بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين والعن اعدائهم الى يوم الدين...
اليكم البحث الذي شجعني احد الوهابية على تأليفه بعد ان اتهم الصحابي الجليل مالك بن نويرة بالردة والموت عليها..
وان خالد بن الوليد قد قتله لانه ارتد....
وذلك في منتدى انصار اهل البيت الوهابي http://www.ansaaar.com/vb/showthread.php?t=4222&page=2
وآليت ان انشر البحث في منتدانا لتعظم الفائدة ولكي ابين جزءا ً من مظلومية هذا الصحابي الشهيد... واسأل الله ان يغفر لي بذلك ذنوبي وان يجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون...
مالك بن نويرة... الشهيد المظلوم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العلي العظيم...
رحمك الله ايها الصحابي الشهيد مالك بن النويرة.. وانك والله خصم لمن افترى عليك يوم القيامة...
قبل ان ابدأ بدرء الافتراءات عن مالك بن النويرة الصحابي الجليل... اود ان اعلق على اقوال بعض الوهابية في اغتصاب خالد بن الوليد لزوجة مالك بن نويرة... وتضعيفهم لرواية قتل خالد بن الوليد لمالك...
يقول احدهم:
"الاثناعشري تجاهل قول ابن حجر في قصة هذا الزواج
وأمّا أنه تزوج بامرأة مالك بن نويرة فهذا لايصح
إسناده منقطع ابن حجر الإصابة 3/357"
نقول هذا افتراء اصلع على ابن حجر!!
...ابن حجر اكد هذا الزواج في كتابه الاصابة في معرفة الصحابة:
قال في ترجمة مالك بن نويرة: "وتزوج خالد بعد ذلك امرأة مالك" ولم يقل ان سنده منقطع بل سلم بصحته.
اما الاخر... فقال:
" هذه رواية ضعيفة لا يحتج بها
مدارها على ابن حميد ومحمد بن اسحاق
فمحمد بن اسحاق مختلف فيصحته
راجع تهذيب الكمال للمزي جـ24 برقم (5057) ، والضعفاء للعقيلي جـ4 برقم (1578).
وابن حميد هو محمد بن حميد بن حيان الرازي ضعيف
قال عنه يعقوب السدوسي: كثيرالمناكير
وقال البخاري: حديثه فيهنظر
وقال النسائي: ليسبثقة
وقال الجوزجاني: رديء المذهب غيرثقة
التهذيب جـ25 رقم (5167) ص (102).
وضعّفه الحافظ ابن حجر في التقريب
تقريب التهذيب جـ2 رقم (5852) ص (69). "
اقول: اقوى الاراء التي ذكرها الواثق في ابن حميد هو رأي الجوزجاني "رديء المذهب غير ثقة"
لنرى من هو الجوزجاني:
قال ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري ج1 ص406 :
" وأما أبو إسحاق الجوزجاني فقال : كان زائغا غاليا . يعني في التشييع قلت - أي العسقلاني - : والجوزجاني غال في النصب ".
وقال أيضا في ج1 ص390 :
" الجوزجاني كان ناصبيا منحرفا عن علي ".
قال الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج1 ص205ت 256:
" وكان شديد الميل الى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي رضي الله ".
وللجوزجاني قصة مشهورة عند اهل الحديث تسمى بقصة الفروجة نقلتها من منتدى ملتقى اهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=487814
("قصة الفروجة فقد رواها ابن عساكر بإسناده عن عبد الغني بن سعيد الحافظ بمصر قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرعيني يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن عدبس يقول كنا عند إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فالتمس من يذبح له دجاجة فتعذر عليه فقال يا يا قوم تعذر علي ذبح دجاجة وعلي بن أبي طالب قتل سبعين ألف في وقت واحد!!! أو كما قال
تاريخ مدينة دمشق 7/281
عبد الغني بن سعيد الحافظ بمصر قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرعيني يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن عدبس يقول كنا عند إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فالتمس من يذبح له دجاجة فتعذر عليه فقال يا يا قوم تعذر علي ذبح دجاجة وعلي بن أبي طالب قتل سبعين ألف في وقت واحد"
قال محقق كتاب الشجرة في أحوال الرجال
الشيخ عبد العليم البستوي : بعد أن ذكر قصة الفروجة (الدجاجة).. وعبد الغني بن سعيد إمام معروف وأما شيخه أبو إسحاق إبراهيم الرعيني فلم أقف على ترجمته !
وأما عبدالله بن أحمد بن عدبس ...ولم يوثقه الدارقطني ولا ابن عساكر كما في تهذيبه أي توثيق من غيره فمدار هذه القصة على (ابن عدبَّس) هذا ولم يوثقه أحد فيما نعلم ...الخ
قلت : سبق أن نقلنا توثيق إبراهيم بن محمد الرعيني من كلام تلميذه عبد الغني بن سعيد
وابن عدبس من يروي عنه مثل هذا الكم الهائل لا يمكن أن يكون مجهولا والله أعلم
قلت : والقصة فيما يظهر أنها صحيحة وإن كنت أتمنى أن تكون غير ذلك من باب إحسان الظن به لكن اعتمد هذه القصة جمهور المحدثين أمثال ابن حبان والدار قطني وابن عدي والذهبي وابن حجر وغيرهم.)
وكما نعلم.....فإن رداءة المذهب عند الناصبي هي موالاة اهل البيت وحبهم!!!
وبهذا يتبين ان جرح الجوزجاني هو في الحقيقة مديح لابن حميد!!!
كما انه تجاهل توثيق آخرين لهذا الرجل....
الكامل في الضعفاء 7 / 530: "أنّ أحمد بن حنبل قد أثنى عليه خيراً ، لصلابته في السنّة ".
وفي تهذيب الكمال: " قال أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف الحافظ : قلت لمحمّد بن يحيى الذهلي : ما تقول في محمّد بن حميد ؟
قال : ألا تراني ؟! هو ذا أُحدّث عنه.
قال : وكنت في مجلس أبي بكر الصاغاني محمّد بن إسحاق ، فقال : حدّثنا محمّد بن حميد.
فقلت : تحدّث عن ابن حميد ؟!
فقال : وما لي لا أُحدّث عنه ، وقد حدّث عنه أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين"
وكان ابن معين حسن الرأي فيه ( التقريب ) 5871
وقال أبو بكر الصغانى: مالى لا أحدث عنه وقد حدث عنه أحمد بن حنبل وابن معين الميزان 530 / 3 التاريخ الكبير 69 / 1.
وفي ملتقى اهل الحديث ايضا ً: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=431814
فممن وثقه أحمد بن حنبل والذهبي ويحيي بن معين وقال : ثقة ، ليس به بأس ، رازي كيّس . ووثقه أبو عثمان الطيالسي .
وهكذا يظهر لنا اضطراب آراء العلماء واختلافهم في ابن حميد... ولهذا يقول البخاري ان حديثه فيه نظر... ولم يجزم بضعفه.
وعلى هذا الاساس لا يجوز ترك روايات ابن حميد كلها... سيما ولم يقل عنه العلماء الواردة ذكرهم انه متروك الحديث او كذاب.
ولذلك نقل ابن كثير والذهبي وابن الاثير وابن حجر وغيرهم من جهابذة علماء اهل السنة تلك الحادثة.
وقد قال نفس الوهابي:
"بل قد ذكر المؤرخون دليلاً آخر على موت مالك مرتداً
فقالوا
(( التقى عمر بن الخطاب متمم بن نويرة أخو مالك، واستنشد عمر متمماً بعض ما رثى به أخاه، وأنشده متمم قصيدته التي فيها:
وكنا كندمانَيْ جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً فلما سمع عمر ذلك قال: هذا والله التأبين ولوددت أني أحسن الشعر فأرثي أخي زيداً بمثل ما رثيت أخاك. قال متمم: لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته، فسر عمر رضي الله عنه لمقالة متمم وقال: ما عزاني أحد عن أخي بمثل ما عزاني به متمم ))
فتوح البلدان لأحمد البلاذري ص (108)
الكامل في التاريخ لابن الأثير جـ2 ص "(218).
وهذا افتراء كبير على ابن الاثير والبلاذري وجهل عظيم بمعنى الرواية....
فابن الاثير في اسد الغابة في معرفة الصحابة في ترجمة مالك اكد على اسلام مالك وتعجب من الذين قالوا انه مرتد بل وترضى عليه!!!:
"فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد. وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا، فتركهم هذا عجب!!!. وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امراً مسلماً. وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطى دية مالك في بيت المال. فهذا جميعه يدل على أنه مسلم".
ثم قال ابن الاثير في آخر كلامه: "رحمه الله ورضي عنه"
اما البلاذري فقال في ج 1 ص 118 من فتوح البلدان:
". وقد قيل إن خالدا لم يلق بالبطاح والبعوضة أحدا ، ولكنه بث السرايا في بنى تميم ، وكان منها سرية عليها ضرار بن الازور الاسدي ، فلقى ضرار مالكا فاقتتلوا وأسره وجماعة معه ، فأتى بهم فضربت أعناقهم ، وتولى ضرار ضرب عنق مالك . ويقال إن مالكا قال لخالد : إنى والله ما ارتددت . وشهد أبو قتادة الانصاري أن بنى حنظلة وضعوا السلاح وأذنوا "
فمن الواضح ان معنى الرواية التي اوردها الواثق تختلف اختلافا كليا عما اراد ان يوصله الينا !!!
معنى قول متمم "لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته" فهو لأن زيد بن الخطاب اخو عمر قد استشهد في واقعة اليمامة وهو يقاتل اتباع مسيلمة الكذاب بينما استشهد مالك مظلوما لا في قتال... لذا فمقتل زيد اكثر تشريفا لدى العرب واعلى درجة عند الله من مالك.
ولم تبق سوى رواية وحيدة مغمورة وهي التي اوردها من كتاب الامالي الذي يعتبر من الكتب الثقافية الادبية لا مرجعا اسلاميا ولا يساوي شيئا قبالة كتب التأريخ الاسلامية التي ذكرناها. فلا يصح الاخذ بها امام كل هذه الدلائل الضخمة التي تثبت اسلام مالك.
اما الان فنأتي لنبين مظلومية مالك بن نويرة وشهادته رحمه الله ورضي عنه.
اولا ثقة الرسول به:
لا يختلف المؤرخون على ان مالكا كان عامل رسول الله على صدقات قومه... وهذا يعني ان الرسول وثق به وامن سريرته... فكيف يؤمنه على الحقوق الشرعية ان لم يكن واثقا منه؟
يقول ابن حجر في الاصابة... ترجمة مالك بن نويرة:
"كان شاعرا شريفا فارسا معدودا في فرسان بني يربوع في الجاهلية واشرافهم وكان من ارداف الملوك وكان النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على صدقات قومه".
