إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

س209 : حول نسيان موسى (ع) ووصيه رغم مكانتهما ؟

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • س209 : حول نسيان موسى (ع) ووصيه رغم مكانتهما ؟

    العضو السائل : لواء الحسين

    السؤال :
    في سورة الكهف الشريفة وردت قصة موسى مع العبد الصالح ، وفيه أمران مستغربان نرجو توضيحهم :
    أ ـ نسيان وصي موسى عليه السلام وقيل أنه يوشع بن نون وهو نبي ، ونسبته إلى الشيطان ، وكيف تلتئم هذه النسبة مع ( عباد الله المخلَصين ) ؟
    ب ـ قول موسى عليه السلام للخضر ( لا تؤاخذني بما نسيت ) ، وإن كان هذا النسيان لا يقدح بعصمته عن الذنوب وما أشبه ولكنه منفّر ، خصوصاً أنه كان من قريب عهد ؟


    الجواب :
    بسمه سبحانه
    اعلم يا بني أن الشيطان لا يتمكن من التأثير على عباد الله الصالحين المخلصين المعصومين فيما يخص الأحكام الشرعية ، سواء كانت فيما يتعلق بالأحكام مباشرة أو غير المباشر ، أو يتعلق بموضوعات الأحكام ، لأن الاشتباه في الموضوع _وإن كان مغتفراً في معظم الأحوار_ إلا أن الآثار التكوينية السلبية المرتبطة بمخالفة الأحكام الواقعية لا تنتفي ، وإبليس اعترف بعجزه ، والله سبحانه شهد بعجزه أيضاً عن التأثير فيما يخص الأحكام وموضوعاتها .

    وكما أن الأنبياء والأئمة وغيرهم من المعصومين بمقتضى العصمة يمتلكون المناعة النفسية والجسدية تساعدهم على التمسك بالأحكام الإلهية الواقعية ، إلا أن ما هو بعيد عن الأحكام وموضوعاتها مما يتعلق بانتفاعهم في حياتهم من المأكل والمشرب والملبس والمسكن وكل ما يعود إلى هذه الأمور فشياطين الجن والإنس يتمكنون من إيذائهم في كل ذلك ، بل حتى في أجسامهم الطاهرة كما يرشد إلى ذلك تسلط الظلمة على قتل الأنبياء والأئمة وإتلاف أموالهم ونهبها ، فإذا اتضح ذلك فقضية نسيان الحوت يدخل في هذا الإطار ، لأنه كان طعاماص معداً لموسى ، ولفته كما يشير إليه قول موسى {آتنا غذاءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً} ، فالشيطان حاول إيذاء نبي الله موسى من خلال ما فعل .

    وأما قول موسى {إني نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً} فاعلم يا بني أن نبي الله موسى مع كونه نبياً معصوماً محمياً عن كل مخالفة تتعلق بالأحكام الشرعية وموضوعاتها ، إلا أنه لا يتخلى عن مقتضيات البشرية ، ومنها أن يكون الأمر الأعظم سبباً للغفلة والإعراض النفساني عمّا دونه ما لم يكن له ارتباط بالأحكام الشرعية وموضوعاتها ، وموسى كان قد وعد العبد الصالح بالسكوت ، وكان الوعد بدائياً لا يجب الوفاء به ، والسكوت عن كسر السفينة وهي مال مسلم محترم لا يجوز التجاوز عليه بدون مسوغ ، ولم يكن موسى يعلم المسوغ ، وعليه قد هاله مد العبد الصالح يده إلى السفينة وكسرها ، وهذا كان أفظه شيء واجهه موسى في تلك اللحظة ، ومقتضى الموازين الشرعية لا يجوز له السكوت ففظاعة الأمر سببت له الغفلة والنسيان عن الوعد البدائي الذي لا يجب الوفاء به ، وكما أن الوعد بالسكوت لم يكن للوفاء بواجب شرعي ، إنما كان لغاية شخصية في نفس نبي الله موسى عليه السلام ليسمح له العبد الصالح بمصاحبته كما يرشد سياق القصة فتأمل .

    هذا مجمل الكلام المتعلق بهذا المقطع من القضية ، والله الموفق .

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X