد منها للحفاظ على شبابنا وعلى مسيرتهم في الحياة، ونذكر بعضاً منها:
1- يلزم الاهتمام بالتجمعات الشبابية(ما يطلق عليها في يومنا جمعيات وهيئات) فإنها - أي التجمعات- وسيلة من الوسائل التي يميل إليها الشباب، وبنفس الوقت تكون وسيلة لنشر الثقافة، حيث تتداول فيها الأقوال والأخبار، وهذه التجمعات تارة تكون موجودة، وأخرى نحث على إيجادها؛ لكي نجمع أكبر قدر من الشباب المشتت الضائع، لابد أن نضع برامج بواسطتها يتقدم الشباب خطوات إلى الأمام على الصعيد الاجتماعي والفكري، فعلينا أن نعمل على تشكيل مؤسسات تحتضن الشباب، وتقدم لهم كل ما يحتاجون .
2- مما يلزم ملاحظته في أمر الشباب وحياتهم تهيئة وسائل الترفيه الجسدية والفكرية المشروعة والممدوحة كالسباحة والفروسية والرماية وما أشبه(علّموا أولادكم السباحة والرماية. الكافي:ج6، ص47، باب تأديب الولد، ح4) .
3- الاهتمام بنشر الفكر الإسلامي الأصيل في أوساطهم، لا سيما المحور العقائدي، لما يشكل أهمية في حياة الشباب، ونكون بذلك قد ضربنا الأسس الفكرية التي تُعْقد عليها الثقافة والفكر غير الإسلامي، وبنفس الوقت بينا المفاهيم الإسلامية لأبنائنا الشباب بكل وضوح.
نقول؛ هذه -وباختصار- النقاط الأساسية التي يعتمدها فكر الإمام الشيرازي في تربية الشباب الصالح ودفعه لتحمل المسؤولية الرسالية الملقاة عليه، وإن للشباب ميزة خاصة في فكر الإمام الشيرازي ويتضح ذلك عبر إرشادات وتوجيهاته ومؤلفاته، ومن يطلع على فكر الإمام الراحل يتضح له جلياً دور الشباب في بناء الأمة وإصلاح ما فسد منها .
المعروف بين أتباع هذه المدرسة النهضوية الرسالية النشاط الذي لا يعرف الكلل، وكل ذلك يرجع إلى قائد هذه المدرسة وهو الإمام الشيرازي حيث كان يوصي تلامذته ومقلديه بالعمل النهضوي في شتى مجالاته، "حتى أنك تجد كل مقلد من مقلديه قد انتهل من علومه وأفكاره، فأصبح بدوره مؤسسة تقوم بدورها الشرعي والتبليغي والاجتماعي أينما وجد هذا المقلد. لذلك كان الإمام الشيرازي موجوداً في كل مكان من العالم، لأن أتباعه وتلامذته ومقلديه كانوا يشكلون امتداداً فكرياً وسياسياً واجتماعياً، وهذا هو أحد معاني الشمولية"(1) في فكره الإسلامي الأصيل.
وإننا نتقدم بالتعازي إلى صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المهدي(عجل الله فرجه) وإلى مراجع الدين العظام جميعاً في كل مكان وإلى الحوزات العلمية وإلى الأمة الإسلامية وإلى أسرة الفقيد وعميدها سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق بن المهدي الحسيني الشيرازي. وإلى أسرة المدرسي وعميدها سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي الحسيني المدرسي سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته وجزيل إحسانه ورضوانه وأن يحشره مع أجداده محمد وآله الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين.. وأن يلهمنا جميعاً الصبر السلوان.
هيئة كربلاء الرسالية
البحرين-المعامير
2 / شوال /1427
(1)- مقال لمرتضى معاش (شبكة النبأ المعلوماتية).