قال الشيخ الإمام العالم، الحافظ البارع الأوحد، بقية السلف عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، المعروف ب"ابن الأثير" في كتابه اسد الغابة.. ترجمة مالك بن نويرة:
"قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض صدقات بني تميم"
الطبري تاريخ الامم والملوك..ج2 ص204
"وبعث مالك بن نويرة على صدقات بني حنظلة "
فتوح البلدان للبلاذري ج1 ص 117
"وكان مالك عاملا للنبى صلى الله عليه وسلم على صدقات بنى حنظلة"
ووافقهم باقي مؤرخي المسلمين.
2- من المؤرخين من قالوا بأن الشهيد لم يرتد ابدا... ومنهم من قال انه صالح سجاح ثم ندم ورجع رجوعا حسنا..
وذكره الشيخ الإمام العالم، الحافظ البارع الأوحد، بقية السلف عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، المعروف ب"ابن الأثير" في كتابه اسد الغابة كصحابي وترضى عليه بل واستعجب ممن اتهموه بالردة!! قال في باب الميم ترجمة مالك بن نويرة:
"فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد. وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا، فتركهم هذا عجب!!!. وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امراً مسلماً. وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطى دية مالك في بيت المال. فهذا جميعه يدل على أنه مسلم".
ثم قال ابن الاثير في آخر كلامه: "رحمه الله ورضي عنه"
قال الشيخ الإمام العالم العامل النّاقد البارع الحافظ الحجّة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ في تاريخ الاسلام باب مقتل مالك بن نويرة :
"وذكر ابن الأثير في كامله وفي معرفة الصحابة قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة صالحها مالك، ولم تظهر منه ردة"
قال ابن الاثير في الكامل باب ذكر مالك بن نويرة:
"لما رجعت سجاح إلى الجزيرة ارعوى مالك بن نويرة وندم وتحير في أمره وعرف وكيع وسماعة قبح ما أتيا فراجعا رجوعاً حسناً ولم يتجبرا" وهذا ما فسره الذهبي كما اوردنا في ان مالكا لم تظر منه ردة...
وذكر ابن الاثير في اسد الغابة ايضا ً ... ترجمة مالك بن نويرة:
"فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة، صالحها إلا أنه لم تظهر عنه ردة"
البداية والنهاية لابن كثير:
فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي
" كان قد صانع سجاح حين قدمت من أرض الجزيرة فلما اتصلت بمسيلمة لعنهما الله ثم ترحلت إلى بلادها فلما كان ذلك ندم مالك بن نويرة على ما كان من أمره وتلوم في شأنه"
الطبري.. تاريخ الامم والملوك...ج2 ص 272 :
" لما انصرفت سجاح إلى الجزيرة ارعوى مالك بن نويرة وندم وتحير في أمره وعرف وكيع وسماعة قبح ما أتيا فرجعا رجوعا حسنا ولم يتجبرا"
الاستيعاب في معرفة الاصحاب للحافظ ابن عبد البر في باب مالك
" واختلف فيه هل قتله مسلماً أو مرتداً وأراه والله أعلم قتله خطأ."
استشهاد مالك بن النويرة:
قال تعالى في كتابه العزيز:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء : 94]
والآية غنية عن الشرح....
واخرج البخاري في صحيحه:
……" 4394قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، نَاشِزُ الْجَبْهَةِ، آَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمَّرُ الإِزَارِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اتَّقِ اللّه . قَالَ " وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ " . قَالَ ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ " لاَ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي ". فَقَالَ خَالِدٌ وَكمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِه. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبَ النَّاسِ، وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ "
وكما هو واضح من الحديث ان الرسول صلى الله عليه وآله قد نهى خالدا ً من قبل ان يقتل من يظن انه يصلي... اي حتى لو لم يتأكد من صلاته... لكننا سنرى كيف حفظ خالد هذه الوصية وعمل بها!!!!
هنالك روايتان في كتب السنة عن قتل مالك بن نويرة رضي الله تعالى عنه... الاولى ان خالدا اتهم مالكا بكونه مرتدا ً.. فنفى مالك ذلك واكد انه مسلم... وشهد ابو قتادة وابن عمر لمالك بأنه صلى مع القوم وحاولا ان يردعا خالدا ً عن ما يريد... لكن خالدا ً كان مصرا ً ويريد ان يتحجج بأية حجة ليقتل مالكا ً... ولم يأبه لشهادة الصحابيين في اسلام مالك فضرب رأس مالك الشهيد...كل ذلك من اجل الغنائم والحصول على زوجة مالك الجميلة....
تأريخ ابو الفداء ج1-221
"أرسل أبو بكر إِلى مالك المذكور خالد بن الوليد في معنى الزكاة فقال مالك : أنا آتي بالصلاة دون الزكاة : فقال خالد : أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً لا تقبل واحدة دون الأخرى فقال مالك : قد كان صاحبكم يقول ذلك
قال خالد : أوما تراه لك صاحبا والله لقد هممت أن أضرب عنقك
ثم تجاولا في الكلام فقال له خالد : إِني قاتلك .
فقال له : أو بذلك أمرك صاحبك قال : وهذه بعد تلك"
وهنا يتبين انه لم يكن يقصد رسول الله بقوله صاحبك بل كان يقصد ابا بكر. بل حتى لو كان يقصد الرسول... فهل يكون ذلك عذرا ً شرعيا ً للقتل؟؟؟
"وكان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري حاضرين فكلما خالداً في أمره فكره كلامهما .
فقال مالك : يا خالد ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا .
فقال خالد : لا أقالني الله إِنْ أقلتك وتقدم إِلى ضرار بن الأزور بضرب عنقه فالتفت مالك إِلى زوجته وقال لخالد : هذه التي قتلتني وكانت في غاية الجمال فقال خالد : بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام .
فقال مالك : أنا على الإسلام فقال خالد : يا ضرار اضرب عنقه ."
البداية والنهاية لابن كثير ج6 * فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي:
" استدعى خالد مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح وعلى منعه الزكاة وقال ألم تعلم أنها قرينة الصلاة فقال مالك إن صاحبكم كان يزعم ذلك فقال أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار اضرب عنقه فضربت عنقه" ......
" وقد تكلم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصديق وتكلم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال الصديق اعزله فإن في سيفه رهقا فقال أبو بكر لا أشيم سيفا سله الله"
الكامل في التأريخ المجلد الثاني من الجزء الثاني، ذكر مالك بن نويرة
"لما غشوا مالكاً وأصحابه ليلاً أخذوا السلاح . فقالوا : نحن المسلمون ، فقال أصحاب مالك : ونحن المسلمون قالوا لهم : ضعوا السلاح فوضعوه . ثم صلوا . وكان يعتذر في قتله إنه قال : ما أخال صاحبكم إلا قال : كذا وكذا، فقال له : أو ما تعده لك صاحباً؟ ثم ضرب عنقه"
الذهبي في تأريخ الاسلام، مقتل مالك بن نويرة
"التميم الحنظلي اليربوعي قال ابن إسحاق: أتى خالد بن الوليد بمالك بن نويرة في رهط من قومه بني حنظلة، فضرب أعناقهم، وسار في أرض تميم، فلما غشوا قوماً منهم أخذوا السلاح وقالوا: نحن مسلمون، فقيل لهم: ضعوا السلاح، فوضعوه، ثم صلى المسلمون وصلوا.
فروى سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: قدم أبو قتادة الأنصاري على أبي بكر رضي الله عنه فأخبره بقتل مالك بن نويرة وأصحابه، فجزع لذلك، ثم ودى مالكاً ورد السبي والمال.
وروي أن مالكاً كان فارساً شجاعاً مطاعاً في قومه وفيه خيلاء، كان يقال له الجفول، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم فولاه صدقة قومه، ثم ارتد، فلما نازله خالد قال: أنا آتي بالصلاة دون الزكاة، فقال: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً؟ لا تقبل واحدة دون الأخرى! فقال: قد كان صاحبك يقول ذلك، قال خالد: وما تراه لك صاحباً! والله لقد هممت أن أضرب عنقك، ثم تحاورا طويلاً فصمم على قتله: فكلمه أبو قتادة الأنصاري وابن عمر، فكره كلامهما، وقال لضرار بن الأزور: إضرب عنقه، فالتفت مالك إلى زوجته وقال: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال، قال خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال: أنا على الإسلام، فقال: إضرب عنقه، فضرب عنقه"
اقول: قوله ثم ارتد لا يصح... وقد اضافه هنا ليهون من جريمة خالد، وهو يخالف ما ذكر بعد ذلك من ان ابي قتادة وابن عمر شهدا له بالاسلام. كذلك يخالف ما شهد مالك نفسه على انه مسلم وايضا انكار عمر وابي بكر واداء دية مالك ورد السبي وما صرح به بقية علماء اهل السنة كما بينا وفيهم الذهبي نفسه.
وقال في موضع آخر من نفس الباب:
" وقال الموقري، عن الزهري قال: وبعث خالد إلى مالك بن نويرة سرية فيهم أبو قتادة، فساروا يومهم سراعاً حتى انتهوا إلى محلة الحي، فخرج مالك في رهطه فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المسلمون فزعم أبو قتادة أنه قال:وأنا عبد الله المسلم قال: فضع السلاح، فوضعه في اثني عشر رجلاً، فلما وضعوا السلاح ربطهم أمير تلك السرية وانطلق بهم أسارى، وسار معهم السبي حتى أتوا بهم خالداً، فحدث أبو قتادة خالداً أن لهم أماناً وأنهم قد ادعوا إسلاماً، وخالف أبا قتادة جماعة السرية فأخبروا خالداً أنه لم يكن لهم أمان، وإنما سيروا قسراً، فأمر بهم خالد فقتلوا وقبض سببهم، فركب أبو قتادة فرسه وسار قبل أبي بكر. فلما قدم عليه قال: تعلم أنه كان لمالك بن نويرة عهد وأنه ادعى إسلاماً، وإني نهيت خالداً فترك قولي وأخذ بشهادات الأعراب الذين يريدون الغنائم فقام عمر فقال: يا أبا بكر إن في سيف خالد رهقاً، وإن هذا لم يكن حقاً فإن حقاً عليك أن تقيده، فسكت أبو بكر."
