إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سؤال ملح للأخوة السنة ويحتاج إلى تفسير دقيق ومقنع !!!!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال ملح للأخوة السنة ويحتاج إلى تفسير دقيق ومقنع !!!!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    والصلاة والسلام على أشرف الخلق وخاتم النبيين سيدنا محمد المصطفى وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ..

    السلام عليكم إخوتي وأخواتي موالي أهل بيت النبوة ورحمة الله وبركاته ..

    الأخوة السنة :
    تقولون بأننا نحن الشيعة نعبد القبور (قبور الأئمة الأطهار والصالحين من عباد الله) ، ونقوم بالبدع بإقامة النذور للقبور ....

    سؤالي :
    لما يستجيب لنا الله عند توسلنا وتضرعنا له بقبور الأئمة الأطهار وتحت قبابهم الشريفة .. كما أن من له حاجة عجز عنها عبيد الله أو من كان مريضاً عجز عنه الأطباء لشفائه يتوجه إلى الله بقبور أوحتى مجالس القراءة للأئمة من اهل البيت فيستجيب له الله ويشفيه ببركة هذه القبور والبقاع المقدسة ؟؟؟؟

    لما لا يعاقبنا الله على ذلك ؟؟ ولما يتقبل منا النذور ويبارك لنا فيها ؟؟

    كما قالت عقيلة الهواشم زينب عند مقتل أخيها : اللهم تقبل منّا هذا القربان ..

    ستقولون بأني أبالغ ويمكن أكذب .. ولكن قبل أن تقولوا ذلك تحققوا أولاً مما قلت ..

    وإن أصريتم على النكران .. فاعلموا بأن ذلك لا يضيرنا شيعة أهل البيت ولا ينقص من إيماننا ومحبتنا وولائنا لعترة المصطفى الأمين ..

    وسنبقى كذلك حتى يأخذ الله أمانته ونجتمع في يوم المحشر وحينها يعرف من كان على الحق ممن كان على الباطل ..

  • #2
    الزميل العزيز السيد المحترم تحية اجلال واكبار لهذا الاسلوب الراقي اللذي يدل ان ورأه رجل ذو خلق هكذا تناقش الامور بهذا الاسلوب الراقي اسلوب الرجل الواثق مما هو عليه .......................وهذا ليس تملقا سيدي الفاضل لكنه شعوري ......
    اعلم يا سيدي الفاضل اننا نعلم انكم تحبون الله ورسوله وتصلون وتصومون وتحجون البيت وتتصدقون لكن لديكم من الاعمال ما يتنافى مع عقيدة التوحيد الصحيحة واخلاص العبادة لله ...............سيدي الفاضل تقبل مني هذا البحث واقراه وتمعن فيه فوالله ما اردت الا مساعدتك بعدها تستطيع ان تحكم على الامور.............
    -------------------------------------------------------------------------------
    اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده. فأولهم نوح عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا، وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين، أرسله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيراً، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله.

    * يقولون: نريد منهم التقرب إلى الله ، ونريد شفاعتهم عنده؛ مثل الملائكة، وعيسى، ومريم، وأناس غيرهم من الصالحين.

    فبعث الله إليهم محمداً صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم عليه السلام، ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله لا يصلح منه شئ لغير الله لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل فضلا عن غيرهما، وإلا فهؤلاء المشركون مقرون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له وأنه لا يرزق إلا هو، ولا يحيي إلا هو، ولا يميت إلا هو، ولا يدبر الأمر إلا هو، وأن جميع السموات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره.

    فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ قوله تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار، ومن يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر، فسيقولون الله فقل أفلا تتقون} وقوله: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله، قل أفلا تذكرون، قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله، قل أفلا تتقون، قل من بيده ملكوت كل شئ، وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون، سيقولون لله، قل فأنى تسحرون} وغير ذلك من الآيات.

    فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا وأنه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا (الاعتقاد) كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلاً ونهاراً.

    * ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له، أو يدعوا رجلاً صالحاً مثل اللات: أو نبيا مثل عيسى وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده كما قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وقال: {له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ} وتحققت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدعاء كله لله، والنذر كله لله، والذبح كله لله، والاستغاثة كلها لله، وجميع أنواع العبادات كلها لله، وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام، وأن قصدهم الملائكة أو الأنبياء، أو الأولياء، يريدون شفاعتهم، والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم، عرفت حينئذٍ التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأبى عن الإقرار به المشركون، وهذا التوحيد هو معنى قولك: لا إله إلا الله، فإن الإله هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور ، سواء ملكا، أو نبياً، أو وليا، أو شجرة، أو قبراً، أو جنياً لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر، فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك، وإنما يعنون بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيد . فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي (لا إله إلا الله) والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها.

    والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى بالتعلق به والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه، فإنه لما قال لهم: قولوا: لا إله إلا الله، قالوا: {اجعل الآلهة إلها واحداً إن هذا لشئ عجاب}.

    فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك، فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار، بل يظن أخFH½بحروفها من غير اعتقاد القلب لشئ من المعاني، والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله ، ولا يدبر الأمر إلا الله، فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله.

    إذا عرفت ما ذكرت لك معرفة قلب، وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} ، وعرفت دين الله الذي أرسل به الرسل من أولهم إلى آخرهم الذي لا يقبل الله من أحد سواه، وعرفت ما أصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا أفادك فائدتين:




    الأولى : الفرح بفضل الله وبرحمته، كما قال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.
    وأفادك أيضاً الخوف العظيم ، فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهل، فلا يعذر بالجهل، وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى الله تعالى كما كان يفعل الكفار المشركون، خصوصاً إن ألهمك الله ما قص عن قوم موسى مع صلاحهم وعلمهم، أنهم أتوه قائلين:
    "اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة". فحينئذٍ يعظم حرصك وخوفك على ما يخلصك من هذا وأمثاله.

    وأعلم أنه سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد إلا جعل له أعداء كما قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدو شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً}.

    وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى:
    {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات، فرحوا بما عندهم من العلم}. إذا عرفت ذلك، وعرفت أن الطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين عليه أهل فصاحة وعلمٍ وحُجج، فالواجب عليك أن تتعلم من دين الله ما يصير لك سلاحاً تقابل به هؤلاء الشياطين الذين قال إمامهم ومقدمهم لربك عز وجل:
    {لأقعدن لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين}.

    ولكن إذا أقبلت على الله، وأصغيت إلى حججه وبيناته، فلا تخف ولا تحزن {إن كيد الشيطان كان ضعيفاً} ، والعامي من الموحدين يغلب ألفاً من علماء هؤلاء المشركين، كما قال تعالى:{وإن جندنا لهم الغالبون} ، فجند الله هم الغالبون بالحجة واللسان ، كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان، وإنما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح، وقد من الله تعالى علينا بكتابه الذي جعله "تبياناً لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين" فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها، كما قال تعالى:{ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً}

    ، قال بعض المفسرين: هذه الآية عامة في كل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة.

    وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله في كتابه جواباً لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا فنقول:
    جواب أهل الباطل من طريقين: مجمل، ومفصل.
    أما المجمل فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها، وذلك قوله تعالى:

    {{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله} ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم".

    مثال ذلك إذا قال لك بعض المشركين:
    {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ، أو استدل بالشفاعة أنها حق، وأن الأنبياء لهم جاه عند الله أو ذكر كلاماً للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شئ من باطله، وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره، فجاوبه بقولك:

    إن الله ذكر أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه، وما ذكرته لك من أن الله ذكر أن المشركين يقرون بالربوبية، وأن كفرهم بتعلقهم على الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم:

    {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} هذا أمر محكم بين، لا يقدر أحد أن يغيير معناه، وما ذكرته لي أيها المشرك من القرآن أو كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا أعرف معناه، ولكن أقطع أن كلام الله لا يتناقض، وأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل، وهذا جواب سديد، ولكن لا يفهمه إلا من وفقه الله تعالى، فلا تستهن به فإنه كما قال تعالى: {وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}.

    وأما الجواب المفصل: فإن أعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل يصدون بها الناس عنه.

    * منها قولهم: نحن لا نشرك بالله، بل نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا، فضلا عن عبد القادر أو غيره، ولكن أنا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله، وأطلب من الله بهم ، فجاوبه بما تقدم وهو أن الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بما ذكرت، ومقرون بأن أوثانهم لا تدبر شيئا إلا الجاه والشفاعة. واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضحه.

    * فإن قال: هؤلاء الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام، كيف تجعلون الصالحين مثل الأصنام أم كيف تجعلون الأنبياء أصناماً؟ فجاوبه بما تقدم فإنه إذا أقر أن الكفار يشهدون بالربوبية كلها لله، وأنهم ما أرادوا ممن قصدوا إلا الشفاعة.

