إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

خطوبة ناجحة «التأهيل ثم التزويج»

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطوبة ناجحة «التأهيل ثم التزويج»

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِّ على محمد ٍ وآل محمد وعجل فرجهم
    اللهم إلعن ظالمي فاطمة (ع)

    خطوبة ناجحة «التأهيل ثم التزويج»

    ناصر حسن الجاروف * - 5 / 11 / 2006م - 11:19 م

    من الأفضل تأهيل المقدمين على الزواج نفسياً وعلمياً لدخولهم معترك الحياة الزوجية، ولما ينتظرهم من تحمل للمسؤولية الكبيرة، من تأسيس أسرة وتربية أبناء، وتعليمهم فن التعامل مع عالم الذكورة والأنوثة.
    وقد يستهين البعض بأمر معرفة عالم الزواج وما يحتويه لنظره بأن كل ما في الأمر هو فقط زواج رجل من امرأة ومن عشرة وإنجاب أطفال، ولهذا يعتقد بأنه ليس بحاجة إلى الإطلاع والاهتمام في عالم أمور الحياة المشتركة ما بين الزوجين، فليس إلاّ هو زواج بزوجة فقط، وليس شهادة دكتوراه أو ماجستير، فتكون نظرته نظرة سطحية ليس لها أية أبعاد، فيكون مثل هؤلاء الأزواج كالأميين الذين لا يفهمون القراءة ولا الكتابة، ولهذا ما أن تحدث مشكلة في بداية الحياة المشتركة بين الزوجين إلا ويفكّر أحدهما بأمر الطلاق مباشرةً، لأنهما غير قادرين ولا مهيآن للتعامل مع المشاكل الزوجية، وقد تكون هذه المشاكل صغيرة وبسيطة من سوء تفاهم بين طرفين طبيعياً تحدث لدى المتزوجين، ولكن لقصر نظرتهم لأمور الحياة الزوجية، تراهم لا يستطيعان أن يتكيفا مباشرة مع مثل تلك المشاكل، فيلجآن إلى أقصى حلّ وهو الطلاق.
    فجاء في إحصاءات خليجية تقول: بلغت نسبة 30% من حالات الطلاق في السنة الأولى من الزواج، ومن أكبر أسباب ذلك هي سوء الاختيار وعدم معرفة الطرفين بعضهم البعض، أي الأنثى لا تعرف عالم الرجال والذكر لا يعرف عالم الإناث.
    فمن هنا تأتي ضرورة دخول الشباب والشابات المقدمين على الزواج إلى دورات تأهيل تعلّمهم ثقافة الحياة الزوجية، كي يقلل من المخاطر، وتشيّد روح التفاهم بين الزوجين، وتساعدهم على تجاوز الكثير من المشاكل المستحدثة في حياتهم اليومية.
    فكثير من الدول تهتم بدخول الشباب والشابات المقدمين على الزواج إلى دورات تأهيل، ومنها تجربة ماليزيا لتأهيل المقبلين على الزواج فكل متزوّج جديد يأخذ إجازة براتب من الدوام ويدخل في دورة يتعلم فيها فنون العلاقة الزوجية وكيفية التعامل مع الطرف الآخر، وحدود الاحترام بينهما، وكيفية حلّ المشاكل الزوجية لمدة شهر واحد.
    فبهذه التوعية نساهم في تقليل نسب الانفصال كما هو حاصل في ماليزيا، حتى أن الرئيس الماليزي «مهاتير محمد» الذي عمل برنامجاً للمتزوجين الجدد في عام 1992م قال: كل متزوّج جديد يدخل دورة لمدة شهر يأخذ إجازة براتب من الدوام يدخل دورة يتعلم فيها فنون العلاقة الزوجية، كيف يحترم زوجته؟ كيف الزوجة تحترم زوجها؟ كيف يحلّون مشكلتهم؟ لماذا يُستخدم الضرب؟ ليحلّ مشكلة فعلمهم كيف يحلّون مشاكلهم، كانت نسبة الطلاق في سنة 1992م 32% في ماليزيا، وبعدها أجري بحث وأخبرت وزيرة العمل الاجتماعية أن نسبة الطلاق 7% وهي أخّفض نسبة على مستوى العالم كله.
