إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

محمد ....1

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد ....1

    توطئة



    ________________________

    يمثل رسول الله محمد ابن عبدالله ونبي الاسلام والمسلمين ومؤسس وجودهم الحضاري والفعلي ... رمزية غاية في القدسية الحسّاسة لدى الاجتماع الاسلامي والعربي ، ولاريب أن هذه الرمزية المقدسة للشخصية الاسلامية ( محمد ) لم تنبع من فراغ او تنطلق من أسس هشة في العقلية الاسلامية والعربية ، وأنما تمخضت من خلال فكرة توزع اقنوم المقدس النبوي ل(محمد ) الرسول على ثلاث منطلقات أساسية حسب ما ترتأيه العقلية الاسلامية العربية وهي :
    أولا : أقنوم معتقدي يعتمد على فكرة ( الله ) المقدس عز وجل .
    ثانيا :الأقنوم الفطري المعتمد على الحب والانجذاب العاطفي .
    ثالثا : الأقنوم العملي المترشح من المنجزات الأجتماعية والفردية والحضارية والاقتصادية والسياسية التي وفرتها دعوة ( محمد ) للاجتماع العربي والاسلامي .
    وبشئ من التبسيط يمكن القول ان هذه المحاور المشار لها آنفا عمقت من فكرة التقديس لشخصية الرسول العظيم ( محمد ) في الفكر المجتمعي الاسلامي ، بل وجعلت هذه الشخصية الفذة تستولي على كل الاحترام الممكن والموجود في داخل الانسان العربي والاسلامي على السواء ، فمن منطلق كون نبوة ( محمد ) ورسالته استمدت ملامح شخصيتها المقدسة من البعد الاعتقادي الالهي المقدس فبسبب ان كل فكرة او دعوة او تأسيس .... ترتبط بفكرة ما وراء الغيب المقدس فلابد لها ان تستقطب بعض ما لملمح المقدس الالهي من قداسة فكون ( الله ) يرسل رسولا وينزل رسالة ويدعواليهما ... هذه الفكرة بحد ذاتها تخلق أطارا من هالة القدسية على هذا الرسول وتلك الرسالة مما يرشّح هذا الرسول وتلك الرسالة للاحترام المتكافئ مع احترام المقدس سبحانه ( الله ) ، وهذا مع بقاء موضوعة حقيقة هذه الصلة المزعومة بين الرسول والرسالة والمرسل ، ومدى ما لها من حجية ودليل فكري خارج أطار صلب الموضوع الذي نحن بصدده ، وأنما المهم هو كون التقديس والاحترام العميق هو بذرة لارتباط الفكرة او الشخصية بالمقدس الالهي سبحانه وتعالى (ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) .
    أما كون الحب والانجذاب العاطفي الفطري الانساني ساهم وبشكل فعّال في زيادة رصيد الاحترام والتقديس لشخصية (محمد ) الرسالية ، فلكون الاجتماع الاسلامي وجد نفسه وبلا مقدمات معقدة أمام علاقة تعاطف وحب شديدة مع هذه الشخصية الملفتة للنظر، ومثل هذه الحالات من الحب والعشق للشخصيات الكبيرة ليس بحاجة الى أي أداة من أدوات المنطق العقلي ، أو البراهين والادلة الفلسفية ، ففكرة الحب هي من الافكار الخارجة عن كل سياق أو أطار هو بحاجة الى مقدمات ونتائج ، وأنما هي هكذا وبلا شعور ( كالفن ) يستشعرها الانسان بكل عمق ويعبر عنها بكل تلقائية ، ومن ثم تصبح فكرة الحب رديفة لفكرة الانسان ككل في هذا الوجود المركبة على الحب بين آله ( ألله ) خالق الوجود بدافع الحب وبدون اي دافع آخر ، ومن هنا كان للحب بعدٌ كبير في عملية العلاقة أو أقامة العلاقة بين ( محمد ) ومجتمعه ، وما انتجته هذه العلاقة من تقديس منقطع النظير لشخصية الرسول المحبوبة لدى الاجتماع العربي والاسلامي ، بل واكثر من ذالك فأن حب المسلمين لرسولهم ( محمد ) قد فاق الكثير من التصورات البشرية ليتبلور الى حب تفوق مستوياته حب الولد والاهل والنفس والمال وحب الحب نفسه اخيرا ، لاسيما ان أخذنا فكرة من يقول أن محمدا نفسه تحوّل الى معقد (رابط ) رئيسي بين الانسان المؤمن المحب لله سبحانه وبين الله المحب للانسان حسب الرؤية الاسلامية قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) آل عمران / 31. ومن الممكن القول هنا ان البذور الاولية لهذه العلاقة الوجدانية التي ربطت بين ( محمد ) واتباعه هي وكما يعتقد المسلمون انفسهم أمتداد طبيعي لبعد لاهوتي قديم لدعوة الكبير المحترم أبي الانبياء أبراهيم ع ( ربنا اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلواة فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) . ابراهيم / 37.