    ولكن إذا أراد أن يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكره، فاذكر له أن الكفار منهم من يدعو الصالحين والأصنام ومنهم من يدعو الأولياء الذين قال الله فيهم: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب}، ويدعون عيسى ابن مريم وأمه، وقد قال تعالى: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأمه صديقه كانا يأكلان الطعام، انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعا والله هو السميع العليم}
    واذكر له قوله تعالى: {ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون، قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن وأكثرهم بهم مؤمنون}

    {ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون، قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون يعبدون الجن وأكثرهم بهم مؤمنون} ، وقال تعالى:
    {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ماليس لي بحق} ، الآية، فقل له: أعرفت أن الله كفر من قصد الأصنام، وكفر من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    يتبع

    تعليق


    • #3
      * فإن قال: الكفار يريدون منهم: وأنا أشهد أن الله هو النافع الضار لا أريد إلا منه والصالحون ليس لهم من الأمر شئ ولكن أقصدهم أرجو من الله شفاعتهم.

      فالجواب: أن هذا قول الكفار سواء بسواءٍ فاقرأ عليه قوله تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}، وقوله تعالى: {ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله}.

      * واعلم أن هذه الشبه الثلاث هي أكبر ما عندهم، فإذا عرفت أن الله وضحها في كتابه، وفهمتها فهماً جيداً فما بعدها أيسر منها.

      * فإن قال: أنا لا أعبد إلا الله وهذا الإلتجاء إلى الصالحين، ودعاءهم ليس بعبادةٍ.

      فقل له: أنت تقر أن الله فرض عليك إخلاص العبادة وهو حقه عليك؟ فإذا قال: نعم، فقل له: بين له هذا الذي فرض عليك وهو إخلاص العبادة لله وحده وهو حقه عليك فإن كان لا يعرف العبادة ولا أنواعها فبينها له بقولك: قال الله تعالى:
      {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين}. فإذا أعلمته بهذا فقل له: هل علمت هذا عبادة لله؟ فلا بد أن يقول لك: نعم، والدعاء مخ العبادة، فقل له: إذا أقررت أنه عبادة لله ودعوت الله ليلاً ونهاراً خوفاً وطمعاً، ثم دعوت في تلك الحاجة نبياً أو غيره هل أشركت في عبادة الله غيره؟ فلا بد أن يقول: نعم، فقل له: فإذا عملت بقول الله تعالى:{فصل لربك وانحر} ، وأطعت الله ونحرت له هل هذا عبادة، فلا بد أن يقول: نعم، فقل له: فإذا نحرت لمخلوق نبي أو جني أو غيرهما، هل أشركت في هذه العبادة غير الله؟ فلا بد أن يقر، ويقول نعم، وقل له أيضاً: المشركون الذين نزل فيهم القرآن، هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك؟ فلا بد أن يقول: نعم، فقل له: وهل كانت عبادتهم إياهم إلا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك، وإلا فهم مقرون أنهم عبيد الله وتحت قهره، وأن الله هو الذي يدبر الأمر ولكن دعوهم، والتجئوا إليهم للجه والشفاعة، وهذا ظاهر جدا.

      * فإن قال أتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل: لا أنكرها ولا أتبرأ منها، بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع والمشفع وأرجو شفاعته، ولكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى: {قل لله الشفاعة جميعاً} ولا تكون إلا من بعد إذن الله كما قال عز وجل: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} ، ولا يشفع في أحد إلا من بعد أن يأذن الله فيه كما قال عز وجل: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} ، وهو لا يرضى إلا التوحيد كما قال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه} ، فإذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون إلا بعد إذنه ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في أحدٍ حتى ياذن الله فيه، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد بين لك أن الشفاعة كلها لله، وأطلبها منه، وأقول: اللهم لا تحرمني شفاعته، اللهم شفعه في، وأمثال هذا.

      * فإن قال: النبي صلى الله عليه وسلم أعطي الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله، فالجواب أن الله أعطاه الشفاعةونهاك عن هذا فقال: {فلا تدعوا مع الله أحداً}.

      فإذا كنت تدعو الله أن يشفع نبيه فيك، فأطعه في قوله {فلا تدعوا مع الله أحداً} وأيضاً فإن الشفاعة أعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم، فصح أن الملائكة يشفعون والأفراط يشفعون والأولياء يشفعون، أتقول: إن الله أعطاهم الشفاعة وأطلبها منهم؟ فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكر الله في كتابه، وإن قلت لا، بطل قولك أعطاه الله الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله من خير، فإن قال أنا لا أشرك بالله شيئاً حاشا وكلا ولكن الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك، فقل له: إذا كنت تقر ان الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنا وتقر أن الله لا يغفره، فما الذي حرمه الله وذكر أنه لا يغفره، فإن كان لا يدري، فقل له: كيف تبرئ نفسك من الشرك وأنت لا تعرفه؟ أم كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر أنه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه، أتظن أن الله يحرمه ولا يبينه لنا؟؟

      * فإن قال: الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام فقل: ما معنى عبادة الأصنام؟ أتظن أنهم يعتقدون أن تلك الأخشاب والأحجار تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها؟ فهذا يكذبه القرآن، كما في قوله تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض}

      * وإن قال هو من قصد خشبة أو حجراً أو بنية على قبر أو غيره يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون، إنه يقربنا إلى الله زلفى ويدفع عنا ببركته ويعطينا ببركته.

      فقل صدقت، وهذا فعلكم عند الأحجار والبنايات التي على القبور وغيرها، فهذا أقر أن فعلهم هذا هو عبادة الأصنام، وهو المطلوب ويقال له أيضاً قولك: "الشرك عبادة الأصنام"، هل مرادك أن الشرك مخصوص بهذا، وأن الاعتماد على الصالحين ودعاءهم لا يدخل في هذا؟ فهذا يرده ما ذكر الله في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة أو عيسى أو الصالحين فلا بد أن يقر لك أن من أشرك في عبادة الله أحداً من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب.



      * وسر المسألة أنه إذا قال: أنا لا أشرك بالله، فقل له: وما الشرك بالله؛ فسره لي؟ فإن قال: هو عبادة الأصنام، فقل: وما معنى عبادة الأصنام فسرها لي ؟ فإن قال أنا لا أعبد إلا الله وحده فقل: ما معنى عبادة الله وحده فسرها لي؟ فإن فسرها بما بينه القرآن فهو المطلوب ، وإن لم يعرفه فكيف يدعي شيئاً وهو لا يعرفه، وإن فسر ذلك بغير معناه بينت له الآيات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الأوثان، وأنه يفعلونه في هذا الزمان بعينه، وأن عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرونها علينا ويصيحون كما صاح إخوانهم حيث قالوا: (أجعل الآلهة إلهاً واحداً، إن هذا لشئ عجاب).

      * فإن قال: إنهم لا يكفرون بدعاء الملائكة والأنبياء، وإنما يكفرون لما قالوا: الملائكة بنات الله؛ فإنا لم نقل: عبد القادر ابن الله ولا غيره. فالجواب: إن نسبة الولد إلى الله كفر مستقل؛ قال الله تعالى: {قل هو الله أحد. الله الصمد} والأحد الذي لا نظير له، والصمد المقصود في الحوائج، فمن جحد هذا؛ فقد كفر، ولو لم يجحد السورة. وقال تعالى:
      {ما اتخذ الله من ولدٍ وما كان معه من إلهٍ} ، ففرق بين النوعين، وجعل كلا منهما كفراً مستقلاً. وقال تعالى:
      {وجعلوا لله شركاء الجن وخلفهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم} ، ففرق بين كفرين. والدليل على هذا أيضاً أن الذين كفروا بدعاء اللات، مع كونه رجلاً صالحاً؛ لم يجعلوه ابن الله، والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك، وكذلك أيضاً العلماء في جميع المذاهب الأربعة؛ يذكرون في باب حكم المرتد أن المسلم إذا زعم أن لله ولداً؛ فهو مرتد، ويفرقون بين النوعين، وهذا في غاية الوضوح.

      * وإن قال: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} فقل: هذا هو الحق، ولكن لا يُعبدُون، ونحن لم نذكر إلا عبادتهم مع الله، وشركهم معه، وإلا؛ فالواجب عليك حبهم واتباعهم والإقرار بكرامتهم، ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال. . . إلخ، ودين الله وسط بين طرفين، وهدى بين ضلالتين، وحق بين باطلين.

