عمر بن الخطاب ابتعد حتى لا ينـزل الله فيه قرآن من السماء !!
وقد اعترف عمر أيضا -كما في رواية مسند أحمد الصحيحة- أنه كان يخشى في تلك الحادثة أن ينـزّل الله فيه قرآنا يفضحه ويكشف عن نواياه ، لذلك ركب دابته وابتعد عن المسلمين مخافة أين يكون نزل فيه شيء ، ولما صاح به المسلمون ظن أن قد أنزل الله فيه قرآنا من السماء يذمه !!
مسند أحمد ج1ص31ح209 : " حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نوح ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال : ثم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قال فسألته عن شيء ثلاث مرات فلم يرد علي . قال فقلت لنفسي : ثكلتك أمك يا بن الخطاب نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فلم يرد عليك قال فركبت راحلتي فتقدمت مخافة أن يكون نزل في شيء قال : فإذا أنا بمناد ينادي : يا عمر . أين عمر ؟ قال : فرجعت وأنا أظن أنه نزل في شيء . قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم نزلت علي البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".
وهذا الخوف والرعب في قلب عمر من نزول الآيات ذامة له يدل على أن صدر عمر قد انطوى على نوايا لا يعلمها إلا الله وأنه قد فعل أمورا عظيمة وطامات مخيفة والعياذ بالله .
بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما نزلت السورة عليه بعث إلى عمر يخبره أن الله قد سمى ما أنكرته وتمردت عليه "فتحا مبينا" واهتمام النبي صلى الله عليه وآله باخبار عمر بن الخطاب بذلك لعلمه عليه وعلى آله الصلاة والسلام أن قائد حركة التمرد تلك هو عمر بن الخطاب .
صحيح مسلم ج3ص1411 : " فقال يا بن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنـزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه ".
سورة الفتح تفضح عمر بن الخطاب
والآيات الكريمة لم تسكت عما فعله عمر بن الخطاب وما صنعه من تيهييج للصحابة ومحاولة نقض الصلح كما اعترف هو بنفسه ، فجاءت سورة الفتح معرضة بموقف عمر بن الخطاب بل إن اسم السورة فضح تمرد عمر بن الخطاب وسوء تصرفه الذي كان يزعم أن هذا الصلح من اعطاء الدنية في الدين ونقيض العزة للمسلمين !!
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}(الفتح/1-3) .
وأول السورة يحكي أن الله قد أنزل سكينته في قلوب المؤمنين ، وواضح أن عمر لم تشمله هذه السكينة وحرم منها ، ثم تعرضت لذكر المنافقين والمشركين والظانين بالله ظن السوء ولا ريب أن كبيرهم هو ابن الخطاب بلا منازع .
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }(الفتح/4-6).
ثم ذكرت الآيات أن الله قد أنزل السكينة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلى المؤمنين بعد أن جعل الذين كفروا في قلوبـهم الحمية {هُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ}(الفتح/25). إلى قوله {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}(الفتح/26).
ومن البديهي بعد كل تلك الروايات الصحيحة أن عمر لم تشمله تلك السكينة إذ غضب عمر بن الخطاب على النبي ! واتـهمه بالكذب عليهم ! وشك عمر في إسلامه ! وفعل ما فعل وخاف من نزول آيات تفضحه وحاول أن يفسد الصلح و و و ! فلا شك أن عمر بن الخطاب هو الشخص الوحيد الذي نتيقن أن الله لم يشمله بالسكينة التي شملت المؤمنين .
الله عز وجل ينصر النبي ويكذب دعاوى عمر
ثم نصر الله عز وجل نبيه وفضح مقالة ابن الخطاب التي كان يشكك بـها في مصداقية النبي وصدق اخباره ، حيث كان ابن الخطاب يقول للنبي كما في البخاري :
" قلت : أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ! قال : بلى ! فخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قال : لا . قال : فإنك تأتيه فتطوف به ".
فرد الله على ابن الخطاب وحزبه الظانين بالله ظن السوء قائلا وهتك خيوط العنكبوت التي كانوا يشبثون بـها بزعم أن النبي قد اخبرهم بأمر فخالفه ! فقال عز من قائل :
{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}(الفتح/27-28).
مدح الله المؤمنين المطيعين بعد ذمه للمنافقين المتمردين
ثم بعد كل هذه الآيات التي تحكي واقع المشركين والمنافقين في صلح الحديبية وما فعلوه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومخالفة أمره وتمردهم عليه جاءت الآية الشريفة مباشرة لتمدح من كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلبا وقالبا ، يآزرونه وينـصرونه ولا يتخلفون عن أمره :
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }(الفتح/29).
فنعلم حينها أنه من المستحيل أن تشمل هذه الآية الشريفة عمر بن الخطاب ومن هو على شاكلته ممن عصى أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطعن في صدقه وعمل الأعمال لافساد الصلح وليتمرد بقية الصحابة عن أوامر الله ورسوله ، ونعلم كم هو مخطئ من يفصل هذه الآية الكريمة عن سياق الآيات السابقة وعن أصل الحادثة التي لأجلها نزلت سورة الفتح المباركة .