    وعلى أي حال فأن علاقة الودّ بين ( محمد ) وانصاره من العرب والمسلمين بادية للعيان وبكل وضوح وجرأة ، بل هي من الظواهر الملفتة للنظر بأعتبار أنه يعزّ وجود رديف لها في باقي اديان العالم الانساني بين أي أمة وأي نبي ، مما جعل هذه الظاهرة أحد ممونات التقديس لشخص ( محمد ) المحترمة .
    ويبقى لنا ان نذكر المحور الثالث الذي ساهم في تدعيم نفوذ ( محمد ) الاسطوري بين اتباعه ، وذاك هو ما وفرته دعوة ( محمد ) نفسه ورسالته للانسان العربي والاسلامي في التاريخ وحتى اليوم ، فمما لاريب فيه ان دعوة ( محمد ) الاسلامية الالهية قد انتقلت بالاجتماع العربي وغير العربي نقلة نوعية وعلى كافة المستويات البشرية سواء كانت مستويات فردية شخصية نفسية ، او أجتماعية او سياسية او اقتصادية او حضارية ، ولسنا بحاجة الى كثير من العناء لاكتشاف هذا المنحى المعرفي الظاهر المعالم - حقيقة - في الوجود التاريخي الانساني ، سيما ان أجرينا مقارنة بسيطة بين الاجتماع العربي قبل دعوة محمد ، والاجتماع العربي الاسلامي بعد دعوته المباركة فسنجد وبدون اي لبس أن البون شاسع على كافة المستويات الانسانية ، فمن انسان عربي غارق في الفراغ والجهل المعرفي والانانية والعدائية والانطواء ...... الخ ، حولته دعوة ( محمد) الاسلامية الى انسان ثقيل الوزن معرفيا وعقائديا منفتح الفكر أشتراكي المشاعر والحب ، وكذالك سنجد ان الاجتماع العربي كان غارقا في التفتت والتناقضات وعدم وضوح الرؤية او وجود الهدف قبل دعوة ( محمد ) الى اجتماع قومته تلك الدعوة لتهب له الهدف والنظام والتكاتف والتطلعات الحضارية الكبيرة ، ليغدو وبزمن قياسي أجتماعا يبزّ اقرانه من المجتمعات الاخرى علما وادبا وفتحا واقتصادا وانشاء حضاريا .... الخ ؟.
    أن مثل هذا العطاء الكبير الذي وفرته هذه الدعوة وتلك الشخصية الرسالية ( محمد ) الكبيرة لاشك سيكون لها اكبر الاثر في احترام هذه الشخصية وتلك الدعوة ، بل وتقديسها الى حد الذوبان في الفداء والدفاع عنها باعتبار ان تقديس هذه الشخصية المخلصة والمنقذه هو الثمن الابسط الذي يهبه الانسان العربي والاسلامي لهذا العطاء الكبير الذي وفرته تلك وهذه الشخصية الاسلامية الفريدة ، وعليه فلا يلام الانسان العربي والاسلامي ان رأى ان تقديس ( محمد ) هو ابسط ثمن يقدمه كعوض وجود صاغه ( محمد ) للانسان العربي ليخرجه من الظلمات الى النور ؟.