      فإذا عرفت أن هذا الذي يسميه المشركون في زماننا هذا "الاعتقاد"، هو الشرك الذي أنزل الله في القرآن وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه، فاعلم أن شرك الأولين أخف من شرك أهل زماننا بأمرين:

      أحدهما: أن الأولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة والأولياء والأوثان مع الله إلا في الرخاء، وأما في الشدة فيخلصون لله الدين، كما قال تعالى: {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه، فلما نجاكم إلى البر أعرضتم، وكان الإنسان كفوراً} ، وقوله: {قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة ، أغير اله تدعون إن كنتم صادقين، بل إياه تدعون، فيكشف ماتدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون} وقوله: {وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه} - إلى قوله: - {قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار}، وقوله: {وإذا غشيهم موج كالضلل دعوا الله مخلصين له الدين}

      ، فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء، وأما في الضر والشدة فلا يدعون إلا الله وحده لا شريك له، وينسون ساداتهم، تبين له الفرق بين شرك أهل زماننا وشرك الأولين، ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهماً راسخاً؟ والله المستعان .

      والأمر الثاني - أن الأولين يدعون مع الله أناساً مقربين عند الله: إما أنبياء وإما أولياء وإما ملائكة، ويدعون أشجاراً أو أحجاراً مطيعة لله ليست عاصية، وأهل زماننا يدعون مع الله أناساً من أفسق الناس، والذين يدعونهم هم الذين يحلون لهم الفجور من الزنا، والسرقة، وترك الصلاة، وغير ذلك والذي يعتقد في الصالح أو الذي لا يعصي مثل الخشب والحجر أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه وفساده ويشهد به.

      إذا تحققت أن الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصح عقولاً وأخف شركاً من هؤلاء فاعلم أن لهؤلاء شبهة يوردونها على ما ذكرنا، وهي من أعظم شبههم فاصغ سمعك لجوابها.

      * وهي إنهم يقولون: إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله ويكذبون الرسول، وينكرون البعث، ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي، ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟ فالجواب: أنه لا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ وكذبه في شئ أنه كافر لم يدخل في الإسلام.

      وكذلك إذا آمن ببعض القرآن وجحد بعضه، كمن أقر بالتوحيد، وجحد وجوب الصلاة، أو أقر بالتوحيد والصلاة، وجحد وجوب الزكاة، أو أقر بهذا كله وجحد الصوم، أو أقر بهذا كله وجحد الحج، ولما لم ينقد أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج، أنزل الله في حقهم {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}.

      ومن أقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالإجماع وحل دمه وماله، كما قال جل جلاله: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض، ونكفر ببعض، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا، أولئك هو الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً}، فإذا كان الله قد صرح في كتابه أن من آمن ببعضٍ فهو الكافر حقاً، وأنه يستحق ما ذكر. زالت هذه الشبهة،
      * ويقال أيضاً: إذا كنت تقر أن من صدق الرسول في كل شئ وجحد وجوب الصلاة، أنه كافر حلال الدم بالإجماع، وكذلك إذا أقر بكل شئ إلا البعث ، وكذلك إذا جحد وجوب صوم رمضان لا يجحد هذا، وصدق بذلك كله ولا تختلف المذاهب فيه، وقد نطق به القرآن كما قدمنا، فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج، فكيف إذا جحد الإنسان شيئاُ من هذه الأمور كفر؟ ولو عمل بكل ما جاء به الرسول، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر، سبحان الله! ما أعجب هذا الجهل .

      ويقال أيضاً: هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون ويؤذنون، فإن قال: إنهم يقولون: أن مسيلمة نبي، قلنا: هذا هو المطلوب، إذا كان من رفع رجلا إلى رتبة النبي صلى الله عليه وسلم، كفر وحل ماله ودمه، ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة، فكيف بمن رفع شمسان أو يوسف، أو صحابيا، أو نبيا، إلى مرتبة جبار السموات والأرض؟ سبحان الله ما أعظم شأنه {كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون}.
      ويقال أيضاً: الذين حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار، كلهم يدعون الإسلام، وهم من أصحاب علي رضي الله عنه وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي، مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما، فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟ أتظنون أن الصحابة يكفرون المسلمين؟ أم تظنون أن الاعتقاد في تاجٍ وأمثاله لا يضر، والاعتقاد في علي بن أبي طالب رضي الله عنه يكفر؟



      يتبع باذن الله

      تعليق


      • #4
        * ويقال أيضاً: إذا كنت تقر أن من صدق الرسول في كل شئ وجحد وجوب الصلاة، أنه كافر حلال الدم بالإجماع، وكذلك إذا أقر بكل شئ إلا البعث ، وكذلك إذا جحد وجوب صوم رمضان لا يجحد هذا، وصدق بذلك كله ولا تختلف المذاهب فيه، وقد نطق به القرآن كما قدمنا، فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج، فكيف إذا جحد الإنسان شيئاُ من هذه الأمور كفر؟ ولو عمل بكل ما جاء به الرسول، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر، سبحان الله! ما أعجب هذا الجهل .
        ويقال أيضاً: هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون ويؤذنون، فإن قال: إنهم يقولون: أن مسيلمة نبي، قلنا: هذا هو المطلوب، إذا كان من رفع رجلا إلى رتبة النبي صلى الله عليه وسلم، كفر وحل ماله ودمه، ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة، فكيف بمن رفع شمسان أو يوسف، أو صحابيا، أو نبيا، إلى مرتبة جبار السموات والأرض؟ سبحان الله ما أعظم شأنه {كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون}.
        ويقال أيضاً: الذين حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار، كلهم يدعون الإسلام، وهم من أصحاب علي رضي الله عنه وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي، مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما، فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟ أتظنون أن الصحابة يكفرون المسلمين؟ أم تظنون أن الاعتقاد في تاجٍ وأمثاله لا يضر، والاعتقاد في علي بن أبي طالب رضي الله عنه يكفر؟
        ويقال أيضاً: بنو عبيدٍ القداحِ الذين ملكوا المغرب ومصر في زمان بني العباس، كلهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويدعون الإسلام، ويصلون الجمعة والجماعة فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء دون ما نحن فيه، أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم، وأن بلادهم بلاد حرب، وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين.
        ويقال أيضاً: إذا كان الأولون لم يكفروا إلا لأنهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم والقران، وإنكار البعث، وغير ذلك، فما معنى الباب الذي ذكر العلماء في كل مذهب
        "باب حكم المرتد" وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، ثم ذكروا أنواعاً كثيرة كل نوعٍ منها يكفر ويحل دم الرجل وماله، حتى أنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها، مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه أو كلمة يذكرها على وجه المزح واللعب.
        ويقال أيضاً: الذين قال الله فيهم: {ويحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم} أما سمعت أن الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون، وكذلك الذين قال الله فيهم: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}
        فهؤلاء الذين صرح الله أنهم كفروا بعد إيمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح.

        * فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم: تكفرون من المسلمين أناساً يشهدون أن لا إله إلا الله ويصلون ويصومون، تأمل جوابها فإنه من أنفع ما في هذه الأوراق .
        ومن الدليل على ذلك أيضاً حكى الله عن بني إسرائيل مع إسلامم وعلمهم وصلاحهم أنهم قالوا لموسى:
        {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة} ، وقول ناسٍ من الصحابة: "اجعل لنا ذات أنواط" فحلف صلى الله عليه وسلم أن هذا نظير قول بني إسرائيل اجعل لنا إلهاً.
        * ولكن للمشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة وهي أنهم يقولون: فإن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك، وكذلك الذين قالوا: "اجعل لنا ذات أنواط" لم يكفروا.
        فالجواب أن تقول: إن بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا، ولا خلاف في أن بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك، ولو فعلوا ذلك لكفروا، وكذلك لا خلاف في أن الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا، وهذا هو المطلوب.
        ولكن هذه القصة تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة أن قول الجاهل التوحيد فهمناه أن هذا من أكبر الجهل وكايد الشيطان.
        "وتفيد" أيضاً أن المسلم إذا تكلم بكلام كُفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته، أنه لا يكفر، كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم، "وتفيد" أيضاً أنه لو لم يكفر فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظاً شديداً كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
        * وللمشركين شبهة أخرى يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال: لا إله إلا الله، وقال له: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟" وكذلك قوله: "امرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله"، وأحاديث أخرى في الكف عمن قالها، ومراد هؤلاء الجهلة أن من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل. فيقال لهؤلاء الجهلة: معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهو يقولون: لا إله إلا الله، وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ويصلون ويدعون الإسلام، وكذلك الذين حرقهم على بن أبي طالب بالنار.

        * وهؤلاء الجهلة يقولون: إن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال: لا إله إلا الله، وأن من جحد شيئاً من أركان الإسلام كفر وقتل ولو قالها، فكيف لا تنفعه إذا جحد فرعاً من الفروع؟ وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أساس دين الرسل ورأسه، ولكن أعداء الله ما فهموا معنى الأحاديث، ولن يفهموا.

