توجد في الولايات المتحدة محطات تلفزيونية محلية كثيرة في أماكن تجمعات الجاليات العربية والإسلامية ولكنها محطات متناثرة لا يتجاوز بثها في أغلب الأحوال المدن الصغيرة أو الأحياء ذات الكثافة السكانية العربية أو أماكن تجمع الجاليات الإسلامية، كما أن هذه المحطات تبث عادة إما باللغة العربية لمخاطبة الجمهور الناطق بها أو بالإنجليزية لمخاطبة المسلمين من غير العرب، أما قناة البشير المزمع إطلاقها رسميا خلال شهور قليلة فمن المقرر أن تتجاوز البث المحلي إلى الفضائي لتغطي كامل الولايات المتحدة وكندا وأميركا الوسطى عبر قمر تيليستار 5 على أن تتوسع في البث لتشمل دول أوروبا والشرق الأوسط في وقت لاحق، وسوف تكون قناة ثنائية اللغة، إذ أنها تستهدف الجمهور الناطق باللغتين العربية والإنجليزية في آن واحد.
هذه الفضائية يوحي اسمها أنها قناة دينية لأنها سميت باسم من أسماء الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)، ولكن مديرها العام رفعت محمد يفضل استخدام كلمة «ملتزمة» بدلا من «دينية» لأن القناة ستكون منوعة ـ ضمن الإطار الاسلامي الملتزم، بحسب تعبيره. كما أنه يركز على أنها قناة أميركية بالدرجة الأولى يهم القائمون عليها حماية الأمن القومي الاميركي من التطرف والغلو مثلما يهمهم رسم صورة جادة واقعية عن الاسلام في أميركا الشمالية باعتبار أن المسلمين مواطنون اميركيون لهم حقوق وعليهم وواجبات كغيرهم. ويقول مدير قناة البشير إن من ضمن حقوقهم كمهاجرين شاركوا في صنع أميركا «التي نفتخر بها في الجوانب الايجابية ولاننسى عملية النقد وممارسة الحريات المدنية المكفولة والدفاع عن الوطن الأم لنا على مختلف انتماءاتنا واصولنا بما هو حق مشروع ومنطقي».

ويضيف رفعت محمد «رسالتنا هي إلى الجالية الاميركية المسلمة وهدفنا بالدرجة الاساس هم الاطفال والشباب ركائز المستقبل لصناعة السلام في العالم». أما عن تمويل القناة فهناك اتفاق مع الجهة الداعمة والشريك وهي مؤسسة الامام (شيعية) في كاليفورنيا، حيث يقوم محمد باقر الكشميري بجهود للمساهمة بنجاح المشروع مع المؤسسة الأم مؤسسة البشير للإعلام.

وردا على سؤال عن دلالة التمويل وهل يعني أن القناة ستكون ذات طابع شيعي : اعتبر مديرها العام أن العاملين في القناة ينتمون إلى مختلف الطوائف الإسلامية ولا يولون الجانب الطائفي أي اهتمام لأن برامجها سوف تركز على الجوانب المضيئة في الإسلام كدين شامل، على حد تعبيره. ويتابع قائلا «سيكون خطابنا مستقلا نحترم فيه الجميع بروح التسامح وننفتح على الجميع ايضا من الديانات السماوية والمذاهب الاسلامية دون تمييز او تعصب، ونرحب بكل اشكال الدعم والمساعدة طالما ان عنواننا هو اسم البشير».

وعن الجوانب الفنية والبرامجية تحدثت الشرق الأوسط مع المدير التنفيذي للقناة جمال الحمادي فقال مركزنا الرئيسي واستوديوهاتنا هي في مدينة ديربورن بولاية مشيغن ولدينا فروع جاهزة في مدن أميركية كبرى من بينها لوس أنجليس وشيكاغو ونيويورك وواشنطن وسنركز على الأخبار الأميركية المتعلقة بالجاليات العربية والإسلامية تحت شعار (المصداقية، الحيادية، الاستقلالية) كما ستكون لنا برامج غير اخبارية هدفها إرساء المبادئ والقيم السماوية السمحاء نحو مأمن بعيد عن التعصب والتطرف والكراهية، وذلك من خلال مواد توجيهية وتعريفية تخاطب المستويات العمرية والفكرية لابناء الجالية المسلمة عبر تواصل يومي مدروس ومنظم لتعميق وشائج العلاقة بين القناة والمتلقي، وفي هذا الصدد تندرج العديد من البرامج والمواد المنوعة في اطار من الالتزام والرصانة بالإضافة الى مساحة للبرامج الاسلامية المتخصصة، كما نؤمن بالحوار المباشر واختلاف وجهات النظر في اطار من الالتزام بالمعايير الشرعية والاخلاقية والقانونية. ويضيف الحمادي قائلا: سيكون من أهدافنا أيضا خلق الترابط بين أبناء الإسلام من الناطقين بلغات متعددة في اطار تقوية وتعزيز القاسم المشترك والاساسي وهو الاسلام مما يجعلهم في وضع وتأثير أفضل بما يمكنهم لخدمة مجتمعهم الأميركي وقضايا الاسلام في كل مكان فطموحنا هو أن يصبح للمسلمين إعلام يستطيع التأثير في المجتمع وفق المعايير والقيم القانونية التي تمنح الفرص المتساوية للجميع في النشاط والحركة في التأثير والتأثر بما يمكن من انتشار قيم الاسلام السمحاء، التي إن قدمت بالشكل الصحيح لأخذت بألباب الكثيرين.



م
ن
ق
و
ل