اسد الغابة في معرفة الصحابة... باب الميم، ترجمة مالك بن نويرة:
"لما غشوا مالكاً وأصحابه ليلاً، أخذوا السلاح، فقالوا: نحن المسلمون. فقال أصحاب مالك: ونحن المسلمون. فقالوا لهم: ضعوا السلاح وصلوا. وكان خالد يعتذر في قتله أن مالكاً قال: ما إخال صاحبكم إلا قال كذا. فقال: أو ما تعده لك صاحباً ? فقتله. فقدم متمم على أبي بكر يطلب بدم أخيه، وأن يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي، وودى مالكاً من بيت المال.
فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد. وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا، فتركهم هذا عجب. وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امراً مسلماً. وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطى دية مالك في بيت المال. فهذا جميعه يدل على أنه مسلم.
ووصف متمم بن نويرة أخاه مالكاً فقال: كان يركب الفرس الحرون، ويقود الجمل الثفال، وهو بين المزادتين النضوحتين في الليلة القرة، وعليه شملة فلوت، معتقلاً رمحاً خطياً فيسري ليلته ثم يصبح وجهه ضاحكاً، كأنه فلقة قمر. رحمه الله ورضي عنه"
وقال في ترجمة خالد بن الوليد:
" إلا أن الناس اختلفوا في قتل مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتل مسلما لظن ظنه خالد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة وأقسم أنه لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه."
واعتقد ان قسم ابي قتادة بعدم القتال تحت راية خالد يعطي رسالة صريحة في كون تلك الراية راية ظلال.. وكون سيف خالد فيه رهق... فكيف يدعونه بعد ذلك بسيف الله المسلول؟؟؟؟
الطبري تأريخ الامم والملوك ج2 ص 273
"حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق أن أبا بكر من عهده إلى جيوشه أن إذا غشيتم دارا من دور الناس فسمعتم فيها أذانا للصلاة فأمسكوا عن أهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا وإن لم تسمعوا أذانا فشنوا الغارة فاقتلوا وحرقوا وكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة وقد كان عاهد الله ألا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح قال فقلنا إنا المسلمون فقالوا ونحن المسلمون قلنا فما بال السلاح معكم قالوا لنا فما بال السلاح معكم قلنا فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح قال فوضعوها ثم صلينا وصلوا وكان خالد يعتذر في قتله أنه قال له وهو يراجعه ما إخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا قال أو ما تعده لك صاحبا ثم قدمه فضرب عنقه وأعناق أصحابه فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال عدو الله عدى على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال أرثاء قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك ولا يكلمه خالد بن الوليد"
فتوح البلدان للبلاذري ج1 ص 117 .
"وقد قيل إن خالدا لم يلق بالبطاح والبعوضة أحدا ، ولكنه بث السرايا في بنى تميم ، وكان منها سرية عليها ضرار بن الازور الاسدي ، فلقى ضرار مالكا فاقتتلوا وأسره وجماعة معه ، فأتى بهم فضربت أعناقهم ، وتولى ضرار ضرب عنق مالك . ويقال إن مالكا قال لخالد : إنى والله ما ارتددت . وشهد أبو قتادة الانصاري أن بنى حنظلة وضعوا السلاح وأذنوا" .
والاشنع من ذلك انه اشعل النار في رأس الشهيد وجعله مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك الليلة!!!!! سبحان الله على هذه البشاعة والسادية...
البداية والنهاية لابن كثير ج 6:
فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي:
" فضربت عنقه وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك الليلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم ويقال إن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر ولم تفرغ الشعر لكثرته"!!!!!
الاصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني ترجمة مالك بن النويرة:
"مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب اثفية لقدر فنضج ما فيه قبل ان يخلص الناس الى شؤون رأسه"
الطبري تاريخ الامم والملوك ج2 ..272- 274:
" كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن خزيمة عن عثمان عن سويد قال كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعرا وإن أهل العسكر أثفوا برؤوسهم القدور فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكا فإن القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره وقى الشعر البشرة حرها أن يبلغ منه ذلك"
تأريخ ابو الفداء ج1-221
"فضرب عنقه وجعل رأسه اثفية القدر وكان من أكثر الناس شعراً"
بعد ذلك نزا خالد على زوجة الشهيد... وكان مالك قال لها قبل قتله "هذه التي قتلتني" اي ان خالدا ً كان يروم قتله ليحصل عليها!!! وقد صدق مالك...
ولو لم يكن لخالد غرض في زوجة مالك لما نكحها بعد ان صرح مالك بذلك امامه!! لكن شهوة خالد غلبت غيرته ولم يأبه لقول الناس...
تأريخ ابو الفداء ج1-221
" وفي ذلك يقول أبو نمير السعدي :
قضى خالد بغياً عليه بعرسه وكان له فيها هوى قبل ذلك
فأمضى هواه خالد غير عاطف عنان الهوى عنها ولا متمالك
فأصبح ذا أهل وأصبح مالك إِلى غير أهل هالكاً في الهوالك
ولما بلغ ذلك أبا بكر وعمر قال عمر لأبي بكر : إِن خالداً قد زنى فارجمه قال : ما كنت أرجمه فإِنه تأول فأخطأ .
قال : فإِنه قد قتل مسلماً فاقتله قال : ما كنت أقتله فإِنه تأول فأخطأ .
قال فاعزله قال ما كنت أغمد سيفاً سله الله عليهم!!! ."
اسد الغابة في معرفة الصحابة باب الميم ترجمة مالك بن نويرة:
"فتزوج خالد امرأته، فقال عمر لأبي بكر: سيف خالد فيه رهق ! وأكثر عليه، فقال أبو بكر: تأول فأخطأ. ولا أشيم سيفاً سله الله على المشركين. وودى مالكاً، وقدم خالد على أبي بكر، فقال له عمر: يا عدو الله، قتلت أمرأً مسلماً، ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك....".
"فقدم متمم على أبي بكر يطلب بدم أخيه، وأن يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي، وودى مالكاً من بيت المال. فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد."
ومن الواضح في هذه الرواية وشبيهاتها كم كان مؤرخوا السنة يدارون ويغمضون ويخففون من جريمة خالد بن الوليد. فهو يقول في البداية "فتزوج خالد امرأته" ثم يقول له عمر "نزوت على امرأته لأرجمنك"!!! فأي زواج هذا؟؟؟؟
الاصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني، ترجمة مالك بن نويرة
"فقتله ضرار بن الأزور الأسدي صبرا بأمر خالد بن الوليد بعد فراغه من قتال الردة ثم خلفه خالد على زوجته فقدم اخوه متمم بن نويرة على أبي بكر فأنشده مرثية أخيه وناشده في دمه وفي سبيهم فرد أبو بكر السبي وذكر الزبير بن بكار ان أبا بكر أمر خالدا ان يفارق امرأة مالك المذكورة واغلظ عمر لخالد في أمر مالك واما أبو بكر فعذره"
وفي موضع آخر من نفس الباب:
" واسم امرأة مالك أم تميم بنت المنهال وروى ثابت بن قاسم في الدلائل ان خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال فقال مالك بعد ذلك لامرأته قتلتني يعني سأقتل من أجلك وهذا قاله ظنا فوافق انه قتل"
البداية والنهاية لابن كثير ج 6
فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي
"والمقصود أنه لم يزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحرض الصديق ويذمره على عزل خالد عن الأمرة ويقول إن في سيفه لرهقا حتى بعث الصديق إلى خالد بن الوليد فقدم عليه المدينة وقد لبس درعه التي من حديد وقد صدئ من كثرة الدماء وغرز في عمامته النشاب المضمخ بالدماء فلما دخل المسجد قام إليه عمر بن الخطاب فانتزع الأسهم من عمامة خالد فحطمها وقال أرياء قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته والله لارجمنك بالجنادل وخالد لا يكلمه ولا يظن إلا أن رأي الصديق فيه كرأي عمر حتى دخل على أبي بكر فاعتذر إليه فعذره وتجاوز عنه ما كان منه في ذلك وودى مالك بن نويرة فخرج من عنده وعمر جالس في المسجد فقال خالد هلم إلي يا ابن أم شملة فلم يرد عليه وعرف أن الصديق قد رضي عنه"
الكامل في التأريخ لابن الاثير، ذكر مالك بن نويرة:
"وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك فقال عمر لأبي بكر: إن سيف خالد فيه رهق وأكثر عليه في ذلك فقال : هيه يا عمر تأول فاخطأ فارفع لسانك عن خالد فإني لا أشيم سيفاً سله الله على الكافرين ، وودي مالكاً، وكتب إلى خالد أن يقدم عليه ففعل . ودخل المسجد وعليه قباء [ له عليه صدأ الحديد ] وقد غرز في عمامته أسهماً فقام إليه عمر فنزعها وحطمها وقال له [ أرئاء ] قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته ! والله لأرجمنك باحجارك"
ايضا نرى جملة "تزوج خالد ام تميم امرأة مالك" ثم " نزوت على امرأته ! والله لأرجمنك باحجارك"..
تاريخ الاسلام: الشيخ الإمام العالم العامل النّاقد البارع الحافظ الحجّة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ
مقتل مالك بن نويرة
"فضرب عنقه وجعل رأسه أحد أثافي قدر طبخ فيها طعام، ثم تزوج خالد بالمرأة، فقال أبو زهير السعدي من أبيات:
قضى خالد بـغـياً عـلـيه لـعـرسـه وكان لـه فـيهـا هـوى قـبـل ذلـكـا
وذكر ابن الأثير في كامله وفي معرفة الصحابة قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة صالحها مالك، ولم تظهر منه ردة، وأقام بالبطاح، فلما فرغ خالد من أسد وغطفان سار إلى مالك وبث سراياه فأتى بمالك. فذكر الحديث، وفيه: فلما قدم خالد قال عمر: يا عدو الله قتلت امرأً مسلماً ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك، وفيه أن أبا قتادة شهد أنهم أذنوا وصلوا"
الطبري تاريخ الامم والملوك ج2 ..272- 274
" عليه ابو بكر حتى كلمه عمر فيه فلم يرض إلا أن يرجع إليه فرجع إليه حتى قدم معه المدينة وتزوج خالد أم تميم ابنة المنهال وتركها لينقضي طهرها"
ومن الواضح ان الطبري لم يقل ذلك الا ليعطي العذر لخالد... لكنه لم يفلح وسقط في ما قال.. فكيف تزوجها اولا ثم تركها لينقضي طهرها؟؟؟؟
وقد اعقب الطبري في موضع آخر:
" فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال عدو الله عدى على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال أرثاء قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك ولا يكلمه خالد بن الوليد ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر فيه حتى دخل على أبي بكر فلما أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه"
وكما تبين فيما سبق عندما علم ابو بكر غضب على خالد... لكنه عذره ولم يعاقبه!!! نعم فالفرسان والشجعان هم فوق القانون ولا يجوز ان يتعرض لهم احد!!!!