        فأما حديث أسامة فإنه قتل رجلاً ادعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه ما ادعى الإسلام إلا خوفاً على دمه وماله، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك وأنزل الله تعالى في ذلك:
        {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} أي تثبتوا، فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت، فإذا تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله تعالى: {فتبينوا} ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبيت معنى، وكذلك الحديث الآخر وأمثاله.
        معنى ما ذكرناه إن من أظهر التوحيد والإسلام وجب الكف عنه إلا أن يتبين منه ما يناقض ذلك.
        والدليل على هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي قال: "أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟"، وقال: "امرت أن اقاتل الناس حتى يقولون لا إله إلا الله" هو الذي قال في الخوارج: "أينما لقيتومهم فاقتلوهم لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عادٍ" مع كونهم أكثر الناس عبادةً، وتهليلاً وتسبيحاً، حتى أن الصحابة يحقرون صلاتهم عندهم، وهم تعلموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم "لا إله إلا الله" ولا كثرة العبادة، ولا ادعاء الإسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة.
        وكذلك ما ذكرناه من قتال اليهود وقتال الصحابة بني حنيفة، وكذلك أراد صلى الله عليه وسلم أن يغزو بني المصطلق لما أخبره رجل منهم أنهم منعوا الزكاة حتى أنزل الله {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا} ، وكان الرجل كاذباً عليهم، وكل هذا يدل على أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي احتجوا بها ما ذكرناه.
        * ولهم شبهة أخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم، ثم بنوح، ثم بإبراهيم، ثم بموسى، ثم بعيسى، فكلهم يعتذر حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركاً.
        والجواب أن تقول: سبحان من طبع على قلوب أعدائه، فإن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها، كما قال تعالى في قصة موسى {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه}

        وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب أو غيره في أشياء يقدر عليها المخلوق، ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء أو في غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله.
        إذا ثبت ذلك فاستغاثتهم بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف، وهذا جائز في الدنيا والآخرة، وذلك أن تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك وتقول له: ادع الله لي كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ذلك في حياته، وأما بعد موته، فحاشا وكلا أنهم سألوا ذلك عند قبره، بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره، فكيف بدعائه نفسه صلى الله عليه وسلم؟.
        * ولهم شبهة أخرى وهي قصة إبراهيم لما ألقي في النار اعترض له جبريل في الهواء فقال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم أما إليك فلا، فقالوا: فلو كانت الاستغاثة شركا لم يعرضها على إبراهيم.
        فالجواب: أن هذا من جنس الشبهة الأولى فإن جبريل عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه، فإنه كما قال الله تعالى فيه: {شديد القوى}
        فلو أذن له أن يأخذ نار إبراهيم وما حولها من الأرض والجبال ويقلبها في المشرق أو المغرب لفعل، ولو أمره الله أن يضع إبراهيم في المشرق أو المغرب لفعل، ولو أمره الله أن يضع براهيم عليه السلام في مكانٍ بعيد عنهم لفعل، ولو أمره أن يرفعه إلى السماء لفعل، وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلاً محتاجاً فيعرض عليه أن يقرضه أو أن يهبه شيئاً يقضي به حاجته فيأبى ذلك المحتاج أن يأخذ ويصبر إلى أن يأتيه الله برزق لا منة فيه لأحد، فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون ؟
        ولنختم الكلام بمسألة عظيمة مهمة تفهم مما تقدم ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول :
        لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل فإن اختل شئ من هذا لم يكن الرجل مسلماً، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر مرتد معاند ككفر فرعون وإبليس وأمثالهما، وهذا يغلط فيه كثير من الناس يقولون: أن هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد أنه حق، ولكننا لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم، أو غير ذلك من الأعذار، ولم يدر المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق، ولم يتركوه إلا لشئ من الأعذار كما قال تعالى: {اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً} وغير ذلك من الآيات، كقوله: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}.
        فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه، فهو منافق، وهو شر من الكافر الخالص {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}.
        وهذه المسألة مسألة طويلة تبين لك إذا تأملتها في ألسنة الناس ترى من يعرف الحق ويترك العمل به، لخوف نقص دنيا أو جاه أو مداراة لأحد، وترى من يعمل به ظاهراً لا باطناً، فإذا سألته عما يعتقده بقلبه فإذا هو لا يعرفه. ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله:
        أولاهما، قوله تعالى: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} فإذا تحققت أن بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه اللعب والمزح، تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر ويعمل به خوفاً من نقص مالٍ، أو جاهٍ أو مداراة لأحد، أعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها.
        والآية الثانية قوله تعالى: من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدره فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم، ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة} الآية، فلم يعذر الله من هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان، وأما غير هذا فقد كفر بعد إيمانه سواء فعله خوفاً أو مداراة، أو مشحةً بوطنه أو أهله أو عشيرته أو ماله، أو فعل على موجه المزح أو لغير ذك من الأغراض إلا المكره.
        فالآية تدل على هذا من وجهين:
        الأول قوله تعالى: {إلا من أكره} ، فلم يستثن الله تعالى إلا المكره، ومعلوم أن الإنسان لا يكره إلا على الكلام أو الفعل، وأما عقيدة القلب فلا يكره أحد عليها، والثاني قوله تعالى: {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة} فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل والبغض للدين ومحبة الكفر، وإنما سببه أن له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا فآثره على الدين، والله سبحانه وتعالى أعلم وأعز وأكرم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
        تمت والحمد لله رب العالمين

        تعليق


        • #5
          الاخة طفوف كربلاء انا رهن اشارتك في موضوع تريد الاستفسار عنه واعدك بالنزاهة واحترام الاخرين

          تعليق


          • #6
            السلام على من اتبع الهدى ووالى أهل بيت النبوة ورحمة الله وبركاته ..

            شكراً لك الأخ حفيد الحسن على هذا الرد .. مع انني أراه كأنه منسوخ من كتاب .. عذراً

            الأخ حفيد الحسن : سؤالي كان واضحاً ومحدداً كما اعتقد فقد قلت : لما يستجيب لنا الله عند دعائنا له في أضرحة الأئمة وتحت قبابهم الشريفة ؟؟ مع العلم أننا نقول له في دعائنا : ياالله بحق هذا الإمام ولا نقول يا إمام افعل لنا كذا (والعياذ بالله) ..

            إننا نحن الشيعة لا نشرك مع الله أحداً في عبادته .. فعبادتنا خالصة صادقة لله وحده .. ولكن ما لم ولن تفهموه أننا عرفنا منزلة ومكانة أهل البيت عند خالقهم وخالقنا ربهم وربنا فجعلناهم شفعاء لنا عنده ليستجيب لنا ويرحمنا بحقهم لأنهم أصحاب أعلى الدرجات وأفضلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

            وكما أعلم بأن ليس كل البشر يتساوون في الإيمان والعبادة لله ولو كانوا كلهم مؤمنين .. وكل واحد منهم تختلف درجته ومنزلته عند ربه عن الآخر ..

            الخلاصة : إن ما يحدث عند أضرحة أئمتنا أهل البيت من معاجز من الله وكرامات منهم لزوّارهم لهو دليل على أن مذهب أهل البيت هو الأصدق عند الله .. وإلا لما استجاب لزوّار هذه الأضرحة ولتوسلهم وتضرعهم له تحت قبابهم ولخسف بهم الأرض ولم يمهلهم جيلاً بعد جيل دون محاسبة على فعلهم إن كان كما تقولون شرك (والعياذ بالله أن نشرك في عبادته أحداً من خلقه) ..

            فإن لله عقاب ينزله على المشركين به في الدنيا قبل الآخرة ..

            ولكن ................... هداكم الله

            تعليق


            • #7
              الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طفوف كربلاء
              السلام على من اتبع الهدى ووالى أهل بيت النبوة ورحمة الله وبركاته ..

              شكراً لك الأخ حفيد الحسن على هذا الرد .. مع انني أراه كأنه منسوخ من كتاب .. عذراً

              الأخ حفيد الحسن : سؤالي كان واضحاً ومحدداً كما اعتقد فقد قلت : لما يستجيب لنا الله عند دعائنا له في أضرحة الأئمة وتحت قبابهم الشريفة ؟؟ مع العلم أننا نقول له في دعائنا : ياالله بحق هذا الإمام ولا نقول يا إمام افعل لنا كذا (والعياذ بالله) ..

              إننا نحن الشيعة لا نشرك مع الله أحداً في عبادته .. فعبادتنا خالصة صادقة لله وحده .. ولكن ما لم ولن تفهموه أننا عرفنا منزلة ومكانة أهل البيت عند خالقهم وخالقنا ربهم وربنا فجعلناهم شفعاء لنا عنده ليستجيب لنا ويرحمنا بحقهم لأنهم أصحاب أعلى الدرجات وأفضلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

              وكما أعلم بأن ليس كل البشر يتساوون في الإيمان والعبادة لله ولو كانوا كلهم مؤمنين .. وكل واحد منهم تختلف درجته ومنزلته عند ربه عن الآخر ..