    وكذلك في دبي أدخل برنامج تأهيل للمتزوجين فقلّت نسبة الطلاق من 36% إلى 24%. وكذا في اليابان الذين يدرسون هذه الأمور في مناهج دراسية مفصلة وفي أمريكا ولد علم يطلق عليه «علم السلامة الزوجية» وإن لهذا العلم خبراء متخصصين وعلماء نفس واجتماع، وكان لنشر هذه الثقافة أثر فعال إيجابي في إدارة المشاكل الزوجية وحصرها، وفي بريطانيا تم تنظيم فصول دراسية في «بير ملعهام» يقتصر حضورها على الأزواج بحيث يتلقون محاضرات على أيدي أساتذة متخصصين يتعلمون من خلالها فن الإصغاء الزوجي، وفن الصمت، والكلام، وكيفية حسم الخلافات والمشاكل، ونحن نعيش اليوم في حالة مخيبة جدا لكثرة أمور الطلاق وتكرار حالات الانفصال التي تؤدي إلى الشتات الأسري، وخلافات عميقة بين الزوجين بعضها متفجرة والأخرى تنتظر الشرارة التي تفجر القنبلة المؤقتة، ماذا ينقصنا من إعداد مناهج دينية علمية متخصصة على يد خبراء متخصصين من علماء نفس واجتماع وخبراء في العلاقات الزوجية وهذه المناهج يدرسها طالبو الزواج، والمتزوجون وإنشاء معاهد لتعليم هذه الثقافة، لتساهم بعد ذلك في رقي الحياة الزوجية لدينا، والقدرة على التغلب على المشاكل الزوجية والأسرية وتسهل من عملية التعايش والسلام الزوجي..
    ومن هنا نقول إن الكثير من المشاكل هي نتيجة لعدم فهم الدوافع والحافزية للزواج، ولنقص فهم طبيعة عالم الآخر، فمن أراد الإقدام على الزواج ليطرح على نفسه هذه التساؤلات ما هو الزواج؟.
    وما الهدف منه؟. وما فائدة الزواج؟. ولماذا نتزوج؟. وهل أنا قادر على الحب؟. وهل أنا قادر على تحمل تلك المسؤولية؟. وهل أستطيع أن أحقق السعادة وأصل إليها؟. وكيف سأكون أسرة وأتعامل معهم بنفس الأبوة؟.
    وما هي صفات الزوج والزوجة المثالية؟.
    إن طريقة طرح تلك الصيغة من التساؤلات تجعل الإنسان على علم ومعرفة واضحة بدوافعه الحقيقية للزواج ولسدّ الثغرات والنواقص، وحلّ المشاكل السلبية العالقة في ذهنه والمشوشة تجاه الزواج.
    وكذا على الفتيات طرح نفس الأسئلة على أنفسهنّ، إضافة بالتساؤل هل سأتزوج شخصاً سأكون قادرة على حبه وإسعاده؟ أم أن الزواج والإقدام عليه سيخلق حالة الحب والاندماج والانسجام مع الزوج؟.
    هل هو من يحترم النساء؟. لأن الاحترام يمنع الزوج من القدوم على حالة الضرب في حال الخلاف فيما بين الطرفين.
    لماذا يختارني أنا؟.
    سؤال عادةً يحيّر الفتاة لماذا يختارني أنا من بين كل الفتيات؟! ما الذي يميزني عن البقية؟ هل هو ضربة حظ فقط؟، أم توفيق من الله سبحانه وتعالى؟.
    جاء في دراسة أمريكية تبين إن الرجل يقوم بخطبة فتاة معينة دون غيرها يرجع ذلك بسبب اختلاف معاملة كل امرأة له ومدى استجابته لهذا التعامل.
    خطوات الخطوبة؟.
    أولاً أخذ المعلومات عن العائلة وعن الفتاة نفسها وأوضاعها بدقة، وتشمل الأوصاف ما يلي:
    1) التدين الصحيح.
    2) الأخلاق الحسنة.
    3) الجمال الجذاب.
