إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

جيش الإمام المهدي ....((جيش الظهور المبارك))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جيش الإمام المهدي ....((جيش الظهور المبارك))

    جيش الإمام المهدي ....((جيش الظهور المبارك))عجيب أمرهم ... يتهافتون على الموت كأنهم يركضون إلى عرس ..ويحثون الخطى نحو مصارعهم كأنهم لم يسمعوا قط بكلمة موت ، ويتسابقون للشهادة كأنهم لم يروا من قبل مشهداً لصريع تصبغه الدماء .
    يعملون نهاراً – شأنهم شأن كل الفقراء - ويتقاسمون الأرض لذعة الشمس ولدغ البرد ، يقتطعون من أفواه أكبادهم ومن خلاصة جهدهم ، دراهم ملطخة بعرق العمل ، ليشتروا بها قطعة من سلاح الكبرياء والرجولة ، بانتظار صبح الشهادة تحت زغاريد أم مزقت أحشائها لوعة فقد الابن أو الأخ أو الزوج على يد سلطة الطاغوت بالأمس ، أو تحت تراتيل زوجة لا يمنعها خوف( الثكل ) عن دفع الزوج نحو الفروسية والألق ، أو تحت نظرات الحبيبة المؤجل عرسها حتى إشعار آخر .
    ليلهم ..أرجوحة عشق ..يتذكرون به ليال من عنفوان الحب الذي رشفوه في انتفاضتين مباركتين ، أقسمت شياطين الإنس والجن أن تطمس معالمهما ، وشحذت سلطة الخنوع والعمالة سكاكينها لتستأصل النسيم الآتي من جهة الجنوب ، وأرسلت دخان حقدها على أتباع أهل البيت لتخنق الأريج المقبل من جهة الأرض التي اندلعت فيها لعلعة البنادق التي اتكأ حاملوها على جدران مرقد أبي الخليقة الثالث ، في غري الله ، في أرض قدس الأقداس ، في عاصمة العالم .
    الليل ملعبهم ، ومصابيح الظلمة عيونهم ، يتطلعون جهة ( النجف ) يتغزلون بحبيبتهم ( الحنـــّانة )، يرسلون تحايا الود والرحمة والرأفة لقائدهم ، لرجل يعرفون أن الملك والعرش لا يساوي عنده شسع نعل من نعال شهيد تهاوى في ميادين الكبرياء ، ليرسم صورة طفل يبتسم بوجه فجر الخليقة ، وينحنون كفرسان القرون الوسطى بحضرة امرأة علوية طاهرة مطهرة ، قدمت عربون أمومتها لهم ولقائدهم بقربانين من خير الأضاحي ، وقدمت - بوجه مبتسم كالفيض الآتي من فضاء الله - قرباناً نبوي العينين ، ملائكي النظرة ، قربان تلقاه جبريل والملائك من حوله بهتاف يصك سمع الملكوت مرددين (( أهلاً بالشهيد الثاني ) .
    هذه العلوية الطاهرة الأم ، التي وقفت مع أبنائها في انتفاضتهم الثانية ، موشحة بالسواد ، تخفي ملامحها ووجها المقدس بوشاح من العفاف الذي يذكرنا بحجاب أم المصائب زينب في كربلاء ، ويشيرنا لموقف الزهراء بنت محمد في ( قصر الانقلاب العسكري الأول ) مخاطبة أعداء الرجولة والبطولة قائلة ( أصبحت والله قالية لرجالكم كارهة لدنياكم ) وثمة تلتفت – بنت رسول الله (ص) إلى الأنصار محفزة إياهم مرددة بصوت لا يخرم صوت أبيها ( إيه بني قيلة ) ، وهكذا يعيد تاريخ أهل البيت نفسه ، في مواقف الرجال والنساء ، وهل يستوي المجاهدون والقاعدون ؟ .