وقد اعترف عمر أيضا -كما في رواية مسند أحمد الصحيحة- أنه كان يخشى في تلك الحادثة أن ينـزّل الله فيه قرآنا يفضحه ويكشف عن نواياه ، لذلك ركب دابته وابتعد عن المسلمين مخافة أين يكون نزل فيه شيء ، ولما صاح به المسلمون ظن أن قد أنزل الله فيه قرآنا من السماء يذمه !!
مسند أحمد ج1ص31ح209 : " حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نوح ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال : ثم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قال فسألته عن شيء ثلاث مرات فلم يرد علي . قال فقلت لنفسي : ثكلتك أمك يا بن الخطاب نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فلم يرد عليك قال فركبت راحلتي فتقدمت مخافة أن يكون نزل في شيء قال : فإذا أنا بمناد ينادي : يا عمر . أين عمر ؟ قال : فرجعت وأنا أظن أنه نزل في شيء . قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم نزلت علي البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".
وهذا الخوف والرعب في قلب عمر من نزول الآيات ذامة له يدل على أن صدر عمر قد انطوى على نوايا لا يعلمها إلا الله وأنه قد فعل أمورا عظيمة وطامات مخيفة والعياذ بالله .
بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما نزلت السورة عليه بعث إلى عمر يخبره أن الله قد سمى ما أنكرته وتمردت عليه "فتحا مبينا" واهتمام النبي صلى الله عليه وآله باخبار عمر بن الخطاب بذلك لعلمه عليه وعلى آله الصلاة والسلام أن قائد حركة التمرد تلك هو عمر بن الخطاب .
صحيح مسلم ج3ص1411 : " فقال يا بن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنـزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه ".
سورة الفتح تفضح عمر بن الخطاب
والآيات الكريمة لم تسكت عما فعله عمر بن الخطاب وما صنعه من تيهييج للصحابة ومحاولة نقض الصلح كما اعترف هو بنفسه ، فجاءت سورة الفتح معرضة بموقف عمر بن الخطاب بل إن اسم السورة فضح تمرد عمر بن الخطاب وسوء تصرفه الذي كان يزعم أن هذا الصلح من اعطاء الدنية في الدين ونقيض العزة للمسلمين !!
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}(الفتح/1-3) .
وأول السورة يحكي أن الله قد أنزل سكينته في قلوب المؤمنين ، وواضح أن عمر لم تشمله هذه السكينة وحرم منها ، ثم تعرضت لذكر المنافقين والمشركين والظانين بالله ظن السوء ولا ريب أن كبيرهم هو ابن الخطاب بلا منازع .
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }(الفتح/4-6).
ثم ذكرت الآيات أن الله قد أنزل السكينة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلى المؤمنين بعد أن جعل الذين كفروا في قلوبـهم الحمية {هُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ}(الفتح/25). إلى قوله {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}(الفتح/26).
ومن البديهي بعد كل تلك الروايات الصحيحة أن عمر لم تشمله تلك السكينة إذ غضب عمر بن الخطاب على النبي ! واتـهمه بالكذب عليهم ! وشك عمر في إسلامه ! وفعل ما فعل وخاف من نزول آيات تفضحه وحاول أن يفسد الصلح و و و ! فلا شك أن عمر بن الخطاب هو الشخص الوحيد الذي نتيقن أن الله لم يشمله بالسكينة التي شملت المؤمنين .
الله عز وجل ينصر النبي ويكذب دعاوى عمر
ثم نصر الله عز وجل نبيه وفضح مقالة ابن الخطاب التي كان يشكك بـها في مصداقية النبي وصدق اخباره ، حيث كان ابن الخطاب يقول للنبي كما في البخاري :
" قلت : أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ! قال : بلى ! فخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قال : لا . قال : فإنك تأتيه فتطوف به ".
فرد الله على ابن الخطاب وحزبه الظانين بالله ظن السوء قائلا وهتك خيوط العنكبوت التي كانوا يشبثون بـها بزعم أن النبي قد اخبرهم بأمر فخالفه ! فقال عز من قائل :
{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}(الفتح/27-28).
مدح الله المؤمنين المطيعين بعد ذمه للمنافقين المتمردين
ثم بعد كل هذه الآيات التي تحكي واقع المشركين والمنافقين في صلح الحديبية وما فعلوه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومخالفة أمره وتمردهم عليه جاءت الآية الشريفة مباشرة لتمدح من كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلبا وقالبا ، يآزرونه وينـصرونه ولا يتخلفون عن أمره :
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }(الفتح/29).
فنعلم حينها أنه من المستحيل أن تشمل هذه الآية الشريفة عمر بن الخطاب ومن هو على شاكلته ممن عصى أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطعن في صدقه وعمل الأعمال لافساد الصلح وليتمرد بقية الصحابة عن أوامر الله ورسوله ، ونعلم كم هو مخطئ من يفصل هذه الآية الكريمة عن سياق الآيات السابقة وعن أصل الحادثة التي لأجلها نزلت سورة الفتح المباركة .
تعليق