وتبين كيف ان عمر بن الخطاب انكر على خالد انكارا شديدا وطالب بعقابه... او على الاقل عزله.. لكن كما قلنا... خالد كان فوق القانون والشرع بالنسبة لابي بكر.
حتى قال عمر لأبي بكر:
فتوح البلدان للبلاذري ج1 ص 98
"فقال عمر بن الخطاب لابي بكر رضى الله عنهما : بعثت رجلا يقتل المسلمين ويعذب بالنار "
وقد استغرب ابن كثير في البداية والنهاية ج6 " فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي"...استغرب تمسك ابي بكر بإمارة خالد بن الوليد على الرغم من تأريخه الاجرامي الاسود... فقال:
"واستمر أبو بكر بخالد على الأمرة وإن كان قد اجتهد في قتل مالك بن نويرة وأخطأ في قتله كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى أبي جذيمة فقتل أولئك الأسارى الذين قالوا صبأنا صبأنا ولم يحسنوا أن يقولوا اسلمنا فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رد إليهم ميلغة الكلب ورفع يديه وقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ومع هذا لم يعزل خالدا عن الأمرة"!!!!
حيث أن لخالد سوابق في اسرافه في قتل العزل المكبلين وفي عشقه للدماء وقطع الرؤوس.. وتروي صحاح المسلمين كيف أن خالدا قتل أسرى بني جذيمة الذين اسلموا لكنهم قالوا صبأنا اي تركنا ديننا الجاهلي... فلم يمهلهم خالد ولم يستفسر منهم ما قصدوا او ينصحهم... بل ذبحهم كالخرفان وهم مكبلون... فتبرأ منه رسول الله وقال اللهم اني ابرأ اليك مما صنع خالد!! وهذا ما رواه البخاري واحمد وغيرهم.
يقول ابن الاثير في الكامل فى التاريخ المجلد الثانى من الجزء الثاني، ذكر غزوة خالد بن الوليد بني جَذِيْمة:
وفي هذه السنة كانت غزوة خالد بن الوليد بني جَذيمة، وكان رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم قد بعث السرايا بعد الفتح فيما حول مكة يدعون الناس إلىِ الاسلام ولم يأمرهم بقتال ، وكان ممن بعث خالد بن الوليد بعثه داعياً ولم يبعثه مقاتلَا فنزل على الغميصاء ماء من مياه جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، وكانت جَذيمة أصابت في الجاهلية عوف بن عبد عوف أبا عبد الرحمن بن عوف والفاكه بن المغيرة عم خالد . كانا أقبلا تاجرين من اليمن فأخذت ما معهما وقتلتهما فلما نزل خالد ذلك الماء أخذ بنو جذيمة السلاح ، فقال لهم خالد : ضعوا السلاح فإنّ الناس قد أسلموا . فوضعوا السلاح فأمر خالد بهم فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل منهم من قتل فلما انتهى الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال : اللهم إنّي أبرأ إليك مما صنع خالد.
لكن خالدا ً لم يندم على قتله لهؤلاء المساكين بل عنف ابن عوف وسبه لأنه انكر عليه ما فعل:
يقول ابن الاثير في اسد الغابة ترجمة خالد بن الوليد:
" ولما رجع خالد بن الوليد من بني جذيمة أنكر عليه عبد الرحمن ابن عوف ذلك، وجرى بينهما كلام، فسب خالد عبد الرحمن بن عوف، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال لخالد: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك أحدهم ولا نصيفه".
وهذا حديث صريح في ذم خالد بن الوليد وانه لو انفق مثل جبل احد ذهبا لما ادرك احدا من الصحابة ولا نصيفه!!!!
وكما يقول الحديث لايلدغ المؤمن في جحر مرتين... لكن خالدا كررها مرات ومرات...
فالذي يقرأ في التأريخ عن حروب خالد بن الوليد يرى ان لهذا الرجل عادة في قتل الاسرى!!
واغلب من اخذهم اسرى قتلهم بعد ذلك!!
اذن كانت الحرب بالنسبة لخالد بن الوليد متعة ادمن عليها... ولم يكن يروي عطش خالد سوى دماء الاسرى المكبلين!! ولم تكن نيته خالصة لوجه الله... بل كان مريضا ً نفسيا ً يعشق القتل والدماء!!! ولهذا قال عمر ان في سيفه رهقا ً!!
اقرؤوا عن حروبه وفتوحاته... اليكم بعض ما سمح لي وقتي من قرائته:
الكامل لابن الاثير ج2 المجلد الثاني
ذكر فتح عين التمر
"فلما انتهى المنهزمون إليه تحصنوا به فنازلهم خالد فطلبوا منه الأمان ، فأمن فنزلوا على حكمه فأخذهم أسرى، وقتل عقة ثمِ قتلهم أجمعين وسبى كل مَنْ في الحصن وغنم ما فيه"
ذكر خبر دُومة الجندل
ولما فرغ خالد من عين التمر أتاه كتاب عياض بن غنم يستمده على من بإزائه من المشركين فسار خالد إليه فكان بإزائه بهراء، وكلب ، وغسان ، وتنوخ ، والضجاعم ، وكانت دومة على رئيسين ، أكيدر بن عبد الملك ، والجودي بن ربيعة ، فأما أكيدر فلم ير قتال خالد وأشار بصلحه خوفاً فلم يقبلوا منه [ فقال : لن أمالئكم على حرب خالد فشأنكم ]، فخرج عنهم وسمع خالد بمسيره فأرسل إلى طريقه [ عاصم بن عمرو معارضاً له ] فأخذه أسيراً فقتله وأخذ ما كان معه"....
"فلما اطمئن خالد خرج إليه الجودي في جمع ممن عنده من العرب لقتاله ، وأخرج طائفة أخرى إلى عياض فقاتلهم عياض فهزمهم فهَزَمَ خالد من يليه ، وأخذ الجودي أسيراً وانهزموا إلى الحصن [ فلم يحملهم ]، فلما امتلأ أغلقوا الباب دون أصحابهم فبقوا حوله [ حرداء ]، فأخذهم خالد فقتلهم حتى سد باب الحصن ، وقتل الجودي ، وقتل الأسرى"
ذكر وقعة مصيخ بني البرشاء
"فأغاروا على الهذيل ، ومن معه وهم نائمون مِنْ ثلاثة أوجه فقتلوهم ، وأفلت الهذيل في ناس قليل ، وكثر فيهم القتل ، وكان مع الهذيل عبد العزى بن أبي رهم أخو أوس مناة، ولبيد بن جرير وكانا قد أسلما ومعهما كتاب أبي بكر بإسلامهما فقتلا في المعركة ، فبلغ ذلك أبا بكر وقول عبد العزى :
أقول إذ طرق الصباح بغارة سبحانك اللهم رب محمد
سبحان ربي لا إله غيره رب البلاد ورب من يتورد
فوَدَاهما وأوصى بأولادهما فكان عمر يعتد بقتلهما، وقتل مالك بن نويرة على خالد"
لكن عمر بن الخطاب عزله في اول عمل له عندما تولى الخلافة... وخاصمه خصومة شديدة بما قدمت يداه... وانكر عليه اسلوبه الاجرامي في حروبه...
البداية والنهاية الجزء 7 ص 9
"وذكر سلمة عن محمد بن اسحاق ان عمر انما عزل خالد لكلام بلغه عنه ولما كان من امر مالك بن نويرة وما كان يعتمده في حربه فلما ولى عمر كان اول ما تكلم به ان عزل خالدا وقال لا يلي لي عملا ابدا وكتب عمر الى ابي عبيدة ان اكذب خالد نفسه فهو امير على ما كان عليه وان لم يكذب نفسه فهو معزول فانزع عمامته عن راسه وقاسمه ماله نصفين"
والرواية الثانية التي ينقلها بعض المؤرخين هي كما ذكرها ابن حجر في الاصابة في ترجمة مالك بن نويرة:
"ان خالد بن الوليد لما اتى البطاح بث السرايا فاتى بمالك ونفر من قومه فاختلفت السرية فكان أبو قتادة ممن شهد انهم أذنوا واقاموا الصلاة وصلوا فحبس يهم خالد في ليلة باردة ثم أمر مناديا فنادى ادفئوا اساركم وهي في لغة كناية عن القتل فقتلوهم وتزوج خالد بعد ذلك امرأة مالك فقال عمر لأبي بكر ان في سيف خالد رهقا فقال أبو بكر تأول فأخطأ ولا أشيم سيفا سله الله على المشركين وودى مالكا وكان خالد يقول إنما أمر بقتل مالك لأنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اخال صاحبكم الا قال كذا وكذا فقال له أو ما تعده لك صاحبا"
ومن الواضح كذب هذه الرواية وتناقضها الشديد... ففي البداية تقول الرواية ان خالدا قال ادفئوا اسراكم- اي يريد بهم الخير وان يخلصهم من البرد- ففهم ضرار انه يريد قتلهم فقتلهم... لكن بعد ذلك يقول: "وكان خالد يقول إنما أمر بقتل مالك لأنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اخال صاحبكم الا قال كذا وكذا فقال له أو ما تعده لك صاحبا" اي انه امر بقتلهم لانه قال صاحبكم وما الى ذلك!!!!
ولا داعي ان يقول عمر ان في سيف خالد رهقا او ان يدافع ابا بكر عنه فيقول انه تأول فأخطأ!!
لذا من الواضح ان هذه الرواية اخترعت لكي يعذروا بها خالدا ً... لكن.. خاب سعيهم...
ولعل الله قد عاقب خالدا ً عندما لم يمنحه الشهادة فيمحو بها ما اقترفت يداه من الاجرام... بل اماته حتف انفه في بيته كالبعير كما قال هو عن نفسه....
بل وقد انقرض ولده جميعا وانقطع اثره عن الدنيا... وفي ذلك حكمة اخرى....
يقول ابن الاثير في اسد الغابة في ترجمة خالد بن الوليد:
" قال الزبير بن أبي بكر: وقد انقرض ولد خالد بن الوليد، فلم يبق منهم أحد"
والحمد لله رب العالمين.
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين والعن اعدائهم الى يوم الدين...