    4) الأسرة «والديها». بمعنى المنبت الحسن، وصاحبة الحسب والنسب.
    5) أصدقاء الأسرة، هل هم طيبون ومحترمين وذو سمعة طيبة.
    6) أن يكون العمر متقارب، وليس فارق العمر كبير.
    7) أن تكون مؤهلة نضجاً للزواج منها.
    8) ومميزات أخرى تمارس لعملية المفاضلة في الاختيار.
    فهذه عوامل أساسية تؤثر تأثيراً بالغاً في نجاح الحياة الزوجية القادمة.
    قال رسول الله : «تنكح المرأة لأربع: «لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك».
    وأما المواصفات المهمة في الزوج هي التالي:
    1- قال رسول الله : «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه». أي الأساس أن يكون متديناً، وثانياً صاحب أخلاق عالية وكريماً. فهذه صفات أساسية لا ينبغي غضّ الطرف عنها أبداً.
    2- على أن يكون عاملاً مجداً كادحاً قادر على تحمل المسؤولية. فهناك شباب يريد أن يقدم على الزواج وهو يعتمد على تمويل والديه، بمعنى فاقد الاستقلالية المادية، وهذا يؤثر على مجريات الحياة الزوجية، فالسؤال عن أنه يعمل أم لا هذا لابد منه في هذا العصر، لأنه إن لم يكن يعمل فمن أين سيعش؟. هل سيعيش بها في الشارع؟!. ولهذا عليه إثبات قدراته عبر تربعه على وظيفة، أو تجارة تعينه على العيش المستقل والكريم.
    3- أن يكون ذا تعليم حسن، وليس متخلفاً ولا ضيّق النظرة.
    الإسلام أولى عناية خاصة تجاه التعليم وتعلّم العلم ولهذا لابد أن يكون متعلّماً عارفاً، وليس متخلفاً أمّياً، فهذه الاختلافات ما بينه وبين زوجته قد تكون سبباً في عيش مليء بالخلافات الزوجية.
    4-أن يكون ذو طباع مرنة وليس ضيق الصدر.
    الطباع السيئة وضيق الصدر سبباً في الخلافات الزوجية وأرضاً خصبة لتعشش الخلافات والأحقاد.
    5- أن يكون ذا صحة سليمة.
    الصحة ضرورة للانسجام بين الزوجين، وكذلك ضرورة للإنجاب الأطفال الأصحاء، وهذا الموضوع له تفصيلات متعددة، فما نقصد به الصحة قد تكون في قضية الزواج من الأقارب وقضية الوراثة، أو بأن أحد الزوجين يشتكي من عوائق وعلل بدنية وصحية، مثلاً عقيم، أو مصاب بأمراض مزمنة كل تلك ينبغي أن نكون صريحين فيها، حتى لا يحسّ الطرف الآخر بأنه خدع بالزواج، وهي نقطة تشمل الطرفين.
    فالتدين هو مطلب وشرط أساسي للزواج، لأنه متعلق بقضية التربية والأولاد وتنشئتهم على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فحيث تكون الأم، تكون التربية، لأن دورها كبير جداً،فهي التي ستقوم بتربية ورعاية الأولاد، فعن الإمام الصادق قال: «إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك، فإن تزوجها لدينها رزقه الله عز وجل مالها وجمالها»[1] .
    والخطبة: فهي أن يتقدم الرجل إلى أهل الفتاة لطلب يدها والقربى منهم.. وتأتي هذه الخطوة بعد أن حدد الشاب مسبقاً اختيار الفتاة على أساس ما ذكر أعلاه.. وفق التساؤلات التالية: لماذا هذه الفتاة؟ ولماذا هذه العائلة؟ وهل هي صالحة لي أم لا؟.