    ************************************************** **
    ان من الطبيعي والمتوقع ومن خلال ما ذكرناه آنفا ان يكون لشخص ( محمد ) اكثر من محور ينبغي التساؤل عنه ، بل ويجب ان تكون شخصية ( محمد ) ملفتة للنظر وطالبة للسؤال ، وذالك بأعتبار ان هذه الشخصية العميقة لايمكن لها ان تعيش في الظلّ ، أو يهيمن عليها المقدس ليبني جدرانه ويخنق صورتها داخل اطاره ، ومن هنا تبلور الوجوب لأن تكون شخصية الرسول الاعظم ( محمد ) مجال اخذ ورد وتساءل ونقاش من قبل العشاق لذاته من اتباعه وانصاره ومن قبل اعداءه والمبغضين لمشروعه الانساني في وعلى هذه الارض ، أما كون هذه القدسية وذاك الاحترام الكبير يتقولب في دوائر من التصلب والجمود ومن ثم ليتحول الى عبادة وثنية متحجرة طاردة لكل بحث ودافعة لكل سؤال ونقاش من داخل الدائرة الاسلامية او خارجها ، فأن مثل تلك النزعات او النظرات المعتمة لايمكن لها ان تخدم مشروع البحث عن ( محمد ) والتعرف على كينونته العظيمة ومدى انفتاحها وعطائها الانساني واللاهوتي اللامحدودة ؟.
    نعم هناك البعد اللاعلمي واللافكري واللامعرفي قد يطرح نفسه في نقاش الشخصية المحمدية الكبيرة ، ليحوّل الفكر والمعرفة والبحث الى مجرد مشاعر معقدة تقذفها تلك النزعات النفسية المظلمة من هنا وهناك لتنتقص من شخص الرلسول الاعظم ( محمد ) ومن ثم لتفتعل زوبعة في فنجان صدئ ، من ردود الفعل العاطفية لانصار ( محمد ) واتباعه ، ولكنها سرعان ماتنتهي عند اول منعطف من الزمن بدون ان نخرج بنتيجة علمية تذكر ، فلا نحن ادركنا من هو ( محمد ) ؟. ولا ماهية رسالته الانسانية ومشروعه اللاهوتي الكبير ؟. ........ الخ ، وذالك تماما مانراه ونسمعه ونقراه من هنا وهناك من جدل في هذه اللحظة من التاريخ الانساني المعاصر بشأن الرسول المحترم ( محمد) والذي تتناول شخصية الرسول العظيم ( محمد ) بسطحية وانغلاق وتبعية وعجز عن البحوث العلمية القيمة، ولكن حتى مع تلك السطحية في مثل تلك السجاليات القريبة الى الخطابات السياسية منها الى البحث الفكري والعلمي ، نجد ان المنهجية الاسلامية القرأنية قابلة ايضا لاحتواء مثل تلك السجاليات الساذجة لتدرجها في قالب من الفهم الفكري العميق والجيد والمفيد بنفس اللحظة ، فأن المنهج القرآني قد ذكر وهو يطلعنا على منظومة الجدل التي كانت قائمة ولم تزل حتى اليوم بشأن شخصية ( محمد ) الكبيرة من ان الاجواء الفكرية المتشنجة قد تدفع ببعض المتصلبين من الفكر الاخر والمتعصبين لمواقفهم العقائدية ان يقيّموا وجود ( محمد ) وافكاره ومواقفه وتطلعاته ......الخ بشيئ من اللاعقلانية المعرفية لتطرح مقالة : بأنها محض شخصية متخيلة وغارقة في الوهم والتفائل الساذج ، لابل والمرتمية في هذيان من الجنون ( وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذكر ويقولون انّه لمجنون / القلم / 51 .) ومع ذالك فقد درج الفكر القرآني هذه المعالجات السطحية لشخصية ( محمد ) الكبيرة ، ليبلورها الى فكرة قابلة للجدل القراني المعرفي ، وناهضة لأن تكون مسموعة ومقبولة في عالم الجدل الفكري مع انه كان بالأمكان تجاوز مثل هذه السجاليات الغير كبيرة المعنى فكريا ، ولكن المنهج القرآني يذكر كل المنظومة الفكرية التي طرحت من قبل اعداء (محمد ) ودعوته في شخصية هذا الرسول الكريم ، بل ويناقش - الفكر القرآني - هذه الادعاءات المتجنية على شخص ( محمد ) العظيم بنوع من المجادلة الفكرية الهادئة ليكون مدعى ( الجنون والتكهن والشعرية .....الخ ) كلها أقانيم فكرية يبحثها الفكر القرآني ويفند مزاعمها بشئ كثير من العقلانية والمعرفية والفكرية المحترمة ، وهذه المنهجية القرآنية هي نفسها التي فتحت آفاق الحوار حول شخصية ( محمد ) العظيم لتشيّد لنا صرح الحوار حول المقدس النبوي والذي قيل فيه الكثير والقليل من التقييم الصادق والكاذب والعميق والسطحي والكبير والصغير ......الخ ؟.