اليكم البحث الذي شجعني احد الوهابية على تأليفه بعد ان اتهم الصحابي الجليل مالك بن نويرة بالردة والموت عليها..
وان خالد بن الوليد قد قتله لانه ارتد....
وذلك في منتدى انصار اهل البيت الوهابي http://www.ansaaar.com/vb/showthread.php?t=4222&page=2
وآليت ان انشر البحث في منتدانا لتعظم الفائدة ولكي ابين جزءا ً من مظلومية هذا الصحابي الشهيد... واسأل الله ان يغفر لي بذلك ذنوبي وان يجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون...
مالك بن نويرة... الشهيد المظلوم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً
[النساء : 93]
[النساء : 93]
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العلي العظيم...
رحمك الله ايها الصحابي الشهيد مالك بن النويرة.. وانك والله خصم لمن افترى عليك يوم القيامة...
قبل ان ابدأ بدرء الافتراءات عن مالك بن النويرة الصحابي الجليل... اود ان اعلق على اقوال بعض الوهابية في اغتصاب خالد بن الوليد لزوجة مالك بن نويرة... وتضعيفهم لرواية قتل خالد بن الوليد لمالك...
يقول احدهم:
"الاثناعشري تجاهل قول ابن حجر في قصة هذا الزواج
وأمّا أنه تزوج بامرأة مالك بن نويرة فهذا لايصح
إسناده منقطع ابن حجر الإصابة 3/357"
نقول هذا افتراء اصلع على ابن حجر!!
...ابن حجر اكد هذا الزواج في كتابه الاصابة في معرفة الصحابة:
قال في ترجمة مالك بن نويرة: "وتزوج خالد بعد ذلك امرأة مالك" ولم يقل ان سنده منقطع بل سلم بصحته.
اما الاخر... فقال:
" هذه رواية ضعيفة لا يحتج بها
مدارها على ابن حميد ومحمد بن اسحاق
فمحمد بن اسحاق مختلف فيصحته
راجع تهذيب الكمال للمزي جـ24 برقم (5057) ، والضعفاء للعقيلي جـ4 برقم (1578).
وابن حميد هو محمد بن حميد بن حيان الرازي ضعيف
قال عنه يعقوب السدوسي: كثيرالمناكير
وقال البخاري: حديثه فيهنظر
وقال النسائي: ليسبثقة
وقال الجوزجاني: رديء المذهب غيرثقة
التهذيب جـ25 رقم (5167) ص (102).
وضعّفه الحافظ ابن حجر في التقريب
تقريب التهذيب جـ2 رقم (5852) ص (69). "
اقول: اقوى الاراء التي ذكرها الواثق في ابن حميد هو رأي الجوزجاني "رديء المذهب غير ثقة"
لنرى من هو الجوزجاني:
قال ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري ج1 ص406 :
" وأما أبو إسحاق الجوزجاني فقال : كان زائغا غاليا . يعني في التشييع قلت - أي العسقلاني - : والجوزجاني غال في النصب ".
وقال أيضا في ج1 ص390 :
" الجوزجاني كان ناصبيا منحرفا عن علي ".
قال الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج1 ص205ت 256:
" وكان شديد الميل الى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي رضي الله ".
وللجوزجاني قصة مشهورة عند اهل الحديث تسمى بقصة الفروجة نقلتها من منتدى ملتقى اهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=487814
("قصة الفروجة فقد رواها ابن عساكر بإسناده عن عبد الغني بن سعيد الحافظ بمصر قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرعيني يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن عدبس يقول كنا عند إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فالتمس من يذبح له دجاجة فتعذر عليه فقال يا يا قوم تعذر علي ذبح دجاجة وعلي بن أبي طالب قتل سبعين ألف في وقت واحد!!! أو كما قال
تاريخ مدينة دمشق 7/281
عبد الغني بن سعيد الحافظ بمصر قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرعيني يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن عدبس يقول كنا عند إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فالتمس من يذبح له دجاجة فتعذر عليه فقال يا يا قوم تعذر علي ذبح دجاجة وعلي بن أبي طالب قتل سبعين ألف في وقت واحد"
قال محقق كتاب الشجرة في أحوال الرجال
الشيخ عبد العليم البستوي : بعد أن ذكر قصة الفروجة (الدجاجة).. وعبد الغني بن سعيد إمام معروف وأما شيخه أبو إسحاق إبراهيم الرعيني فلم أقف على ترجمته !
وأما عبدالله بن أحمد بن عدبس ...ولم يوثقه الدارقطني ولا ابن عساكر كما في تهذيبه أي توثيق من غيره فمدار هذه القصة على (ابن عدبَّس) هذا ولم يوثقه أحد فيما نعلم ...الخ
قلت : سبق أن نقلنا توثيق إبراهيم بن محمد الرعيني من كلام تلميذه عبد الغني بن سعيد
وابن عدبس من يروي عنه مثل هذا الكم الهائل لا يمكن أن يكون مجهولا والله أعلم
قلت : والقصة فيما يظهر أنها صحيحة وإن كنت أتمنى أن تكون غير ذلك من باب إحسان الظن به لكن اعتمد هذه القصة جمهور المحدثين أمثال ابن حبان والدار قطني وابن عدي والذهبي وابن حجر وغيرهم.)
وكما نعلم.....فإن رداءة المذهب عند الناصبي هي موالاة اهل البيت وحبهم!!!
وبهذا يتبين ان جرح الجوزجاني هو في الحقيقة مديح لابن حميد!!!
كما انه تجاهل توثيق آخرين لهذا الرجل....
الكامل في الضعفاء 7 / 530: "أنّ أحمد بن حنبل قد أثنى عليه خيراً ، لصلابته في السنّة ".
وفي تهذيب الكمال: " قال أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف الحافظ : قلت لمحمّد بن يحيى الذهلي : ما تقول في محمّد بن حميد ؟
قال : ألا تراني ؟! هو ذا أُحدّث عنه.
قال : وكنت في مجلس أبي بكر الصاغاني محمّد بن إسحاق ، فقال : حدّثنا محمّد بن حميد.
فقلت : تحدّث عن ابن حميد ؟!
فقال : وما لي لا أُحدّث عنه ، وقد حدّث عنه أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين"
وكان ابن معين حسن الرأي فيه ( التقريب ) 5871
وقال أبو بكر الصغانى: مالى لا أحدث عنه وقد حدث عنه أحمد بن حنبل وابن معين الميزان 530 / 3 التاريخ الكبير 69 / 1.
وفي ملتقى اهل الحديث ايضا ً: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=431814
فممن وثقه أحمد بن حنبل والذهبي ويحيي بن معين وقال : ثقة ، ليس به بأس ، رازي كيّس . ووثقه أبو عثمان الطيالسي .
وهكذا يظهر لنا اضطراب آراء العلماء واختلافهم في ابن حميد... ولهذا يقول البخاري ان حديثه فيه نظر... ولم يجزم بضعفه.
وعلى هذا الاساس لا يجوز ترك روايات ابن حميد كلها... سيما ولم يقل عنه العلماء الواردة ذكرهم انه متروك الحديث او كذاب.
ولذلك نقل ابن كثير والذهبي وابن الاثير وابن حجر وغيرهم من جهابذة علماء اهل السنة تلك الحادثة.
وقد قال نفس الوهابي:
"بل قد ذكر المؤرخون دليلاً آخر على موت مالك مرتداً
فقالوا
(( التقى عمر بن الخطاب متمم بن نويرة أخو مالك، واستنشد عمر متمماً بعض ما رثى به أخاه، وأنشده متمم قصيدته التي فيها:
وكنا كندمانَيْ جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً فلما سمع عمر ذلك قال: هذا والله التأبين ولوددت أني أحسن الشعر فأرثي أخي زيداً بمثل ما رثيت أخاك. قال متمم: لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته، فسر عمر رضي الله عنه لمقالة متمم وقال: ما عزاني أحد عن أخي بمثل ما عزاني به متمم ))
فتوح البلدان لأحمد البلاذري ص (108)
الكامل في التاريخ لابن الأثير جـ2 ص "(218).
وهذا افتراء كبير على ابن الاثير والبلاذري وجهل عظيم بمعنى الرواية....
فابن الاثير في اسد الغابة في معرفة الصحابة في ترجمة مالك اكد على اسلام مالك وتعجب من الذين قالوا انه مرتد بل وترضى عليه!!!:
"فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد. وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا، فتركهم هذا عجب!!!. وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امراً مسلماً. وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطى دية مالك في بيت المال. فهذا جميعه يدل على أنه مسلم".
ثم قال ابن الاثير في آخر كلامه: "رحمه الله ورضي عنه"
اما البلاذري فقال في ج 1 ص 118 من فتوح البلدان:
". وقد قيل إن خالدا لم يلق بالبطاح والبعوضة أحدا ، ولكنه بث السرايا في بنى تميم ، وكان منها سرية عليها ضرار بن الازور الاسدي ، فلقى ضرار مالكا فاقتتلوا وأسره وجماعة معه ، فأتى بهم فضربت أعناقهم ، وتولى ضرار ضرب عنق مالك . ويقال إن مالكا قال لخالد : إنى والله ما ارتددت . وشهد أبو قتادة الانصاري أن بنى حنظلة وضعوا السلاح وأذنوا "
فمن الواضح ان معنى الرواية التي اوردها الواثق تختلف اختلافا كليا عما اراد ان يوصله الينا !!!
معنى قول متمم "لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته" فهو لأن زيد بن الخطاب اخو عمر قد استشهد في واقعة اليمامة وهو يقاتل اتباع مسيلمة الكذاب بينما استشهد مالك مظلوما لا في قتال... لذا فمقتل زيد اكثر تشريفا لدى العرب واعلى درجة عند الله من مالك.
ولم تبق سوى رواية وحيدة مغمورة وهي التي اوردها من كتاب الامالي الذي يعتبر من الكتب الثقافية الادبية لا مرجعا اسلاميا ولا يساوي شيئا قبالة كتب التأريخ الاسلامية التي ذكرناها. فلا يصح الاخذ بها امام كل هذه الدلائل الضخمة التي تثبت اسلام مالك.
اما الان فنأتي لنبين مظلومية مالك بن نويرة وشهادته رحمه الله ورضي عنه.