    ومن الأمور الأساسية التي يجب مراعاتها عند الخطوبة هي النظر إلى الفتاة بشكل واضح ودقيق، فالعين تلّعب دوراً كبيراً في سعادة الطرفين، وحتى يكون كلا الطرفين على قناعة تامة ببعضهما البعض، والقناعة بالعيش معاً برغبة حقيقية، فقد قال رسول الله : «إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل فأن ذلك أحرى إلى أن يؤدم بينكما»[2] .
    وروي مسلم في صحيحه عن أبي هريرة: «أن رجلاً ذكر لرسول الله أنه خطب امرأة فقال له أنظرت إليها؟ قال: لا قال: أذهب فأنظر إليها».
    والنظر إلى الفتاة يعني إما أن ترتاح عينك إلى جمال الفتاة وهيأتها وأخلاقها ودينها، وإما بخلاف ذلك، فتكون الأمور واضحة من البداية، وليس صحيحاً ما يحدث في مجتمعاتنا من أن يتزوج الشاب بالفتاة، والفتاة بالشاب من دون أن ينظر وتنظر إليه بما فيه الكفاية، حتى لا يتفاجأ الطرفان بعدم رضا أحدهما بالآخر، خصوصاً في هذا العصر الذي يكون الناس متفهمين لهذا الأمر، إما عبر الصور الشخصية، أو الجلوس معها بوجود أحد محارمها، فما دام الشاب جاداً فما المانع من ذلك، والرسول أشار إلى ذلك بالإيجاب في عدة من مواطن روي النسائي وابن ماجه والترمذي أن المغيرة بن شعبة خطب امرأة فقال : «انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما».
    وسُئل الإمام الصادق : «الرجل يريد أن يتزوج المرأة أيجوز له أن ينظر إليها؟ فأجاب: «نعم وترقق له الثياب»[3] .
    فعلى الأسر تسهيل أمور رؤية الخطيب لخطيبته، وحتى الجلوس معها وتبادل الحديث، وذلك لمصلحة الطرفين، فقد تميل أو لا يميل أحدهما إلى الآخر، في تلك الجلسة قد يشعران بعدم انسجام لبعضهما البعض. فمن خلال هذه الرؤية يفكر الطرفان بشكل صريح، هل سنحب بعضنا؟ هل سننسجم معاً؟ هل كلانا صالحان لبعضنا؟. وحتى لو زادت الجلسات للتأكد من قدّرتهم على التأقلم والتقبل لبعضهما البعض.
    ومن خلال الإمعان في النظر والحوار بين الطرفين ولو للحظات بسيطة فإن كان وقع شيئاً في قلبهما سيظهر بالقبول النفسي تجاه بعضهما البعض بالإشارة إلى القبول والرضا.
    وكما أنه حددّ الإسلام عن كيفية السؤال، وما يهم أن يكون في الفتاة فيقول الإمام علي : «جمال الرجال في عقولهم وعقول النساء في جمالهنّ». ويقول الإمام الصادق : «إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها فأنّ الشعر أحد الجمالين».
    ويقول رسول الله :«أفضل نساء أُمتي أصبحهنّ وجهاً، وأقلهنّ مهراً»[4] .
    ويقول :«أطلبوا الخير عند حسان الوجوه، فأن فعالهنّ أحرى أن يكون حسناً»[5] .
    مفاتيح قلبك:
    بداية الحياة الزوجية بحاجة إلى رعاية دقيقة، لأنه في هذه المرحلة الأولى من حياة الزوجين تكون حساّسة جداً أكثر من أي وقت آخر، لأنه لو حدث خطأ وسوء تفاهم في بداية الحياة الزوجية، فمعناه قد يتطور الأمر، لأن الزوجين عهّدهما وخبرتهما بسيطة بأمور العلاقة الزوجية، ولذلك قد تتطور مشاكلهم بشكل سريع وتتعقد الحلول، ولهذا على كل طرف معرفة كيفية إيجاد مفاتيح الآخر بحيث يكون قادراً على معرفته ومجاراته بشكل صحيح وسليم.