              الخلاصة : إن ما يحدث عند أضرحة أئمتنا أهل البيت من معاجز من الله وكرامات منهم لزوّارهم لهو دليل على أن مذهب أهل البيت هو الأصدق عند الله .. وإلا لما استجاب لزوّار هذه الأضرحة ولتوسلهم وتضرعهم له تحت قبابهم ولخسف بهم الأرض ولم يمهلهم جيلاً بعد جيل دون محاسبة على فعلهم إن كان كما تقولون شرك (والعياذ بالله أن نشرك في عبادته أحداً من خلقه) ..

              فإن لله عقاب ينزله على المشركين به في الدنيا قبل الآخرة ..

              ولكن ................... هداكم الله
              السلام على من اتبع الهدى

              عفوا على التدخل لكن خطرت لي خاطرة احببت ان اشارككم فيها

              وهي

              لماذا لم يهلك الله سبحانه وتعالى كفار قريش ؟؟؟ وهم كانوا يعبدون الأصنام لتقربهم لله

              وهل كانت حوائجهم لا تقضي ؟؟؟

              بل تقضى حوائجهم ويظنون انها من الأصنام

              ولماذا لا يهلك الله سبحانه وتعالى البوذيين والهندوس والعلمانيين وغيرهم من الكفار ؟؟؟

              فهم كلهم كفار ويعتقدون ان حوائجهم تقضى بسبب آلهتهم وإلا لما عبدوها اصلا


              والحكمة في ذلك ان الله سبحانه وتعالى جعل عذابهم في الدار الآخرة
              أما هذه الدنيا فهي دار اختبار

              بسم الله الرحمن الرحيم

              وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ

              ويقول جل وعلى

              وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

              _____________________

              تعليق


              • #8
                الاخ طفوف كربلاء
                شكراً لك الأخ حفيد الحسن على هذا الرد .. مع انني أراه كأنه منسوخ من كتاب .. عذراً
                نعم هو منقول ونقلته لك للفائدة علك تستفيد منه ............اقرأه فقد تجد فيه الفائدة.............
                ----------------------------------------------------------------------------------


                الأخ حفيد الحسن : سؤالي كان واضحاً ومحدداً كما اعتقد فقد قلت : لما يستجيب لنا الله عند دعائنا له في أضرحة الأئمة وتحت قبابهم الشريفة ؟؟ مع العلم أننا نقول له في دعائنا : ياالله بحق هذا الإمام ولا نقول يا إمام افعل لنا كذا (والعياذ بالله) ..
                طيب يا اخي الفاضل ........لو دعوت الله وحده دون التوسل باحد هل سيستجيب لك كما استجاب لك عند الاضرحة...........

                تعليق


                • #9
                  الحمدلله والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين
                  السلام عليكم
                  طفوف كربلاء : شكرا على اثارة هذا الموضوع المهم
                  الاخ / ناصح
                  التوسل بأحد الأولياء ليس معناه الطلب منه معاذ الله ولكن معناه : اللهم ياربي بحق هذا الولي أن تفعل بي كذا ، وهذا المبدأ درج عليه المسلمين بكافة طوائفهم ونحلهم ، وستجد ذلك جليا في كتبهم المعتبرة ، فنجد أن أخواننا ابناء السنة يتوسلون بقبر أبي حنيفة وقبر عبد القادر الجيلاني الذي يدعون أنه يأكل الدجاجة ثم يحييها ، ولو بحثت عن ذلك لوجدت أن كتب المسلين زاخرة بذلك ، وان فعل الشيعة ذلك قامت الدنيا ولن تقعد ، فانظر الى ما يقوله علماء المسلمين حول قوله تعالى‏:‏ فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم

                  أخرج الطبراني في المعجم الصغير والحاكم وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عمر بن الخطاب قال ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما أذنب آدم بالذنب الذي أذنبه، رفع رأسه إلى السماء فقال‏:‏ أسألك بحق محمد إلا غفرت لي‏؟‏ فأوحى الله إليه‏:‏ ومن محمد‏؟‏ فقال‏:‏ تبارك اسمك‏.‏ لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب‏"‏لا إله إلا الله محمد رسول الله‏"‏فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك‏.‏ فأوحى الله إليه‏:‏ يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك، ولولا هو ما خلقتك‏"‏‏.‏

                  وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في التوبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏}‏ قال‏:‏ أي رب ألم تخلقني بيدك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ أي رب ألم تنفخ في من روحك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال أي رب ألم تسبق إلي رحمتك قبل غضبك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ أي رب أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

                  وأخرج الطبراني في الأوسط وابن عساكر بسند ضعيف عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏لما أهبط الله آدم إلى الأرض قام وجاء الكعبة فصلى ركعتين، فألهمه الله هذا الدعاء‏:‏ اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنبي‏.‏ اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، وأرضني بما قسمت لي‏.‏ فأوحى الله إليه‏:‏ يا آدم قد قبلت توبتك، وغفرت ذنك، ولن يدعوني أحد بهذا الدعاء إلا غفرت له ذنبه، وكفيته المهم من أمره، وزجرت عنه الشيطان، واتجرت له من وراء كل تار، وأقبلت إليه الدنيا راغمة وإن لم يردها‏"‏‏.‏

                  وأخرج الجندي والطبراني وابن عساكر في فضائل مكة عن عائشة قالت‏:‏ لما أراد الله أن يتوب على آدم أذن له فطاف بالبيت سبعا - والبيت يومئذ ربوة حمراء - فلما صلى ركعتين قام استقبل البيت وقال‏:‏ اللهم إنك تعلم سريرتي وعلانيتي فاقبل معذرتي فأعطني سؤلي، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي‏.‏ اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، والرضا بما قسمت لي‏.‏ فأوحى الله إليه‏:‏ إني قد غفرت ذنبك، ولن يأتي أحد من ذريتك يدعوني بمثل ما دعوتني إلا غفرت ذنوبه، وكشفت غمومه وهمومه، ونزعت الفقر من بين عينيه، واتجرت له من وراء كل تاجر، وجاءته الدنيا وهي راغمة وإن كان لا يريدها‏.‏

                  وأخرج الأزرقي في تاريخ مكة والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدعوات وابن عساكر بسند لا بأس به عن بريدة قال ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما أهبط الله آدم إلى الأرض طاف بالبيت أسبوعا، وصلى حذاء البيت ركعتين ثم قال‏:‏ اللهم أنت تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي، وتعلم ما عندي فاغفر لي ذنوبي‏.‏ أسألك إيمانا يباهي قلبي، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتيت لي، ورضني بقضائك‏.‏ فأوحى الله إليه‏:‏ يا آدم إنك دعوتني بدعاء فاستجبت لك فيه، ولن يدعوني به أحد من ذريتك إلا استجبت له، وغفرت له ذنبه، وفرجت همه وغمه، واتجرت له من وراء كل تاجر، وأتته الدنيا راغمة وإن كان لا يريدها‏"‏‏.‏

                  وأخرج وكيع وعبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم عن عبيد ان عمير اللثي قال‏:‏ قال آدم‏:‏ يا رب أرأيت ما أتيت أشيء كتبته علي قبل أن تخلقني أو شيء ابتدعته علي نفسي‏؟‏ قال‏:‏ بل شيء كتبته عليك قبل أن أخلقك قال‏:‏ يا رب فكما كتبته علي فاغفره لي‏.‏ فذلك قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم‏}‏‏.‏

                  وأخرج عبد بن حميد والن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن قتادة في قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏}‏ قال‏:‏ ذكر لنا أنه قال‏:‏ يا رب أرأيت إن تبت وأصلحت‏؟‏ قال‏:‏ فإني إذن أرجعك إلى الجنة ‏(‏قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين‏)‏ فاستغفر آدم ربه وتاب إليه فتاب عليه‏.‏ وأما عدو الله إبليس فوالله ما تنصل من ذنبه، ولا سأل التوبة حين وقع بما وقع به، ولكنه سأل النظرة إلى يوم الدين، فأعطى الله كل واحد مهما ما سأل‏.‏

                  وأخرج الثعلبي من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏}‏ قال‏:‏ قوله ‏(‏ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين‏)‏‏.‏

                  وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏}‏ قال هو قوله ‏(‏ربنا ظلمنا أنفسنا‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ الآية‏.‏ وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن محمد بن كعب القرظي في قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏}‏ قال‏:‏ هو قوله ‏(‏ربنا ظلمنا أنفسنا‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ الآيه‏.‏ ولو سكت الله عنها لتفحص رجال حتى يعلموا ما هي‏.‏