اولا ثقة الرسول به:
لا يختلف المؤرخون على ان مالكا كان عامل رسول الله على صدقات قومه... وهذا يعني ان الرسول وثق به وامن سريرته... فكيف يؤمنه على الحقوق الشرعية ان لم يكن واثقا منه؟
يقول ابن حجر في الاصابة... ترجمة مالك بن نويرة:
"كان شاعرا شريفا فارسا معدودا في فرسان بني يربوع في الجاهلية واشرافهم وكان من ارداف الملوك وكان النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على صدقات قومه".
قال الشيخ الإمام العالم، الحافظ البارع الأوحد، بقية السلف عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، المعروف ب"ابن الأثير" في كتابه اسد الغابة.. ترجمة مالك بن نويرة:
"قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض صدقات بني تميم"
الطبري تاريخ الامم والملوك..ج2 ص204
"وبعث مالك بن نويرة على صدقات بني حنظلة "
فتوح البلدان للبلاذري ج1 ص 117
"وكان مالك عاملا للنبى صلى الله عليه وسلم على صدقات بنى حنظلة"
ووافقهم باقي مؤرخي المسلمين.
2- من المؤرخين من قالوا بأن الشهيد لم يرتد ابدا... ومنهم من قال انه صالح سجاح ثم ندم ورجع رجوعا حسنا..
وذكره الشيخ الإمام العالم، الحافظ البارع الأوحد، بقية السلف عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، المعروف ب"ابن الأثير" في كتابه اسد الغابة كصحابي وترضى عليه بل واستعجب ممن اتهموه بالردة!! قال في باب الميم ترجمة مالك بن نويرة:
"فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد. وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا، فتركهم هذا عجب!!!. وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امراً مسلماً. وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطى دية مالك في بيت المال. فهذا جميعه يدل على أنه مسلم".
ثم قال ابن الاثير في آخر كلامه: "رحمه الله ورضي عنه"
قال الشيخ الإمام العالم العامل النّاقد البارع الحافظ الحجّة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ في تاريخ الاسلام باب مقتل مالك بن نويرة :
"وذكر ابن الأثير في كامله وفي معرفة الصحابة قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة صالحها مالك، ولم تظهر منه ردة"
قال ابن الاثير في الكامل باب ذكر مالك بن نويرة:
"لما رجعت سجاح إلى الجزيرة ارعوى مالك بن نويرة وندم وتحير في أمره وعرف وكيع وسماعة قبح ما أتيا فراجعا رجوعاً حسناً ولم يتجبرا" وهذا ما فسره الذهبي كما اوردنا في ان مالكا لم تظر منه ردة...
وذكر ابن الاثير في اسد الغابة ايضا ً ... ترجمة مالك بن نويرة:
"فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة، صالحها إلا أنه لم تظهر عنه ردة"
البداية والنهاية لابن كثير:
فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي
" كان قد صانع سجاح حين قدمت من أرض الجزيرة فلما اتصلت بمسيلمة لعنهما الله ثم ترحلت إلى بلادها فلما كان ذلك ندم مالك بن نويرة على ما كان من أمره وتلوم في شأنه"
الطبري.. تاريخ الامم والملوك...ج2 ص 272 :
" لما انصرفت سجاح إلى الجزيرة ارعوى مالك بن نويرة وندم وتحير في أمره وعرف وكيع وسماعة قبح ما أتيا فرجعا رجوعا حسنا ولم يتجبرا"
الاستيعاب في معرفة الاصحاب للحافظ ابن عبد البر في باب مالك
" واختلف فيه هل قتله مسلماً أو مرتداً وأراه والله أعلم قتله خطأ."
استشهاد مالك بن النويرة:
قال تعالى في كتابه العزيز:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء : 94]
والآية غنية عن الشرح....
واخرج البخاري في صحيحه:
……" 4394قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، نَاشِزُ الْجَبْهَةِ، آَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمَّرُ الإِزَارِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اتَّقِ اللّه . قَالَ " وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ " . قَالَ ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ " لاَ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي ". فَقَالَ خَالِدٌ وَكمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِه. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبَ النَّاسِ، وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ "
وكما هو واضح من الحديث ان الرسول صلى الله عليه وآله قد نهى خالدا ً من قبل ان يقتل من يظن انه يصلي... اي حتى لو لم يتأكد من صلاته... لكننا سنرى كيف حفظ خالد هذه الوصية وعمل بها!!!!
هنالك روايتان في كتب السنة عن قتل مالك بن نويرة رضي الله تعالى عنه... الاولى ان خالدا اتهم مالكا بكونه مرتدا ً.. فنفى مالك ذلك واكد انه مسلم... وشهد ابو قتادة وابن عمر لمالك بأنه صلى مع القوم وحاولا ان يردعا خالدا ً عن ما يريد... لكن خالدا ً كان مصرا ً ويريد ان يتحجج بأية حجة ليقتل مالكا ً... ولم يأبه لشهادة الصحابيين في اسلام مالك فضرب رأس مالك الشهيد...كل ذلك من اجل الغنائم والحصول على زوجة مالك الجميلة....
تأريخ ابو الفداء ج1-221
"أرسل أبو بكر إِلى مالك المذكور خالد بن الوليد في معنى الزكاة فقال مالك : أنا آتي بالصلاة دون الزكاة : فقال خالد : أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً لا تقبل واحدة دون الأخرى فقال مالك : قد كان صاحبكم يقول ذلك
قال خالد : أوما تراه لك صاحبا والله لقد هممت أن أضرب عنقك
ثم تجاولا في الكلام فقال له خالد : إِني قاتلك .
فقال له : أو بذلك أمرك صاحبك قال : وهذه بعد تلك"
وهنا يتبين انه لم يكن يقصد رسول الله بقوله صاحبك بل كان يقصد ابا بكر. بل حتى لو كان يقصد الرسول... فهل يكون ذلك عذرا ً شرعيا ً للقتل؟؟؟
"وكان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري حاضرين فكلما خالداً في أمره فكره كلامهما .
فقال مالك : يا خالد ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا .
فقال خالد : لا أقالني الله إِنْ أقلتك وتقدم إِلى ضرار بن الأزور بضرب عنقه فالتفت مالك إِلى زوجته وقال لخالد : هذه التي قتلتني وكانت في غاية الجمال فقال خالد : بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام .
فقال مالك : أنا على الإسلام فقال خالد : يا ضرار اضرب عنقه ."
البداية والنهاية لابن كثير ج6 * فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي:
" استدعى خالد مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح وعلى منعه الزكاة وقال ألم تعلم أنها قرينة الصلاة فقال مالك إن صاحبكم كان يزعم ذلك فقال أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار اضرب عنقه فضربت عنقه" ......
" وقد تكلم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصديق وتكلم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال الصديق اعزله فإن في سيفه رهقا فقال أبو بكر لا أشيم سيفا سله الله"
الكامل في التأريخ المجلد الثاني من الجزء الثاني، ذكر مالك بن نويرة
"لما غشوا مالكاً وأصحابه ليلاً أخذوا السلاح . فقالوا : نحن المسلمون ، فقال أصحاب مالك : ونحن المسلمون قالوا لهم : ضعوا السلاح فوضعوه . ثم صلوا . وكان يعتذر في قتله إنه قال : ما أخال صاحبكم إلا قال : كذا وكذا، فقال له : أو ما تعده لك صاحباً؟ ثم ضرب عنقه"
الذهبي في تأريخ الاسلام، مقتل مالك بن نويرة
"التميم الحنظلي اليربوعي قال ابن إسحاق: أتى خالد بن الوليد بمالك بن نويرة في رهط من قومه بني حنظلة، فضرب أعناقهم، وسار في أرض تميم، فلما غشوا قوماً منهم أخذوا السلاح وقالوا: نحن مسلمون، فقيل لهم: ضعوا السلاح، فوضعوه، ثم صلى المسلمون وصلوا.
فروى سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: قدم أبو قتادة الأنصاري على أبي بكر رضي الله عنه فأخبره بقتل مالك بن نويرة وأصحابه، فجزع لذلك، ثم ودى مالكاً ورد السبي والمال.
وروي أن مالكاً كان فارساً شجاعاً مطاعاً في قومه وفيه خيلاء، كان يقال له الجفول، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم فولاه صدقة قومه، ثم ارتد، فلما نازله خالد قال: أنا آتي بالصلاة دون الزكاة، فقال: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً؟ لا تقبل واحدة دون الأخرى! فقال: قد كان صاحبك يقول ذلك، قال خالد: وما تراه لك صاحباً! والله لقد هممت أن أضرب عنقك، ثم تحاورا طويلاً فصمم على قتله: فكلمه أبو قتادة الأنصاري وابن عمر، فكره كلامهما، وقال لضرار بن الأزور: إضرب عنقه، فالتفت مالك إلى زوجته وقال: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال، قال خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال: أنا على الإسلام، فقال: إضرب عنقه، فضرب عنقه"
اقول: قوله ثم ارتد لا يصح... وقد اضافه هنا ليهون من جريمة خالد، وهو يخالف ما ذكر بعد ذلك من ان ابي قتادة وابن عمر شهدا له بالاسلام. كذلك يخالف ما شهد مالك نفسه على انه مسلم وايضا انكار عمر وابي بكر واداء دية مالك ورد السبي وما صرح به بقية علماء اهل السنة كما بينا وفيهم الذهبي نفسه.
وقال في موضع آخر من نفس الباب:
" وقال الموقري، عن الزهري قال: وبعث خالد إلى مالك بن نويرة سرية فيهم أبو قتادة، فساروا يومهم سراعاً حتى انتهوا إلى محلة الحي، فخرج مالك في رهطه فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المسلمون فزعم أبو قتادة أنه قال:وأنا عبد الله المسلم قال: فضع السلاح، فوضعه في اثني عشر رجلاً، فلما وضعوا السلاح ربطهم أمير تلك السرية وانطلق بهم أسارى، وسار معهم السبي حتى أتوا بهم خالداً، فحدث أبو قتادة خالداً أن لهم أماناً وأنهم قد ادعوا إسلاماً، وخالف أبا قتادة جماعة السرية فأخبروا خالداً أنه لم يكن لهم أمان، وإنما سيروا قسراً، فأمر بهم خالد فقتلوا وقبض سببهم، فركب أبو قتادة فرسه وسار قبل أبي بكر. فلما قدم عليه قال: تعلم أنه كان لمالك بن نويرة عهد وأنه ادعى إسلاماً، وإني نهيت خالداً فترك قولي وأخذ بشهادات الأعراب الذين يريدون الغنائم فقام عمر فقال: يا أبا بكر إن في سيف خالد رهقاً، وإن هذا لم يكن حقاً فإن حقاً عليك أن تقيده، فسكت أبو بكر."