    الليل ملعبهم ، والنهار دار هجرتهم نحو العلم والبناء ، يحرسون الأرض ، والإنسان ، ويستهدفون الذئاب التي تعوي في الليل لتجمع الكلاب حولها في كرنفالات الوحدة بين الضواري ، ويخرسون مزامير الغجر الذين جمعتهم طبول الزمن الآسن ، ويرفعون سيوفهم بوجه الجراد الآتي من خرائب الفتنة لينشر الموت في الطرقات ويعلن الحرب على إنسانية الإنسان .
    يعشقون الموت في سبيل الحرية , ويعشقون الحياة ليصنعوا الحرية ، الموت ( النزق) ليس هدفهم ، والحياة الذليلة ليست مبتغاهم ، يهربون من جريرة سفك دم الأبرياء كما تهرب النعجة من الذئب ، ويطاردون هزيع الليل وشياطينه كما يطارد النمر فريسة شاردة ، يسهرون الليل يحرسون ، ويبدأون الفجر يصلون ، ويستقبلون الصبح يهللون ، ويقيلون ساعة من نهار ، ليبدأوا بعدها طلب العلم أو طلب الرزق ، لا تغريهم ( الدفاتر ) والدولارات التي تهافت لها المتهافتون ، ولم يخدعهم زخرف الحياة ، يمتطون أقدامهم المتورمة من الوقوف كبواسق النخيل في ليل حراسة الوطن ، ولا يعجبهم ركوب (عجلة ) فاخرة تم شرائها بدماء الأبرياء ، يسيرون بخطى ثابتة في طريق الحق ، ولا يستوحشونه لقلة سالكيه .
    الممهدون لدولة الحق هم ، الممهدون لأطروحة العدل الإلهي الكامل هم ، الذين لا ينتظرون آخر الشهر ليقبضوا ثمن إيثارهم وجهدهم ، يرتزقون من عمل أيديهم ، ولا يسترزقون على الطائش الآتي من اليد العليا ، يحثهم للعلا (قائد) آثر أن يرتدي عباءة والده المقدس ( المخرومة ) ليقول لمن أغرتهم الدنيا :- هاؤم عباءة المولى الذي تدعون أنكم إليه تنتمون .
    رهبان الليل ، فرسان النهار ، يحمون الناس ولا يحتمون ، ويعطون من خالص أموالهم ولا يستجدون ، ويقدمون من جنى كدهم وجهدهم للآخرين ولا ينتظرون شكراً ولا عطاءا ، يتقاسمون الرغيف ( الحاف ) الذي يشترونه من خشونة أيديهم ، ولا يسرقون الرغيف من الفقراء ، ولا يكدسون ( خمس الولاء ) ليستنزفوه في دعايات الانتخابات ، أو يرسلونه جهة الشمس ليبنوا به المؤسسات ، لا تعنيهم الشهوة للــ ( كافيار ) ولا يستهويهم طعم الــــ ( شوكولاته) ولا يسيل لعابهم لأكداس عرانيص الــــ ( موز ) التي تملأ بيوت مشايخ وقادة ما بعد الهدنة .
    لا تفوتهم صلاة الليل ..يعبدون الله ولا يعبدون مقتدى الصدر ، فهم يعتبرون مقتدى أخاً وحبيباً وقائداً لهم ، يؤثرونه على أنفسهم ، ويشعرون أنه ( يملكهم ) بالحب ، وأنهم ( يملكونه ) بالعشق ، فهو يملكهم ، وهم له مالكون ، فهم – معه – متعادلون ، يحبونه لأنه رءوف بهم ، ويتغزلون بكلماته لأنهم يعرفون أنه لا يتاجر بالكلمات ، ولا يخدعهم بالمصطلحات ، ولا يبيع بهم ويشتري كما يفعل الآخرون .
