
قال الباري جل شأنه [CENTER]:
" و في انفسكم افلا تبصرون " [CENTER]


يوجد في جسم الام نظام دفاعي يهاجم أي جسم عضوي غريب يدخل الى الجسم لانه يعده عدوا و يعد الجنين الذي يحمل معلومات جينية مختلفة عن المعلومات الجينية لجسم الام جسما غريبا لذلك كان من المفروض في الظروف الاعتيادية ان يجابه الجنين خطرا كبيرا و هو النظام الدفاعي الموجود في جسم الام.... لكن هناك احتياطات خاصة بتدبير الله تحول دون قيام خلايا الدفاع هذه بالقضاء على الجنين

فقبل ان يتعلق الجنين برحم الام و يلتصق به تقوم خلايا ( الاورمة المغذية ) التي تتكون قرب رحم الام بتشكيل مصفاة من نوع خاص بين الاوعية الدموية للام و بين الجنين و لا تستطيع الخلايا الدفاعية عبور هذه المصفاة و بذلك يصان الجنين من بطش الخلايا الدفاعية التي تكون آنذاك في حالة استنفار بسبب اعلان حالة الطواريء في الجسم بل تقوم بعض هذه الخلايا الدفاعية بمساعدة نقل و توصيل الم و الاكسجين للجنين واد الغذائية

عندما يبلغ عمر الجنين أربعة أسابيع يظهر تجويفان في جانبي الرأس، ومع أن الأمر يبدو غير قابل للتصديق فإن العينين ستصنعان في هذين التجويفين . تبدأ العين بالتكون في اليوم 22 على هيئة أخدود بصري optic groove في يوم 28 تتكون الحوصلة البصرية optic vesicle ثم تغلظ العدسة lens placode lens placode pupil حيث تبدأ الخلايا بصنع الأجزاء المختلفة من العين طوال عدة أشهر ضمن خطة خارقة لا يتصورها العقل، فبعض الخلايا يقوم بصنع قرنية العين وبعضها بؤرة العين وبعضها عدسة العين، وعندما تصل الخلية إلى حدود نهاية ذلك القسم تتوقف عن العمل . كل خلية تعمل لصنع جزء من العين، ثم يتم الاتحاد بين هذه الأجزاء بشكل رائع . ولا يحدث أي اختلاط بين هذه الأجزاء، فلا تتكون مثلاً طبقة أخرى من الخلايا في موضع بؤرة العين ولا في موضع قرنية العين أو عضلاتها . كل قسم وكل جزء يكون في مكانه الصحيح بدقة متناهية وتستمر هذه العمليات، وأخيراً يتم إكمال صنع العين ( المتكونة من طبقات عديدة ) بشكل معجز وكامل

اكتساء العظام بالعضلات : حتى وقت قريب كان يعتقد أن العظام والعضلات تظهران وتنموان معاً، غير أن البحوث الأخيرة أظهرت حقيقة مختلفة تماماً لم يكن أحدٌ ينتبه إليها، وهي أن نسيج الغضاريف في الجنين يتحول إلى عظام أولاً، ثم يتم اختيار خلايا العضلات من الأنسجة الموجودة حول العظام لتتجمع هذه الخلايا وتلف العظام . غير أن هذه الحقيقة التي كشفها العلم حديثاً قد أخبرنا ربنا عز وجل بها في القرآن قبل 1400 سنة : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون:14) .
تعليق