    ان عظمة المنهجية الاسلامية القرآنية في الحوار والجدل أنها منهجية تجمع بين الفكرية والعاطفية بنفس اللحظة ، كما هي جامعة للتعقل والوجدان بنفس المنعطف فعندما تصادف أي حوار او جدل او نقاش يحاول القفز على المطلوب من الجدل والحوار والتجاذب ، ليحوّل تلك المعاني الى التزييف ومجرد اللعب السياسي ، فان هذه المنهجية تنتهز الفرصة لتحول من هذا التلاعب السياسي الى مادة للفكر والتأمل ، لتنجح أخيرا في منحيين مهمين في عالم الحوار والبحث وهما :
    أولا : أفشال عملية القفز على المطلوب أثباته ، فبينما يحاول دعاة الكسب السياسي ارساء قواعد الضبابية في النظرة وخلط الاوراق الفكرية على المتلقي للفكرة ، يحاول المنهج القرآني ان يصيغ نفس الفكرة ولكن بمنحى معرفي آخر فمقولة من قبيل ( شاعر ) - مثلا - والذي حاول أعداء ( محمد ) ان يجيروها لصالح منطلقاتهم السياسية ، يأخذها المنهج القراني ليصيغها في بعد آخر يطرح من خلالها مقولة النبوة والرسالة وارتفاع مضامينها الفكرية والعقلية عن مقولة الشعر ليكسب فكرة النبوة على حساب دعوة الشعر ( وماعلمناه الشعر وما ينبغي له ان هو الا ذكر وقرءان مبين / يس / 69 ) وهكذا .
    ثانيا : عدم وجود ماهو مقدس في الحوار والجدل ومهما كانت مناحيه الفكرية ، فليس هناك دعوة التابو الذي ينبغي ان لايناقش في المنهجية القرانية وحتى ان كان ذالك الجدل والحوار ليس له اي اساس من الصحة والمقبولية العقلية والفكرية ، وانما المهم هو الكيفية التي نتلقى بها هذه الفكرة او تلك وهذا الجدل او ذاك أو هذا الافتراء او ذاك ....الخ ، ومن ثم نحوله الى شيئ نافع وفكري وعميق ؟.
    ************************************************** *************************
    ان مما تؤكد عليه المنهجية الاسلامية في الحوار والجدل الفكري والعقائدي والسياسي ... هو عملية أخذ الفكر الآخر بمنهجية جامعة لكل الاصول الثلاثة التي ذكرت في أول الموضوع - الفكر ، العاطفة ، التسييس - وعدم الاكتفاء بالاخذ بمنهجية احادية الجانب لتتغلب العاطفة الوجدانية على لغة الفكر ، او يتجرد الفكر من حرارة الوجدان ، او تنتصر اللعبة السياسية على العقيدة والحب ؟.
    لا أنما ينبغي ان يكون لكل منحى حصته من عملية الحوار مع الاخر ، وسيما ان المنهجية القرانية الحوارية ، منهجية منفتحة على كل الابعاد الفكرية العقائدية الانسانية وغير منغلقة على ذاتها كباقي أديان ومناهج وافكار العالم الانساني الاخر ، فهذه المنهجية - القرآنية الاسلامية المحمدية - قابلة للاخر ومعترفة بوجوده الديني وغير الديني ، ومجادلة له فكريا وعقائديا وسياسيا ووجدانيا ونفسيا وروحيا .....الخ ؟.
    وعليه فكل ردة فعل فكرية او عقائدية او سياسية مبالغ في تصوراتها الاسلامية ضد او نحو الفكر الاخر تعتبر وبلا مبالغة في الحكم ضرب من عدم الحكمة الاسلامية المنبنية على المنهجية القرآنية ، لابل هي خروج صريح على منهجية الحوار والدعوة القرآنية التي أسس لها القرءان الكريم وعلمها ( محمد ) لاتباعه بكل حرفة ومهارة ؟.