    الليل ملعبهم ، يحرسون أمهم الأرض ، ويحرسون أمهات أرضعنهم من أثداء الفضيلة ، ويطمئنون أخوات وبنات وزوجات لهم راكعات ساجدات قانتات في محاريب عاصمة العالم القدسية ، يدعين الله لهم بالثبات ، ويسألن الله لهم إحدى الحسنيين ( النصر أو الشهادة ) ويذكرنهم بقول سيد الشهداء ( موت في عز ، خير من حياة في ذل ) ويكتبن لهم الرسائل على أوراق الحنان والرأفة ليذكرنهم بمقولة سيد المراجع وسلطانهم محمد محمد الصدر ( عليه صلوات من ربه ورحمة ) حين يقول ( أنا حررتكم ، فلا يستعبدنكم أحد من بعدي ) ، ويهدينهم جدائلهن عربوناً أخوة وود نقي ليشدوا بها على أذرعهم ، وليضمدوا بها نزيف جراح أصابعهم التي تصطك - كالأسنان الغاضبة - على البنادق .
    الفرسان هم ، والليل ملعبهم ، وحين ينبلج الصبح ، يعودون لدنياهم ( الممر ) ليبنوا بيوتهم في ( المقر ) ، يخفون بنادقهم تحت ثيابهم كي لا يراها الأطفال فيرتعبون ، ويرسمون البسمة على وجوههم كي يستقطبوا قلوب المستضعفين ، ويصبغون وجوههم بالبشر والغضاضة كي يبعثوا الدفء والطمأنينة في صدور المساكين ، ويستهجنون تصرفات البعض من الحثالة ، ممن يخرجون بنادقهم وأسلحتهم من نوافذ السيارات ليرعبوا الآمنين ، ويطلقوا عياراتهم ليفرغ لهم الطريق ، ويلومون الذين لبسوا لون السواد – فضفاضاَ أو ضيقاً عليهم – ليشبعوا رغبتهم في تعويض نقص نفوسهم المريضة ، ويكرهون لغة العجرفة والنزق التي يتحدث بها اللصقاء والانتهازيون .
    يشعرون أن لهم إماماً (غائباً ) قائداً أوحداً ، ينتظر منهم أن يمهدوا له طريق الظهور ، ويعرفون أن هذا الإمام لن يأتي على نغمات المتاجرين بدماء الشهداء ، ويعلمون أن إمامهم يريد لهم أن يكونوا ( خمص البطون من الزهد، عمش العيون من القراءة، بيض الشفاه من الصيام ) ، ويحسون أن الوجبات التي لا يتناولها بعض ( الشيوخ ) دون طبق الفاكهة ، لا يمت لمدرسة الإمام ( المنتَظِر ) بصلة .
    يتناغمون مع زهد أخيهم ومقتداهم ، ويترجمون حبه إلى لغة شفافة من العشق ، والثأر لكرامة الإنسان ، ويخافون يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون ، ويقدمون أنفسهم على أنهم ( أبناء المنهج الصدري ) وليسوا أبناء (الخط الصدري) ، فالخط عندهم هو أقصر مسافة بين نقطتين ، وهم لا يؤمنون بحدود النقاط ، ولا بحدود العطاء ، وليسوا أبناء (التيار الصدري) فالتيار عندهم موجة تصنعها الرياح ويشحنها الصخب ، وتهدئها المسافات ، فهم أبناء النهج الصدري ، أبناء المنهج المحمدي ، منهج أهل البيت ، ومنهج الأنبياء من قبل .
    هم ليسوا (جيش المهدي ) وإن أطلق البعض عليهم ذلك ، ولكنهم ( جيش الإمام المهدي ) الذين صبروا وصابروا وثابروا وثبتوا في منازل اللقاء والكبرياء بحثاً عن الكرامة والحرية ، وجاهدوا جهادهم (الأصغر) ، وقروا عيون الأمهات والأخوات والحبيبات اللائي ينتظرن عبر نوافذ الأمل ، وأعادوا الحلم لرحم الأرض كي تلد أمثالهم ، وهم الماضون إلى العلياء ، إلى الكبرياء التي تليق بالفرسان ، إلى النقاء ، إلى ( جيش الظهور المبارك ) ليستكملوا بناء أنفسهم ، وليثبتوا على ألم الجهاد (الأكبر) ، وليبدأوا وضع لبنات بناء دولة العدل والحق ، دولة ظهور الإمام والقائد الأوحد ، الحجة ابن الحسن ( عجل الله ظهوره المبارك ).
    سالم الصدري
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X