                  وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏}‏ قال‏:‏ هو قوله ‏(‏ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين‏)‏‏.‏

                  وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعن الضحاك‏.‏ مثله‏.‏

                  وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن اسحق التميمي قال‏:‏ قلت لإبن عباس ما الكلمات التي تلقى آدم من ربه‏؟‏ قال‏:‏ علم شأن الحج‏.‏ فهي الكلمات‏.‏

                  وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن زيد ي قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏}‏ قال‏:‏ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك‏.‏ رب عملت سوءا وظلمت نفسي فإغفر لي إنك أنت خير الغافرين‏.‏ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين‏.‏ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك‏.‏ رب عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنت أنت التواب الرحيم‏.‏

                  وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عن أنس في قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏}‏ قال‏:‏ سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين‏.‏ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين‏.‏ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم‏.‏ وذكر أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن شك فيه‏.‏

                  وأخرج هناد في الزهد عن سعيد بن جبير قال‏:‏ لما أصاب آدم الخطيئة فزع إلى كلمة الإخلاص فقال‏:‏ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك‏.‏ رب عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم‏.‏
                  التعديل الأخير تم بواسطة الحر الرياحي; الساعة 23-09-2002, 12:03 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    تتمة

                    وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس‏.‏ إن آدم عليه السلام طلب التوبة مائتي سنة حتى آتاه الله الكلمات، ولقنه إياها قال‏:‏ بينا آدم عليه السلام جالس يبكي، واضع راحته على جبينه إذا أتاه جبريل فسلم عليه، فبكى آدم وبكى جبريل لبكائه فقال له‏:‏ يا آدم ما هذه البلية التي أجحف بك بلاؤها وشقاؤها، وما هذا البكاء‏؟‏ قال‏:‏ يا جبريل وكيف لا أبكي وقد حولني ربي من ملكوت السموات إلى هوان الأرض، ومن دار المقام إلى دار الظعن والزوال، ومن دار النعمة إلىدار البؤس والشقاء‏؟‏ ومن دار الخلد إلى دار الفناء‏؟‏ كيف أحصي يا جبريل هذه المصيبة‏؟‏ فانطلق جبريل إلى ربه فأخبره بقالة آدم فقال الله عز وجل‏:‏ انطلق يا جبريل إلى آدم فقل‏:‏ يا آدم ألم أخلقك بيدي‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب قال‏:‏ ألم أنفخ فيك من روحي‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب قال‏:‏ ألم أسجد لك ملائكتي‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب قال ألم أسكنك جنتي‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب قال‏:‏ ألم آمرك فعصيتني‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب قال‏:‏ وعزتي وجلالي وارتفاعي في علو مكاني لو أن ملء الأرض رجالا مثلك ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين، غير أنه يا آدم قد سبقت رحمتي غضبي، قد سمعت صوتك وتضرعك، ورحمت بكاءك، وأقلت عثرتك، فقل‏:‏ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت خير الراحمين‏.‏ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي‏.‏ فتب علي إنك أنت التواب الرحيم‏.‏ فذلك قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

                    وأخرج ابن المنذر عن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب قال‏:‏ لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه، واشتد ندمه‏.‏ فجاءه جبريل فقال‏:‏ يا آدم هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا جبريل قال‏:‏ قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح، فليس شيء أحب إلى الله من المدح قال‏:‏ فأقول ماذا يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ فقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير‏.‏ ثم تبوء بخطيئتك فتقول‏:‏ سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت‏.‏ رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت‏.‏ الله إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي‏.‏ قال‏:‏ ففعل آدم فقال الله‏:‏ يا آدم من علمك هذا‏؟‏ فقال‏:‏ يا رب إنك لما نفخت في الروح فقمت بشرا سويا أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت على ساق عرشك مكتوبا‏"‏بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله‏"‏فلما لم أر أثر اسمك اسم ملك مقرب، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك‏.‏ قال‏:‏ صدقت‏.‏ وقد تبت عليك وغفرت لك خطيئتك قال‏:‏ فحمد آدم ربه وشكره وانصرف بأعظم سرور، ولم ينصرف به عبد من عند ربه‏.‏ وكان لباس آدم النور قال الله ‏(‏ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما‏)‏ ثياب النور قال‏:‏ فجاءته الملائكة أفواجا تهنئه يقولون‏:‏ لتهنك توبة الله يا أبا محمد‏.‏

                    وأخرج أحمد في الزهد عن قتادة قال‏:‏ اليوم الذي تاب الله فيه على آدم يوم عاشوراء‏.‏

                    وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند واه عن علي قال ‏"‏سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه‏}‏ فقال‏:‏ إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان‏.‏ وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال‏:‏ يا آدم ألم أخلقك بيدي‏؟‏ ألم أنفخ فيك من روحي‏؟‏ ألم أسجد لك ملائكتي‏؟‏ ألم أزوجك حواء أمتي‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ فما هذا البكاء‏؟‏ قال‏:‏ وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن‏!‏ قال‏:‏ فعليك بهؤلاء الكلمات‏.‏ فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك‏.‏ قل‏:‏ اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم‏.‏ اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم‏.‏ فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم‏"‏‏.‏

                    وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال ‏"‏سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال‏:‏ سأل بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه‏"‏‏.‏

                    وأخرج الخطيب في أماليه وابن عساكر بسند فيه مجاهيل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏إن آدم لما أكل من والشجرة أوحى الله إليه‏:‏ اهبط من جواري‏.‏ وعزتي لا يجاورني من عصاني‏.‏ فهبط إلى الأرض مسودا، فبكت الأرض وضجت‏.‏ فأوحى الله‏:‏ يا آدم صم لي اليوم يوم ثلاثة عشر‏.‏ فصامه فأصبح ثلثه أبيض، ثم أوحى الله إليه‏:‏ صم لي هذا اليوم يوم أربعة عشر‏.‏ فصامه فأصبح ثلثاه أبيض، ثم أوحى الله إليه صم لي هذا اليوم يوم خمسة عشر‏.‏ فصامه فأصبح كله أبيض‏.‏ فسميت أيام البيض‏"‏‏.‏

                    وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال‏:‏ لما أهبط الله آدم من الجنة إلى الأرض قال له‏:‏ يا آدم أربع احفظهن‏.‏ واحدة لي عندك، وأخرى لك عندي، وأخرى بيني وبينك، وأخرى بينك وبين الناس‏.‏ فأما التي لي عندك فتعبدني لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك عندي فأوفيك عملك لا أظلمك شيئا، وأما التي بيني وبينك فتدعوني فاستجيب لك، وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس أن تأتي إليهم بما ترضى أن يؤتوا إليك بمثله‏.‏

                    وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي في الأسماء والصفات عن سلمان قال‏:‏ لما خلق الله آدم قال‏:‏ يا آدم واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك‏.‏ فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فما عملت من شيء جزيتك به وأن أغفر فأنا غفور رحيم، وأما التي بيني وبينك فمنك المسألة والدعاء وعلي الإجابة والعطاء‏.‏

                    وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن سلمان رفعه‏.‏

                    وأخرج الخطيب وابن عساكر عن أنس قال ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما أهبط الله آدم إلى الأرض مكث فيها ما شاء الله أن يمكث، ثم قال له بنوه‏:‏ يا أبانا تكلم‏.‏ فقام خطيبا في أربعين ألفا من ولده وولد ولده فقال‏:‏ إن الله أمرني فقال‏:‏ يا آدم أقلل كلامك ترجع إلى جواري‏"‏‏.‏

                    وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس قال‏:‏ لما أهبط الله آدم إلى الأرض أكثر ذريته فنمت، فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده، فجعلوا يتحدثون حوله وآدم ساكت لا يتكلم فقالوا‏:‏ يا أبانا ما لنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم‏؟‏‏!‏ فقال‏:‏ يا بني إن الله لما أهبكني من جواره إلى الأرض عهد إلي فقال‏:‏ يا آدم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري‏.‏

                    بهم ؟؟؟؟!!!![/SIZE]

