كثيرا ما ترددت على سمعنا مقولة «الأخت الكبرى.. أم ثانية» ، وتتحول إلى حقيقة في كثير من الأحيان، خاصة في الماضي، حيث كانت الظروف تساعد على وجود هذه الظاهرة وانتعاشها. فقد كانت الأخت الكبرى هي المرشحة الأولى لتولي مسؤولية الأسرة داخل البيت بعد الأم، بحكم أنها الأكثر دراية ووعياً وقدرة على إدارة أمور المنزل، وهكذا تتحمل جزءا من الأعباء عن الأم إلى جانب دراستها أو اهتماماتها الشخصية.
لكن يزداد الأمر تعقيدا عندما تموت الأم فيصبح الأمر بالنسبة لها واجبا لا مهرب منه، وتدفع ثمنه غاليا، فقد يكون هو دراستها، أو فرصها في الزواج، لتعيش على أمل أن يرد الأخوة الصغار لها الجميل، ويكونوا لها الأسرة البديلة في «الكبر». لكن شتان بين الأمس واليوم، فهل يا ترى ما زالت الأخت الكبرى قادرة أن تكون أما لأخواتها الأصغر منها؟
والإجابة تكون فى أغلب الأحيان للأسف بـ"لا"، وعلى العكس من ذلك، قد تصبح الأخت الكبرى عبئا على أخوتها الصغار، نتيجة الإفراط في تدليلها وتوفير كل احتياجاتها من قبل الأبوين لمجرد أنها أكبر أبنائهما، فتفشل في إدارة أمور حياتهم إذا تطلب الأمر، بل قد تفشل في إدارة حياتها هي شخصيا، مثلما حدث مع إحدى السيدات التي أكدت أنها لم تحتمل أعباء الحياة الزوجية وتم طلاقها وعودتها للعيش مع أمها، لتصبح في ما بعد عبئا على أخوتها الصغار، الذين، رغم استقلالهم بحياتهم، مضطرون لتنظيم أمورها بالتناوب، إما بالعيش معها في بيت الأسرة، أو بالإنفاق عليها.
ويرجع الدكتور علي مكاوي، أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة، الأمر إلى تغير ظروف الحياة وزيادة الأعباء الملقاة على عاتق المرأة: «في الماضي كان المجتمع يطالب الأخت الكبرى بتحمل المسئولية ويلومها إذا ما قصرت، أما الآن فقد زادت الضغوط الاقتصادية ومعها زادت معاناة المرأة. وفي ظل التفسخ والأعباء وغياب العرف والقيم الاجتماعية، لم تعد هناك مطالبة أو لوم». ويضيف «إذا حدث تراجع لدور الأخت الكبرى في العائلة، فإن ذلك يأتي في إطار تفكك أسري عام، وفتور في العلاقات الحميمة بين الاخوة، وكذلك ضعف المشاركة الوجدانية والإحساس بالآخر».
أما الدكتورة سوزان أغا، أستاذة الاجتماع بجامعة عين شمس، فتؤكد لجريدة الشرق الأوسط، أن قيام الأخت الكبرى بدور فعال في الأسرة، يتطلب أن تكون قوية، سواء من ناحية البناء النفسي أو المادي، لتستطيع مد يد العون بشكل حقيقي، وتكون قادرة على التحدي واتخاذ القرار. وحتى لو كانت منفصلة عن أسرتها الكبيرة ولها زوج وأولاد، يمكنها أن تتحمل مسئوليتها تجاه اخوتها الصغار بحسن إدارتها للأمور وقدرتها على إقناع زوجها بضرورة قيامها بدورها ودعمها المادي والمعنوي لهم.
أما الدكتور سامر الدريني، أستاذ الطب النفسي، فيشير إلى أن القدرة على التضحية من السمات الشخصية التي تميز شخص عن آخر، وقيام الأخت الكبرى بدور الأم تجاه اخوتها يتطلب منها التمتع بسمات عديدة، أولها القدرة على التضحية، والإحساس بالآخر، والقدرة على التواصل، فضلا عن قوة الشخصية والمرونة.