    يشير الدكتور «أحمد سامح» أستاذ علم النفس بجامعة الإسكندرية في صحيفة الأهرام المصرية أن أي من الخطيبين قبل زواجهما تكون لهما شخصية مستقلة، إما سوية أو مريضة بالأنانية والتملك وحب النفس وعند إتمام الزواج تظهر سمات الشخصيتين فمن تعود العطاء لا يمكنه الأخذ فقط. وتتدخل التربية في تحديد معالم نفسية كل إنسان فالدفء الأسري والحنان عادةً ما يكون أبناء البيت عطائين محبين للناس وفي المنازل المفككة والتي تعاني من انفصال الوالدين قد يكون أولادهم غير أسوياء ويظهر ذلك بوضوح في الزواج.
    ويستطرد قائلاً: أن الحب يشعر الزوجين بالاطمئنان والأمان فالأزواج المتحابون يعتقد كل واحد منهم أن شريكه أكثر الناس وسامة وجاذبية، وأن لم يكن هكذا في رأي الغير وهو ما يعبر عنه الناس بأن الحب أعمى، وفي حالة الكراهية مهما فعل الزوجان فلا رضا أو سماحة أو تقبل حتى لو أغدق أحد الطرفين على الآخر رغبة في استمرار الحياة الزوجية.
    ففي بداية الحياة الجديدة ينبغي أن يكون النقد تجاه الشريك هادئاً وليس لاذعاً لأنكم جدد على بعضكم البعض، ولاشك بأنكم لم تتعوّدا على التكيف مع سلوك الآخر بشكل سلس وإنما هي مرحلة تزاوج صفاتكما مع بعضكما البعض وقبول بعضها ورفض أخرى.
    ولسعادة زواجكما عليكم بالنظرة الإيجابية والتصور الإيجابي الحسن لبعضكما.
    مدّة الخطوبة:
    طول فترة الخطوبة أو قصرها، لا يؤدي إلى تأثير كبير تجاه العلاقات الزوجية ولكن الأمور تكون نسبية واختلافية ما بين شخص وآخر، ولكن الأفضل أن تكون هناك فترة لا تقل عن شهر لكي يتعرّفا على بعضهم ويخبرا سلوك الآخر، لأن هذه فترة امتحان واختبار فإما أن يكتشف أحدهما بأنه لا يتناسب مع الآخر أو العكس بأنه صالح وبأن الاختيار كان موفق.
    ولا يعني أن طول فترة الخطوبة بأن لا مشاكل سوف لا تحدث بعد الزواج هذا اعتقاد خاطئ، المشاكل تحدث عند أسعد زوجين، المشاكل والخلافات موجودة، ولكن يكمن الخلل في كيفية التعاطي معها بفن وذوق وقدرة على حلّها وتجاوزها. والزوجين الواعين الناضجين القادرين على تحمل المسؤولية وعلى تكوين الأسرة المستقرة هم الذين تكون السعادة حليفتهما.
    يقول: «د. ريمون حمدان» أخصائي العلاج النفسي والمشاكل الزوجية والأسرية: الخطوبة هي فترة البحث عن شريك للحياة بهدف الزواج، هي سلوك طبيعي لدى البشر، وقد صنفه علماء السلوك الإنساني في خمس مراحل متتابعة تمر بها مشاعر الخطيبين قبل الوصول إلى مرحلة الزواج وهي:
    - المرحلة الأولى: وهي مرحلة التعارف المبدئي، يعمل فيها «الغريبان» على توصيل ما يكفي من المعلومات عن نفسيهما لشدّ الانتباه والتشجيع على متابعة التعارف.
    - المرحلة الثانية: تتكون بينهما، رابطة مبنية على فكرة كل مهما عن الآخر ومشاعره نحوه بناء على المعلومات التي وصلت إليه خلال المرحلة الأولى، ويرى كل طرف الطرف الثاني على أنه فرد متميز بصفات معينة تميزه عن الأغلبية.
    - المرحلة الثالثة: في حال كون المعلومات المتحصلة في المرحلتين الأوليين مشجعة ومريحة للنفس يحدث بين الطرفين ميل شخصي ومزيد من التقارب النفسي ينقلهما إلى المرحلة الرابعة.
    - المرحلة الرابعة: يزداد التقارب بينهما وتقوى ثقتهما ببعضهما ويشعر كل منهما بالأمان أكثر فيكشف المزيد عن نفسه وخصوصياته.