                    تعليق


                    • #11
                      تتمة

                      وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس‏.‏ إن آدم عليه السلام طلب التوبة مائتي سنة حتى آتاه الله الكلمات، ولقنه إياها قال‏:‏ بينا آدم عليه السلام جالس يبكي، واضع راحته على جبينه إذا أتاه جبريل فسلم عليه، فبكى آدم وبكى جبريل لبكائه فقال له‏:‏ يا آدم ما هذه البلية التي أجحف بك بلاؤها وشقاؤها، وما هذا البكاء‏؟‏ قال‏:‏ يا جبريل وكيف لا أبكي وقد حولني ربي من ملكوت السموات إلى هوان الأرض، ومن دار المقام إلى دار الظعن والزوال، ومن دار النعمة إلىدار البؤس والشقاء‏؟‏ ومن دار الخلد إلى دار الفناء‏؟‏ كيف أحصي يا جبريل هذه المصيبة‏؟‏ فانطلق جبريل إلى ربه فأخبره بقالة آدم فقال الله عز وجل‏:‏ انطلق يا جبريل إلى آدم فقل‏:‏ يا آدم ألم أخلقك بيدي‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب قال‏:‏ ألم أنفخ فيك من روحي‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب قال‏:‏ ألم أسجد لك ملائكتي‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب قال ألم أسكنك جنتي‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب قال‏:‏ ألم آمرك فعصيتني‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رب قال‏:‏ وعزتي وجلالي وارتفاعي في علو مكاني لو أن ملء الأرض رجالا مثلك ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين، غير أنه يا آدم قد سبقت رحمتي غضبي، قد سمعت صوتك وتضرعك، ورحمت بكاءك، وأقلت عثرتك، فقل‏:‏ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت خير الراحمين‏.‏ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي‏.‏ فتب علي إنك أنت التواب الرحيم‏.‏ فذلك قوله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

                      وأخرج ابن المنذر عن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب قال‏:‏ لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه، واشتد ندمه‏.‏ فجاءه جبريل فقال‏:‏ يا آدم هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا جبريل قال‏:‏ قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح، فليس شيء أحب إلى الله من المدح قال‏:‏ فأقول ماذا يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ فقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير‏.‏ ثم تبوء بخطيئتك فتقول‏:‏ سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت‏.‏ رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت‏.‏ الله إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي‏.‏ قال‏:‏ ففعل آدم فقال الله‏:‏ يا آدم من علمك هذا‏؟‏ فقال‏:‏ يا رب إنك لما نفخت في الروح فقمت بشرا سويا أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت على ساق عرشك مكتوبا‏"‏بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله‏"‏فلما لم أر أثر اسمك اسم ملك مقرب، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك‏.‏ قال‏:‏ صدقت‏.‏ وقد تبت عليك وغفرت لك خطيئتك قال‏:‏ فحمد آدم ربه وشكره وانصرف بأعظم سرور، ولم ينصرف به عبد من عند ربه‏.‏ وكان لباس آدم النور قال الله ‏(‏ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما‏)‏ ثياب النور قال‏:‏ فجاءته الملائكة أفواجا تهنئه يقولون‏:‏ لتهنك توبة الله يا أبا محمد‏.‏

                      وأخرج أحمد في الزهد عن قتادة قال‏:‏ اليوم الذي تاب الله فيه على آدم يوم عاشوراء‏.‏

                      وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند واه عن علي قال ‏"‏سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه‏}‏ فقال‏:‏ إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان‏.‏ وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال‏:‏ يا آدم ألم أخلقك بيدي‏؟‏ ألم أنفخ فيك من روحي‏؟‏ ألم أسجد لك ملائكتي‏؟‏ ألم أزوجك حواء أمتي‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ فما هذا البكاء‏؟‏ قال‏:‏ وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن‏!‏ قال‏:‏ فعليك بهؤلاء الكلمات‏.‏ فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك‏.‏ قل‏:‏ اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم‏.‏ اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم‏.‏ فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم‏"‏‏.‏

                      وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال ‏"‏سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال‏:‏ سأل بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه‏"‏‏.‏

                      وأخرج الخطيب في أماليه وابن عساكر بسند فيه مجاهيل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏إن آدم لما أكل من والشجرة أوحى الله إليه‏:‏ اهبط من جواري‏.‏ وعزتي لا يجاورني من عصاني‏.‏ فهبط إلى الأرض مسودا، فبكت الأرض وضجت‏.‏ فأوحى الله‏:‏ يا آدم صم لي اليوم يوم ثلاثة عشر‏.‏ فصامه فأصبح ثلثه أبيض، ثم أوحى الله إليه‏:‏ صم لي هذا اليوم يوم أربعة عشر‏.‏ فصامه فأصبح ثلثاه أبيض، ثم أوحى الله إليه صم لي هذا اليوم يوم خمسة عشر‏.‏ فصامه فأصبح كله أبيض‏.‏ فسميت أيام البيض‏"‏‏.‏

                      وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال‏:‏ لما أهبط الله آدم من الجنة إلى الأرض قال له‏:‏ يا آدم أربع احفظهن‏.‏ واحدة لي عندك، وأخرى لك عندي، وأخرى بيني وبينك، وأخرى بينك وبين الناس‏.‏ فأما التي لي عندك فتعبدني لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك عندي فأوفيك عملك لا أظلمك شيئا، وأما التي بيني وبينك فتدعوني فاستجيب لك، وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس أن تأتي إليهم بما ترضى أن يؤتوا إليك بمثله‏.‏

                      وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي في الأسماء والصفات عن سلمان قال‏:‏ لما خلق الله آدم قال‏:‏ يا آدم واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك‏.‏ فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فما عملت من شيء جزيتك به وأن أغفر فأنا غفور رحيم، وأما التي بيني وبينك فمنك المسألة والدعاء وعلي الإجابة والعطاء‏.‏

                      وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن سلمان رفعه‏.‏

                      وأخرج الخطيب وابن عساكر عن أنس قال ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما أهبط الله آدم إلى الأرض مكث فيها ما شاء الله أن يمكث، ثم قال له بنوه‏:‏ يا أبانا تكلم‏.‏ فقام خطيبا في أربعين ألفا من ولده وولد ولده فقال‏:‏ إن الله أمرني فقال‏:‏ يا آدم أقلل كلامك ترجع إلى جواري‏"‏‏.‏

                      وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس قال‏:‏ لما أهبط الله آدم إلى الأرض أكثر ذريته فنمت، فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده، فجعلوا يتحدثون حوله وآدم ساكت لا يتكلم فقالوا‏:‏ يا أبانا ما لنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم‏؟‏‏!‏ فقال‏:‏ يا بني إن الله لما أهبكني من جواره إلى الأرض عهد إلي فقال‏:‏ يا آدم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري‏.‏

                      تعليق


                      • #12
                        تتمة

                        وأخرج ابن عساكر عن فضالة بن عبيد قال‏:‏ إن آدم كبر حتى تلعب به بنو بنيه فقيل له‏:‏ إلا تنهى بني بنيك أن يلعبوا بك قال‏:‏ إني رأيت ما لم يروا، وسمعت ما لم يسمعوا، وكنت في الجنة وسمعت الكلام، إن ربي وعدني إن أنا أسكت فمي أن يدخلني الجنة‏.‏

                        وأخرج ابن الصلاح في أماليه عن محمد بن النضر قال‏:‏ قال آدم‏:‏ يا رب شغلتني بكسب يدي فعلمني شيئا فيه مجامع الحمد والتسبيح‏.‏ فأوحى الله إليه‏:‏ يا آدم إذا أصبحت فقل ثلاثا، وإذا أمسيت فقل ثلاثا‏.‏ الحمد لله رب العالمين، حمدا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده‏.‏ فذلك مجامع الحمد والتسبيح‏.‏

                        وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة قال‏:‏ كان آدم عليه السلام يشرب من السحاب‏.‏

                        وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن كعب قال‏:‏ أول من ضرب الدينار والدرهم آدم عليه السلام‏.‏

                        وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن يحيى قال‏:‏ أول من ضرب الدينار والدرهم آدم، ولا تصلح المعيشة إلا بهما‏.‏

                        ‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏



                        وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال‏:‏ أول من مات آدم عليه السلام‏.‏

                        وأخرج ابن سعد والحاكم وابن مردويه عن عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لما حضر آدم قال لبنيه‏:‏ انطلقوا فاجنوا لي من ثمار الجنة، فخرجوا فاستقبلتهم الملائكة فقالوا‏:‏ أين تريدون‏؟‏ قالوا‏:‏ بعثنا أبونا لنجني له من ثمار الجنة فقالوا‏:‏ ارجعوا فقد كفيتم‏.‏ فرجعوا معهم حتى دخلوا على آدم، فلما رأتهم حواء ذعرت منهم وجعلت تدنو إلى آدم وتلصق به فقال‏:‏ إليك عني‏.‏ إليك عني، فمن قبلك أتيت‏.‏ خلي بيني وبين ملائكة ربي قال‏:‏ فقبضوا روحه، ثم غسلوه وحنطوه، وكفنوه، ثم صلوا عليه، ثم حفروا له ودفنوه، ثم قالوا‏:‏ يا بني آدم هذه سنتكم في موتاكم فكذلكم فافعلوا‏"‏‏.‏