وهذه السمات بعضها موروث، أي تولد به البنت، وبعضها مكتسب من أسلوب التربية الذي اعتادت عليه، فإذا تربت على الاعتماد على النفس والقدرة على القيادة واتخاذ القرار كانت خير أخت، وتملك زمام الدور المنوط به. أما إذا كانت مدللة وضعيفة الشخصية، يصبح دورها مجرد موقع في ترتيب عدد الأسرة، وقد يكون من أصغر منها أقدر على تحمل المسؤولية مهما كان ترتيبه بين اخوته.
لكن يزداد الأمر تعقيدا عندما تموت الأم فيصبح الأمر بالنسبة لها واجبا لا مهرب منه، وتدفع ثمنه غاليا، فقد يكون هو دراستها، أو فرصها في الزواج، لتعيش على أمل أن يرد الأخوة الصغار لها الجميل، ويكونوا لها الأسرة البديلة في «الكبر». لكن شتان بين الأمس واليوم، فهل يا ترى ما زالت الأخت الكبرى قادرة أن تكون أما لأخواتها الأصغر منها؟
والإجابة تكون فى أغلب الأحيان للأسف بـ"لا"، وعلى العكس من ذلك، قد تصبح الأخت الكبرى عبئا على أخوتها الصغار، نتيجة الإفراط في تدليلها وتوفير كل احتياجاتها من قبل الأبوين لمجرد أنها أكبر أبنائهما، فتفشل في إدارة أمور حياتهم إذا تطلب الأمر، بل قد تفشل في إدارة حياتها هي شخصيا، مثلما حدث مع إحدى السيدات التي أكدت أنها لم تحتمل أعباء الحياة الزوجية وتم طلاقها وعودتها للعيش مع أمها، لتصبح في ما بعد عبئا على أخوتها الصغار، الذين، رغم استقلالهم بحياتهم، مضطرون لتنظيم أمورها بالتناوب، إما بالعيش معها في بيت الأسرة، أو بالإنفاق عليها.
ويرجع الدكتور علي مكاوي، أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة، الأمر إلى تغير ظروف الحياة وزيادة الأعباء الملقاة على عاتق المرأة: «في الماضي كان المجتمع يطالب الأخت الكبرى بتحمل المسئولية ويلومها إذا ما قصرت، أما الآن فقد زادت الضغوط الاقتصادية ومعها زادت معاناة المرأة. وفي ظل التفسخ والأعباء وغياب العرف والقيم الاجتماعية، لم تعد هناك مطالبة أو لوم». ويضيف «إذا حدث تراجع لدور الأخت الكبرى في العائلة، فإن ذلك يأتي في إطار تفكك أسري عام، وفتور في العلاقات الحميمة بين الاخوة، وكذلك ضعف المشاركة الوجدانية والإحساس بالآخر».
أما الدكتورة سوزان أغا، أستاذة الاجتماع بجامعة عين شمس، فتؤكد لجريدة الشرق الأوسط، أن قيام الأخت الكبرى بدور فعال في الأسرة، يتطلب أن تكون قوية، سواء من ناحية البناء النفسي أو المادي، لتستطيع مد يد العون بشكل حقيقي، وتكون قادرة على التحدي واتخاذ القرار. وحتى لو كانت منفصلة عن أسرتها الكبيرة ولها زوج وأولاد، يمكنها أن تتحمل مسئوليتها تجاه اخوتها الصغار بحسن إدارتها للأمور وقدرتها على إقناع زوجها بضرورة قيامها بدورها ودعمها المادي والمعنوي لهم.
أما الدكتور سامر الدريني، أستاذ الطب النفسي، فيشير إلى أن القدرة على التضحية من السمات الشخصية التي تميز شخص عن آخر، وقيام الأخت الكبرى بدور الأم تجاه اخوتها يتطلب منها التمتع بسمات عديدة، أولها القدرة على التضحية، والإحساس بالآخر، والقدرة على التواصل، فضلا عن قوة الشخصية والمرونة.
وهذه السمات بعضها موروث، أي تولد به البنت، وبعضها مكتسب من أسلوب التربية الذي اعتادت عليه، فإذا تربت على الاعتماد على النفس والقدرة على القيادة واتخاذ القرار كانت خير أخت، وتملك زمام الدور المنوط به. أما إذا كانت مدللة وضعيفة الشخصية، يصبح دورها مجرد موقع في ترتيب عدد الأسرة، وقد يكون من أصغر منها أقدر على تحمل المسؤولية مهما كان ترتيبه بين اخوته.
نقلا عن جريدة الشرق الاوسط
تعليق