    - المرحلة الخامسة: يكون الخطيبان قد وصلا إلى حالة من التقارب والارتباط العاطفي والنفسي مبنية على إحساس بالمعرفة الكافية والقبول بالطرف الثاني، وبالتالي يؤخذ قرار «الزواج» بكثير من الارتياح والثقة بالمستقبل.
    ويضيف «د. حمدان» ولكن لا أحد يستطيع أن يحدد مدى حدود المعرفة الكافية في فترة ما قبل الزواج، ولا ما إذا كان افتراض كلما زادت فرص نجاح الزواج وضمان النتائج افتراضاً صحيحاً. فقد بينت الدراسات التي أجريت فيما مضى في الغرب، حيث يستطيع الشباب والفتيات التعارف دون أي قيود أسرية ولا اجتماعية، إن طول وعمق فترة التعارف بين الطرفين لم يشكلا ضماناً لحدوث الارتباط بالزواج، ولا ضماناً لنجاح الزواج واستمراره لو حدث الارتباط فمثلاً إحدى الدراسات التي أجريت على عدد كبير من الأفراد الذين تربطهم علاقات عاطفية حميمة جداً، ويعيشون مع بعضهم البعض كفترة تجريبية قبل الارتباط بالزواج، في الولايات المتحدة، وبعد متابعة علاقة هذه المجموعة على فترات متتالية بينت الدراسة إن 60% من المجموعة لم يتزوجوا، وانفصلوا بحثاً عن أزواج خارج العلاقة.
    كذلك تبين أن الذين تزوجوا بعد تجربة «التعايش» لم يكونوا أسعد ولا أكثر إخلاصاً من الذين تزوجوا بعد فترة تعارف قصيرة لم يسكنوا مع بعضهم البعض، فكانوا يواجهون نفس حجم المشاكل والخلافات التي يواجهها غيرهم ممن تزوجوا دون معرفة طويلة قبل الزواج.
    ويستطرد «د. حمدان» «إلا أن هذا لا ينفي إنه لا بد من وجود مشاعر الألفة والميل الناتجين عن التوافق الفكري والنفسي لأي اثنين يريدان الزواج، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بوجود فترة تعارف تسبق القرار الكبير الزواج، أما كيف يتم هذا التعارف والتفاهم، فهو أمر يعتمد على عناصر وعوامل عديدة يختص فيها كل مجتمع وأسرة»[6] .
    اتحاد الخطيبين:
    جاء في استطلاع للرأي نظمته مؤسسة مبادرة الأبوة القومية في واشنطن التي تدعم الزواج والمبادئ والقيم العائلية، أن الزواج في سن متأخر لا ينتج عنه اتحاد سعيد.
    وذكرت صحيفة يو أس توادي أنه في حين يفضل المواطن الأمريكي التأخر في السن قبل الارتباط بالزواج، فإن الأمر المثير هو أن الزواج السعيد ينتج عادة عن تلك العلاقات التي تعقد بين 23 و27 عاماً. وجاء في الدراسة أن معدل سن الزواج ارتفع بالنسبة للنساء في أمريكا إلى سن 26 عاماً وبالنسبة للرجال إلى سن 27 عاماً.
    ونظم استطلاع الرأي بقيادة البروفيسور نورفال غرين أستاذ العلاقات الاجتماعية في جامعة تكساس لصالح مؤسسة مبادرة الأبوة القومية. وأوضح أن نتائج هذا الاستطلاع يجب أن لا تسبب هلعاً في صفوف الأشخاص الذين يقتربون من سن الثلاثين. وقال تبيّن أن هذه الزيجات كانت أفضل لكن السبب ربما لا يكون السن. قد يكون بعض الأشخاص دقيقين في خياراتهم وليسوا من النوع المرغوب به.
    وقد أجري الاستطلاع بواسطة الهاتف وشمل 1503 رجلاً وامرأة فوق الثامنة عشرة من العمر في أواخر العام 2003م وبداية العام 2004م.