                        وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي‏.‏ موقوفا‏.‏

                        وأخرج ابن عساكر عن أبي ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن آدم لما حضرته الوفاة أرسل الله إليه بكفن وحنوط من الجنة، فلما رأت حواء الملائكة جزعت فقال‏:‏ خلي بيني وبين رسل ربي‏.‏ فما لقيت الذي لقيت إلا منك، ولا أصابني الذي أصابني إلا منك‏"‏‏.‏

                        وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال‏:‏ كان لآدم بنون‏.‏ ود، سواع، ويغوث، ويعوق، ونسر‏.‏ فكان أكبرهم يغوث فقال له‏:‏ يا بني انطلق‏.‏ فإن لقيت أحدا من الملائكة فأمره يجيئني بطعام من الجنة، وشراب من شرابها‏.‏ فانطلق فلقي جبريل بالكعبة فسأله عن ذلك قال‏:‏ ارجع فإن أباك يموت‏.‏ فرجع فوجداه يجود بنفسه، فوليه جبريل فجاءه بكفن، وحنوط، وسدر، ثم قال‏:‏ يا بني آدم أترون ما أصنع بأبيكم‏؟‏ فاصنعوه بموتاكم فغسلوه، وكفنوه، وحنطوه، ثم حملوه إلى الكعبة فكبر عليه أربعا، ووضعوه مما يلي القبلة عند القبور، ودفنوه في مسجد الخيف‏.‏

                        وأخرج الدارقطني في سننه عن ابن عباس قال‏:‏ صلى جبريل على آدم وكبر عليه أربعا‏.‏ صلى جبريل بالملائكة يومئذ في مسجد الخيف، وأخذ من قبل القبلة، ولحد له، وسنم قبره‏.‏

                        وأخرج أوب نعيم في الحلية عن ابن عباس ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بجنازة فصلى عليها وكبر أربعا وقال‏:‏ كبرت الملائكة على آدم أربع تكبيرات‏"‏‏.‏

                        وأخرج ابن عساكر عن أبي ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ألحد آدم، وغسل بالماء وترا‏.‏ فقالت الملائكة‏:‏ هذه سنة ولد آدم من بعده‏"‏‏.‏

                        وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن أبي فراس قال‏:‏ قبر آدم في مغارة فيما بين بيت المقدس ومسجد إبراهيم، ورجلاه عند الصخرة، ورأسه عند مسجد إبراهيم‏.‏ و بينهما ثمانية عشر ميلا‏.‏

                        وأخرج ابن عساكر عن عطاء الخراساني قال‏:‏ بكت الخلائق على آدم حين توفي سبعة أيام‏.‏

                        وأخرج ابن عدي في الكامل وأبو الشيخ في العظمة وابن عساكر عن جابر ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ليس أحد من أهل الجنة إلا يدعى باسمه إلا آدم فإنه يكنى أبا محمد، وليس أحد من أهل الجنة إلا وهم جرد مرد إلا ما كان من موسى بن عمران فإن لحيته تبلغ سرته‏"‏‏.‏

                        وأخرج ابن عدي والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن علي قال ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أهل الجنة ليست لهم كنى إلا آدم فإنه يكنى أبا محمد تعظيما وتوقيرا‏"‏‏.‏

                        وأخرج ابن عساكر عن كعب قال‏:‏ ليس أحد في الجنة له لحية إلا آدم عليه السلام له لحية سوداء إلى سرته‏:‏ وذلك أنه لم يكن له في الدنيا لحية وإنما كانت اللحى بعد آدم، وليس أحد يكنى في الجنة غير آدم‏.‏ يكنى فيها أبا محمد‏.‏

                        وأخرج أبو الشيخ عن بكر بن عبد الله المزني قال‏:‏ ليس أحد في الجنة له كنية إلا آدم يكنى أبا محمد‏.‏ أكرم الله بذلك محمدا صلى الله عليه وسلم‏.‏

                        وأخرج ابن عساكر عن غالب بن عبد الله العقيلي قال‏:‏ كنية آدم في الدنيا أبو البشر، وفي الجنة أبو محمد‏.‏

                        وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن خالد بن معدان قال‏:‏ أهبط آدم بالهند، وأنه لما توفي حمله خمسون ومائة رجل من بنيه إلى بيت المقدس، وكان طوله ثلاثين ميلا ودفنوه بها، وجعلوا رأسه عند الصخرة، ورجليه خارجا من بيت المقدس ثلاثين ميلا‏.‏

                        وأخرج الطبراني عن أبي برزة الأسلمي قال‏:‏ إن آدم لما طؤطئ منع كلام الملائكة - وكان يستأنس بكلامهم - بكى على الجنة مائة سنة فقال الله عز وجل له‏:‏ يا آدم ما يحزنك‏؟‏ قال‏:‏ كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة ولا أدري أعود إليها أم لا‏؟‏ فقال الله تعالى‏:‏ يا آدم قل‏:‏ اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك وبحمدك‏.‏ رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين‏.‏ والثانية‏:‏ اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك وبحمدك‏.‏ رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين‏.‏ والثالثة اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك، رب عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم‏.‏ فهي الكلمات التي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏فتلقى آدم من ريه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم‏}‏ قال‏:‏ وهي لولده من بعده وقال آدم لابن له يقال هبة الله‏.‏ ويسميه أهل التوراة وأهل الإنجيل شيث‏:‏ تعبد لربك وأسأله أيردني إلى الجنة أم لا‏؟‏ فتعبد الله وسأل‏.‏ فأوحى الله إليه‏:‏ إني راده إلى الجنة فقال‏:‏ أي رب إني لست آمن إن أبي سيسألني العلامة، فألقى الله سوارا من أسورة الحورفلما أتاه قال‏:‏ ما وراءك‏؟‏ قال‏:‏ أبشر قال‏:‏ أخبرني أنه رادك إلى الجنه قال‏:‏ فما سألته العلامة‏.‏ فأخرج السوار فرآه فعرفه، فخر ساجدا فبكى حتى سال من عينيه نهر من دموع‏.‏ وآثاره تعرف بالهند‏.‏ وذكر أن كنز الذهب بالهند مما ينبت من ذلك السوار، ثم قال‏:‏ استطعم لي ربك من ثمر الجنة‏.‏ فلما خرج من عنده مات آدم، فجاءه جبريل فقال‏:‏ إلى أين‏؟‏ قال‏:‏ إن أبي أرسلني أن أطلب إلى ربي أن يطعمه من ثمر الجنة قال‏:‏ فإن ربه قضى أن لا يأكل منها شيئا حتى يعود إليها، وأنه قد مات فأرجع فواره، فأخذ جبريل عليه السلام فغسله، وكفنه، وحنطه، وصلى عليه، ثم قال جبريل‏:‏ هكذا فاصنعوا بموتاكم‏.‏

                        وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال‏:‏ قبر آدم عليه السلام بني في مسجد الخيف، وقبر حواء بجدة‏.‏


                        فاذا كان آدم عليه السلام وهو النبي وأبو البشرية قد توسل بمحمد وآل محمد .... وبناء مسجد الخيف على قبر آدم ..... واتخاذ قبور أصحاب الكهف مسجدا ...فما المانع من التوسل بالاولياء الى الله تعالى والاستشفاع بهم

                        تعليق


                        • #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم ..
                          والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ..

                          شكراً لك أخي الحر الرياحي على المشاركة .. وثبتنا الله وإياكم على ولاية الأطهار ونصرة الحق ..

                          الأخ ناصح :
                          لنفترض جدلاً أن الله سبحانه وتعالى يأجل الحساب والعقاب إلى الدار الآخرة كما تدعي (وهذا غير صحيح ، فلو كان سبحانه لن يحاسب الناس إلا في الدار الآخرة لما كانت هناك عبر وعظات يستفيد منها من كان له عقل يفكر ويعي ما حوله .. مع الاختلاف في أن الحساب في الدار الآخرة شاملاً لكل أعمال المرء) ، ولكن إذا افترضنا ذلك .. ما هو تفسيرك للمعاجز والكرامات التي تحدث في أضرحتهم وتحت قبابهم الشريفة ؟؟ هل ستقولون كذب وأباطيل ؟؟ أم أننا نتوهم ذلك لنجعل مذهب أهل البيت هو الحق ؟؟ ..

                          ولكن قبل أن تقول ذلك أرجو أن تعاود قراءة القرآن بتمعن وبعيداً عن التعصب ..
                          حتماً سترى آيات تتحدث عن نزول غضب الله وسخطه على قوم أشركوا به .. وآيات تتحدث عن خسوف الأرض بقوم .. وغيرها الكثير الكثير .. وكل ذلك في الحياة الدنيا قبل الآخرة ..

                          يقول المثل : عقلك برأسك .. تعرف خلاصك ..

                          تعليق

                          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                          حفظ-تلقائي
                          x

                          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                          صورة التسجيل تحديث الصورة

                          اقرأ في منتديات يا حسين

                          تقليص

                          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                          يعمل...
                          X