اسد الغابة في معرفة الصحابة... باب الميم، ترجمة مالك بن نويرة:
"لما غشوا مالكاً وأصحابه ليلاً، أخذوا السلاح، فقالوا: نحن المسلمون. فقال أصحاب مالك: ونحن المسلمون. فقالوا لهم: ضعوا السلاح وصلوا. وكان خالد يعتذر في قتله أن مالكاً قال: ما إخال صاحبكم إلا قال كذا. فقال: أو ما تعده لك صاحباً ? فقتله. فقدم متمم على أبي بكر يطلب بدم أخيه، وأن يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي، وودى مالكاً من بيت المال.
فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد. وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا، فتركهم هذا عجب. وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امراً مسلماً. وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطى دية مالك في بيت المال. فهذا جميعه يدل على أنه مسلم.
ووصف متمم بن نويرة أخاه مالكاً فقال: كان يركب الفرس الحرون، ويقود الجمل الثفال، وهو بين المزادتين النضوحتين في الليلة القرة، وعليه شملة فلوت، معتقلاً رمحاً خطياً فيسري ليلته ثم يصبح وجهه ضاحكاً، كأنه فلقة قمر. رحمه الله ورضي عنه"
وقال في ترجمة خالد بن الوليد:
" إلا أن الناس اختلفوا في قتل مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتل مسلما لظن ظنه خالد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة وأقسم أنه لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه."
واعتقد ان قسم ابي قتادة بعدم القتال تحت راية خالد يعطي رسالة صريحة في كون تلك الراية راية ظلال.. وكون سيف خالد فيه رهق... فكيف يدعونه بعد ذلك بسيف الله المسلول؟؟؟؟
الطبري تأريخ الامم والملوك ج2 ص 273
"حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق أن أبا بكر من عهده إلى جيوشه أن إذا غشيتم دارا من دور الناس فسمعتم فيها أذانا للصلاة فأمسكوا عن أهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا وإن لم تسمعوا أذانا فشنوا الغارة فاقتلوا وحرقوا وكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة وقد كان عاهد الله ألا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح قال فقلنا إنا المسلمون فقالوا ونحن المسلمون قلنا فما بال السلاح معكم قالوا لنا فما بال السلاح معكم قلنا فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح قال فوضعوها ثم صلينا وصلوا وكان خالد يعتذر في قتله أنه قال له وهو يراجعه ما إخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا قال أو ما تعده لك صاحبا ثم قدمه فضرب عنقه وأعناق أصحابه فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال عدو الله عدى على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال أرثاء قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك ولا يكلمه خالد بن الوليد"
فتوح البلدان للبلاذري ج1 ص 117 .
"وقد قيل إن خالدا لم يلق بالبطاح والبعوضة أحدا ، ولكنه بث السرايا في بنى تميم ، وكان منها سرية عليها ضرار بن الازور الاسدي ، فلقى ضرار مالكا فاقتتلوا وأسره وجماعة معه ، فأتى بهم فضربت أعناقهم ، وتولى ضرار ضرب عنق مالك . ويقال إن مالكا قال لخالد : إنى والله ما ارتددت . وشهد أبو قتادة الانصاري أن بنى حنظلة وضعوا السلاح وأذنوا" .
والاشنع من ذلك انه اشعل النار في رأس الشهيد وجعله مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك الليلة!!!!! سبحان الله على هذه البشاعة والسادية...
البداية والنهاية لابن كثير ج 6:
فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي:
" فضربت عنقه وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك الليلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم ويقال إن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر ولم تفرغ الشعر لكثرته"!!!!!
الاصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني ترجمة مالك بن النويرة:
"مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب اثفية لقدر فنضج ما فيه قبل ان يخلص الناس الى شؤون رأسه"
الطبري تاريخ الامم والملوك ج2 ..272- 274:
" كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن خزيمة عن عثمان عن سويد قال كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعرا وإن أهل العسكر أثفوا برؤوسهم القدور فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكا فإن القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره وقى الشعر البشرة حرها أن يبلغ منه ذلك"
تأريخ ابو الفداء ج1-221
"فضرب عنقه وجعل رأسه اثفية القدر وكان من أكثر الناس شعراً"
بعد ذلك نزا خالد على زوجة الشهيد... وكان مالك قال لها قبل قتله "هذه التي قتلتني" اي ان خالدا ً كان يروم قتله ليحصل عليها!!! وقد صدق مالك...
ولو لم يكن لخالد غرض في زوجة مالك لما نكحها بعد ان صرح مالك بذلك امامه!! لكن شهوة خالد غلبت غيرته ولم يأبه لقول الناس...
تأريخ ابو الفداء ج1-221
" وفي ذلك يقول أبو نمير السعدي :
قضى خالد بغياً عليه بعرسه وكان له فيها هوى قبل ذلك
فأمضى هواه خالد غير عاطف عنان الهوى عنها ولا متمالك
فأصبح ذا أهل وأصبح مالك إِلى غير أهل هالكاً في الهوالك
ولما بلغ ذلك أبا بكر وعمر قال عمر لأبي بكر : إِن خالداً قد زنى فارجمه قال : ما كنت أرجمه فإِنه تأول فأخطأ .
قال : فإِنه قد قتل مسلماً فاقتله قال : ما كنت أقتله فإِنه تأول فأخطأ .
قال فاعزله قال ما كنت أغمد سيفاً سله الله عليهم!!! ."
اسد الغابة في معرفة الصحابة باب الميم ترجمة مالك بن نويرة:
"فتزوج خالد امرأته، فقال عمر لأبي بكر: سيف خالد فيه رهق ! وأكثر عليه، فقال أبو بكر: تأول فأخطأ. ولا أشيم سيفاً سله الله على المشركين. وودى مالكاً، وقدم خالد على أبي بكر، فقال له عمر: يا عدو الله، قتلت أمرأً مسلماً، ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك....".
"فقدم متمم على أبي بكر يطلب بدم أخيه، وأن يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي، وودى مالكاً من بيت المال. فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد."
ومن الواضح في هذه الرواية وشبيهاتها كم كان مؤرخوا السنة يدارون ويغمضون ويخففون من جريمة خالد بن الوليد. فهو يقول في البداية "فتزوج خالد امرأته" ثم يقول له عمر "نزوت على امرأته لأرجمنك"!!! فأي زواج هذا؟؟؟؟
الاصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني، ترجمة مالك بن نويرة
"فقتله ضرار بن الأزور الأسدي صبرا بأمر خالد بن الوليد بعد فراغه من قتال الردة ثم خلفه خالد على زوجته فقدم اخوه متمم بن نويرة على أبي بكر فأنشده مرثية أخيه وناشده في دمه وفي سبيهم فرد أبو بكر السبي وذكر الزبير بن بكار ان أبا بكر أمر خالدا ان يفارق امرأة مالك المذكورة واغلظ عمر لخالد في أمر مالك واما أبو بكر فعذره"
وفي موضع آخر من نفس الباب:
" واسم امرأة مالك أم تميم بنت المنهال وروى ثابت بن قاسم في الدلائل ان خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال فقال مالك بعد ذلك لامرأته قتلتني يعني سأقتل من أجلك وهذا قاله ظنا فوافق انه قتل"
البداية والنهاية لابن كثير ج 6
فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي
"والمقصود أنه لم يزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحرض الصديق ويذمره على عزل خالد عن الأمرة ويقول إن في سيفه لرهقا حتى بعث الصديق إلى خالد بن الوليد فقدم عليه المدينة وقد لبس درعه التي من حديد وقد صدئ من كثرة الدماء وغرز في عمامته النشاب المضمخ بالدماء فلما دخل المسجد قام إليه عمر بن الخطاب فانتزع الأسهم من عمامة خالد فحطمها وقال أرياء قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته والله لارجمنك بالجنادل وخالد لا يكلمه ولا يظن إلا أن رأي الصديق فيه كرأي عمر حتى دخل على أبي بكر فاعتذر إليه فعذره وتجاوز عنه ما كان منه في ذلك وودى مالك بن نويرة فخرج من عنده وعمر جالس في المسجد فقال خالد هلم إلي يا ابن أم شملة فلم يرد عليه وعرف أن الصديق قد رضي عنه"
الكامل في التأريخ لابن الاثير، ذكر مالك بن نويرة:
"وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك فقال عمر لأبي بكر: إن سيف خالد فيه رهق وأكثر عليه في ذلك فقال : هيه يا عمر تأول فاخطأ فارفع لسانك عن خالد فإني لا أشيم سيفاً سله الله على الكافرين ، وودي مالكاً، وكتب إلى خالد أن يقدم عليه ففعل . ودخل المسجد وعليه قباء [ له عليه صدأ الحديد ] وقد غرز في عمامته أسهماً فقام إليه عمر فنزعها وحطمها وقال له [ أرئاء ] قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته ! والله لأرجمنك باحجارك"
ايضا نرى جملة "تزوج خالد ام تميم امرأة مالك" ثم " نزوت على امرأته ! والله لأرجمنك باحجارك"..
تاريخ الاسلام: الشيخ الإمام العالم العامل النّاقد البارع الحافظ الحجّة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ
مقتل مالك بن نويرة
"فضرب عنقه وجعل رأسه أحد أثافي قدر طبخ فيها طعام، ثم تزوج خالد بالمرأة، فقال أبو زهير السعدي من أبيات:
قضى خالد بـغـياً عـلـيه لـعـرسـه وكان لـه فـيهـا هـوى قـبـل ذلـكـا
وذكر ابن الأثير في كامله وفي معرفة الصحابة قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة صالحها مالك، ولم تظهر منه ردة، وأقام بالبطاح، فلما فرغ خالد من أسد وغطفان سار إلى مالك وبث سراياه فأتى بمالك. فذكر الحديث، وفيه: فلما قدم خالد قال عمر: يا عدو الله قتلت امرأً مسلماً ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك، وفيه أن أبا قتادة شهد أنهم أذنوا وصلوا"
الطبري تاريخ الامم والملوك ج2 ..272- 274
" عليه ابو بكر حتى كلمه عمر فيه فلم يرض إلا أن يرجع إليه فرجع إليه حتى قدم معه المدينة وتزوج خالد أم تميم ابنة المنهال وتركها لينقضي طهرها"
ومن الواضح ان الطبري لم يقل ذلك الا ليعطي العذر لخالد... لكنه لم يفلح وسقط في ما قال.. فكيف تزوجها اولا ثم تركها لينقضي طهرها؟؟؟؟
وقد اعقب الطبري في موضع آخر:
" فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال عدو الله عدى على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال أرثاء قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك ولا يكلمه خالد بن الوليد ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر فيه حتى دخل على أبي بكر فلما أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه"
وكما تبين فيما سبق عندما علم ابو بكر غضب على خالد... لكنه عذره ولم يعاقبه!!! نعم فالفرسان والشجعان هم فوق القانون ولا يجوز ان يتعرض لهم احد!!!!