    ان القرءان عندما يؤسس لحوار بين الحضارات الانسانية المختلفة المشارب والمناشئ والاتجاهات والاذواق الفكرية .....الخ ، يضع قبال عينيه مدى الواقعية التي ينبغي ان يطرحها للحوار مع الاخر الحضاري المختلف ، فهو آخر وحسب العقلية الاسلامية القرءانية ( متعصب ) : ( لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .../ 120 / القرة ) ولكنه من الجانب الاخر مختلف في داخله نفسه فليس الكل من الاخر على شاكلة واحدة فمنهم ( المنفتح ) ايضا ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قآئمة يتلون ءايت الله ءاناء الليل وهم يسجدون ، يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين / 113- 114 / آل عمران ) كذالك الاخر الحضاري ( معقد ومنغلق وضلامي ) : ( هآنتم أولاء تحبونهم ولايحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله واذا لقوكم قالوا أمنّا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ .../ 119 / آل عمران ) لكنه ومن الجانب الاخر ( يحب الاخر الانساني المشترك معه بالاهداف وبعض المبادئ ) : ( ولتجدنّ أقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذالك بأنّ منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون / 82 / المائدة ) كما ان الاخر الانساني والحضاري في العرف القراني الاسلامي المحمدي ( معتدي متهور جاهل ) : ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيرا ../ 168 / آل عمران ) الا ان عليكم الدفع بالاحسن والالطف والاكرم من الحوار والمعرفة وان تصبروا وتتقوا فان ذالك من عزم الامور .... ولاتجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا أمنا بالذي أنزل الينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ......الخ ) كما ان الاخر الحضاري ( مادي حسود مظلم مخاتل مخادع ) : ( ودّ كثيرا من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسداً من عند انفسهم من بعد ماتبين لهم الحق / 109 / البقرة ) ولكن عليكم ان تسمو فوق الرغبات النفسية الجسدية المادية والظلمات الروحية ل ( تعفوا وتصفحو وتكبروا ) : ( فاعفوا واصفحو حتى يأتي الله بأمره ان الله على كل شيئ قدير / 109 / البقرة ) ...............الخ .
    وهكذا نجد ان المنهجية الاسلامية في الحوار والجدل الفكري والروحي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ... منهجية واقعية متوازنة ، تطرح المناهج الحوارية والجدلية وهي اخذة بالحسبان كل الواقعية البشرية وماتحمله من تناقضات فكرية ونفسية وسياسية ، كما وانها تطرح الاليات العملية في عملية الجدل والحوار الحضاري حتى لا ينجر الفكر والاجتماع الاسلامي الى دوائر من الفعل وردة الفعل اللامتعقلنة للحوار والجدل فيطرح ( العفو ، الصفح ، الجدل بالاحسن ، الصبر ، التقوى ، ....الخ ) لأدراكه ان أي ردة فعل لاتنسجم مع هذه الاليات السلمية سوف تصنع انتاجا غير مفيد للفكرة الاسلامية ومشروعها الانساني الكبير ، بل وربما تأتي بنتائج عكسية لمصلحة الفكرة والاجتماع الاسلامي ككل ، لذا كان لزاما على الفكر الاسلامي ان يلتفت الى كل النكت الاسلامية والاليات العملية التي يطرحها لموضوعة حوار وصراع الحضارات الانسانية فكريا وعلميا وروحيا ، ولابد هنا من الاشارة الى ان المنهجية الفكرية الاسلامية المحمدية الانفة الذكر قد انتحت منحى عدم الجدال او المناقشة او الدخول في حوار مع الاخر الحضاري في بعض المحاور الفكرية والنفسية وغيرها ، مع ذكرنا سابقا ان هذه منهجية اخرى غير منهجية الجدل والحوار الذي يفتحها الجدل القرءاني في بعض المواضيع الاخرى في النبوة والمعاد والله سبحانه والعدل ....الخ وهذا من منطلق ان الحوارية الاسلامية تنظر الى الهدف من الجدال والحوار والنقاش الفكري ومدى ايجابيته ونفعيته على الصعيد العملي ، فان رأت هذه المنهجية ان الدخول في الجدل والحوار نافعا كانت الابواب مشرعة لكل الفكر والجدل ، اما ان كان جدلا عقيما وحوارا يسحب لنتائج عكسية ، فان منهج ( الاعراض والصفح والعفو والاحسن ...) هو الابلغ من كل الكلمات الانسانية والدعوات الفكرية وغيرها







المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X