    [1] الأحاديث القدسية - ص202.
    [2] رواه أحمد، وأبو داود بأسناد حسن وصححه الحاكم من حديث جابر رضي الله عنه.
    [3] وسائل الشيعة -ج7- ص61.
    [4] وسائل الشيعة إلى مسائل الشريعة-ج7- ص16.
    [5] وسائل الشيعة -ج7- ص36.
    [6] المصدر: صحيفة اليوم/ العدد11012.



    منقول من شبكة راصد الإخبارية

    وأدامنا الله على ولاية المرتضى علي (ع)
    ولا نسألكم غير الدعاء

  • #2
    موضوع جدا رائع اخي الكريم ومهم للغاية ..

    ياريت بالفعل تكون هناك دورات تاهيلية للزواج للمقبلين على الزواج ولو الاجدر بالام او الاب ان يتكلموا مع اولادهم بخصوص الزواج والحياة الزوجية ... ولكن ربما تتكون فكرة خاطئة عن الزواج لدى الشاب او الفتاة حسب ماتنقله الام او الاب ..

    سابقا في احدى مشاركاتي اقترحت ان يتم تطبيق منتديات ياحسين على الواقع .. يعني تقوم الحسينيات مثلا في ايام العطل الصيفية باقامة دورات مشابهة للمنتديات هنا ولكلا الجنسين .. فاعتقد ان الاختلاط في هذه الحال وباشراف رجال دين ثقة سيجعل عالم الرجل مفتوح امام الفتاة وكذلك عالم المراة بالنسبة للرجل بعد ان كان هذا العالم مجهول ومغلق.. وسيتم افهام الجنسين الطريقة الصحيحة للاختلاط .. وحدود الاختلاط .. وبصراحة هذا مااراه عند المسيحيين فعندنا في العراق تقوم الكنائس بعمل مثل هذه اللقاءات والدورات وحتى السفرات العائلية (كمخيمات) ولهذا ارى انهم متفهمين اكثر والاخطاء التي يقع بها الشاب او الفتاة اقل ..

    هذا مايسمح لي به الوقت في التعليق ..

    موضوع شيق ومفيد للغاية اخي الفاضل

    تحياتي

    تعليق


    • #3
      شكرا اخى الفاضل على هذا الطرح الموفق .. فالموضوع مهم جدا وملم بجميع الجوانب التى يحتاج إليها الخاطبان قبل ان يتخذا قرار الزواج .. أتمنى من الجميع الإطلاع عليه ..

      تحياتى وبالتوفيق

      تعليق


      • #4
        لا تشكروني ... وانما أشكروا كاتب المقال

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
        ردود 2
        12 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        يعمل...
        X