وتبين كيف ان عمر بن الخطاب انكر على خالد انكارا شديدا وطالب بعقابه... او على الاقل عزله.. لكن كما قلنا... خالد كان فوق القانون والشرع بالنسبة لابي بكر.
حتى قال عمر لأبي بكر:
فتوح البلدان للبلاذري ج1 ص 98
"فقال عمر بن الخطاب لابي بكر رضى الله عنهما : بعثت رجلا يقتل المسلمين ويعذب بالنار "
وقد استغرب ابن كثير في البداية والنهاية ج6 " فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي"...استغرب تمسك ابي بكر بإمارة خالد بن الوليد على الرغم من تأريخه الاجرامي الاسود... فقال:
"واستمر أبو بكر بخالد على الأمرة وإن كان قد اجتهد في قتل مالك بن نويرة وأخطأ في قتله كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى أبي جذيمة فقتل أولئك الأسارى الذين قالوا صبأنا صبأنا ولم يحسنوا أن يقولوا اسلمنا فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رد إليهم ميلغة الكلب ورفع يديه وقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ومع هذا لم يعزل خالدا عن الأمرة"!!!!
حيث أن لخالد سوابق في اسرافه في قتل العزل المكبلين وفي عشقه للدماء وقطع الرؤوس.. وتروي صحاح المسلمين كيف أن خالدا قتل أسرى بني جذيمة الذين اسلموا لكنهم قالوا صبأنا اي تركنا ديننا الجاهلي... فلم يمهلهم خالد ولم يستفسر منهم ما قصدوا او ينصحهم... بل ذبحهم كالخرفان وهم مكبلون... فتبرأ منه رسول الله وقال اللهم اني ابرأ اليك مما صنع خالد!! وهذا ما رواه البخاري واحمد وغيرهم.
يقول ابن الاثير في الكامل فى التاريخ المجلد الثانى من الجزء الثاني، ذكر غزوة خالد بن الوليد بني جَذِيْمة:
وفي هذه السنة كانت غزوة خالد بن الوليد بني جَذيمة، وكان رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم قد بعث السرايا بعد الفتح فيما حول مكة يدعون الناس إلىِ الاسلام ولم يأمرهم بقتال ، وكان ممن بعث خالد بن الوليد بعثه داعياً ولم يبعثه مقاتلَا فنزل على الغميصاء ماء من مياه جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، وكانت جَذيمة أصابت في الجاهلية عوف بن عبد عوف أبا عبد الرحمن بن عوف والفاكه بن المغيرة عم خالد . كانا أقبلا تاجرين من اليمن فأخذت ما معهما وقتلتهما فلما نزل خالد ذلك الماء أخذ بنو جذيمة السلاح ، فقال لهم خالد : ضعوا السلاح فإنّ الناس قد أسلموا . فوضعوا السلاح فأمر خالد بهم فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل منهم من قتل فلما انتهى الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال : اللهم إنّي أبرأ إليك مما صنع خالد.
لكن خالدا ً لم يندم على قتله لهؤلاء المساكين بل عنف ابن عوف وسبه لأنه انكر عليه ما فعل:
يقول ابن الاثير في اسد الغابة ترجمة خالد بن الوليد:
" ولما رجع خالد بن الوليد من بني جذيمة أنكر عليه عبد الرحمن ابن عوف ذلك، وجرى بينهما كلام، فسب خالد عبد الرحمن بن عوف، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال لخالد: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك أحدهم ولا نصيفه".
وهذا حديث صريح في ذم خالد بن الوليد وانه لو انفق مثل جبل احد ذهبا لما ادرك احدا من الصحابة ولا نصيفه!!!!
وكما يقول الحديث لايلدغ المؤمن في جحر مرتين... لكن خالدا كررها مرات ومرات...
فالذي يقرأ في التأريخ عن حروب خالد بن الوليد يرى ان لهذا الرجل عادة في قتل الاسرى!!
واغلب من اخذهم اسرى قتلهم بعد ذلك!!
اذن كانت الحرب بالنسبة لخالد بن الوليد متعة ادمن عليها... ولم يكن يروي عطش خالد سوى دماء الاسرى المكبلين!! ولم تكن نيته خالصة لوجه الله... بل كان مريضا ً نفسيا ً يعشق القتل والدماء!!! ولهذا قال عمر ان في سيفه رهقا ً!!
اقرؤوا عن حروبه وفتوحاته... اليكم بعض ما سمح لي وقتي من قرائته:
الكامل لابن الاثير ج2 المجلد الثاني
ذكر فتح عين التمر
"فلما انتهى المنهزمون إليه تحصنوا به فنازلهم خالد فطلبوا منه الأمان ، فأمن فنزلوا على حكمه فأخذهم أسرى، وقتل عقة ثمِ قتلهم أجمعين وسبى كل مَنْ في الحصن وغنم ما فيه"
ذكر خبر دُومة الجندل
ولما فرغ خالد من عين التمر أتاه كتاب عياض بن غنم يستمده على من بإزائه من المشركين فسار خالد إليه فكان بإزائه بهراء، وكلب ، وغسان ، وتنوخ ، والضجاعم ، وكانت دومة على رئيسين ، أكيدر بن عبد الملك ، والجودي بن ربيعة ، فأما أكيدر فلم ير قتال خالد وأشار بصلحه خوفاً فلم يقبلوا منه [ فقال : لن أمالئكم على حرب خالد فشأنكم ]، فخرج عنهم وسمع خالد بمسيره فأرسل إلى طريقه [ عاصم بن عمرو معارضاً له ] فأخذه أسيراً فقتله وأخذ ما كان معه"....
"فلما اطمئن خالد خرج إليه الجودي في جمع ممن عنده من العرب لقتاله ، وأخرج طائفة أخرى إلى عياض فقاتلهم عياض فهزمهم فهَزَمَ خالد من يليه ، وأخذ الجودي أسيراً وانهزموا إلى الحصن [ فلم يحملهم ]، فلما امتلأ أغلقوا الباب دون أصحابهم فبقوا حوله [ حرداء ]، فأخذهم خالد فقتلهم حتى سد باب الحصن ، وقتل الجودي ، وقتل الأسرى"
ذكر وقعة مصيخ بني البرشاء
"فأغاروا على الهذيل ، ومن معه وهم نائمون مِنْ ثلاثة أوجه فقتلوهم ، وأفلت الهذيل في ناس قليل ، وكثر فيهم القتل ، وكان مع الهذيل عبد العزى بن أبي رهم أخو أوس مناة، ولبيد بن جرير وكانا قد أسلما ومعهما كتاب أبي بكر بإسلامهما فقتلا في المعركة ، فبلغ ذلك أبا بكر وقول عبد العزى :
أقول إذ طرق الصباح بغارة سبحانك اللهم رب محمد
سبحان ربي لا إله غيره رب البلاد ورب من يتورد
فوَدَاهما وأوصى بأولادهما فكان عمر يعتد بقتلهما، وقتل مالك بن نويرة على خالد"
لكن عمر بن الخطاب عزله في اول عمل له عندما تولى الخلافة... وخاصمه خصومة شديدة بما قدمت يداه... وانكر عليه اسلوبه الاجرامي في حروبه...
البداية والنهاية الجزء 7 ص 9
"وذكر سلمة عن محمد بن اسحاق ان عمر انما عزل خالد لكلام بلغه عنه ولما كان من امر مالك بن نويرة وما كان يعتمده في حربه فلما ولى عمر كان اول ما تكلم به ان عزل خالدا وقال لا يلي لي عملا ابدا وكتب عمر الى ابي عبيدة ان اكذب خالد نفسه فهو امير على ما كان عليه وان لم يكذب نفسه فهو معزول فانزع عمامته عن راسه وقاسمه ماله نصفين"
والرواية الثانية التي ينقلها بعض المؤرخين هي كما ذكرها ابن حجر في الاصابة في ترجمة مالك بن نويرة:
"ان خالد بن الوليد لما اتى البطاح بث السرايا فاتى بمالك ونفر من قومه فاختلفت السرية فكان أبو قتادة ممن شهد انهم أذنوا واقاموا الصلاة وصلوا فحبس يهم خالد في ليلة باردة ثم أمر مناديا فنادى ادفئوا اساركم وهي في لغة كناية عن القتل فقتلوهم وتزوج خالد بعد ذلك امرأة مالك فقال عمر لأبي بكر ان في سيف خالد رهقا فقال أبو بكر تأول فأخطأ ولا أشيم سيفا سله الله على المشركين وودى مالكا وكان خالد يقول إنما أمر بقتل مالك لأنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اخال صاحبكم الا قال كذا وكذا فقال له أو ما تعده لك صاحبا"
ومن الواضح كذب هذه الرواية وتناقضها الشديد... ففي البداية تقول الرواية ان خالدا قال ادفئوا اسراكم- اي يريد بهم الخير وان يخلصهم من البرد- ففهم ضرار انه يريد قتلهم فقتلهم... لكن بعد ذلك يقول: "وكان خالد يقول إنما أمر بقتل مالك لأنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اخال صاحبكم الا قال كذا وكذا فقال له أو ما تعده لك صاحبا" اي انه امر بقتلهم لانه قال صاحبكم وما الى ذلك!!!!
ولا داعي ان يقول عمر ان في سيف خالد رهقا او ان يدافع ابا بكر عنه فيقول انه تأول فأخطأ!!
لذا من الواضح ان هذه الرواية اخترعت لكي يعذروا بها خالدا ً... لكن.. خاب سعيهم...
ولعل الله قد عاقب خالدا ً عندما لم يمنحه الشهادة فيمحو بها ما اقترفت يداه من الاجرام... بل اماته حتف انفه في بيته كالبعير كما قال هو عن نفسه....
بل وقد انقرض ولده جميعا وانقطع اثره عن الدنيا... وفي ذلك حكمة اخرى....
يقول ابن الاثير في اسد الغابة في ترجمة خالد بن الوليد:
" قال الزبير بن أبي بكر: وقد انقرض ولد خالد بن الوليد، فلم يبق منهم أحد"
والحمد لله رب العالمين.
تعليق